تحت عنوان "العلامة شاكر الفحام..
خدمات جليلة للغة والنقد والتراث العربي" نشرت صحيفة تشرين يوم 8/12/2013
مقالة جاء فيها: من الأسماء البارزة في مجال اللغة والنقد والدراسات الأدبية والتراثية...
ونادراً ما تُذكر الأبحاث اللغوية والأدبية من دون أن يكون صاحب حضور مهم
فيها.. فالدكتور الراحل شاكر الفحام تمكن خلال مسيرته الطويلة من
تقديم خدمات جليلة لعلوم اللغة العربية في المجالات المختلفة، وصب جل اهتمامه على
اللغة العربية وآدابها منذ مراحل دراسته المبكرة.. ارتحل إلى مصر لإتمام تعليمه
العالي فنال درجة الماجستير من جامعة القاهرة عام 1960 ومن ثم الدكتوراه عام 1963
ليعود بعدها إلى دمشق وزيراً للتربية ولاحقاً سفيراً لسورية في الجزائر بين
عامي1964 و1968 فرئيساً لجامعة دمشق بين عامي 1968 و1970 فوزيراً للتعليم العالي
بين عامي1970 و1973 وزيراً للتربية للمرة الثانية من العام1973 إلى العام1978
فوزيراً للتعليم العالي مرة أخرى بين عامي 1978 و1980، فمديراً عاماً لهيئة
الموسوعة العربية بين عامي 1981-1997، في الوقت الذي كان أستاذا في قسم اللغة
العربية في جامعة دمشق بين عامي1972 و1991 وفي عام1993 انتخب رئيسا لمجمع اللغة
العربية في دمشق وشغل المنصب حتى وفاته.
اهتم
الدكتور الفحام لنقد الشعر والعناية بمصادره إضافة إلى الترجمات الأدبية لأعلام
الشعر في العصور المختلفة، وكان الهدف دائماً هو التأسيس المنهجي للنقد الوصفي
التحليلي والتحديث والتأصيل والوصول إلى تمثلات اللغة العربية كأبرز عناصر القومية
العربية في الممارسة النقدية، وهو ما يمكن اختصاره بتوظيف التراث النقدي في مسار
النقد الأدبي الحديث.
في
تلك الاختصاصات المتعددة تجاوزت مؤلفاته العشرين كتاباً كان أبرزها في نقد الشعر
العربي الحديث بكتابه المميز «الفرزدق» المؤلف عام 1962، والمطبوع في طبعته الأولى
عام 1977، وترسّخت ميزات نقده الشعري في كتابه الثاني «نظرات في ديوان بشار بن
برد» المطبوع عام 1978، ووضع كتاب «مختارات من شعر الأندلس» (1979) علامة على
دقة منظوره النقدي، واستغرق في نقد الشعر في أبحاث ومقالات كثيرة، نذكر منها: «في
روضة الشعر الأندلسي» (1988)، و «جملة ملاحظ تتناول نص ديوان بشار» (1981)، و «شعر
منصور النمري» (1981)، كما وضع مقدمات لكتب عن الشعر ودواوين مثل «ديوان دريد
بن الصمة» وحقق «المختار من شعر بشار» ونقد كتباً نقدية عن الشعر مثل «بشار
بن برد» للدكتور عمر فروخ.جُمعت مؤلفاته في مجلد حمل اسم «القطوف
الدانية» أعده وجمعه الأستاذ محمد الأرناؤوط إذ يمكن للمتابع الاطلاع على
مختلف أفكار ورؤى الراحل بشأن الأدب والنقد والتراث، ومختلف الموضوعات الإشكالية
كالتعريب الذي يصفه بالقول: «إن تعريب العلوم, أي تدريس العلوم العليا باللغة
العربية, أمر لا بد منه, بل هو شرط أساس لنهضة المجتمع العربي, والنقطة الأولى
لتأصيل العلم في الأرض العربية, والنبتة الرئيسة في بناء تقدمنا. ولنا في أجدادنا
أسوة حسنة لأنهم عندما أسسوا حضارتنا نقلوا جميع العلوم إلى اللغة العربية حتى
استطاعوا أن يبدعوا في علومهم, ونحن نمر الآن بالمرحلة نفسها».
كما
أكد الراحل أهمية الإلمام باللغات الأجنبية في مراحل الدراسة الجامعية على وجه
التحديد إذ يمكن أن تتيح هذه الميزة للطالب إكمال دراسته في البلدان الأجنبية
والاطلاع على آدابها وعلومها المختلفة ما يعني زيادة فرص التطوير في العلوم
المختلفة لدينا.
ولد
الدكتور الراحل شاكر الفحام في حمص سنة 1921، ودرس فيها مرحلته الابتدائية
ثم أكمل الدراسة الثانوية في دمشق وعمل في دريس اللغة العربية في إحدى قرى
الجولان، ثم تابع دراسته في القاهرة وحصل على الدكتوراه، لتبدأ مسيرته الغنية مع
اللغة والتراث والنقد الأدبي..
في العام 1993 انتخب رئيسا لمجمع اللغة العربية خلفا للدكتور حسني سبح وكان
قد اختير أيضاً عضواً في المجلس الاستشاري للموسوعة الفلسطينية عام 1971 وكذلك كان
عضواً مؤازراً في المجمع العلمي العراقي عام 1971 واختير عضواً مراسلاً في المجمع
العلمي الهندي عام 1976 وعضواً في المجلس الاستشاري لمعهد المخطوطات العربية عام
1977 ورئيسا للجنة الإشراف على مجلة دراسات تاريخية ما بين 1980 - 1984 ومديراً
عاماً لهيئة الموسوعة في دمشق من 1981-1994 كما انتخب عضو شرف في مجمع اللغة
العربية الأردني عام 1984 وأميناً عاماً مساعداً لاتحاد المجامع اللغوية العربية
في العام 1996، فاز بجائزة الملك فيصل في الأدب العربي عام 1998 إضافة لمشاركته في
كثير من اللجان والندوات والمؤتمرات والمجالس والمنظمات الوطنية والعربية
والدولية.
رحل
العلامة شاكر الفحام عام 2008 مختتماً مسيرة طويلة من الإبداع ستبقى من دون
شك منارات تهتدي بها الأجيال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق