الاثنين، 18 يناير 2021

شراع سوريا عدوان آثم يعكس الأزمات الداخلية

 

 شراع سوريا  عدوان آثم يعكس الأزمات الداخلية

طشقند 18/1/2021 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري.

تحت عنوان "شراع: سوريا .. عدوان آثم يعكس الأزمات الداخلية" نشرت جريدة الوطن العمانية يوم 17/1/2021 مقالة كتبها: خميس التوبي، وجاء فيها:



 

في الأمتار الأخيرة من زمن الرحيل ومغادرة المشهد وطي صفحته بفضائح، يحاول الحليفان دونالد ترامب الرئيس الأميركي الجمهوري، وبنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي صناعة حربهما الخاصة، والتنفيس عن أزماتهما الداخلية، والعمل على الهروب إلى الأمام، لعل في هذا النشاز في الإيقاع وفي آخر فصوله الماراثونية يصنع المعجزة التي يبحث عنها الحليفان من أجل توفير الأسباب والمبررات للبقاء على كرسي السلطة لمواصلة العربدة ضد شعوب الإقليم ودوله خاصة، وشعوب العالم ودوله عامة.

لا يمكن أن يفهم من العدوان الآثم الذي شنَّه كيان الاحتلال الإسرائيلي بتنسيق أميركي على محافظة دور الزور ومنطقة البوكمال بالريف الجنوبي الشرقي للمحافظة سوى أن الفصل الأخير في الرحلة السياسية التي استغرقها الحليفان (ترامب ـ نتنياهو)، ورغبتهما في تغيير النتائج القائمة داخليًّا على خلفية الانتخابات والمظاهرات والهزائم، وذلك بهدف تصدير الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية والنفسية والفضائح التي تلاحقهما إلى الخارج، واختلاق أسباب الحروب، ومحاولة تفخيخ الإقليم، ونسج الذرائع على نَوْلِ الافتراءات.

لقد جرت العادة، بل أصبح عُرفًا أن الإخفاقات الشخصية والأزمات الداخلية لقادة كيان الاحتلال الإسرائيلي وحلفائهم الأميركيين يتم تصديرها إلى الخارج كمحاولة للتنفيس وامتصاص الغضب الشعبي، واستجلاب مبررات البقاء، والتغطية على الفشل والإخفاق، على حساب دماء الفلسطينيين وغيرهم من العرب. والعدوان الغاشم المُنسَّق بين الحليفين على الدولة السورية وشعبها الشقيق، يُعزِّزُ المُتداولَ على ألسنة المحللين السياسيين من احتمال قيام ترامب وحليفه نتنياهو بتفجير حرب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكي يبقى على سدة الرئاسة، وفقًا للدستور الأميركي الذي يسمح ببقاء الرئيس المنتهية ولايته قائدًا عسكريًّا للولايات المتحدة في حالة الحرب.

لذلك العدوان الغاشم على سوريا والذي شُنَّ ـ حسب وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة ـ بناء على بيانات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، هو محاولة لاستفزاز سوريا وحلفائها وجرِّها إلى تقديم المبررات المباشرة والفورية التي يبحث عنها ترامب وحليفه نتنياهو، والتي يضيق عليها الوقت.

صحيح أن هذا العدوان الآثم جريمة بكل المقاييس والقوانين السماوية والوضعية، وينتهك سيادة دولة عضو في منظمة الأمم المتحدة، وينتهك حقوق الشعب السوري، يستوجب الرد والعقاب المباشرَيْنِ، وهذا ما لم يتم، وربما لتفويت الفرصة وتضييع المبررات التي يبحث عنها ترامب وحليفه نتنياهو، إلا أن السكوت عليه سيُعطي المعتدين الذريعة والشجاعة للتمادي على الاعتداء على الشعب السوري، والإقدام على انتهاك حرمة الدولة السورية وسيادتها.

الأمر اللافت الذي يدعو للحيرة مع كل عدوان إسرائيلي أو من قِبل ما يسمى بـ”التحالف” غياب الحليف الروسي عن الوقائع، وكذلك غياب منظومة الدفاع “أس 300″ حيث لا نسمع شيئًا لا صوتًا ولا همسًا ولا موقفًا لهذا الحليف، أو على الأقل لهذه المنظومة الدفاعية.

في تقديري أن ثمة ردًّا على هذا العدوان وسيأتي حينه؛ لأن حجم الضرر والضحايا الذي أوقعه ليس قليلًا من جهة، كما أن ردع العدوان ووضع حدٍّ له أمر مطلوب بشدَّة من جهة أخرى منعًا للتمادي والاستفراد.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق