الأربعاء، 19 فبراير 2014

الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل يخططان للإستيلاء على جنوب سورية


تحت عنوان "الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل يخططان للإستيلاء على جنوب سورية" نشرت الصفحة الإلكترونية "مركز آسيا"، يوم 7/2/2014 مقالة كتبها المعلق السياسي، فلاديمير أودينتسوف، لمجلة الإنترنيت "التحليلات الشرقية الجديدة"، كتب فيها أنه: وصلت للمجتمع الدولي منذ أيام معلومات إضافية تشهد على خداع سياسيي البيت الأبيض الأمريكي، الذين يصرحون علناً من جانب عن استعدادهم للبحث عن حل سلمي للصراع المسلح الدائر في سورية، ومن جانب آخر، يجرون إستعداداتهم لتنفيذ خطط عسكرية جديدة متعلقة بالشأن السوري.
وأعلنت وكالة الأنباء الأردنية JBC، أن الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل تعدان خطة مشتركة للإستيلاء على المناطق الجنوبية من سورية لإقامة "حزام أمني" لإسرائيل. ومن المتوقع من أجل تحقيق هذه الخطة زيادة تفعيل قدرات ما يسمى بـ"المعارضة المعتدلة" السورية، التي تقدم واشنطن لدعمها دائماً موارد مالية هامة. ومن ضمن تقديرات "الاستراتيجيين" في البيت الأبيض الأمريكي، وتل أبيب، أنه يجري تسليح تشكيلات "المعارضة المعتدلة" السورية، التي عليها السيطرة على محافظتين جنوبيتين من سورية في القريب العاجل. ولتوفير الإستعداد القتالي لهذه التشكيلات تقدم لها معدات عسكرية إضافية من إنتاج أمريكي، وتتضمن هذه المعدات صواريخ مضادة للدبابات. إلى جانب قيام مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بتزود المقاتلين في سورية بكل المعلومات الإستخبارية الضرورية بشكل دائم. ويوم الثلاثاء 4/2/2014 هبطت في المطار الأردني "المفرق" الذي يبعد عن عمان مسافة 80 كم طائرات أمريكية محملة بكميات كبيرة من الأسلحة لتسليح المعارضة السورية.
وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن دأبت على استخدام عبارة "المعارضة المعتدلة" لوصف المقاتلين السوريين في خطابها السياسي بالآونة الأخيرة، وبراعة الصقور الأمريكيين هذه ليست جديدة تماماً، وهدفها تغطية خططهم الرامية للقضاء بقوة السلاح على الأنظمة السياسية التي لا تناسبهم، ومن بينها نظام بشار الأسد وحكومته كما هو اليوم في نظر البيت الأبيض. وقبل ذلك اختارت الولايات المتحدة الأمريكية هذا المصطلح لوصف مقاتلي طاليبان، من أجل إضفاء "الشرعية" على مشاركتها في العمليات العسكرية ضد قوات الإتحاد السوفييتي السابق في أفغانستان أمام المجتمع الدولي، ولتبرير مشاركتها في هذه المغامرة. وبالنتيجة كانت تلك "الشرعية" واضحة تماماً للجميع، ومن الصعب إيجاد تبرير آخر لتصرفات البيت الأبيض الأمريكي، الذي يحاول اليوم ودون نجاح إيجاد حل مستقبلي للقضية الأفغانية.
هذا في الوقت الذي يجري فيه تقبل الدعم المادي وغيره للمقاتلين المسلحين في سورية ليس في العالم فقط، بل وحتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بشكل متفاوت، وخاصة في ظروف بحث المجتمع الدولي الدؤوب عن طرق لتسوية الصراع المسلح الدموي المستمر في هذه الدولة منذ عام 2011. والإنتقادات في كل أنحاء العالم آخذة بالتصاعد ضد قطر، والعربية السعودية، وتركيا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، الذين يصبون الزيت على النار في هذا الصراع المسلح، الذي راح ضحيته حياة أكثر من 130 ألف إنسان، وأجبر ملايين السوريين على التجوال بحثاً عن ملجأ في الدول المجاورة، وخاصة في: الأردن، والعراق، ولبنان، وتركيا. وفي هذه الظروف ظهرت من كونغرس الولايات المتحدة الأمريكية بالذات، كما أصبح معروفاً منذ وقت قريب كسياسة "انفتاح" جاءت تصريحات على لسان بعض الموظفين الأمريكيين، المشتغلين بقضايا الأمن، أن كونغرس الولايات المتحدة الأمريكية يمول من خلف الأبواب المغلقة عمليات تقديم أسلحة إضافية للمقاتلين السوريين حتى نهاية السنة المالية التي تنتهي بتاريخ 30/9/2014. وأكثر من مرة تحدثت أكثر وكالات الأنباء العالمية عن أطنان الزخائر، التي يزود "الممولون" بها المقاتلين السوريين. وعلى هذا الخط هناك اهتمام خاص يمكن أن يقدمه ويثبته، ما قدمه للمجتمع الدولي المحقق الصحفي في الصحيفة الفرنسية Le Figaro جورج مالبرونو (Georges Malbrunot)، عن أن عملاء إدارة المخابرات المركزية الأمريكية بالتعاون مع المخابرات الأردنية يقودان قوافل إرسال الأسلحة للمقاتلين السوريين. وأشار خاصة وبشكل مباشر إلى أن: "الأمريكيين، وخاصة إدارة المخابرات المركزية، بمشاركة المخابرات الأردنية يسيطرون على إرسال الأسلحة. وأن تلك العمليات لا يمكن أن تتم دون مساعدتهم. في الوقت الذي يعمل فيه مندوبوا العربية السعودية على خط ثاني، فهم مسؤولون عن تمويل وإعداد عمليات توريد الأسلحة من شرق أوروبا إلى الأردن". وأن إدارة المخابرات المركزية الأمريكية بالتعاون مع العربية السعودية والأردن سلمت المقاتلين السوريين نحو 600 طن من الأسلحة خلال عام 2013 ، وهذا كاف ليس للحرب الداخلية فقط، بل وللقيام بحرب إقليمية. وأن إرسال الأسلحة للمقاتلين السوريين يجري بدعم دائم من الطائرات الأمريكية دون طيار، الموجهة من قبل مركز قيادة إدارة المخابرات المركزية الأمريكية في الأردن. كما أصبح معروفاً لجورج مالبرونو، من مصادره الخاصة.

ترجمها عن اللغة الروسية أ.د. محمد البخاري، في طشقند بتاريخ 19/2/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق