الاثنين، 12 سبتمبر 2011

كلمة الرئيس إسلام كريموف في الذكرى الـ20 للإستقلال

كلمة الرئيس إسلام كريموف أمام الإحتفال بالذكرى الـ 20 لإستقلال جمهورية أوزبكستان الذي أقيم بمدينة طشقند نقلاً عن وكالة أنباء UZA، يوم 31/8/2011.
أعزائي المواطنين!
الضيوف المحترمين!
اليوم وفي كل أنحاء بلادنا وفي كل المدن والقرى عيد عظيم، ونحن نحتفل بالذكرى التاريخية التي لا تنسى، الذكرى العشرون لإستقلال وطننا أوزبكستان.
من عشرين عاماً مضت قررنا رفض النظام السوفييتي الشمولي القديم الذي أنهى حياته، لنبدأ مرحلة جديدة من تطورنا التاريخي، بناء الدولة الديمقراطية المنفتحة بإقتصاد سوق مع توجهات إجتماعية، وحياة حرة مستقلة، التي سعى إليها شعبنا خلال قرون عديدة.
وبسعادة هائلة ومن صميم قلبي أهنئكم أعزائي ومن خلالكم أهنئ كل شعبنا بهذا العيد العظيم والعزيز علينا جميعاً واعبر عن أعمق الإحترام والإفتخار.
سنوات عديدة مرت، وعصور كاملة مرت، ولكن شعبنا الذي عانى الكثير خلال آلاف السنين من تاريخة، غير إستقلال أوزبكستان، ومن الجذور حياتنا ووعينا، وللأبد يبقى في تاريخ البلاد بكامل معنى الكلمة حدثاً عظيماً واسعاً ولن يفقد حقيقته وقيمته وجوهره أبداً.
أصدقائي الأعزاء!
خلال الفترة الماضية عشنا وعلى مثالنا وبعمق عرفنا الحقيقة القاسية، بأنه لن يتمكن أي شعب، ولا أي بلد في العالم، بسهولة تحقيق الإستقلال، وإمكانية التنفس بحرية، وأن يبنوا بأيديهم مصيرهم ومستقبلهم.
وبالحقيقة اليوم وبعد سنوات علينا جميعاً مرة أخرى أن نتذكر كيف كان التحرر صعب من عيون النظام الشمولي، وخاصة خلال الأيام الأخيرة لوجوده، على أعتاب الإستقلال، وتأزمت الأوضاع في الجمهورية، وأحدقت بها الأخطار، وأخذت تهدد أكثر وأكثر.
وفي الحقيقة التأثير القاتل كان لتضخم إتجاه نحو الخامات في النمو الإقتصادي للجمهورية، والإحتكار الكامل لإنتاج القطن، وتأثيره المخرب على الإقتصاد والبيئة والحياة الطبيعية والسكان. ومن أجل فهم ثقل الأوضاع المتراكمة آنذاك، يكفي تصور أوضاع الشعب، الذي كان في وضع مأساوي في ظروف إنعدام القانون، التي زادت من صبرنا الكامل وكانت على شفا إنهيار البلاد، وكانت على عتبة الإنفجار، عندما وقفت وبحدة زائدة مسائل توفير إحتياجات الناس الضرورية، والحفاظ على الأجواء الصحية في المجتمع.
ولنا اليوم كل الحق ودون تردد وبأعلى الصوت أن نعلن: أي أيام صعبة عشناها، وأي صعوبات وحواجز عل الطريق نحو الإستقلال لم نتجاوزها، وأي تهديدات وجهت لبلادنا، ونحن وفي دقائق التجارب القاسية بقينا مخلصين لفكرة الإستقلال، وأبقينا مصالح أوزبكستان فوق كل شيء، ولم نتراجع عن الطريق الذي اخترناه وأنا على ثقة من أننا لن نتراجع عنه أبداً.
من الأيام الأولى لبناء الحياة الجديدة وعينا بالكامل أن الوصول للحرية الحقيقية والإعتماد على الذات، ليس فقط الحصول على الإستقلال، ولكن تحقيقه، وتعزيزه من وجهة النظر السياسية والإقتصادية لنأخذ المكانة اللائقة والإحترام في العالم.
وأنا واثق من أنه معروف جيداً لنا جميعاً الطريق لتحقيق مثل هذه الأهداف النبيلة، والدخول في عداد الدول الديمقراطية الحديثة المتطورة، وإستخدام كل ثرواتنا الطبيعية، ومقدراتنا الإنتاجية والفكرية الغنية، والقوة، والعقل، وطاقة شعبنا المحب للعمل الذي عانى الكثير خلال عصره، معتمداً في ذلك على التعاون مع المجتمع الدولي.
وعلى طريق زيادة مستوى ونوعية حياة الشعب كانت الأفضلية الأولى لنا هي الإستمرار بالإسراع بحركة إجراء التجديدات الديمقراطية، وليبرالية وترشيد جميع مجالات الحياة في البلاد.
وأعتقد أني أعبر عن آراء كل المتواجدين على هذه الساحة العظيمة المشاركين في الحفل، مجتمعنا الواسع وشعبنا كله، وأقول أن هذا هو الطريق الصحيح، وأثبتت صحته العشرين سنة الأخيرة من تاريخ بلادنا المعاصر وحصل على إعتراف واسع في العالم كـ"النموذج الأوزكستاني" للإصلاحات.
واليوم يمكن تقديم أمثلة كثيرة عن إنجازاتنا الضخمة خلال المرحلة السابقة. وما يثبتها المستويات والنتائج التي وصلنا إليها خلال عشرين عاماً إذ بلغ نمو الإقتصاد الأوزبكستاني نحو 3.4 مرات، ووسطي الأجور بـ 14 مرة، ودخل السكان بالتحويلات الواقعية بـ 9 مرات تقريباً.
وكلها تشهد على ثبات وإستقرار نمو إقتصاد بلادنا وهي حقيقة أن أوزبكستان في عداد الدول القليلة في العالم بغض النظر عن التأثيرات السلبية للأزمة المالية والإقتصادية العالمية المستمرة، حافظت على ثبات حركة النمو. وخلال الـ 5 سنوات الأخيرة بلغ نمو الناتج الوطني وسطياً 8.5%، وينتظر في العام الحالي الحفاظ على المستوى الذي تم الوصول إليه.
ومع ذلك خلال سنوات الإستقلال زادت المصاريف على المجالات الإجتماعية لأكثر من 5 مرات، وكل سنة نحو 60% من الموازنة وجهت نحو تطوير الصحة، والتعليم، والخدمات العامة، والحماية الإجتماعية للسكان وغيرها من المجالات. وهذا ما لم نصادفه في مؤشرات الواقع العالمي وثبت واقعياً أنه بالنسبة لنا الهدف الرئيسي هو حياة الإنسان، وتوفير وحماية مصالحه.
وحقيقة رائعة أخرى، أنه خلال عشرين عاماً في البلاد انخفضت وفيات الأطفال والأمهات لأكثر من 3 مرات، وزاد وسطي حياة الناس بسبع سنوات، ووسطي حياة الرجال وصل إلى 73 سنة، ووسطي حياة النساء إلى 75 سنة، ووصل عدد السكان في البلاد حالياً إلى 28.5 مليون نسمة.
أصدقائي الأعزاء!
وعلى سؤال أي أساس لإنجازاتنا الرفيعة كل واحد منا بثقة وفخر يمكن أن يجيب: بالدور الأول الخيرات القيمة للإستقلال، والعمل اليومي المخلص لشعبنا، وتبدلات الوعي وتفكير البشر عندنا، وثقتهم بيوم الغد، وأحلامهم ومساعيهم الطيبة.
واليو كل مواطنينا الذين يعيشون على هذه الأرض الطيبة يعتبرون أوزبكستان بيتهم المشترك، بغض النظر عن القومية والمهنة ويحق لهم رفع رأسهم عالياً وبفخر ليعلنوا أن في نجاحات منجزات وطننا والوصول للمستويات هناك عملهم إسهامهم المخلص.
ومن على هذه المنصة العالية اسمحوا لي بالتعبير عن الشكر لكل أصدقائنا الأجانب، الذين دائماً بطيبة تعاملوا ويتعاملون معنا، ويدعمون، ويقدمون المساعدة والإسهام، وبالتعاون المثمر معنا ومع كل الدول والشعوب، وأن أهديهم أطيب التمنيات بالسعادة والإزدهار.
وأنتهز الفرصة لأعبر بصدق ومن كل قلبي أن أحيي وأعبر عن أعمق الإحترام والتقدير للمتواجدين على هذه الساحة الرائعة سفراء الدول الأجنبية وممثلي المنظمات الدولية، وأن أقول لكل ضيوفنا الأعزاء: عيدنا في هذا اليوم، هو عيدكم.
مواطنينا الأعزاء!
يمكن التحدث كثيراً عن الآفاق والإمكانيات التي انفتحت أمامنا بفضل الإستقلال، وعن النتائج المحققة. وبين إنجازاتنا العظيمة، التي ستكتب في تاريخ وطننا المستقل للأبد، هناك واحدة أهميتها لايمكن مقارنتها وصعب تقييمها.
وهي النمو المتوازن، جسدياً ومعنوياً وصحياً للجيل الشاب، الذي يمتلك المعارف الحديثة والحرف، والذي يفكر ذاتياً، وأصبح القوة الرئيسية لحياتنا والأهم القادر على أخذ المسؤولية حيال مستقبل البلاد.
ولهم خاصة وللمجتمعين على هذه الساحة الرائعة عرضت المواهب الشابة وطاقة الفتيان والفتيات، ومن خلالهم لكل شباب البلاد أريد أن أقول اليوم:
ليس للجميع أعطيت هذه السعادة أن تولد وتعيش على الأرض الرائعة والفريدة التي باركها الحي الباقي، وإسمها أوزبكستان. ومن أعز أمنياتي أن تدخل هذه الحقيقة الحياتية عميقاً في روحكم وقلبكم. ولتبقى دائماً أحاسيس حبكم لوطنكم، والإخلاص لأرضكم.
وواجبنا المقدس والشرف دائماً يذكر بإعطاء الإحترام والتقدير لأجدادنا الأولين، وآبائنا وأجدادنا، الذين عاشوا في أوقات صعبة، وواجهوا الكثير من الصعوبات، وضحوا بأنفسهم من أجل حرية الوطن، وحافظوا عليه من أجل الجيل الحاضر.
واعتقد أني أعبر عن أفكاركم الطيبة ومساعيكم، إن قلت أن الواجب الهام لكل واحد منا أن يكون مستعداً ليهب نفسه، وإذا كان ضرورياً أن يهب حياته من أجل مستقبل إزدهار الوطن الغالي علينا جميعاً، من أجل نجاحه ومستقبله العظيم.
أصدقائي المحترمين، مواطنينا الأعزاء!
أنا على ثقة من أنكم توافقوني أيضاً، على أن توافق الوقت لعيدنا الرئيسي مع عيد رمضان المقدس يمكن أن نتقبله كمظهر آخر لتوفيق ورحمة الحي الباقي لشعبنا وبلادنا.
ورمزياً أعانقكم جميعاً وبصدق ومن كل قلبي مرة أخرى أهنئكم بالعيد واتمنى لكم جميعاً الصحة والسعادة والنجاح، والكفاية والتوفيق لأسركم.
وليبقى وطننا المقدس الرائع أبدياً!
وليعم السلام دائماً ولتكون السماء صافية فوق بلادنا!
وليبقى إستقلالنا أبدياً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق