الخميس، 28 فبراير 2019

رأي الوطن هل ستكون إدلب كغيرها من المدن المحررة؟

رأي الوطن هل ستكون إدلب كغيرها من المدن المحررة؟
طشقند 28/2/2019 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري
تحت عنوان "رأي الوطن: هل ستكون إدلب كغيرها من المدن المحررة؟" نشرت جريدة الوطن العمانية يوم 27/2/2019 تعليقاً جاء فيه:


يفرض الشأن السوري إيقاعه لكونه بات الحدث الأهم في المنطقة الذي تدور حوله السياسات الأميركية ـ الإسرائيلية ومعها الإقليمية، ذلك أن التحول المعاكس الذي استطاعت أن تحققه سوريا وحلفاؤها ميدانيًّا وسياسيًّا قلب الموازين وأعاد معشر المتآمرين على سوريا على أعقابهم، وهو ما أربك مخططهم التدميري وعثَّر تنفيذ أهدافهم التخريبية والتقسيمية، فلا الحروب بالوكالة التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية والأدوات الإقليمية التابعة لراسمي مخطط التدمير وواضعي أهدافه حققت كل أهدافهم، ولا الحروب بالأصالة تمكنت أن تحدث الاختراق المطلوب، فجميع الهجمات الإرهابية العدوانية التي شنها وينويها كيان الاحتلال الإسرائيلي على سوريا لم تحقق أهدافها، بل عادت عليه بمزيد من القلق وارتفع لديه منسوب الهواجس والمخاوف، وأربك كل حساباته وجعله يراجع حماقاته غير المحسوبة، وكذلك حال الهجمات العدوانية التي يشنها ما يسمى التحالف الستيني الذي تقوده الولايات المتحدة، رغم التدمير الهائل الذي أحدثه الحلف الداعم للمخطط التآمري على البنية الأساسية السورية، وتكرار الهجمات المستهدفة للمدنيين السوريين في دير الزور التي كان لها النصيب الأكبر من ضحايا هذه الهجمات في الوقت الذي أخذ فيه تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره يتضخم عدة وعتادًا، ويتم نقل عناصره عبر مروحيات التحالف من منطقة إلى أخرى، من العراق إلى سوريا والعكس صحيح، ولولا الدور الروسي ـ السوري وبقية الحلفاء لما انحسر هذا التنظيم وغيره، وانحسرت قوته ورقعة انتشاره في المناطق السورية.
وعلى الرغم من التجريب المتكرر للأدوات، والهجمات العدوانية الإرهابية والدعم المتواصل للتنظيمات الإرهابية، ووسائل التضليل والتشويه والفبركة والأكاذيب، فإن الجيش العربي السوري ومعه الحلفاء الصادقون المخلصون لسوريا يواصل مراكمة إنجازاته الميدانية، غير آبه بما يحيكه الأعداء المتآمرون من مخططات هدفها عرقلة انتشار الجيش السوري، وتكليل إنجازاته بالنصر المؤزر والكامل على المخطط الإرهابي، والذي تكلُّله سيتوقف على نجاحه في ضرب آخر بؤرة إرهابية في محافظة إدلب التي ستكون ضربة ما بعدها، والقاصمة للمخطط بأكمله والإطاحة بجميع الأهداف والأقنعة التي تخفت وراءها تلك الأهداف، والتي رفعت شعار “مساعدة الشعب السوري حتى تحقيق تطلعاته” والأسطوانة الممجوجة والمشروخة “محاربة تنظيم داعش الإرهابي”، فإذا بنصف الشعب السوري مهجر رغمًا عنه، وملقى به في ملاجئ الشتات واللجوء، ويسام أسوأ أساليب الإذلال، فمصيره بات بيد الفقر والجوع، والبرد القارس والحر الشديد، وبالغرق في مياه البحر الأبيض المتوسط، أو تلقِّي الإهانات على الحدود في أوروبا، أو محاولة غسل أدمغة الكثير من هؤلاء المهجرين ليكونوا أعداء على وطنهم سوريا، وعملاء للمتآمرين وغير ذلك من الأساليب والمعاناة التي تواجه المهجرين السوريين، فضلًا عن منعهم من العودة إلى وطنهم السوري وذلك بقصد استمرار المتاجرة بمصيرهم ولقمة عيشهم.
ما من شك أن أعين معشر المتآمرين مسلطة اليوم على محافظة إدلب بعد بدء الجيش العربي السوري التحرك التدريجي نحو الخزان الإرهابي في هذه المحافظة، لذلك وأمام هذا التوجه لم تتوقف محاولات الإفشال والعرقلة لمنع أي إنجاز للجيش السوري، فالرهانات على بعض الأطراف الإقليمية وعلى بعض المكونات التي اختارت طريق العمالة والخيانة تتواصل من أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه، بحيث يمكن البناء عليه، والقدرة مع مرور الوقت على إحداث تغيير ميداني وسياسي يسمح باستمرار المخطط التآمري الإرهابي واستنزاف سوريا وحلفائها، غير أن هذا لن يكون ـ وفق التأكيدات السورية وكذلك تأكيدات الحلفاء ـ وستكون إدلب كحلب كحمص والقصير ولن تكون استثناء، فحضن الدولة السورية هو الأولى بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق