الأربعاء، 4 نوفمبر 2009

العولمة والتبادل الإعلامي الدولي

العولمة والتبادل الإعلامي الدولي
دراسة كتبها في طشقند بتاريخ 1/11/2007 أ.د. محمد البخاري: عربي سوري مقيم في أوزبكستان، دكتوراه علوم في العلوم السياسيةDC ، اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. ودكتوراه فلسفة في الأدب PhD، اختصاص: صحافة. بروفيسور قسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية والقانون بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية.
تحمل العولمة معنى "جعل الشيء على مستوى عالمي، أي نقله من حيز المحدود إلى آفاق "اللامحدود". واللامحدود هنا يعني العالم كله، فيكون إطار الحركة والتعامل والتبادل والتفاعل على اختلاف صوره السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، متجاوزاً الحدود السياسية والجغرافية المعروفة لدول العالم، وهذا المعنى للـ"العولمة" يطرح ضمناً موضوع مستقبل الدولة القومية وحدود سيادتها، ودورها سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي".[1] وعرف المفهوم الأمريكي "العولمة" بـ"تعميم نمط من الأنماط الفكرية والسياسية والاقتصادية لجماعة معينة، أو نطاق معين، أو أمة معينة على الجميع، أو العالم كله". وبما أن "العولمة" بدأت أساساً من الولايات المتحدة الأمريكية، فقد جاءت نظرياً كدعوة لتبني النموذج الأمريكي في الاقتصاد والسياسة والثقافة وبالتالي طريقة الحياة بشكل عام. وجاءت العولمة أساساً كنتاج للثورة العلمية والتكنولوجية، التي كانت في العصر الحاضر بمثابة نقلة نوعية في تطور الرأسمالية العالمية، في مرحلة ما بعد الثورة الصناعية التي ظهرت في أوروبا مع منتصف القرن 18، نتيجة لاستخدام الطاقة التي غيرت بشكل جذري أسلوب وعلاقات الإنتاج، لتبدأ معها مرحلة جديدة من مراحل التطور الإنساني، اتصف بالتوسع الاقتصادي، والبحث عن الموارد الطبيعية، وفتح الأسواق الاستهلاكية العالمية. وكانت من مسببات ظهور الاستعمار التقليدي، ونشوب الحروب الأوروبية لتلبية حاجات الرأسمالية الصاعدة.
ومما سارع في شيوع "العولمة" استمرار التطور العلمي والتكنولوجي، وما رافقه من تطور هائل لوسائل الاتصال وجمع ونقل المعلومات الحديثة، التي شكلت بدورها تجديداً لنمط وطبيعة الإنتاج والتفاعلات والتعاملات الدولية. ولم تعد الحروب وسيلة لحسم الخلافات بين الدول الرأسمالية، بل أصبحت الحاجة ملحة لتوحيد أسواق الدول الصناعية المتقدمة من خلال سوق عالمية واحدة، أي ضرورة تجاوز الحدود الجغرافية والسياسية القومية المعروفة، وإعادة توزيع الدخل، والعمل على رفع المستوى المعيشي للإنسان ليمكن معه توسيع سوق الدول الصناعية المتقدمة، لاستيعاب المنتجات الحديثة، أي خلق "مجتمع استهلاكي كبير. وشكلت هذه السمات نقطة تحول من "الرأسمالية القومية" إلى "الرأسمالية العابرة للقوميات" التي ارتبط فيها ظهور مفهوم "العولمة" الذي عبر عن ظاهرة اتساع مجال الإنتاج والتجارة، ليشمل السوق العالمية بأسرها. وتجاوز الفاعلية الاقتصادية التي كانت لمالكي رؤوس الأموال، من تجار وصناعيين، كانت تصرفاتهم محكومة في السابق بحدود الدولة القومية التي ينتمون إليها، لتصبح الفاعلية الاقتصادية مرهونة بالمجموعات المالية والصناعية الحرة، المدعومة من قبل دولها، عبر الشركات متعددة الجنسيات، وهكذا لم تعد الدولة القومية هي المحرك الرئيسي للفاعلية الاقتصادية على المستوى العالمي، بل حل مكانها القطاع الخاص بالدرجة الأولى في مجالات الإنتاج والتسويق والمنافسة العالمية. و"العولمة" ليست نظاماً اقتصادياً فقط، بل تعدته إلى كافة مجالات الحياة السياسية والثقافية والعلمية والإعلامية، لأن النمو الاقتصادي الرأسمالي العالمي استلزم وجود أسواق حرة، ووجود أنظمة سياسية من شكل معين لإدارة الحكم. وكما تعددت مراكز القوة الاقتصادية العالمية في الرأسمالية العالمية الحديثة، وتعددت معها مراكز القوة السياسية، حتى أنها خلقت بدائل وتعددية في القوى على مستوى السلطة، وهو ما دعم إمكانيات التطور الديمقراطي بكل شروطه، من عدم احتكار السلطة، وتداولها، وتعدد وتنوع مراكز القوى والنفوذ في المجتمع، ومنع تركيز الثروة في يد الدولة وحدها، محققاً نوعاً من اللامركزية في الإدارة.
ومما ساعد على الانتشار السريع للعولمة انتصار الرأسمالية على الأنظمة الأخرى، من نازية وفاشية وشيوعية بانهيار الإتحاد السوفييتي السابق، لتحل محله جمهوريات مستقلة، وسقوط النظم الشمولية في أوروبا الشرقية، وتحول الأنظمة الجديدة في تلك الدول نحو أشكال ديمقراطية للحكم ارتبط جوهرها بالتطور الديمقراطي والنمط الرأسمالي، يعتمد على الديمقراطية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأتاح الاتصال المباشر عبر القارات من خلال شبكات الاتصال العالمية ومحطات الإذاعة والتلفزيون عبر الأقمار الصناعية، فرصة لإبراز ملامح العولمة التي أصبحت ملموسة حتى من قبل الأشخاص العاديين في أي مكان في العالم. ومن المنتظر أن يتيح التطور الهائل في تكنولوجيا وسائل الاتصال الحديثة، إمكانية زيادة التواصل الثقافي بين شعوب العالم، ويساعد على إيجاد آمال وأهداف ومصالح مشتركة تتجاوز المصالح القومية ولا تتناقض معها، ولكن العديد من الحكومات أثارت مخاوف وشكوك سياسية كثيرة، يمكن أن تنجم عن بث بعض الدول برامج معادية لأنظمة الحكم، وأفكاراً وأيديولوجيات تهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي داخل دول أخرى يستهدفها البث الإذاعي والتلفزيوني، كما وعبرت بعض القوى السياسية والاجتماعية المؤثرة في العديد من دول العالم عن خشيتها من النظام الإعلامي المفتوح الذي قد يهدد ثقافات وتقاليد وعادات ومقدسات الشعوب المغلوبة على أمرها.
وإذا كانت العولمة ترتبط بسيادة نموذج اقتصاد السوق، فإن هذا النموذج بدوره يثير قضية العلاقة بالدولة ودورها، ولا يبرر الانتقال إلى اقتصاد السوق أبداً اختفاء دور الدولة، وكل ما هنالك سيؤدي إلى تغيير محدود لهذا الدور.[2] ومعظم من كتب في أهمية نظام السوق، كان يقرن ذلك دائماً بضرورة وجود دولة قوية، من دونها لا تستطيع أن تقوم السوق بدورها، ومن هنا ليس هناك مجالاً للحديث عن محاولة إلغاء أو تقليص دور الدولة، بل بالعكس لابد من التأكيد على هذا الدور وأهميته وضرورته، مع تعديل هذا الدور ليتوافق ونظام السوق، والولايات المتحدة الأمريكية وهي أكبر دولة رأسمالية في العالم، تتدخل في الحياة الاقتصادية، وتحدد شروط النشاطات الاقتصادية، والسياسات النقدية والمالية والتجارية، والفارق المهم بين النظم المركزية، ونظم السوق، هو أن الدولة تتدخل في الحياة الاقتصادية باعتبارها سلطة، وليس باعتبارها منتجاً. لأن سلطة الدولة لا غنى عنها ولا تتناقض مع تطور الحياة الاقتصادية. والاقتصاد الحر لا يعني أبداً غياب الدولة عن النظام الاقتصادي والفرق بين النظام الليبرالي ونظام التخطيط المركزي، ليس في مبدأ "التدخل" ولكن في مضمونه، ففي ظل التخطيط المركزي تقوم الدولة بالإنتاج المباشر للسلع والخدمات، وتسيطر على النشاط الاقتصادي، عن طريق القطاع العام. أما في ظل الاقتصاد الحر، فإن الدولة تترك الإنتاج المباشر للسلع والخدمات للأفراد والمشروعات الخاصة، أي تحقيق التكامل بين دور الدولة ودور القطاع الخاص، ويكون تدخلها في سير الحياة الاقتصادية، بوسائل أخرى أكثر فعالية، من حيث الكفاءة الإنتاجية وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال المحافظة على مستويات عالية لنمو الناتج القومي. والقيام بتوفير الخدمات الأساسية في مجالات التعليم والصحة، والقضاء، والأمن، والدفاع، ويدخل ضمنها قيام الدولة بمشروعات البنية الأساسية.
ومبدأ الحرية الاقتصادية لا يعني أبداً إهمال مبدأ العدالة الاجتماعية، فالبلاد التي أخذت بهذا المبدأ، هي في مقدمة بلاد العالم من حيث الاهتمام بالفقراء، وتحقيق العدالة في التوزيع، وتوفير شبكة الأمان لكل المواطنين، ضد المخاطر الاجتماعية بما في ذلك البطالة والعجز والشيخوخة، وغيرها من الأمراض الاجتماعية. وهناك علاقة وثيقة بين الكفاءة في الأداء الاقتصادي وبين شروط العدالة. ذلك أن الكفاءة تعني نمو الاقتصاد القومي بمعدلات عالية، وتعاظم طاقة النظام الاقتصادي لتوفير فرص العمل المنتج لكل القادرين عليه، وهي من المقومات الأساسية للعدالة الاجتماعية. والدور الجديد هذا للدولة يؤهلها للتكيف مع المتغيرات العالمية الجديدة، دون انتقاص لسيادتها، في ظل انتشار مفهوم "العولمة"، وشروط النظام العالمي الجديد الذي يقوم على مبدأ الاعتماد المتبادل بين دول وشعوب العالم والاندماج الإيجابي والواعي في النظام العالمي الجديد. انطلاقاً من حقائق أن "العولمة" ليست ظاهرة بلا جذور، بل هي ظاهرة تاريخية وموضوعية نتجت عن التطور الهائل لتكنولوجيا وسائل الاتصال وجمع ونقل المعلومات، والطبيعة التوسعية للإنتاج الرأسمالي، والتي لا يجوز البقاء خارجها، بل يجب اللحاق بما يجري في العالم، والتعامل معه بوعي ووفق قواعد محددة تجنباً للبقاء خارج إطار التاريخ. والنظام الاقتصادي الجديد جاء نتيجة لإنجازات كبرى في تاريخ تطور البشرية على كافة المستويات العلمية والثقافية والاقتصادية والتقنية والسياسية والفكرية، ويمثل نقطة جذرية مختلفة تماماً عن كل ما سبقتها من نظم، لأن الحضارة العالمية الحديثة قامت على أنقاض حضارات القرون الوسطى وثقافاتها، وفصلت الدين عن سلطة الدولة. وزودت الفكر البشري برؤية عقلانية تاريخية تنويرية، بتوجه ديمقراطي يقوم على أسس من احترام الرأي والرأي الآخر، والتعددية، وحرية التعبير، وتكريس مبادئ حقوق الإنسان التي لا تعرف الحدود الجغرافية أو السياسية. وفرضت العولمة على الدول الأقل تقدماً واجب القيام بمزيد من خطوات التحديث الشامل الذي لا تمكن دون الدور الفاعل للدولة الذي تضطلع به من خلال الترشيد والأداء الاقتصادي، وتنظيم تفاعلات السوق.[3]
التبادل الإعلامي الدولي كوظيفة للدبلوماسية الرسمية:
يعد العمل الدبلوماسي من الوسائل الأساسية لتنفيذ السياسات الخارجية للدول.[4] ومن مهام وزارات الخارجية، مزاولة الوظيفة الدبلوماسية، من خلال إداراتها المركزية، وهي الإدارات:
الجغرافية: كإدارات غرب وشرق أوروبا، وأمريكا الشمالية والجنوبية، والشرق الأوسط … الخ؛
والوظيفية: كالاقتصادية، والسياسية، والثقافية، والإعلامية … الخ؛
والإدارية: كالشؤون القنصلية، والبعثات الدبلوماسية … الخ؛[5] وتزود السفارات والقنصليات في الخارج عادة بمستشارين أو ملحقين في الشؤون الإعلامية، والعسكرية، والاقتصادية، يشرف عليهم رئيس البعثة الدبلوماسية (السفير)، ولكنهم عملياً يتبعون الجهة الرسمية التي أوفدتهم في الدولة المعنية.
وكانت الدبلوماسية في السابق سرية إلى أن تحولت إلى دبلوماسية مفتوحة وعلنية أكثر، بعد الأحداث الهامة التي جرت في تاريخ العمل الدبلوماسي وأقدمت عليها السلطة البلشفية بعد استيلائها على السلطة في الإمبراطورية الروسية عام 1917، وكشفت الالتزامات السرية لروسيا القيصرية أمام المجتمع الدولي. وإعلان الرئيس الأمريكي "ويلسون" لمبادئه الأربعة عشر عام 1918، وقيام عصبة الأمم بمطالبة الدول الأعضاء فيها بتسجيل معاهداتها والتزاماتها الدولية لتقوم عصبة الأمم بعد ذلك بتوثيقها، وهو الدور الذي تقوم به منظمة الأمم المتحدة منذ تأسيسها، إثر الحرب العالمية الثانية، وتنشر المعاهدات والالتزامات ضمن إطار الدبلوماسية المفتوحة. ورغم ذلك فهناك جوانب كثيرة في العمل الدبلوماسي، لم تزل تحمل طابع السرية، كالمفاوضات الخاصة بالمعاهدات، والاتفاقيات، واتفاق الأطراف المعنية على بعض البنود السرية، تمشياً مع ضرورات الأمن القومي، والمصلحة القومية العليا، وضرورات السياسة الخارجية لتلك الدول.
وينقسم العمل الدبلوماسي إلى: الدبلوماسية التقليدية: التي تتم من خلال المحادثات الثنائية التي تجري بين طرفين، ولم تزل متبعة حتى الآن؛ ودبلوماسية المؤتمرات: وهي الدبلوماسية الجماعية التي تمارس من خلال المؤتمرات الدولية، وتشمل كل الجوانب السياسية، والاقتصادية، والقانونية، والاجتماعية، والمهنية، والعلمية، والثقافية… الخ. وتحتم الدبلوماسية الجماعية أن يكون المندوب المشارك، على إطلاع ودراية بموضوع أو موضوعات المؤتمر وأن يتمتع بقدرات إعلامية من خلال ما يدلي به داخل المؤتمر أو خارجه من تصريحات لوسائل الإعلام الجماهيرية؛ والدبلوماسية البرلمانية: وهي دبلوماسية المنظمات الدولية، ويتم ممارستها من خلال إلقاء البيانات، والمناورات الدبلوماسية، والاتصالات من وراء الكواليس. وهنا يظهر واضحاً الدور القوي الذي تلعبه التكتلات السياسية والاقتصادية الدولية والإقليمية. كما ويؤثر النظام الدولي على العمل الدبلوماسي، في إدارة الصراع بين الدول والسياسات الخارجية المتعلقة بها، والمواقف السياسية المتعددة في العلاقات الدولية، وخير مثال على ذلك: الدبلوماسية التي تدور في إطار منظمة الأمم المتحدة؛ ودبلوماسية القمة: وهي سمة أساسية من سمات العصر الراهن، وتتميز بالسرعة في اتخاذ القرارات الهامة، بعد التطور الهائل الذي شمل وسائل الاتصال والمواصلات، وأثر بدوره على العمل الدبلوماسي الذي كان في السابق يعتمد على الدبلوماسي نفسه، ليتحول إلى تنفيذ تعليمات دولته في أكثر الأحيان. وأصبح من المعتاد اليوم أن يجتمع رؤساء الدول والحكومات لبحث الأمور الهامة ويسبقها العمل الدبلوماسي الذي يمهد لتلك اللقاءات، والأشكال الأخرى للعمل الدبلوماسي الذي يؤمن استمراريته، كالدبلوماسية الثقافية والاقتصادية … الخ؛ والدبلوماسية الشعبية: وتدخل في إطارها العلاقات العامة الدولية، والدبلوماسية الإعلامية، ودبلوماسية المنظمات المهنية والشعبية والمؤسسات العلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال الاتصالات التي تتم مع مثيلاتها في مختلف دول العالم. وتسعى الدبلوماسية الشعبية دائماً لخدمة أهداف الدولة وأهداف سياستيها الداخلية والخارجية.
ونستنتج مما ذكر أن العمل الدبلوماسي هو الوسيلة الهامة التي تنفذ من خلالها السياسة الخارجية للدولة، وهي إدارة العلاقات الدولية من خلال التفاوض، كما وتعرف بفن التفاوض من أجل تحقيق الحد الأقصى للأهداف بالحد الأدنى من النفقات، لحل مشاكل نظام سياسي أو اقتصادي يمكن أن تؤدي إلى نشوء حرب. ولو افترضنا بأنه هناك دبلوماسية إعلامية بحد ذاتها، فإننا نستطيع القول بأن تطور وظيفة العمل الدبلوماسي جعلت الدبلوماسي يقوم بمهام إعلامية من خلال إلقاء البيانات، وإطلاق التصريحات، ونشر الأخبار، وإجراء الاتصالات، وإقامة علاقات مع صانعي القرار السياسي، والصفوة الاجتماعية وقادة الرأي. وعملية الاتصال بالجماهير أصبحت اليوم من المهام المرتبطة بالعمل الدبلوماسي، وهكذا نرى أن العمل الدبلوماسي أصبح مرتبطاً بالعمل الإعلامي، وهذا يفسر الأسباب التي دعت بعض فروع العلوم السياسية لتعتبر الإعلام، والعلاقات العامة الدولية فرعاً من فروعها الدراسية التي يتحتم على الطالب دراستها حتى أن مظاهر العمل الدبلوماسي خلال القرن العشرين اتخذت منحى الرغبة في نشر ثقافة الدولة التي يمثلها الدبلوماسي، بالإضافة لممارسته الوظيفة الإعلامية الدولية.
المستشارون والملحقون الإعلاميون:
بعد التطور الكبير الذي شمل مهام عمل البعثات الدبلوماسية المعتمدة منذ القرن العشرين وتزويدها بالمستشارين والملحقين الثقافيين والتجاريين والعسكريين وغيرهم، تمشياً مع وزن الدول التي يمثلونها، والرغبة بزيادة عدد أعضاء البعثة الدبلوماسية العاملة في الخارج بمختلف التخصصات لرعاية مصالحها في الدول المعتمدة فيها، وتنفيذ المهام المطلوبة منها ضمن إطار سياستها الخارجية، بدأت بعض الدول بتعيين مستشارين وملحقين إعلاميين، ضمن بعثاتها الدبلوماسية المعتمدة في الخارج. ونرى أن المستشارون والملحقون الإعلاميون، يمارسون الوظيفة الإعلامية الدولية، أو وظيفة التبادل الإعلامي الدولي من خلال الاتصال بالجماعات المؤثرة في الدول المعتمدين لديها، كالمسؤولين في الدولة، وأعضاء البرلمان، والأحزاب السياسية، وجماعات الضغط،، وقادة الرأي وغيرهم من القوى المؤثرة في صناعة القرار السياسي بشكل عام. كما ويمارسون وظيفة الاتصال الجماهيري من خلال وسائل الإعلام الجماهيرية، بكتابة المقالات ومتابعة والرد على ما تنشره وسائل الإعلام الجماهيرية، وإلقاء المحاضرات، وعقد المؤتمرات الصحفية، والمشاركة في البرامج التلفزيونية والإذاعية، وإصدار المطبوعات، وإقامة المعارض الإعلامية والاقتصادية، والأسابيع الثقافية والفنية والسياحية، وتشجيع السياحة، وتبادل الوفود الإطلاعية … الخ. في نفس الوقت الذي يخطرون فيه دولهم بأوجه نشاطاتهم الإعلامية، وعن تطور الإعلام المضاد واقتراح طرق مواجهته، والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومواقف الرأي العام الرسمي والشعبي في الدولة المعتمدين فيها وغيرها من القضايا التي تهم دولهم. ولكن من الملاحظ أن الدول المستقلة حديثاً، والدول الأقل تطوراً، والدول النامية والفقيرة تعاني من انخفاض في مستوى كفاءة مستشاريها وملحقيها الإعلاميين، ومن اختيارهم في أكثر الأحيان انطلاقاً من اعتبارات أخرى خاصة بتلك الدول، خارجة عن إطار الكفاءة المطلوبة للوظيفة التي اختيروا من أجلها. ولهذا نعتقد بأن تلك الدول بحاجة دائماً لتطوير أجهزتها وكوادرها الإعلامية لتتماشى مع احتياجات العمل المطلوب في عصر تكنولوجيا الإعلام والاتصال المتطورة، وفي هذا المجال يمكن أن تسهم المنظمات الدولية والدول المتقدمة في العالم، بتقديم المساعدة لتلك الدول للولوج في عملية حوار الثقافات والحضارات العالمية.
ومن بين الدول الحديثة التي عملت على تدعيم بعثاتها الدبلوماسية المعتمدة في الخارج، بالملحقين الإعلاميين، جمهورية أوزبكستان بعد استقلالها عام 1991، التي أحدثت وكالة أنباء "Jahon" التابعة لوزارة الخارجية، ويتبع لها الملحقون الإعلاميون المعتمدون في الخارج، ويتلقون تعليماتهم منها، ويرسلون تقاريرهم الإعلامية إليها، عن أوجه نشاطاتهم الإعلامية، وتطور الرأي العام في الدول المعتمدين لديها، في القضايا التي تهم أوزبكستان، والتي كثيراً ما ينشر بعضها عبر وسائل الإعلام الجماهيرية الأوزبكستانية. ويخضع الملحقون الإعلاميون في الوقت نفسه لإشراف رؤساء البعثات الدبلوماسية الأوزبكستانية في الدول المعتمدين لديها. ومن الخبرة العالمية لوظيفة المستشار أو الملحق الصحفي في البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الخارج للولايات المتحدة الأمريكية، والتابعين لوحدة خدمات الإعلام الأمريكية، وهي الجهة المسؤولة عن العمل الإعلامي الأمريكي في الخارج، وتتبع وكالة الاستعلامات الأمريكية، ويخضعون في نفس الوقت لإشراف رؤساء البعثات الدبلوماسية للولايات المتحدة الأمريكية المعتمدة في الخارج، ويشرفون على مراكز الإعلام التي تتوفر فيها المواد الإعلامية عن الولايات المتحدة الأمريكية اللازمة للإطلاع عليها في الدول الأجنبية. وقد تطور الإعلام الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية بعد موافقة الرئيس السابق جيمي كارتر، على إنشاء وكالة جديدة للإعلام الدولي لتحل مكان وحدة خدمات الإعلام الأمريكية، ومارست الوكالة الجديدة مهامها الإعلامية رسمياً في 1/4/1978، ومن مهامها العمل على زيادة التفاهم بين شعب الولايات المتحدة الأمريكية وشعوب الدول الأخرى في العالم، وتوضيح معالم المجتمع الأمريكي، وسياسات الولايات المتحدة الأمريكية على المستوى الدولي، وخاصة ما يتعلق منها بالجانب الثقافي والحريات الفردية، وتوضيح صورة العالم للولايات المتحدة الأمريكية بغية إثراء الثقافة الأمريكية، وتمكين الولايات المتحدة الأمريكية من تفهم القضايا العالمية والتفاعل معها بشكل فعال.
بينما يتبع ضباط الإعلام في البعثات الدبلوماسية البريطانية المعتمدة في الخارج لوزارة الشؤون الخارجية والكومنولث، ويركزون في عملهم على إقامة علاقات شخصية مع كبار المحررين والصحفيين وغيرهم من رجال الإعلام. وفي هذا الصدد قال السير هارولد بيلي السفير السابق في الخارجية البريطانية "أنه لحد معين، فإن هذا يبين العودة للمفهوم التقليدي للملحق الصحفي، الذي يعمل بشكل وثيق مع القسم السياسي لسفارته… ويهتم بتوثيق العلاقات مع الصحف".[6] بينما حددت لجنة بلودين البريطانية عام 1964 مواصفات الملحق الصحفي، من حيث المستوى السياسي، بالمواصفات الفنية من الدرجة الأولى، وأن الملحق الصحفي يحتاج بالدرجة الأولى للتعاون الوثيق مع زملائه في البعثة الدبلوماسية في الشؤون السياسية والتجارية، وتقدير ما يحاولون القيام به، كعضو في السفارة، وأن حصوله على موافقة رؤسائه وزملائه في السفارة سيزيد من وزنه وتأثيره في العمل. ومع ذلك فهو يحتاج إلى قدر كبير من المواد الإعلامية التي تساعده على أداء وظيفته الإعلامية، والتي يمده بها المكتب المركزي للإعلام في لندن وهو مؤسسة مهنية تتولى تزويد الإدارات الحكومية في داخل بريطانيا وخارجها بالمواد الإعلامية.
وفي الختام نرى أن وسائل الإعلام الجماهيرية العالمية قد عززت وجودها فعلاً على ساحة الدبلوماسية الشعبية وتعمل إلى جانب الدبلوماسية الرسمية لتنفيذ المهام المنوطة بها ضمن السياسة الخارجية للدول الكبرى في عصر العولمة والانفتاح وأصبح لها دوراً لا يستهان به في إطار التبادل الإعلامي الدولي والعلاقات الدولية المعاصرة، في الوقت الذي لم تزل فيه أكثر الدول النامية بحاجة لاستثمار المقدرات والخبرات المتقدمة في هذا المجال الهام.
مراجع إضافية:
أحمد صوان: أوراق ثقافية.. عن الإعلام وعيد الصحفيين. // دمشق: تشرين، 19/8/2007.
صفات سلامة: الإعلام العلمي العربي: الواقع.. والمأمول. // الرياض: الشرق الأوسط، 21/8/2007.
كارولين عاكوم: الصحافة.. علم يدرس أم مهارة تكتسب؟ // لندن: الشرق الأوسط، 9/9/2007.
أ. د. محمد البخاري: العلاقات الدولية في ظروف الثورة المعلوماتية. // دمشق: المعرفة، العدد 519 كانون أول/2006.
أ. د. محمد البخاري: التبادل الإعلامي الدولي والعلاقات الدولية. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006. (باللغة الروسية)
أ. د. محمد البخاري: التفاعلات السياسية في وسائل الإعلام الجماهيرية. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006. (باللغة الروسية)
أ. د. محمد البخاري: مبادئ الصحافة الدولية في إطار العلاقات الدولية. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006. (باللغة الروسية)
أ. د. محمد البخاري: "العولمة وقضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة" أطروحة للحصول على درجة دكتوراه علوم في العلوم السياسيةDC ، من أكاديمية بناء الدولة والمجتمع، الاختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجيات؛ المشاكل السياسية للنظم العالمية والتطور العالمي". طشقند: 2005. (باللغة الروسية، بحث غير منشور)
أ. د. محمد البخاري: الإعلام التقليدي في ظروف العولمة والمجتمع المعلوماتي. // جدة: مجلة المنهل، العدد 592/أكتوبر ونوفمبر 2004.
أ. د. محمد البخاري: قضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، طشقند: مطبعة "بصمة" 2004. (باللغة الروسية)
أ. د. محمد البخاري: العولمة والأمن الإعلامي الوطني والدولي. // الرياض: مجلة الدراسات الدبلوماسية، العدد 18، 1424هـ، 2003م.
أ. د. محمد البخاري: المعلوماتية والعلاقات الدولية في عصر العولمة. // الرياض: مجلة "الفيصل"، العدد 320 صفر 1424 هـ/أبريل 2003. - العلاقات العامة والتبادل الإعلامي الدولي. مقرر لطلاب الدراسات العليا (الماجستير)، معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2001. (باللغة الروسية)
أ. د. محمد البخاري: "دور وسائل الإعلام الجماهيرية في التنمية والثقافة والتعليم" أطروحة للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في الأدب phD (صحافة) من جامعة موسكو الحكومية، 1988. (باللغة الروسية، بحث غير منشور)
أ. د. محمد البخاري: "دور الصحافة السورية في التنمية والثقافة والتعليم" أطروحة للحصول على درجة الماجستير في الصحافة. جامعة طشقند الحكومية، 1984. (باللغة الروسية، بحث غير منشور)
هوامش:
[1] د. هالة مصطفى: العولمة .. دور جديد للدولة. // القاهرة: مجلة السياسة الدولية، العدد 134/1998. ص 43.
[2] إسلام كريموف: أوزبكستان، طريقها الخاص للتجديد والتقدم.ترجمة: أ.د. محمد البخاري. جدة: دار السروات، 1999. وأوزبكستان، نموذجها الخاص للانتقال إلى اقتصاد السوق. ترجمة: أ.د. محمد البخاري. جدة: دار السروات، 1999. و أوزبكستان على طريق الإصلاحات الاقتصادية. شركة المطبوعات للتوزيع والنشر. بيروت: 1996. - د. محمد الختلان: أوزبكستان على طريق الإصلاح. // الرياض: صحيفة الجزيرة، 30/5/1996.
[3] د. هالة مصطفى: العولمة .. دور جديد للدولة. // القاهرة: مجلة السياسة الدولية، العدد 134/1998. ص 47. والمشروع القومي في مصر: دور الدولة الأساسي. // القاهرة: الأهرام، 28/4/1997. والمشروع القومي بناء الداخل أولاً. // القاهرة: الأهرام، 31/3/1997. وحقوق الإنسان، وفلسفة الحرية الفردية. // القاهرة: "نشطاء" البرنامج الإقليمي لدراسات حقوق الإنسان. العدد 3/ أكتوبر 1997. - د. محمد عابد الجابري: قضايا في الفكر العربي المعاصر. بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية. 1997. - د. حازم الببلاوي: العرب والعولمة. // القاهرة: الأهرام، 30/12/1997. - د. أسامة الغزالي حرب: الأحزاب السياسية في العالم الثالث. // القاهرة: سلسلة المعرفة. سبتمبر/1987. و
- Francis Fukuyama, End of History, National Interest, summer. 1989. - James N. Rosenau, New Dimensions of Security: The Interaction of Globalizing and Localizing Dynamics, Security Dialogue, 1994, Vol. 25 (3). - Paul Kennedy, Globalization and its Discontents, New Perspectives Quarterly, Vol. 13, No. 4. Fall 1996. - Peter Drucker, The Second Infuriation Revolution, New Perspectives Quarterly, Vol. 14, No. 2, Spring 1997. Jan AART SCHOLTE, Global Capitalism and the State, International Affairs, Vol. 73, No. 3, July 1997.
[4] د. ممدوح شوقي: الأمن القومي والعلاقات الدولية. // القاهرة: مجلة السياسة الدولية، العدد 127/1997. ص 14-47. - عاطف الغمري: الأسلحة الجديدة في ترسانة الهجوم الاقتصادي العالمي. // القاهرة: الأهرام 30/1/1996. - د. محمد سامي عبد الحميد: أصول القانون الدولي العام. 1979. - د. بطرس بطرس غالي: حقوق الإنسان في 30 عاماً. // القاهرة: مجلة السياسة الدولية، يناير/1979. - د. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1990. ص 171-172. و
- Hans Morganthue, Political Nations, Calcutta, Scientific Book Agency, 1965, Chap. 28. - Edward N. Luttwak, The Global Setting of U.S. Military Power-Washington. 1996
[5] د. محمد علي العويني: مصدر سابق. ص 171-172. و
- Hans Morganthue, Political Nations, Calcutta, Scientific Book Agency, 1965, Chap. 28.
[6] د. محمد علي العويني: مصدر سابق. ص 176-177. و
- H. Beeley, The Changing Role of British International Propaganda, The Anna’s of the American Academy of Political and Social Science, Vol. 398, Nov. 1971. P. 128.

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

مراحل تكون الصحافة الدولية

مراحل تكون الصحافة الدولية
دراسة كتبها في طشقند بتاريخ 12/8/2007: أ.د. محمد البخاري: عربي سوري مقيم في أوزبكستان، دكتوراه علوم في العلوم السياسية DC، الاختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة، ودكتوراه فلسفة في الأدب ، اختصاص: صحافة. بروفيسور قسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية والقانون، كلية العلاقات الدولية والاقتصادية بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية.
نشأت الصحافة الدولية وبدأت بالتطور بعد أن تمكن ميانكيس، وجوهان جنسفليش، الملقب بـ غوتينبرغ، وجوهان فوست، وبيتر شوفير، من التوصل في عام 1450 إلى اختراع يعتبر الأساس لنشأة الطباعة الحديثة، وهو الطباعة بالحروف المنقوشة على مادة مصنوعة من الخشب أو الحجر أو الحديد، والتي عرفت بعدها بالتيبوغرافية. وكان هذا الاختراع لاحقاً من أسباب ظهور أولى الصحف الدورية في القارة الأوروبية، التي ظهرت في براغ وإنفسبورغ عام 1597، ودانيفر عام 1605، وبال عام 1610، وفيينا وفرانكفورت عام 1615، وهامبورغ عام 1616، وبرلين عام 1617، ولندن عام 1622، وباريس عام 1631. واستمرت هذه الدوريات في التطور والانتشار حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية في المجتمع الأوروبي.[1] وتعد الصحافة الدولية وسيلة هامة من وسائل التبادل الإعلامي الدولي، نظراً للإمكانيات التي تملكها سواء أكانت تقنية أم بشرية، أم مالية، إضافة للعدد الضخم من النسخ التي تصدرها وتوزعها في مختلف دول العالم، وما يترتب عن هذا التوزيع من نتائج سياسية واقتصادية لصالح الدول المصدرة داخل الدول المستوردة.
وكان في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، في أواخر القرن الماضي متوسط توزيع الصحف اليومية ذات الاهتمامات العامة يزيد عن 59 مليون نسخة. وتذكر بعض المراجع أن أوروبا تستهلك 38% من الصحف اليومية في العالم، وأن أمريكا الشمالية تستهلك 23% من تلك الصحف، وأن القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية تستهلك حوالي 26% من الصحف الدولية على الرغم من أن سكان هذه القارات يشكلون 70% من سكان العالم.[2] ومن الصحف الدولية البارزة في الولايات المتحدة الأمريكية: نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وشيكاغو تريبيون، ونيويورك ديلي نيوز. ومن الصحف البريطانية: تايمز، وغارديان، وفايننشال تايمس، وصنداي تايمز. ومن الصحف الفرنسية: لوموند، ولورور، ولوفيغارو. إضافة لصحيفة إنترناشيونال هيرالد تربيون التي أنشأت عام 1887 وتصدر في باريس، إلى جانب إصدارها من قبل صحيفة النيويورك تايمز، وصحيفة واشنطن بوست في الولايات المتحدة الأمريكية. وجريدة العرب الدولية: الشرق الأوسط التي تصدر من لندن باللغة العربية، عن الشركة السعودية للأبحاث والتسويق البريطانية المحدودة، وتوزع في أنحاء العالم، وتطبع في وقت واحد في كل من: الظهران، والرياض، وجدة، في المملكة العربية السعودية. والكويت، والدار البيضاء، والقاهرة، وبيروت، وفرانكفورت، ومارسيليا، ولندن، ونيويورك. وتنقل عبر شبكة الإنترنيت الدولية. ومن المجلات الدولية البارزة في الولايات المتحدة الأمريكية: تايم، ونيوزويك. ومن المجلات الفرنسية: باري ماتش، وإكسبريس. ومن المجلات البريطانية: إيكونوميست. إضافة للمجلات الدولية المتخصصة بمنطقة معينة من العالم كمجلة أفريكا التي تصدر في لندن، ومجلة جون أفريك التي تصدر في باريس. وتوزع هذه الصحف والمجلات على نطاق عالمي واسع، إذ يبلغ عدد ما توزعه مجلة تايم الأمريكية وحدها حوالي 6,5 مليون نسخة، ومجلة نيوز ويك 2,5 مليون نسخة، ومجلة إكسبريس الفرنسية 433 ألف نسخة.[3] وتعتبر الصحف والمجلات الدولية الواسعة الانتشار، من الوسائل الفاعلة لتنفيذ السياسة الخارجية للدول التي تؤثر عليها بأي شكل من الأشكال، كما وتعتبر من الوسائل التي تلجأ إليها مختلف المؤسسات والجماعات للاستفادة من خدماتها في تحقيق أغراضها الثقافية والسياسية والاقتصادية المختلفة.
وتعد الصحف والمجلات الأمريكية، نتاجاً للنظام الأمريكي بكل جوانبه، وتعكس صورة هذا النظام وتؤثر وتتأثر به، وتساعد السياسة الخارجية الأمريكية على تحقيق أهدافها عن طريق العمل ضمن إطار المصالح الأمريكية في العالم؛ والدعوة لهذه المصالح، وتغطية أنباء مختلف فعاليات السياسة الخارجية الأمريكية على نطاق عالمي واسع، وتختار لذلك اللغة المفهومة للجمهور الإعلامي، والأسلوب والمنطق الإعلامي المقبول لدى الجمهور الذي تتوجه إليه. بينما أدى تركز السلطة الإعلامية في بريطانيا خلال ثمانينات القرن العشرين إلى خلق تيار عالمي، أصبحت معه الصحف البريطانية والمصالح الإعلامية البريطانية في حالات كثيرة، مجرد مخافر حراسة متقدمة للإمبراطوريات الإعلامية على نطاق عالمي. حيث مثلت صحف مردوخ البريطانية الخمس جزءاً من سلسلة صحف تمتد على محور شمالي - جنوبي ما بين لندن وأديلاند، وعلى محور شرقي - غربي مابين بودابست وبوسطن. لتتبلور معها إمبراطورية إعلامية كبرى تشمل شركة تونتيياث سنتشري فوكس السينمائية الأمريكية الضخمة، وشبكة فوكس TV التلفزيونية الأمريكية، ومحطة بي سكاي بي الأوروبية التلفزيونية عبر الأقمار الصناعية، ودار هاربر كولينز الكبرى للنشر في بريطانيا، ودار هاربر إند رو في الولايات المتحدة الأمريكية، ومجموعة مجلات ترتينغل واسعة الانتشار الجماهيري في الولايات المتحدة الأمريكية. إضافة لسيطرة إمبراطوريتين إعلاميتين مركزهما في كندا على تلغراف، وصنداي تلغراف، ومجموعة طومسون الصحافية في بريطانيا. بينما تدخل مجموعة ميرور البريطانية ضمن مجموعة كبرى للاتصال التي تضم شركة TVA التلفزيونية الفرنسية، ومحطة MTV التلفزيونية عبر الأقمار الصناعية، ودار بير غامون البريطانية لنشر الكتب، ودار ماكميلان لنشر الكتب في الولايات المتحدة الأمريكية، ويسيطر عليها مجتمعة ماكسويل.[4]
وقد أدت الاندماجات في الصحافة البريطانية إلى خلق مصالح أساسية، ومصالح إعلامية أخرى، ومصالح غير إعلامية متعددة في عدد من الدول لكل من التجمعات التالية: مجموعة بير غامون هولدنغ فوندايشن التي يسيطر عليها ماكسويل، ولها مصالح أساسية في الصحافة البريطانية متمثلة في: ديلي ميرر، وصنداي ميرور، وصنداي بيبل، وديلي ريكورد، وصنداي ميل التي توزع بمجموعها 10,5 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في بريتش كابل سيرفيسز TFA في فرنسا، وببر غامون بريس في بريطانيا، ومريل بابليشينغ، وماكميلان في الولايات المتحدة الأمريكية، وماغيار هيرلوب في هنغاريا؛ ومصالح غير إعلامية في أي. جاي. أرنولد للأثاث، وهوليس بلاسنيكس، وبولتون إنفستمانتس في بريطانيا، وجيت فيري إنترناشيونال في باناما، وميلثورب ماشينري في أستراليا. ومجموعة نيوز كوربوريشن التي يسيطر عليها مردوخ، ولها مصالح صحافية أساسية في الصحافة البريطانية متمثلة في: صن، نيوز أوف ذي وورلد، ذي تايمز، صنداي تايمز، توداي التي توزع بمجموعها 11,5 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في بي سكاي بي، وهاريير كولينز في فونتانا، وتشانيل تين في سيدني، وهيرالد إند ويكلي تايمز غروب في أوستراليا، وفوكس TV، وهاربر إند رو في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ومصالح غير إعلامية في أنسيت ترانسبورت، وسانتوس للغاز الطبيعي، ونيوز إيغل لتصدير النفط في أوستراليا، وسنود لاند فايبرز، وايتفرايرزر إنفستمانت في بريطانيا. ومجموعة يونايتد نيوز بابيرز التي يسيطر عليها ستيفنز، ولها مصالح صحفية أساسية في الصحافة البريطانية متمثلة في: ديلي إكسبريس، صنداي إكسبريس، ديلي ستار، يونايتد بروفيشنال نيوز بايبر، يونايتد ماغازينز، مورغان غرامبيان ماغازينز التي توزع بمجموعها 5,6 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في TV-M، وآجيان بيزنسبرس في سنغافورة، وسبيشاليست بوبليكايشنز في هونغ كونغ، وكابيتال راديو في بريطانيا، وإنترميديا غروب في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ومصالح غير إعلامية في جاي. بي. أس. بروبارتيز، وإم جي إنشورنس، ومونكروفت فايننس في بريطانيا، وب. ر. ن. هولدينغز، وديفيد ماكّاي إنشورنس في الولايات المتحدة الأمريكية. ومجموعة ريد غروب، التي لها مصالح أساسية في الصحافة البريطانية متمثلة في: أي. بي. سي ماغازينز، وأي. بي. سيبيزنس برس، ريد ريجونال ببليشنغ التي توزع بمجموعها نصف مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في بترورث البريطانية، وأي. بي. سي بيزنس برس في الولايات المتحدة الأمريكية، وتريد نيوز آجيا في سينغافورة، ويوروبيان دو بوبليكاسيون أس. أ. في فرنسا؛ ومصالح غير إعلامية في ريد فايننس بجنوب إفريقيا، وريد كانديان هولدينغز ببريطانيا، و أو. ب. م فايننس في برمودا. ومجموعة أسوشيتد نيوز بايبرز، التي يسيطر عليها روثرمير، ولها مصالح أساسية في الصحافة البريطانية متمثلة في: ديلي ميل، ميل وأون صنداي، وويك إند، ونورثكليف نيوز بايبرز التي توزع بمجموعها 5,3 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في لندن برودكاستنغ كومباني في بريطانيا، وهيرالد-صن TV في أوستراليا، وإسكواير ماغازين غروب في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ومصالح غير إعلامية في بوفيري إنفستمانتس، وكونسوليدايتد باثورست في كندا، وترانسبورت غروب هولدينغز، وجيتلينك فيريز في بريطانيا. ومجموعة ذي ثومسون كوربوريشن، التي لها مصالح أساسية في الصحافة البريطانية متمثلة في: ثومسون ريجينال نيوزبايبر، وسكوتمان، ويسترن ميل، بيلفاست تلغراف التي توزع بمجموعها 1,5 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في ثومسون داتا ببريطانيا، و41 صحيفة يومية في كندا، و121 صحيفة يومية في الولايات المتحدة الأمريكية، وراوتليدج في بريطانيا؛ ومصالح غير إعلامية في ثومسون نورث سي، وثومسون ترافيل في بريطانيا. ومجموعة بيرسون، التي يسيطر عليها كاودراي، ولها مصالح أساسية في الصحافة البريطانية متمثلة في: ويستمنستر برس غروب، وفايننشيال تايمز، ذي إكونوميست، نورثرن إيكو التي توزع بمجموعها 1,1 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في إلسيفيا بفرنسا، وبنغوين في بريطانيا، ويوركشاير TV N.A.L. في الولايات المتحدة الأمريكية، وبريتش سكاي برودكاستنغ في بريطانيا؛ ومصالح غير إعلامية في ميدهيرست كوربوريشن في الولايات المتحدة الأمريكية، ولازارد بارتنرز، ورويال دولتون في بريطانيا، وكامكو إنترناشيونال في الولايات المتحدة الأمريكية. ومجموعة لونرهو، التي يسيطر عليها رولاند، ولها مصالح أساسية في الصحافة البريطانية متمثلة في: أوبزرفر، جورج أوترام إند كومباني، سكوتيش إند يونيفرسال نيوز بايبر التي تصدر بمجموعها 1,3 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في راديو كلايد، وبوردر TV في بريطانيا، وراديو ليمتد، وتايمز نيوز بابير في زامبيا، ميلودي ركوردس في زيمبابوي؛ ومصالح غير إعلامية في وايت إند ماكامي فرستيل غروب في بريطانيا، وكونسوليدايتد هولدينغز في كينيا، وكونتراكشن أسوشيتد في زيمبابوي، هـ. س. س. إنفستمانتس في جنوب إفريقيا. ومجموعة هولينغر، التي يسيطر عليها بلاك، ولها مصالح أساسية في الصحافة البريطانية متمثلة في: ديلي تلغراف، صنداي تلغراف التي توزع بمجموعها 1,8 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في سترلينغ نيوز بايبر غروب بكندا، وتي. جي. إند كاي برس ميديا في الولايات المتحدة الأمريكية، وستاندرد برودكاستنغ كوربوريشن في كندا؛ ومصالح غير إعلامية في هانّا في الولايات المتحدة الأمريكية، ورافلستون هولدينغز في كندا، ونورسن أنيرجي في بريطانيا، وريسورسز في كندا.
وهذه التجمعات تعنى بالاتصال أساساً، وتنمو الآن بوتيرة متسارعة، الأمر الذي تعززه تطورات ثلاث هي: صعود تلفزيون الأقمار الصناعية والكابلات؛ وانتقال أعمال الإذاعة إلى القطاع الخاص؛ وتراخي قوانين التملك الإعلامي المتقاطع (من قبل بعض الحكومات)، مما سمح للأقطاب المسيطرة على الإعلام البريطاني أن يصبحوا لوردات (القرية الكونية -Global Village). والجدير بالذكر أن سائر الصحف والمجلات الدولية تختار لغتها من بين أكثر اللغات العالمية انتشاراً بسبب المواريث الاستعمارية والعوامل التاريخية التي ساعدت على انتشار تلك اللغات في أنحاء واسعة من الكرة الأرضية، كاللغة الإنكليزية على وجه الخصوص واللغات الفرنسية والإسبانية والبرتغالية والإيطالية والروسية. وفي بعض الأحيان إحدى اللغات القومية كالصينية أو العربية أو الفارسية أو التركية... وغيرها من اللغات الحية في الإعلام الموجه لتلك الشعوب تحديداً، لمخاطبة القارئ باللغة والأسلوب الذي يفهمه دون أية عراقيل تذكر.
ومعروف أن الصحافة أخذت مكانة كبيرة في المجتمع البريطاني على الرغم من الرقابة والضغوط الحكومية عليها، حيث أصدر البرلمان الإنكليزي أول نظام للتأليف عام 1662 شدد فيه الرقابة على المطبوعات وفرض شرط الحصول على ترخيص مسبق لإصدار أي مادة مطبوعة، ومنع نشر ما يدور في جلسات البرلمان من مناقشات في الصحف. ولكن سرعان ما ألغى البرلمان هذا النظام عام 1695 تحت ضغوط الصحافة الإنكليزية التي دافعت بشدة عن حريتها. وشهدت الفترة اللاحقة ظهور صحف إنكليزية كثيرة، نذكر منها: صحيفة ديلي، وهي أول صحيفة إنكليزية يومية صدرت عام 1702 واستمرت في الصدور حتى عام 1704؛ وأول المجلات الأسبوعية، التي أصدرها دانيال ديفو عام 1704؛ ومجلة تاتلير التي أصدرها كلاً من أديسون وأستيل عام 1709، وظهرت أولى الصفحات السياسية في الصحف الإنكليزية عام 1771 بعد السماح للصحافة الإنكليزية بنشر التعليقات على جلسات البرلمان، وفي نفس الفترة بدأت بالظهور الصحف التي تعتبر أمهات الصحف الصادرة حالياً في بريطانيا، حيث ظهرت: صحيفة ديلي العالمية عام 1785، التي أسسها جون والتير، واستقرت بعد ذلك على اسم تايمز عام 1788، لتصبح من أكبر الصحف البريطانية اعتباراً من عام 1803 وحتى الآن. كما ويعتبر البريطانيون اليوم أكثر سكان العالم قراءة للصحف استناداً لتقارير اليونسكو التي تشير إلى أن نسبة عدد نسخ الصحف لكل ألف مواطن بريطاني تبلغ 488 نسخة، وأن ما يصدر في بريطانيا من صحف هو أكثر من 125 صحيفة يومية، وكلها تصدر ملاحق أسبوعية أيام الأحد، علاوة عن الصحف المتخصصة، وحوالي 1200 صحيفة محلية أغلبها أسبوعي، منها 145 صحيفة تصدر في لندن الكبرى وحدها. ونشرت كلها 25,338 مليون نسخة يومية، و26,837 مليون نسخة من صحف يوم الأحد، إضافة إلى 13,423 مليون نسخة من الصحف الأسبوعية خلال عام 1969، ومن بحث نشرته صحيفة ديلي إكسبريس عام 1971 تبين أن كل ألف راشد يقرؤون 181 صحيفة يومية وطنية، وتعتبر بريطانيا العظمى أول دولة في العالم اعترفت بحرية الصحافة عندما ألغت الرقابة على الصحف عام 1695، وقامت بإنشاء مجلس للصحافة عام 1953 للمحافظة على حرية الصحافة، ويتكون هذا المجلس من: رئيس مستقل من خارج المؤسسات الصحفية؛ و20 عضواً يمثلون الجمعيات الصحفية البريطانية، أغلبهم من ممثلي هيئات تحرير الصحف؛ و5 أعضاء يمثلون القراء. كما ولجأت الصحف البريطانية إلى إنشاء التجمعات (Trust تروست) لضمان استقلالها وتدعيم سلطتها، ومن هذه التجمعات الصحفية: تجمع سكوت تروست الذي يصدر صحيفة غارديان؛ وتجمع أوبزيرفر تروست الذي يصدر صحيفة أوبزرفر؛ وتجمع بيوفر بروك الذي يملك 51% من أسهم شركة بيوفر بروك نيوز بيبر ليمتد التي تصدر ديلي إكسبريس، وصانداي إكسبريس، وإيفينينغ ستاندرد (غلاسكو). ويعمل هذا التجمع من خلال توجيهات اللورد بيوفر بروك، القاضية بمساندة سياسة الإمبراطورية البريطانية، ويحرص على تعيين الأشخاص المؤيدين لهذه السياسة فقط لإدارة المؤسسات الصحفية التابعة له. وقد رفعت التجمعات الصحفية الكبرى حصتها في مجمل سوق الصحف اليومية والأسبوعية، خلال الفترة الممتدة مابين 1947 - 1988 إلى أكثر من الثلث تقريباً. مما سمح لثلاثة من أباطرة الصحافة البريطانية، وهم: مردوخ وماكسويل وستيفنز بالسيطرة عام 1988 على 57% من مجموع التوزيع اليومي والأسبوعي للصحف البريطانية. وأدى تطور التركيز والتجمع في الصحافة إلى بروز اتجاه متزايد نحو السيطرة على صناعات وقت الفراغ، وأصبحت معه خمس شركات في قطاعات الإعلام تسيطر في أواسط الثمانينات على ما يقارب 40% من مبيعات الكتب و 45% من عمليات الإرسال من محطة A TV التلفزيونية... الخ،[5] وتصدر جميع الصحف اليومية الوطنية البريطانية في لندن، عدا صحيفة غارديان فتصدر من لندن ومانشستر في آن معاً، ويتراوح عدد صفحاتها مابين 14-32 صفحة. وقد أشار الباحث الفرنسي رولان كايرول إلى أن الصحافة البريطانية تعاني من ركود وتراجع في أعداد نسخها الصادرة منذ ستينات القرن العشرين، وهذا الأمر شمل الصحف المتخصصة والشعبية على حد سواء. وفي استطلاع أجرته صحيفة فايننشل تايمز عام 1971 تبين أن عدد قراء الصحف البريطانية يزيد عن عدد النسخ الصادرة من كل عدد.
أما الصحف الفرنسية فينتسب معظمها لتجمعات صحفية مثلها مثل الصحافة في الدول المتقدمة الأخرى في العالم، وقد عرَّفَ السيد إيف لير التجمع الصحفي بأنه: "عبارة عن مجموعة من عناوين متنوعة خاضعة لسلطة مالية واحدة يمكن أن تكون شخص، أو شركة أو مجموعة شركات تدار من قبل شخص عمله الأساسي تقديم الاستشارات الإدارية". ويعتبر تجمع آشيت من أوائل التجمعات الصحفية في فرنسا، وتعود بدايات تأسيسه لعام 1826 عندما أنشأت مكتبة آشيت تجمع إعلامي هام في فرنسا حمل اسم "آشيت غراسيه ستوك" وضم داراً لنشر الكتب بلغ ما نشرته في السبعينات من القرن العشرين حوالي 80 مليون نسخة في السنة، وشركة للتبغ والتنباك، إضافة لامتلاكها حصصاً هامة في إنتاج وتجارة الاسطوانات والورق والأفلام، وحصصاً في شركة الدعاية ريجي بريس، ووكالات توزيع الصحافة الباريسية (N M P P) وحصص في مجموعة من دور النشر الهامة الفرنسية، و40% من الشركة البلجيكية فام دوجور دوي، و 50% من شركة تيلي سيت جور، وحصة في أوديج بريس، كما ويصدر هذا التجمع منذ عام 1968 بالاشتراك مع تجمع فيليباتشي صحيفة غران ميوزي. ويصدر آشيت منذ أيلول/سبتمبر عام 1972 الصحيفة الأسبوعية لوبوين الشبيهة بصحيفة ليكسيبريس، مشكلاً بذلك لنفسه إمبراطورية داخل الصحافة الفرنسية. ويعتبر تجمع بروفست الذي أسسه J. ج. بروفست أحد أكبر رجال صناعة النسيج في الشمال الفرنسي، من التجمعات الشهيرة في ميدان الصحافة الفرنسية بفضل نجاح صحيفته اليومية باري سوار، وصحيفة ماري كلير، وصحيفة ماتش. وأدت شراكته مع فرديناند بيغن رجل صناعة السكر والورق عام 1949 إلى إصدار صحيفة باري ماتش. كما ويسيطر تجمع بروفست على صحف: لوفيغارو، لوفيغارو أغريكول، لاميزون دو ماري كلير لي بارون. ويملك مناصفة مع تجمع آشيت، تيلي سيت جور، ويشارك آشيت بـ 15% في ملكية شركة تلفزيون وإذاعة لكسمبورغ R T L. والتجمع الصحفي الآخر هو تجمع أموري الذي يـسـيطر على إصدارات 16 صحيفة؛ وتجمع روبير إرسان الذي تأسس عام 1945 ويسيطر على إصدارات 21 صحيفة؛ وتجمع فيليباتشي الذي تأسس عام 1962 بعد انفصاله عن لي كاييه دو سينيما ويسيطر على إصدارات 10 صحف، وبالاشتراك مع تجمع آشيت صحيفة غران موزيه؛ أما تجمع غروب إكسبريس الذي يملك شركة إكسبريس يونيون وحصصاً كبيرة في شركة ليست يونيون وشركة ديدو بوتين، فيسيطر على إصدارات 3 صحف، ويصدر مع الشركة الأمريكية ماك غرو- هيل صحيفة تيكنيك يونيون. ومع شركة إنتر يونيون صحيفة لو مانجمنت. كما وتعمل في فرنسا تجمعات أخرى مسيطرة في مجال الإعلام نذكر منها: تجمع ديل دوكا؛ وتجمع بايار بريس الذي يعتبر من التجمعات الصحفية الكاثوليكية (الدينية) القوية، الذي ينشر 19 صحيفة. أما صحيفة بانوراما داجوردوي فيصدرها بالاشتراك مع كريكسيون دان لي موند رورال، وصحيفة كاتيشيست دوجوردوي التي يصدرها مع C. N. E. R.. وتجمعات بوساك، فلوارا، داسو. وإتحاد الخدمات الكاثوليكية (ديني) لونيون دي زوفير كاتوليك إن فرانس الذي ينشر الصحف داخل وخارج فرنسا، مثال: صحيفة إيباليتا في مدغشقر. وتجمع الحياة الكاثوليكية (ديني) لا في كاتوليك؛ وتجمع المسيحيين في العالم الريفي (ديني) كريتيان دون لو موند رورال سي إم إر؛ وتجمعات: دارغو، فانتيار، بورجين، والحزب الشيوعي الفرنسي لو بارتي كومونيست دو فرانس، ألفا، ونوي إيه جور، وإكسيلسيور، ومونسينيور، وأموري، وإرسانت، وبروفوس. ويرجع تاريخ الصحافة الموجهة للنساء في فرنسا إلى القرن الثامن عشر، عندما صدرت أول مجلة نسائية تحمل اسم لوكوريير دولا نوفوت عام 1758، وتبعتها مجلة لو بو تيت إكو دو لا مود عام 1878، وتبدل اسمها فيما بعد إلى ليكو دولا مود، وكانت السباقة في مجال نشر المسلسلات على صفحاتها، منذ عام 1893 عندما نشرت مسلسل لو باترون غراتويك. وتشير الدراسات إلى أنه صدر في فرنسا خلال السبعينات من القرن العشرين حوالي 20 مجلة موجهة للجنس اللطيف يزيد عدد نسخ إصدارها عن المليون نسخة، وكان يصدر في فرنسا في النصف الثاني من القرن العشرين حوالي 23 مجلات موجهة للأسرة والبيت، و 12 مجلة للعاطفة والخيال، وأكثر من 27 مجلة موجهة للشباب والمراهقين والأطفال، وحوالي 15 مجلة دينية كاثوليكية، ومجلات رياضية ونقابية ومتخصصة أخرى. [6]
أما في ألمانيا فقد ظهرت أولى الصحف عام 1660 باسم ليبزيغور زايتنغ، وظلت الصحافة الصادرة في الإمبراطورية الألمانية خاضعة لنظام دقيق من الرقابة الصارمة وقيود الحصول على رخص الإصدار منذ البداية. بعد أن أنشأ فريدريك الثاني نظاماً دقيقاً للرقابة على الصحف، ووظفها لخدمة حكمه في السلم والحرب، حتى أنه كان يشارك شخصياً أحياناً في الكتابة للصحف. وبعد فترة قصيرة من الحرية الصحفية استمرت من عام 1731 وحتى عام 1739، اتبع جوزيف الثاني سياسة حاسمة ضد الصحف، وتم توظيفها لخدمة مصالح الدولة، ووضع نظاماً صارماً للرقابة على الصحف وفرض ضريبة الطابع على الصحف منذ عام 1789،[7] ومن القوانين التي لم تزل سارية حتى الآن في ألمانيا القانون الإمبراطوري الصادر عام 1874 الذي يحدد شروط الرد على ما تنشره الصحف الألمانية. وقد تميزت الصحافة الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، حسب رأي آلفرد غروسر بالتركيز على الأخبار العامة والابتعاد قدر الإمكان عن الوقائع والتعليقات السياسية، واستقلالية الصحافة التي تصدرها الأحزاب السياسية الألمانية. وخلال ستينات وسبعينات القرن العشرين شهدت الصحافة الألمانية ميلاً واضحاً نحو التركيز والهيمنة وبدا هذا واضحاً من خلال تراجع أعداد الصحف الصادرة خلال تلك الفترة من 1460 صحيفة عام 1967 إلى 998 صحيفة عام 1970، وظهور التجمعات المهيمنة على الصحافة الألمانية وعلى رأسها التجمع الذي يملكه أكسل سبرينجير المهيمن على 39% من الصحف اليومية، و10% من الدوريات الأخرى، إضافة لسيطرته على 69% من الصحف الصادرة في برلين و80% من الصحف الأسبوعية. وكان أكسل شبرينجر أول شخص يحصل من السلطات البريطانية على تراخيص لإصدار الصحف في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وقد بدأ في هامبورغ عام 1946 بإصدار المجلة الشهرية نورتدوتش هيفته وبعدها بدأ بإصدار مجلة هورتزو المتخصصة بالبرامج الإذاعية. وبفضل نجاحه الكبير هذا تمكن شبرينغر من فرض هيمنته لاحقاً على القسم الأكبر من الصحف الألمانية. ورغم الضغوط التي تعرض لها خلال ستينات القرن العشرين واضطراره عام 1968 إلى بيع خمسة مجلات كبيرة كان يملكها وهي: دير نوييه بلات، وجاسمين، وإلتيرن، وبرافو، وتوين، إلا أنه ظل متربعاً على عرش الصحافة المهيمنة في ألمانيا، محققاً رقماً قياسياً من خلال أعماله التي بلغت آنذاك أكثر من ملياري مارك ألماني، ومن خلال كبريات الصحف اليومية واسعة الانتشار التي يملكها أمثال: صحيفة بلت زايتونغ والصحف اليومية الأخرى كـصحف: بيرلينر ميرغينبوست، ودي ويلت، وآبينتبلات، وبيرلينر تسايتونغ هامبورغير. والصحف الأسبوعية: ويلت إم زونتاغ، وبيلت إم زونتاغ، ومجلات: وفونك أور، وهير زو، إضافة لامتلاكه لدار النشر القوية أولشتين في هامبورغ وبرلين، التي تنشر حتى لمنافسيه أمثال: نوييه، وريفيو، وشتيرن، وكويك. ومن التجمعات الصحفية الألمانية الأخرى: تجمع هنري باوير الذي يهيمن على 17% من سوق الصحف؛ وبوردا الذي يهيمن على 12% من سوق الصحف؛ وغرومر يير الذي يهيمن على 8% من السوق؛ ووايتبيرت الذي يهيمن على 6% من السوق؛ إضافة لـتجمعات: شتوتغارتير تسايتونغ، وزوتدوتشي تسايتونغ، وفرانكفورت ألغيماينه، ويستدوتشه ألغيماينه، التي لا تزيد حصتها في السوق الإعلامية الألمانية عن 4%. وما تجب الإشارة إليه أن هذه الأرقام هي أرقام التوزيع لأن أكثر الصحف توزع على القراء عن طريق الاشتراكات، وأن المرتجع من الصحف المعروضة للبيع قليل جداً في ألمانيا، وبالمقارنة مع الصحف، نرى أن المجلات الدورية الألمانية توزع نسخاً أكثر من الصحف الدورية. إضافة لاهتمامها بقضايا الساعة، ونشرها عادة لمقالات في السياسة والاقتصاد على صفحاتها الأولى. وتنوع خطابها الإعلامي وفق الشرائح الاجتماعية التي تخاطبها من خلال تخصصها كمجلات: نسائية، أو شبابية، أو للآباء، أو المنزل والأسرة ، أو التسلية، أو الشؤون العاطفية، أو برامج الإذاعة والتلفزيون...الخ،[8] وعن بنية الصحافة الألمانية في تسعينات القرن العشرين بعد توحيد شطري ألمانيا، وخصخصة الصحافة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة من قبل مجلس الوصاية الذي شكل لهذا الغرض تحدث هيرمان ماين في كتابه "وسائل الإعلام الجماهيرية في جمهورية ألمانيا الاتحادية" فذكر أنها تتميز بـ: الملكية الخاصة؛ وكثرة الأسماء؛ والعلاقات المحلية للعديد من الصحف اليومية؛ وقوة صحافة الأقاليم الألمانية؛ وقلة عدد الصحف التي تصدر في عدة أقاليم ألمانية؛ وتنوع المجلات الألمانية؛ وضعف الصحف الحزبية؛ وتأثر الصحف الألمانية بكمية الإعلانات التي تحصل عليها؛ وتمركز الملكية، وأن حصة كل ألف مواطن بلغت 328 صحيفة عام 1993، في الوقت الذي بلغ فيه عدد النسخ الصادرة في نفس العام من المجلات المنوعة 122.12 مليون نسخة، والصحف اليومية 30.93 مليون نسخة، ومجلات الشركات التجارية 22.59 مليون نسخة، والمجلات المتخصصة 16.45 نسخة، والصحف الأسبوعية 2.21 مليون نسخة، ولابد هنا من ذكر أن صحف الدعاية اليومية والنصف شهرية والشهرية كان عددها في ألمانيا 1228 صحيفة عام 1992، تصدرها 489 مؤسسة صحفية، وتوزع مجاناً على المنازل 70.547.616 نسخة، تمول بالكامل من أجور الدعاية الإعلان، ومن أبرز التحولات في وسائل الإعلام الجماهيرية في أراضي شرق ألمانيا كما سبق وذكرت، تحول ملكيتها إلى القطاع الخاص، وتوزع ملكيتها من جديد على ضوء اشتراك رأس المال من غرب ألمانيا في ملكيتها، وظهور ملاك جدد للصحف الصادرة في شرق ألمانيا وبلغ عدد ما توزعه حوالي 4,5 مليون نسخة، وبمقارنة هذه الأرقام مع ما يصدر في أراضي غرب ألمانيا نلاحظ زيادة واضحة في عدد نسخ الصحف الصادرة في غرب ألمانيا تلبية لاحتياجات السوق في شرق ألمانيا، مثال: مجلة دير شبيغل الشبيهة بمجلة تايم الأمريكية التي نرى أن عدد نسخها الصادرة عام 1993 قد ارتفع إلى أكثر من مليون نسخة، بينما كان في الثمانينات يقل عن 924 ألف نسخة، بينما نلاحظ تراجعاً واضحاً في عدد نسخ الصحف الصادرة في شرق ألمانيا، رغم ظهور حوالي 34 صحيفة يومية جديدة هناك تصدر إجمالياً حوالي 1.215 مليون نسخة. وتشير إحصائيات نهاية 1996 إلى أن مبيعات الصحف اليومية في جمهورية ألمانيا الاتحادية بلغت حوالي 25.5 مليون نسخة في اليوم، وهو المباع فعلاً لأهم الصحف الألمانية بتاريخ 31/3/1997.
وتدخلنا صحافة الولايات المتحدة الأمريكية عالماً ضخماً إذا ما قارناها بما هو موجود في أوروبا، إذ تطالعنا المراجع أنه كان يصدر في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 8000 مجلة دورية، و 1748 صحيفة يومية، تسحب أكثر من 62 مليون نسخة في عام 1970. وبلغ متوسط عدد صفحات الصحف اليومية الأمريكية 53 صفحة، وأن القارئ الأمريكي يستهلك سنوياً حوالي36.3 كغ من ورق الصحف. وفي عام 1971 فقط أنفق القراء الأمريكيون أكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي على شراء الصحف والمجلات والدوريات الأخرى، منها ملياري دولار على الصحف اليومية، و745 مليوناً على المجلات الأسبوعية وصحف أيام الأحد. وكان يعمل حينها أكثر من 350 ألف شخص في الصحافة الأمريكية،[9] وهذه الأرقام بالطبع لا تعبر عن الوضع الحقيقي للصحافة الأمريكية Mass Media لأنها اليوم أكثر من ذلك بكثير. رغم أن الصحافة المقروءة في الولايات المتحدة الأمريكية اليوم تعيش أزمة حقيقية من المنافسة الشديدة التي وضعتها بها وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، والمأزق الحرج الذي وضعتها به شبكة الإنترنيت العالمية التي دفعت بالصحافة الأمريكية كغيرها من دول العالم إلى الإسراع لفتح نوافذ لها عبر هذه الشبكة، تلك النوافذ التي أصبحت بفضل التطور التكنولوجي الهائل للحاسبات الإلكترونية، تسهل آفاق تسلم المادة المنشورة في الصحف، ومن مسافات جغرافية شاسعة بسرعة هائلة ودون عقبات حتى قبل خروج الصحيفة ذاتها من المطبعة مما قلل من الإقبال على شراء الصحف والدوريات المطبوعة الأخرى، وهو ما تعاني منه الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والدول المتقدمة في مناطق أخرى من العالم، بشكل أو بآخر.
وتطالعنا المصادر بأن صدور أول صحيفة في المستعمرات الإنجليزية بأمريكا الشمالية كان في عام 1690 وهي الصحيفة الشهرية "بوبليك" بمدينة بوسطن، والتي أصدرها بنيامين هاريس صاحب مطبعة في المدينة. أما أول صحيفة حقيقية فكانت "صحيفة بنسلفانيا" التي أصدرها بن يامين فرانكلين عام 1728 في فيلادلفيا. وكان فرانكلين آنذاك من أفضل الصحفيين القلائل الذين تمكنوا من العمل في ظروف الرقابة الشديدة للسلطات البريطانية. وتطور عدد الصحف الصادرة في المستعمرة البريطانية آنذاك وبلغ 14 صحيفة عام1740، و34 صحيفة عام 1775، و43 صحيفة عام1782. وأثناء اندلاع الثورة ضد الإنجليز عام1776 لعبت الصحيفتان الصادرتان في بوسطن "سام" و"آدامز"، ومجلة "بنسلفانيا" التي أصدرها توماس بن، فور وصوله من أوروبا عام 1774 دوراً هاماً وكبيراً في تغطية الأحداث الجارية آنذاك. وبعد انتهاء الحرب الأهلية عام 1782، شهدت الصحافة الأمريكية تطوراً ملحوظاً، وكانت صحيفة "بنسلفانيا بوكات" أول صحيفة تصدر بشكل يومي اعتباراً من عام 1784، وفي عام 1800 بلغ عدد الصحف الصادرة في الولايات المتحدة الأمريكية 200 صحيفة منها 17 صحيفة يومية، وألزم أول دستور أقر باستفتاء عام في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1791 الكونغرس بعدم إصدار أي قانون يمنع حرية التعبير أو الصحافة. وشهدت الفترة الممتدة ما بين عام 1930 إلى عام 1970 اختفاء حوالي 3.500 صحيفة في الولايات المتحدة الأمريكية، إما بالتوقف عن الصدور اعتيادياً لمشاكل خاصة بها، أو عن طريق امتصاصها من قبل صحف أخرى. ويذكر ريموند ب. نيكسون[10] أنه كانت 3% من المدن في الولايات المتحدة الأمريكية تصدر صحيفة يومية واحدة فقط في عام 1830، أما في نهاية الستينات من القرن العشرين، فقد بلغت نسبة تلك المدن 86.5% وما هذا إلا دليل على تمركز ملكية الصحف في أيدي قلة من المالكين، مما يلغي المنافسة القوية بين الصحف لاستمالة القراء، ويحد من ضمان الصحافة للقارئ في المدن الصغيرة التي لا يزيد عدد سكانها عن 150 ألف نسمة تنوع المصادر الإعلامية في السوق المحلية.
ومن أهم التجمعات الصحفية في الولايات المتحدة الأمريكية تجمع شيكاغو تريبيون نيوز بيبرز الذي يعتبر أكبر تجمع صحفي في الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك فإنه لا يسيطر إلا على 6% من عدد النسخ المطبوعة من الصحف اليومية، و10% من عدد النسخ المطبوعة من صحف يوم الأحد. ومجموعة طومسون نيوز بيبرز التي يديرها طومسن فليت الكردي الأصل، والذي أصبح سيداً للصحافة البريطانية، وصاحب صحيفة تايمز اللندنية، وهذا التجمع الصحفي في الولايات المتحدة الأمريكية، يسيطر على عدد كبير من الصحف الصغيرة التي تصدر في المدن التي لا يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة. وقد اقتنى هذا التجمع عام 1967 من تجمع براتش مور، 12 صحيفة. واستناداً لما ذكره الباحث الأمريكي روبيرت رور بوج، فإن تقنيات الاتصال الحديثة والمتطورة مكنت الصحف من إيصال صفحات كاملة إلى كافة أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك فإن إدارات التحرير المحلية في حالات أخرى تبقى الأهم، أما التجمعات الصحفية فإنها تكتفي بإرسال المقالات الافتتاحية والمناقشات السياسية والتقارير التي تحمل توقيع صحفي مشهور لتضفي على الصحيفة التابعة لها أهمية خاصة دون زيادة في نفقات التحرير. ومن هنا نرى أن الصحف المنتمية لتجمع صحفي واحد تتميز عن بعضها البعض في تناول الأخبار والمواد المحلية، وتلتقي في المقالات الافتتاحية والمواد الرئيسية فقط، ويبدو هذا واضحاً بصورة خاصة إبان الحملات الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، حين يقرر المسؤولون في التجمعات الصحفية سياسة الافتتاحية الموحدة أو المشتركة، مما يوفر للتجمع موارد مالية هامة عن طريق كسبه لبرامج الدعاية الوطنية. وبالإضافة للصحف تضم التجمعات الصحفية في الولايات المتحدة الأمريكية محطات للراديو والتلفزيون، مثال: تجمع تايم الذي يضم مجلات: ليس ماغازينز، وتايم، وفورشين، وسبورتز، وإللوستريتد أركيتيكتشوال فورم، وهاوس إند هوم إضافة لشركة كبيرة للإذاعة والتلفزيون، و13 شبكة لتلفزيون الكابلات بار كيبلز، وداراً للنشر، ومؤسسة لإنتاج الوسائل السمعية والبصرية التعليمية، ومعامل للورق، وآلاف الكيلومترات المربعة من الغابات، وشراكة في ميترو غولدوين ماير، ومؤسسات للاتصالات في أمريكا اللاتينية، وألمانيا الاتحادية، وأستراليا، وهونغ كونغ؛ وتجمع بوست كومباني الذي يملك: صحيفة واشنطن بوست، ومجلة نيوزويك، ومجلة أرت نيوز، ومحطات الإذاعة والتلفزيون المتنقلة سي بي إس أوف جيكسون فيل فلوريدا، وواشنطن D.C.؛ وتجمع شيكاغو تربيون المهم والذي يضم: صحيفة شيكاغو تريبيون، وصحيفة شيكاغو تودي، وصحيفة نيويورك ديلي نيوز، إضافة لمصالحه في محطات الإذاعة والتلفزيون في مدن مينيسوتا، وكولورادو، وكونكتيكت، إلى جانب شبكات التلفزة بالكابلات في كاليفورنيا وميتشغان، وصحف فلوريدا اليومية؛ وتجمع نيوز هاوس الذي يملك إضافة للـ23 صحيفة يومية عدداَ من المجلات النسائية كمجلة مس كالس، ومجلة كلمور، ومجلة فوغ، ومجلة مدموزيل، ومجلة هاوس إند غاردن، إضافة لسيطرته على عدد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية التي تبث لبعض المدن المسيطرة على سوق أهم صحف التجمع: سيراكوس بولاية نيويورك، وبورتلاند بأراغون، وسان لويس بميسوري، وبيرمنغام بآلاباما. مما سمح للتجمع باحتكار للوسائل الإعلامية الجماهيرية المطبوعة والمسموعة والمرئية على حد سواء؛ وتجمع هيرست الذي يضم 8 صحف يومية وعدد كبير من المجلات، من بينها: هربرز بازار، وغود هاوس، كيبنك، وكوزموبوليتان، وتاون إند كانتري، وهاوس بيوتيفول، وبوبيولار، وميكانيكس. إضافة لمحطات الإذاعة والتلفزيون في بالتيمور، ومحطات للإذاعة والتلفزيون مرتبطة بشبكة NBC، والصحيفة المسائية نيوز أميركان.
وتشير بعض الدراسات أن مجموع ما يصدر من الصحف اليومية في الولايات المتحدة الأمريكية يعادل ربع عدد الصحف اليومية الصادرة في دول العالم مجتمعة، ومع ذلك فإننا نرى أن ترتيب الولايات المتحدة الأمريكية يأتي بعد بريطانيا والسويد وألمانيا الاتحادية والليكسمبورغ واليابان وسويسرا من حيث النسبة المؤوية بين عدد القراء وعدد النسخ الصادرة من الصحف اليومية. والجدير بالذكر أن أكثر الصحف في الولايات المتحدة الأمريكية تصدر مساءً، أو تصدر بطبعتين صباحية ومسائية وبلغ عددها 18 صحيفة عام 1970. كما وتظهر أن عدد النسخ الصادرة من الصحف اليومية في الولايات المتحدة الأمريكية، صغير بالمقارنة مع ما يصدر من صحف يومية في اليابان وبريطانيا وألمانيا الاتحادية.[11] وتعتبر الدعاية من أهم مصادر الدخل للصحف في الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم صدور الصحف بحجم كبير وعدد صفحات لا يقل عن 53 صفحة، وقلة الصحف التي تصدر بحجم صغير تابلويد والتي لا يتجاوز عددها عن الـ20 صحيفة فقط، فإننا نرى القارئ مضطراً للبحث عن تتمات الموضوع الذي يقرأه في عدة صفحات متباعدة بسبب تقاطع المواد الإعلامية ومواد الدعاية والإعلان التي تنشرها تلك الصحف مما يجعل من مطالعة هذه الصحف صعباً للغاية كما أشار الباحث الأمريكي ج. هنبرج، بقوله: أن الصحف اليوم أصبحت سميكة كدليل التلفون، وصعبة القراءة. ومما تتميز به الصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية عن غيرها في العالم، طريقة التوزيع المباشر إلى المنازل الذي تبلغ نسبته 90% من التوزيع اليومي للصحف، ويقوم به يومياً أكثر من 700 ألف طفل تتراوح أعمارهم مابين الـ10 والـ15 سنة، الوضع الذي يسمح بحد ذاته بإقامة سوقاً حقيقية لليد العاملة، التي يدفع المستهلك الأمريكي أجرها عن طيب خاطر لقاء الحصول على صحيفته يومياً في البيت مباشرة، ومن المميزات الأخرى للصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية، تنوع مادة صحف يوم الأحد من أدبية وفنية وعلمية واجتماعية واقتصادية ورياضية واستطلاعات مصورة... الخ، إضافة لكثرة عدد الصفحات الذي يتراوح مابين الـ 350 و400 صفحة مما يجعل وزنها يزيد عن الكيلو غرام، مثال صحيفة: نيويورك تايمز مثلاً، وقد بلغ عدد صحف يوم الأحد عام 1969 حوالي 585 صحيفة، وبلغ إجمالي ما أصدرته من نسخ 59.675 مليون نسخة. وتشتمل الصحف الصادرة في الولايات المتحدة الأمريكية على صحف موجهة للأقليات الأمريكية، كالصحف الموجهة لأصحاب البشرة السوداء من المواطنين الأمريكيين كصحيفة أتلانتا ديلي وورلد التي توزع 30 ألف نسخة، وصحيفة ديلي ديفندر التي تصدر في شيكاغو بـ40 ألف نسخة. إضافة للصحف الناطقة بلغات أخرى غير اللغة الإنكليزية والموجهة للأقليات الأمريكية بالإيطالية والصينية والمجرية والروسية والإسبانية والعبرية والعربية ... الخ. من الواضح أن القارئ في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر ميلاً لمطالعة المجلات الدورية من مطالعة الصحف اليومية، لأنه ينتظر من مجلته المفضلة توضيحاً أكثر، وتفصيلاً وشرحاً للأحداث الجارية، وهي التي تعرف عليها من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية فور وقوعها، فهو ينتظر في المجلة الريبورتاج والمقالة والتعليق والمقابلة التي تذهب به إلى أعمق من الأخبار التي تلقاها من خلال نشرات الأخبار المسموعة عبر الإذاعة والمصورة على شاشة التلفزيون. وهو ما يعتبره المراقبون من أسرار نجاح المجلات في الولايات المتحدة الأمريكية أمثال: مجلة نيوز ماغازين، ومجلة نيوز ويك، ومجلة يو إس نيوز إند وورلد ريبورت، والمجلة واسعة الانتشار عالمياً تايم التي ذاع أسلوبها في كل مكان من العالم وأصبح معروفاً من خلال مجلات تصدر في دول مختلفة من العالم مثال: مجلة ديرشبيغل في ألمانيا الاتحادية، ومجلة لكسبريس في فرنسا، ومجلة إلزفيرز في هولندا، ومجلة تيمبو في المكسيك، وجاء في دراسات عادات المطالعة لدى الجمهور الإعلامي في الولايات المتحدة الأمريكية أن العدد الواحد من المجلة يطالعه مابين 6.67 و2.26 قارئ، وهذا يعني أن المجلات في الولايات المتحدة الأمريكية عكس الصحف اليومية، هي التي تمثل الصحافة الوطنية الجماهيرية.
وفي القارة الآسيوية تعتبر اليابان واحدة من عمالقة الصحافة الآسيوية. فقد صدرت أولى الصحف الوطنية فيها متأخرة عن أوروبا في عام 1872، بصدور صحيفة طوكيو نيتشي نيتشي شيمبون التي بدلت اسمها فيما بعد إلى ماينيتشي شيمبون، وصحيفة يوميوري شيمبون التي صدرت عام 1874، وصحيفة آساهي شيمبون التي صدرت عام 1899 وتعتبر من الصحف اليومية الكبيرة التي لم تزل تصدر حتى الآن. [12]وتتوجه الصحافة اليابانية بشكل عام إلى كافة الشرائح الاجتماعية دون تمييز، ضمن الإطار المقبول في المجتمع الياباني. وتعمل على خدمة القضايا السياسية التي تضمن تطور المجتمع الياباني من خلال تحملها للمسؤولية التي يفرضها عليها الضمير الصحفي دائماً. ويصدر في اليابان حالياً أكثر من 172 صحيفة لا يقل عدد صفحاتها عن 25 صفحة. وتهيمن على السوق الإعلامية الوطنية اليابانية ثلاث صحف يومية يبلغ مجموع ما تصدره حوالي الخمسة ملايين نسخة أو 47% مما تصدره الصحف اليومية اليابانية. وأكثر الدوريات انتشاراً في اليابان خلال سبعينات القرن العشرين هي: آساهي، وآموري، وماينيتشي، وساركي، وسييدو، ونيهانكيزاي، وسبورتز نيكان، وسبورتز كوميي. وتصدر الصحف اليابانية الرئيسية بإصدارين يوميين صباحي ومسائي، وتصدر في عدة مدن في وقت واحد، وعلى سبيل المثال: صحيفة آساهي تصدر في طوكيو، وأوزاكا، وناجويا، وسيبو، وهكايدو في نفس الوقت. كما وتصدر صحفاً يومية متخصصة في الرياضة وصحفاً يومية متخصصة في الشؤون الدينية كصحيفة سوكو شيمبون التي تصدرها طائفة سوكا غاكاي، وصحفاً حزبية كصحيفة كوميي الناطقة باسم حزب الكوميتو الذي يمثل طائفة سوكاغاكاي، وصحفاً متخصصة في الشؤون الاقتصادية مثل صحيفة نيهونكييزاي. ومن الصحف الرئيسية الصادرة خارج العاصمة طوكيو، هناك صحفاً كبيرة نذكر منها على سبيل المثال: تشونييهي، وهوكايدو، ويشيويهون، وهوتشي، ونيهون كيزاي شيمبون أو الـ"نيكاي" وهي الصحيفة الاقتصادية الأولى خارج العالم الناطق بالانجليزية. وهي صحيفة يومية عريقة ومحترمة أسست في أواخر عام 1876، وتصدر في نسختين صباحية ومسائية وتوزع في كل أنحاء العالم، مقرها الرئيسي طوكيو ورئيس تحريرها الحالي ريوكي سوغيتا. فضلاً عما تقدم تصدر دار النشر التي تملك الصحيفة بجانب الـ"نيكاي" عدة مطبوعات تتصل بالصناعة والاقتصاد ونسخة أسبوعية باللغة الانجليزية هي "نيكاي ويكلي". كذلك تملك الدار محطتي تلفزيون "تي في طوكيو" و"نيكاي سي إن بي سي". ومعها شركات ومطبوعات شقيقة أخرى منها شركة نيكاي للمنشورات التجارية وشركة كويك و"راديو نيكاي" و"تي في أوساكا". أما المجلات الأسبوعية والشهرية اليابانية فهي أقل تطوراً وانتشاراً من الصحف اليومية، بسبب ارتفاع أسعارها وقلة الموارد التي تحصل عليها المجلات من أجور الإعلان على صفحاتها. ومعظم هذه المجلات تصدر عن الأحزاب السياسية اليابانية، ومن أهم المجلات اليابانية: آساهي غرافو، وإيكونوميستو، وماينيتشي وغرافور، وأكاتشاتا شوكان، وآ يو مينشو (الأحرار الديمقراطيون)، وشاكاي شيمبون (الأخبار للشعب)، وبونغاي شينجي (أدب الربيع والخريف)، ومجلة الأطفال يوشيين (مدرسة الأمومة). ولا أحد يستطيع على الإطلاق إنكار الجهود الجبارة التي قام بها اليابانيون في حل المشاكل المعقدة لطباعة الحرف المرسوم إيديوغرامّه أولاً، والقراءة العامودية للصحيفة ثانياً، الصفة التي تتميز بها اللغة اليابانية المكتوبة. وكانت صحيفة أساهي الأولى في العالم في استخدام الأسلوب المضاعف لإصدار الصحيفة في وقت واحد في طوكيو وسابورو (1000كم) بفارق زمني لا يتجاوز الـ20 دقيقة فقط. ومن ثم انتشر هذا الأسلوب في أرجاء أخرى من العالم. إضافة لاستخدام أسلوب الناظم الآلي أورديناتور، للتشكيل التلقائي لصفحات الصحيفة. وتمت في اليابان أولى التجارب الناجحة على التوزيع الآلي للصحف على المنازل، هذا الأسلوب الذي طورته شركة ميتسوهيتا ويسمح باستلام الصحيفة في المنزل صفحة صفحة عبر التليراديومودوليشين دي فريكوينس، الذي أصبح اليوم أكثر تطوراً وسهولة بفضل شبكة إنترنيت العالمية التي سارعت صحف العالم لفتح منافذ لها فيها. وهنا لابد من الإشارة إلى التجربة اليابانية التي جرت عام 1952 عندما تخلت الصحف عن خدمات شركات توزيع الصحف، واستبدلتها بالتوزيع المباشر من قبلها مستخدمة لهذه الغاية 300 ألف من الفتيان في سن الدراسة كما هي الحال في الولايات المتحدة الأمريكية والتوزيع المباشر إلى المنازل عبر البريد للمشتركين، وعلى سبيل المثال: نرى أنه في عام 1967 تم بيع 90.1% من نسخ الصحف عن طريق التوزيع المنزلي، و0.8% عن طريق الخدمات البريدية، و 9.1% في الشوارع والأكشاك وغيرها.
و تختلف وسائل الإعلام الجماهيرية في جمهورية الصين الشعبية عن غيرها من دول العالم، ومفهوم حرية الصحافة فيها يختلف تماماً عن مفهومه في الدول الرأسمالية، ولو أن عودة مستعمرة هونغ كونغ البريطانية السابقة إلى الوطن الأم الصين عام 1997 قد خلق ظروفاً جديدة داخل الصين الشعبية التي أصبح يعيش ضمنها كيانان مختلفان تماماً الأول شيوعي والثاني رأسمالي في هونغ كونغ المتمتعة باستقلال ذاتي ضمن جمهورية الصين الشعبية. وحدد دستور جمهورية الصين الشعبية الصادر عام 1954 أن الدولة هي التي تضمن حرية المواطنين في القول والتجمع والتظاهر، وهي التي تضع تحت تصرفهم الوسائل المادية الضرورية للتمتع بها، وتلزم وسائل الإعلام الجماهيرية بوجهة النظر الماركسية فقط، وتخضع كل المواد المتعلقة بسياسة الحزب الشيوعي الصيني لتعليمات السلطات الحزبية المختصة وبذلك يكون مضمون وسائل الإعلام الجماهيرية متماشياً مع المهام والأهداف الراهنة والبعيدة للحزب الشيوعي الصيني. وقد أشار الباحث الفرنسي روجر بليسييه في مقالة نشرتها له الصحافة الفرنسية[13] عام 1971 إلى أن الحزب وحده هو الذي يقرر تاريخ ومكان وعدد الصحف التي تنشأ، وكذلك الأوساط الاجتماعية التي يجب أن تتوجه إليها تلك الصحف، وذكر مثالاً على ذلك: أن اللجنة المركزية للحزب قررت في عام 1956 إنشاء 360 صحيفة موجهة للأرياف في نفس الوقت الذي بدأت فيه أعمال تشكيل التعاونيات الزراعية في الصين. وتعتبر الصحافة الصينية مثل هذه القرارات أمراً طبيعياً وهو ما تؤكده صحيفة الشعب اليومية في مقالة افتتاحية لها، عندما ذكرت: "أن الصحافة سلاح فعال يمكن للحزب بواسطته نشر الثقافة الاشتراكية للجماهير".[14] ورغم وجود بعض الاستثناءات في الصحف النادرة الصادرة في الصين بالتعاون بين الحزب الشيوعي الصيني والبرجوازية الوطنية الصينية، فإن وسائل الإعلام الجماهيرية الصينية بكاملها خاضعة مباشرة للسلطات الحزبية بما فيها صحف الحائط الشهيرة في الصين تو تسو باو، وتخضع المواد الإعلامية لرقابة حزبية صارمة من قبل السلطات الحزبية المختصة بالصحافة، وفق التسلسل الإداري للجان الحزبية على مختلف المستويات، إضافة لخضوع السلطات الحزبية الأدنى للرقابة الدورية للسلطات الحزبية الأعلى التي تتابع عمل ونشاطات وسائل الإعلام، والغرض منها التأكد من الخط الفكري الذي تلتزم به الصحف وإعادة النظر بهذا الخط عند الضرورة. كما ويخضع محرري الصحف الصينية لدورات تدريبية دورية وندوات تدعو إليها السلطات الحزبية المركزية لضمان الالتزام بالخط الفكري للحزب، أما تعيينهم في العمل فيتم حصراً من قبل السلطات الحزبية المختصة للمستوى الذي تصدر فيه الصحيفة، بعد موافقة السلطات الحزبية الأعلى، ويتم اختيار المحررين عادة من بين أعضاء الحزب الأكثر التزاماً بالخط الفكري للحزب والمتخرجين من معهد الصحافة في بكين. وهذا الأمر ينطبق أيضاً على عشرات آلاف المراسلين الصحفيين الصينيين المنتشرين في جميع أنحاء جمهورية الصين الشعبية. وتشير المصادر إلى قلة أعداد نسخ الصحف الصادرة في الصين بالمقارنة مع عدد السكان لابد أنه مرتبط بأسلوب مطالعة الصحف المتبع في الصين، مثال: صحيفة الشعب اليومية جين مين جي باو التي أسستها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في 15 حزيران/يونيو 1949 لتنطق باسمها، ولا يتجاوز عدد النسخ الصادرة منها عن المليونين. حيث توزع على المنظمات الحزبية والأجهزة الحكومية التي تلتزم بتنظيم قراءتها على العمال والفلاحين والجنود، إضافة لنشاطات نوادي المطالعة التي أنشئت في الإدارات الحكومية والمنظمات الشعبية والوحدات العسكرية والمصانع والإدارة المحلية والمدارس والجامعات، لتنظيم المطالعة الجماعية للصحف، كما ويتم إعادة نشر افتتاحياتها وموادها الهامة في الصحف الريفية، وتبث مقتطفات منها عن طريق الإذاعة. ولهذا يعتقد روجر بليسييه أن الصحافة الصينية تصل إلى أغلبية الشعب الصيني بما فيهم الأميين. ومن الصحف الصينية الهامة الأخرى: صحيفة جي فانجن باو جيش الشعب اليومية، التي يزيد عدد نسخ إصدارها اليومي عن المليون نسخة؛ وصحيفة هانغ هاي وين هوي باو، الموجهة للمعلمين، وهي التي أعطت إشارة الانطلاق للثورة الثقافية في الصين عام 1965 عندما نشرت مقالة ياو وين يوان التي حرض فيها على تلك الثورة؛ ومجلة العلم الأحمر هونغ كوي، والمجلة نصف الشهرية الفكرية للحزب الشيوعي الصيني، وتصدر بأكثر من مليون نسخة.
أما في جمهورية كوريا "الجنوبية" فمع نهاية عام 1992 كان يصدر 100 صحيفة يومية و6841 إصدارة دورية مابين أسبوعية وشهرية وربع سنوية، و 2000 إصدارة غير تجارية، أي ما مجموعه 6955 صحيفة ومجلة ونشرة دورية.[15] ويعود تاريخ الصحافة الكورية الحديثة إلى القرن التاسع عشر، عندما قام الطبيب والمبشر الأمريكي فيليب جي صن، المعروف باسمه المحلي المستعار سو تشجي بخبل، بإصدار صحيفة "تونيب سينمون" (الصحيفة المستقلة) عام 1896. بـ 300 نسخة من القطع الصغير ثلاث مرات في الأسبوع بأربع صفحات، باللغتين الإنكليزية والكورية. وتعتبر صحيفة " تشاسون إلبو " وصحيفة " تونا إلبو " اللتان أسستا عام 1920 من أقدم الصحف المعاصرة التي لم تزل تصادر في كوريا، وقد صاحب ظهورهما فترة نضال الشعب الكوري ضد الاحتلال الياباني. وتعمد الصحف الكورية عدم نشر آية أرقام إحصائية عن عدد النسخ المطبوعة والموزعة فعلاً معتبرة ذلك من الأسرار التجارية التي لا يجوز البوح بها، ورغم تشكيل المكتب الكوري للتحقق من الانتشار في 31 آب/أغسطس 1989، فإنه لم ينشر أية أرقام حتى الآن. وتعتمد الصحافة الكورية في مصادرها المالية أساساً على ما تنشره من دعاية وإعلانات حيث تبلغ نسبة الدخل منها 70% من مجموع الموارد المالية الإجمالية للصحف، والتي بلغت 1,1 تريليون فون عام 1992، وهو ما يعادل 1,4 مليار دولار أمريكي. وتعادل هذه النسبة 40.5% من إجمالي الدخل الوطني من صناعة الدعاية والإعلان في كوريا الجنوبية.
أما في جمهورية أوزبكستان فقد صدرت أول صحيفة بعد الاحتلال الروسي عام 1870 باسم "تركستانسكيه فيدومستي" باللغة الروسية وكانت تصدر بألف نسخة فقط. وفي عام 1883م صدرت أول صحيفة باللغة الأوزبكية حملت اسم "تركستانينغ غازييتي". وبعد استقلال أوزبكستان عن الاتحاد السوفييتي السابق أصبحت تصدر فيها أكثر من 600 إصدارة دورية منها 444 صحيفة والباقي مجلات ونشرات دورية. باللغات الأوزبكية، والروسية، والإنكليزية، والقازاقية، والقرغيزية، والطاجيكية، والتركمانية، والقره قلباقية، والعربية. أهمها صحيفة "خلق سوزي" بالأوزبكية و"نارودنويه صلوفا" و"برافدا فاستوكا" بالروسية.[16]
وفي الهند ظهرت الصحف والمجلات الدورية بعد الاحتلال الإنكليزي. وأول صحيفة طبعت في الهند كانت باللغة الإنكليزية وهي صحيفة البنغال، التي صدر العدد الأول منها في عام 1780 في كالكوتا، وأول صحيفة صدرت باللغة المحلية البنغالية "ديغ دارشان" صدرت في عام 1818، في عام 1998 صدر في الهند حوالي 40 ألف صحيفة يومية وأسبوعية، ونصف شهرية ، وشهرية. منها 36 صحيفة تصدر منذ أكثر من مائة عام. وأقدم صحيفة لم تزل تصدر في الهند حتى الآن هي صحيفة "بومبي ساماتشار" أخبار بومباي اليومية بلغة كوجاراتا، وصدر العدد الأول منها عام 1822. وأكبر عدد من النسخ (أكثر من 1,2 مليون نسخة) تصدره صحيفة "تايمز أوف إنديا" اليومية. وأكبر عدد من النسخ بين الصحف المحلية (حوالي مليون نسخة) تصدره صحيفة "مالايالا مانوراما" بلغة مالايالام. وفي طليعة المجلات مجلة "صاندي تايمز" التي تصدر 1,3 مليون نسخة. والصحف والمجلات الهندية تصدر بـ 23 لغة من بينها اللغة السنسكريتية. في الآونة الأخيرة لوحظ تحسن في نوعية الصحف والمجلات الصادرة في الهند، والكثير من الصحف بدأت بالصدور بالألوان والصور، ومعظمها أصبح تصف حروفها وتخرج بالكمبيوتر، مما جعل الصحف الهندية تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة. ومن خصائص الصحف الهندية، صدور العدد الواحد من الصحيفة بنسختين متشابهتين وبلغتين مختلفتين، مثال صحيفة "تايمز أوف إنديا" باللغة الإنكليزية، و"ناف بهرات تايمز" باللغة الهندية. وصحيفة "هندوستان تايمز" باللغة الإنكليزية، و"هندوستان" باللغة الهندية. وصحيفة إنديا توداي" باللغتين الإنكليزية والهندية، و"مانوراما" باللغات: الهندية، والتاميلية، والماليامية، والبنغالية،[17] كما وأحدث في الهند عام 1965 مجلس الصحافة للحرص على حرية الكلمة، ونوعية ومضمون الصحف الصادرة فيها وتطويرها.
وفي القارة الإفريقية تعتبر نيجيريا من أكثر دول ثراء في مجال الصحافة، وتصدر فيها حوالي مائة صحيفة يومية ودورية اتحادية ومحلية، ويصدر بعضها باللغة الإنكليزية والبعض الآخر باللهجات المحلية كالهاوسا واليوربا والايبو. وتعمل الصحافة النيجيرية وفقاً لقانون الأسرار الرسمية الصادر عام 1962. ومن أهم الصحف: ديلي تايمز وهي يومية، تصدر بـ 400 ألف نسخة؛ وديلي شامبيون اليومية، التي تصدر منذ 1/10/1988، بـ 150 ألف نسخة؛ وغارديان اليومية، التي تصدر منذ 4/7/1983، بـ 250 ألف نسخة؛ وناشيونال كونكورد اليومية، التي تصدر منذ 10/3/1984، بـ 200 ألف نسخة؛ وفانغارد اليومية، التي تصدر منذ 15/7/1984، بـ 150 ألف نسخة؛ وتودي اليومية، التي تصدر منذ 0/1/1995؛ ونيجيريا تربيون اليومية، التي تصدر منذ 9/11/1949، بـ 10 آلاف نسخة؛ وديلي سكتش اليومية، التي تصدر منذ 31/3/1964، بـ 65 ألف نسخة؛ والجارديان اكسبريس اليومية، التي تصدر منذ 0/8/1985، بـ 65 ألف نسخة وغيرها. ومن أهم المجلات: أفريكان كونكورد الأسبوعية، وبريزيدينت النصف شهرية، وسوسيتي الشهرية، ونيو هوريزون الشهرية، وبلاتفورم الشهرية. ومن المجلات المتخصصة بالرياضة: سبورت ورلد، وكومبليت فوتبول، وسبورتينغ ريكورد.[18]
وفي إثيوبيا توجد هيئة إشراف تشرف على الصحفيين والصحافة، وهي: "هيئة الصحفيين الإثيوبيين". وتصدر في إثيوبيا صحف ومجلات يومية وأسبوعية وشهرية وربع سنوية، منها: صحيفة إثيوبيا هيرالد اليومية الحكومية، التي تصدرها وزارة الإعلام في أديس أبابا منذ عام 1941، وتوزع حوالي 40 ألف نسخة؛ وصحيفة أديس زيمن "العهد الجديد" اليومية الحكومية التي تصدرها وزارة الإعلام في أديس أبابا منذ عام 1943 باللغة الأمهرية، وتهتم بالشؤون الداخلية وتعتبر الصحيفة القومية الأولى، وتوزع حوالي 37 ألف نسخة؛ وصحيفة العلم الأسبوعية، وتصدر باللغة العربية في أديس أبابا منذ عام 1962، وتهتم بالتعريف بالثقافة والأدب العربي، وتوزع حوالي 3 آلاف نسخة؛ وصحيفة بيريسا الأسبوعية، وهي حكومية تصدرها وزارة الإعلام في أديس أبابا، وتوزع حوالي 3500 نسخة؛ وصحيفة بازاريتو إثيوبيا "إثيوبيا اليوم" الأسبوعية، وهي حكومية تصدر باللغة الأمهرية في أديس أبابا منذ عام 1991، وتوزع حوالي 30 ألف نسخة؛ وصحيفة أديس تربيون الأسبوعية، التي تأسست عام 1993، وتوزع حوالي 5 آلاف نسخة؛ وصحيفة نيجاريت جازتيا المتخصصة في الشؤون القانونية، وتصدر في أديس أبابا بشكل غير منتظم؛ وصحيفة اثيوسكوب وتصدرها وزارة الخارجية في أديس أبابا؛ وصحيفة نجدينا ليمان الحكومية الشهرية، تصدر عن الغرفة التجارية الأثيوبية في أديس أبابا؛ وصحيفة نيجرديس وتصدرها الغرفة التجارية الإثيوبية؛ وصحيفة تبنساي الدينية وتصدرها الغرفة التجارية في أديس أبابا؛ ومجلة إثيوبيا تريد جورنال الحكومية الربع سنوية، وتصدر عن الغرفة التجارية؛ ومجلة بيرهان فاميلي ماغازين الشهرية النسائية؛ بالإضافة إلى صحف ويت إثيوبيا، وينادرناألماو، وتوبيا، وهانوس، ومسكريم.[19]
وفي جمهورية جنوب إفريقيا صدر في نهاية عام 1993 تشريع خاص ينص على إنشاء لجنة إعلامية مستقلة للإشراف الشامل على الصحافة. ويصدر في العاصمة كيب تاون، وإقليم ناتال، وترانسفال عدد كبير من الصحف يزيد عن 40 صحيفة يصدر معظمها باللغة الإنجليزية (14 صحيفة)، وتصدر صحف أخرى بلغة الأفريكانز (6 صحف)، وعدد قليل من الصحف تصدر بلغة الزولو، والأكسوزا ( حوالي الـ 20 صحيفة). ومنها:[20] إفننغ بوست يومية مستقلة، تصدر في كيب منذ عام 1845، بـ 30 ألف نسخة؛ وأرغوس يومية تصدر في كيب منذ عام 1857، بـ 106,5 ألف نسخة؛ وكيب تايمز يومية تصدر في كيب منذ عام 1872، بـ 60 ألف نسخة؛ وديلي دسباتش يومية تصدر في كيب منذ عام 1972، بـ 35,9 ألف نسخة؛ ودي بورغر يومية حزبية، تصدر في كيب منذ عام 1915، بـ 90 ألف نسخة؛ وفيستا تصدر مرتين أسبوعيا في كيب منذ عام 1971، بـ 26 ألف نسخة؛ والصليب الجنوبي دينية تصدر في كيب مرتين في الأسبوع منذ عام 1920، بـ 10 ألف نسخة؛ وويك أند أرغوس تصدر في كيب مرتين في الأسبوع منذ عام 1957، بـ 128,5 ألف نسخة؛ ومجلتك تصدر في كيب مرتين في الأسبوع منذ عام 1987، بـ 232 ألف نسخة؛ والجنوب متطرفة للسود تصدر في كيب مرتين في الأسبوع، بـ 25 ألف نسخة؛ وويك اند بوست تصدر مرتين في الأسبوع في كيب، بـ 38 ألف نسخة؛ وجمز بوك تصدر في كيب مرتين في الأسبوع، بـ 8 آلاف نسخة؛ وفير ليدي نصف شهرية تصدر في كيب، بـ 150,3 ألف نسخة؛ وساري نصف شهرية تهتم بالمرأة، تصدر في كيب، بـ 227 ألف نسخة؛ ونيوز إرا ربع سنوية، تصدر في كيب؛ والجريدة القانونية ربع سنوية تصدر في كيب منذ عام 1884، بـ 2,5 ألف نسخة؛ ووتنس ربع سنوية، تصدر في ناتال منذ عام 1846، بـ 28 ألف نسخة؛ وناتال ميركوري ربع سنوية تصدر في ناتال منذ عام 1852، بـ 61 ألف نسخة؛ وذا ديلي نيوز ربع سنوية تصدر في ناتال منذ عام 1878، بـ 96,4 ألف نسخة؛ والانجا تصدر مرتين أسبوعيا في ناتال منذ عام 1903، بـ 126 ألف نسخة؛ وليدي سميث غازييت تصدر مرتين أسبوعيا في ناتال منذ عام 1902، بـ 7 آلاف نسخة؛ وفاز مرزوكلي زراعية تصدر مرتين أسبوعيا في ناتال منذ عام 1911، بـ 17 ألف نسخة؛ وبوست ناتال تصدر مرتين أسبوعيا في ناتال منذ عام 1935، بـ 51 ألف نسخة؛ وساندي تريبيون تصدر مرتين أسبوعيا في ناتال منذ عام 1937، بـ 125,7 ألف نسخة؛ والشخصية تصدر مرتين أسبوعيا في ناتال، بـ 107 ألف نسخة؛ ورووي روز نصف شهرية تصدر في ناتال، بـ 165 ألف نسخة؛ وسكوب نصف شهرية تصدر في ناتال، بـ 153,3 ألف نسخة؛ وذي إواني شهرية يصدرها اتحاد المدرسين في ناتال منذ عام 1905، بـ 8 آلاف نسخة؛ وفينوير شهرية تهتم بزراعة الكروم، تصدر في ناتال منذ عام 1931، بـ 10 آلاف نسخة؛ ودرام شهرية تصدر في ناتال منذ عام 1951، بـ 135,9 ألف نسخة؛ وساوز أفريكان ميدكال شهرية تصدر في ناتال، بـ 20 ألف نسخة؛ وبوكسينغ ورلد شهرية تصدر في ناتال، بـ 10 آلاف نسخة؛ وساوز أفريكان جاردن هوم تصدر في ناتال مرة كل شهرين منذ عام 1947، بـ 146 ألف نسخة؛ وزا تروث حرة تصدر في ناتال مرة كل شهرين منذ عام 1969؛ وورلد ايرنيوز تهتم بشؤون الطيران تصدر مرة كل شهرين في ناتال منذ عام 1973، عدد النسخ 13 ألف نسخة؛ ويور فاميلي تهتم بشؤون الأسرة، تصدر مرة كل شهرين في ناتال منذ عام 1973، بـ 216 ألف نسخة؛ وذا ستار تصدر مرة كل شهرين في ترانسفال منذ عام 1887، بـ 209 ألف نسخة؛ وبريتوريا نيوز مستقلة، تصدر مرة كل شهرين في ترانسفال منذ عام 1898، بـ 25,8 ألف نسخة؛ وروستن بورج هيرالد تصدر مرة كل شهرين في ترانسفال منذ عام 1924، بـ 11 ألف نسخة؛ وبليد تصدر مرة كل شهرين في ترانسفال منذ عام 1974، بـ 21,1 ألف نسخة؛ وذا سيتزن تصدر مرة كل شهرين في ترانسفال منذ عام 1976، عدد النسخ 108 ألف نسخة؛ وذي بزنس تصدر مرة كل شهرين في ترانسفال منذ عام 1985، عدد النسخ 32,9 ألف نسخة؛ وسويتان تصدر مرة كل شهرين في ترانسفال منذ عام 1981، بـ 255 ألف نسخة؛ وترانسفالار تصدر مرة كل شهرين في ترانسفال، بـ 40 آلاف نسخة؛ وفولكس بلاد مستقلة، تصدر مرة كل شهرين في ترانسفال منذ عام 1904، بـ 27 ألف نسخة؛ وفينتر سدورب هيرالد تصدر مرتين أسبوعيا في ترانسفال منذ عام 1908، بـ 5,4 آلاف نسخة؛ واليهودية الأفارقة تصدر مرتين أسبوعيا في ترانسفال منذ عام 1938، بـ 160 ألف نسخة؛ وساندي ستار مستقلة، تصدر مرتين أسبوعيا في ترانسفال منذ عام 1984، بـ 89 ألف نسخة: والأمة تصدر مرتين أسبوعيا في ترانسفال منذ عام 1986، بـ 16 ألف نسخة؛ وفري ويك بلد مناهضة للتطرف العنصري، تصدر مرتين أسبوعيا في ترانسفال منذ عام 1988، بـ 13 ألف نسخة؛ وماينغ ويك نصف شهرية تصدر في ترانسفال منذ عام 1979، بـ 10 آلاف نسخة؛ وساوز أفريكان دايجست نصف شهرية، يصدرها مكتب الإعلام في ترانسفال؛ وسنتر نيوز شهرية تصدرها RIG للنشر، بـ 30 ألف نسخة؛ وبوستال شهرية يصدرها اتحاد العمال في ترانسفال منذ عام 1970، بـ 50 ألف نسخة؛ وترسنغ نيوز شهرية تصدر عن هيئة التمريض في ترانسفال منذ عام 1978، بـ 110 آلاف نسخة؛ وتكنو بريف شهرية تصدر عن CSTR في ترانسفال منذ عام 1991، بـ 15,5 نسخة؛ ولانترن: ربع سنوية تصدرها مؤسسة التعليم والعلوم والتقنية في ترانسفال منذ عام 1952، بـ 5 آلاف نسخة؛ وزا موتورست ربع سنوية تهتم بشؤون السيارات، تصدر في ترانسفال منذ عام 1966، بـ 184 ألف نسخة؛ والجريدة الاقتصادية ربع سنوية تصدرها جامعة بريتوريا.
وفي الختام نستطيع القول أن الصحف والمجلات الدولية تعد من الوسائل الهامة في عملية التبادل الإعلامي الدولي، نظراً للإمكانيات الهائلة التي تملكها، سواء أكانت تلك الإمكانيات تقنية أم بشرية، أم مالية، إضافة للعدد الضخم من النسخ التي تصدرها وتوزعها في مختلف دول العالم مقارنة بالصحف الصادرة في الدول النامية، وما يترتب عن هذا التوزيع من نتائج سياسية لصالح الدول المصدرة داخل الدول المستوردة. وتعتبر الصحف والمجلات الدولية واسعة الانتشار، من الوسائل الفاعلة لتنفيذ السياسة الخارجية للدول الواقعة تحت تأثير دول أخرى بأي شكل من الأشكال، وهي من الوسائل التي تلجأ إليها مختلف المؤسسات والجماعات للاستفادة من خدماتها في تحقيق أغراضها الثقافية والسياسية والاقتصادية المختلفة. وكان من الطبيعي أن يؤدي تركيز السلطة الإعلامية الدولية في بعض الدول المتقدمة خلال ثمانينات القرن العشرين إلى خلق تيار عالمي جديد أصبحت معه وسائل الإعلام الجماهيرية والمصالح الإعلامية خاضعة لسلطة الاتحادات الدولية التي ظهرت نتيجة للتركيز في حالات كثيرة، وبدأت تغزو الساحة الإعلامية العالمية وتسيطر على حركتها، وخاصة من خلال سيطرة تكنولوجيا الاتصال والمعلوماتية، التي شهدت تسعينات القرن العشرين انطلاقة حقيقية لثورة علوم الإلكترونيات الدقيقة، ورافقها اندلاع الثورة المعلوماتية وتدفق المعلومات عبر مصادر عديدة، وهي التي أتاحت للإنسان في أي مكان من العالم، إمكانية استقاء المعلومات وحرية تداولها، ومتابعة الأحداث والتطورات فور وقوعها. وقد تفوق البث الإذاعي المرئي المباشر، الذي يستخدم الأقمار الصناعية والكوابل والألياف الضوئية، ذات القدرات الفنية الهائلة، في التسابق الهائل الحاصل مع الصحف المطبوعة في نقل الأحداث ببث مباشر وتغطية التطورات، التي تجري في أي مكان من العالم، لحظة بلحظة، الأمر الذي وضع الصحافة المطبوعة في العالم كله في مأزق الصراع من أجل البقاء. والتحدي المطروح أمام وسائل إعلام الدول النامية اليوم وفق آراء الباحثين هو ضرورة اللحاق بثورة تكنولوجيا العصر، بالسرعة اللازمة والكفاءة المميزة، وإلا تخلفت عن سوق المنافسة، مع صحافة الدول المتطورة، وتخلفت أكثر في مواجهة وسائل الإعلام الإلكترونية، وخاصة وسائل البث الإذاعي المرئي المباشر. وهذا يتطلب من الدول النامية في العالم، والدول الأقل تطوراً، ضرورة إعادة النظر وبعمق، في مفهوم المجتمع لرسالة وسائل الإعلام الجماهيرية وعلاقتها بنظم الحكم المتغيرة والمتتالية في البلدان النامية، وطبيعة مهمتها في ظل المتغيرات المتعاقبة ونوعية القوانين التي تحكم هذه العملية التفاعلية. لتكون أداة أمن واستقرارا لتلك الدول في عالم تعصف فيه متغيرات سريعة. ولعل في الخبرة اليابانية ما يستحق الدراسة للتعرف على الطريقة التي تتوجه من خلالها الصحافة اليابانية بشكل عام إلى كافة الشرائح الاجتماعية دون تمييز، ضمن الإطار المقبول في المجتمع الياباني، وخدمتها للقضايا السياسية التي تضمن تطور المجتمع الياباني وتحملها للمسؤولية التي يفرضها عليها الضمير الصحفي دائماً، وتركيزها منذ أربعينات القرن الماضي على حل العوائق التقنية بدلاً عن حملات الصد والرد التي تلهيها عن أداء دورها الاجتماعي الوطني على جميع الأصعدة الداخلية والإقليمية والدولية دون التنازل عن ذرة من مصالحها الوطنية.
للمزيد راجع:
1. فيصل عباس: مدير تسويق «إم بي سي»: نعمل على تطوير دخلنا من مصادر غير الإعلان. // الرياض: الشرق الأوسط، 12/8/2007.
2. كارولين عاكوم: هل جاء عصر التحالفات الإعلامية العربية؟ اندماج «روتانا» و«إل بي سي» يسلط الضوء على مستقبل «التكتلات» في المنطقة. // الرياض: الشرق الأوسط 12/8/2007
3. أ.د. محمد البخاري: العلاقات الدولية في ظروف الثورة المعلوماتية. // دمشق: المعرفة، العدد 519 كانون أول/2006.
4. أ.د. محمد البخاري: التبادل الإعلامي الدولي والعلاقات الدولية. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006. (باللغة الروسية)
5. أ.د. محمد البخاري: التفاعلات السياسية في وسائل الإعلام الجماهيرية. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006. (باللغة الروسية)
6. أ.د. محمد البخاري: مبادئ الصحافة الدولية في إطار العلاقات الدولية. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006. (باللغة الروسية)
7. أ.د. محمد البخاري: "العولمة وقضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة" أطروحة للحصول على درجة دكتوراه علوم في العلوم السياسيةDC ، من أكاديمية بناء الدولة والمجتمع، الاختصاص: 23.00.03 – الثقافة السياسية والأيديولوجيا؛ و23.00.04 – المشاكل السياسية للنظم العالمية والتطور العالمي". طشقند: 2005. (باللغة الروسية، بحث غير منشور)
8. أ.د. محمد البخاري: الإعلام التقليدي في ظروف العولمة والمجتمع المعلوماتي. // جدة: مجلة المنهل، العدد 592/أكتوبر ونوفمبر 2004.
9. أ.د. محمد البخاري: قضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، طشقند: مطبعة "بصمة" 2004. (باللغة الروسية)
10. أ.د. محمد البخاري: العولمة والأمن الإعلامي الوطني والدولي. // الرياض: مجلة الدراسات الدبلوماسية، العدد 18، 1424هـ، 2003م.
11. أ.د. محمد البخاري: المعلوماتية والعلاقات الدولية في عصر العولمة. // الرياض: مجلة "الفيصل"، العدد 320 صفر 1424 هـ/أبريل 2003.
12. أ.د. محمد البخاري: العلاقات العامة والتبادل الإعلامي الدولي. مقرر لطلاب الدراسات العليا (الماجستير)، معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2001. (باللغة الروسية)
13. أ.د. محمد البخاري: "دور وسائل الإعلام الجماهيرية في التنمية والثقافة والتعليم" أطروحة للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في الأدب phD (صحافة) من جامعة موسكو الحكومية، 1988. (باللغة الروسية، بحث غير منشور)
14. أ.د. محمد البخاري: "دور الصحافة السورية في التنمية والثقافة والتعليم" أطروحة للحصول على درجة الماجستير في الصحافة. جامعة طشقند الحكومية، 1984. (باللغة الروسية، بحث غير منشور)
15. د. محمد البخاري، د. دانيار أبيدوف: الخدمات الإعلامية في ظروف العولمة والمجتمع المعلوماتي. // دمشق: مجلة "المعرفة"، العدد 491/آب 2004.
هوامش:
[1] رولان كايرول: الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية. ترجمة: مرشلي محمد. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1984. ص 29-32. – للمزيد أنظر: د, محمد البخاري: قضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة. مقرر جامعي. طشقند: معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، مطبعة بصمة، 2004. (باللغة الروسية)
[2] د. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1990. ص 115. د, محمد البخاري: مصدر سابق. (باللغة الروسية) و
-UNESCO: The Structure of the World's Press, in International Communication Media, Channels, functions, op. cit., p. 271.
[3] د. محمد علي العويني: مصدر سابق. ص 116. و
- Heinz - Dietrich fischet and John C. Marrill: The International Situation of Magazines, in International Communication. Media Channels, Functions. op. cit., pp. 306-307.
[4] جيمس كورّان، و جين سيتون: السلطة من دون مسؤولية: الصحافة والإذاعة في بريطانيا. ترجمة: حازم صاغية. المجمع الثقافي، أبو ظبي. الطبعة الأولى 1993. ص 150-141. - من يملك ماذا؟ 1988. - تقارير الشركات: التقرير السنوي للمجلس الصحفي 1990. - عزت السيد أحمد: العولمة وإعادة هيكلة الاقتصاد العالمي. // دمشق: مجلة المعرفة، العدد: 416/. 1998. ص 78-94. فيصل عباس: مردوخ يشتري «داو جونز».. و«حاجز» لمنع تدخله في تحرير «وول ستريت جورنال» // الرياض: الشرق الأوسط 1/8/2007. - وحدة الأبحاث: اللاعبون الكبار في مجال المال والأعمال. // الرياض: الشرق الأوسط، 12/8/2007. و
- Nizar Al-Khatib: British Airways and American Airlines Strategic. MA in Business and Management. East London Business Scholl. 1997. p. 61. - James W. Botkins, Jana B. Matthews; Winning Combinations. John Wiley & Sons, Inc. New York. 1993. p. 73. - Burnard Burnes; Manging Cahge. Pitman Publishing. London. 1992. p. 65. - Ward H. H. Mainstreams of American Media History. Boston, 1997. P. 133–134.
[5] جيمس كورّان، و جين سيتون: السلطة من دون مسؤولية: الصحافة والإذاعة في بريطانيا. ترجمة: حازم صاغية. المجمع الثقافي، أبو ظبي. الطبعة الأولى 1993. ص 145. - التقرير السنوي لـ A P A . 1986-1985. - التقرير السنوي الـ 32 لمجلس الصحافة 1985 (1986). - مجلة جوردان عن معطيات النشر والتسويق والنشر. 1984. - الكتاب السنوي للفونوغراف البريطاني.1986. - بريتيش فيديو غرام أسوسياشين ( غالوب - 1986). - وحدة الأبحاث: مصدر سابق.
[6] Presse- Actuaiste et L'echo de La Presse et de La "ublicite".
[7] رولان كايرول: مصدر سابق. ص 34-585. د, محمد البخاري: مصدر سابق. (باللغة الروسية)
[8] رولان كايرول: مصدر سابق. ص 575. و- إدارة الصحافة والإعلام في الحكومة الاتحادية: حقائق عن ألمانيا. Societats-Verlag، 1997. ص 451 - 458. (باللغة الروسية)
[9] رولان كايرول: مصدر سابق. ص 457. د, محمد البخاري: مصدر سابق. (باللغة الروسية)
[10] رولان كايرول: مصدر سابق. ص 458. د, محمد البخاري: مصدر سابق. (باللغة الروسية) - وحدة الأبحاث: مصدر سابق. و
- R. B. Nixon, Gazette, 1968, vol. XIV,n3.
[11] رولان كايرول: مصدر سابق. ص 458. - ج. كازيماجو، ر. بورباجي، أ. كوهين: الصحافة والإذاعة والتلفزيون في الولايات المتحدة الأمريكية.1972. د, محمد البخاري: مصدر سابق. (باللغة الروسية)
[12] رولان كايرول: مصدر سابق. ص 475-615. د, محمد البخاري: مصدر سابق. - وحدة الأبحاث: مصدر سابق. (باللغة الروسية)
[13] بليسييه روجيه: منظمة الصحافة في جمهورية الصين الشعبية. // جورناليزم، 1971 العدد 34. - رولان كايرول: مصدر سابق. ص 609. د, محمد البخاري: مصدر سابق. (باللغة الروسية)
[14] صحيفة الشعب الصينية. 1954 حزيران/ يونيو 25. د, محمد البخاري: مصدر سابق. (باللغة الروسية)
[15] أنظر: كوريا حقائق وأرقام. الخدمات الإعلامية الخارجية في كوريا، سيئول 1993. ص 115-118. (باللغة الروسية) د, محمد البخاري: مصدر سابق. (باللغة الروسية)
[16] أنظر: د.محمد البخاري، غينادي نيكليسا: الأسس السياسية والقانونية لدخول وسائل الإعلام الأوزبكية الساحة الدولية. طشقند 2003. (باللغة الروسية)
[17] موسوعة الجيب. موسكو: 2000. ص 218-219. (باللغة الروسية) د, محمد البخاري: مصدر سابق. (باللغة الروسية)
[18] معلومات أساسية عن جمهورية نيجيريا الاتحادية. // القاهرة: آفاق إفريقية، العدد الثاني/صيف 2000. ص 170-171.
[19] معلومات أساسية عن جمهورية إثيوبيا. // القاهرة: آفاق إفريقية، العدد الثامن شتاء 2001/2002. ص 133.
[20] معلومات أساسية عن جمهورية جنوب إفريقيا. // القاهرة: آفاق إفريقية، العدد السادس صيف 2001. ص 181-183.

أقصدت الإدارة الأمريكية حرية الأديان في أوزبكستان أم شيئاً آخر !

أقصدت الإدارة الأمريكية حرية الأديان في أوزبكستان أم شيئاً آخر !
دراسة كتبها في طشقند بتاريخ 30/11/2006، أ.د. محمد البخاري: عربي سوري مقيم في أوزبكستان، دكتوراه علوم في العلوم السياسية DC، الاختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. ودكتوراه فلسفة في الأدب PhD، اختصاص: صحافة. بروفيسور قسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية والقانون بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية.
ما الذي قصدته الإدارة الحكومية للولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً عندما أدرجت حليفتها السابقة في آسيا المركزية جمهورية أوزبكستان في قائمة "الدول المثيرة للقلق في مجال احترام الحريات الدينية" هل هو الدفاع عن الحريات الدينية ؟ وهذا أمر مشكوك فيه، أم استمراراً لسياستها مزدوجة المعايير في التعامل مع الأنظمة الوطنية التي لا تدور في فلك مصالحها التي تلف العالم ! وخاصة بعد أن بشر الرئيس بوش بتجاوز تلك المصالح الكرة الأرضية لتشمل الفضاء الكوني بعد أن تتمكن الولايات المتحدة من إنشاء أول مستعمرة لها على كوكب القمر خلال العقود القادمة وهذا طموح تثير أبعاده العلمية التقدير، والسياسية والعسكرية الاستغراب والقلق في آن معاً ! لدى جميع الحكومات الوطنية مستقلة القرار الساهرة على إحلال سلام عادل ومطمئن في عالم اليوم ومن بينها سورية.
وللإدارة الأمريكية الحق أن تفعل ما تراه مناسباً لمصالحها كما للمثقفين في الولايات المتحدة وخارجها الحق بالتساؤل عن مدى احترام الإدارة الأمريكية وحلفائها المقربين والمدللين من قبلها للحريات الدينية في بلادهم، وعن الذي تريده حقاً الإدارة الحكومية الأمريكية عندما تفرض نفسها وصية على العالم وحتى على منظماته الدولية التي يفترض الحياد في سياساتها وتصرفاتها وقراراتها ! ! ؟ وهي تتدخل في الشؤون الداخلية لكثير من الدول المتمتعة بالسيادة في العلاقات الدولية مثلها مثل الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها ورغم أن جمهورية أوزبكستان تتصرف وفق اعتبارات جاءت في دستورها الدائم الذي أقره البرلمان الأوزبكي في 8/12/1992،[1] وتعتبر الشعب الأوزبكي المصدر الوحيد للسلطات في الدولة، وأن الشعب الأوزبكي يتشكل من جميع مواطني جمهورية أوزبكستان بغض النظر عن الانتماء القومي أو الديني أو العرقي. وعرض القضايا الهامة والحيوية التي تهم المجتمع والدولة على الاستفتاء العام. وأن المجلس الأعلى (البرلمان)، ورئيس الجمهورية، المنتخبين مباشرة من قبل الشعب هم الممثلين الشرعيين للشعب الأوزبكي، ولا يحق لأي غيرهم مهما كان حزباً سياسياً، أو اتحادا أو حركة شعبية، أو أية شخصية التحدث نيابة عن الشعب الأوزبكي.
وقسم الدستور السلطات الحكومية إلى سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية، وسمح بالتعددية السياسية والفكرية، وألزم الدولة بالديمقراطية والمبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون وعدم جواز التزامها بأي إيديولوجية.
ونص الدستور على عدم جواز تعارض القوانين مع الدستور، وعلى مساواة جميع المواطنين أمام القانون، والالتزام بمبدأ حق المواطنين في الانضمام للنقابات والأحزاب والحركات السياسية المسجلة وفق القانون، وحماية حرية المعارضة والأقليات، ومنع إقامة تنظيمات سرية. وحمل الدستور الحكومة مسؤولية ضمان الحقوق والحريات التي ينص عليها، وفصل المنظمات الدينية عن الدولة، وعدم تدخل الدولة في شؤون المنظمات الدينية.[2]
وضمنت القوانين حق الترشيح للمجلس الأعلى الأوزبكي (البرلمان) للجميع عدا الذين سبق وصدرت بحقهم أحكاماً قضائية، أو الذين هم تحت المحاكمة. ولم تسمح القوانين للعاملين في المنظمات الدينية بالترشيح للمجلس الأعلى الأوزبكي، في محاولة لتجنب إقحام المنظمات الدينية في الصراعات الحزبية والسياسية، خاصة وأن عدد المنظمات الدينية المسجلة في الجمهورية بلغ 1671 منظمة.[3]
وسبق وظهرت فعلاً حركات دينية متطرفة في جمهوريات آسيا المركزية منذ فجر استقلالها خلال تسعينات القرن الماضي تسعى للتصادم مع النظم السياسية الدستورية بدعم من الخارج في محاولة لتغيير تلك النظم عن طريق استخدام القوة المسلحة والعنف بخلاف الأساليب الديمقراطية السلمية. أدت إلى ظهور ردود فعل معينة من قبل الأجهزة الحكومية والأوساط الاجتماعية.
وكان من ضمن تلك التيارات المدعومة من قوى خارجية متواجدة على الساحة الأفغانية، عناصر عربية أطلقت عليها وسائل الإعلام العالمية المعروفة بتوجهاتها المعادية للعرب اسم "الأفغان العرب"، مما وفر لبعض وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية المحلية الفرصة لنقل أخبار تتحدث عن دور وهابي ومحاولة ربطه بالمملكة العربية السعودية وتوجيه الإساءة لها، ولتنظيمات أخرى حاولت ربطها بالمملكة الأردنية الهاشمية، وفلسطين، وحتى تركيا الأقرب لدول آسيا المركزية للإساءة إليها نقلاً عن وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية العالمية الناطقة باللغة الروسية الموجهة من شمال أمريكا، وأوروبا، وحتى من داخل روسيا نفسها بسبب انعدام مصادر الأنباء الرسمية التي تتحدث عن وجهة النظر العربية والإسلامية عما يجري في المنطقة باللغة الروسية التي تعتبر المصدر الرئيسي للأنباء على الساحة الإعلامية في 15 دولة من دول الاتحاد السوفييتي السابق ومن بينها أوزبكستان.
وساعد ذلك على تركيز الفهم الخاطئ للإسلام، وللقضايا العربية العادلة، والبعد عن فهم المرامي الحقيقية التي تسعى إليها تلك القوى والمرامي من وراء تلك المصادر الإعلامية العالمية الناطقة باللغة الروسية من قبل العاملين في وسائل الإعلام المحلية، وهو ما شكل تهديداً مباشراً للمصالح المشتركة لدول آسيا المركزية ومن بينها أوزبكستان والدول العربية والإسلامية وأخذ ذلك التهديد بالتبلور أكثر فأكثر خلال الفترة اللاحقة.
وكان من المصلحة الحقيقية للدول العربية والإسلامية توضيح الوجه الحقيقي للإسلام وحقوقها العادلة لشعوب آسيا المركزية، عن طريق نشر الثقافة الإسلامية بوجهها المتسامح والمعتدل وتقوية العلاقات والروابط الثقافية العربية مع دول آسيا المركزية التي تسكنها أكثرية إسلامية مطلقة وخاصة أوزبكستان باللغة الروسية لمسايرة التركيز الإعلامي بتلك اللغة الحاصل عليها من قبل الأطراف المعنية في معادلة التبادل الإعلامي الدولي.
خاصة بعد أن حظي برنامج الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف لإعادة بناء الهوية القومية الأوزبكية على عتبة الاستقلال بدعم مختلف القوى على الساحة الأوزبكستانية، ومن أبرزها كان سماحة مفتي آسيا الوسطى وقازاقستان السوفييتية آنذاك محمد يوسف (قبل انشقاق الإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وقازاقستان السوفييتية التي كان مركزها طشقند إلى خمسة إدارات دينية تتفق وعدد جمهوريات آسيا المركزية بسبب أخطاء نسبت للمسؤولين في تلك الإدارة آنذاك).
ودعا إسلام كريموف في برنامجه إلى ضرورة محاربة مظاهر العنف والتطرف الديني، والسماح لكافة مظاهر الدين الإسلامي السمحة بالتعبير عن نفسها بحرية، بعد سنوات طويلة من القمع والتشويه تحت تأثير آلة الدعاية الإلحادية السوفييتية.
واختار إسلام كريموف الخط العلماني في التجربة الأوزبكية. وتمثل الخط العلماني في التجربة الأوزبكية بالتعايش السلمي بين الدين والدولة، حيث تصون الدولة الدين وتمنحه حرية الدعوة وممارسة العقائد الدينية، ويوفر رجال الدين للدولة فرصة العمل على تصريف شؤون البلاد في ظل من الوئام الوطني والاستقرار، فلا أحد يفرض رأيه على أحد، من خلال التقيد بدستور البلاد وقوانينها الصادرة بالطرق الديمقراطية والملزمة للجميع.
وتحدث تقرير مكتب undpالتابع لمنظمة الأمم المتحدة الذي صدر في طشقند عام 2000 عن التطور الإنساني في أوزبكستان، وعن التسامح الديني في جمهورية أوزبكستان، وأورد أرقاماً عن عدد المنظمات الدينية المسجلة والعاملة في الجمهورية والبالغة 1671 منها 1555 إسلامية، و8 بهائية، و8 يهودية والبقية مراكز مسيحية منها 26 للكنيسة الروسية الأرثوذكسية، و44 للكنيسة البروتستانتية، ومراكز لغيرها من المنظمات الدينية.
وأشار التقرير إلى أن 10 مؤسسات تعليمية إسلامية منها 8 تأسست بعد الاستقلال، يدرس فيها 994 طالب ويعمل فيها 169 مدرس منهم 78 يحملون مؤهلات التعليم العالي، ومؤسسة تعليمية مسيحية واحدة تأسست عام 1998، وتتبع الكنيسة الروسية الأرثوذكسية ويدرس فيها 13 طالباً، ويعمل فيها 13 مدرساً يحملون جميعاً مؤهلات التعليم العالي.
وعن أهمية الدين الإسلامي في الجمهورية تحدث التقرير نفسه فأشار لمواقع المقدسات الإسلامية التي تلقى الرعاية في أوزبكستان والبالغ عددها 160 موقعاً، وأكثر من 2000 مسجد موزعة في أنحاء مختلفة من الجمهورية، وإلى أنه خلال سنوات الاستقلال فقط تمكن آلاف المسلمين من أداء فريضة الحج ومناسك العمرة في الديار المقدسة الإسلامية.[4]
وتتحدث بعض المصادر عن تسهيل انتقال أتباع الديانات والمذاهب الأخرى لزيارة الديار المقدسة لديهم، وقيام الدولة بإعادة ما تبقى من أملاك الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية التي سبق وصودرت خلال العهد السوفييتي وعدم إعاقتها لإنشاء دور عبادة لأتباع جميع الأديان والمذاهب البالغ عددها 18 ديانة ومذهب ديني والمسجلة وفقاً للقوانين النافذة في أوزبكستان.[5]
وفي نفس الوقت تابعت الحكومة الأوزبكية جهودها لمواجهة تيارات التطرف والعنف الديني، التي بدأت خلال الفترة التي سبقت الاستقلال (وهي التي عرفت بمرحلة البريسترويكا قبل انهيار الاتحاد السوفييتي السابق)، باستخدام القوة المشروعة ضد تلك التيارات المتطرفة، واستخدام أساليب أخرى كالاحتواء عن طريق طرح بدائل معتدلة سمحت لمؤسسات الدولة أن تكون أكثر جاذبية للشباب والأوساط الاجتماعية المختلفة، وقاية وحماية لها من السقوط فريسة سهلة في أيدي قوى التطرف الديني.
في نفس الوقت الذي كانت فيه السلطات الحكومية تواجهه أخطار تسرب نشاطات مخالفة للدستور والقوانين النافذة قامت بها بعثات تبشيرية أجنبية وخاصة الغربية في أوزبكستان، وهي التي انتشرت أثناء الفترة التي رافقت انهيار الإتحاد السوفييتي السابق وأخذت بتنصير الشباب وخاصة الطلبة الجامعيين من أتباع الديانات الأخرى خلال تسعينات القرن الماضي ومن بينها كان مبشري المذهب المسيحي البروتستانتي الأمريكي، ومنظمة مون المسيحية البروتستانتية الكورية التي لاقت نجاحات كبيرة في أوساط الجالية المنحدرة من الأصول الكورية في أوزبكستان، والكنيسة الكاثوليكية التي أدخلت إلى أوزبكستان وفق مصادر غير مؤكدة أكثر من 25 ألف نسخة من الإنجيل المقدس مترجماً إلى اللغة الأوزبكية رغم عدم تواجد مسيحيين من بين الناطقين باللغة الأوزبكية آنذاك والتركيز على توزيعها بين المرضى في المستشفيات والعاملين والدارسين في مؤسسات التعليم المدرسي والمتوسط والعالي. مما أثار حفيظة الكنيسة الأرثوذوكسية وسخط الأوساط الاجتماعية الإسلامية من تصرفات البعثات التبشيرية مما أدى إلى تحول الوضع تدريجياً إلى أرضية يمكن أن تدفع لصدامات بين تلك القوى الدينية.
مما دفع بالحكومة الأوزبكية لاتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة الوضع المتأزم ومن بينها كان تأسيس المركز الدولي للدراسات الإسلامية بطشقند في ربيع عام 1994، للتأكيد على اعترافها بالدور الهام الذي يلعبه الدين الإسلامي في الحياة الاجتماعية والعلمية. وليكون مركزاً للإشعاع تطل منه الدراسات الإسلامية التي تتحدث عن الماضي العريق للشعب الأوزبكي، وفي نفس الوقت ليقوم علماء الدين الإسلامي أنفسهم بتعرية التطرف الديني وتوضيح أخطاره السلبية على الدين والمجتمع.
وفي خريف عام 1999 افتتحت الجامعة الإسلامية الحكومية بطشقند لتكون منبراً للتعليم الديني الإسلامي للشباب الأوزبكي بعيداً عن التطرف والتعصب الأعمى والتزمت الديني الذي لا يفيد سوى أعداء الدين الإسلامي الحنيف. وليأخذ الإسلام مكانته الرفيعة ويكون الأسوة الحسنة داخل المجتمع الأوزبكي متعدد الأديان والمذاهب الدينية. وتبعه إنشاء صندوق الإمام البخاري الدولي الذي تبرع له سمو أمير دولة الكويت بمبلغ 500 ألف دولار أمريكي، وافتتاح مكتب لهيئة الإغاثة العالمية الكويتية في طشقند.
وأصدرت الجامعة الإسلامية في طشقند عام 2001، المصحف الشريف باللغة العربية، مع شرح لمعانيه الكريمة باللغة الأوزبكية، قام بشرح معانية الكريمة جملة من رجال الدين والمستعربين الأوزبك المعروفين في الأوساط الدينية والاجتماعية، من بينهم سماحة المفتي السابق عبد الرشيد قاري بهراموف، والشيخ عبد العزيز منصور مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية سابقاً ونائب سماحة المفتي حالياً، والبروفيسور حميد الله كرماتوف رئيس الجامعة الإسلامية بطشقند سابقاً ورئيس جامعة العلاقات الدولية والاقتصادية حالياً، والدكتور زهر الدين حسن الدينوف المستشار السابق لرئيس الجمهورية، والبروفيسور نعمة الله إبراهيموف رئيس معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية سابقاً وعضو أكاديمية العلوم الأوزبكية ومجمعي اللغة العربية قي مصر والأردن، والدكتور الشيخ رحمة الله قاري عبيدوف، والبروفيسور زاهد جان إسلاموف مدير المركز الدولي للدراسات الإسلامية بطشقند، والبروفيسور نجم الدين كاميلوف رئيس اللجنة المركزية للانتخابات بجمهورية أوزبكستان سابقاً ورئيس قسم بأكاديمية بناء الدولة والمجتمع التابعة لرئيس الجمهورية حالياً، والمرحوم البروفيسور باطر بيك حسانوف تأكيداً واضحاً للسياسة الحكومية المتبعة لحماية أصول الدين الحنيف من التشويه، والعمل على نشر الرسالة الإسلامية بوجهها الصحيح.
ومن هذا المنطلق أخذت أوزبكستان منذ الاستقلال تركز على الدور التاريخي الذي لعبته شخصيات تاريخية بارزة كان لها دوراً هاماً في التاريخ الإنساني كالإمام محمد إسماعيل البخاري، والإمام الترمذي، والعلامة بهاء الدين نقشبندي، والعلامة أحمد يسوي، والمعلم الطبيب حسين ابن سينا، والخوارزمي، والأمير تيمور وحفيده ألوغ بيك… وغيرهم، لبناء شخصية الإنسان الأوزبكي المعاصر. ولم تقف تلك الجهود عند الخدمات الجليلة التي قدمها أولئك العظام لأمتهم فقط، بل تعدتها لإحياء التقاليد النبيلة في التراث التاريخي الإسلامي، ليقوم على أساسها النموذج الأوزبكي الخاص المبني على التسامح ورفض مبدأ "استيراد الإسلام" من الخارج، والتأكيد على ما للدين الإسلامي الحنيف من قيم في بناء الشخصية الأوزبكية، والحفاظ عليها بعد موجات طويلة من التدخل الأجنبي في مصير الشعب الأوزبكي. وسمحت السلطات الحكومية بإقامة ندوات دولية عن الدين بمشاركة منظمات دولية عديدة كانت المنظمات الألمانية أكثر مساهمة في تنظيمها مثال: صندوق فريدريخ إيبيرت. وتنظيم الأجهزة الحكومية الأوزبكية لاحتفالات في العديد من المناسبات على خلفية إسلامية. [6]
وهكذا وازنت القيادة الأوزبكستانية بين التصدي لقوى التطرف الديني، والدفاع عن المكانة الهامة للدين الإسلامي في عملية إحياء الروح الوطنية اللازمة لنجاح عملية بناء الدولة المستقلة. وكانت الترجمة العملية لهذا الاتجاه، إعادة عيدي الفطر السعيد، والأضحى المبارك للشعب الأوزبكي، واعتبارهما أيام عطلة رسمية في أول قانون عمل صدر في عهد حكم الرئيس كريموف بعد الاستقلال.
وعملت الدولة على تأكيد مبادئ الديمقراطية، واحترام تطلعات كل الجماعات والشرائح الاجتماعية، وحقوق الأقليات القومية، واحترام عادات وتقاليد، وأديان، ولغات كل الأقليات القومية التي تعيش على أراضي الجمهورية، وبناء الدولة القومية على أساس الفصل بين السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، والقضاء نهائياً على احتكار الأيديولوجية الواحدة للسلطة والمجتمع كما كان في العهد السوفييتي الشمولي، والاعتراف بتعدد المؤسسات السياسية، بما فيها التعدد الحزبي، ومنع الأحزاب والحركات التي تدعو أهدافها إلى تغيير السلطة بالقوة، أو تهدد سيادة الدولة، ووحدة أراضيها، وتهدد أمنها عن طريق إثارة النعرات الدينية والطائفية والعرقية، أو تتطاول على الأسس الدستورية التي يقوم عليها المجتمع. وبفضل هذه السياسة يعيش أتباع 18 ديانة ومذهب ديني في أوزبكستان اليوم بظروف يسودها التسامح والسلام والتفاهم.[7] ومع ذلك أدرجتها الإدارة الحكومية للولايات المتحدة الأمريكية في قائمة "الدول المثيرة للقلق في مجال احترام الحريات الدينية".
ومع التجاهل المستمر لوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية العربية لتشغيل خدمات إعلامية باللغة الروسية التي يجيدها معظم الصحفيين ويلم بها الجزء المتبقي على ساحة الاتحاد السوفييتي السابق، ودول شرق أوروبا، والدول ذات التوجه الاشتراكي الأخرى، وحتى قسم كبير من سكان إسرائيل المهاجرين إليها من الاتحاد السوفييتي السابق، لمواجهة أو التقليل من أثر ما تبثه وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية الغربية المعادية للإسلام والمسلمين والعرب في دخول تلك الساحة الإعلامية عن طريق مئات الصحف والإذاعات المسموعة والمرئية الناطقة باللغة الروسية وخاصة التي تبث من الأراضي الروسية كشركات إعلامية مشتركة تملكها شخصيات يهودية من روسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، والنمسا، وسويسرا وغيرها من الدول، نرى أن الصورة لم تزل بعيدة المنال وأن شبه غياب التبادل الإعلامي المباشر بين الدول العربية والإسلامية ودول آسيا المركزية يتركها فريسة سهلة لوسائل الاتصال والإعلام الغربية أنفة الذكر.
ويؤكد ضرورة دعم عمل المكاتب الإعلامية في السفارات العربية العاملة في أوزبكستان ودول الاتحاد السوفييتي السابق ذات الأكثرية المسلمة، وإنشاء خدمة دائمة لوكالات الأنباء العربية باللغة الروسية لتكون مصدراً موثوقاً لسد النقص الإعلامي الحاصل حتى الآن عن الدول العربية ومواجهة الخط المعادي للإسلام والمسلمين والعرب الذي تلتزم به معظم المصادر الإعلامية الأجنبية المعروفة بتوجهاتها وتكتيكاتها التي تستخدمها على الساحة الإعلامية في دول الإتحاد السوفييتي السابق والمعسكر الاشتراكي السابق.
للمزيد أنظر:
1. إسلام كريموف: أوزبكستان على طريق المستقبل العظيم. ترجمة: د. محمد البخاري. دار السروات، جدة 1999.
2. بيان وزارة الخارجية الأوزبكية. وكالة أنباء Jahon، 24/11/2006. (باللغة الروسية)
3. تقرير منظمة undp التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، عن التطور الإنساني في أوزبكستان لعام 1999. المستشار العلمي: أ.د. غالينا سعيدوفا، ومجموعة مؤلفين. دار نشر أوزبكستان، طشقند 2000. (باللغات الأوزبكية والروسية والإنكليزية)
4. دستور جمهورية أوزبكستان. دار "أوزبكستان" للنشر، طشقند 1998. (باللغة الروسية)
5. كلمة فخامة الرئيس إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان بمناسبة مرور 13 عاماً على صدور دستور جمهورية أوزبكستان. Jahon، طشقند 2005.
6. د. محمد البخاري: المصالح المشتركة في العلاقات العربية الأوزبكستانية. دمشق: دار الدلفين للنشر الإلكتروني (DarDolphin (TM) Publishers and Animation Cartoons)، 11/8/2006. http://www.dardolphin.org
7. د. محمد البخاري: رواد النهضة الحديثة في أوزبكستان. الكويت: جريدة الفنون، العدد 51/2005 آذار/مارس.
8. د. محمد البخاري: الجوانب الثقافية في التبادل الإعلامي الدولي وفاعليتها. في كتاب مواد ندوة ومسابقة آفاق تطور العلاقات الثنائية الكويتية الأوزبكستانية في القرن الحادي والعشرين. طشقند: معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2004. (باللغة الروسية)
9. د. محمد البخاري: العولمة والأمن الإعلامي الوطني والدولي. الرياض: مجلة الدراسات الدبلوماسية، العدد 18، 1424هـ، 2003م.
10. د. محمد البخاري: المعلوماتية والعلاقات الدولية في عصر العولمة. الرياض: مجلة "الفيصل"، العدد 320 صفر 1424 هـ/أبريل 2003.
11. د. محمد البخاري: إحياء تراث أوزبكستان بين الأمس واليوم. الرياض: مجلة "الفيصل"، العدد 318/2003 ذو الحجة/فبراير.
12. د. محمد البخاري: التجربة الديمقراطية في أوزبكستان في ضوء الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية. الرياض: مجلة الدراسات الدبلوماسية، العدد السادس عشر، 1422 هـ، 2002م.
13. د. محمد البخاري: آفاق التعاون العربي الأوزبكستاني. الرياض: مجلة "تجارة الرياض"، العدد 482/2002 نوفمبر/تشرين الثاني.
14. د. محمد البخاري: الصراعات الدولية والصحافة الدولية. في كتاب مؤتمر الكفاح ضد الإرهاب الدولي، والتطرف والحركات الانفصالية في العالم المعاصر. طشقند: معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2002. (باللغة الروسية)
15. د. محمد البخاري: عرب آسيا المركزية: آثار وملامح. دمشق: مجلة المعرفة، العدد 460/2002 كانون الثاني/يناير.
16. د. محمد البخاري: واقع إستراتيجية السياسة الخارجية لجمهورية أوزبكستان. أبو ظبي: صحيفة الاتحاد، 7 يناير 2002.
17. د. محمد البخاري، د. سرفار جان غفوروف: المملكة العربية السعودية. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2001. (باللغة الروسية)
18. د. محمد البخاري: التبادل الإعلامي الدولي كوظيفة دبلوماسية. طشقند: مجلة فوستوكافيدينيه، العدد 2، 2001. (باللغة الروسية)
19. د. محمد البخاري: وظيفة التبادل الإعلامي الدولي. طشقند: مجلة مياك فاستوكا، العدد 1-2، 2001. (باللغة الروسية)
20. د. محمد البخاري: المخطوطات العربية في جمهورية أوزبكستان. دمشق: مجلة المعرفة، العدد 457/تشرين أول/أكتوبر 2001.
21. د. محمد البخاري: الحرب الإعلامية والأمن الإعلامي الوطني. أبو ظبي: صحيفة الاتحاد، الثلاثاء 23 يناير 2001.
22. د. محمد البخاري: العولمة والأمن الإعلامي الدولي. دمشق: مجلة "معلومات دولية" العدد 65/ صيف 2000.
23. د. محمد البخاري: عرب آسيا المركزية: آثار وملامح. دمشق: مجلة "المعرفة"، العدد 445/2000 تشرين أول/أكتوبر.
24. د. محمد البخاري: أوزبكستان والشراكة والتعاون الإستراتيجي والأمن في أوروبا وآسيا الوسطى. القاهرة: مجلة السياسة الدولية، العدد 138/1999 أكتوبر/تشرين أول.
هوامش:
[1] دستور جمهورية أوزبكستان. دار "أوزبكستان" للنشر، طشقند 1998. (باللغة الروسية)
[2] نفس المصدر السابق المواد 7، 8، 9، 10، 11، 12، 13، 14، 16، 18، 34، 43، 56، 57، 58، 61، 76، 97، 116.
[3] تقرير منظمة undp التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، عن التطور الإنساني في أوزبكستان لعام 1999. المستشار العلمي: أ.د. غالينا سعيدوفا، ومجموعة مؤلفين. دار نشر أوزبكستان، طشقند 2000. ص65. (باللغات الأوزبكية والروسية والإنكليزية)
[4] تقرير منظمة undp التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، عن التطور الإنساني في أوزبكستان لعام 1999. المستشار العلمي: أ.د. غالينا سعيدوفا، ومجموعة مؤلفين. دار نشر أوزبكستان، طشقند 2000. ص65. (باللغات الأوزبكية والروسية والإنكليزية).
[5] بيان وزارة الخارجية الأوزبكية. وكالة أنباء "جهان"، 24/11/2006.
[6] للمزيد أنظر: د. محمد البخاري: المصالح المشتركة في العلاقات العربية الأوزبكستانية.
[7] بيان وزارة الخارجية الأوزبكية. وكالة أنباء "جهان"، 24/11/2006.