الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

تطور التعاون الثنائي الأوزبكستاني الكوري الجنوبي


تحت عنوان "زيارة رئيس جمهورية كوريا لأوزبكستان" نشرت وكالة أنباء JAHON، يوم 15/8/2011 الخبر التالي: بدعوة من رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، يقوم رئيس جمهورية كوريا لي ميون باك بزيارة دولة لأوزبكستان خلال يومي 23 و24/8/2011. وأثناء الزيارة سيجري بحث مسائل توسيع وتعزيز التعاون بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية كوريا، والقضايا الإقليمية والدولية التي تهم الدولتين. وفي نهاية الزيارة من المقرر توقيع وثائق ثنائية، من أجل تعميق العمل المشترك بين الدولتين في مختلف المجالات.
وبمناسبة زيارة دولة التي سيقوم بها رئيس جمهورية كوريا لي ميون باك لأوزبكستان نشرت وكالة أنباء JAHON، تعليقاً أشارت فيه إلى بدايات العلاقات بين البلدين إثر إعتراف جمهورية كوريا بإستقلال جمهورية أوزبكستان بتاريخ 30/12/1991، وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بتاريخ 29/1/1992 حيث يجري منذ ذلك الوقت حوار سياسي بناء بين البلدين تخللته عشرات اللقاءات على أعلى المستويات.
ونتيجة لزيارة الدولة التي قام بها رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف لجمهورية كوريا في مارس/آذار عام 2006 جرى التوقيع على بيان مشترك تناول الشراكة الإستراتيجية التي أقيمت بين جمهورية كوريا وجمهورية أوزبكستان ووفرت إمكانيات لتوسيع وتعميق العلاقات متعددة الجوانب بين أوزبكستان وكوريا ورفعتها إلى مستوى نوعي جديد. وخلال زيارة الدولة التي قام بها رئيس جمهورية كوريا لي ميون باك لأوزبكستان في مايو/أيار عام 2009 توصل الجانبان لإتفاق يتم بموجبه توسيع العمل المشترك من كل الجوانب. وخلال زيارة الدولة التي قام بها رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف لجمهورية كوريا في فبراير/شباط عام 2010 جرى التأكيد على عزم الجانبين على تطوير الشراكة الإستراتيجية وتنفيذ الإتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال اللقاءآت السابقة. وتتألف القاعدة الحقوقية للإتفاقيات بين البلدين من أكثر من 200 وثيقة تنظم العمل المشترك بين الدولتين في مختلف المجالات.
وأوزبكستان وكوريا الجنوبية تدعمان بعضهما البعض في مختلف المسائل الإقليمية والدولية، ورحبت أوزبكستان بنتائج قمة "العشرين الكبيرة" التي عقدت في سيؤل خلال نوفمبر/تشرين ثاني عام 2010 والتي ألقت على عاتق جمهورية كوريا دور الوسيط في الحوار الدائر بين الدول المتقدمة والدول النامية، مما رفع من شخصية وتأثير جمهورية كوريا على الساحة الدولية. ويعير الجانب الأوزبكستاني إهتماماً كبيراً لجهود الحكومة الكورية الهادفة لتطوير العلاقات بين الكوريتين والمبنية على مبادئ المنافع المتبادلة والإزدهار المشترك، وتدعم موقف الجمهورية الكورية في ما يتعلق بموضوع التسوية السلمية في إطار المحادثات السداسية لقضية الأسلحة النووية لكوريا الشمالية. وبدوره يقيم الجانب الكوري عالياً دور وإسهام أوزبكستان في الحفاظ على الإستقرار والإزدهار المشترك في منطقة آسيا المركزية، ومبادرة إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في المنطقة. وعبرت أوزبكستان وكوريا الجنوبية عن إهتمامهما المشترك حيال استقرار الأوضاع في أفغانستان وأنهما تدعمان أهمية تطبيق المشاريع الدولية والبرامج الإجتماعية والإقتصادية لمرحلة ما بعد الصراع في أفغانستان.
وفي عام 1995 أحدثت الرابطة البرلمانية "كوريا- أوزبكستان" للصداقة في المجلس القومي بجمهورية كوريا. وفي عام 2005 أحدثت مجموعة للتعاون مع كوريا في المجلس التشريعي بالمجلس الأعلى بجمهورية أوزبكستان. ومن عام 1995 وبشكل دائم تجري مشاورات سياسية بين إدارتي الخارجية في البلدين, وكانت آخرها الدورة التاسعة التي جرت بطشقند في مايو/أيار عام 2011. وينظم سنوياً من نوفمبر/ تشرين ثاني عام 2007 لقاء "جمهورية كوريا وآسيا المركزية" الذي أحدث من أجل تعزيز وتوسيع التعاون في المجالات الإقتصادية، والثقافية، والتعليم، والسياحة، وتبادل الخبرات في مجالات تكنولوجيا المعلوماتية والإتصالات، والبناء، والمواصلات بين الأطراف المعنية، والذي عقد في نوفمبر/تشرين ثاني عام 2010 جلسته الرابعة في سيؤل. ومن المقرر أن تجري الجلسة الخامسة للقاء في طشقند خلال نوفمبر/تشرين ثاني عام 2011.
ويجري العمل بنجاح على مستوى الإدارات وفي إطاره تم الإتفاق على إقامة تعاون بين مدن طشقند وسيؤول، وفرغانة ويونغين، ونمغان وسونغنام. ويعتبر التعاون الأوزبكستاني الكوري في المجالات التجارية والإقتصادية والإستثمارية والمالية والتكنولوجية عامل هام من عوامل تعزيز العلاقات الثنائية المتبادلة ويتمتع بآفاق واسعة. ويبدي الجانبان إهتمامهما بمستقبل توسيع التعاون الإستثماري في مجالات إستخراج الثروات الباطنية، والنفط والغاز، والبتروكيماويات، والبناء، وصناعة السيارات، والنسيج، والزراعة، وفي مجال التكنولوجيا الرفيعة. وبموجب إتفاقية التجارة الموقعة في عام 1992 أقيم نظام الأفضلية بالتعامل بين البلدين. وتشغل جمهورية كوريا واحدة من الأماكن المتقدمة بين شركاء التجارة الخارجية لأوزبكستان. وفي عام 2010 زاد حجم التبادل التجاري بين البلدين بنحو 31.5% مقارنة بعام 2009 وبلغ 1 مليار و614.7 مليون دولار أمريكي. وتشمل الصادرات الأوزبكستانية تيلة القطن، وخدمات النقل، والسياحة، والإتصالات، والسلع الإستهلاكية، والآلات والمعدات. وتستورد المنتجات الكيماوية والبلاستيك، والمعادن السوداء، والخدمات ومن ضمنها المواصلات، والإستشارات والإتصالات، والسلع الإستهلاكية، والمنتجات النفطية، والآليات والمعدات. ومنذ عام 1994 تعمل اللجنة الأوزبكستانية الكورية المشتركة للتعاون في المجالات التجارية والإقتصادية. وخلال الفترة الماضية عقدت ست جلسات كانت آخرها في أبريل/نيسان عام 2009 وعقدت في سيؤول. وزاد حجم الإستثمارات الكورية المعلنة في الإقتصاد الأوزبكستاني عن 5 مليار دولار أمريكي وظفت منها فعلاً أكثر من 2 مليار دولار أمريكي. وتطبيق المشاريع في إطار المنطقة الصناعية والتكنولوجية الحرة "نوائي" يعتبر من الإتجاهات المبشرة في التعاون الثنائي. وقدرات المنطقة الصناعية والتكنولوجية الحرة، ومركز الملاحة الدولي في مطار مدينة نوائي الذي يديره الناقل الجوي البارز شركة "كوريان أير"، تهئ الظروف المثالية لتطوير الإنتاج عالي الربح وسرعة إيصال المنتجات الجاهزة إلى الأسواق العالمية عبر نظام الطيران المشترك والنقل بالسكك الحديدية. ومن الإتجاهات الهامة في التعاون بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية كوريا تنفيذ المشاريع المستقبلية لجذب إستثمارات في مجال التكنولوجيا الرفيعة لأوزبكستان من أجل إقامة الجديد منها وترشيد الإنتاج القائم حالياً. والتعاون على خط القروض يتوسع، وصندوق التطوير الإقتصادي والتعاون لإكسيمبانك الكوري يعمل على إعداد مسببات جذب القروض الميسرة الجديدة من صندوق التطوير الإقتصادي والتعاون بنحو 155 مليون دولار أمريكي من أجل تنفيذ مشاريع في مجالات توفير مياه الشرب، والصحة، ونظم المعلوماتية.
وفي مستقبل تفعيل العلاقات الثنائية تتمتع بأهمية كبيرة عملية تنفيذ المشاريع المشتركة لبناء مجمع الغاز والكيماويات في أوستيورت على قاعدة الآبار المنتجة في سورغيل، والذي ينفذ حالياً بشكل مشترك مع كونسرتسيوم يضم أبرز الشركات الكورية. وحتى اليوم تعمل في جمهورية أوزبكستان 360 منشأة بمشاركة رؤوس أموال كورية، منها 59 منشأة برأس مال كوري 100%. وتتركز نشاطات هذه المنشآت في مجالات التجارة، والصناعات الخفيفة، والمعادن وإستخراجها، والكيماوية، والغذائية، وصناعة السيارات، وصناعة المعادن، والمساكن والخدمات، والصحة، والسياحة، والخدمات. وفي وزارة العلاقات الإقتصادية الخارجية والإستثمار والتجارة بجمهورية أوزبكستان اعتمدت ممثليات لـ 84 شركة كورية. وفي إطار التعاون مع كوريا الجنوبية تمكنت أوزبكستان من إنتاج المنتجات التكنولوجية والعلمية المتقدمة التي تتمتع بقيمة إضافية عالية، وأصبحت أوزبكستان في عداد الدول المنتجة للسيارات.
وبنشاط يتطور التعاون في إطار المساعدة التكنولوجية المقدمة من قبل حكومة جمهورية كوريا عبر الوكالة الكورية للتعاون الدولي (كوإيكا). ومن خلال كوإيكا اتبع حتى اليوم أكثر من 1240 موفداً من الوزارات والإدارات الأوزبكستانية دورات تدريبية في جمهورية كوريا. ويتطور بنجاح التعاون في المجالات الثقافية والإنسانية بين البلدين. ومن أجل تعزيز التفاهم المتبادل بين شعبي البلدين تم التوصل لاتفاقية يجري من خلالها توسيع التبادل الإنساني والعمل المشترك في مجالات التعليم، والسياحة، والرياضة، وإنشاء حديقة سيؤول في طشقند. وفي تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين دور هام تلعبه الجالية من أصول كورية في أوزبكستان. ومن عام 1999 تعمل جمعية الصداقة "أوزبكستان جمهورية كوريا". وتقام في طشقند "أسابيع الثقافة الكورية"، وفي إطارها يتم تنظم مختلف المعارض، وعروض الألعاب الشعبية والتقليدية، وتعرض الأفلام السينمائية، وتقام المهرجانات وحفلات الأغاني الكورية، والموسيقى الكلاسيكية والحديثة. ويعمل في طشقند منذ عام 1992 مركز التعليم الكوري، الذي ينظم مسابقات لغوية لاتباع دورات في كوريا، ودورات رفع كفاءة للمدرسين في مؤسسات التعليم العالي والطلاب. ويجري العمل في في طشقند لإفتتاح مشروع مركز الإعداد المهني "أوزبكستان كوريا" الذي يعتبر أحد منجزات المجال التعليمي. وسيدرس فيه سنوياً 360 شاب وفتاة في مجالات الكمبيوتر، والتصميم، وتكنولوجيا الكهرباء، وصيانة المعدات الزراعية، وخدمة السيارات. ويجري في أوزبكستان تعليم اللغة الكورية في 13 مؤسسة للتعليم العالي، و28 مدرسة متوسطة وليتسيه. وفي الجامعة الحكومية الأوزبكستانية للغات العالمية، وفي المعهد الحكومي للغات الأجنبية في سمرقند، يعمل بنجاح مركز اللغة والثقافة الكورية، ومركز الكمبيوتر، وهما مزودان بأحدث المراجع العلمية، وأشرطة الفيديو والتسجيلات الصوتية ومعداتها. وفي إطار التعاون الثقافي والإنساني جرى خلال عامي 2009 و2010 في المتحف القومي الكوري معارض للفنون القديمة الأوزبكستانية، ولأول مرة قدمت للأوساط الإجتماعية الكورية الجنوبية نماذج تاريخية فريدة تثبت العلاقات المعنوية والثقافية القائمة بين البلدين منذ القدم. وبتاريخ 16/6/2010 أقيم في سيؤول نشاط حمل إسم "الموضة الأوزبكستانية على طريق الحرير الأبدي" عرضت فيه الملابس التقليدية والحديثة ورافقتها برامج موسيقية لأفضل العازفين الأوزبكستانيين والكوريين، والمعرض الأوزبكستاني شيلكا إيكات. وبنجاح يتطور التعاون في مجال تطوير رياضة التيفوندو وتنظم في أوزبكستان بمساعدة منظمة التريننغ دورات للرياضيين الأوزبكستانيين في جمهورية كوريا، ونظمت دورات ماستر كلاس للخبراء والمدربين الكوريين في أوزبكستان. ويحيي الجانب الأوزبكستاني إختيار اللجنة الأولمبية الدولية مدينة بيخيونتشان كعاصمة للألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 واعتبرته إعتراف بالخدمات الكبيرة التي قدمتها جمهورية كوريا، وتقديراً لنمو مقدراتها الإقتصادية، وللجهود الشخصية لقادة البلاد. واعتبرت المقالة أن المستوى الذي تم التوصل إليه في العمل المشترك في محتلف المجالات، ومساعي الدولتين لتعاون ثنائي نشيط يقف خلف زيارة الدولة لرئيس جمهورية كوريا لي ميون باك لجمهورية أوزبكستان وأنها من دون شك ستشكل دفعة قوية لمستقبل تعميق الشراكة الإستراتيجية والحوار المبني على الثقة. (أ.د. محمد البخاري)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق