الجمعة، 14 يوليو 2017

حلف مقدّس تحت النجمة الصهيونية


تحت عنوان "الحلف المقدّس تحت النجمة الصهيونية" نشرت صحيفة "النبأ" في عددها الصادر بتاريخ  53 شوال 1421 كانون الثاني/يناير عام 2001 مقالة كتبها: محمد علي سرحان (عضو إتحاد الكتّاب العـرب)، وجاء فيها:

حذّر مؤسّس الولايات المتحدة بنيامين فرانكلين في خطابه أمام المجلس التأسيسي الأمريكي عام 1789م أي بعد إعلان الدستور الأمريكي في عام 1787م النبلاء في ذلك الوقت قائلاً: (لا تظنوا أن أمريكا نجحت في الابتعاد عن الأخطار بمجرد أن نالت استقلالها، فهي ما زالت مهددة بخطر جسيم لا يقلّ خطورة عن الاستعمار نفسه، وسيأتي ذلك الخطر من تكاثر اليهود وسوف يصيبنا ما أصاب البلاد الأوربية التي تساهلت مع اليهود الذين سعوا للقضاء على تقاليد أهلها ومعتقداتهم وفتكوا بحالتهم المعنوية وشبابها لأنهم أشاعوا الرموز والأفكار الخاصة بالماسونية الإباحية واللا أخلاقية التي كرسوها بين النخب الحاكمة ثم افقدوهم الجرأة على العمل وجعلوهم يتجهون نحو الكسل والتقاعس والفوضى، بما حاكوه من فتن وحيل لمنافستهم في السيطرة على كل المؤسسات الاقتصادية والأمنية والمالية، فأذلوا أهلها وأخضعوهم لمشيئتهم بقدرات خفية اساءوا فيها للإنسانية والتقدم البشري ورفضوا الاختلاط بالشعوب التي يعيشون معها، بعد أن كتموا أنفاسها ولاحقوا خيرة أبنائها وأمسكوا بزمام حياتها ومستقبلها.
أولاً: فتن اليهود في أوربا (1248م ـ 1250م)
يمكننا الرجوع قليلاً للتاريخ الوسيط في أوربا لمعرفة الفتن التي أشعلها اليهود هناك بين أعوام 1248م - 1250م وبالأخص في ستراسبورغ بالنمسا فبسبب دور المرابين اليهود والتجار وأصحاب المصارف فيها دعت الجمعيات العمالية والحرفية إلى قتل اليهود وإفنائهم لأنهم يحتكرون المال والسلع والاستثمار، ولكن ممثلي الطبقات الغنية في مجلس المدينة المذكورة رفضوا الحملة ضدهم لان اليهود وممثلي مجلس المدينة جنوا الأرباح الخيالية من الربا والتجارة اليهودية، أما الكنيسة والأمراء والفرسان فقد أيدوا الحملة ضدهم والتي قادتها الجمعيات الحرفية للتخلص من ديون الربا واحتكار الأسواق والمصارف، فشبت الحرائق في أملاك اليهود بل واحرق البعض منهم في أنحاء الألزاس وستراسبورغ ضمن الساحات العامة. وفي عام 1384م وبعد أن تم التخلص من جميع اليهود في المدينة المسماة (يندلينفن)، استولوا على جميع أملاكهم، وتحرّر هؤلاء من ديون اليهود المفروضة عليهم، ورغم أن إدارة مجلس المدينة المذكورة قاومت تلك الأعمال إلا أنها رضخت لأنشطة الطبقة الجديدة. يقول سيسيل روث:
عهود اليهود المظلمة بدأت بعصر النهضة الأوربية، ولهذا نؤكد أن عصر النهضة بدأ من نقطة التضايق باليهود ودفع شرورهم، وانقسم اليهود إلى قسمين:
القسم الأول: فُرض عليه الاندماج في المجتمعات الأوربية إلى حد تغيير ديانته اليهودية إلى المسيحية كما حصل في روسيا، واسبانيا، والبرازيل، وكما حصل مع يهود (الدونما) في الإمبراطورية العثمانية والدخول في معترك المنافسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية القادرة على الهيمنة على مواقع القرار أساساً في الحرب الخفية!
القسم الثاني: غادر أسوار الغيتو في أوربا الشرقية وانخرط بالأفكار والعمليات الثورية والراديكالية لكنه دعا إلى الهجرة اليهودية على أساس الاعتراف بالدولة اليهودية التي دعا إليها هرتزل حيث قدّم تفسيرات جديدة لمسار المسألة اليهودية تختلف عن تفسيرات الاتجاه الديني المتعصب التي لم ترض بأي شكل تسويغ مفهوم الدولة العلمانية لأن الوعد الرباني لم يكتمل بعد (1 علي همشمار، 8/10/71 والموسوعة البريطانية الكبرى 1965.).
هذا ما يفسر التناقض في نفس الاتجاه الديني المتعصب كحزبي (ناطوري كارتا) و(حركة شاس) فالأوّل لا يعادي العرب بشكل فجّ بل يقف ضد المشاريع الصهيونية برمتها ويقف ضد الاستيطان، بينما الثاني يعادي العرب بشكل خطير ويؤيد الاستيطان بكل أشكاله. هذا التشتت الواسع في الحركة اليهودية الدينية والحركة الصهيونية العلمانية له خلفياته الدينية والروحية والسياسية والاستعمارية فحتى اقرب حلفاء اليهود في أوربا رفضوا مشاركتهم في برلماناتهم. فهذا اللورد شافنتسبري الذي لا يمثل أياً من الاتجاهين بل يمثل الاحتكارات الكبرى، والذي دعا اليهود للهروب من القتل والمحارق والمذابح التي أعدّها الاوربيون!! أي باختصار الهروب من جحيم أوربا إلى مكان آمن يقيمون عليه دولة يهودية خاصة بهم (2 الصهيونية في روسيا القيصرية، هاشم حمادي، 1976، وزارة الثقافة، دمشق، ص18-19.).


لقد عارض اليهودي الاحتكاري صاحب رؤوس الأموال الضخمة مع أبناء آل روتشيلد وشركاتهم الواسعة دمج اليهود بالمجتمع الأوربي أو البريطاني والدعوة للتحرر المدني، فهؤلاء اليهود القادمون من روسيا وآسيا الوسطى وبولونيا وهنغاريا لا يستحقون العيش في أوربا لأنهم أصحاب فتن ومشاكل تجعل أوربا المتحضرة بؤرة فساد بكل ما يحمله الفساد من معنى، لقد ركز ادموند روتشيلد واللورد شافتسبري على تهجيرهم إلى فلسطين بالقوة على أساس ما ورد بالتوراة أو ما ورد بكتاب هرتزل وبهذه الصورة شكلت الزعامة اليهودية (الصهيونية الاشتراكية) التي تزعمها بن غوريون حاجزاً بين الأفكار الاشتراكية لمؤسسي إسرائيل، وبين الأفكار الاحتكارية الرأسمالية للوردات اليهود وزعيم الصهيونية العالمية هرتزل، رغم أن التناقض لم يكن ليظهر على السطح مطلقاً بل كان هنالك تفاهم كرسته عميلة الجستابو وبريطانيا وغولدا مائير صاحبة فكرة توحيد الهاغاناه والمنظمات الصهيونية في ما يسمى بـ(جيش الدفاع الإسرائيلي) بعد عام 1950م (3 الجيش الإسرائيلي، جاك بينودي، مركز الدراسات العسكرية، دمشق 1987، اللواء ميشيل حداد، ص38-39.).



ثانياً: الدور العالمي لشركة آل روتشيلد الصهيونية 1850م
اعتبرت شركات يهودية عالمية الحامية الكبرى لكل المسألة اليهودية وتطوراتها فهي حامية الاستيطان الأوربي عوضاً عن الاستيطان اليهودي في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية أي باختصار الدول الفقيرة، ووفقاً لتوجهات شركات آل روتشيلد وشافتسبري وآل لازار وتوجهات (البوند في روسيا وبولونيا) وتوجهات (الدونما في الدول العربية والباب العالي) أعلن بالمرستون توجهات جديدة لابد من تنفيذها في بلاد الشام وأثيوبيا وإيران وتركيا فضلاً عن فلسطين ضمن سياسة (اليشوف) أي الاتحاد الزراعي الصهيوني واتحاد عمال صهيون اللذان اكدا مع بالمرستون وبدعمه الخاص أنهم ضد العمل العربي من أجل الاستيطان الذي سيقوم به العمل العبري، لذا توجب منذ بدايات الاستيطان اليهودي في فلسطين طرد العرب من السوق الجديدة التي هي بالاساس سوقهم وأرضهم لأنها ضرورات هامة للسياسة الاقتصادية والاستيطانية للصهيونية العالمية، رغم أن العنصرية شكلت المفهوم الرئيس للعمل العبري حسب ما أعلن عنه الفهود السود اساساً(4 داخار، 8/10/1971، وهعولام هذيه 13/10/1971.).
لقد عمل حاخامات اليهود في الإسكندرية والقدس والباب العالي قبيل القرن العشرين على توطيد ما يلي:
التوجه بالرجاء الخاص للحكومة البريطانية العظمى بان تسهل لليهود استعمار فلسطين وتشجيع حركة الاستيطان مما أدى إلى إعلان وعد بلفور المشؤوم عام 1917م/2 تشرين الثاني/نوفمبر وكان ذلك بتشابك مصالح شافتسبري وآل روتشيلد وبالمرستون مع العرش البريطاني، وكان لفرنسا أيضا نفس الدور إذ أصدر سكرتير عام وزارة الخارجية الفرنسية (كامبو) وعد كامبو الشبيه تماماً بوعد بلفور ولكن في شهر أيار/مايو من العام نفسه.
فتكامل التآمر الاستعماري البريطاني الفرنسي وساندوا بقوة قيام الكيان الصهيوني ودعموه باتفاقية خطيرة سميت فيما بعد باتفاقية سايكس - بيكو التي قسمت المنطقة إلى دول متفرقة خوفاً من وحدتها ضد الكيان القادم.
لقد كان هربرت صموئيل حاكماً عاماً على فلسطين وقت الانتداب البريطاني وطبقاً لاعتقاداته الرسمية فانه من خلال الانتداب البريطاني لابد من تطبيق وعد بلفور، وبهذه الصورة تكامل (الحلف المقدس) تحت النجمة الصهيونية بعد أن كان لذلك الحلف خيوط واصابع في كل مكان من أوربا إلى أميركا إلى الباب العالي فالشعوب العربية والإسلامية لا يمكنها تناسي تلك الأحداث التاريخية الخطيرة ودور بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة في زرع الكيان الصهيوني الاستعماري الاستيطاني في محاولات ضرب الوحدة العربية بين المشرق والمغرب، الأمر الذي يفسر الوقوف ضد وحدة مصر وسوريا ووحدة العمل والاستراتيجية العربية. والأخطر في الممارسات الإنجليزية ما قام به ادوارد لودفيج ميد فورد الدبلوماسي الإنجليزي غير اليهودي، بتقديم نداء عالمي بالنيابة عن اليهود لإنشاء كومنولث بريطاني في بلاد الشام على أساس أن:
(فلسطين بمساحتها الصغيرة لا تتسع ليهود العالم، ويستحسن توسيع نطاق الدولة تلك عبر الاستيطان ليس في فلسطين فحسب بل في أراضي دول مجاورة لها، ويمكن اقناع الإمبراطور العثماني بتهجير كل السكان المحليين من فلسطين حتى نهر الليطاني وحتى درعا السورية وسيناء المصرية إلى مناطق داخلية في شمال العراق وسوريا... )؟!
ثالثاً: دور رئيس الحركة الصهيونية الفرنسية (سوكولوف)
بعد فتح صفحات التاريخ السياسي الفرنسي وسياسة فرنسا الخارجية على عهد رئيس حكومتها (ريبو) لن نستغرب التواطئ الذي حصل مؤخراً بين جوسبان وحكومة باراك، وبسبب التأثير المبكر للحركة الصهيونية العالمية على الحكومة الفرنسية بعيد الحرب العالمية الأولى عمد مسؤول تلك الحركة في فرنسا (سوكولوف) إلى إجراء لقاءات رسمية مع رئيس الوزراء الفرنسي حينذاك (ريبو) وكذلك مع سكرتير عام وزارة الخارجية (كامبو) في 25 أيار/مايو 1917م، رغم أن فرنسا لم تؤيد مشروع هرتزل لإقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين بسبب تخوفها من ذلك المشروع من جهة وتأثير ردود الفعل العربية عليها من جهة ثانية، وكانت تقف إلى حد ما ضد الوجود اليهودي المرتبط بشكل وثيق مع المصالح البريطانية لأنه يؤثر على نفوذها وسمعتها في بلاد الشام، واعتبرت مصالح الكاثوليك والموارنة جزءً من مصالحها الحيوية بالمنطقة واعتبر ريبو أن الدور البريطاني - الصهيوني مضاداً للكاثوليكية والموارنة، بينما دعمت بريطانيا البروتستانت، لكن فيما بعد وجدت الحكومة الفرنسية أن المشروع الصهيوني يدعم الوجود الفرنسي ودوره في المنطقة فارسلت موافقتها على مشروع سوكولوف مؤكدة له:
(إننا موافقون على مشروعكم الذي ستكرسون الجهود فيه لبناء الدولة اليهودية في فلسطين، إنما لابد من توفير استقلالية الاماكن المقدسة وتحرير مصالح فرنسا في المنطقة)؟!
وتضمنت ردود الحكومة الفرنسية برئاسة (ريبو) حينذاك مغالطات تاريخية ودينية استندت فيها على البعدين السياسي والاقتصادي الاستعماري ومصالحها المشتركة مع بريطانيا والحركة الصهيونية المعادية للإسلام. وهذا ليس مستغرباً فيما إذا نظرنا لدور نابليون بونابرت ونداءه ليهود العالم كي يعودوا إلى الماضي لاستعادة أمجادهم، وبعد أن وعد عشيقته اليهودية بتوزيع الورقة اليهودية بجملته التي تضمنت وعداً غير بعيد عن مضامين وعد بلفور ووعد كامبو بينما مرّر عن طريق الخداع والتضليل الورقة الإسلامية لخداع الشعب المصري وحكامه حينذاك تحت حجج الوقوف بوجه بريطانيا(6 راجع بهذا الصدد المفاوضات السرية بين العرب واسرائيل، محمد حسنين هيكل، 1996، ص29-30، الكتاب الأول.).
رابعاً: (جابوتنسكي) من ريغا إلى القدس
بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1921 وفي الذكرى السنوية لوعد بلفور قام اليهود في مصر وفلسطين بارتداء البرانس المخططة اليهودية والقبعات، وحملوا السلاح لتهديد العرب ومنعهم من الدخول إلى القدس للصلاة فيها، بأسلوب همجي معاد للإسلام والمسلمين في المدينة المقدسة، هذا من جانب ومن جانب آخر لاحق اعتقل رجال الهاغاناه عام 1924م القائد اليهودي الديني الدكتور يعقوب دهان واعدموه أمام المارة، بسبب انه كان صديقاً حميماً لمفتي القدس الحاج أمين الحسيني وبسبب من مواقفه المعادية للمنظمات الصهيونية (العلمانية) وأساليبها الفاشية.
وعمل جابوتنسكي مؤسس الحركة الفاشية (بيتار) الروسية القادمة من روسيا البيضاء (ريغا) على بحر المانش على فرض نظام حديدي عسكري على أعضاء حزبه وفرض عليهم اللباس الموحد (بناطيل كوبوي قصير أو خاكي قصير وقمصان بنية) وأخذ هتلر عنه هذا التقليد للحزب النازي الحديدي فيما بعد، وأخضعت (بيتار) لكلّ أنواع التدريبات العسكرية والقتال، ودعت لهجرة اليهود إلى فلسطين والصلاة في القدس واحتلالها وساندت الحرس الأبيض وتروتسكي بثورة مضادة في روسيا (1917م-1923م) ودعت لتشكيل جيش يهودي منظم، وفي 15 آب/أغسطس عام 1929 هاجر رجال بيتار بمساعدة بريطانيا إلى القدس وهم يحملون الأعلام الصهيونية ويهتفون بـ(هاتيكفا) أغنية الأمل الصهيونية، وشنوا أعمال ارهابية ووحشية ضد سكان القدس والخليل لبثّ الخوف والرعب في صفوف السكان وارتكبوا سلسلة مجازر في يافا وحيفا وصفد وطبريا وبيرطوفيه، إلا أن رئيس منظمة الهاغاناه أيليا هو غولومب قال وقتها محتجاً على أعمال جماعة جابوتنسكي:
(لن نسمح لأصحاب بيتار ومجموعاتها وعقليتهم العسكرية الفاشية أن تتسرب إلى المدارس اليهودية لأنها وصمة عار على اليهود جميعاً) (7 نفس المصدر السابق، الوارد برقم (3).).
لكن إسحاق سادي وهو أحد عناصر رجال الهاغاناه خالف اوامر ايلياهو وانضم إلى مجموعات بيتار وأكد أن هدف الصهيونية هو قتل العرب وتهجيرهم من فلسطين، على هذا الأساس عمل الاتحاد الصهيوني (اليشوف) على طرد العرب من اجل غزو اسواقهم وأراضيهم ضمن سياسة تهويد الأراضي والعمل العبري مع تضارب آراء زعماء الصهاينة واليهود حول الموقف من العرب.
خامساً: اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة
- التأثير المبكر على مراكز القرار:
لعبت الكنيسة المورمانية الدور الخطير في إحياء المنظمات اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة فارسلت جوزيف سميث تلميذ (أوريسون هايد) إلى القدس من اجل استكمال (النبوءات التوراتية) ببعث (إسرائيل) من جديد عام 1840م، ومن خلال كتاب سري له طابع رسمي حمله هايد نفسه من وزير خارجية الولايات المتحدة شخصياً لحاخامات القدس. إضافة لكتاب سري آخر من حاكم ولاية (أيلينوي) بان يقوم قنصل السفارة الأمريكية في القدس بدعم الاستيطان اليهودي في فلسطين باي شكل حتى وإن كان ذلك من خلال الدسائس والفتن وذلك في العام 1850م أي بعد عشرة اعوام من بناء أول مستوطنة زراعية (لليشوف) في ضواحي القدس، وعمل على تأسيس مستوطنات جديدة، ودعا اليهود للهجرة من خلال تشجيع ما يلي:
إقامة الحفلات الرسمية وغير الرسمية تحت اشراف الصهيونية سراً مع استخدام العلَم البريطاني.
عقد ملتقيات الصداقة والمحبة والانشطة السياحية ولجان الآثار والاستشراق بتشجيع قوي من أوربا وأميركا.
دعم نشاطات الكنيسة البروتستانية في الدول العربية (الجامعات الأميركية).
خاصة وإن اليهود يعتبرون المسيحية البروتستانية هي الفكر الأسمى لهم لان اليهودية تطرح (الحريديم) على أنها مسألة لاهوتية بالنسبة لألمانيا ومسألة تحرر ذاتي سياسي بالنسبة لفرنسا ومسألة علمانية بالنسبة لأميركا وعلى اثر النشاطات اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة توفر لها مناخ العداء القومي والعرقي والديني وحظيت معظم الصحف والمجلات ووسائل الاعلام والمؤسسات الأميركية باستشارات ونفوذ قوي للمنظمات الصهيونية (8 الجوهر الرجعي للصهيونية، دار التقدم، موسكو 1975، ص121-122.) من مثل:
اتحاد العمل الأميركي، المؤسسة الثقافية الأميركية، اللجنة الاقتصادية الأميركية، اتحاد الذهب، اتحاد النحاس، مدرسة راند، مؤسسة العمل الأميركي، صناديق الدعم المالي، البوند /س/ نيتشر، اليهود في كندا وشمال أميركا، الكونغرس الأميركي، الكومنولوث الصهيوني الأميركي، والوحدة الطبية الأميركية، واتحاد الشباب الصهيوني، ولجنة الطوارئ الصهيونية الأميركية، ومنظمة جونيت العالمية، إضافة للشركات المتفرعة عن اندماج شركات آل روتشيلد وآل لازار في أوربا وأميركا المسماة R.M (فوق القومية) ومن فروعها شركة (فيليب العالمية) التي تساند إسرائيل بصنع التقنيات الحديثة في مجال القوة الجوية والطاقة النووية إضافة للكارتل النفطي في أميركا اللاتينية (ستاندارد أويل أوف انديانا) (9 نفس المصدر السابق.).
وبهدف إنجاح الدعاية الصهيونية على المستوى العالمي وتضليل الرأي العام الأمريكي شكلت (لجنة البحث اليهودية العالمية) التي تتقصى وتلاحق كل من يكتب ضد اليهود والصهيونية في العالم وكان مديرها (موشي ديكتو) وتقوم بمراقبة كل ما يتعلق بالمسألة اليهودية في أوربا الشرقية والغربية، إضافة للدول العربية والإسلامية وضغطت اللجنة على عضو المحكمة العليا أو. دوغلاس وعلى عدد من رجال الدين والسياسة للترهيب والترغيب حتى أنها تتعاون مع المافيا والمنظمات الصهيونية العسكرية واليمينية المتطرفة لوضع شخصيات يهودية في الولايات المتحدة في المواقع المتنفذة، ولعب مدير المركز الروسي في جامعة هارفرد د.س. غوريفتنس دوراً في إنجاح خطط لجنة البحث اليهودية العالمية حتى أنها تمكنت من جذب ميخائيل كورباتشوف إلى مراكز الأبحاث الأميركية كمتواطئ مع لجنة البحث اليهودية وهم بذلك يعملون في مختلف مجالات العلوم، والتكنولوجيا، والسياسة، والاقتصاد، والبيئة حتى أنها قامت بأذرعها الضاربة بقتل عشرات العلماء العرب الذين تخرجوا من الجامعات الأميركية وبرتب ومراكز علمية رفيعة.
ويعود أيضا آل لازار وفريد لازار نائب رئيس اللجنة الصهيونية ـ الأميركية المسيطرة على كل ما يتعلق بالحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في أميركا اللاتينية ويتعاونان مع لجنة البحث من خلال الاحتكارات العالمية (جنرال الكتريك) و(تشيز مانهاتان) ودور المسرح والاوبرا والغانغستر (دور القمار) في الولايات المتحدة وأميركا الوسطى والجنوبية.
سادساً: منظمة بناي بريث ومؤتمر بترسبرغ 1943م
عملت المنظمات الصهيونية الأكثر نفوذاً وتعداداً في الولايات المتحدة الأميركية في مختلف مناحي الحياة ولم تترك مجالاً إلا وتواجدت فيه. واستندت تلك المنظمات على الطائفة اليهودية، والجهات المسيحية، الأكثر ارتباطاً بالاحتكارات العالمية والتي تمتلك جهازاً إدارياً هو الأضخم في أنحاء العالم إذ يبلغ عدد اليهود في الولايات المتحدة (6) ملايين يهودي ويوجد أكثر من (300) منظمة يهودية منها (70) منظمة يهودية ـ صهيونية تدين بالولاء المطلق لإسرائيل وحكامها، ومن تلك المنظمات:
بناي بريث.
ايباك.
يونيتد جويش إبل.
تتخذ هذه المنظمات الأعلام والنجمة الصهيونية في مختلف انشطتها، وقد وصف الكاتب والمحامي اليهودي الأميركي ألفرد ليلنتال المعروف بعدائه للدولة الصهيونية الحركة الصهيونية بانها حركة نازية جديدة لا تختلف عن هتلر والهتلرية بشيء. مؤكداً أن الأميركيين لا يدركون بالضبط طبيعة النظام القائم في إسرائيل فهم يعتقدون بأنه ديمقراطي لكنه بكل تأكيد غير ذلك ولا يمتّ للديمقراطية بصلة وعلى الأميركيين أن ينظروا بجدية إلى حكام إسرائيل وطبيعتهم العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المجاورة، وبالأخص النظر إلى مشكلة اليهود العرب والشرقيين حيث التفرقة العنصرية(10 نفس المصدر السابق.).
أما هنري مونسكي فقد لعب الدور الأبرز في تجميع عشرات الأحزاب في مجلس يهودي أميركي اسماه مجلس الطوارئ الأميركي وهو واسع النفوذ في الولايات المتحدة وشكل مؤتمراً ضم في صفوفه اكثر من 34 حزباً ومنظمة يهودية اختارت مندوبيها إلى مؤتمر بترسبرغ، وذلك على أساس تجميع يهود أميركا لتشكيل مجموعة ضغط سياسية واقتصادية وأمنية وكتبت الصحافة الأميركية واليهودية عام 1942م أن مؤتمر هنري مونسكي كان مؤتمراً تاريخياً رغم اعتراض اللجنة اليهودية الأميركية ولجنة العمال اليهودية الأميركية عليه لأنه دعا للهجرة إلى فلسطين ووقف بوجه الكتاب الأبيض لمكدونالد الذي دعا لرفض الهجرة إلى إسرائيل.. هذا ويستخلص من الأنشطة تلك المؤيدة والرافضة ما يلي:
ستلعب جميع المنظمات والاتحادات والمجالس والمؤتمرات اليهودية الأميركية الدور الضاغط على الحكومات الأميركية.
مساندة صناديق المال والدعم اليهودية للانعاش المالي والسيطرة على البنوك والمصارف الأميركية.
استبعاد الجمعيات اليهودية الخيرية غير الصهيونية والتي لا تعترف بوجود إسرائيل.
اعتبر المجلس اليهودي الأميركي الدين اليهودي ديناً إنسانياً ذا قيم شاملة وليست قومية ورفض متطلبات المؤتمر الذي عقده مونسكي وأيد الكتاب الأبيض لمكدونالد وأيد (الحريديم) بآراءهم الربانية.
وعملت الحركة الصهيونية العالمية - مدعومة من منظمة بناي بريث وإيباك - على دعم الصحافة العبرية والصهيونية وشجعت المطبوعات اليهودية والروايات والمسرحيات والأغاني والأفلام الهوليوودية الصهيونية وتم توزيع ملايين الكتب والنشرات والبيانات والقصص التي تصف المسلمين والعرب بأنهم غزاة ومتوحشون احتلوا القدس بالقوة وبسفك الدماء عبر استخدام كل التعابير اللا أخلاقية لكسب الرأي العام الأميركي لصالح دعم الهجرة اليهودية وإنشاء الكيان الصهيوني وكان لموقف روزفلت وهيئة الأمم المتحدة الأثر البالغ في التوصل إلى قرار التقسيم الجائر الذي قسم بلادنا فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية.

هناك تعليقان (2):

  1. مقال متميز يكشف بوضوح الخطط الصهيونازية . ليتنا ندرك أبعاد المخطط ونسعى لإفشاله ونحاول التوحد للوقوف أمامه .

    ردحذف
    الردود
    1. لم يزل التاريخ يختفظ بالكثير من الأسرار

      حذف