الجمعة، 28 ديسمبر 2012

الأزمة السورية بين الدورين الروسي والأميركي



الأزمة السورية بين الدورين الروسي والأميركي كان عنوان زاوية رأي الوطن التي نشرتها صحيفة الوطن العمانية في عددها الصادر اليوم 29/12/2012 وأعيد نشرها دون أي تعليق لأهميتها وموقفها الحيادي الإعلامي الصريح من القضية السورية.


الأزمة السورية منذ تفجرها وإلى الآن أفرزت اتجاهين متضادين متناقضين في طريقة الحل، ويمثل هذين الاتجاهين كل من روسيا والولايات المتحدة، ففي حين تعمل الأولى على رأب الصدع وحلحلة الأزمة بالطرق الدبلوماسية والشرعية وبالوسائل الديمقراطية، رافضة كل شكل من أشكال التدخل الخارجي في الأزمة، ومؤكدة على الدور المحوري والأساسي للدور الشعبي في إحداث أي تغيير سياسي وديمقراطي أو انتقال سلمي للسلطة، ورافضة الأسلوب الذي تتبعه المعارضة السورية في الخارج أو في الداخل والمسلحة لتحقيق مطالبها، كانت في المقابل الولايات المتحدة تهدم كل بناء تحاول روسيا ومن معها من القوى المحبة للسلام وللوسائل الشرعية أن تبنيه تعجيلًا بإنهاء الأزمة ومنع توسعها وطول مدتها، ولحفظ وحدة سوريا واستقرارها.


ولعل مؤتمر جنيف في يونيو الماضي وما خلص إليه من نتائج كانت ـ ولا تزال إذا وجدت الإرادة الحقيقية ـ من الممكن أن تكون المخرج الآمن للأزمة، يكشف عن الاتجاهين المتناقضين الروسي والأميركي، من خلال ذلك الانقلاب المفاجئ على الاتفاق الجماعي والتأييد الدولي لنتائج مؤتمر جنيف، حيث خرجت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون آنذاك على الاتفاق شاقة عصاه، بل محاولة تكسير عصا الإجماع الدولي، معلنة عن اتخاذ بلادها خطوات تصعيد وتأزيم للأزمة السورية بتشجيع التنظيمات الإرهابية والمرتزقة بالتحرك إلى الداخل السوري تحت راية مزعومة أسمتها "الجهاد" وكذلك توقيع الرئيس باراك أوباما وثيقة سرية تسمح لوكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" بتقديم الدعم اللازم للمعارضة السورية المسلحة وجمع المعلومات على الأرض وتزويدها التنظيمات الإرهابية وتوجيه هجماتها وإقامة خلية على الحدود التركية ومعها جهاز المخابرات البريطاني وأجهزة مخابرات عربية للإشراف على تهريب السلاح إلى الداخل السوري.


وعلى الرغم من القيادة الأميركية الشرسة لعمليات الهدم والتخريب للجهود الدبلوماسية والسياسية، فإن ذلك لم يفت في عضد روسيا، بل إن موسكو لا تزال تبذل كل جهد ممكن متحلية بالصبر والثقة واليقين بأن لغة القوة وعسكرة المطالب زمنه قد ولَّى لأنه لن يجلب حقا ولا مصلحة، وإنما يورث الدمار والخراب وعدم الاستقرار وضياع المصالح وتمزق الأوطان وتشرد الشعوب وهدر الأموال وسفك الدماء، وأن من يسع إلى مصلحة أو إلى تحقيق مطلب أو هدف عليه أن يسلك المسالك الشرعية والقانونية والسبل الديمقراطية التي تضع حجرًا على حجر وتبني الأوطان المستقرة المتحابة الديمقراطية الحاضنة لشعوبها، ولذلك تحاول موسكو جاهدة إيصال هذه المعاني إلى الدول المحبة للسلام واللاعبة والمؤثرة مثل مصر، وإلى قيادات ورموز المعارضة السورية على مختلف تكويناتها، من خلال استضافتها لهم وإجراء حوارات معهم، وإفهامهم بأن مفهوم العسكرة والمراهنة على السلاح الأميركي المتطور المشترى بأموال عربية لن يضعكم على كرسي السلطة التي تتقاتلون بسببها، وإنما نهجكم هذا وقبولكم تلبية الإملاءات الأميركية وغير الأميركية سيدمر الكرسي الذي تسعون إليه وستأتون على أطلال وخرابات وكيانات تتناحر، لذا من المهم أن تتجاوب المعارضة السورية على مختلف انتماءاتها وولاءاتها مع الجهود الروسية وجهود الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الذي سيبدأ مباحثاته اليوم مع المسؤولين الروس.


إن الرهان على الخيار الأميركي مهلك وطريق وعر، وعلى المعارضة أن تنظر من حولها لترى حقيقة ذلك في العراق وليبيا والسودان وغيرها لتعرف حقيقة ما تريده أميركا من وراء تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.



الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

من أجل الحفاظ على التراث القيم


من أجل الحفاظ على التراث القيم

بمكتبة علي شير نوائي القومية الأوزبكية أقيمت ندوة علمية تطبيقية لدراسة مسائل الحفاظ على الإصدارات الفريدة والنادرة في أوزبكستان. شارك فيها متخصصون من مؤسسات البحث العلمي، والمتاحف، ومراكز المعلوماتية في أوزبكستان، وعلماء. وخلالها أشار نائب رئيس أكاديمية العلوم الأوبكستانية، مدير معهد أبو ريحان البيروني للدراسات الشرقية بهرام عبد الحليموف، ومدير المكتبة القومية أ. حجاييف، ونائب رئيس إدارة مسلمي أوزبكستان عبد العزيز منصوروف، وغيرهم إلى الأعمال الضخمة الجارية للحفاظ على التراث الروحي القيم في أوزبكستان ودراسة تحت قيادة الرئيس إسلام كريموف. وأن قرار ديوان الوزراء بجمهورية أوزبكستان عن "إجراءآت توفير الحفاظ على الإصدارات الفريدة والقيمة منها خاصة، ونظام زيادة وإغناء مخزونها" الصادر بتاريخ 9/7/2012 يعتبر أساساً حقوقياً لتنظيم العمل في هذا الإتجاه وفقاً لمتطلبات العصر. وتجري حالياً في المكتبة القومية الأوزبكية أعمال دائمة للحفاظ على أكثر من 16.5 ألف إصدارة مطبوعة قيمة وفريدة، ويجري تجهيز نسخ إلكترونية لها. وجهز مخزن خاص لهذه الكتب مجهز بأحث المعدات التكنولوجية. وتستخدم أحدث تكنولوجيا الإتصال والمعلوماتية والطباعة لنشرها وترجمتها إلكترونياً.
وقال الأخصائي بمتحف علي شير نوائي للآداب أوزبيك عليموف: متحفنا يحتفظ بأكثر من ألف مخطوطة فريدة، وحوالي 1.5 ألف مادة مطبوعة، وميكرو فيلم، ونيغاتيف، وشريحة شفافة (سلايد). وفي الوقت الراهن يعار إهتمام خاص للحفاظ عليها، وتجهيز نسخها الإلكترونية. وخلال الندوة إستمع الحضور لمحاضرات عن التراث المكتوب الغني وكيفية إيصاله للأوساط الإجتماعية الواسعة، وعن المبادئ الأساسية لتجهيز القوائم البيبلوغرافية، وترميم الكتب والحفاظ على المخطوطات الفريدة، وترجمة الوثائق الفريدة بشكل رقمي، وإغناء المكتبة القومية بالمصادر القيمة.

الخميس، 20 ديسمبر 2012

البينالي الدولي الـ 4 لرسوم الأطفال


البينالي الدولي الـ 4 لرسوم الأطفال
تحت عنوان "إلهام وسعادة الطفولة" كتبت نازاكات عثمانوفا، مراسلة وكالة أنباء UzA، يوم 17/12/2012 الخبر التالي: في قصر إبداعات الشباب أنهى أعماله البينالي الدولي الـ 4 لرسوم الأطفال "سعادة طشقند". ودعي لحفل تسليم الجوائز للفائزين في المعرض الدولي، الذي نظمته أكاديمية الفنون في أوزبكستان، بالتعاون مع صندوق "فوروم الثقافة والفنون في أوزبكستان"، ووزارة الشؤون الخارجية ووزارة التعليم الشعبي بجمهورية أوزبكستان، مندوبين عن مختلف الوزارات والإدارات والمنظمات الإبداعية والإجتماعية والسلك الدبلوماسي وأساتذة وفنانين وأطفال.
وأشار أ. نورالدينوف رئيس أكاديمية الفنون في أوزبكستان وغيره إلى مدارس الموسيقى وفنون الأطفال ومراكز الإبداع الفني "باركمول أولاد" المشيدة تحت قيادة الرئيس إسلام كريموف وإلى أنها تهيئ الظروف المناسبة لتربية الذوق الفني للأولاد والبنات والكشف عن مواهبهم. وأكاديمية الفنون في أوزبكستان، وصندوق "فوروم الثقافة والفنون في أوزبكستان" إلى جانب العديد من المنظمات تنفذ العديد من المشاريع، من أجل زيادة خبرات الفنانين الصغار ورعاية أعمالهم الإبداعية والفنية والإجتماعية. من خلال المعارض التقليدية "كامالاك جيلوسي"، و"عالم الرسوم المعبرة"، و"أوزبكستان بعيون أطفال العالم"، ومن ضمنها أسبوع الفنون الجميلة، والمسابقات الإبداعية، وماستر كلاس.
وكان الهدف الرئيسي من البينالي الدولي الـ 4 لرسوم الأطفال "سعادة طشقند" الذي جرى خلال الفترة الممتدة من 10 وحتى 15/12/2012 في قصر إبداعات الشباب، إغناء معارف الشباب الأجانب عن أوزبكستان والتقاليد والقيم القومية للشعب الأوزبكستاني، وتطوير إبداعات الأطفال، وزيادة مهارات التلاميذ المهتمين بالفنون الجميلة. وعرض في المعرض الدولي إلى جانب أعمال الأطفال الأوزبكستانيين أكثر من ألفي عمل إبداعي لفنانين تراوحت أعمارهم ما بين الـ 5 وحتى الـ 15 سنة من ثلاثين بلداً، من بينها: الولايات المتحدة الأمريكية والنمسا وبريطانيا وبلجيكا وألمانيا ولاتفيا وماليزيا ومصر وأذربيجان وفرنسا وسنغافورة وإيطاليا وإسرائيل وكوريا الجنوبية والصين واليابان والهند وروسيا ورومانيا. وقدمت للمشاهدين لوحات تضمنت مواضيع: "عالم الطفولة" و"وطني" و"العالم الذي أعيش فيه" و"أحلامي" و"أوزبكستان التي أعرفها". وعكست هذه الأعمال الإبداعية بالألوان تصورات الأطفال عن أوزبكستان والأسرة والطبيعة والعالم والصداقة والتفاهم والحب والطيبة.
 مريم علييفا 
وحصلت تلميذة الصف الأول بمدرسة طشقند الداخلية المتخصصة بالفنون في الجمهورية مريم علييفا على الجائزة الكبرى للبينالي الدولي الـ 4 لرسوم الأطفال "سعادة طشقند" عن لوحاتها "سعادة الطفولة" و"في النزهة". كما حصل جميع الفائزين والمتفوقين في المعرض الرابع على ميداليات ودبلومات المعرض وهدايا.

الخميس، 13 ديسمبر 2012

من ظرفاء دمشق نهاد قلعي



من ظرفاء دمشق نهاد قلعي

ســاخرة. صحيفة الثورة الخميس 13-12-2012
عندما يريد الأديب أو الفنان التحدث عن طفولته، فربما اختار موقفاً، أو عبارة، أو شخصاً، مما يمكن أن يكون له انعكاس عميق، على حياته التالية. وهذا ما فعله الفنان الكبير الظريف الراحل نهاد قلعي، حين عاد بالذاكرة إلى ثلاثينات القرن السابق يذكر نهاد،‏ في حوار أجرته معه مجلة «اليقظة» الكويتية ونشر على حلقات أن والده كان رئيساً لمصلحة البريد والبرق في زحلة، حيث ولد- علماً أن عمه الأديب الكبير الدكتور بديع حقي يقول إن نهاداً ولد في دمشق، وأنه حضر ولادته بنفسه، وأنه أي نهاد، لم يعرف ذلك إلا في أواخر حياته.‏
والد نهاد على البردوني
ويستطرد نهاد-  وكنت من أصدقائه- قائلاً: والدي كان من عشاق السهر على نهر البردوني الذي يمر بزحلة، وكان يصحبني معه. وكنت أشعر بالسعادة كأي إنسان يهوى الصفاء. ولقد سقاني العرق الزحلاوي وعمري ستة شهور حتى أكف عن البكاء، وراحت علي 36 ساعة نوم، كما حدثتني أمي.‏
نهاد يعود إلى دمشق
في أواسط الثلاثينات عاد نهاد قلعي مع أسرته إلى دمشق كما يذكر المؤرخ الأستاذ أكرم حسن العلبي في كتابه (ظرفاء من دمشق) واستقر بهم المقام في حي المهاجرين، حيث ظل نهاد هناك، حتى نهاية حياته، وإن يكن قد انتقل من حارة إلى أخرى، وقد زرته في منزله في جادة (الشطا) قبل أن يسافر إلى تشيكوسلوفاكيا للعلاج، وكان معي المخرج المسرحي الفلسطيني الراحل هاني ابراهيم صنوبر.‏
في مدرسة البخاري
انتسب نهاد في طفولته إلى مدرسة «البخاري» في جادة شورى - حيث كان سكنه الأول - وكانت تؤهل الطالب وهو في سنواته الأولى لإلقاء الخطب أو القصائد الطويلة في الاحتفالات المدرسية والعامة.‏
قصيدة عن حنان الأم
وهناك إشارة هامة في هذا المجال، تلقي الضوء على المستقبل الذي كان ينتظر الفنان الكبير- وكذا الحال لدى الأطفال بصورة عامة، في ما يتعلق بالإشارات الموحية - ذاك نهاد قلعي ألقى في نهاية إحدى السنين قصيدة، ظلت في الواقع متداولة بين التلاميذ - وربما نشرت في بعض الكتب المدرسية - حتى الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي.‏
اندمج نهاد في الإلقاء وبكى
في الحوار الذي أجرته « اليقظة» مع الأستاذ نهاد سنة 1983 يقول إنه ألقى القصيدة الحنون ضمن إطار تمثيلي فاندمج في الدور وبكى، فاقترب منه خاله المرحوم توفيق العطري وهمس في أذنه: (ستكون فناناً) وكان الأستاذ العطري من كبار الممثلين الرواد في دمشق، ومن البارزين في نادي الفنون الجميلة مع وصفي المالح.‏
القصيدة في «صح النوم»
وفي حوار آخر مع الأستاذ هاني الحاج في مجلة «هنا دمشق» التي كان يرأس تحريرها، يذكر نهاد أنهم قدموا القصيدة في مسلسل «صح النوم»، وبالطبع فإن في هذه القصيدة صبغة سوريالية واضحة، لأن الشاعر أراد من خلال ذلك أن يضخم حنان الأم، ويبين استعدادها غير العادي للتضحية من أجل ولدها.‏
القصيدة مجهولة الشاعر‏
وفيما يلي نص القصيدة التي لايعرف ناظمها:‏
اغرى امرؤ يوماً غلاماً جاهلا‏
بنقوده حتى ينال به الوطر‏
قال: أئتني بفؤاد أمك يا فتى‏
ولك اللآلى والجواهر والدرر‏
فمضى وأغمد خنجراً في صدرها‏
والقلب أخرجه وعاد على الأثر‏
لكنه من فرط سرعته هوى‏
فتدحرج القلب المضرّج إذ عثر‏
ناداه قلب الأم وهو معفّر‏
ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟‏
فارتد نحو القلب يغسله بما‏
فاضت به عيناه من سيل العبر‏

الخميس، 6 ديسمبر 2012

قمة عشقآباد لرابطة الدول المستقلة


عن قمة عشقآباد لرابطة الدول المستقلة كتب أنور باباييف مراسل وكالة أنباء UzA، يوم 6/12/2012، مقالة أشار فيها إلى زيارة رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف يوم 5/12/2012 لمدينة عشقآباد عاصمة تركمانستان للمشاركة في الجلسة الدورية لمجلس قادة الدول الأعضاء برابطة الدول المستقلة. وأنه جرت قبل القمة محادثات بين رئيسي أوزبكستان إسلام كريموف، وتركمانستان وغوربانغولي بيرديمحميدوف في أجواء من الصداقة وروح الثقة المتبادلة والإنفتاح، حيث بحثا أوضاع وآفاق العلاقات الأوزبكستانية التركمانستانية، ومسائل تطوير تعاون البلدين في إطار رابطة الدول المستقلة.
قادة الدول المشاركة
وخلال جلسة مجلس قادة الدول الأعضاء برابطة الدول المستقلة تم النظر في جملة من مشاريع الوثائق الموجهة نحو تعميق التعاون الإقليمي في المجالات الإقتصادية والإنسانية، وتوفير الأمن. وأنه تجدر الإشارة إلى أن إحداث الرابطة كان لضرورات إيجابية للحفاظ على الصلات الإنسانية والإقتصادية التقليدية وغيرها من الصلات في الظروف التاريخية التي رافقت قيام جمهوريات مستقلة جديدة. وخلال سنوات قيام رابطة الدول المستقلة ظهرت الحاجة للرابطة كمنبر سياسي للنظر وإقرار مسائل التعاون السياسي والإقتصادي والإنساني بالوسائل الحقوقية الدولية. ولعبت رابطة الدول المستقلة وتلعب دوراً هاماً لبناء هيكلية للعلاقات المتبادلة بين الدول الأعضاء، وحل مسائل التطور الإقليمية وبين الأقاليم. وتسعى الدول الأعضاء بالرابطة لأكثر من عقدين نحو مستقبل تطوير تعاون المنافع المتبادلة متعددة الجوانب وتعزيز مقدرات رابطة الدول المستقلة للتصدي لمهام المعاصرة الهامة. ومع ذلك اعترف المشاركون بقمة عشقآباد بضرورة زيادة فاعلية آليات العمل المشترك متعدد الجوانب القائمة في إطار رابطة الدول المستقلة، وترشيد الأسس التنظيمية والحقوقية والمؤسساتية لنشاطات الرابطة من أجل التوصل لمستقبل التقدم الإقتصادي لما فيه مصلحة شعوب الدول الأعضاء. وإنطلاقاً من هذا عبرت الأطراف عن إستعدادها لتعزيز دور رابطة الدول المستقلة مستقبلاً لتوفير نظم العلاقات المتبادلة الإقليمية وبين الأقاليم، وتوفير ضروراتها الحياتية وآليات التعاون التي تلبي مطالب المعاصرة.
وكما هو معروف في الوقت الراهن تلاحظ مظاهر زيادة كبيرة لتأثير العوامل الإقتصادية على تطور العلاقات الدولية. وعليها كانت المهام الأولى مدعوة لتوظيف المقدرات الإقتصادية للتعاون ضمن رابطة الدول المستقلة من أجل حل جملة من المسائل الإجتماعية والإقتصادية. والإتجاهات الأكثر أهمية وهي تطوير العمل المتبادل في هذه العلاقات ويمكن ربطها بإقامة ممرات دولية للنقل والمواصلات، وتطوير الشراكة في الطاقة والمجالات العلمية والتكنولوجية، وتنمية الإمكانيات التصديرية وتشجيع النشاطات الإسثمارية. وأشير إلى غيرها من المهام التي لا تقل أهمية والتي توفر تطور قيم رابطة الدول المستقلة، وتعزيز التعاون في المجالات الثقافية والإنسانية. وأشارت الأطراف إلى أهمية استمرار العمل المتبادل نحو مستقبل ترشيد نشاطات الرابطة وأسس الإتفاقيات الحقوقية آخذين بعين الإعتبار الخبرة الدولية في إدارة التفاعلات الدولية. وتم التعبير عن الثقة القوية بضرورة ومستقبل تطوير العلاقات في مختلف المجالات والإسهام في تعزيز الصداقة والتعاون بين الدول الأعضاء.
وفي نهاية القمة صدر إعلان عن قادة الدول الأعضاء برابطة الدول المستقلة عن مستقبل تطوير التعاون من كل جوانبه. وجرى التوقيع على وثائق لإعلان عام 2013 عاماً للإقتصاد والثقافة وحماية الوسط البيئي برابطة الدول المستقلة، وعن سير تنفيذ الإتفاقيات التي تم التوصل إليها سابقاً للتعاون في مجالات الإتصالات والمعلوماتية وغيرها. وبقرار من قادة الدول الأعضاء انتقلت رئاسة رابطة الدول المستقلة لجمهورية بيلاروسيا. واتخذ قراراً بعقد الجلسة الدورية القادمة لمجلس قادة الدول الأعضاء برابطة الدول المستقلة في أكتوبر من عام 2013 بمدينة مينسك.

الجمعة، 30 نوفمبر 2012

التعاون التجاري والإقتصادي والإستثماري الأوزبكستاني والقازاقستاني



في المركز التجاري الدولي بالعاصمة طشقند انعقدت جلسة اللجنة الحكومية الأوزبكستانية القازاقستانية المشتركة للتعاون الثنائي  يوم 29/11/2012. شارك فيها مندوبين عن الوزارات والإدارات والشركات المتخصصة في مجالات الصلات الإقتصادية الخارجية والتجارة والإستثمار والبنوك والمالية والجمارك والنفط والغاز والنقل والمواصلات والكيمياء والزراعة والثروة المائية وحماية الوسط البيئي والثقافة والرياضة والصحة والنقل الجوي وغيرها في البلدين.
وخلال الجلسة أشار النائب الأول للوزير الأول بجمهورية أوزبكستان وزير المالية الرئيس المشارك للجنة رستام عظيموف إلى استمرار تطور التعاون بين البلدين، وأن الأساس الحقوقي الهام للتعاون هو الإتفاقيات التي تم التوصل إليها أثناء لقاءآت قادة البلدين. وأن العلاقات الإقتصادية الأوزبكستانية القازاقستانية تعتمد على جملة من الوثائق في مجالات التعاون التجاري والإقتصادي. ويطبق بين البلدين نظام الأفضلية في التعامل. وأن حجم التبادل التجاري بين أوزبكستان وقازاقستان يزداد بحركة دائمة. ووفق إحصائيات عام 2011 زاد حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 47%، وتجاوز 2.7 مليار دولار أمريكي. وخلال الفترة الممتدة من يناير وحتى أكتوبر عام 2012 بلغ هذا المؤشر أكثر من 2.2 مليار دولار أمريكي. ويعتبر التعاون في مجالات النقل والمواصلات والترانزيت من أهم إتجاهات العلاقات المتبادلة.
وأشير خلال الجلسة إلى ضرورة ربط خطوط النقل والمواصلات في البلدين بنظام مشترك، يعمل من خلال نظام صارم لتوفير الظروف المثالية للقيام بعمليات التصدير والإستيراد وترانزيت البضائع. وتتطور الصلات الثقافية والإنسانية بين أوزبكستان وقازاقستان باستمرار. وفي قازاقستان نظمت معارض لفنانين تشكيليين أوزبكستانيين، وشارك الحرفيين الشعبيين في الأسواق الحرفية، ونظمت عروض للفرق الموسيقية والمسرحية. وفي مدن أستانا وألماآتا وفي تسعة مناطق قازاقستانية أفتتحت مراكز ثقافية أوزبكستانية تجري سنوياً أيام للغة وثقافة وتقاليد الشعب الأوزبكستاني.
وأشار نائب الوزير الأول بجمهورية قازاقستان الرئيس المشارك للجنة كريمبيك كوشيربايف إلى أنهم يعيرون أفضلية في قازاقستان لتوسيع الصلات المتبادلة مع أوزبكستان، وأن الجلسة الحالية تظهر الإهتمام المتبادل للدولتين بتطوير التعاون. وأضاف يسعدنا تعزيز عرى الصداقة بين أوزبكستان وقازاقستان. والوثائق الموقعة أثناء الزيارة الرسمية لرئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف إلى قازاقستان في سبتمبر من العام الجاري تعتبر عاملاً هاماً لمستقبل توسيع وتعزيز الصلات المتبادلة بين دولتينا. وأنا على ثقة بأن تعاوننا سيتطور بإستمرار مستقبلاً.
هذا ونوقشت خلال الجلسة الإتجاهات المستقبلية لتطوير التعاون التجاري والإقتصادي والإستثماري بين البلدين. وبحثت مسائل مستقبل توسيع الصلات في المجالات التجارية والإستثمارية والمصرفية والمالية والنفط والغاز والزراعة والثروة المائية، والنقل والمواصلات، وفي مجال الإستخدام الأمثل لثروات الطاقة والمياه في المنطقة، وزيادة عدد المنشآت المشتركة، وحجم التبادل التجاري، وإعداد وتنفيذ مشاريع مشتركة بمنافع متبادلة. المصدر: الصحيفة الإلكترونية UzReport، 30/11/2012.

من حفر حفرة لأخيه وقع فيها




من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
نشرت صحيفة الوطن العمانية الصادرة صباح اليوم 24/11/2012 تعليقاً في زاوية "رأي الوطن" تحت عنوان "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"!، وأعتقد أنه يتسحق المطالعة والتأمل. وجاء فيه: منذ نشوب الأزمة السورية لم تتوقف أو تنكفئ التدخلات الغربية والعربية عامة والتدخلات التركية خاصة في الأزمة التي كلما مر يوم أفرزت وضعًا جديدًا، وكشفت حقائق جديدة تفضح الدول المتدخلة في الشأن الداخلي السوري وحقيقة الأهداف والمصالح التي تبتغيها من وراء هذا التدخل، لتعطي صورة تلك التدخلات واقعًا مكشوفًا وواضحًا من جميع زواياه لا تخطئه عين، ولا يمكن لصاحب عقل ومنطق أن يحيد عن حقائقه بما يجعله يميل إلى طرف دون آخر. فالتدخلات التركية خاصة في الشأن الداخلي السوري، تعد سابقة في تاريخ العلاقات التي تربط تركيا وسوريا الدولتين الجارتين، حيث تعد الأخيرة بمثابة الرئة التي تتنفس بها الأولى، وصاحبة فضل في تقديم تركيا إلى المشهد العربي، وحافظت على حسن الجوار واحترام السيادة التركية واحترام المصالح المشتركة ورعايتها، ومن يُقلِّبْ أوجه حقيقة التدخل التركي في الشأن الداخلي السوري حتمًا سيقف على الأسباب التي جعلت حكومة رجب طيب أردوغان تقلب ظهر المجن على سوريا، ومنافاة الواقع جملة وتفصيلًا عن ما يعلنه القادة الأتراك بالانتصار للشعب السوري ومطالبه. لأن من يهمه مصالح شعب صديقًا كان أو شقيقًا، لديه الكثير من الوسائل التي تدفعه إلى تحقيق مساعيه، بعيدًا عن التهديدات العسكرية واللغات الاستعراضية والتصريحات العدائية النارية والمنافية والمخالفة لمفاهيم وقيم العلاقات الأخوية وحسن الجوار.
وليس هناك اليوم أفضل وأجدى سبيلًا من الحوار القائم على الندية وعلى صوت العقل والمنطق، إن بإمكان تركيا بحكم جوارها وبحكم ما كان يربطها بسوريا أن تلعب دورًا محوريًّا في حل الأزمة وإيصال جارها السوري إلى بر الأمان، وبالتالي تأمين نفسها من أي قلاقل ممكنة، بل ومؤكدة، وتتقصى الحقائق لما يمكن أن يجلبه التدخل في الشأن الداخلي الخارج عن السياق السياسي والدبلوماسي مستقبلًا من اضطرابات واهتزازات تطيح بكل الإنجازات التركية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تحققت للشعب التركي. ولكن من المؤسف حقًّا أن تختار تركيا الخندق الغربي المعادي لسوريا وتركب موجة العداء، ومناصبة الجار الشقيق العداء والتنكر لكل الروابط التي تربط أنقرة ودمشق. ومؤلم أن تحتضن تركيا المعارضة السورية المسلحة وبقية العصابات الإرهابية، وتنشئ لها معسكرات تدريب وتسليح، وتستقبل السفن المحملة بشتى أنواع الأسلحة وتعمل على تأمين إيصالها لهذه العصابات، وكذلك تمارس عمليات الاستفزاز باختراق سيادة جارها السوري تارة عبر طائرات حربية، وتارة ثانية بقصف القرى السورية المحاذية للحدود التركية، وهي تعرف أن دمشق ليست في وضع يؤهلها وليست في وارد أن تستفز جارها التاريخي التركي، وتعلم تركيا أيضًا أن المنطقة التي تنطلق منها القذائف داخل سوريا باتجاه القرى التركية هي خاضعة للعصابات التي تدعمها أنقرة وتدربها وتسلحها، وتارة ثالثة بتقديم طلب لحلف شمال الأطلسي لنشر منظومة صواريخ باتريوت على الحدود السورية ـ التركية.
ومن المؤسف أن لا تكون الحكومة التركية قد أدركت حتى الآن أن موقفها وتعاملها مع الأزمة السورية بهذه الصورة الفجة والممجوجة قد أدت الى تأزيم الأزمة وليس الى حلها، بل أنها يمكن أن تجني إرتداداتها السلبية على قاعدة المثل العربي" من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" والحقيقة أن التجارب الإقليمية في الاستعانة بالمرتزقة وفتح معسكرات التدريب وإقامة قواعد انطلاق لهم للقيام بالاعمال الإرهابية ضد الخصوم يمكن أن ترتد على الحاضنين فيما بعد. ونعتقد أنه لن يطول بنا الزمن حتى نشهد مثل هذا الارتداد، خاصة عندما يتجرع هؤلاء المسلحين الهزيمة المتوقعة على يد الشعب السوري وجيشه، لأن السوريين بمختلف أطيافهم السياسية، لن يقبلوا أن تستمر بلادهم تدفع هذا الثمن الباهظ لتنفيذ أجندات تخدم أعداء سوريا والأمة العربية، لذلك نعتقد أنه آن الآوان للعقلانية التركية أن تحل محل هذا الشطط والزيغ في التعامل مع الأزمات لأن النهج العقلاني الحكيم هو الذي يجنب شعوبنا العربية والاسلامية الوقوع في مستنقع الضغائن والاحقاد والتناحرات التي تفرح وتخدم أعداء هذه الشعوب.

الجمعة، 16 نوفمبر 2012

دعم الجهود المشتركة


تحت عنوان "دعم الجهود" نشرت صحيفة Uzbekistan Today، يوم 15/11/2012، خبراً جاء فيه: عقدت مجموعة التنسيق العربية جلسة لها في طشقند، وتضم المجموعة: - بنك التنمية الإسلامي؛ - وصندوق التنمية السعودي؛ - والصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية؛ - وصندوق أوبيك للتنمية الإقتصادية الدولية؛ وصندوق أبو ظبي للتنمية.
الجانب الأوزبكي 
افتتح الجلسة النائب الأول للوزير الأول، وزير المالية بجمهورية أوزبكستان رستام عظيموف الذي عبر عن شكره لأعضاء مجموعة التنسيق العربية لدعم الذي تقدمه لتطور الجمهورية، وخاصة في ظروف الأزمة الإقتصادية العالمية. وأشار إلى أن تنفيذ برامج إجراءآت مكافحة الأزمة الإقتصادية العالمية في البلاد بقيادة الرئيس إسلام كريموف وفر للجمهورية إمكانية إظهار تطور إقتصاد قوي. وما يثبت ذلك حقيقة أنه خلال السنوات الأخيرة أظهر الإقتصاد الأوزبكستاني نمواً سنوياً بمستوى 85%. والمشاريع التي تنفذ بدعم من المؤسسات المالية الدولية، هي أيضاً من إجراءآت مواجهة الأزمة. وأشار النائب الأول للوزير الأول، إلى أنه في أوزبكستان حتى عام 2015 خطط لتنفيذ أكثر من 500 مشروعاً تبلغ كلفتها أكثر من 50 مليار دولار أمريكي. والكثر منها ستحقق بدعم من مجموعة التنسيق العربية، التي تعتبر شريكاً مضموناً لأوزبكستان. وحتى اليوم نفذ 16 مشروعاً بإسهام مجموعة التنسيق العربية بكلفة 259 مليون دولار أمريكي.
وأعطى أعضاء وفد مجموعة التنسيق العربية تقييماً عالياً لعملية الخصخصة، والإصلاحات المستمرة في الإقتصاد الأوزبكستاني، وحركة تطور المشاريع الصغيرة والعمل الحر. وفي هذا المجال أعلن رئيس بنك التنمية الإسلامي أحمد محمد علي المدني: "أننا إجتمعنا هنا من أجل بحث المشاريع التي تحظى بإهتمام كبير من أجل مستقبل دعم الجهود لتطوير أوزبكستان وتوسيع التعاون الإقليمي وتكامل هذا الإقليم الهام. وخبرة بنك التنمية الإسلامي في أوزبكستان هي إثبات لقوة مقدرات المؤسسات الحكومية في هذا البلد، التي تعتبر عاملاً رئيسياً في التطور الإقتصادي والإزدهار الإجتماعي. ونحن على ثقة من أن المحادثات الجارية والتوقيع في نهايتها على الوثائق سيكون له منافع مشتركة، وستعزز من تعاوننا". وأيده المدير الإقليمي للصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية لدول آسيا المركزية وأوروبا يوسف البدر الذي قال أن: "صندوقنا خلال سنوات عديدة يتعاون مع أوزبكستان. ونفذت العديد من المشاريع المشتركة في مختلف المجالات بكلفة إجمالية بلغت 110 ملايين دولار أمريكي. ونتمنى في المستقبل أن تصبح أوسع أكثر".
وفي نهاية الجلسة جرى التوقيع على جملة من الوثائق بين الوزارات والإدارات والشركات المعنية الأوزبكستانية ومؤسسي وأعضاء مجموعة التنسيق العربية.

الأحد، 21 أكتوبر 2012

نظام للأمن المعلوماتي الدولي


نظام للأمن المعلوماتي الدولي.
دعت وفود أوزبكستان والصين والفيدرالية الروسية وطاجكستان في منظمة الأمم المتحدة لإصدار نظام دولي لتوفير الأمن المعلوماتي. ويبحث مشروع القرار الآن في إطار المشاورات الجارية بين الدول الأعضاء في الهيئة العامة لمنظمة الأمم المتحدة.
وتضمنت الرسالة التي وجهها المندوبون الدائمون لأوزبكستان والصين وروسيا وطاجكستان للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أن "الهدف الرئيسي للنظام هو تقديم الضمانات لحقوق وإلتزامات الدول على الساحة المعلوماتية...". ويتحدث مشروع القرار عن أن النظام مفتوح لإنضمام أي دولة بشكل طوعي. ويشير إلى أنه على الدول "الإلتزام بعدم إستخدام تكنولوجيا المعلوماتية والإتصال ومن ضمنها الشبكات، من أجل القيام بأعمال مناهضة، وأعمالاً عدوانية، تحدث تهديدات للسلام العالمي والأمن أو نشر أسلحة معلوماتية أو أي تكنولوجيا مشابهة". ويدور الحديث في النظام حول تعاون الدول في مجال محاربة الجريمة والنشاطات الإرهابية عن طريق إستخدام تكنولوجيا المعلوماتية والإتصال. وتدعوا الوثيقة للتوقف عن نشر معلومات ذات طبيعة إرهابية وإنفصالية ومتطرفة، وكذلك المعلومات التي تهدد الإستقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي للدول، وتهدد إسهاماتهم الثقافية والروحية.
وأشار مشروع القرار إلى أن على "الدول الإلتزام بتوظيف جهودها لتوفير تقديم المنتجات وتقديم الخدمات في مجال تكنولولوجيا المعلوماتية والإتصال في جميع مراحلها، ومنع إستخدام الدول الأخرى لمواردها، ومواقع بنيتها المعلوماتية الهامة، وتكنولوجيتها الرئيسية وغيرها، بشكل يمكن من تهديد حقوق الدول بإستخدام الرقابة المستقلة في مجال تكنولوجيا المعلوماتية والإتصال أو من أجل أيجاد تهديدات للأمن السياسي والإقتصادي والإجتماعي لغيرها من الدول". وتحدث عن إلتزام الدول المنضمة للنظام "بالإسهام في إحداث آلية دولية متعددة الأطراف بشفافة وديمقراطية لإدارة الإنترنيت، تسمح بتوفير العدالة في نشر الموارد، وتمكن الجميع من الوصول إليها، وتضمن الإستقرار والأمن في أداء الإنترنيت لوظائفها".
أعتقد أن مشروع القرار يمكن أن يحد من الإساءآت الحاصلة ضد الأمتين الإسلامية والعربية عبر شبكة الإنترنيت، وللدول الإسلامية والعربية مصلحة في الإنضمام لمشروع قرار إصدار نظام دولي لتوفير الأمن المعلوماتي للحد من الهجمات التي تتعرض لها الدول العربية ويتعرض لها الإسلام من بعض الجهات المسيئة في العالم عبر شبكة الإنترنيت خاصة وأن من بين مقدمي مشروع القرار دولاً لها علاقات طيبة مع الدول العربية، ودولاً أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
أ.د. محمد البخاري.      طشقند: 19/10/2012

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

نتائج الزيارة الرسمية للرئيس الأوزبكستاني إلى أذربيجان


نتائج الزيارة الرسمية للرئيس الأوزبكستاني إلى أذربيجان
تناولت الصحافة المحلية في أوزبكستان نتائج الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف إلى الجمهورية الأذربيجانية خلال يومي 11 و12/10/2012. وأشارت إلى أن علاقات الصداقة بين الدولتين لم تتعرض لهزات سياسة لأنها مبنية على أسس استمدت من الجذور التاريخية العميقة ومن تشابه التقاليد القومية وتقارب العادات واللغة والثقافة والدين، التي تتمتع بأهمية خاصة في العلاقات القائمة بين الدولتين والقائمة على المساعدة والدعم المتبادل بينهما على مختلف المستويات.
 الرئيسان إلهام علييف وإسلام كريموف
وأشارت الصحافة المحلية إلى أن هدف الزيارة كان تعزيز مستقبل علاقات الصداقة بين البلدين، وتنفيذ الإتفاقيات التي تم التوصل إليها مسبقاً، وتحديد آفاق وأفضليات تطور العلاقات الثنائية. لأن أوزبكستان تعير دائماً أهمية خاصة لتعزيز العمل المشترك متعدد الجوانب مع أذربيجان. وأنها أقامت خلال سنوات الإستقلال علاقات تتميز بالثقة وغياب أي نوع من الخلافات أو المشاكل. وأن المباحثات بين الجانبين الأوزبكي والأذربيجاني جرت في أجواء من البرغماتية واستعرضت أوضاع العلاقات وآفاق تطويرها، وقضايا الأمن الإقليمي والدولي الهامة. وتم خلالها التوقيع على جملة من الوثائق الهامة تسمح برفع مستوى العلاقات الثنائية إلى مستوى نوعي جديد من الشراكة الإستراتيجية. وأثناء بحثهما قضايا الأمن الإقليمي عبر الجانبان عن أنهما يقفان إلى جانب التسوية السلمية للصراعات القائمة والتعامل مع مصادر التوتر من خلال الإلتزام بمبادئ وحدة أراضي الدول.
وأشارت إلى أن أذربيجان تواجه اليوم ظروفاً صعبة ناتجة عن إستمرار الصراعات في جنوب القوقاز، وأنها تقوم بخطوات ثابتة لتنفيذ برامج للتطور الإقتصادي، وتحقيق التقدم الإقتصادي، واستخدام الثروات الطبيعية الغنية للبلاد بفعالية. ولهذا أحدثت قاعدة صناعية تعتمد على التكنولوجيا المعاصرة، مما مكنها من توسيع صادراتها وساعد على تكاملها مع الأسواق العالمية. وأنها استفادت من موقها الجغرافي والإستراتيجي لتحتفظ بموقع هام في الإقليم.
وأشارت الصحافة المحلية إلى أنه رغم عدم وجود حدود مشتركة لأوزبكستان مع أذربيجان إلا أنهما مرتبطتان من النواحي الجغرافية السياسية والجغرافية الإقتصادية التي تربط إقليمي جنوب القوقاز وآسيا المركزية. لأن أحداث السنوات الأخيرة أظهرت بوضوح أن في هذين الإقليمين الهامين في العالم تقع نقاط تشابك للسياسة العالمية، وتتركز فيها كميات ضخمة من المعادن والخامات وموارد الأوغليفودورود، وتتشابك فيها مقدرات ثقافية وتاريخية وإنسانية كبيرة، تتصام من أجلها مصالح مختلف القوى الخارجية والدول العظمى.
وأن الإقليمين يتميزان بخصائص مشتركة، تثبت ضرورة وأهمية وضع أساس إيجابي لتنسيق النشاطات والصلات المتبادلة من أجل توفير ظروف خارجية ملائمة من أجل توفير الأمن والتطور الإجتماعي والإقتصادي الثابت للبلدين والإقليمين. وأشارت إلى الدور الذي تلعبه أوزبكستان وأذربيجان لتحقيق الإستقرار من خلال ما تتحملانه من مسؤولية في المرحلة الراهنة، رافقها إزدياد الأخطار المستقبلية على الإقليمين، ويفرض على البلدين التجاوب معها بحرص.
وأشارت الصحافة المحلية إلى أن المحادثات تناولت مسائل تطور العلاقات الثنائية في المجالات التجارية والإقتصادية والنقل والمواصلات. وأن أوضاع التبادل التجاري الثنائي الراهنة لا تلبي المقدرات الإقتصادية التي تملكها أوزبكستان وأذربيجان ولابد من القيام بإجرءآت لرفع حجم التبادل التجاري إلى مستوى أعلى. وآخذين بعين الإعتبار المقدرات الأذربيجانية في مجالات صناعات النفط والغاز، أبدت أوزبكستان استعدادها لشراء معدات لصناعة النفط والغاز وقطع التبديل اللازمة لها، وشراء منتجات الصناعات البتروكيماوية وغيرها من المنتجات المنتجة في منشآت الجمهورية الأذربيجانية على المدى الطويل. وأبدت أوزبكستان استعداد منشآتها لتوريد السيارات الخفيفة وسيارت الشحن وحافلات نقل الركاب والمعدات الزراعية الحديثة ومنتجات التكنولوجيا الكهربائية، والصناعات الكيماوية، والنسيج، والإسمنت ومواد البناء، والأسمدة المعدنية وغيرها من البضائع إلى الجمهورية الأذربيجانية.
وأشارت الصحافة المحلية إلى أن رئيس جمهورية أوزبكستان أجرى خلال الزيارة لقاءآت ثنائية مع شركاء أذربيجانيين، بحث خلالها جملة واسعة من مسائل توسيع التعاون التجاري والإقتصادي. وخلال الجلسة الدورية الـ10 للجنة الحكومية المشتركة للتعاون بين أوزبكستان وأذربيجان عبر الجانبان عن إهتمامهما المتبادل لإستخدام إحتياطيات وإمكانيات البلدين من أجل تنمية العلاقات التجارية والإقتصادية، والتعاون في مجالات النقل والمواصلات والترانزيت، وتوسيع القاعدة الحقوقية والإتفاقيات المبرمة بين الجانبين. وخلال اللقاء التجاري الأوزبكي الأذربيجاني الذي جرى يوم 11/10/2012 وشارك فيه أكثر من 100 مندوب عن الشركات الأذربيجانية البارزة بحثت مقترحات محددة لتبادل جملة واسعة من البضائع. خاصة وأن الطلب في أذربيجان مرتفع على السيارات الخفيفة الحديثة المنتجة في مصانع شركة "جي إن أوزبكستان" بترخيص من شركة "شيفروليه". وأن أوزبكستان صدرت فعلاً لأذربيجان خلال السنوات الخمس الأخيرة نحو 4.5 ألف سيارة منتجة في أوزبكستان، ولهذا تم التوصل لاتفاقية تورد أوزبكستان بموجبها 3.3 ألف سيارة خلال السنوات القادمة لأذربيجان واتفقا على تقديم الموديل الجديد لسيارة "كوبالت" في باكو. كما تم الإتفاق على توريد حافلات الركاب، وسيارات شحن الحمولات الثقيلة، والتكنولوجيا المتخصصة، وتكنولوجيا الخدمات العامة في المدن، ومن بينها سيارات الإطفاء، وسيارات شطف الشوارع، والسيارت الرافعة وغيرها من الآليات المنتجة في أوزبكستان بترخيص من شركتي "مان" و"إسوزو" إلى أذربيجان.
وأشارت الصحافة المحلية إلى أن أكثر من 400 حافلة للركاب ماركة "سام أفتو" من إنتاج أوزبكستان تعمل على خطوط الركاب في أذربيجان في الوقت الحاضر وبفضل السمعة الجيدة التي حصلت عليها خطط لتوريد 150 منها إلى أذربيجان خلال عام 2013. كما واستعرض الجانبان إمكانية تصدير حصادات وتراكتورات من إنتاج المنشأة المشتركة "أوزكلاس أغرو"، والشركة المساهمة "ت ت ز"، والأسمدة المعدنية إلى الأسواق الأذربيجانية. وعبرت الشركات الأذربيجانية عن اهتمامها باستيراد القمح الأوزبكي للأسواق الأذربيجانية، وتم الإتفاق على استيراد كمية 50 ألف طن من القمح الأوزبكي سنوياً.
وأشارت الصحافة المحلية إلى أن المحادثات تناولت آفاق تطور ممرات النقل بين إقليمي آسيا المركزية والقوقاز، إلى دول أوروبا عبر ميناء بوتي على البحر الأسود، وميناء ميرسين (تركيا) على البحر الأبيض المتوسط. وأن مصلحة أوزبكستان في هذا الإتجاه تكمن باستخدام ممر النقل بالسكك الحديدية من نوائي إلى توركمينباشي وباكو وتيبليسي وكارس، الذي يربط السكك الحديدية الأوزبكستانية والتركمانستانية والأذربيجانية والجورجية مع الشبكات التركية التي تسمح بتأمين مخرج إلى البحر الأبيض المتوسط عبر ميناء ميرسين. وأن تنفيذ مشروع السكك الحديدية من باكو إلى تيبليسي وكارس يوفر ظروفاً جديدة تماماً لمشاريع النقل والمواصلات، تسمح بإقامة شريان جديد للنقل أقصر بكثير وبفعالية من وجهة النظر الإقتصادية.
وأشارت الصحافة المحلية إلى أن البيان المشترك الذي صدر في نهاية المحادثات أشار إلى ضرورة زيادة التعاون الإقتصادي واستخدام الإحتياطات الكبيرة والإمكانيات من أجل توسيع العلاقات التجارية والإقتصادية، وزيادة حجم التبادل التجاري والإستثمارات المتبادلة، وتنفيذ خطة نشاطات لتنفيذ برامج التعاون الإقتصادي خلال الفترة الممتدة من عام 2012 وحتى عام 2015، والموقعة أثناء زيارة الرئيس إسلام كريموف لأذربيجان، والتي تضمنت نشاطات محددة لتنفيذ التعاون التجاري والإقتصادي، وتفعيل عمل اللجنة الحكومية المشتركة لإثبات أن إقتصاد البلدين يكمل بعضه بعضاً. وأظهرت أوساط رجال الأعمال في أوزبكستان وأذربيجان إهتماماً كبيراً لتوسيع التعاون في تلك المجالات واتفقا على أستمرار العمل على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف بفاعلية أكثر وبمنافع متبادلة وإستخدام مقدرات النقل والمواصلات والترانزيت الضخمة للبلدين.
وأشار البيان المشترك إلى ضرورة تفعيل التعاون في المجالات الثقافية والإنسانية لتطور العلاقات الثنائية، لأن الصلات الثقافية القائمة منذ قرون، تعتبر من أسس التقارب الروحي والتقاليد والثقافة المشتركة للشعبين. وما يثبت ذلك إقامة نصب تذكاري لعلي شير نوائي في باكو، وإقامة نصب تذكاري لنظامي غنجوي في طشقند، وإطلاق اسم الجد والعالم العظيم ميرزة ألوغ بيك على أحد الشوارع في العاصمة الأذربيجانية، وإطلاق اسم الإبن العظيم للشعب الأذربيجاني حيدر علييف على أحد شوارع العاصمة الأوزبكستانية.
والجدير بالذكر أن جالية أذربيجانية تبلغ 40 ألف نسمة، تعيش بسلام وتفاهم مع العديد من الشعوب والقوميات بين مواطني أوزبكستان، ويقدمون إسهاماً لائقاً لتطور أوزبكستان. وأن 27 أذربيجاني كانوا من بين أبرز العلماء والمدرسين والبنائين والعسكريين وأساتذة الثقافة والفنون المحبوبين لجميع أفراد الشعب الأوزبكستاني، واستحقوا أعلى الأوسمة والألقاب الحكومية، وهي شهادة تعبر عن دورهم ومكانتهم اللائقة في المجتمع الأوزبكستاني. وأن ممثلي أذربيجان يشاركون تقليدياً في المهرجان الموسيقي الدولي "شرق تارونالاري" وحصلوا على جوائز المهرجان. وأكد البيان على ضرورة تنظيم أعمال علمية وتكنولوجية مشتركة، وتطوير صلات مباشرة بين أكاديميات العلوم ومؤسسات التعليم العالي في البلدين، وإجراء مختلف النشاطات في مجالات الثقافة.
وأشارت الصحف المحلية إلى أنه من نتائج الزيارة المثمرة لرئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف لأذربيجان يمكن القول وبثقة أنها تعتبر مرحلة هامة من مراحل مستقبل تطور التعاون متعدد الجوانب، وتعزيز الشراكة الإستراتيجية ووضع برامج شاملة للعمل المشترك في القضايا الهامة في الحياة الدولية على أساس الإحترام المتبادل ومراعاة مصالح الجانبين.

الخميس، 11 أكتوبر 2012

محمد غنوم في تطلعاته التشكيلية الحروفية



تحت عنوان "محمد غنوم في تطلعاته التشكيلية الحروفية .. حيويــة التعامـل مـع تنويعــات الخـــط والكتابــة" كتب أديب مخزوم في صفحة ثقافة بصحيفة الثورة يوم 11/10/2012 مقالة قال فيها: مع رحلة الفنان محمد غنوم الطويلة في مجال إنتاج وعرض اللوحة الفنية التشكيلية، نجده ينحاز وبقوة نحو اللوحة الحروفية، وضمن النهج الحامل ملامح جمالية وإيقاعية خاصة ومتزنة ومقروءة في اكثر الاحيان، وبعيدة كل البعد عن الأجواء الحروفية العبثية والمتطرفة، التي ظهرت منذ مطلع السبعينات، في تجارب العديد من التشكيليين العرب، ولا سيما في لوحات شاكر حسن آل سعيد، صاحب فكرة وبيان البعد الواحد في التشكيل الحروفي العربي المعاصر.‏

د. محمد غنوم
حركات إنسيابية
ويذكر أن محمد غنوم بدأ حياته الفنية برسم الأحياء القديمة والطبيعة الصامتة والبورتريه بطريقة واقعية، مستخدماً كل أنواع التقنيات من زيتي ومائي وباستيل وخشب وأكريليك، ولم ينقطع في تلك المرحلة عن استعادة جماليات الخط العربي في لوحاته، الذي أدهشه منذ البداية بكل ما يحمله من خصوصيات جمالية خاصة ومتفردة.‏‏
ولقد سعى في لوحاته الحروفية، في مراحل سابقة، لإظهار المزيد من الإنسجام والتوافق بين إيقاعات الحروف والزخرفة العربية، وبين الرزانة والانسيابية، ثم بدأت تغيب عن لوحاته البنى الزخرفية، ما لبثت أن تحولت الحركات الخطية في لوحاته، إلى صياغات بصرية تفيض بالحروف والكلمات والجمل المتتابعة والمتداخلة كأنغام موسيقية، تمتد بين حركة الحروف والكلمات، في خطوات البحث عن العمق الجمالي والتشكيلي والإيقاعي والذاتي.‏‏

لوحة الخيل والليل
ولقد اتجه في معظم لوحاته، لإظهار العقلنة التي تتوازن مع حركة الانفعالات، وقدم التكوينات المدروسة، القائمة على دراسة متأنية لقواعد الخط العربي، مبتعدا في ذلك عن الارتجال والعبثية ومعطيات الصدفة، المتواجدة في أعمال عدد كبير من الفنانين الحروفيين العرب المعاصرين.‏‏
ففي أكثر الأحيان نجد في لوحاته ما يشبه الواحة أو الحديقة أو الأشكال الأخرى المكتنزة بالحروف والكلمات، حيث يجعل تكتلات الحروف تظهر أحيانا على هيئة رؤى تشكيلية، قادمة من تأملات مشاهد الطبيعة، ويخرج في أحيان كثيرة عن هذا السياق، محققا حرية وعفوية في تشكيل الحروف والكلمات، ومع ذلك فهو يعمل خلال تنقلاته وتحولاته، لإيجاد المزيد من الموازنة والموائمة، بين الاندفاعات العاطفية والرقابة العقلانية، رغم كل ما يبرزه من تحرر، في حركة الخطوط، من تلك السلطة الهندسية المعتمدة ضمن بعض عناصر اللوحة، وهو في كل الحالات، يعمل لتحويل الحروف إلى دلالات جمالية خالصة تتكرر وتتنوع من لوحة إلى أخرى.‏‏

لوحته موطني
دلالات مقروءة
ولقد استطاع محمد غنوم وخلال تجربة طويلة أن يكشف عن غنى حركة الحروف العربية وقدرتها على التواصل مع تطلعات الحداثة التشكيلية، وتجاوز الدلالات اللغوية المقروءة فيها أحيانا، وبذلك فهو يتطلع دائماً إلى بناء لوحة تلامس جوهر الحضارة العربية، وتنقل انفعالاته الحرة، بعيداً عن مأثورات التقاليد المألوفة في صياغة الكلمة والحرف، ذاهبا إلى ترجمة مشاعره وأحاسيسه الخاصة وتوجهه الجمالي الخارج على النظام الهندسي، وبالتالي فكل شيء في لوحاته يأتي بشكل عفوي، التكوين والإيقاع الحروفي والاسترسال العاطفي والوجداني، حيث يداخل ما بين الجمل والكلمات والحروف بكثير من التدفق الحيوي، و لقد سجل حروفياته السابقة في لوحات زيتية وقعت بين التجريد الهندسي الزخرفي والحروفي (معرضه في صالة الشعب في نهاية السبعينات) ثم ما لبث أن تحوّل نحو تجليات جديدة من خلال تعامله مع مادة الغواش (في لوحاته المتتابعة في الثمانينات والتسعينات والى اليوم) مؤكداً مسعاه الدائم والمتواصل في استلهام جمالية الخطوط العربية برؤية حديثة، تعمل على تصعيد حوارية المشهد البصري، وتركز على إبراز رشاقة الحرف وغنى حركته وانسيابيته.‏‏
ورغم هذا التضاد والتنافر، الذي هو في الأساس من المظاهر التي تتكرر في المخطوطات العربية القديمة، فإنه يقدم ألواناً مريحة وهادئة ونقية، يؤكد فيها أحيانا، على وجود اللون الذهبي كعلامة بارزة في الفنون الشرقية القديمة.‏‏
ورغم مظهر الانضباط التشكيلي الذي يعتمده، يمارس حريته داخل اللوحة، كأن يترك تكرارات الحروف تخرج على النظام الهندسي، أو يجعلها تنفلت من الإطار التسجيلي للكتابة التقليدية، لينقل من خلالها انفعالات حرة، حيث يصبح لتكرارات الحروف والكلمات وتدرج إيقاعاتها الأهمية الأولى، وبذلك يتجه في تشكيلاته الحروفية نحو الحيوية والحركة، وصولاً إلى التمسك بالمنطلقات التجريدية الحديثة لتسجيل فن معاصر بروح عربية.‏‏
تنويعات أشكال الخطوط
هكذا يتجه في لوحاته نحو استلهام عوالم ومعطيات الحركة الحروفية لبعض الخطوط، التي وجدها وعرفها واكتشف إمكانيتها التشكيلية منذ بداياته الفنية، حيث عمل ولا يزال، على إعادة تشكيلها من جديد وبطرق تقنية مختلفة على الورق والسطوح الأخرى، وهذا التنوع التقني والتشكيلي يمنحه انطباعات جديدة وإيقاعات لونية متفاوتة، كما لو أنه يستخدم المواد المختلفة والسطوح المتنوعة للوصول إلى شفافية وكثافة مختزنة في ذاكرة الكتابة، وتتواصل خطواته لإكمال مسيرته الفنية، والتعبير عن هواجسه الجمالية المرتبطة بثنائية التراث والمعاصرة، مؤكدا أحيانا على أيجاد جماليات التقارب والتباعد بين إنسيابية الحروف وبين المساحات اللونية المجاورة والمتداخلة.‏‏
وهو يركز لإبراز الإيقاعات الحروفية من خلال الحركات الرشيقة ومساحات اللون الموحدة، مبتعدا عن اللطخات واللمسات العفوية المتأثرة بأجواء اللوحة الأوروبية الحديثة ومحققا لوحة عربية حديثة، قائمة على دراسة أكاديمية متأنية لقواعد الخط العربي، بتنويعاته المختلفة: المتدرجة من فروع شجرة الخط الكوفي وأنواعه، إلى الأساليب اللينة وما تحمله من خطوط مثل (النسخي، الرقعي، التعليق، الثلث، الديواني) وبذلك فهو يبتعد كل البعد عن منزلقات الوقوع في هاوية التشكيل الحروفي العبثي، القائم على طروحات تنظيرية،لا علاقة لها بثقافة الخط العربي وبقواعده الإتباعية المتوارثة منذ قرون.
هكذا ازدادت قناعته، بضرورة التعلق بالحركة الخطية المتداولة في تراثنا وحياتنا اليومية، وساهم بدور إيجابي (منذ مطلع السبعينات) في إعادة الاعتبار لجمالية الكتابة العربية، وكان بذلك أحد أوائل الفنانين السوريين والعرب، الذين عملوا على ربط الاتجاهات الحديثة بالتراث وبتنويعات الذاتية الثقافية، ولقد استطاع أن يؤثر في مجريات الاتجاهات التشكيلية الشابة، ويساهم في دفعها خطوات الى الامام، وذلك بدفعها نحو استلهام مظاهر الفنون العربية، ودمجها بتنويعات الحداثة التشكيلية المعاصرة، ولاسيما ان تجربته انطلقت، منذ البداية، من دراسة لجميع أنواع الخطوط العربية، وبنيت على دراسة ا كاديمية، وبحث متعمق في جذور فن الخط العربي، الذي يحمل خصائص حضارية مستمرة ومتواصلة في كل الأزمنة والأمكنة العربية.‏‏
بطاقة
محمد غنوم من مواليد دمشق العام 1949، درس الفن في محترفات كلية الفنون الجميلة (من خريجي عام (1976 وحاز على درجة الدكتوراه في علوم الفن طشقند (أوزبكستان) عام 1992. ولقد أقام أكثر من 20 معرضا فرديا في سورية، و13 معرضا فرديا في عواصم ومدن عربية، و29 معرضا في عواصم ومدن عالمية، كما شارك في عدة بيناليات عربية ودولية، وعدد كبير من المعارض الجماعية والمشتركة، ودخلت بعض لوحاته في عدد من المتاحف داخل سورية وخارجها، وحاز على جوائز عربية ودولية (من ضمنها جائزة الشراع الذهبي بمعرض الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية السابع، والجائزة الأولى في مهرجان الخط في طهران، والجائزة الأولى في مسابقة الخط والموسيقى في فرنسا وغيرها، و تم تكريمه من قبل وزارة الثقافة السورية عام 2004.‏‏
تحية
وهنا لابد من إضافة حقيقة قد يجهلها الكثيرون، في بداية تسعينات القرن الماضي وصل محمد غنوم إلى العاصمة الأوزبكستانية طشقند قادماً من موسكو حيث عمل في المدرسة العربية هناك. وفي معهد العلوم الفنية التابع لأكاديمية العلوم الأوزبكستانية بدأ بإعداد رسالة علمية مكنته من الحصول على درجة الدكتوراه، وخلال تواجده في طشقند إلتقى بأعلام الفنون التشكيلية الأوزبك وتبادل معهم الخبرات الفنية واسعدني الحظ وحضرت جزءاً من تلك المناقشات التي دفعته لتنظيم أول معرض شخصي له في متحف الفنون الجميلة بجمهورية أوزبكستان، وأتبعه بمعرض شخصي في متحف الفنون الجميلة بمدينة بخارى، ومن ثم في صالة المعارض بالمجلس الأوزبكستاني لجمعيات الصداقة والعلاقات الثقافية مع الدول الأجنبية، وكلها حصلت على صدى واسع في أوساط الفنانين التشكيليين وتردد صداها على صفحات الصحف والمجلات المحلية، والأكثر من ذلك أن صداها يقف ماثلاً حتى اليوم في لوحات اقتبسها فنانون تشكيليون شباب من الخط الفني الذي عرضه د. محمد غنوم في لوحاته الجميلة الموجودة اليوم بين مقتنيات متحف الفنون الجميلة بجمهورية أوزبكستان، ومدينة بخارى، وأكاديمية الفنون الجميلة. ولا يسعني بهذه المناسبة سوى أن أقدم الشكر لكاتب المقالة أديب مخزوم ولصحيفة الثورة التي تتحفنا دائماً بمقالات عن رواد النهضة الثقافية في سورية الحبيبة.