الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

دروس من الماضي ... الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين


طشقند: 28/12/2016 ترجمها وأعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين" نشر الموقع الإلكتروني "مركز آسيا" بتاريخ 14/7/2016، مقالة كتبها: ليونيد ريشيتنيكوف، مدير معهد الدراسات الإستراتيجية، وجنرال في الإستخبارات العسكرية بالفيدرالية الروسية. وأضع ترجمتها تحت تصرف القراء، في الظروف الإستثنائية التي تعاني منها بعض الأقطار العربية وخاصة سورية ودول جبهة الصمود والتصدي، بعد فشل الجيش الإسرائيلي من تحقيق نصر سريع وحاسم على المقاومة اللبنانية عام 2006. للتأمل ووضع التصورات حول العوامل الخارجية التي لها اليد الطولى فيما يجري من ظروف إستثنائية بعد مرور أكثر من نصف قرن على اكتشافه ومحاكمته وإعدامه:


ولد إيلي بتاريخ 26/12/1924 في أسرة شاؤل وصوفي كوهين، التي هاجرت إلى مصر من مدينة حلب السورية. مارس أبوه أعمالاً تجارية صغيرة وكان يبيع ربطات العنق المصنوعة من الحرير الفرنسي للزبائن. وضمت أسرته سبعة أطفال.


درس إيلي كوهين في الليتسيه الفرنسية وفي نفس الوقت في المدرسة الدينية اليهودية "ميدرشيت رامبام"، التي ترأسها الحاخام الأكبر في الإسكندرية موشيه فينتورا. كما وروعيت في بيته التقاليد الدينية اليهودية، كوشير والسبت.
ومارس إيلي وإخوته الغناء في كورس الكنيس المركزي في الإسكندرية. وإلتحق بكلية التقنيات الكهربائية بجامعة الملك فؤاد الأول، ولكنه فصل منها عام 1949 بسبب نشاطاته الصهيونية.
وفي أكتوبر/تشرين أول عام 1949 هاجرت أسرة كوهين إلى إسرائيل، ولكن إيلي فضل البقاء في مصر بحجة إتمام تعليمه. وفي بداية خمسينات القرن العشرين ألقي القبض على عملاء إسرائيليين ناشطين هناك، وهما: موشيه مرزوق، وسامي عيزر، واعتقل معهم إيلي كوهين، ولكن سرعان ما أطلقت السلطات سراحه بعد تصديقها الحجج التي قدمها كوهين بأنه كان يساعد عمال إسرائيليين لاستئجار شقة، ولم يكن يعرف اي شيء عن نشاطاتهم الحقيقية. وفي صيف عام 1955 زار إيلي سراً إسرائيل، وعاد بعدها مرة أخرى إلى مصر.
وفي ديسمبر/كانون أول عام 1956، وبعد حملة سيناء أبعد كوهين عن البلاد بسبب إنعدام الثقة به. وعند وصوله إلى إسرائيل تقدم بطلب للإلتحاق في خدمة الإستخبارات الخارجية "موساد". ولكن طلبه رفض لأن الموظفين العبريين المسؤولين عن انتقاء الكوادر، كانوا "متعصبين جداً". وبالإضافة إلى ذلك تخوف أؤلئك الموظفون من أن إيلي معروف في مصر من خلال قضية شبكة التجسس.
وبعد جملة من صعوبات الإمتصاص في المجتمع الإسرائيلي تمكن كوهين من الإلتحاق بالعمل كمحاسب في إحدى أقسام شبكة متاجر "ماشبير لي تسارخان" في بات ياميه. وفي صيف عام 1959 تزوج إيلي من ناديا المهاجرة من بغداد.
وبعد مضي بعض الوقت بدأ إهتمام الإستخبارات العسكرية "أغاف هامودين" يتجه نحو إيلي. ولكن كوهين رفض عرضهم بحجة أنه متزوج وغير مستعد في الوقت الراهن للعمل في الإستخبارات. وفي النهاية فقد عمله في ماشبير عام 1960، وإلتحق بالعمل في الإستخبارات.
واتبع إيلي كوهين دورة تدريبية سريعة كعميل للعمل في دولة معادية. ومقدراته على التعايش بشكل جديد وبلمح البصر أعجبت المدربين. وفي نهاية الدورة نقل من الإستخبارات العسكرية إلى الموساد. ووفقاً للأسطورة التي أعدت بدقة، كان عليه التسلل للأوساط المقربة من الحكومة السورية، بصورة رجل أعمال سوري ثريي ورث عن أبيه ثروة مالية كبيرة وأعمالاً تجارية.
وبتاريخ 6/2/1961 وصل إيلي كوهين إلى بيونس أيريس، وتحت اسمه الجديد كامل أمين ثابت اقام صلات عمل وصداقة مع دبلوماسيين سوريين، ورجال أعمال سوريين محليين. وخلال فترة قصيرة إستطاع أن يكون الضيف الدائم في الإستقبالات الدبلوماسية. وكان من بين أصدقائه رئيس تحرير إصدارة عربية إسبانبة أسبوعية محلية، والملحق العسكري السوري في الأرجنتين آنذاك أمين الحافظ، ضابط من سلاح المدرعات، وأحد الأعضاء القدامى في حزب البعث، وكان آنذاك منفياً إلى هناك. وسرعان ما عاد أمين الحافظ إلى البلاد بعد الإنقلاب العسكري الذي حصل في سورية، ليشغل مكانة هامة في القيادة الحزبية، وليصبح رئيساً للبلاد. وأثناء إقامة إيلي كوهين في الأرجنتين وخلال أقل من عام زار إسرائيل لفترة قصيرة حيث تلقى التعليمات اللازمة للإنتقال إلى مصر ومنها إلى لبنان ومن ثم التسلل إلى سورية من أجل القيام بمهمته الرئيسية.
واستخدم إيلي كوهين صلات الصداقة التي أقامها في الخارج واجتاز الحدود بسهولة ووصل إلى دمشق بتاريخ 10/1/1962. وأول ما قام به كان إستأجار شقة في مركز المدينة، بالقرب من مركزين هامين تتركز فيهما المعلومات اللازمة له، وهما:
- الأركان العامة؛
- وقصر الضيافة.
وموقع شقة السكن هذا كان مثالياً إذ يستطيع من النافذة مشاهدة المتخصصين العسكريين القادمين من مختلف دول العالم لزيارة سورية، وإعلام إسرائيل عن تطورات العلاقات السياسة الخارجية. ووفرت له مراقبة الأركان العامة إمكانية تخمين ما يجري هناك من خلال عدد القادمين إلى هناك، وعدد النوافذ المضيئة ليلاً وغيرها من العلامات المميزة الأخرى.
وبعد أن استقر كوهين في المكان الجديد بدأ العمل بنشاط. وبفضل رسائل التزكية التي حصل عليها من الدبلوماسيين السوريين ورجال الأعمال في بيونس آيريس بدأ بإقامة علاقات تعارف في الأوساط المقربة من الحكومة في العاصمة السورية. ووسط الأصدقاء هذا ساعد إيلي كوهين على التحرك في قمة المجتمع السوري، وكان بين اصدقائه مذيع في راديو المهاجرين إلى بيونس آيريس جورج سيف، والطيار الحربي السوري عدنان الجابي.
وتدريجياً أقام إيلي كوهين صلات وعلاقات مع موظفين حكوميين رفيعي المستوى، وممثلين للنخبة العسكرية. واشتهر المليونير الأرجنتيني الشاب كوطني متحمس لسورية، وصديق شخصي لشخصيات عالية. وكان كريماً بالهدايا غالية الثمن، وأقرض الأموال، واقام في بيته حفلات إستقبال لشخصيات إجتماعية بارزة، كما كان في ضيافتهم دائماً.
وفي مارس/آذار عام 1963 ونتيجة لانقلاب عسكري، وصل حزب "البعث" إلى السلطة ليصبح اللواء أمين الحافظ رئيساً للبلاد. وهكذا أصبح "أصدقاء" إيلي كوهين  المقريبين الذين كان يـ"دعمهم" بسخاء، في السلطة، وتحول بيته إلى مكان تلتقي فيه الرتب العليا في الجيش السوري.
وعمل إيلي كوهين بنجاح كبير. واستطاع إقامة علاقات تعارف نافعة، وصلات، والتسلل إلى الأوساط العسكرية العليا، والأوساط الحكومية السورية، وحصل على معلومات موثوقة من مصادرها الأصلية. حتى أنه وصل إلى رتبة عقيد في قوات الأمن السورية، واستخدم ثقة الرئيس لكيون ضيفاً مرغوباً به في القصر الرئاسي، وسافر كثيراً إلى الخارج. وفي الوقت الذي تم به الكشف عن كامل أمين ثابت (وهو إيلي كوهين) كان الثالث في قائمة المرشحين لمنصب رئيس سورية.
وبتعليمات من "الموساد" حصل إيلي كوهين على شفرة على شكل أغنية عربية يسمعها بالراديو تبث من إسرائيل "بطلب من المستمعين"، ليرسل المعلومات إلى المركز عن طريق محطة إرسال لاسلكية محمولة.
ومن بداية عام 1962 أرسل إيلي كوهين إلى إسرائيل مئآت البرقيات التي تتضمن معلومات هامة ذات طبيعة استراتيجية. مثال:
- المخابئ التي يحتفظ السوريون فيها بالأسلحة التي تسلموها من إتحاد الجمهوريات السوفياتية الإشتراكية؛
- والخطط الإسترتيجية المتعلقة بالإستيلاء على أراضي شمال إسرائيل؛
- وأرسل معلومات عن حصول سورية على 200 دبابة Т-54 بعد ساعات من وصولها إلى الأراضي البلاد.
ومع صديقه الطيار الجابي زار المنطقة العسكرية على الحدود مع إسرائيل، حيث تمكن من الإطلاع على تحصينات هضبة الجولان. ونظراً للثقة الكبيرة التي حصل عليها إيلي كوهين سمحوا له بتصوير المواقع العسكرية. كما واستطاع اثناء تلك الزيارات مشاهدة مخططات التحصينات العسكرية السورية، وخرائط توضع مواقع المدفعية على المرتفعات. وكان الضباط السوريون يحدثوه بفخر عن المستودعات تحت الأرضية الضخمة لذخائر المدفعية وغيرها من المعدات، ومواقع حقول الألغام. كما وإستطاع إيلي كوهين أيضاً الكشف عن خطط سورية لحرمان إسرائيل من مصادر المياه عن طريق تحويل مجرى نهر الأردن. وساعدت المعلومات التي أرسلها إلى حد كبير في النصر السريع الذي حققته إسرائيل خلال حرب الأيام الستة. وبمساعدة إيلي كوهين تم الكشف عن المجرم النازي ف. راديماخر الذي كان مختبأ في دمشق، وهو الذي كان من مساعدي أدولف أيخمان.
وبرأي القائد السابق لـ"الموساد" مئير أميت، أن جوهر الخدمة الرئيسية التي قدمها إيلي كوهين كان في أنه إستطاع وضع يده على نبض سورية. وأن المعلومات التي قدمها، كان لها طبيعة تحذيرية أساساً. وأن شقة إيلي كوهين كانت كما يجب مواجه الأركان العامة، وقد أعطى معلومات إلى أي ساعة تستمر الجلسات، ومن خلال هذه المعلومات كان يمكن الحكم على الأحداث الهامة التي نضجت. وكانت مهمة إيلي كوهين الأكثر أهمية هي الإعلام عن الخطط والتوجهات التي تم تشكلها في توجيهات الأركان العامة السورية أو عن مزاج النخبة الحكومية والعسكرية السورية العليا.
وفي أغسطس/آب عام 1964 زار إيلي كوهين إسرائيل للمرة الأخيرة، لحضور مولد إبنه شاوؤل. وبعد عودته إلى دمشق قام بزيادة وتيرة ومدة استمرار جلسات الإرسال اللاسلكي بشكل حاد. وفي نفس الوقت بدأت قوى مكافحة التجسس السورية بمساعدة الأجهزة السوفييتية، في عملية للكشف عن عمليات الإرسال اللاسلكي المعادي. وبتاريخ 18/1/1965 اقتحم شقة إيلي كوهين حيث جرى الإرسال منها واكتشفته بمساعدة أحدث أجهوة الكشف عن إتجاهات البث اللاسلكي السوفييتية، ثمانية اشخاص بملابس مدنية، واعتقلوا إيلي أثناء فترة البث اللاسلكي. وأثناء التفتيش عثر على جهاز الإرسال اللاسلكي، وعثر على افلام تصوير مع صور لمواقع غاية بالسرية. وفي أحد الصناديق أكتشفوا قطع صابون ظهر أنها متفجرات. وتم استجوابه دون محامي وأخضع للتعذيب.
وفي ذلك الوقت، وعندما كان كوهين قيد التحقيق، بحثت في إسرائيل طريقة لإنقاذه. واقترح قادة الإستخبارات العسكرية "آمان" القيام بخطف سوريين من أجل مبادلتهم بكوهين. وتم إقتراح بدائل أخرى، من خلال العمل مع رؤساء الحكومات، ومبعوثي منظمة الأمم المتحدة، ومحاولة شراءه بوساطة فرنسية. كما وتم العمل بمساعدة بابا روما بافل السادس، وقادة الحكومات الفرنسية، والبلجيكية، والكندية كذلك. كما وبحث أيضاً خيار الإعداد لقيام القوات الخاصة بعملية عسكرية لتحريره، ولكن صرف النظر عنها لأن فرص نجاحها كانت معدومة.
وفي فبراير/شباط 1965 وبعد تحقيقات طويلة، قدم إيلي كوهين إلى المحاكمة وتم الحكم عليه بالإعدام.
وشنق إيلي كوهين علناً بتاريخ 18/5/1965 في دمشق بساحة المرجة الساعة 3:30. وقبل الإعدام إلتقى مع حاخام دمشق وسلمه رسالة وداع لناديا والأولاد. وطلب إيلي كوهين منهم المغفرة وحث ناديا على الزواج مرة أخرى. وأبقيت جثة إيلي كوهين معلقة في الساحة لستة ساعات بعد إعدامه. كما رفضت السلطات السورية تسليم جثته لإسرائيل. وتم دفنه بالمقبرة اليهودية في دمشق.
وبعد مرور خمس سنوات على إعدامه حاول موظفين من الإستخبارات الإسرائيلية سرقة جثة كوهين، لإعادة دفنه في إسرائيل. وانتهت العملية بالفشل. ووضع السوريون الجثة في ملجأ على عمق 30 متر على أراضي قطعة عسكرية بدمشق. ومنذ ذلك الحين والحكومة الإسرائيلية وعائلة كوهين برئاسة أخيه موريس يكافحون بشكل مستمر من أجل إعادة رفات إيلي كوهين إلى إسرائيل.
واسم إيلي كوهين أطلق على موشاف إيلي عال جنوب هضبة الجولان (على بعد 10 كيلو مترات شمال شرق انغيف)، وكذلك عل مجموعة من الشوارع، والساحات، والحدائق، والمدارس، في مختلف مدن إسرائيل.
ريشيتنيكوف ليونيد بيتروفيتش، مدير معهد الدراسات الإستراتيجية، جنرال في الإستخبارات العسكرية في الفيدرالية الروسية.
المصدر "ЦентрАзия" باللغة الروسية على الرابط الدائم:

الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

عاش يتيماً وأسهم في صناعة الفكرة البصرية في اللوحة وكان مبدع الوجوه صامتة الملامح


طشقند: 21/12/2016 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "بعد رحيل رسام الوجوه.. نذير إسماعيل … عاش يتيماً وأسهم في صناعة الفكرة البصرية في اللوحة وكان مبدع الوجوه صامتة الملامح" نشرت صحيفة الوطن يوم 23/10/2016 مقالة كتبتها: سوسن صيداوي، وجاء فيها:

نحن في وقت غلبت فيه كفة الوداع على كفة الترحيب واللقاء بعد طول الغياب، ومن الطبيعي في زمن كهذا؟ أن تكون النظرة الكاملة متجلّية بحزن عميق مرافق له الدمعة، فكيف هذا وسورية تودّع أبناءها؟ مرّ أسبوع على وداع الفنان التشكيلي نذير إسماعيل الذي اعتنق دمشق مذهباً منذ أن وُلد، رافضاً وداعها حتى النفس الأخير، وكان إسماعيل صادقاً في عهده، وهذا ليس بغريب مادام من مواليد دمشق 17 شباط 1948، ورحل عنّا في يوم 12 تشرين الأول 2016، عن عمر ناهز 68 عاماً، إثر انتكاسة صحية حادّة ألزمته المشفى في الأيام الأخيرة، وكان نعاه «اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين»، قائلاً إن الفنان الراحل «تميّز بغنى فريد في بحثه الدائم عن تقنيات جديدة تخدم تجربته التشكيلية التي يختزل من خلالها تعابير إنسانية مختلفة ومتناقضة يظهر فيها إحساسه بالمحيط وكيفية ترجمته لكل ذلك من خلال رسم الوجوه التي أصبحت علامة فارقة لأعمال هذا الفنان».
البدايات
هناك أمور تكون محوراً في حياتنا ووجودنا لا تكون محض مصادفة فهي حاضرة لسبب، انتقال الفنان التشكيلي إسماعيل إلى بيروت في الستينيات وإقامته فيها لمدة سبع سنوات، بالإضافة إلى النصائح المضيئة التي قدّمها له الفنان الراحل فاتح المدّرس، خلال عمل الفنان إسماعيل على الرسم بالأبيض والأسود لعشرة سنوات، ملتزماً بجدية لا يمكن أن تتوانى مهما كانت الظروف خلال ساعات عمل طويلة مخصّصة للرسم وتأمل الحياة، رغم أن لجنة المعارض في وزارة الثقافة السورية في ذلك الوقت، رفضت إشراك أعماله في معرضها السنوي الأول في ستينيات القرن الماضي، إلا أنه واصل شغله الدؤوب بعناد وإصرار كبيرين مع ظرف انتقاله إلى بيروت مانحاً نفسه مجال الاطلاع على النشاط التشكيلي هناك، وخصوصاً أنه كان في بيروت 22 صالة عرض في وقت كانت تفتقر فيه دمشق لمثل هذه الصالات، وبالنتيجة كان أول معرض أقامه في بيروت في غاليري «ون» للفنان يوسف الخال وأول مرة عُرض في دمشق عام 1966، ومن وقتها حتى عام 1987 تفرّغ إسماعيل للعمل الفني مغنياً الفن التشكيلي السوري بوجوه تميّزت بعمق الشعور وإبداع الأسلوب.
رسومه وأسلوبه
قرر الطفل الذي كان شغوفاً بصناعة البسط اليدوية قرب بيته في حي الميدان الدمشقي، وخاصة بعد أن صنع اللون سحره في نفسه، تعلّم الفن على يديه من دون الالتحاق بدراسة أكاديمية، مكتفياً بالمرور بـ«مركز الفنون التطبيقية» كي يدرس فن الطباعة على القماش، هذه كانت في الطفولة وريعان الشباب ولكن في أوائل السبعينيات تعرّف الوسط الفني على أعمال إسماعيل التي تميّزت منذ اللحظة الأولى بأسلوبه الناضج، مذّكرة بالكتابة الأولى الناضجة لزكريا تامر، فشخوصه كانت مهمّشة جداً لا هوية لها، لا تعبّر عن أي انفعال، وكان يرسم الكائن الإنسانيّ نحيلاً شاحبًا، من أجل تأكيد عزلته ووحدته، ويرسمهم واقفين، ناظرين إلى المُشاهد، وجوههم لا تحمل أي ألم أو إحساس ولا حتى احتجاج أو حتى عتب، كان يرسمهم بتقنية الشمع المحروق هذه التقنية التي تتطابق مع ما يواجهونه، فشخوصه بنظره، محروقة بضغوطات العالم الحديدي حولهم.
كان نذير بعيداً عن فلسفة أعماله، إذ كان يرسم ويرسم ويرسم، تاركاً للرسم أن يصنع سواد عالمه قائلاً إن أعماله هي شهادته على الزمن الذي يعيش فيه. وكان كتب الفنان الراحل نعيم إسماعيل، حول معرض نذير الأول «من قرانا المنسية تأتي الريح شاحبة كئيبة، في هذه القرى منازل يسكنها بشر، هادئة كالتراب لكنها ليست صماء، تحكي قصصاً مخنوقة عن القحط والعطش والضجر، وفي أعماقها كلّ الحب وكل التحدي، نفوسنا تحب العطاء، ولكن ما يمكننا إعطاؤه قليل ويا للأسف! حياتنا هناك مختصرة وأبسط من بسيطة، بخيوط قليلة وألوان أقلّ، عفوية كالمشي والتنفس والخوف، لأننا في قرانا النائية والمنسية نعيش بالحد الأدنى من وسائل العيش، وبالحد الأدنى من وسائل الرسم.. نرسم».
ففي هذه المرحلة كان الفنان الراحل يشتغل على الطبيعة الصّامتة بأسلوبه الخاص في التعامل مع الطبيعة بوصفها منمنمة هندسية، الأمر الذي جعل العناصر التشكيلية تطغى على الخلفية، ضمن توجّه لا يخلو من لمسة صوفية.
لم يعرف أباه
كان ذكر الفنان مرةً سبب اهتمامه بالوجوه وبأنها موضوعه الأساسي في رسمه قائلاً «الوجه هو الموضوع الأساسي في فني وربما يعود اهتمامي بالوجوه لأنني لم أعرف أبي إلا من خلال صورة له، ولأني عشت يتيماً، فتراكم هذه المشاعر جعلني أتوجه إلى رسم الوجوه الصامتة من دون تحديد ما إذا كان رجلاً أو امرأة».
نظرة لفنان
بنظر الكثير من الفنانين يعتبر الفنان التشكيلي نذير إسماعيل فناناً مجدّاً وخلاقاً في العمل، لأنه دائم البحث في التقنية ساعيّاً بشكل دائم لاستخدام أساليب وطرق غير تقليدية في التلوين، وهذا بعد أن أوجد بدائل من خلال تصنيع المواد والأدوات اللازمة لإنجاز اللوحة ما جعل في النهاية إضافاته هذه تدخل في عملية الإبداع لديه، هذا بالإضافة لما يعتبره الكثير من الفنانين الزملاء والناقدين بأن مخزون الذاكرة للفنان الراحل كان يخزّن الكثير من العناصر أو الملامح الموجودة في الحياة، هذا إلى جانب الإجادة في توضّعها في العمل، ففي اللوحة الواحدة نجد مثلاً أكثر من عشرة أشخاص، ويتميّز كل واحد منهم بحالة تعبير أو استقراء لما يراه الشخص نفسه لما هو محيط، وبالتالي يتميز الراحل في أعماله بطريقة صادقة مشابهة لشخصه فهو لا يقدّم أعمالاً بطريقة بانورامية تبرز عضلات الفنان، بل قدّم استقراء ذاتياً لحالة استطاع أن يقدّمها في فهرسه الفني.
وبحسب ما قاله مرة الفنان الراحل «أنا أسهمت في صناعة الفكرة البصرية باللوحة، من خلال ما أقوم به من تجميع للأفكار وبلورة ملامح، فالخطوط في أعمالي فيها الكثير من الغرافيك إضافة إلى الملوّنات والأحبار التي أقوم بصناعتها، وخاصة أن الألوان ليست معلّبة بل استعاريّة وهذه الاستعارة أستغلها لمصلحة أعمالي بخياطة المنسوج الخطي أو اللوني بأشكال تتوافق مع العناصر التي أعمل عليها وخلالها».
معارض وجوائز
باعتباره الفنان التشكيلي نذير إسماعيل من فناني القرون الماضية، الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر، كان قدّم خلال مسيرته أكثر من 62 معرضاً شخصياً في العديد من المدن السورية كحلب وحمص، والمدن العربية كالقاهرة ودبي والشارقة والدوحة، والعالمية كباريس وجنيف، وأقام معارض لاستعادة أعماله القديمة من 1969 إلى 1996 في معهد غوته في دمشق، بالإضافة إلى مشاركته في مئات المعارض الجماعية حول العالم، وبخصوص هذا الأمر كان بيّن إسماعيل مرةً، أنه وعلى الرغم من أنه أقام خمسين معرضاً شخصياً في دول مختلفة من العالم، إلا أنه لا يزال يعتبر نفسه في طور التجريب، معتبراً أعماله سجلاً لتجارب فاشلة، تمثّل حافزاً لعمل شيء مختلف في كل يوم.
كما حصل إسماعيل على العديد من الجوائز الفنية من أبرزها: الجائزة الثالثة للفنانين الشباب للعام 1971 في دمشق، وجائزة إنترغرافيك برلين 1980، والجائزة الثالثة «لبينالي» الشارقة 1996، كما يعتبره الكثيرون من أهم التشكيليين العرب الذين كان جمال البورتريه محور مشاريعهم الفنية، والجدير بالذكر أن أعماله مقتناة من وزارة الثقافة السورية، المتحف الوطني بدمشق، متحف دمّر، المتحف الملكي بعمان- الأردن، قصر الشعب- سورية، المتحف الوطني بقطر، والعديد من المجموعات الخاصة في كثير من دول العالم.

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

خبر عن المراسم الإحتفالية لتولي منصب رئيس جمهورية أوزبكستان التي جرت خلال الجلسة المشتركة لمجلسي عالي مجلس


طشقند: 14/12/2016 ترجمه وأعده للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "خبر عن المراسم الإحتفالية لتولي منصب رئيس جمهورية أوزبكستان التي جرت خلال الجلسة المشتركة لمجلسي عالي مجلس" نشرت الخدمة الصحفية لدى رئيس جمهورية أوزبكستان يوم 14/12/2016 الخبر التالي:
أفتتحت اليوم في طشقند الجلسة المشتركة لمجلسي عالي مجلس (البرلمان)، المخصصة للمراسم الإحتفالية بتولي منصب رئيس جمهورية أوزبكستان.


شارك في المراسم الإحتفالية أعضاء حكومة جمهورية أوزبكستان، والمسؤولين في الوزارات والإدارات، ولجنة الإنتخابات المركزية، ورؤساء سفارت الدول الأجنبية المعتمدة لدى بلادنا وممثليات المنظمات الدولية، ومندوبين عن وسائل الإعلام الجماهيرية الوطنية والأجنبية.

افتتح الجلسة المشتركة رئيس لجنة الإنتخابات المركزية بجمهورية أوزبكستان م. عبد السلاموف. واشار إلى أنه وفقاً لنتائج إنتخابات رئيس جمهورية أوزبكستان، التي جرت يوم 4 ديسمبر/كانون أول عام 2016، تم إنتخاب مرشح حركة رجال الأعمال الحزب الليبرالي الديمقراطي الأوزبكستاني شوكت ميرأمانوفيتش ميرزيوييف رئيساً لجمهورية أوزبكستان بعد حصوله على 88,61% من أصوات الناخبين. وأشير أيضاً إلى أن تم استعراض نتائج الإنتخابات خلال جلسة لجنة الإنتخابات المركزية التي جرت بتاريخ 9 ديسمبر/كانون أول عام 2016، وخلالها تم إعتبار أن شوكت ميرزيوييف أنتخب لمنصب رئيس جمهورية أوزبكستان.

وهنأ رئيس لجنة الإنتخابات المركزية باسم المجتمعين وكل الناخبين في بلادنا قلبياً شوكت ميرزيوييف بانتخابه لمنصب رئيس جمهورية أوزبكستان وسلمه بطاقة رئيس جمهورية أوزبكستان وشهادة لجنة الإنتخابات المركزية بجمهورية أوزبكستان.

ووفقاً للمادة 92 من دستور جمهورية أوزبكستان قام  الرئيس شوكت ميرزيوييف بأداء القسم: "رسمياً أقسم أن أخدم بإخلاص شعب أوزبكستان، وأن ألتزم بدقة بدستور وقوانين الجمهورية، وأن أضمن حقوق وحريات المواطنين، وأن أؤدي بأمانة الواجبات الملقاة على عاتق رئيس جمهورية أوزبكستان".

كما وألقى شوكت ميرزيوييف رئيس جمهورية أوزبكستان كلمة خلال المراسم الإحتفالية.

السبت، 10 ديسمبر 2016

بورتريه الوجوه اليتيمة للفنان التشكيلي السوري نذير إسماعيل


"طشقند: 10/12/2016 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "نذير إسماعيل".. بورتريه الوجوه اليتيمة" نشر الموقع الإلكتروني السوري "دمشق" يوم 4/12/2016 مقالة كتبتها: سمر وعر، وجاء فيها:



نذير إسماعيل:
هو أحد الفنانين المتحررين من سلطة الأكاديمية في الفنون، أغنى المشهد التشكيلي السوري بتجربته الفريدة بتعبيراتها الإنسانية المشغولة بعوالم النفس والصمت والوحدة


مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 تشرين الثاني 2016، التشكيلية "عناية البخاري" زوجة الفنان الراحل "نذير"، وعنه تحدثت بالقول: "في "الجزماتية" بحي "الميدان" الدمشقي أبصرت عيناه النور، توفي والده وهو في الرابعة من عمره فوضعته أمه بملجأ للأيتام، حيث عاش فيه وتابع دراسته، وكان من الطلاب المتفوقين حتى نهاية الثاني الإعدادي، لم يكمل دراسته بسبب سفره إلى "لبنان" سعياً إلى العمل والعيش، وهناك تابع تحصيله العلمي وتخصص بالرسم الهندسي، وعاد إلى بلده في العشرين من عمره ليعمل بإدارة الأشغال العسكرية كرسام هندسي، وخلال طفولته كان من المهتمين بمراسلة الصحف العربية والعالمية، منها الألمانية والصينية، التي كانت تزوده بأعدادها تباعاً، إضافة إلى حبه بمراسلة الشخصيات السياسية، كالرئيس "جمال عبد الناصر" الذي أرسل إليه صورته مختومة بتوقيعه الخاص، كما كان له نشاطه المتميز بكافة الحفلات التي كانت تقام بملجأ الأيتام، ومنها مشاركته العزف على آلة "الفيولانسيل" الموسيقية".

وتتابع: "في الستينيات وخلال وجوده في "لبنان" ولمدة سبع سنوات أتيح له الإطلاع على النشاط التشكيلي الذي يحبه، حيث بدأت علاقته المبكرة مع اللون الذي صنع سحره في نفسه من خلال مراقبته تحليل اللون، بوضعه خيوط الصوف بكأس الماء وزيارته مشغل خاله لصناعة البسط، كل ذلك كوّن فسحة سحرية لاكتشاف قيمة الخطوط والألوان التي أبدعها بلوحاته الشعبية، لم يلتحق بأي مدرسة أكاديمية لتعلم الفنّ، بل اكتفى بالمرور بمركز الفنون التطبيقية ليدرس الطباعة على القماش، وكان للقائه بالتشكيلي الراحل "فاتح المدرس" دور بدفعه باتجاه احتراف الرسم من خلال ملاحظاته وتوجيهاته وخطط عمله وإرشاده إلى مركز الفنون التطبيقية ومتابعة دروس الرسم، ثم التحاقه بمعهد "أدهم إسماعيل"، وتردده إلى جمعية "أصدقاء الفن" التي أقام فيها أول معرض له وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وفيها تعرف إلى مجموعة من الفنانين السوريين، وكانت مكاناً لتبادل الخبرات من خلال ورشات العمل والحوار، لم يتأثر بمدرسة فنية، وإنما كان له عمله الخاص، صنع ريشته وألوانه بنفسه، وكان له في المركز البصري للفنون التطبيقية محاولة لتدريس فكره الفني ونقله للطلاب، وكانت هذه تجربته الوحيدة في مجال التعليم".

وتضيف عن أهم ما ميز تجربته الفنية والموضوع الأساسي برسوماته قائلة: "كان يحب الصحف أو أي شيء ورقي؛ فالورقة شيء مقدس عنده، ولرسوماته أدوات خاصة؛ فهو يستعمل "السكر، والكلور، والشامبو"، كلها قدمت خصوصية لعمله الذي لا يستطيع أحد غيره إنجازه بالدقة التي كان يعمل بها؛ فاللوحة بالنسبة له هي حياته، كان إنساناً متصالحاً مع ذاته، متوافقاً مع لوحته من ناحية البساطة والعفوية والاختزال، يرسم ليرضي روحه معبراً عن الأشخاص الذين ينتمي إليهم في ألمهم وأملهم وحلمهم.

كانت الوجوه موضوعه الأساسي، حيث أدخل إليها "التهشير الهندسي" أو الخطوط الهندسية، ثم انتقل بعدها إلى مرحلة رسم الطيور والحيوانات والمناظر الطبيعية، وقد احتلت جبال "معلولا" وصخورها وبيوتها حيزاً خاصاً في أعماله، حيث كان يقيم فيها سنوياً لمدة خمسة عشر يوماً ممارساً طقوسه الخاصة في الرسم وإبداعه الفني، إضافة إلى خصوصية طابعه برسم الطبيعة الصامتة "المزهريات والأوراق الخاصة" التي تميز بها، وفي المدة الأخيرة لم يعد يرسم إلا الوجوه، حيث تركت مرحلة طفولته بدار الأيتام أثرها الأكبر في حياته من خلال رسمه الوجوه الحزينة بلوحاته، وقد حاول من خلال هذه الوجوه أن يعبر عن حالة الحزن التي عاشها، وكانت أغلب وجوهه بلا أعين أو فم أو أنف، وقد قال في أحد لقاءاته عن موضوع الوجوه: (الوجه الموضوع الأساسي في فني، وربما يعود اهتمامي بالوجوه إلى أنني لم أعرف أبي إلا من خلال صورة له، ولأنني عشت يتيماً؛ فتراكم المشاعر جعلني أتوجه إلى رسم الوجوه الصامتة من دون تحديد ما إذا كانت رجلاً أم إمرأة)، كان يمارس الرسم بداية بمنزله في "الزاهرة"، ثم انتقل إلى مرسمه بـ"دمر"، وبعدها انتقل إلى مرسمه بـ"دمشق" القديمة التي عشقها، وكان يرى في كل وجه يطالعه رؤية جديدة لوجوه لوحاته".

وعن رأيه بالملتقيات الفنية ودورها بحياة الشباب، تقول: "كان من المشجعين للشباب وفنهم من خلال إقامة جائزة "نذير إسماعيل" للشباب السنوية، وفي أحد لقاءاته عبر عن رأيه بالملتقيات الفنية ودورها بحياة الشباب قائلاً: «تكمن أهمية الملتقيات بإتاحة الفرصة للمشاركين بالحوار فيما بينهم، واللقاء والتعارف يكرّس الألفة ويكسر الحواجز بينهم، كما تحرّض حسّ العمل عندهم والاستفادة من تجارب بعضهم في سبيل النهوض بالفن والعودة إلى الحياة الطبيعية للمجتمع والحركة التشكيلية. أما جيل الشباب، فمازال يعتمد خبرة التشكيليين القدماء لرسم خطوط عملهم المستقبلية".

وتختتم حديثها بالقول: «كان منتجاً لآخر لحظة من عمره، وأستاذاً بكل معنى الكلمة، محباً، عصامياً، هو الحكيم والمستمع، كان يحب "الأنتيك" ويقتنيه، كما كان يحب الجلوس مع أصدقائه، ويمارس معهم لعبة النرد، تمنى أن يتزوج من إنسانة ناجحة، وأن يكوّن أسرة متميزة؛ وهذا ما كان له من خلال أولاده: "مهند، مهران، سامي، سالي، وتالا"، كنت له شريكة عمر ساعدته ليعمل، ويصل في مشواره الفني إلى ما وصل إليه من نجاح".

عنه قال التشكيلي "أنور الرحبي": «يعدّ حاضرة بصرية تكاد تكون عنواناً للكثير من الوجوه المتعبة في حياتنا اليومية، استطاع من خلال ألوانه أن يمعّن بأن يكون اللون شفافاً حاضراً أثناء النظر إليه من خلال المتلقي حين يركز ألوانه بخاصية ذاتية، كان يقول لي دائماً: أنا لست رساماً، أنا أعرف كيف أصنع لوحة؛ من هذا القول نستخلص أنه استطاع أن يحقق مساحة موضوعية على صعيد الإنسان من خلال تجاربه الشخصية، ومن خلال جملة ما فهمه من الذاكرة الملونة التي أضافت إلى المتلقي شيئين مهمين؛ أولهما كيف يقدم هذه الوجوه، وكيف يتلقاها، فأحسن تلك المعادلة بكثير من الحب والعشق لفن التصوير، يبقى الراحل قيمة فنية رائعة نقف عندها ونستخلص منها ونمعن في كثير مما حققه خلال حياته الإبداعية، سيبقى في خارطة التشكيل السوري رقماً صعباً ستقرأه الأجيال القادمة".

وأضاف التشكيلي "محمد غنوم": "هو صديق العمر، علّم نفسه بنفسه، المهم بتجربته أنه من الفنانين القلائل الذين يعتمدون عند الرسم تقانات خاصة، مثلاً تركيب الألوان. قدم أسلوباً عرف به، وقدرة تعبيرية مميزة في تجربته، أثّر في حياة الكثيرين من التشكيليين الذين يحملون الشهادات العليا، ويتّضح هذا في تجاربهم، قدمت تجربته المحلية حلولاً تشكيلية مهمة".

يذكر أن التشكيلي الراحل "نذير إسماعيل" من مواليد "دمشق"، 17 شباط 1948، أقام نحو اثنين وستين معرضاً في المحافظات السورية والدول العربية والأجنبية، إضافة إلى مشاركته بمئات المعارض الجماعية حول العالم، نال العديد من التقديرات، منها: الجائزة الثالثة بمعرض الشباب، "دمشق" 1971، جائزة "إنتراغرافيك"، برلين 1980، والجائزة الثالثة "بيبينالي الشارقة" 1996، وتوفي بتاريخ 12 تشرين الأول 2016.




الجمعة، 9 ديسمبر 2016

إعلان النتائج النهائية لإنتخابات رئيس جمهورية أوزبكستان


طشقند: 9/12/2016 ترجمه وأعده للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "اللجنة المركزية للإنتخابات تعلن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية" نشرت الصفحة الإلكترونية للجنة المركزية للإنتخابات يوم 9/12/2016 خبراً جاء فيه:


يوم 9/12/2016 عقدت اللجنة المركزية للإنتخابات بجمهورية أوزبكستان جلسة استعرضت خلالها نتائج انتخابات رئيس جمهورية أوزبكستان التي جرت يوم 4 ديسمبر/كانون أول 2016.
وأشار رئيس اللجنة المركزية للإنتخابات م. عبد السلاموف إلى مشاركة المواطنين بنشاط في التصويت، وأنهم أظهروا مستوى سياسي عالي وموقف مواطني،  فضلا عن الشعور بالانتماء لمصير الوطن.
والمواطنون من خلال مشاركتهم في التصويت عبروا عند دعمهم لخط الإصلاحات الجارية في البلاد.
وأن اللجنة المركزية للإنتخابات بجمهورية أوزبكستان على أساس بروتوكولات لجان الدوائر الإنتخابية التي وصلت إليها توصلت إلى أنه صوت يوم 4 ديسمبر/كانون أول عام 2016 من أصل الـ 20 مليون و461 ألف و805 ناخب الواردة أسماءهم في قوائم الناخبين صوت 17 مليون و951 ألف و667 ناخب، وهو ما يعادل 87,73% من عدد الناخبين الإجمالي.
كما وأظهرت نتائج الإنتخابات أنه صوت لصالح مرشح الحزب الديمقراطي الأوزبكستاني "مللي تيكلانيش" سرفار سعد الله يفيتش أوتاموراتوف 421 ألف و55 ناخب أو 2,35% من عدد المشاركين في التصويت، وصوت لصالح مرشح حركة رجال الأعمال الحزب الليبرالي الديمقراطي الأوزبكستاني شوكت ميرأمونوفيتش ميرزيوييف 15 مليون و906 آلاف و724 ناخب أو 88,61% من المشاركين بالتصويت، وصوت لصالح مرشح الحزب الشعبي الديمقراطي الأوزبكستاني خاتامجون عبدالرحمونوفيتش كيتمونوف 669 ألف و187 ناخب أو 3,73% من عدد المشاركين في التصويت، وصوت لصالح مرشح الحزب الإجتماعي الديمقراطي الأوزبكستاني "عدولات" ناريمون مجيتوفيتش أوماروف 619 ألف و972 ناخب أو 3,46% من عدد المشاركين في التصويت.
وعلى هذا الشكل، ووفقاً لنتائج إنتخابات رئيس جمهورية أوزبكستان التي جرت بتاريخ 4 ديسمبر/كانون أول عام 2016، فاز مرشح حركة رجال الأعمال الحزب الليبرالي الديمقراطي الأوزبكستاني شوكت ميرأمونوفيتش ميرزيوييف.

ووفقاً للمادتين 90، و117 من دستور جمهورية أوزبكستان، والمواد 14، و35، و36، من قانون جمهورية أوزبكستان "عن إنتخابات رئيس جمهورية أوزبكستان"، والمادتين 5، و9، من قانون جمهورية أوزبكستان "عن اللجنة المركزية للإنتخابات بجمهورية أوزبكستان"، أقرت اللجنة المركزية للإنتخابات بجمهورية أوزبكستان فوز شوكت ميرأمونوفيتش ميرزيوييف بمنصب رئيس جمهورية أوزبكستان.
وأشير خلال الجلسة إلى أن الإنتخابات جرت وفقاً لدستور جمهورية أوزبكستان، وقانون "عن ضمانات الحقوق الإنتخابية للمواطنين" و"عن إنتخابات رئيس جمهورية أوزبكستان"، ومن خلال توفير حقوق المواطنين بحرية التعبير والإلتزام بالمبادئ العامة، والمساواة والحق الإنتخابي المباشر في سرية التصويت.
ومما يثبت ديمقراطية وعلنية الحملة الإنتخابية مشاركة نحو 600 مراقب من 46 دولة أمريكية وأوروبية وآسيوية وإفريقية، وكذلك من خمس منظمات دولية، هي: مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان بمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة شنغهاي للتعاون، والرابطة العالمية للأجهزة الإنتخابية، ومنظمة التعاون الإسلامي. وأن أكثر من 37 ألف مراقب عن الأحزاب السياسية، شاركوا أيضاً في متابعة العملية الإنتخابية.
ولعبت وسائل الإعلام الجماهيرية دوراً هائلاً في توفير إنفتاح وعلنية الإنتخابات. وغطت الإنتخابات الرئاسية أكثر من 615 وسيلة إعلام جماهيرية قومية، و272 وسيلة إعلام جماهيرية أجنبية، ومن ضمنها 315 إصدارة إنترنيت قومية وأجنبية. وأجرى المركز الصحفي الجمهوري لتغطية أخبار إنتخابات رئيس جمهورية أوزبكستان، والمراكز الصحفية التابعة للجان الدوائر الإنتخابية بمشاركة أكثر من 1 ألف و400 صحفي وطني وأجنبي 180 مؤتمراً صحفياً، ولقاءاً، ومؤتمر عن طريق الإنترنيت، حول أهم مراحل الحملة الإنتخابية. ونشرت في وسائل الإعلام الأجنبية والقومية أكثر من 22 ألف و700 مقالة ومادة إخبارية، وبرنامج تلفزيوني وإذاعي تعلقت بالإستعدادات وإجراء إنتخابات رئيس جمهورية أوزبكستان.
وأشير خلال الجلسة إلى أن إنتخابات رئيس جمهورية أوزبكستان التي جرت يوم 4 ديسمبر/كانون أول كانت خطوة هامة أخرى نحو وصول البلاد إلى الأهداف العظيمة ولتشغل مكانتها اللائقة وسط بلدان العالم الديمقراطية المتطورة، وترشيد النظم السياسية والاقتصادية، وتوفير الحرية، والحياة السلمية والرفاه لشعبنا، وأكدت على انتقال بلادنا إلى مرحلة جديدة من التطور المستقل.
المركز الصحفي
اللجنة المركزية للإنتخابات
جمهورية أوزبكستان
9 ديسمبر/كانون أول عام 2016

الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

أوزبكستان تعلن العام القادم عاماً للحوار مع الشعب ومصالح الإنسان


طشقند: 7/12/2016 ترجمه اعده للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "أعلنت أوزبكستان عام 2017 عاماً للحوار مع الشعب ومصالح الإنسان" نشرت وكالة أنباء "UzA" يوم 7/12/2016 خبراً كتبه: سرفار أورمانوف، (الصور) أعلو عبد اللاييف، وجاء فيه:


في قصر "أوزبكستون" للمؤتمرات الدولية جرى يوم 7 ديسمبر/كانون أول إجتماع إحتفالي بمناسبة الذكرى الـ 24 لصدور دستور جمهورية أوزبكستان. شاركت فيه شخصيات حكومية وإجتماعية، وممثلين عن الأوساط العلمية والثقافية والفنية والرياضية والإجتماعية، وسفارات الدول الأجنبية ومندوبين عن المنظمات الدولية المعتمدة في بلادنا.
افتتح الإجتماع حاكم مدينة طشقند ر. عثمانوف.
كما وجرى عزف النشيد الوطني لجمهورية أوزبكستان.
وخلال الإجتماع الإحتفالي تحدث الرئيس المنتخب في جمهورية أوزبكستان شوكت ميرزيوييف.

وقال شوكت ميرزيوييف: أن كل النجاحات والحدود التي حققها شعبنا خلال سنوات الإستقلال وإستمراها الثابت يثبت وبسطوع القوة الحياتية لدستورنا، والقواعد والمضامين الواردة فيه والمدروسة بعمق، والتي تتمتع بأسس قوية وشاملة.
والإصلاحات التي تجسد روح الإنسانية، تهيء مستقبل رفع مستوى حياة السكان، وتضمن تحسين وإزدهار بلادنا، ومضاعفة شخصية وطننا في المجتمع الدولي وتربية جيل بتطور متناغم.

وبمبادرة من أول رئيس لأوزبكستان إسلام كريموف أعلن عام 2016 في بلادنا عاماً لصحة الأم والطفل. وفي إطار البرامج الحكومية اتخذت إجراءآت واسعة وجهت نحو مستقبل تقوية صحة الأمهات والأطفال، وتشكيل جيل سليم جسدياً، وبمعنويات عالية، وبتطور متناغم.
وشمل برنامج المناسبة كل مناطق البلاد. والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، والأجهزة الإجتماعية، والمنشآت الإنتاجية، ومندوبي الأعمال الذين شاركوا في تنفيذ مضامين البرامج والأفكار الطيبة. وهذا يتحدث عن أن تنفيذ البرامج الحكومية كانت حركة قومية شاملة.
وأشار شوكت ميرزيوييف إلى أنه بمبادرة أول رئيس لبلادنا تشكلت تقاليد طيبة بإعطاء كل عام  تسمية معينة، وإعداد برنامج حكومي معين والقيام بجملة من الإجراءآت. ووفقاً للتقاليد، اقترح شوكت ميرزيوييف تسمية عام 2917 الجديد في بلادنا عام الحوار مع الشعب ومصالح الإنسان. وأيد المجتمعون هذا الإقتراح بتصفيق حاد.

واختتم الإجتماع الإحتفالي بالبرنامج الأدبي والموسيقي "وطن منظوماسي".

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

الإستمرار بالإصلاحات الديمقراطية يوفر للبلاد السلام والهدوء ويخلق الظروف اللائقة لحياة شعبنا ويضمن التنمية المستدامة لأوزبكستان


طشقند: 6/12/2016 ترجمها وأعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "الإستمرار بالإصلاحات الديمقراطية يوفر للبلاد السلام والهدوء ويخلق الظروف اللائقة لحياة شعبنا ويضمن التنمية المستدامة" نشر الموقع الإلكتروني للخدمة الصحفية بوزارة الشؤون الأجنبية بجمهورية أوزبكستان، نقلاً عن صحيفة "برافدا فاستوكا" يوم 2/11/2016 نص الكلمة التي ألقاها شوكت ميرأمونوفيتش ميرزيوييف، أمام المؤتمر الـ 8 لحركة رجال الأعمال الحزب الديمقراطي الليبرالي الأوزبكستاني الذب انعقد لترشيحه لمنصب رئيس جمهورية أوزبكستان عن الحزب، وهذه ترجمة كاملة لها:


المشاركون في المؤتمر المحترمون !
بصدق أنا سعيد للقائنا اليوم في هذا الحدث السياسي الهام.
ومنتهزاً الفرصة أود أن أعبر لكم أعضاء حزبنا المحترمون عن إحترامي الكبير وشكري الصادق على الثقة العالية التي أوليتموني إياها، بترشيحي لمنصب رئيس جمهورية أوزبكستان، ولكل مواطنينا الذين يدعمون هذه المبادرة.
حركة رجال الأعمال ورجال الأعمال الحزب الديمقراطي الليبرالي في أوزبكستان، بنواياها وبرامجها ومبادراتها وأعمالها العملية تقدم إسهاماً كبيراً لحل القضايا المرتبطة بحاجات الناس، ومستقبل رفع مستوى رفاهية شعبنا والبلاد، وتحظى كل يوم بشخصية كبيرة.
وحزبنا الذي يضم اليوم أكثر من 250 ألف عضو، اصبح قوة عاملة هامة لتعزيز قوة ومقدرات البلاد، وتوفير الحياة السلمية والإبداعية، ورفاهية الشعب.
وأنا مقتنع بأن حزبنا سيكون في المستقبل من الأحزاب السياسية القيادية التي تقدم إسهاماً لائقاً لازدهار أوزبكستان.
المواطنون الأعزاء !
خسارة لا تعوض لنا جميعنا كانت وفاة الشخصية الحكومية العظيمة، مؤسس دولتنا المستقلة إسلام عبدالغنييفيتش كريموف.
وفي الحقيقة كان انتخابات إسلام عبدالغنييفيتش قائداً لبلادنا في تلك الفترة الصعبة هدية لا تقدر بثمن من الله العلي القدير، عندما لوحظت في كل العالم أوضاعاً غير مستقرة، وصراعات ومواجهات بين القوميات، وأزمات سياسية واقتصادية وغيرها من التهديدات للسلام والتقدم.
وبالإرادة التي لا تلين، والإخلاص، والرجولة وحب الوطن، والتصور الاستراتيجي وبعد نظر قائد دولتنا وحد المواطنين على الطريق نحو تحقيق الأهداف المشتركة.
وبالنتيجة تجاوزت بلادنا خلال سنوات التنمية المستقلة، والفترة التاريخية القصيرة، العديد من العوائق والتجارب، وشغلت مكانة لائقة في المجتمع الدولي.
ويبقى طريق حياة إسلام عبد الغنييفيتش وخدماته التاريخية في مجال حماية وتعزيز إستقلالنا، لنا جميعاً، ولي خاصة مثالاً يحتذى دائماً.
وواجبنا، هو إتباع الخط السياسي لأول رئيس لأوزبكستان دون شروط وبالكامل، وتحقيق ما حدده من مبادئ أساسية للتنمية، وإتجاهات تتمتع بالأفضلية، وأهداف ومهام.
وأن نعي هذه المسؤولية الضخمة بعمق أمام شعبنا، وأعتبر أن واجبي الهام هو الإستمرار وبثبات في تنفيذ أفكار إسلام عبد الغنييفيتش كريموف وسياسة الدولة، وحل المهام الإستراتيجية التي تقف أمامنا.
ومعروف لنا جميعاً جيداً أنه في أوزبكستان ومع الأخذ بعين الإعتبار المصالح القومية، وطريقة تفكير وتقاليد شعبنا يجري تنفيذ أعمال منظمة ومستمرة، مع الإلتزام بمبادئ ومعايير الحقوق الدولية، المعترف بها في كل دول العالم المتطورة بحرية، وتتمتع بالسيادة، ودول القانون والديمقراطية في العالم، وكذلك حماية حقوق وحريات الإنسان.
والأساس المتين، وقاعدة هذه السياسة تشمل كل نواحي الحياة، وهي مفهوم مستقبل تعزيز الإصلاحات الديمقراطية وتشكيل المجتمع المدني في البلاد التي أعدها الرئيس الأول إسلام كريموف.
وتجب الإشارة خاصة إلى أن أوزبكستان صدقت على أكثر من 70 وثيقة دولية تتعلق بذلك، ومن ضمنها 10 وثائق أساسية لمنظمة الأمم المتحدة.
وأن بناء المجتمع المدني، وتوسيع الحريات وتحقيق مبادرات مواطنينا، وزيادة مشاركتهم في الحياة الإجتماعية والسياسية في البلاد ومستقبلاً ستبقى إتجاهاً هاماً في تطوير النظم السياسية في أوزبكستان.
ومن الضروري توجيه عناية خاصة إلى تعزيز دور مجالس عالي مجلس في نظام أجهزة سلطة الدولة، وتوسيع حقوق وصلاحيات البرلمان في حل المهام الهامة بسياسة الدولة الداخلية والخارجية، والرقابة على نشاطات أجهزة السلطات التنفيذية.
وسنعمل على تعزيز نظم التعددية الحزبية في البلاد، وزيادة دور الحزب في حل مهام التنمية الإجتماعية والاقتصادية.
ومن خلال تصاعد نشاط الأحزاب السياسية فقط، وتشكيل الأجواء السليمة للتنافس بين الأحزاب في البرلمان، وأن تكون القدرة على التنافس عمل فعال للأجهزة الممثلة للسلطة. ولهذا نعتبر أنه من الضروري رفع مستوى صلاحيات ودور الكتل الحزبية في الكينغاشات المحلية لنواب الشعب، وخاصة من أجل مستقبل تقوية تأثيرها ولتوفير الرقابة على نشاطات أجهزة السلطات التنفيذية.
الأصدقاء المحترمون !
قرن العولمة، يغير بسرعة الوقت الذي نعيش فيه، ويزيد من مختلف التحديات والتهديدات، ويضع أمامنا مهام صعبة للغاية لا تقبل التأجيل.
ولهذا أود أن أوجه عنايتكم إلى أن إمكانيات إزالة العقبات من على طريق التنمية المستدامة في بلادنا وكذلك القضايا التي تنتظر الحلول، هي:
أولاً: تصادم المصالح الجيوسياسية التي تقوض الثقة المتبادلة والتعاون في العلاقات الدولية، وتؤدي إلى تعزيز المواجهات والمنافسات غير الشريفة.
ثانياً: الأزمة الاقتصادية العالمية، وعدم الإستقرار في السواق العالمية، وانخفاض أسعار موارد الطاقة تؤثر بشكل سيء على التطور الاقتصادي في كل الدول تقريباً.
وأن الصراع على الموارد الطبيعية يؤدي إلى تفاقم الأوضاع العسكرية والسياسية في عدد من الدول. وهناك قوى تسعى لتحويل بعض الدول إلى قاعدة للخامات وسوقاً لتصريف المنتجات غير الجيدة.
ثالثاً: عولمة الاقتصاد العالمي وتفاقم الأوضاع في بعض المناطق هي سبب زيادة هجرة السكان. وهذا بدوره يساعد على نمو الجريمة، والتجارة بالبشر، والإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات، وإنتشار أخطر الأمراض السارية.
رابعاً: الإدخال الواسع لتكنولوجيا المعلوماتية والإتصالات، وإحداث الشكل الإلكتروني للإدارة الحكومية يحتاج لاتخاذ إجراءآت إضافية لمنع التهديدات المتعلقة بتوفير الأمن المعلوماتي.
خامساً: وأن الآثار الضارة مثل: الفساد، والخصائص المحلية، والعشائرية، تشوه سمعة السلطة الحكومية وتعيق النمو الاقتصادي وتطور العمل الحر.
سادساً: يقع الكثير من الشباب تحت التأثير السلبي لـ"الثقافة الشعبية"، وهو مايخلق الأرضية لظهور مظاهر غريبة تماماً عن عقلية شعبنا.
أعضاء الحزب المحترمون !
علينا دائماً فهم الفكرة العميقة لكلمات "شعبنا يحتاج للسلام والهدوء"، والتي ستبقى مبدأنا.
لأن الحياة نفسها تثبت أن شعبنا متعدد القوميات قادر على تجاوز أية صعوبات يواجهها على طريقه، ويملك تصورات حديثة، وينمو نشاطه الإجتماعي والسياسي، والشعور بالإنتماء إلى الأحداث الجارية حولنا، وهذا من دون شك يعتبر إنجازنا الرئيسي.
 في الظروف الحديثة، عندما تكون في منطقة آسيا المركزية وفي كل العالم صعوبات أكثر في الأوضاع، مع تصاعد أخطار التطرف الراديكالي، نحن نعي جيداً أن اليقظة، وتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد من كل الجوانب، وفي هذا تعتبر القوات المسلحة عامل هام لضمان الأمن والإستقرار، وإزدهار حياة الشعب.
والحياة السلمية في أوزبكستان، وفي أجواء التفاهم المشترك وتفاهم ممثلي أكثر من 130 قومية وشعب يعيشون فيها، هي من إنجازاتنا الهامة خلال سنوات الإستقلال. وتعزيز التفاهم والصداقة بين القوميات، وفر إسهاماً كبيراً فيها 137 مركز ثقافي قومي تعمل في البلاد، وفي المستقبل ستبقى من الإتجاهات التي تتمتع بالأفضلية في السياسة الحكومية.
 وبفضل التسامح الديني السائد في المجتمع تعمل في البلاد أكثر من 2200 منظمة دينية مختلفة. وخلق أجواء التسامح بين مختلف الأديان، وتوفير المساواة بين المواطنين بغض النظر عن دينهم يعتبر بالنسبة لنا من المهام التي تتمتع بالأفضلية.
ونحن بحزم كافحنا وفي المستقبل سنكافح ضد القوى المدمرة، التي تفسر بشكل خاطئ، وبتصرفاتها تسيء لسمعة ديننا المقدس الإسلام، وتسعى تحت غطائه إلى إعادتنا للعصور الوسطى.
وأريد التأكيد لشعبنا في هذا، بأننا سنعطي الرد الحاسم على أية محاولة للتطاول على سيادة وإستقلال بلادنا. وفي هذا الصدد، يجب أن لا يكون هناك شك عند أحد.
المندوبون المحترمون !
يعتبر توفير سيادة القانون في المجتمع ضمانة لفاعلية كل الإصلاحات المحققة، وعامل هام لرفع مستوى حياة السكان، وتوفير السلام، والتفاهم والإستقرار في البلاد.
ولهذا وعند الحديث عن نظام المحاكمات والحقوق، من الضروري الإشارة إلى أنه إلى جانب الأعمال الواسعة الجارية في هذا المجال هناك الكثير من المشاكل الملحة.
فالناس يريدون قبل كل شيء اتخاذ قرارات فعالة وفي الوقت المناسب للمشاكل، التي أعربوا عنها في طلباتهم إلموجهة إلى أجهزة الدولة. ولكن بعض المسؤولين أثناء نظرهم في الطلبات والشكاوي يتركون مجالاً للروتين الذي يستدعي عدم رضا السكان.
ونحو 30% من الطلبات المقدمة منها خلال الـ 9 أشهر من العام الجاري كان أكثر من 137 ألف طلب إلى النيابة العامة، و67 ألف إلى المحكمة العليا، و52 ألف إلى وزارة العدل وكلها متعلقة مباشرة بمسائل أنشطة التحقيقات القضائية وتنفيذ القرارات القضائية.
ومع الأسف وبسبب عدم تصرف الشخصيات المسؤولة ينمو عدد الطلبات المكررة.
أخبروني، كيف يمكن في مثل هذه الأوضاع التحدث عن تعزيز ثقة  السكان بنظام المحاكمات والحقوق ؟
أعتقد أننا كلنا نفهم أهمية هذه المسألة. ولكن ما هو الضروري الذي يجب عمله من أجل تحسين الأوضاع ؟
بالدور الأول علينا تغيير العلاقة بمسؤولية الشخصيات المسؤولة، والمسؤولين على مختلف المستويات نحو التعامل مع طلبات المواطنين الشفهية والخطية.
وعلينا أن نفكر جدياً حول إدخال طرق عمل فعالة مع طلبات المواطنين وحل قضاياهم.
وأعتقد أن الوقت قد حان للأخذ بعين الإعتبار أهمية هذه المسألة، ورفعها إلى مستوى مهام السياسة الحكومية التي تتمتع بالأفضلية.
أول رئيس لأوزبكستان أشار أكثر من مرة إلى أن "شعبنا يمكن أن يتجاوز أية صعوبات، ولكنه لن يتحمل الظلم".
ولكن، وفقاً للتحليل الذي أجري، فإن الروتين أثناء النظر بالقضايا المعروضة على المحاكم أصبحت مفهومة وبالكامل أسباب استياء المواطنين في أماكن تواجدهم. ومن وجهة النظر هذه يتمتع بأهمية كبيرة إحترام القانون، والعقلانية، والعدالة في كل قرار متخذ.
ولهذا فإن المهمة الأساسية هي توفير الإستقلال الحقيقي للسلطة القضائية وحتمية المسؤولية حيال التدخل في الأنشطة المتعلقة بالتوجه نحو عدالة المحاكم.
ومع الأسف المحاكم خلال السنوات الأخيرة لم تصدر أي قرار عادل. وإنطلاقاً من هذا، فهل سيكون هناك إستنتاج عادل من أن أجهزة التحقيق تعمل دون أخطاء وبنوعية جيدة ؟ طبعاً، لا.
وبالإضافة لذلك حان الوقت للإمتناع عن تطبيقات إعادة المحاكم القضايا الجنائية للتحقيق الإضافي فيها، لأنها تتعارض تماما مع جوهر القضاء النزيه. وعلى المحكمة أن تصدر حكماً إما بالبراءة أو الإدانة.
ولهذا ومن المهام التي تتمتع بالأهمية، توفير زيادة فترة صلاحيات المحكام، والإستقلال الحقيقي للمحاكم في تشكيل الهيئة القضائية، القادرة على إتخاذ قرارات عادلة وفقاً للقوانين الصارمة، وتملك إرادة قوية وصفات أخلاقية ومهنية عالية وقوية.
وتشغل الإصلاحات في مجال مهنة المحاماة أيضاً مكانة خاصة في تطبيق مبادئ المساواة بين الأطراف، وهي شرط هام لتوفير عدالة القضاء.
وإذا نظرنا في الخبرة الدولية، فإن مهنة المحامي تعتبر من أكثر المهن إحتراماً وتكريماً. وفي تشريعاتنا أيضاً روعي توفير الظروف لقيام المحامين بنشاطاتهم بفعالية، ولكننا ومع الأسف يجب أن نشير إلى أن هذه المعايير لا تعمل قطعاً في التطبيق العملي.
ومن الضروري اتخاذ جملة من الإجراءآت الفعالة الإضافية من أجل توسيع صلاحيات المحامين، وكذلك من أجل مستقبل رفع مستوى دور المحامين في مجالات المحاكم والحقوق.
ومن أجل حل القضايا المشار إليها أعلاه يقترب من الإنتهاء إعداد مشروع مرسوم موجه نحو:
أولاً: مستقبل إصلاح نظام المحاكم والحقوق،
وثانياً: تعزيز ضمانات الحماية المضمونة لحقوق المواطنين،
وثالثاً: تحقيق العدالة.
واليوم هناك مهمة هامة أخرى، وهي: الكفاح ضد الفساد والجريمة المنظمة، وهي ظواهر سيئة، وتشكل عائق على طريق تطور البلاد، وكذلك اتخاذ قرارات فعالة في مسائل منع مخالفة القوانين.
وألفت إنتباهكم أنه سجلت خلال الـ 9 أشهر فقط من العام الجاري أكثر من 61 ألف جريمة، و2,5 مليون مخالفة للقوانين. وهذه الأرقام تجبر كل واحد من على التفكير، كي يشعر بمسؤوليته عن مصير المجتمع. لأن مخالفة القوانين، هي ابن لشخص ما، وأباء لشخص ما أو أقرباء، وفي النهاية هم مواطني بلادنا.
وطبعاً عقوبة الجريمة حتمية. ولكن لنسأل أنفسنا هذا السؤال، وهو: ماذا يفعل كل واحد منا من أجل ذلك، ومن أجل منع قيام مواطنينا بإرتكاب مختلف الجرائم ؟
 ومن وجهة النظر هذه يجب أن تكون نشاطاتنا موجهة نحو، بالدور الأول ليس وضع الشخص المخالف أمام المسؤولية، وبين الذين يصبحون "مدانين"، بل منع والوقاية من مخالفة القوانين في الوقت المناسب.
ومع الأسف في الأماكن لا يشعرون أبداً بمسؤوليتهم عن هذا، لا رؤساء تجمعات المواطين المحلة، ولا مفتش الوقاية من مخالفة القوانين، ولا غيرهم من الشخصيات المسؤولة.
ولهذا ستضاعف الأعمال الموجهة نحو الوقاية من الجريمة والعقاب العادل لأي جريمة بشكل كبير.
وسيطبق نظام جديد يراعي المحاسبة أمام حاكم السكان، ورؤساء أقسام الشؤون الداخلية، والنائب العام، في كل حقيقة وفي كل ظرف.
وفيما يتعلق بالمسؤولين على مختلف المستويات، الذين يهملون القضايا التي تقلق الناس، والغير مؤهلين للعمل على حل مسائل توفير الهدوء والنظام العام في البلاد، وعدالة سيادة القانون، ستتخذ إجراءآت صارمة. وباختصار، مثل هؤلاء الأشخاص غير المبالين وغير النشطاء ليس مكانهم في المناصب القيادية.
ويجب إعارة إهتمام خاص أثناء تنظيم الأعمال الوقائية لفاعلية إستخدام إمكانيات المحلة، ورفع مستوى الثقافة الحقوقية في المجتمع، وتعزيز إحترام القانون لدى المواطنين وتشجيع أولئك الذين يشاركون بنشاط في منع مخالفة القوانين.
وتحقيق الأهداف العالية القائمة أمامنا هذه يعتمد بشكل حاسم على فاعلية عمل نظم الإدارة الحكومية وأجهزتها.
ومع ذلك من الناحية الموضوعية، فطرق عمل  أكثرية الأجهزة الحكومية لا تتلائم مع متطلبات العصر الحديث. وبعض الوزارات والإدارات تسمح بالروتين والبيروقراطية في حل قضايا السكان، وفي أكثر الأحيان هم منشغلين بجمع أرقام ومعلومات "فارغة". ونشاطات الوزارات والإدارات لم تنظم بالمستوى المطلوب، وهي موجهة نحو التحليل العميق لأوضاع العمل بالأرقام المتعلقة بها، وتنظيم الكشوف وليس إزالة النواقص.
في ذلك الوقت الذي يحتاج لتطوير نظم الصلاحيات، ومهام ووظائف الحاكميات على جميع المستويات لتوفير تنفيذ القوانين، والتنمية المتكاملة في المناطق، وتنفيذ برامج إجتماعية واقتصادية، وتنسيق نشاطات أجهزة السلطات الحكومية في أماكن تواجدها.
وفيما يتعلق بهذا أود الإشارة إلى ضرورة النظر الجذري في التزويد المادي والتقني للحاكميات، وبنظم أجور عمل العاملين فيها.
ومن أجل إزالة هذه النواقص وتوفير في كل نظم الإدارة، نظام صارم وإنضباط. وخلال العام الجاري فقط أعفي من مناصبهم 2 من نواب الوزير الأول، و22 وزير ورؤساء إدارات، وحاكم ولاية طشقند، ومدن: جيزاخ، وقارشي، وترميذ، و21 منطقة. وبغض النظر عن أننا نقوم بالعمل جماعياً فيجب أن يتحمل المسؤولية عن النتائج كل واحد منا شخصياً.
والسبب الأساسي لمشاكلنا يتعلق مباشرة بعملية إختيار وتربية وتوزيع الكوادر. وبدون إحداث نظم فعالة لإعداد كوادر مستقلة، تفكر بشكل جديد، وتتحمل المسؤولية، ومبادرة في العمل، وتملك طرق متقدمة للإدارة، وشريفة، ومخلصة لوطنها وشعبها، لا تحدث تغييرات نوعية في مجال الإدارة الحكومية.
واثناء تنظيم نشاطات الإدارات الحكومية علينا أن نعي وبعمق حقيقة هامة، وهي:
حان الوقت، فليس الشعب من يخدم أجهزة الدولة، بل على أجهزة الدولة خدمة شعبنا.
ومع الأسف يلاحظ في الواقع تناقض بين هذه الأرقام بالكامل، وهي التي أريد أن ألفت إنتباهكم إليها. بشكل عام، فالطلبات المقدمة خلال هذا العام فقط إلى ديوان الوزراء، والوزارات والإدارات، والحاكميات على مختلف المستويات، بلغت 338 الف. منها أكثر من 200 ألف، أو 60%، من حصة المناطق والمدن. وهذه الأرقام تشهد على أنه في الأماكن عملياً لم يعمل أي مسؤول بإخلاص على حاجات وقضايا الناس.
وزاد عدد الطلبات حول مسائل العمل، وتخصيص قطع الأراضي، ودفع أجور العمل والرواتب التقاعدية في موعدها. وزاد عدد الطلبات المتعلقة بمجالات حماية الصحة والتعليم خاصة، وهو ما يثبت حصول تقصير في هذه المجالات. ومسائل كثيرة لدى السكان حول عمل أجهزة حفظ الأمن.
وبسبب عدم تحمل المسؤولين للمسؤولية في بعض الحالات، وعدم المبالاة حيال حاجات وعدالة طلبات الناس، وإهمال طلباتهم يزداد تدفق الشكاوي بإستمرار، المقدمة من ولايات: قشقاداريا، وطشقند، وسمرقند، وسورخانداريا، ومدينة طشقند.
وبالإضافة لذلك بدأ العمل منذ مدة في فضاء الإنترنيت، وهذا يعني الإلكتروني، واستقبل جهاز الوزير الأول خلال الأسابيع الـ 3 الماضية  أكثر من 50 ألف طلب.
ونحن ملزمون تماماً بمنع مثل إنعدام المسؤولية هذا وعلاقة اللامبالاة نحو الناس. ولا يملك أحد حق نسيان أن حل قضايا المواطنين هو من المسؤوليات الأساسية للدولة أمام الشعب. وعلى المسؤولين بشكل دائم الإلتقاء مع السكان، وتنظيم لقاءآت مع المواطنين، وحل القضايا في أماكن تواجدها.
ومن الآن فصاعداً سيتم تقييم نشاطات المسؤولين في أماكن تواجدهم، وبالدور الأول من حيث عدد الطلبات المقدمة من السكان في المناطق التي يتحملون مسؤوليتها، وعملياً حل القضايا القائمة. وبكلة أخرى، تقييم المسؤولين سيعطيه الشعب نفسه.
ومع ذلك وليس سراً على أحد أنه وبغض النظر عن المسؤولية الكبيرة الملقاة على الكثير من الموظفين الحكوميين، فيوم عملهم وأسبوع عملهم لا تضبطه قواعد محددة.
والخبرة العالمية تظهر أنه قبل وضع مطالب عالية أمام الموظفين الحكوميين من الضروري وضع نظم من المعايير من أجل ضمان وحماية حقوقهم وتراعي أهمية المسألة، ونعتقد أنه من الضروي إصدار قانون عن الخدمة الحكومية.
ومكانة خاصة تشغلها مؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية وغير التجارية، ووسائل الإعلام الجماهيرية، في تحقيق الإصلاحات الديمقراطية بإستمرار في بلادنا.
وفي هذا المجال علينا إتخاذ إجراءآت ضرورية لتطوير الآليات المستخدمة في الرقابة الإجتماعية. ومن المهام التي تتمتع بالأفضلية هي مستقبل تنفيذ مفاهيم "من الدولة القوية، إلى المجتمع المدني القوي".
ومن المعروف، أن النظام الإجتماعي الفريد والذي لا يوجد مثيل له في العالم هو مؤسسة المحلة التي أصبحت خلال سنوات الإستقلال الجهاز الأقرب للشعب.
وفي المحلة ينظم العمل بشكل صحيح، وأقيمت علاقات وثيقة مع المواطنين، ولا توجد هناك ظواهر سلبية. وآخذين هذا بعين الإعتبار علينا مستقبلاً الإستمرار بتطوير هذه المؤسسة.
وبالدور الأول من الضروري مستقبلاً تعزيز دور وأهمية المحلة في مجتمعنا، وتوسيع حقوقها وصلاحياتها، وتعزيز قاعدتها المادية والتقنية، ورفع مستوى تدريبها المستمر ومستوى معارف العاملين في هذا النظام من المسؤولين والعاملين.
وتحويل المحلة إلى معاون واقعي للشعب، وفي النهاية، وفي "مرآة العدالة"، ومن دون شك هذا يعزز ثقة الناس بالدولة أكثر.
ومن المسائل الهامة أيضاً تعزيز دور وسائل الإعلام الجماهيرية في عملية الإصلاحات. فخلال المرحلة الماضية تمت في البلاد أعمالاً ضخمة لتطوير مجالات المعلوماتية. وسنستمر بشكل مستمر في هذا العمل، الموجه نحو حماية النشاطات المهنية للصحفيين، ومستقبل تعزيز الأسس الاقتصادية والقاعدة المادية لوسائل الإعلام الجماهيرية.
الأصدقاء الأعزاء !
كما أشار قائد دولتنا، "الإستقلال السياسي لا يمكن توفيره دون تحقيق الاستقلال الاقتصادي". وخلال سنوات الإستقلال تضاعف اقتصاد أوزبكستان بمعدل 6 مرات تقريباً. وزادت حصة الصناعة فيه من 14 حتى 34%. وخلال السنوات الـ 11 الأخيرة حافظت حركة نمو الناتج المحلي الإجمالي على مستوى وسطي لا يقل عن 8%. كما وتتبع سياسة إستثمارية نشيطة.
ومع ذلك، نحن نعلم جميعاً، أن حركة النمو العالية ليست هدفنا. فالمسألة الهامة لنا هي نوعية هذا النمو وكيف ينعكس على زيادة رفاهية شعبنا.
وانطلاقاً من هذا نحن نعتبر من الضروري توجيه العناية الأساسية في عملنا إلى الاتجاهات الاستراتيجية للتطور الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، التالية:
أولاً: تعزيز الإستقرار الماكرواقتصادي والحفاظ على المستويات المحققة في النمو الاقتصادي يتمتع بأهمية ضخمة، وكذلك توفير استقرار العملة القومية والأسعار في الأسواق الداخلية.
في المجال المالي يجب تكيز الإنتباه على توسيع توازن النمو في القطاعات والمناطق، وقاعدة دخل الميزانيات المحلية، من خلال توفير الحلول للقضايا الاجتماعية. وزيادة إمكانيات الميزانيات المحلية في المناطق والمدن والتي يجب أن تخدم رفع مستوى وتحسين ظروف حياة سكان تلك الأراضي، وبالكامل، الإستقرار والرفاهية.
وعلينا أن نعي أنه دون توسيع قاعدة الدخل لميزانيات المدن والمناطق لا يمكن تسريع تنمية تلك الأراضي.
ثانياً: العوامل الرئيسية هي مستقبل رفع مستوى منافسة اقتصاد البلاد في الأسواق العالمية، وترشيد وتقدم  أبرز القطاعات الصناعية.
ومن المعروف أنه تقف أمامنا مهام هامة، مثل: تنفيذ خطط محددة، وبرامج زيادة الناتج المحلي الإجمالي حتى عام 2030 لأكثر من مرتين، وإيصال حصة الصناعة في الاقتصاد حتى 40%.
وهذه الأهداف اتخذت في 8 برامج خاصة منذ مدة، وهي موجهة نحو تطوير الصناعات الكيماوية، وتصنيع المعادن الملونة والنادرة، وخامات الأوغليفودورود، والنسيج، والجلود والأحذية، والصناعات الدوائية، وتصنيع منتجات الخضار والفواكه، وإنتاج مواد البناء.
وفي إطار هذه البرامج روعي خلال السنوات الخمس القادمة تنفيذ 657 مشروعاً إستثمارياً بكلفة إجمالية بلعت نحو 40 مليار دولار، وهو ما يسمح بزيادة حجم الإنتاج الصناعي بمعدل 1,5 مرة.
وفي الوقت الراهن يعد برنامج منفصل لمستقبل تطوير الصناعات النسيجية، موجه نحو تعميق تصنيع الخامات المحلية. وهذه البرنامج يراعي تنفيذ 140 مشرعاً إستثمارياً بكلفة 2 مليار و300 مليون دولار. وبالنتيجة يتوقع زيادة حجم إنتاج منتجات النسيج الجاهزة بمعدل ثلاث مرات.
ومسألة هامة أخرى هي توفير الأدوية التي نعتبرها واجب علينا أمام السكان، وحان الوقت لإعادة هذا الدين.
وفي هذا الوقت نحن سنتخذ أشد الإجراءآت لعدم السماح للعاملين في الطب بتعيين للمرضى أدوية غالية السعر دون أساس، مع زيادة الأسعار غير المبررة في شبكات الصيدليات. ولهذا سيتم في شبكة الصيدليات الحكومية توفير تسويق الأدوية الهامة للحياة بأسعار ثابتة.
والبرنامج المعني المصادق عليه يتضمن أكثر من 100 مشروعاً، موجهة نحو استيعاب إنتاج 162 عقار دوائي جديد في البلاد، من التي تستورد في الوقت الراهن، وهو ما يسمح بزيادة الحجم العام لإنتاجها بمعدل 2,5 مرة.
وكما هو معروف للجميع، تعمل بفاعلية مناطق صناعية واقتصادية حرة على أراضي ولايتي نوائي، وجيزاخ، وفي أنغرين. وقدمت يها تسهيلات، ووفرت إمكانيات من أجل نجاح قيام المنشآت بمشاريع استثمارية.
ومن أجل توسيع هذه الخبرة الإيجابية تقام منطقة صناعية اقتصادية حرة في منطقة أورغوت أيضاً. وسيتم في القريب العاجل تنظيم مثل هذه المناطق في منطقتي قوقند، وكيجدوان.
ثالثاً: آخذين بعين الإعتبار عدد ووسطي أعمار سكاننا، علينا الإستمرار في العمل لتوفير فرص العمل من خلال أسس منظمة.
ومنذ مدة ومن خلال جلسة الحكومة وبمشاركة النواب والشيوخ جرى بحث مشروع برنامج لتوفير فرص عمل جديدة خلال عام 2017. ويراعي البرنامج توفير عمل دائم لـ 390 ألف شخص، و أعمالاً موسمية ومؤقتة في الشركات الزراعية والبناء لـ 200 ألف شخص، والعمل من خلال تطوير الشركات والمزارع الخاصة، والحرف والشركات العائلية لـ 309 ألف شخص.
ولتنفيذ هذه المهام نحن وكما كنا دائماً نعتمد على دعم وإسهام أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي.
رابعاً: المهمة التي تتمتع بالأفضلية في مجال مستقبل إصلاح الزراعة، هي قبل كل شيء الإستخدام الأمثل للأراضي والموارد المائية.
وسنعير إهتماماً خاصاً في هذا الإتجاه لإستخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة بشكل واسع، وتطوير البنية التحتية لحماية التصنيع العميق للمنتجات.
وستتم عملية تخفيض حجم زراعة القطن على الأراضي قليلة الإنتاج بنفس الوقت مع توسيع زراعة تلك المساحات بالخضار، والحبوب، والأعلاف، وإحداث بساتين مكثفة حديثة وكروم على أساس التكنولوجيا الرفيعة.
وفي السنوات الأخيرة لم يتوفر المحصول المنتظر من القطن بولاية سورخانداريا خاصة. ومن عام لعام تتدهور الأوضاع الاقتصادية في الشركات الزراعية. وتطور القطع الزراعية الموضوعة تحت تصرف السكان ليس على المستوى المطلوب.
وفي نفس الوقت تسمح ظروف الأرض والجو بولاية سورخانداريا بدءاً من فبراير/شباط بالحصول دون صعوبات على ثلاثة محاصيل.
ولهذا ستخفض زراعة القطن في هذه المنطقة بمعدل 18 ألف هكتار تقريباً، و1 ألف هكتار لزراعة القمح عام 2017 من الأراضي قليلة الإنتاج. ومكانهم ستزرع محاصيل الخضراوات والبطيخ والأعلاف، والبساتين المكثفة، والكروم، والساتين المغطاة والمدفأة. وبالنتيجة سيزيد التصنيع العميق للمنتجات، وإنتاج منتجات معدة للتصدير مع قيمة إضافية إلى حد كبير. وهذا سيؤدي إلى نمو إهتمام ودخل السكان. وهذه المسألة سينظر فيها على مراحل، وكذلك في غيرها من الولايات، وستستمر مثل هذه النشاطات.
وفي الأيام القريبة سننتهي من إعداد برامج لتطوير مزارع متنوعة خلال الأعوام الممتدة من عام 2017 وحتى عام 2020، وفي إطارها سيتم توفير الإستخدام الأمثل للمساحات الزراعية، وتخفيض زراعة القطن على مراحل.
وسيعار الإهتمام الأساسي إلى زيادة إنتاج الخضار والفواكه المعدة للتصدير، والمنتجات الغذائية والحيوانية، وكذلك تنظيم شبكة من المنشآت الإنتاجية الصغيرة وتوسيع الخدمات الزراعية.
وخلال السنوات الـ 5 القادمة وضعنا أمام أنفسنا مهمة زيادة حجم تصنيع منتجات الخضار والفواكه بمعدل 1,8 مرة ورفع مستوى تصنيعها من 17 إلى 30%.
وإضافياً سيتم بناء مستودعات مبردة لتخزين 200 ألف طن من المنتجات. وهذا بدوره يمكن من توفير فرص عمل جديدة وزيادة دخل السكان وحصول الميزانيات المحلية على موارد إضافية.
والسؤال الأساسي الآخر هو تطوير نظم تمويل الزراعة.
وهذا سيوفر إمكانية توفير ضمانة استقرار المحصول، وتطوير كل المجمع الصناعي الزراعي والأهم نمو المصالح المادية للمزارعين ورفع مستوى الحياة في الأماكن الريفية. وتحقيق هذه الإجراءآت ستكون من المهام التي تتمتع بالأفضلية لدينا.
خامساً: من الضروري إزالة كل العوائق والحدود من أمام تطور الملكية الخاصة والأعمال.
ومع هذا الهدف ستنفذ جملة إضافية من الإجراءآت، الموجهة نحو مستقبل تشجيع مشاركة أطراف المشاريع الصغيرة، والعمل الخاص والشركات الزراعية في مجال التصدير.
والضمانة الهامة لاستقرار نمو الاقتصاد والدعم الموثوق لتقدم ورفاهية المجتمع هو الإسراع في تسريع تطور الأعمال في مجال الناخبين الأساسيين لحزبنا.
وحصة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي تبلغ 56,5%. وفي مجال الأعمال تشتغل نسبة 78% من السكان، الذين يقدمون إسهاماً قيماً في تطوير البلاد.
ولكن، وبغض النظر عن الإجراءآت المتخذة لتسريع تطور الأعمال، وبسبب التفتيشات المستمرة، والتدخل غير القانوني في النشاطات المالية والاقتصادية يجبر رجال الأعمال على التوقف المؤقت، وفي حالات محددة وبشكل عام لإغلاق أعمالهم.
وتفاصيل أعمال التفتيش، الجارية في إطار الأعمال الجنائية الجاري التحقيق فيها، تثير شكاوي عادلة من قبل رجال الأعمال. أو حتى تأخر بسبب التحقيقات للأشهار وعملية إعطاء التراخيص والموافقات كلها تحدث أرضية للأعمال غير القانونية. وبالإضافة لذلك، لا يتم القضاء بالكامل على ابتزاز الشخصيات المسؤولة.
 وحقائق مخالفات نظم التفتيش أساساً تجري من خلال أعمال الأجهزة الضريبية، ومكافحة الحرائق، ومؤسسات الرقابة الصحية الوقائية، والتسجيل العقاري، وحماية الطبيعة، وغيرها من الأجهزة الرقابية.
ومن بداية العام الجاري جرى النظر في المحاكم الاقتصادية في 23 ألف قضية لحماية الحقوق والمصالح القانونية للأعمال الخاصة، والمشاريع الصغيرة والشركات الزراعية، واتخذت قرارات لاسترداد 640 مليار صوم لصالح رجال الأعمال، وبحق 133 شخصية مسؤولة اتخذت إجراءآت ملائمة ذات تأثير قضائي.
وأعمال التفتيش غير المخططة والعرضية توفر للأجهزة الرقابية إمكانية إجراء التفتيش في أي وقت على أطراف رجال الأعمال. وتنظيم أعمال التفتيش القصيرة الأكثر إنتشاراً بينهم تسمح بها الأجهزة الرقابية. وتجري أعمال التفتيش هذه بهدف العثور وبأي طريقة على التقصير في نشاطات رجال الأعمال مما يؤدي في النهاية إلى إفلاسهم.
ولهذا، وكما أعتقد، فقد حان وقت النظر بشكل نقدي على كل أشكال أعمال التفتيش، ونظام وأسس إجرائها، وبحسم يجب تخفيض صلاحيات الأجهزة الرقابية، واتخاذ إجراءآت محددة حول مستقبل ليبرالية مسؤولية رجال الأعمال.
وآخذين بعين الإعتبار هذه المسائل، ووفقاً لقرارات توفير الحرية الكبيرة للمشاريع الصغيرة والعمل الخاص، والتخفيض الجذري للتدخلات في نشاطاتهم، وتوفير الإنذار المبكر، ورفع مستوى فاعلية الأعمال الوقائية وعدم السماح بمخالفة القوانين، وتحديد الإتجاهات التي تتمتع بالأفضلية في سياستنا والمهام الأولية لأجهزة الدولة المتخذة منذ أيام.
وكذلك تم إلغاء كل أشكال أعمال التفتيش غير المخططة والعرضية على نشاطات أطراف رجال الأعمال.
وروعي إعفاء رجال الأعمال من المسؤولية الإدارية والجنائية، وكذلك عن دفع الغرامات والعقوبات المالية، الذين ارتكبوا لمرة الأولى مخالفات قانونية مع إمكانية التعويض عن الخسائر التي لحقت بهم. ومنع إتخاذ عقوبات جنائية بحق أطراف رجال الأعمال على شكل الحرمان من الحقوق للقيام بنشاطات رجال الأعمال.
ومرة أخرى وفر للمنشآت الإنتاجية المحدثة مع مستثمرين أجانب حق تطبيق معدلات الضرائب وغيرها من إلتزامات الدفع خلال خمس سنوات، النافذة من تاريخ تسجيلهم الحكومي.
وحددت مسؤولية الشخصيات المسؤولة عن التدخلات غير القانونية في نشاطات رجال الأعمال، التي لا تعتمد على أسس ووقفها، وكذلك أدخل التعويض عن الخسائر المسببة من قبل المذنبين مباشرة.
وهذه القرارات تراعيها القوانين الهامة مثل: "عن مكافحة الفساد"، و"عن الإجراءآت الإدارية"، و"عن المشتريات الحكومية"، و"عن الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص".
سادساً: نحن نعلم جيداً أن العوامل الحاسمة في توفير نمو القدرات الاقتصادية لبلادنا، ورفع مستوى ونوعية حياة السكان، وخاصة في الأماكن الريفية، وقبل كل شيء هي التطور الإجمالي والمستمر للأراضي. وهذه مهمتنا على الآفاق القريبة والطويلة.
وفي الوقت الراهن 5 من أصل 14 منطقة، أو 36%، وخاصة في جمهورية قره قلباقستان، وولايات: جيزاخ، ونمنغان، وسورخانداريا، وسيرداريا، هي من المناطق التي تحصل على إعانات من ميزانية الجمهورية. وبالإضافة لذلك في جيزاخ ويانغيير، ويضاً في 121 من أصل 167 منطقة، أو 72%، يتشكل دخل الميزانيات المحلية بمساعدة الإعانات.
ولهذا علينا توفير تنفيذ البرامج التي صادق عليها أول رئيس للبلاد لتطوير المقدرات الصناعية والبنية التحتية في جملة من الولايات، ومدن: طشقند، وقارشي، وشهريسابز، وترمذ، ونمنغان، وأورغينيتش، وغوليستان، وكذلك منطقتي بولونغور ونيشان.
ومع ذلك ستعد خلال النصف الأول من عام 2017 وتتم المصادقة على برامج التطور الإجتماعي والاقتصادي لجمهورية قره قلباقستان، وولايات: أنديجان، وبخارى، وجيزاخ، ونوائي، وسمرقند، وسيرداريا، وفرغانة.
ومن أجل تطوير مناطق وأراضي البلاد على أسس المطالب الحديثة علينا أن نملك خطط وحسابات محددة.
ولهذا الهدف وبمبادرة الحكومة تم خلال سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين أول من العام الجاري دراسة الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية في 182 مدينة ومنطقة في البلاد من كل الجوانب.
وعلى أساس التحليل العميق ومن خلال خصائص ومقدرات وحاجات أراضي كل منطقة، وأقسام كل محلة أعدت برامج هامة للتطوير الشامل للمناطق والمدن للأعوام الممتدة من عام 2017 وحتى عام 2021.
ونتيجة لتنفيذها تحصل كل منطقة من المناطق الـ 81 على إعانات، وتصبح بالكامل أراضي تعتمد على التمويل الذاتي، وسيخفض كذلك إلى حد كبير حجم إعانات 41 منطقة ومدينة.
وفي خططنا المستقبلية تصبح من المسائل الهامة التي تتمتع بالأفضلية تحويل عاصمتنا طشقند إلى أجمل المدن الكبرى من حيث الرفاهية ليس في المنطقة وحسب بل وفي العالم.
ولهذا الهدف سيكون في مركز إهتمامنا الإستمرار بالأعمال الواسعة لبناء وتحسين واستخدام أحدث منجزات هندسة العمارة القومية وبناء المدن الحديثة.
ويخطط لإعداد برامج هامة جداً لبناء في منطقة سيرغيليه بطشقند، وفي القريب العاجل 500 منزل سكني حديث متعدد الطوابق. وهذا يسمح بتوفير سكن جديد لـ 30 ألف أسرة تقريباً. ومما يسعد أنها ستقدم من خلال تسهيلات قروض الرهن العقاري، وتظهر إمكانية توفير على مراحل السكن الحديث للسكان، الذين يعيشون في مباني قديمة غير مؤهلة ودون أية وسائل للراحة.
كما وستتمتع بأهمية كبيرة مسائل إحداث في كل مناطق المدينة حدائق جديدة للثقافة والراحة، ومستقبلاً توسيع المناطق الخضراء، وتحسين خدمات البنية التحتية والتجارية، وبناء شبكات نقل ومواصلات جديدة، وتنظيم أشكال جديدة من الخدمات الحديثة، ومواقع ثقافية وللخدمات العامة، وبناء خطوط المترو السريع فوق الأرض، وبكلمة واحدة، توفير ظروفاً أفضل أكثر لحياة الناس.
ولحل المسائل الإجتماعية الهامة علينا وبشكل دقيق إعداد وتنفيذ على مستوى البلاد 15 برنامجاً موجهاً.
وقبل كل شيء آخذين بعين الإعتبار طلب وحاجة سكان الأرياف، ونخطط لإتخاذ برنامج بناء السكن الممكن في المناطق الريفية، ووفقاً لها في العام القادم فقط سنبني لسكان الأرياف 15 ألف بيت مريح وحديث من طابق واحد وطابقين من البيوت النمطية بأربع أشكال. وعلى أساس تخفيض حجم القسط الأول لمرتين وبناء السكن الممكن تحصل حتى الأسر محدودة الإمكانية على إمكانية الحصول البيت الخاص وفق النموذج الجديد.
وبالإضافة لذلك، يعد مشروع برامج لبناء 945 بيت متعدد الطوابق في المدن خلال الأعوام الممتدة من عام 2017 وحتى عام 2020. للأسر المحتاجة في طشقند، وجمهورية قره قلباقستان، ومراكز الولايات والمدن الكبيرة، وسيتم بناء نحو 50 ألف منزل من خمسة وسبعة وتسعة طوابق بشقق ممكنة من حيث السعر.
وبرنامج توسيع وترشيد شبكات توزيع المياه في المراكز السكنية الريفية، الذي سيصادق عليه، موجه نحو حل القضايا الهامة جداً بالنسبة لنا.
وتتألف أساسا في مما يلي:
أولاً: اليوم مؤشر توفير مياه الشرب المركزية لسكان البلاد يبلغ 67%،
ثانياً: في جمهورية قره قلباقستان، وفي ولايات: بخارى، وجيزاخ، وقشقاداريا، وسورخانداريا، وسرداريا، وخوارزم، هناك مشاكل محددة في هذا المجال.
ومن الضروري الإشارة إلى أنه في هذا الإتجاه وخلال الفترة الماضية جرت أعمال كبيرة في بلادنا.
وعدد سكان أوزبكستان خلال السنوات الـ 25 الأخيرة زاد بمعدل 10 ملايين نسمة وبلغ عددهم اليوم 31 مليون و800 ألف نسمة. ولهذا ومع الأخذ بعين الإعتبار أنه ستظهر ليس أسر جديدة ومحلات فقط، بل وعشرات القرى الجديدة، والأوضاع المتشكلة في المجال الإجتماعي تحتاج لاتخاذ إجراءآت فعالة عاجلة.
ومن أجل حل هذه القضايا التي تقلق الناس اليوم في أماكن تواجدهم، وخلال السنوات الخمس القادمة سيتم بناء وإعادة بناء نحو 9 آلاف كيلو متر من شبكات توزيع المياه، و1400 بئر، و3600 منشأة مائية.
وهذا سيسمح بتوفير مياه الشرب النظيفة لأكثر من 3 ملايين و200 ألف نسمة من سكان جمهورية قره قلباقستان، وولايات: أنديجان، وجيزاخ، ونوائي، وسرداريا، وسمرقند، وطشقند، وخوارزم، ورفع مستوى هذا المؤشر في البلاد من نسبة 67 حتى 84%.
ولهذه الأهداف سيحدث في وزارة المالية صندوق خاص "توزا سوف" ("المياه النظيفة").
ولتحقيق هذه المهام التي تتمتع بالأفضلية في الوقت الراهن تتخذ إجراءآت لإحداث وزارة السكن والخدمات العامة.
ومن الضروري الإعتراف علناً، بأنه تظهر لدى السكان والمنشآت اليوم مسائل غير قليلة تتعلق بتوريد الطاقة الكهربائية. وسبب هذا هو أنه في البلاد 67% من شبكات التوتر المنخفض أصبحت قديمة، ومحطات التوزيع الفرعية تعمل بجهد زائد. والأعمال التي نفذت خلال المرحلة الخريفية والشتوية لتبديلهم لم تغير تلك الأوضاع جذريا.
ولهذا ومن أجل ضمانة وإستقرار توريد الطاقة الكهربائية يعد برنامج تحسين تزويد سكان المدن والأرياف بالطاقة الكهربائية. ويراعى خلال خمس سنوات مستقبل رفع مستوى قدرة إنتاج الطاقة الكهربائية، وبناء وإعادة بناء 25300 كيلو متر من شبكات التوتر المنخفض، وتبديل 5600 محطة توزيع فرعية.
والمهمة الهامة الأخرى تتعلق بمستقبل تطوير البنية التحتية للطرق والمواصلات. ويجب الإنتباه إلى أن قسم كبير من الطرق في المناطق الأماكن، اليوم هي بوضع غير مرضي.
وسأقدم بعض الأرقام. 75 ألف كيلو متر، أو 64% من الطرق الداخلية تحتاج للترميم. وقسم طرق السيارات للإستخدام العام هي دون أي غطاء، وهذا يعني أنها طرق ترابية. وكذلك تحتاج 9500 كيلو متر من الطرق لإعادة البناء.
والبرنامج الجديد يراعي بناء وإعادة بناء 1700 كيلو متر من طرق السيارات للإستخدام العام. وكذلك يخطط للترميم الكامل والجاري لـ 10400 كيلو متر من طرق السيارات بين القرى الريفية، وتغطية طرق شوارع المدن، ومراكز المناطق، ومراكز السكن في المدن والقرى، وكلها تتمتع بأهمية كبيرة للسكان.
وتنفيذ هذه البرامج يحتاج لإعادة نظر جذرية للتركيب التنظيمي ونشاطات صندوق الطرق التابع لوزارة المالية وشركة "أوزأفتويول".
ونوعية ومنطق الإستمرار في هذه البرامج سيكون بإعداد برنامج مستقبلي لتحسين خدمة المواصلات في المدن والقرى. ووفقاً له سيتم إعادة بناء 74 محطة وموقف للسيارات، وإحداث وسائل للراحة الإضافية للركاب، والإجراءآت المتخذة ستوفر لهم الأمن. ويراعى شراء 3 آلاف حافلة ركاب حديثة جديدة، و5700 ميكروباص، وتشغيل 303 خط جديد لحافلات الركاب وتبديل حافلات الركاب القديمة العاملة على الخطوط.
ومع ذلك ومن أجل تطوير البنية التحتية للمواصلات الجوية وبالسكك الحديدية وقبل كل شيء من الضروري إنشاء صالة للركاب جديدة في مطار طشقند الدولي. ويجري النظر أيضاً بإنهاء بناء وتزويد بالكهرباء خط السكك الحديدية بخارى – ميسكين، وتزويد بالكهرباء الطرق الحديدية قارش – ترمذ، وباب – نمنغان – أنديجان – قوقند.
ويجري تنفيذ برامج مستقبلية لتحسين التنظيف الصحي والتخلص من النفايات الصلبة وكلها تخدم رفع مستوى النظافة ورفاهية مدننا وقرانا، وإزالة 1,5 ألف مكان غير مرخص للنفايات الحياتية، التي تسمم الوسط المحيط وتشكل خطراً على صحة السكان.
وفي جميع مراكز الولايات والمدن الكبيرة سيحدث 168 مركزاً خاصاً لجمع النفايات الحياتية. وتنظيم بدائل لنقل النفايات، والحصول على 405 قطعة تكنولوجية خاصة حديثة.
ومسألة هامة أخرى هي تخفيض كلفة إنتاج الفحم وأسعاره للسكان، ولهذا تتخذ إجراءآت إضافية لمنع المضاربة ونمو أسعار هذا الوقود خلال موسم الشتاء.
وفي الوقت الراهن ومع الأسف لا يسمح حجم إستخراج الفحم بالكامل بتلبية الطلب القائم. وخلال المرحلة الماضية نفذت خطة توريد الفحم في البلاد بنسبة 35% فقط، وتلبية حاجة السكان بنسبة 17%.
ولهذا ستعد وتطبق إجراءآت موجهة نحو تطوير نظم توريد الفحم للسكان، ومنع رفع أسعاره المصطنعة.
ومن بين المهام التي تتمتع بالأولية مستقبل تطوير المجالات الإجتماعية.
وسيكون في مركز إهتمامنا تعزيز القاعدة المادية والتقنية لنظم التربية والتعليم قبل المدرسي، التي يعتبر تطويرها إتجاه هام في السياسة الإجتماعية. ومن بينها: ستبنى، وسترمم بالكامل وتزود 2200 روضة أطفال حكومية مخصصة لـ 1 مليون و 109 آلاف مقعد.
ومن أجل مستقبل الإصلاحات في مجالات حماية الصحة، والرفع الجذري لنوعية تقديم الخدمات الطبية للسكان أعدت 4 مشاريع قرارات حكومية لمستقبل تحسين نشاطات المراكز الطبية الريفية، ومحطات المساعدة الطبية السريعة، والمراكز الطبية المتخصصة، وكذلك تطوير المنشآت الطبية الخاصة.
ونحن نعلم جيداً أن بلادنا ترفع مستوى أهمية ورعاية النساء إلى مستوى سياسة الدولة.
وتقف أمامنا مهمة مستقبل رفع مستوى مكانة النساء في الحياة الإجتماعية والسياسية في البلاد، اللاتي يلعبن دوراً قيماً في تعزيز السلام، وأجواء الطيبة والرحمة في مجتمعنا، وتربية جيل شاب سليم وبتطور متناسق. وتوفير إمكانيات واسعة للنساء، وأماكن عمل جديدة، وتحسين ظروف العمل والحياة، وتعزيز الصحة، وسيكون الإسهام في توظيف مؤهلاتهن ومقدراتهن في المستقبل مهمة هامة لنا.
واحترام وتبجيل ممثلي جيل كبار السن، هو مظهر من مظاهر الرعاية الشاملة لهم، ومن أجل رفع مستوى ونوعية حياتهم، وتعزيز الصحة، وكالسابق ستكون من أهم أفضلياتنا. ولن يكون تضخيماً القول أن نصائح وبركة آباءنا وأمهاتنا المحترمين تجعل حياتنا أفضل، ليحل السلام، والكفاية والتوفيق في بيوتنا. وهناك فكرة عميقة في القول الحكيم: "في البيت الذي يوجد فيه كبار بالسن، تعم الطيبة والنور".
وحقاً، نحن نعتبر واجبنا ومهمتنا الطيبة اتخاذ إجراءآت إضافية لدعم قدامى المحاربين، وممثلي جيل كبار السن، الذين عملوا دون كلل من أجل أيامنا المضيئة الحالية، وأحدثوا لنا ظروفاً لائقة للحياة. ولهذا يعد برنامجاً لتقديم المساعدة الطبية لكبار السن، والوحيدين والأشخاص محدودي الإمكانية.
وأهمية خاصة يتمتع بها رفع مستوى صندوق "نوروني"، وزيادة عدد العاملين فيه بالمناطق، والولايات والأجهزة على مستوى الجمهورية، وتعزيز القاعدة المادية والتقنية. وسنتخذ كل الإجراءآت من أجل أن يكون هذا الصندوق منظمة تسهم واقعياً في كل شيء ولكل ممثلي جيل كبار السن.
أوزبكستان، بلد غني بالموارد الطبيعية، وتملك مقدرات اقتصادية وبشرية عالية. ولكن هناك فائدة لا تقدر بثمن، وهي المقدرات الفكرية والروحية الضخمة لشعبنا.
وكلها تحتاج لعمل مضني لا هوادة فيه وبحث علمي لعلمائنا المخلصين الذين لهم أهمية كبيرة في دولتنا، ولتطورها اليوم وغداً. ومن أجل إحداث كل الظروف المناسبة لرجال العلم سنعبئ كل القوى والإمكانيات.
واليوم دون التطور الواسع لتكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات، والإنترنيت لايمكن أن يدور الحديث عن ترشيد وتجديد البلاد، وتحقيق التنمية المستدامة.
ومسائل إحداث تكنولوجيا عالية وأبحاث عملية من أجل المجالات الهامة في حياتنا، وإعداد متخصصين بمستوى مهني عالي، لأخذ مكانة لائقة في الأسواق العالمية لتكنولوجيا المعلوماتية نحن ننظر  إلى نوعية المهام التي تتمتع بالأفضلية.
ومع ذلك إلى جانب إستيعاب المنجزات الأخيرة في مجالات المعلوماتية والإتصالات، من الضروري إعارة إهتمام خاص لرفع مستوى الإهتمام لدى الأطفال والشباب نحو قراءة الكتب، ومستقبل تطوير ثقافة القراءة لدى السكان. ومن أجل هذا وقبل كل شيء علينا إعارة الإهتمام لإدخال والتعميم الواسع في الإنترنيت أفضل نماذج الأدب القومي والعالمي.
ومكانة خاصة في برنامجنا تشغله مسائل الإهتمام الدائم بإبداعات المثقفين، الذين بمواهبهم الفريدة وإبداعاتهم يشجعون على نمو القيم الروحية للشعب.
 وسيتم تعزيز العمل لدعم نشاطات المنظمات الإبداعية، والروابط الفنية، وتعزيز القاعدة المادية والتقنية، والبنية التحتية.
ومكانة هامة بسياستنا في المجالات المعنوية والتنويرية ستكون لتوسيع الدعوة لأفضل أعمال المثقفين المبدعين في البلاد وفي الخارج. وسيعار إهتمام خاص للتشجيع المادي والمعنوي للشباب الموهوبين، المنضمين لعالم الثقافة، والفنون، والأداب، والصحافة، وتحسين ظروف سكنهم.
ومسائل رفع مستوى ونوعية وفاعلية المسابقات والمهرجانات الجارية في البلاد، سيعاد النظر بحجم المكافآت الإبداعية، المدفوعة لقاء الأعمال الفنية، وحماية حقوق التأليف والملكية الفكرية وستكون كذلك في مركز إهتمامنا.
وأعتبر أنه من الضروري الإشارة خاصة إلى أن مثل هذه الرعاية الواقعية ستظهر بالعلاقة ليس فقط مع ممثلي المجالات الإبداعية، بل ولمعلمينا والمربين المتفانين، والعاملين في الطب، والعسكريين، والعاملين في أجهزة حفظ الأمن، وبكلمة واحدة كل مواطنينا الذين يحصلون على رواتبهم من موازنة الدولة.
المشاركون في المؤتمر المحترمون !
ومن مهامنا الهامة تربية شباب يفكر بشكل مستقل، ويملك معارف حديثة ومهن، على روح القيم القومية والإنسانية.
ولا يصعب فهم  كم هذه المسائل هامة بالنسبة لنا، إذا أخذنا بعين الإعتبار أن أكثر من نصف سكان البلاد هم من الشباب.
وفي هذا أود بإختصار التوقف عند مهام تعزيز في وعي الجيل الصاعد المناعة ضد الأفكار والحركات الغريبة على شعبنا.
ويجب علينا أن لا ننسا، أن كل واحد منا يتحمل مسؤولية تعليم وتربية الأطفال، من أجل حمايتهم من مختلف التهديدات والأخطار، مثل المخدرات، والتطرف الديني، والتبشير، وكذلك من التأثير القاتل لـ"الثقافة الجماهيرية".
ولحل هذه المسائل الهامة سنعتمد على التقاليد القومية التاريخية التي تشكلت خلال قرون عديدة، والتراث المعنوي الغني لشعبنا.
واليوم يحتاج الوقت منا رفع فاعلية العمل الموجه نحو رفع مستوى الثقافية الحقوقية لدى الشباب، والدعوة لنمط حياة سليمة للحياة، والتربية البدنية والرياضة. والقيام بالنشاطات الواردة في البرامج الموجهة، وكلها ستستمر بشكل حتمي مع مطالب قانون "عن السياسة الشبابية الحكومية" الذي أقر مجدداً.
ولهذا ستظهر جملة من المسائل. ونحن نتخذ جملة من البرامج، ولكن هل تكفي لدينا الكوادر المبادرة والمهنية بمستوى عال، والمخلصة في عملها من أجل تنفيذها ؟ وهل المتخصصون الذين تخرجهم مؤسسات التعليم العالي مؤهلون، لحل المهام التي تقف أمامنا بفعالية ؟ وهل يلبي المدرسون والأساتذة مستوى المعارف والمؤهلات للمطالب الحديثة ؟
مع الأسف ليس من السهل الإجابة على هذه الأسئلة.
وأقيّم بشكل نقدي العمل في هذا الإتجاه، وعلينا أن نعد وننفذ برنامج لمستقبل تطوير نظم مؤسسات التعليم العالي للأعوام الممتدة من عام 2017 وحتى عام 2021.
ومع ذلك علينا أن ننظر بشكل نقدي من وجهة نظر المطالب العالية لليوم حيال نشاطات الحركة الإجتماعية للشباب "كامولوت".
وقبل كل شيء من الضروري تعزيز الحركة نفسها، وتحويلها إلى منظمة، للقيام بما سعى إليه كل فتيان وفتيات البلاد، منظمة متحررة من الشكليات والبيروقراطية، للعمل من أجل حماية مصالح الشباب. وتقف أمامنا مهمة كبيرة من أجل تعزيز هياكل المنظمة الديمقراطية للشباب "كامولوت" في أماكن تواجدها، ومن ضمنها العمل مع الشريحة غير المنظمة من الشباب في المدن والمناطق، وفي بعض القرى والأحياء.
 ومسألة العمل مع الشباب هي من المهام التي تتمتع بالأفضلية في سياستنا الإجتماعية، وتحتاج لتنفيذ برامج واسعة شاملة في هذا الإتجاه.
ألأصدقاء المحترمون !
قسم لا يتجزأ من برنامجنا الإنتخابي هو الإستمرار الكامل بمبادئ ومداخل السياسة الخارجية، التي أعدها أول رئيس لجمهورية أوزبكستان.
وأساس سياستنا الخارجية تتضمن أيضاً المبادئ الرئيسية، مثل: عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتسوية الصراعات والمواجهات التي تنشأ بالطرق السلمية والسياسية فقط، والعمل المشترك والفعلي مع كل الدول الأجنبية والمجتمع الدولي.
وأوزبكستان لن تنضم إلى أية أحلاف عسكرية سياسية، ولن تسمح بتمركز القواعد العسكرية ومواقع الدول الأخرى على أراضيها، وكذلك لن تسمح بتواجد عسكريينا خارج البلاد.
ومهمتنا الأولى لتحقيق السياسة الخارجية نحن نعتبرها مستقبل تعزيز علاقات الصداقة وتعاون المنافع المتبادلة مع كل الدول، وقبل كل شيء مع الدول المجاورة.
والأوضاع الصعبة المتشكلة اليوم في العالم تحتاج لاستمرار مثل هذه السياسة بالضبط.
أبناء بلدي المحترمين !
أعزائي أعضاء الحزب !
ولتحقيق الأهداف الهامة والمهام التي وضعناها أمامنا لإصلاح كل مجالات حياة الدولة والمجتمع في الحياة، علينا قبل كل شيء الإعتماد عليكم، أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي المحترمون، وعلى جميع أبناء بلدنا، الذي يدعمونا ويعتبرون من أنصارنا.
ونحن ومن دون شك نقيم عالياً الخبرات الهامة في المجالات السياسية التي تشكلت لدى حزبنا خلال الفترة الماضية، وعمله الواسع لتشكيل طبقة إجتماعية جديدة في البلاد، الطبقة الوسطى، طبقة المالكين، ونشاطاته لتحقيق آمال ومساعي الشعب.
وخلال المرحلة الحالية تتنامي المنافسة الشديدة وتتصاعد شخصية وتأثير الحزب الليبرالي الديمقراطي الأوزبكستاني، وتبقى مهمة اكتساب ثقة الشعب والبلاد المهمة الأكثر أهمية وإلحاحاً.
ومن الضروري خاصة تعزيز مستقبل "جناح الشباب" للحزب، وتفعيل نشاطاته، الموجهة نحو ضم الفتيان والفتيات الذين يتمتعون بالمساعي، والطاقة، والمبادرة إلى صفوفه.
وليس صدفة ما عبر عنه في الطلب الذي وجهه إلينا أحفاد الأمير تيمور العظيم عن الفكرة الهامة جداً: "خدمة مصالح الشعب، هي من أنبل المهام على الأرض".
وحزبنا يسعى لخدمة مصالح الشعب الأوزبكستاني متعدد القوميات، وعلينا أن نكون جديرين بهذه المهمة الهامة.
ومن هذه الفكرة علينا اليوم الإشارة خاصة إلى أنه منذ مدة قريبة وصلت للقبول الإلكتروني لدى الوزير الأول الكثير من الطلبات العادلة من أبناء بلدنا، وعدد غير قليل منها تثير مسائل هي قيد النظر.
ويجب القول أن هذه ليست حملة مؤقتة بل سنستمر بمثل هذا التطبيق العملي دائماً وعلى أسس منظمة.
وخلال اليوم أقرأ كل طلب، أرسل بإسمي بشكل إلكتروني، واعطي توجيهات محددة لحل المسائل التي أثارها المواطنون للأشخاص المسؤولين المعنيين وأتابع شخصياً تنفيذها.
وفي الأيام القريبة وفي كل منطقة ومدينة، وفي كل الولايات سينظم مثل هذا الإستقبال على شكل "الإستقبال الشعبي" للحزب الليبرالي الديمقراطي الأوزبكستاني. وفي إطار أعضاء حزبنا سنعمل بشكل دائم على دراستها وحلها، مع الإنتقال إلى أماكن طلبات المواطنين الخطية والشفهية، والقضايا التي تقلق الناس.
ومن دون شك القيام بمثل هذه الأعمال الهامة يخدم نمو شخصية الحزب في أوساط السكان والناخبين، وتجلب الفائدة للشعب والبلاد، وترفع من مستوى ثقة الناس بنا، وبالدولة.
أبناء بلدي المحترمون !
أعضاء الحزب العزيزين !
نحن حددنا في البرنامج الإنتخابي أهم الأهداف والمهام التي تتمتع بالأفضلية لإصلاح كل مجالات المجتمع والدولة.
ولتحقيق هذه الخطط الشاملة نحن أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي الأوزبكستاني، وبالدور الأول سنعتمد على المقدرات المعنوية العالية والفكرية والإبداعية لشعبنا، وكل أبناء بلدنا.
والضمانة الرئيسية لتحقيق هذه الأهداف النبيلة هي رجولة وقوة، والإرادة التي لا تقهر وحزم شعبنا، والأهم ثقته بالمستقبل العظيم والتنمية المستقلة لوطنه أوزبكستان.
أبناء بلدي الأعزاء !
يوحدنا كلنا هدف واحد، هو: إزدهار الوطن ورفاهية الشعب !
وبإخلاص خدمة بلادنا الرائعة، وشعبنا الطيب، وهو شرف رفيع وواجب مقدس لكل واحد منا.
شكراً لاهتمامكم !