الأربعاء، 13 فبراير 2019

رأي الوطن سوريا أما آن توقف نزيف الدم؟

رأي الوطن سوريا أما آن توقف نزيف الدم؟
تحت عنوان "رأي الوطن: سوريا.. أما آن توقف نزيف الدم؟" نشرت جريدة الوطن العمانية يوم 13/2/2019 تعليقاً جاء فيه:


في الوقت الذي يحصي فيه السوريون ضحايا المجزرة التي ارتكبها طيران التحالف الستيني بقيادة الولايات المتحدة في ريف دير الزور، كان الطيران الحربي لكيان الاحتلال الإسرائيلي يستكمل الاعتداء على سوريا في القنيطرة، في صورة يبدو التنسيق والتبادل في الأدوار لشن العدوان على سوريا هما القاسم المشترك، والجامع لمنظومة التآمر والعدوان على سوريا.
المجزرة المروعة التي راح ضحيتها حوالي سبعين مدنيًّا بين قتيل وجريح بينهم أطفال جراء القصف المكثف على المنازل السكنية في بلدة الباغوز في ريف دير الجنوب الشرقي ليست جديدة، وإنما تأتي ضمن سلسلة طويلة ممتدة من الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري، وتعبِّر في الشكل والجوهر عن معانٍ كثيرة من جانب الطرف المعتدي، منها ما يضمر من كراهية وأحقاد تجاه سوريا وشعبها وجيشها وقيادتها، ومنها ما وضع من أهداف استعمارية خبيثة تستهدف وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، كما تكشف هذه الاعتداءات المتكررة على الشعب السوري عن حقيقة الشعارات التي رفعت في بداية تفجير المخطط التآمري ضد سوريا وحتى اليوم، وإن خفتت وتيرتها، والتي كانت من قبيل أن “التدخل في الشأن الداخلي السوري من أجل مساعدة الشعب السوري حتى تحقيق تطلعاته".
لا نعتقد أن هناك من يشك لحظة أن ليس لدى الشعب السوري اليوم القناعة التامة بعد ثماني سنوات من الإرهاب والدمار والخراب بأن بلاده مستهدفة، وأنه مستهدف، وأن جيشه الباسل مستهدف وعقيدته، وأن حكومته مستهدفة، بدليل أن منظومة التآمر والعدوان تبذل كل جهد لعدم عودة المواطن السوري إلى وطنه سوريا، بعد ما أوعزت تلك المنظومة إلى تنظيماتها الإرهابية التي تأبَّطتها وجنَّدتها وشغَّلتها وسلَّحتها ودرَّبتها بإجبار أبناء الشعب السوري على الهجرة والاغتراب، وأن يبقوا حبيسي ملاجئ الشتات يلتحفون السماء، ويفترشون التراب، والرمل، ويتوسدون الحجارة، حيث كان لافتًا وواضح الهدف ما تقوم به تلك التنظيمات الإرهابية من جرائم قتل وإبادة وانتهاك، وتدمير للمنازل والبنى الأساسية والمصالح والدوائر الخدمية، والمزارع وصوامع الحبوب وأنابيب النفط والغاز، ومحطات الوقود والكهرباء والمياه، ونهب ما تبقى من كسرة خبر لدى الأسر المحاصرة في قراها وأريافها ومدنها.
ومن المؤكد أن الصورة تبدو أقرب إلى قلب وعقل المواطن السوري وفهمه من خلال النزعات الاستعمارية التي بدت واضحة في شمال سوريا وجنوبها، حيث هناك من يعمل على محاولة استعمار واغتصاب جزء غالٍ من أرض سوريا، وكذلك من خلال النزعات الانفصالية المدعومة من القوى المعادية للدولة السورية ولشعبها وجيشها وقيادتها. لذلك، وأمام هذا الانكشاف من الأهمية بمكان أن تتوحد جميع راية السوريين ودعم الجيش العربي السوري من أجل منع المجازر المرتكبة بحق الشعب السوري، ومنع الاعتداءات المتكررة، وتفويت فرص تحقيق الأجندات والمشروعات الاستعمارية، وتطهير سوريا من أدران الإرهاب التكفيري ورجسه، وطرد أي وجود أجنبي غير شرعي، وبالتالي على المهجرين والمحبوسين في ملاجئ الشتات أن يعودوا إلى وطنهم سوريا، حيث كرامتهم وعزتهم ومجدهم، وأن يقاوموا ما يمارس عليهم من ضغوط وموانع لإجبارهم على التشتت. فقد آن الأوان أن يتوقف الاستخفاف بالدم السوري ونزيفه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق