الأحد، 9 سبتمبر 2018

رأي الوطن: حينما يُحوَّل مجلس الأمن منصة لصناعة الحروب والدمار

طشقند 9/9/2018 أعده للنشر أ.د. محمد البخاري
تحت عنوان "رأي الوطن: حينما يُحوَّل مجلس الأمن منصة لصناعة الحروب والدمار." نشرته جريدة الوطن العمانية يوم 9/9/2018 على رابطها الإلكتروني: http://alwatan.com/details/281976  وجاء فيه:


لم يكن مثيرًا للدهشة ما جرى في جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت أمس الأول فيما يتعلق بالشأن السوري، والاستطراد غير المقبول من قبل بعض الأعضاء الدائمين بالمجلس في سرد الاتهامات المبنية على الأكاذيب والفبركات والموجهة إلى الحكومة السورية. إلا أن ما يثير الخجل ويندى له الجبين أن يُحوِّل بعض الأعضاء الدائمين مجلس الأمن الدولي إلى منصة متقدمة في صناعة الأكاذيب وصوغ المبررات ليكون أداة لنشر الحروب والدمار، واستعباد الشعوب، ونهب الثروات، في الوقت الذي يفترض به أن يكون صائنًا للأمن والسلم الدوليين، وأداة فاعلة لتحقيق الاستقرار، وحل القضايا العالقة بين الدول، وإنصاف الشعوب المظلومة والمقهورة.
وحين نقول إن محاولة معشر المتآمرين على سوريا استنساخ أكاذيبهم في مجلس الأمن ليس مثيرًا للدهشة والاستغراب، والعمل على توظيف هذا المنبر الأممي لأجنداتهم الاستعمارية والتخريبية والتدميرية، استنادًا إلى الوقائع التاريخية التي لا تزال ترخي بسدول ظلمها وكوارثها ومآسيها على الشعوب، وخصوصًا شعوب المنطقة.
إن ما يدفعه الشعب العراقي اليوم من دماء وتمزق وفتن وإرهاب، وغياب للحقوق المعيشية، وغياب للاستقرار والأمن، وكذلك ما يدفعه الشعب الليبي إنما هو نتيجة السلوك الاستعماري الاستبدادي القائم على الأكاذيب والتلفيق، وحبك التهم من قبل أعضاء في مجلس الأمن الدولي لديهم أجنداتهم الاستعمارية ومخططاتهم التدميرية وتمزيق المنطقة، ونهب ثرواتها ومقدرات شعوبها، وتفتيت دولها لصالح حليفهم الاستراتيجي كيان الاحتلال الإسرائيلي.
لذلك، وأمام حقائق التاريخ الثابتة عن الدور المُشين لبعض أعضاء مجلس الأمن الدائمين، ومحاولة اختطافهم لمنظمة الأمم المتحدة لتطويعها في خدمة مشروعاتهم ومخططاتهم الاستعمارية، لم يكن الشأن السوري استثناء، بل إن سوريا لا تزال في صميم مخططاتهم ومشروعاتهم الاستعمارية والتدميرية، لتكون على خطى العراق وليبيا، لنهب ثرواتها وتمزيق نسيجها الاجتماعي عبر الإرهاب التكفيري الظلامي، وتقسيمها إلى كانتونات طائفية متناحرة فيعيش الكيان الاحتلالي في فلسطين آمنا مطمئنا. وإزاء ذلك لم يخفَ على أحد مسارهم السياسي ولا رهانهم الميداني المتخذ من الإرهاب التكفيري سلاحًا لنحر الشعب السوري، وتمزيق وطنه، من خلال سيطرتهم على مناطق الثروات عبر أذرعهم الإرهابية والخيانية، والعمل على فصل مدن ومحافظات سورية إداريًّا، لتكون بداية التقسيم المراد، وكذلك من خلال التعطيل المستمر لكل الجهود المبذولة للحل السياسي، وإقامة حوار سوري ـ سوري.
ولغة التهديد التي يبديها معشر المتآمرين تجاه سوريا على خلفية استعداد الجيش العربي السوري وحلفائه لتطهير محافظة إدلب من الوجود الإرهابي التكفيري، هي لغة مكشوفة ومفهومة لدى كل من تابع تفاصيل المؤامرة الإرهابية على سوريا ومساراتها، وبالأخص ما تتكئ عليه لغة التهديد من مسرحيات هابطة وكاذبة وفبركات سخيفة حول السلاح الكيميائي، باتت مفضوحة لدى كل منصف وذي منطق وعقل وفهم. ومن المؤكد أن التهديد والزعيق والنحيب سيزداد حين يرى المراهنون على الإرهاب التكفيري كيف تتم عملية إنهاء مهمة التنظيمات الإرهابية التكفيرية في سوريا، وفي آخر بؤرة لها وهي إدلب رغم ما حضَّر له معشر المتآمرين وما سيشنونه من عدوان مبيَّت مفضوحة أسبابه ودواعيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق