الأحد، 29 نوفمبر 2015

تطور التعاون الكوري الجنوبي الأوزبكستاني وآفاقه المستقبلية


تطور التعاون بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية كوريا وآفاقه المستقبلية


أشارت المصادر الإعلامية الأوزبكستانية إلى استقبال رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف يوم 5/11/2015 بمقره في آق ساراي النائب الأول لوزير الصناعة والتجارة والثروة الطبيعية بجمهورية كوريا لي خوان سوب.

إسلام كريموف
وعبر القائد الأوزبكستاني خلال اللقاء عن أن كوريا الجنوبية تعتبر من المستثمرين والشركاء التكنولوجيين الرئيسيين لأوزبكستان. وأن عدد من رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين يشاركون بتنفذ جملة من المشاريع الإستراتيجية في مختلف القطاعات الاقتصادية الأوزبكستانية. ومن أمثلة التعاون: الإنتهاء منذ مدة قريبة من بناء مجمع أستيورت للغاز والكيماويات على قاعدة الموقع الإنتاجي في سورغيل بكلفة بلغت نحو 4 مليارات دولار.
وأشارت المصادر الإعلامية إلى اللقاء الإستثماري الدولي الذي عقد في طشقند بمشاركة وفد عن كوريا الجنوبية، وظهرت خلاله إمكانيات تعميق علاقات الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في المستقبل، كما تم استعراض مدى تنفيذ الإتفاقيات التي تم التوصل إليها أثناء اللقاءآت الثنائية على أعلى المستويات. وأنه جرى بحث المسائل المتعلقة بمشاركة مستثمرين كوريين جنوبيين في عملية خصخصة المنشآت والأملاك الحكومية في أوزبكستان، وتنفيذ مشاريع إستثمارية مشتركة جديدة في القطاعات الصناعية الرئيسية، وفي البنية التحتية.
وقيم الجانبان الإتفاقيات الـ 24 الموقعة مع شركاء كوريين جنوبيين في إطار اللقاء الإستثماري الدولي، ومذكرة التفاهم حول شراء أملاك الدولة في قطاعات:  النفط والغاز، والكيماويات، والتقنيات الكهربائية، وصناعة السيارات، والصناعات الغذائية، وإنتاج مواد البناء، والبنية التحتية بمبلغ يزيد عن 220 مليون دولار.


لي خوان سوب
وعبر لي خوان سوب عن شكره لرئيس جمهورية أوزبكستان على دفئ إستقباله، وأشار إلى أن جمهورية كوريا تعطي أهمية خاصة لتطوير وتعزيز تعاون المنافع المتبادلة الثنائية مستقبلاً، وقبل كل شيء في المجالات التجارية والاقتصادية والإستثمارية.
وأشارت المصادر الإعلامية إلى ما نشرته وكالة أنباء "Yonhap News Agency" الكورية الجنوبية، والصحيفة الكورية الجنوبية "The Korea Herald" البارزة الناطقة بالإنكليزية، في مقالة تحت عنوان "كوريا الجنوبية تسعى لتوسيع إستثماراتها في أوزبكستان"، وتحدثت فيها عن مشاركة وفد من جمهورية كوريا في اللقاء الإستثماري الدولي بطشقند.
وأشارت إلى أن كوريا الجنوبية تسعى لتوسيع إستثماراتها في أوزبكستان، ولهذا جرى الإهتمام بمشاركة وفد كوري في هذا الحدث، خاصة بعد بدء عملية خصخصة منشآت الدولة في الجمهورية. وأشارت إلى أنه "من بين مواقع ومنشآت الدولة الجاري خصخصتها هناك مواقع ومنشآت في المجالات: الكيماوية، والكهربائية، والنفط والغاز. ولهذا دعي إلى اللقاء مندوبين عن الشركات الأجنبية، والمؤسسات المالية الدولية، ومن بينها: البنك الدولي، وبنك التنمية الآسيوي".
ووفق المصادر الإعلامية يرأس الوفد الكوري الجنوبي نائب وزير التجارة والصناعة لي خوان سوبا، ويضم في عضويته مسؤولين من 20 شركة بارزة في البلاد، من بينها: شركة "Hyundai Engineering Со."؛ وشركة "Korea Gas Corp."؛ وشركة "Lotte Chemical Corp"؛ وغيرها من الشركات، التي عبرت عن إهتمامها بالإستثمار في أوزبكستان التي تعتبر شريكاً تجارياً ضخماً لكوريا الجنوبية في آسيا المركزية.
وأعلنت أنه في إطار المشاركة في اللقاء سيجري لي خوان سوب، محادثات مع مندوبي الوزارات والإدارات الأوزبكستانية، وأوساط رجال الأعمال في الجمهورية.
وأشارت المصادر الإعلامية قبل زيارة الدولة التي قامت بها رئيسة جمهورية كوريا باك كين خي إلى جمهورية أوزبكستان، إلى أن: أسس تطور العلاقات الثنائية بين البلدين وضعت بتاريخ 30/12/1991، بعد اعتراف جمهورية كوريا باستقلال جمهورية أوزبكستان. وأن العلاقات الدبلوماسية بينهما أقيمت بتاريخ 29/1/1992. وأن الشراكة الأوزبكستانية الكورية الجنوبية تميزت خلال السنوات الماضية بحركة نمو مستمرة حتى اليوم، وأخذت أبعادها في الاتجاهات: السياسية، والتجارية، والاقتصادية، والقروض المالية، والثقافية، والإنسانية. وأن التعاون الثنائي يعتمد على قاعدة من الاتفاقيات تضم أكثر من 300 وثيقة، تنظم العمل المشترك بين الدولتين في مختلف المجالات.
وفي المرحلة الراهنة يجري حوار سياسي بين الجانبين على أسس الثقة والانفتاح والإحترام المتبادل، وبروح البيان المشترك الموقع عام 2006 عن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. والدليل على ذلك، تبادل زيارات الوفود باستمرار على مختلف المستويات، وبالدرجة الأولى على مستوى قادة الدول. وخلال الأعوام الماضية جرى 12 لقاءاً بين قادة البلدين. واستحقت زيارة الدولة التي قام بها القائد الأوزبكستاني إلى كوريا الجنوبية في سبتمبر عام 2012 اهتماماً خاصاً. وتم خلالها التوقيع على 60 وثيقة، منها: 2 وثيقة بين الدولتين؛ و3 وثائق بين الحكومتين؛ و7 اتفاقيات دولية، بين الإدارات في البلدين؛ و48 اتفاقية بين الأطراف الإقتصادية. شملت تنفيذ مشاريع استثمارية بكلفة إجمالية بلغت أكثر من 5 مليارات دولار أمريكي، منها أكثر من 3 مليارات دولار استثمارات كورية جنوبية مباشرة.
وأن مواقف جمهورية أوزبكستان، وجمهورية كوريا متشابهة أو متطابقة في المسائل السياسة الإقليمية والدولية، مثل: إصلاح منظمة الأمم المتحدة؛ ومنع انتشار الأسلحة النووية؛ وتوفير الأمن الإقليمي؛ ومحاربة الإرهاب، والتطرف الديني، والتجارة غير المشروعة للمخدرات؛ وغيرها من المسائل.
وأن التعاون البرلماني بين البلدين يتطور باستمرار. وأنه أحدثت ضمن الهيئة القومية بجمهورية كوريا في عام 1995 رابطة برلمانية للصداقة "الكورية – الأوزبكستانية". وفي عام 2009 أحدثت مجموعة برلمانية للتعاون مع الهيئة القومية بجمهورية كوريا في المجلس التشريعي بالمجلس الأعلى بجمهورية أوزبكستان. كما زار رئيس هيئة جمهورية كوريا باك خي تي أوزبكستان في يناير عام 2012.
وأنه تجري مشاورات سياسية دائمة بين إدارات السياسة الخارجية في البلدين، منذ عام 1995، وأن دورة المشاورات السياسية الأخيرة عقدت في أبريل عام 2014 في سيؤول. واثناء زيارة جمهورية كوريا شارك الوفد الأوزبكستاني في الجلسة الثامنة لمنتدى التعاون "جمهورية كوريا – آسيا المركزية".
وأن العلاقات الاقتصادية الأوزبكستانية الكورية الجنوبية تتطور بشكل دائم. وتعتبر جمهورية كوريا من أبرز شركاء أوزبكستان التجاريين والاقتصاديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ووفقاً للإتفاقية التجارية المعقودة عام 1992 يطبق البلدان نظام الأفضلية بالتعامل بينهما. وأظهرت نتائج التبادل التجاري بين البلدين أنه بلغ 2,12 مليار دولار في عام 2013. وتشمل قائمة الصادرات الأوزبكستانية: المواد الغذائية، والآليات، والمعدات، والأسمدة الآزوتية، والمنتجات الكيماوية، وخدمات النقل، والمواصلات، والسياحة. بينما تستورد أوزبكستان من كوريا الجنوبية: وسائط النقل، والمعدات الكهربائية والميكانيكية، والمنتجات والبلاستيكية، والمعادن السوداء، والمواد الغذائية.
وأن حجم إستثمارات جمهورية كوريا الموظفة في الاقتصاد الأوزبكستاني خلال سنوات الإستقلال تجاوز 6 مليارات دولار. وتنفذ في أوزبكستان بالوقت الراهن مشاريع اسثمارية ضخمة بالتعاون مع الشركات الكورية الجنوبية: "KOGAS"؛ و"STX"؛ و"HONAM Petrochemical Corporation"؛ و"Shindong Resources Co.Ltd."؛ و"Textile Technologies Group"؛ وتشمل: "بناء مصنع أوستيورت للغاز والكيماويات على قاعدة الموقع الإنتاجي سورغيل"؛ و"إعداد الموقع الإنتاجي للفولفرام في ساوتباي"؛ و"تنظيم عمل مجمع النسيج في ولاية طشقند"؛ وغيرها من المشاريع الاستثمارية.
وعلى الأراضي الأوزبكستانية تعمل 412 منشأة بمشاركة استثمارات كورية جنوبية، منها 68 منشأة برأس مال أجنبي 100%. وتتركز نشاطات هذه المنشآت في قطاعات: إستخراج الثروات الباطنية، والمعادن، والكيماويات. ومجالات: الصناعات الغذائية، والتجارة، والخدمات. كما جرى في وزارة الصلات الاقتصادية الخارجية والاستثمار والتجارة  بجمهورية أوزبكستان تسجيل 81 ممثلية لشركات كورية جنوبية.
ويتطور التعاون في إطار المساعدات المالية والتقنية التي تقدمها حكومة جمهورية كوريا من خلال: صندوق التنمية الاقتصادية والتعاون (EDCF)؛ وإكسيم بنك كوريا؛ والوكالة الكورية للتعاون الدولي (KOICA). وحتى الآن نفذت في أوزبكستان 4 مشاريع استثمارية بكلفة إجمالية بلغت نحو 114 مليون دولار، في مجالات: الاتصالات، والتعليم، وحماية الصحة، من خلال القروض المخفضة طويلة المدى التي قدمها صندوق "EDCF". وأن الحجم الكامل للمساعدات المقدمة لجمهورية أوزبكستان دون مقابل من خلال "KOICA" تجاوز خلال الأعوام الممتدة من عام 1995 وحتى عام 2003 مبلغ 55 مليون دولار. وجهت كلها نحو تنفيذ مشاريع في مجالات: حماية الصحة، والتعليم، وتكنولوجيا المعلوماتية، والبنية التحتية، والزراعة، والثروة المائية، والطاقة.
وتم التوصل في ديسمبر من العام الماضي بطشقند إلى اتفاقية إطارية بين الحكومتين لتنفيذ 4 مشاريع بمنح تبلغ نحو 20 مليون دولار، وهي مشاريع جارية منذ عام 2013. كما اتبع أكثر من 1400 مندوب من الوزارات والإدارات الأوزبكستانية دورات تدريبية في جمهورية كوريا من خلال خط الإسهام التقني لـ"KOICA".
وفي طشقند افتتح عام 2014 المركز الأوزبكستاني الكوري للتعليم المهني، حيث يتلقى التدريب المهني فيه مجاناً وبمختلف الإتجاهات 360 شخصاً.
وبفاعلية يتطور التعاون في المجالات: الثقافية، والإنسانية، والتعليمية. ويعمل في طشقند من عام 1992  مركز التعليم الكوري، الذي ينظم مسابقات لاتباع دورات تدريبية لغوية في جمهورية كوريا، ودورات رفع كفاءة لمدرسي وطلاب مؤسسات التعليم العالي الأوزبكستانية. وتعمل مراكز الثقافة واللغة الكورية في: الجامعة الحكومية الأوزبكية للغات العالمية؛ وجامعة الاقتصاد العالمي والدبلوماسية؛ ومعهد سمرقند الحكومي للغات العالمية؛ والحدث الهام في هذا الاتجاه، كان إحداث فرع لجامعة إنخا في العاصمة الأوزبكستانية. وسيتم في مؤسسة التعليم العالي الجديدة إعداد متخصصين رفيعي المستوى في مجالات: تكنولوجيا المعلوماتية، والاتصالات، على مستوى المعايير الدولية. واستقبل فرع جامعة إنخا أول دفعة من الطلاب اعتباراً من 1/10/2014.
كما ويجري تنظم معارض فنية وصور فوتوغرافية مشتركة، وتنظم حفلات موسيقية للفرق الفلكلورية من البلدين بشكل دائم، وتجري المشاركة في مختلف النشاطات الثقافية.
وعلى مستوى الإدرات المحلية إقيمت صلات وثيقة، وفي إطارها تم الإتفاق على التعاون المشترك بين مدن: طشقند، وسيؤول؛ وفرغانة، ويونغين؛ ونمنغان، وسونغنام؛ وسمرقند، وكيونجو؛ وولاية طشقند، ومحافظة كيونسان - بوكتو.
واعتبرت زيارة رئيسة جمهورية كوريا باك كين خي الحكومية لجمهورية أوزبكستان استمراراً منطقياً للشراكة الاستراتيجية الأوزبكستانية الكورية الجنوبية، وأنها ستسهم في رفع علاقات المنافع المتبادلة بين البلدين إلى مستوى نوعي جديد.
وأشارت المصادر الإعلامية إلى ما جاء في تقرير نتائج الزيارة، وذكرت أنه وكما أعلن سابقاً بدعوة من رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، وصلت إلى أوزبكستان يوم 16/6/2014 بزيارة دولة رئيسة جمهورية كوريا باك كين خي وهي زيارتها الأولى للبلاد.


إسلام كريموف، وباك كين خي
وبغض النظر عن البعد الجغرافي تربط أوزبكستان وبلاد الصباح المنعش، والشعبين علاقات صداقة قوية منذ القدم. ويتشابه الشعبان بالصفات الحميدة، مثل: الإخلاص لبلدهم وشعبهم، والسعي لتقييم والحفاظ على التراث وقيم الأجداد، والطيبة والإحسان، والصدق وطهارة الأفكار، والكرم وسعة الصدر، وإحترام الكبار والعناية بالصغار، وحب العمل، والإخلاص.
وأن الشعب الكوري لا ينسى أبداً سعة الصدر، والطيبة، وصدق شعب أوزبكستان الذي آوى ووفر الدفئ الروحي لعشرات آلاف الكوريين، الذين جاء بهم مصيرهم إلى أوزبكستان ((نتيجة للحروب التي خاضها الإتحاد السوفييتي السابق ضد الغزو الياباني لمناطق في الشرق الأقصى تم تهجير الكوريين من مناطق سكنهم في الشرق الأقصى من الإتحاد السوفييتي السابق ونقلهم بالكامل للعيش في جمهوريات آسيا المركزية حيث يعيشون حتى الآن)).
وفي الوقت الراهن تتعزز الشراكة الاستراتيجية الوثيقة كنتيجة للحوار الدائم وتشابه المساعي بين الدولتين، المبنية على الانفتاح، والإحترام المتبادل والثقة، التي تزداد دائماً بمضامين غنية جديدة.
ويسمح التقييم الإيجابي للتعاون المثمر خلال السنوات الماضية، بالقول أن جمهورية كوريا تعتبر صديقاً وشريكاً استراتيجياً مضموناً لأوزبكستان، وتقدم الدعم بشكل واسع لعملية تنفيذ البرامج القومية للتنمية الاقتصادية والإجتماعية في أوزبكستان، وتدعم تكاملها على مراحل مع المجتمع الدولي.


إسلام كريموف وباك كين خي في سمرقند
والأحداث الرئيسية للزيارة جرت يوم 17/6/2014 بمقر الرئيس في قصر كوك ساراي. حيث جرت محادثات بين إسلام كريموف، وباك كين خي على نطاق ضيق، وتم خلالها تبادل تفصيلي للآراء حول مسائل التعاون الثنائي، والقضايا الهامة ذات الطبيعة الإقليمية والدولية.
وقال إسلام كريموف: نحن ننظر إلى زيارة الدولة الأولى للرئيسة باك كين خي إلى أوزبكستان، كحدث سياسي هام، وكرمز لتاريخ العلاقات الأوزبكستانية والكورية الجنوبية، وكسعي ثابت للجانبين نحو استمرار وتوسيع إطار الحوار التقليدي المفيد على أعلى المستويات، وأن الزيارة ستعطي دفعة قوية لتعزيز عرى الصداقة والتعاون الاستراتيجي. واليوم نحن نرى جمهورية كوريا دولة حديثة بتطور عالٍ، وتمتلك إمكانيات اقتصادية، واستثمارية، وفكرية، ضخمة، وبفضل استراتيجية التنمية الشاملة المدروسة وطويلة الأمد، تشغل بحق في الكثير من المقاييس موقعاً رائداً في الاقتصاد العالمي، وموقعاً مرموقاً في نظام العلاقات الدولية.
وأشير خلال المحادثات، إلى أن هذا اللقاء يعتبر مرحلة هامة في عملية التطور الدائم للعلاقات متعددة الجوانب، ويوفر إمكانية مفيدة للتحليل الشامل للأوضاع الحالية، وتحديد آفاق اتجاهاتها الهامة، وإغناء وتنشيط وتطوير الشراكة الإستراتيجية بمضامين عملية جديدة.
وقالت باك كين خي: أن أوزبكستان كانت منذ القدم مركز طريق الحرير العظيم، وهي اليوم تجذب اهتمام الكثير من دول العالم، بفضل النمو الدائم لاقتصادها، والأجواء الإستثمارية الملائمة. وأن أوزبكستان تعتبر أضخم شريك لكوريا الجنوبية في آسيا المركزية. ولو أني أزور أوزبكستان للمرة الأولى، ولكني بفضل أجواء الصداقة، وانفتاح وصدق الناس أشعر بنفسي وكأني بين أصدقاء قدامى. وهذه الأجواء والمشاعر العالية شهادة أخرى على تعزيز وتطور الشراكة الاستراتيجية الدائمة بين بلدينا.
والعلاقات السياسية بين أوزبكستان وكوريا الجنوبية تتطور تقليدياً على أسس الشراكة الاستراتيجية، ومبادئ الثقة المتبادلة واحترام المصالح، والدعم الشامل والمتبادل على الحلبة الدولية. وتشابه وقرب وجهات نظر ومداخل الجانبين في جميع المسائل الهامة ذات الطابع العالمي والإقليمي. كما ويتعاون البلدان بقوة في إطار منظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، وفي إطار المؤسسات المالية.
والطبيعة الدائمة للقاءآت على مستوى القمة، تسهم في التطور الدائم للشراكة الإستراتيجية. وأثناء زيارة الدولة التي قام بها الرئيس إسلام كريموف لجمهورية كوريا في سبتمبر عام 2012 جرى التوقيع على 60 مشروعاً استثمارياً بكلفة إجمالية بلغت 5 مليارات دولار أمريكي.
وأن الصلات البرلمانية تتطور باستمرار، ويتوسع تبادل زيارات الوفود الحكومية. وتجري مشاورات سياسية دائمة بين إدارات السياسة الخارجية في البلدين. وفي أبريل من العام الجاري عقدت في سيؤول الجولة العاشرة للمشاورات السياسية. وخلال المحادثات تم التوصل إلى اتفاقيات: حول استمرارية الحوار السياسي؛ والقيام بمتابعة تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها؛ وتوسيع التعاون في مجالات تكنولوجيا المعلوماتية مستقبلاً؛ والطاقة الشمسية؛ والزراعة؛ والتعليم.
وعبر الجانبان عن نيتهما دعم بعضهما البعض مستقبلاً في إطار المنظمات الدولية والأجهزة الإقليمية، ومن بينها منتدى التعاون "جمهورية كوريا وآسيا المركزية". والإستمرار بالعمل المشترك والمفيد والهادف لتعزيز الأمن والإستقرار، والكفاح ضد الإرهاب، والتطرف الديني، والجريمة المنظمة العابرة للقوميات، والتجارة غير المشروعة للمواد المخدرة.
واستمرت محادثات قادة البلدين بمشاركة الوفود الرسمية. حيث جرى بحث مسائل تعزيز التعاون في المجالات التجارية، والاقتصادية، والاستثمارية، والثقافية، والإنسانية، بين الجانبين.
وفي مجال التجارة يجري تطبيق نظام الأفضلية بالتعامل بين البلدين منذ عام 1992. وفي عام 2013 تجاوز حجم تبادل البضائع مبلغ 2,1 مليار دولار. وخلال الفترة الممتدة من يناير وحتى أبريل من العام الجاري كان مؤشره 669,3 مليون دولار.
وتعقد اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والإقتصادي جلساتها بشكل دائم. وخلال الشهر الماضي عقدت جلستها الدورية في طشقند. كما وتعقد جلسات لوزراء المالية، ولجان الإدارات المشتركة في مجال الطاقة والثروات الطبيعية. بالإضافة لمجلس المعلوماتية الذي يعمل منذ عام 2012.
وفي إطار منتدى التعاون "جمهورية كوريا - آسيا المركزية" بحثت مسائل العمل الإقليمي المشترك في المجالات: التجارية، والاقتصادية، والاستثمارية، والمواصلات، والثقافية، والإنسانية.
وتجاوز حجم الاستثمارات التي وظفتها جمهورية كوريا في الاقتصاد الأوزبكستاني مبلغ 5 مليارات دولار. وتعمل في أوزبكستان 412 منشأة أحدثت مع مستثمرين كوريين جنوبيين، وهناك مكاتب لـ 81 شركة من هذه الدولة.
وتكونت لدى أوزبكستان وكوريا الجنوبية خبرات كبيرة في مجال التعاون الاقتصادي الناجح. ويعتبر مجمع أوستيورت للغاز والكيماويات، المشيد في الموقع الإنتاجي سورغيل، من حيث السعة مشروعاً ضخماً على المستوى العالمي. وجرى بناء هذا المجمع بمشاركة كوربوراتسيا الغاز الكورية، وشركات "لوتيه غروب"، و"إس تي إكس إنيرغي". وسيتيح هذا المجمع إمكانية تكرير 4,5 مليار متر مكعب من الغاز في السنة، وهو ما سيسمح بإنتاج: 3,7 مليار متر مكعب من الغاز البضاعي؛ و387 ألف طن من البولي إتيلين؛ و83 ألف طن من البولي بربيلين؛ و102 ألف طن بنزين البروليزين؛ وغيرها من المنتجات القيمة. كما وتشارك الشركات الكورية الجنوبية بأعمال الاستكشاف الجيولوجي لمواقع الأغلوفودورود المبشرة واستثمارها في مختلف المناطق الأوزبكستانية.
وفي قطاع استخراج المعادن في أوزبكستان وبالتعاون مع شركة "شيندونغ ريسورسيز" يجري استخدام موقع إنتاج الفولفرام. وبالشراكة مع شركة "نيوبلانت" بدأ عمل مصنع لإنتاج الكريمينيا التقنية.
كما وتستخدم أشهر منتجات التكنولوجيا العالية في أوزبكستان بمجال صناعة السيارات مع شركاء من كوريا الجنوبية. وفي الوقت الراهن تعمل منشآت صناعة السيارات في ولايات: أنديجان، وخوارزم، وطشقند. وتسهم في هذا القطاع الصناعي 20 شركة كورية جنوبية، بالإضافة لإنشاء 18 منشأة مشتركة.
وفي صناعة النسيج، وهي من القطاعات المتمتعة بالأفضلية في العمل المشترك، نفذت 10 مشاريع مشتركة بالتعاون مع شركاء كوريين جنوبيين في أوزبكستان بكلفة إجمالية بلغت 212 مليون دولار. من بينها: تشغيل منشآت النسيج في ولايتي فرغانة وبخارى بالتعاون مع شركة "ديو إنترنيشنل"؛ وفي ولاية سورخانداريا مع شركتي "شيندونغ إينيركوم"، و"تكستيل تيكنولوجيز"؛ كما ويجري إعداد مشروع لافتتاح مركز لابتكار تكنولوجيا النسيج على قاعدة معهد طشقند للنسيج والصناعات الخفيفة.
وبالتعاون مع جمهورية كوريا يجري في أوزبكستان استخدام نظام "الحكومة الإلكترونية". ويعمل مركز تكنولوجيا المعلوماتية، ومركز الوصول للمعلوماتية، في جامعة طشقند لتكنولوجيا المعلوماتية. وفي مارس من العام الجاري ووفقاً لقرار رئيس جمهورية أوزبكستان افتتح في طشقند فرعاً لأحد أبرز مؤسسات التعليم العالي الكورية الجنوبية، جامعة إنخا.
وتسهم شركة "كوريان إير" بنشاط في تطوير مركز إنترمودلني للملاحة "نوائي". وتمكن قدرته الحالية من التعامل مع قرابة 1000 طن من الحمولات في اليوم، وصالة التحميل قادرة على التعامل وحفظ 300 طن من الحمولات، وعلى خدمة 20 طائرة. ويجري في الوقت الراهن في الأفياخاب هذا 29 تحليق للطائرات إلى مدن: سيؤول، وميلانو، وبروكسيل، وفيينا، وباريس، ودلهي، وبومباي، واسطنبول، وهانوي.
وبفضل العمل المشترك مع وكالة التعاون الدولي الكورية الجنوبية "KOICA"، وصندوق التنمية الاقتصادية، يتعزز التعاون المالي والتقني. والاتجاه الرئيسي للشراكة مع "KOICA" يشمل: تقديم المعدات دون مقابل؛ وإعداد ورفع الكفاءة المهنية للكوادر؛ وجذب المتخصصين الكوريين الجنوبيين إلى أوزبكستان. كما تم تنفيذ 21 مشروعاً بكلفة إجمالية بلغت أكثر من 54,5 مليون دولار في مجالات: حماية الصحة، والتعليم، وتكنولوجيا المعلوماتية، والخدمات العامة، والزراعة والثروة المائية، والطاقة، بالإضافة لإستمرار تنفيذ 4 مشاريع أخرى. وبالتعاون مع صندوق التنمية الاقتصادية والتعاون، نفذت أربع مشاريع استثمارية بكلفة إجمالية بلغت 114,1 مليون دولار.
وأثناء المحادثات تم التوصل لاتفاقيات حول: إعداد وتنفيذ مشاريع مشتركة جديدة لزيادة حجم قوائم التبادل البضاعي، وإجراء لقاءآت تجارية دائمة بمشاركة أبرز الشركات والمنشآت في البلدين؛ وإدخال التكنولوجيا الرفيعة للمواقع الانتاجية.
والعلاقات الأوزبكستانية الكورية الجنوبية في الوقت الراهن، تتطور على مستوى الدولتين والحكومتين، ومن طبيعتها التعاون الكامل والمنظم من خلال المنافع المتبادلة للأجهزة الاقتصادية والتجارية، والمزارع والشركات، ومن ضمنها المجالات الإنسانية، وهو ما يخدم مصالح شعبي البلدين. ومنذ عام 1992 يعمل في طشقند مركز التعليم الكوري. كما افتتحت في جملة من مؤسسات التعليم العالي الأوزبكستانية مراكز للغة والثقافة الكورية. ويجري تدريس اللغة الكورية في 13 مؤسسة للتعليم العالي، وفي 28 مدرسة وليتسيه في أوزبكستان. وتتعاون الجامعات الأوزبكستانية بالكامل مع أكثر من 30 مؤسسة للتعليم العالي ومنظمة علمية إنتاجية كورية جنوبية.
وفي مارس عام 2012 وأثناء الإحتفال بيوم النوروز، وبمناسبة مرور 20 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، نظم في سيؤول حفل كبير شارك فيه فناني الموسيقى الإستعراضية الأوزبكية. وفي عام 2013 نظمت شركة الإذاعة والتلفزيون القومية «KBS» في أوزبكستان مسابقة للأغاني الكورية، فازت بنتيجتها فرقة "علاء الدين" التي شاركت لاحقاً في كوريا الجنوبية مع مشاركين من 15 دولة، وفازت الفرقة هناك بالجائزة الكبرى لمهرجان «Kоrean PОР World Festival-2013». وكان المهرجان الدولي "اللقاء الآسيوي-2014" لروابط الأطفال ومسارح الشباب، حدثاً كبيراً في الحياة الثقافية الأوزبكستانية عام 2014، وهو الذي شارك فيه مسرح الشباب الأوزبكستاني بعرض مسرحية "أزورنيك" (الفلهوي)، وافتتاح حديقة سيؤول في طشقند، وهي من الأماكن الجميلة، ومن أكثر الزوايا الظليلة في العاصمة الأوزبكستانية، والغالية على الشعبين الأوزبكي والكوري، وأصبحت رمزاً لتجسيد الثقافة الكورية القديمة. وأشار الجانبان على وجه الخصوص إلى هذه الإنجازات، وقررا تفعيل الصلات في المجالات: الثقافية، والموسيقية، والفنية، والرياضية، وتنظيم المهرجانات الثقافية، والمعارض المشتركة، وتوسيع الصلات المباشرة بين مؤسسات التعليم. وتم النظر في مسألة افتتاح مركز للثقافة والفنون الكورية في أوزبكستان.
ونتيجة للمحادثات وقع الرئيسان إسلام كريموف وباك كين خي على: بيان مشترك بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية كوريا حول مستقبل تطوير وتعميق الشراكة الاستراتيجية. وجرى التوقيع على: اتفاقية إطارية بين حكومة جمهورية أوزبكستان وحكومة جمهورية كوريا حول قروض صندوق التعاون الاقتصادي والتنمية للفترة الممتدة من عام 2014 وحتى عام 2017؛ ومذكرة تفاهم مشتركة حول التعاون الإستثماري الثنائي؛ واتفاقية قروض بين بنك النشاطات الاقتصادية الخارجية بجمهورية أوزبكستان، وبنك التصدير والاستيراد بجمهورية كوريا.
وأثناء اللقاء مع مندوبي وسائل الإعلام الجماهيرية أشار إسلام كريموف، وباك كين خي إلى أن المحادثات كانت نافعة، وجرت بروح الثقة المتبادلة والإحترام، وأن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها ستخدم مستقبل تطوير واستمرار زيادة فاعلية العلاقات الأوزبكستانية الكورية الجنوبية، ونمو رفاهية شعبي البلدين.
وأعلنت شركة الهولدينغ القومية "أوزبكنيفتيغاز" عن أنه بدعم من كونتسرتسيوم البنوك الدولي سيبدأ في أغسطس عام 2017 بناء مصنع لإنتاج الوقود السائل الصناعي من الغاز الطبيعي «GTL» (Gas to Liquid)، بقدرة إنتاجية دنيا تبلغ 38 ألف برميل في اليوم (1,5 مليون طن في السنة) في جنوب أوزبكستان. ويدخل ضمن الكونتسرتسيوم: إكسيم بانك الكوري الجنوبي. وتم التوصل لاتفاقية حول هذه المسألة أثناء زيارة رئيس كوريا الجنوبية باك سين خي لأوزبكستان. ويخطط الانتهاء من تشكيل الكونتسرتسيوم حتى نهاية العام للبدء ببناء القسم التكنولوجي للمصنع.
وأشير إلى أن المصنع الجديد سيقوم بتكرير 3,5 مليار متر مكعب من الغاز لإنتاج 864 ألف طن من وقود الديزل، و304 ألف طن من كيروسين الطائرات، و395 ألف طن من النفط، و11,2 ألف طن من الغاز المضغوط سنوياً. وأن الشركة الكورية الجنوبية  Hyundai Engineering & Construction ستقوم ببناء القسم التكنولوجي في المصنع.
المراجع:
 (وكالة أنباء Jahon، 4/11/2015. باللغة الروسية)
(وكالة أنباء Jahon، 14/8/2014. باللغة الروسية)
(وكالة أنباء UzA، 5/11/2015. باللغة الروسية)
(وكالة أنباء UzA، 17/6/2014. باللغة الروسية)

*********
دراسة إعلامية أعدها أ.د. محمد البخاري. دكتوراه في العلوم السياسية DC اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. ودكتوراه فلسفة في الأدب PhD اختصاص: صحافة. طشقند 29/11/2015

السبت، 21 نوفمبر 2015

نتائج زيارة رئيس الوزراء الباكستاني لطشقند


تحت عنوان "على طريق مستقبل تعزيز تعاون المنافع المتبادلة" كتبه: أنور صمادوف، الصورة: سرفار أورمونوف، نشرت وكالة أنباء UzA، يوم 17/11/2015 خبراً موسعاً جاء فيه:

كما أعلن سابقاً، بدعوة من رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، وصل إلى أوزبكستان يوم 17 نوفمبر بزيارة رسمية الوزير الأول في الجمهورية الإسلامية الباكستانية محمد نواز شريف.
وبمقر الرئيس في كوك ساراي جرت مراسم الإستقبال الرسمية للوزير الأول في الجمهورية الإسلامية الباكستانية. وعلى شرف الضيف الرفيع اصطف حرس الشرف. وصعد إسلام كريموف، ومحمد نواز شريف إلى المنصة. وعزف النشيدين الوطنيين للبلدين. واستعرض الرئيس الأوزبكستاني والوزير الأول في الجمهورية الإسلامية الباكستانية حرس الشرف.
وأثناء اللقاء ركز إسلام كريموف، ومحمد نواز شريف إهتمامهما على مسائل الأوضاع الراهنة وآفاق مستقبل تطوير التعاون بين البلدين، وتعزيز الأمن الإقليمي.
- وعبر الرئيس الأوزبكستاني عن: أننا نرى باكستان ليس كجار تاريخي قريب، بل وبلد، بفضل مقدراته السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والتقنية، والإنسانية الضخمة، وموقعه الجيوسياسي المفيد، وخط سياسته الخارجية المتزنة، وتلعب اليوم دوراً بارزاً في السياسة الإقليمية، وحل القضايا الدولية الهامة. ونحن ننظر إلى زيارتكم الرسمية الحالية كمرحلة جديدة هامة في العلاقات الأوزبكية الباكستانية طويلة المدى، وكإظهار ساطع لإستعداد الجانبين على استمرار الحوار المنفتح والموثوق على أعلى المستويات، في مسائل العلاقات الثنائية التي تهمنا، والتي لها طابع إقليمي ودولي، وتعطي كذلك دفعة إضافية لتعاوننا متعدد الجوانب والمنافع المتبادلة.
- أشار الوزير الأول الباكستاني إلى: أنا سعيد جداً، لأني أزور من جديد بلد عظيم، مثل أوزبكستان. الرئيس المحترم كثيراً، نتيجة لسياستكم الحكيمة وبعيدة المدى تم توفير السلام والإستقرار في أوزبكستان، وتتطور باستمرار في جميع المجالات. وهذا يؤكد على أنها تخدم وبغض النظر عن الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الدولي، فإن نمو الناتج المحلي الأوزبكستاني خلال السنوات الأخيرة حافظ على مستوى بلغت نسبته أكثر من 8%. وبفضل الصلات المستمرة على  أعلى المستويات، مثل لقائنا اليوم، نحن نستطيع زيادة حركة الصلات التجارية والاقتصادية مستقبلاً، وتعزيز التعاون في مجال الأمن، وتوسيع العمل المشترك في مجال الطاقة.
 والعلاقات الدبلوماسية بين جمهورية أوزبكستان والجمهورية الإسلامية الباكستانية أقيمت بتاريخ 10/5/1992. والحوار السياسي على مختلف المستويات له طابع مستمر. وهذا يسمح بتطوير التعاون باستمرار، وتنسيق المداخل حول المسائل ذات الأهمية الدولية والإقليمية القائمة.
والمقدرات الاقتصادية الضخمة، والموقع الجيوإستراتيجي، والبنية التحتية الأوزبكستانية المتطورة تتمتع بأهمية لدى باكستان. وبدورها، باكستان تتمتع بآفاق لأوزبكستان في توفير الأمن الإقليمي، وإمكانية الخروج إلى أسواقها وإلى موانئها البحرية.
والجانبان يدعمان بعضهما البعض على الحلبة الدولية. وخلال قمة أوفا لمنظمة شنغهاي للتعاون التي جرت في يوليه من العام الجاري، اتخذ قراراً ببدء عملية إنضمام باكستان لمنظمة شنغهاي للتعاون. وهذه حقيقة أخرى لتطور تعاون المنافع المتبادلة ومتعددة الأطراف بين البلدين.
وأوزبكستان وباكستان كجارتين قريبتين لأفغانستان لهما إهتمامات متشابهة في إقامة السلام والإستقرار بهذه الدولة. وهذا يوفر إمكانية بناء ممرات نقل مباشرة بين دولتينا، ومستقبل توسيع الصلات التجارية والاقتصادية.
وركز إسلام كريموف، ومحمد نواز شريف إهتماماً خاصاً على المسألة الأفغانية، التي لها أهمية كبيرة من أجل مستقبل تطوير التعاون. وتوافقت نظرة الجانبين حول أن حل القضية الأفغانستانية هو واحد وفقط، عن طريق إجراء محادثات سلام سياسية برعاية منظمة الأمم المتحدة، ومصالحة الأطراف المتصارعة. كما جرى بحث مسائل تعزيز الأمن الإقليمي، ومحاربة الإرهاب، والتطرف وتهريب المخدرات.
وتبادل الجانبان الاراء خلال المحادثات حول مسائل مستقبل تطوير التعاون التجاري، والاقتصادي، والإستثماري، والثقافي، والإنساني.
وسبق ووقعت البلدين على 42 وثيقة في مختلف المجالات: اتفاقية حول التعاون التجاري والاقتصادي، وتشجيع الإستثمارات المتبادلة وحماية توظيف رؤوس الأموال، وتجنب الإزدواج الضريبي على الدخل، ومنع التهرب من دفع ضريبة الدخل، وكلها تخدم تطوير الصلات التجارية والاقتصادية.
وأوزبكستان تصدر لباكستان تيلة القطن، والخامات الجلدية، وخدمات النقل والسياحة. وتورد باكستان لأوزبكستان الأدوية، والمنتجات الكيماوية والزراعية، وتقدم خدمات المواصلات.
وفي أوزبكستان وبمشاركة رأس المال الباكستاني أحدثت 57 منشأة. تعمل في مجالات: التجارة، والنسيج، وتصنيع الجلود، وإنتاج المنتجات الغذائية، والورق، وتقديم الخدمات في مجال المواصلات والسياحة. وفي اللقاء الإستثماري الدولي الذي جرى بطشقند شارك رجال أعمال باكستانيين بنشاط.
وأشير خلال المحادثات إلى أن مستوى تبادل البضائع الحالي لا يتفق مع المقدرات الاقتصادية والإمكانيات المتوفرة لدى البلدين. وجرى بحث مسائل تفعيل استخدام المصادر غير المستخدمة، وزيادة حجم وتوسيع قوائم التجارة المتبادلة. وتم التوصل إلى إتفاق حول تنشيط عمل اللجان الحكومية الأوزبكية الباكستانية المشتركة في مجال التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي، وعقد جلساتها بانتظام.
وأشار الجانبان خاصة إلى أن إستمرار تطور العلاقات بين أوزبكستان وباكستان يلبي المصالح طويلة المدى ليس للبلدين فقط، بل ويسهم بالتاثير الإيجابي على تعزيز الأمن، وتطوير الصلات التجارية والاقتصادية، والإتصالات، والانسانية، في المنطقة بالكامل.
وتاريخ أوزبكستان وباكستان مترابط في الكثير، والتراث العلمي الإبداعي لأجدادنا هو ملك للشعبين. وهذا يعتبر اساساً قوياً لتطوير الصلات الثقافية والإنسانية المتبادلة. وجمعية الصداقة "الأوزبكستانية الباكستانية" العاملة منذ عام 1991 تنظم الكثير من النشاطات العلمية والثقافية. ويشارك مندوبي البلدين بنشاط في مختلف الحفلات الموسيقية، والمهرجانات، والمعارض، والمباريات الرياضية، الجارية في أوزبكستان وباكستان. ومن بينها يشارك الفنانون الباكستانيون باستمرار في المهرجان الموسيقي الدولي "شرق تارونالاري" في سمرقند.
وفي باكستان جرى مؤتمر علمي تطبيقي عن حياة ونشاطات: أبو علي بن سينا، وعلي شير نوائي، وظهير الدين محمد بابور. وترجمت مؤلفات العديد من العلماء، والشعراء، والكتاب، الأوزبك إلى لغة الأوردو. وفي عام 2009 أفتتحت قاعة في معهد طشقند الحكومي للدراسات الشرقية للغة الأوردو وآدابها. وأصدر المتخصصون في المعهد "قاموس أوردو أوزبكي"، و"قاموس للكلمات المشتركة في اللغتين الأوزبكية والأوردو".
والبلدان تملكان أيضاً إمكانيات ضخمة في مجال السياحة. وفي باكستان الكثيرين يرغبون بمشاهدة الآثار التاريخية، والأماكن المقدسة للعبادة في أوزبكستان.
وفي نهاية المحادثات وقع إسلام كريموف، ومحمد نواز شريف على بيان مشترك بين جمهورية أوزبكستان والجمهورية الإسلامية الباكستانية. وجرى التوقيع على جملة من الوثائق حول توسيع العلاقات التجارية الثنائية، وإحداث تخفيضات إضافية في المجالات الضريبية، وتعزيز التعاون بين وزارتي الشؤون الأجنبية.
وإلتقى رئيس جمهورية أوزبكستان، والوزير الأول في الجمهورية الإسلامية الباكستانية مع مندوبي وسائل الإعلام الجماهيرية وأشارا إلى أنه خلال الحوار المنفتح والبناء، جرى تبادل للآراء حول المسائل الهامة لتطوير العمل المشترك، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الأهمية. وأشير إلى أن هذه الزيارة وما تم التوصل في إطارها من إتفاقيات ستفتح صفحة جديدة، وتعطي دفعة إضافية، لتطوير تعاون المنافع المتبادلة طويلة المدى بين البلدين.
ولم تزل الزيارة الرسمية للوزير الأول في الجمهورية الإسلامية الباكستانية محمد نواز شريف لأوزبكستان مستمرة.
وتحت عنوان "الزيارة كانت مثمرة" نشرت وكالة أنباء UzA، يوم 18/11/2015 خبراً جاء فيه:
الوزير الأول في الجمهورية الإسلامية الباكستانية محمد نواز شريف، الذي يزور أوزبكستان بزيارة رسمية، قام يوم 18 نوفمبر بزيارة ساحة مستقلليك في طشقند.
ووضع محمد نواز شريف، الأزهار عند أقدام نصب الإستقلال والإنسانية، الذي يعتبر رمزاً للحرية، والمستقبل المشرق والمساعي الطيبة..
وقيم الوزير الأول الباكستاني عالياً أعمال التشييد والتحسين الجارية بقيادة الرئيس إسلام كريموف، بالساحة الرئيسية في أوزبكستان.
وبمرافقة الوزير الأول بجمهورية أوزبكستان شوكت ميرزييوييف، وصل الوزير الأول في الجمهورية الإسلامية الباكستانية محمد نواز شريف، إلى سمرقند.
وإطلع الضيف العالي على مجمع الإمام البخاري. وحُدِّثَ الوزير الأول الباكستاني عن التراث الغني لجد الأوزبك العظيم الإمام البخاري، وإسهامه القيم في تطوير ديننا المقدس، وأعمال التشييد والتحسين الضخمة، المحققة في المجمع بقيادة الرئيس إسلام كريموف.
وخلال إطلاعه على المرصد الفلكي ومتحف ميرزة ألوغ بيك حُدِّثَ الضيف بالتفصيل عن إسهام ميرزة ألوغ بيك الضخم في تطوير العلوم العالمية، وعن المدرسة العلمية التي أنشأها العالم العظيم. وأشير خاصة إلى أن المعروضات الفريدة في المتحف تشهد على المواهب البارزة للشعب الأوزبكي، والجذور العميقة للعلوم على الأرض الأوزبكية وتطورها.
وترك ضريح الأمير تيمور، ومجمع ريغستان لدى الضيف الباكستاني إنطباعات ضخمة. وباهتمام كبير اطلعوا على معرض مصنوعات الحرف الشعبية، ومنتجات الحرفيين المهرة.
وأشار محمد نواز شريف، خاصة إلى أن الآثار المعمارية في سمرقند، تعتبر رمزاً للثقافة والدولة القومية الأوزبكية العريقة، ونموذجاً رفيعاً لفن العمارة، وأنها تركت عنده إنطباعات لا تنسى.
وإطلع الوفد الباكستاني كذلك على معرض  سيارات الشحن، وحافلات الركاب، والتكنولوجيا الزراعية المنتجة في أوزبكستان. وحصلت على إهتمام كبير لدى الضيوف سيارت الشحن ماركة "МАN" و"Isuzu"، وحافلات الركاب وغيرها من وسائط النقل، المنتجة في المنشأة السمرقندية "JV MAN Auto Uzbekistan"، و"سام أفتو".
- وقال محمد نواز شريف: هذه التكنولوجيا تشهد على التنمية الصناعية المتصاعدة في أوزبكستان، وصناعة السيارات، والإنتاج المشترك مع أبرز شركات سيارات الشحن، وأن التكنولوجيا الزراعية الحديثة تتميز بمواصفات تقنية عالية، وهذا يظهر الآفاق الفعالة للتعاون مع أوزبكستان في هذا الإتجاه.
وهنا إنتهت الزيارة الرسمية للوزير الأول في الجمهورية الإسلامية الباكستانية محمد نواز شريف، لأوزبكستان.

الاثنين، 16 نوفمبر 2015

رئيس وزارة الشؤون الأجنبية الأوزبكستانية يزور السفارة الفرنسية


تحت عنوان "رئيس وزارة الشؤون الأجنبية الأوزبكستانية يزور السفارة الفرنسية" نشرت وكالة أنباء Jahon، يوم 16/11/2015 خبراً جاء فيه:


وفق ما أعلنته الخدمة الصحفية بإدارة السياسة الخارجية في البلاد، يوم 16/11/2015 قام وزير الشؤون الأجنبية بجمهورية أوزبكستان عبد العزيز كاميلوف، بزيارة سفارة الجمهورية الفرنسية بمدينة طشقند.
وعبر الوزير عن تعازيه العميقة بسبب سلسلة الأعمال الإرهابية التي جرت بتاريخ 13 نوفمبر في مدينة باريس، والتي أدت إلى خسائر بشرية كبيرة، وكتب في سجل التعازي المفتوح في الممثلية الدبلوماسية.
ومن جانبه شكر السفير جاك أنري إلس، الجانب الأوزبكي على أحاسيسه ودعمه للشعب الفرنسي في الساعة الكئيبة.
وتحت عنوان "إسلام كريموف يعبر عن تعازيه للرئيس الفرنسي" نشرت Uzbekistan Today، يوم 16/11/2015 خبراً جاء فيه:
14 نوفمبر 2015 أرسل رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، رسالة لرئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا أولاندو، وفق ما أعلنته الخدمة الصحفية بوزارة الشؤون الأجنبية الأوزبكستانية.
وعبر الرئيس الأوزبكستاني فيها عن تعازيه الصادقة بسبب مقتل يوم 13 نوفمبر مواطنين فرنسيين نتيجة لسلسلة الأعمال الإرهابية التي جرت في باريس.

ووجه قائد الدولة كلمات تعبر عن الأحاسيس لأهل وأقارب القتلى والمصابين، ولكل الشعب الفرنسي، وأشار: "نحن نكتئب معكم".