تحت عنوان "كلمة الرئيس
إسلام كريموف في الجلسة السادسة لمنتدى آسيا للطاقة الشمسية" نشرت وكالة
أنباء UzA، يوم
22/11/2013 النص الكامل للكلمة وهذه ترجمة لها:
أعزائي المشاركين في المنتدى !
السيدات والسادة !
نحن فخورون باستقبال ضيوفنا في
طشقند العزيزة، من رؤساء المنظمات المختصة، والمؤسسات المالية الدولية، والحكومات،
والوكالات والشركات الكبرى، ومراكز البحث، والمتخصصين والخبراء، المشاركين بجلسة
المنتدى، وأن أعبر لكم عن خالص إحترامنا.
وأن أوجه كلمة إمتنان لرئيس البنك
الآسيوي للتنمية تاكيهيكو ناكاو لمشاركته الشخصية في هذا المنتدى، ومساهماته
الهائلة في تنفيذ "المبادرة الآسيوية للطاقة الشمسية"، والمساعدة التي لا
تقدر بثمن والدعم الذي يقدمه البنك الآسيوي للتنمية من أجل تحفيز وتسريع وتطوير
الطاقة الشمسية واستخدامها.
وأنا وبصدق أود أن أشكر الحضور في
جلسة المنتدى من ممثلي وكالة الطاقة الدولية (IEA)، ومنظمة
الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، والبنك الإسلامي للتنمية، والمراكز
والهيآت الدولية الأخرى التي أبدت اهتماماً كبيراً بعقد هذا المنتدى.
ومن دون أدنى شك، فإن المناقشات الشاملة
لجدول الأعمال المقترح لهذا المنتدى تشمل: "اتجاهات وآفاق تكنولوجيات الطاقة
الشمسية" وهي طبيعة ملحة جداً، وخاصة بمثل هذا الموضوع المتعلق بـ"الصناعة
والتنمية وإنتاج معدات ومكونات وآفاق نمو سوق المعدات الآسيوي من أجل الحصول على
الطاقة الشمسية"، والتي تحظى باهتمام عملي في الكثير من البلدان والمناطق.
ونحن نعلم أن البحث عن مصادر
الطاقة بكفاءة كانت دائما في دائرة الضوء بالتاريخ الحضاري. وتشمل في المقام الأول
تطوير، الهيدروكربونات والمواد الخام الرئيسية لإنتاج الكهرباء والطاقة الحرارية
على مدى العقد الماضي، ووظفت فيها استثمارات ضخمة.
وليس سراً أن امتلاك مصادر الطاقة
والنفط واحتياطيات الغاز هي اليوم من أهم العوامل، التي تتمتع بدور خاص للحصول على
دخل غير محدود ولها تأثيرها على الساحة الدولية.
وأعتقد أنه مما لا شك فيه أيضا ما
يسمى بـ"ثورة الصخر الزيتي" لإنتاج الهيدروكربونات، ويمكن أن تصبح غدا
عاملاً رئيسياً لتغيير مكانة ودور القارات والبلدان والأقاليم في سوق الطاقة، من
أجل تحقيق التوازن الجيوسياسي القوى على
الساحة العالمية.
ومع ذلك، فمثل هذه التحولات لا
يمكنها في أي حال من الأحوال تغيير الإهتمام المتزايدا كل عام والحاجة للطاقة
المتجددة، وخاصة استخدام الطاقة الشمسية وهي الأنقى في العالم.
ومن يتكلم، لا يمكنه الالتفات إلى
حقيقة أنه، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، على مدى السنوات الخمس الماضية، كانت الطاقة
الشمسية، العنصر الأكثر تبشيراً من بين مصادر الطاقة المتجددة (RES)، التي نمت
بمعدل سنوي غير مسبوق بنحو 60%، وكان معدل نمو إنتاج الكهرباء وسطاً في العالم بنحو
3,4%.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية،
بلغ مجموع الاستثمارات الموظفة في مجال الطاقة الشمسية 520 مليار دولار أمريكي،
ومن ضمنها في عام 2012 فقط 143 مليار دولار.
وفي عام 2012 كان الإنتاج التراكمي
لمحطات الطاقة الشمسية 113 مليار كيلوواط ساعي، ومن ضمنها محطات الشرائح الشمسية التي
أنتجت 110 مليار كيلوواط ساعي.
ووفقا لآراء الخبراء الدوليين،
هناك أسباب كافية لنموها السريع في العالم ولبحث وتحسين فعالية مصادر الطاقة
البديلة والمتجددة، ومن ضمنها استخدام الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء والطاقة الحرارية.
وفي المقام الأول: ازدياد طلب الاقتصاد
العالمي على الطاقة في كل عام. وبالإضافة
إلى ذلك، زيادة قلق المجتمع الدولي، من تزايد الصعوبات التي تواجه تطوير مصادر
جديدة من الخامات الهيدروكربونية التقليدية كالنفط والغاز، والنفاذ السريع
لاحتياطياتها.
ولكن العامل الأكثر أهمية، ولا يحق
لنا تجاهله لأنه أخذ أبعادا هائلة في استخدام الوقود المستخرج من باطن الأرض ويسبب
أضراراً كبيرة للبيئة، ويؤثر على صحة ونوعية حياة السكان ويهدد استقرار التنمية في
المستقبل وعلى المستوى العالمي.
والخروج من الأوضاع الحالية، قبل
كل شيء ينظر إليها خاصة من خلال توفير مستقبل لنمو الاستثمار في مشاريع تطوير
الطاقة الشمسية كمصدر أكثر فعالية وواعدة للطاقة المتجددة.
والعامل الثاني: تكثيف الأنشطة الشاملة
والدعم الحكومي لتطوير العلوم والاعمال العملية، ومنتجي ومستهلكي الطاقة الكهربائية
الشمسية.
والعامل الثالث: من الضروري الوصول
لقدرات الطاقة الشمسية المنافسة مقارنة بالطاقة التقليدية، والقائمة على استخدام خامات
الهيدروكربونات.
ومن دون أدنى شك، يصبح هذا الهدف بالإمكان
تحقيقه، إذا أخذنا باعتبارنا أن تكلفة إنتاج الكيلو واط ساعي من الطاقة الكهربائية
الشمسية كانت في عام 2008 35 سنتا، واليوم هذا الرقم وفقا لمعطيات الخبراء، هو وسطياً
يتراوح ما بين الـ 11 والـ12 سنتاً، وفي بعض البلدان مثل: الصين والهند، اللتان
تسعيان من خلال بناء محطات للشرائح الضوئية الحد من تكلفة الكيلووات ساعي إلى 8 أو
9 سنتات.
وبعبارة أخرى، الطاقة الكهربائية،
التي تولدها منشآت الشرائح الضوئية، في بعض البلدان، وحتى دون امتيازات وتفضيلات
تقليدية، قادرة على منافسة الطاقة الكهربائية المولدة عن طريق حرق الخامات
الهيدروكربونية.
والأكثر من ذلك، هناك منطق معين في
تفكير العلماء، عند تحليلهم للدورات المتكررة للأزمة الاقتصادية العالمية، وخرجوا باستنتاج
مفاده أن البحث عن وسيلة للخروج من الأزمة المدمرة ستؤدي بطبيعة الحال الى حد بعيد
بتطوير المجتمع العالمي وجيل جديد من التكنولوجيا، وبعبارة أخرى، مرحلة جديدة من
التقدم العلمي والتقني لتوفير نمو أكثر ديناميكية وأكثر كفاءة للإنتاج.
في هذا الصدد، من السهل أن نستنتج
أن الخروج من الأزمة العالمية التي لم تزل مستمرة والتي بدأت عام 2008، يعتمد إلى
حد كبير على مدى السرعة التي تمكننا من الإنتقال إلى مرحلة جديدة من التقدم
التكنولوجي، وخاصة في قطاع الطاقة.
ويدور الحديث أيضا حول أن العقبات
الرئيسية الماثلة اليوم أمام الانتعاش الاقتصادي في البلدان النامية، هو ارتفاع
الأسعار بشكل غير معقول لموارد الطاقة التقليدية، وخاصة النفط. والإدخال الشامل
لمصادر الطاقة من الشرائح الضوئية فعال من حيث التكلفة ويسمح في المستقبل بتحسين
أسعار النفط، التي من شأنها أن تكون عاملا محفزاً للنمو السريع في البلدان
النامية، التي تضطر الآن إلى إنفاق مواردها من النقد الأجنبي على واردات النفط
والغاز. وبالتالي، يمكن للطاقة الشمسية، وينبغي أن تكون من عربات الجر للخروج من
الأزمة.
المشاركون في المنتدى المحترمون !
اسمحوا لي بالتوقف لفترة وجيزة جدا
عند الأعمال المنجزة في أوزبكستان لاستخدام الطاقة الشمسية لأغراض الطاقة، وعلى
العوامل التي تؤدي إلى الحاجة لتوسيع نطاق التوجه العملي لهذه الأعمال.
في المقام الأول: وهو ما تمليه
معدلات التنمية العالية، فضلا عن التغييرالهيكلي الجذري، وتنويع وترشيد الاقتصاد،
والنمو الكبير في الصناعة، وقد تشكل في البلاد مجمع حديث وقوي لصناعات الغازوالكيمياويات،
مجهز بتكنولوجيا أكثر تقدما لمعالجة النفط والغاز وغيرها من المواد الخام بعمق.
ويكفي أن نلاحظ أنه على الرغم من
التأثير السلبي للأزمة المالية والاقتصادية العالمية، فالناتج المحلي الإجمالي في
أوزبكستان على مدى السنوات الست الماضية، زاد بمعدل نمو سنوي يبلغ 8%.
وخلال السنوات الممتدة من عام 2000
وحتى عام 2013 ارتفع بمعدل 3,8 مرات، ووارتفع الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد
بمعدل 3,2 مرات.
ومن تقييم المؤسسات المالية
الدولية، أن ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي في أوزبكستان سيستمر على المدى القريب.
كما تبين الحسابات من خلال ارتفاع
معدل تطور الصناعة والطلب على الكهرباء في البلاد أنها ستزيد في عام 2030 مقارنه بالعام
الحالي بحوالي 2 مرتين، ليصل إلى أكثر من 105 مليار كيلوواط ساعي.
وعند الحديث عن إمكانات وآفاق
تطوير الطاقة الشمسية في أوزبكستان، أود أن أؤكد على ما يلي:
في المقام الأول: تتوفر في أوزبكستان امكانيات استثنائية مواتية من خلال الوضع
الجغرافي والظروف المناخية.
ومن حيث عدد الأيام المشمسة في
السنة، فهي أكثر من 320 يوما، وبلدنا يتفوق على العديد من مناطق العالم.
وفقا لتقديرات البنك الآسيوي، والبنك
الدولي، تزيد إمكانات الطاقة الشمسية الإجمالية في أوزبكستان عن ما يعادل 51 مليار
طن من النفط.
هذه الموارد، وفقا لحسابات الخبراء،
يمكن ان تنتج طاقة كهربائية تزيد بـ 40 مرة عن حجم الاستهلاك السنوي من الطاقة الكهربائة
في بلادنا خلال العام الجاري.
وأن الأبحاث في مجال استخدام الطاقة
الشمسية حصلت على تطور كبير في أوزبكستان خلال ثمانينات القرن الماضي، عندما تم
بناء المركز العلمي التجريبي الفريد في آسيا، الاتحاد العلمي والتطبيقي "فيزياء
الشمس" التابع لأكاديمية العلوم في الجمهورية، وحصلت تجاربه على شهرة في مناطق بعيدة خارج حدود بلادنا.
وقد وفرت الفرصة للمشاركين في
المنتدى للتعرف على هذا المركز، ولأني أعرف، أن هذا وارد برنامج الجلسة.
وضمن هيكلية المجمع العلمي فرن شمسي
كبير تبلغ قدرته التخزينية 1 ميغاواط، وهو ما يسمح بالوصول إلى درجة حرارة تبلغ نحو
3 آلاف درجة، وتسمح بإنتاج مواد فائقة النقاوة، وإجراء بحوث واختبارات علمية حرارية
فريدة من نوعها.
ولدى أوزبكستان اليوم مقدرات وكوادر
علمية وتقنية هائلة، وتراكمت فيها كمية كبيرة من التصاميم والاعمال التكنولوجية في
مجال تصاميم استخدام الطاقة الشمسية.
ومن خلال الاتحاد العلمي والتطبيقي
الاتحاد العلمي والتطبيقي "فيزياء الشمس"، وبالتعاون مع البنك الآسيوي
للتنمية خلال العام الجاري أحدث في طشقند المعهد الدولي للطاقة الشمسية، ليصبح
المركز الإقليمي للأبحاث العلمية والتجريبية، ويمكن تسويق نتائج أبحاثه كتكنولوجيا
مستقبلية لاستخدام الطاقة الشمسية.
ومع بنك التنمية الآسيوي بدأنا بتنفيذ
مشروع رائد لبناء محطة للطاقة بالشرائح الضوئية الشمسية بقوة 100 ميغاواط في ولاية
سمرقند. وخلال وقت قصير أعدت وثائق المشروع، وخصصت قطعة أرض تبلغ مساحتها 400
هكتار، وتم حل كل المسائل العملية المرتبطة ببدء بناء الموقع.
وفي الآفاق المستقبلية، نحن عازمون
المضي في بناء عدة محطات ضخمة للطاقة الكهربائية الشمسية على أساس تكنولوجيا عالية
وفعالة جديدة. ولهذه الأهداف وبالتعاون بنك التنمية الآسيوي وضعنا في 6 مناطق
أوزبكستانية محطات حديثة للقياس وجمع البيانات اللازمة لتطوير تفاصيل المشاريع.
وخاصة أود الإشارة إلى أن
أوزبكستان تملك احتياطيات ضخمة من الخامات اللازمة لإنتاج الشرائح الكهربائية الضوئية
وغيرها من معدات الطاقة الشمسية.
وفي العام الماضي، وبالتعاون مع
الشركة الكورية الجنوبية "Neoplanta" أدخلنا
حيز الإنتاج مصنع لإنتاج كريمن السليكون بقدرة 12 ألف طن سنويا. وفي الوثت الراهن إنتهى
بناء المصنع الثاني لإنتاج كريمن السليكون بقدرة 5 ملايين طن سنويا في المنطقة
الصناعية الخاصة "أنغرين" مع الشركة الكورية الجنوبية " شين دونغ
إنيركوم". وفي المستقبل، يمكن لهذه المنتجات أن تكون مصدرا للمواد الخام
اللازمة لإنتاج شرائح الطاقة الشمسية عالية الجودة.
وفي عام 2014 ، وبالتعاون من أكبر شركات
جمهورية الصين الشعبية، سنقيم في المنطقة الاقتصادية الصناعية الحرة "نافوي"
إنتاج للشرائح الكهروضوئية بطاقة أولية تبلغ 50 ميغاواط، وفي المنطقة الصناعية الخاصة
"نامانغان" سنقيم مشروع لإنتاج شرائح الطاقة الشمسية الحرارية بطاقة
سنوية تبلغ 50 ألف وحدة.
واهتماماً كبيراً يعار للاعتماد عليها
على نطاق واسع في الظروف المنزلية والخدمات العامة، في ظروف مشاركة أصحاب البيوت
في استخدام عناصر الطاقة الشمسية، وتشكيل الإمكانيات الضرورية للإنتاج والخدمات.
ووفق حساباتنا، فإن التنفيذ الكامل
لهذه التقنيات سيساعد في السنوات القادمة على التقليل من طاقة تحمل شبكات نقل
الطاقة بمعدل 2 مليون كيلو واط ساعي، ولضمان الإنتاج المحلي من الطاقة الحرارية بحوالي
2 مليون كيلو واط ساعي، مما يوفر موارد الطاقة
بما يعادل أكثر من 250 مليون دولار سنويا.
وأريد أن ألفت انتباهكم إلى أنه في
إطار التعاون المشترك مع برامج بنك التنمية الآسيوي في المناطق الريفية نقوم في كل
عام ببناء وفق نموذج المشاريع الحديثة 10 آلاف منزل فردي حديث، بمساحة إجمالية تبلغ
أكثر من 1,5 مليون متر مربع.
وفي إطار هذا البرنامج نراعي البدء
في البناء الجماعي للمنازل التي توفر الطاقة بتكنولوجيا متقدمة مع إدخال تكنولوجيا
الطاقة الشمسية، ومن ضمنها استخدام الخبرات الأكثر تقدما في هذا المجال بالدول الأوروبية
والآسيوية.
وعلى مدى السنوات القادمة نحن نخطط
لتجهيز المدارس والكليات التي تقع أساسا في مناطق التضاريس الوعرة والنائية بـ 1300
تجمع تجريبي للطاقة الشمسية في العام، وفضلا عن المدارس الثانوية المتخصصة، سيتم
تركيب الشرائح الضوئية في أكثر من 600 مركز طبي في المناطق الريفية.
ومما قلناه، لدينا كل الأسس التي تدعو
إلى التأكيد على أن مشكلة استخدام الطاقة الشمسية في المرحلة الحالية من تطوير
مجال الأبحاث العلمية والأعمال التجريبية تتحرك بثبات نحو التطبيق العملي، والطاقة
الشمسية، مثلها مثل الأشكال الأخرى من الطاقة المتجددة، ستصبح منافسة جداً، وواحدة
من أنقى أشكال وأساليب وطرق الحصول على الطاقة.
وأغتنم هذه الفرصة، لأعبر أنه لمن
دواعي سروري أن أعرب عن امتناني لكم جميعا المجتمعين هنا في هذه القاعة، ومن
خلالكم لكل من أسهم إسهاماً كبيراً في استخدام الطاقة الشمسية لأهداف عالية ونبيلة
للحضارة الحديثة.
الأصدقاء المحترمون !
ضيوفنا الأعزاء !
آمل، وعلى الرغم من قصر وقت وجودكم
في أوزبكستان، أنكم شعرتم بكرم الضيافة الأوزبكية الشرقية، واحترامنا لكم.
شكرا لكم وحظا سعيدا في مساعيكم.
والنجاح في أعمال المنتدى الآسيوي
للطاقة الشمسية.
الصحة وكل الخير لكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق