الأحد، 29 سبتمبر 2013

كلمة أوزبكستان أمام الهيئة العامة لمنظمة الأمم المتحدة

تحت عنوان "كلمة وزير الشؤون الخارجية الأوزبكستاني أمام الهيئة العامة لمنظمة الأمم المتحدة"نشرت الصحيفة الإلكترونية "UzReport" يوم 28/9/2013 خبراً عن كلمة أوزبكستان أما الهيئة الهامة لمنظمة الأمم المتحدة في دورتها الحالية، وهذه ترجمة كاملة للخبر: تحدث وزير الشؤون الخارجية بجمهورية أوزبكستان عبد العزيز كاميلوف أمام الدورة الـ68 للهيئة العامة لمنظمة الأمم المتحدة، ولفت من خلال كلمته انتباه المجتمع الدولي إلى الأوضاع في أفغانستان، والكارثة البيئية في حوض بحر الأورال، والمشاكل المائية في منطقة آسيا المركزية، والتطور الحاصل في أوزبكستان:


السيد الرئيس المحترم! رؤساء الوفود المحترمون! سيداتي وسادتي!
بسرعة تتغير أوضاع القلق المتزايد من التطرف، والتحديات، وتهديدات الأمن في مختلف المناطق، ولا يمكن أن لا تدعوا كلها اليوم إلى قلق جدي واهتمام في العالم أجمع. ومن أجل ذلك لا ضرورة للتحدث عن أن هذه المشاكل بالذات تتمتع بأهمية خاصة ضمن المواضيع الورادة في جدول أعمال المناقشات الجارية في دورة الهيئة العامة لمنظمة الأمم المتحدة ؟ وأحد مصادر الأخطار الجادة للأمن في المنطقة والعالم تبقى الحرب الدائرة في أفغانستان والمستمرة منذ أكثر من 30 عاماً. والأوضاع المتشكلة اليوم في أفغانستان تشكل في الكثير وفق تقييمات الخبراء من الطبيعة غير المحددة والتي لا يمكن توقع نتائجها. وفي هذه الظروف يمكن أن يؤدي سحب قوات أيساف عام 2014 إلى تسخين المواجهات في البلاد، وتنشيط الإرهاب، والإنفصالية، وتهريب المخدرات، وتفاقم الصراعات الإقليمية. ومن دون شك أن هذا يمكن أن يؤثر سلباً على الأوضاع في مناطق واسعة في آسيا المركزية والمناطق المحيطة بها. ويجب الإعتراف أنه هناك في العالم رأي أحادي الجانب عن أنه لا حل للقضية الأفغانستانية عن طريق الحرب. والطريق الوحيدة للخروج من الأزمة الأفغانستانية هي سياسية، عبر المحادثات بين القوى المتصارعة والوصول إلى تفاهم مشترك، ورغم كل الصعاب، بمشاركة والإسهام النشيط للمجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة. وأوزبكستان تتمسك بسياسة منفتحة وواضحة فيما يتعلق بأفغانستان، مبنية على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية. وأوزبكستان ستطور مستقبلاً صلات المنافع المتبادلة والصداقة مع أفغانستان على أسس ثنائية، ودعم الحكومة التي يختارها الأفغان انفسهم. وسنستمر عملياً في الإسهام بإعادة بناء الإقتصاد الأفغانستاني، كشرط أساسي لتوفير السلام والإزدهار في هذا البلد. وهذه المبادئ والمداخل نحو القضية الأفغانستانية ثبتت في مبادئ السياسة الخارجية لأوزبكستان، ولها قوة القانون.
ثانياً. اليوم وفي إطار منظمة الأمم المتحدة يجري إعداد جدول أعمال جديد للتطور العالمي والذي يجب أن يعكس العلاقة المتبادلة بين الإنسان والوسط المحيط، ويوفر دعم التطور الإقتصادي والإجتماعي وفي نفس الوقت يوفير الإستقرار البيئي. وأوزبكستان تعطي الإفضلية والإنتباه إلى مسائل استقرار النمو والأمن الإقتصادي. وما يثبت ذلك البرنامج الذي أقر في بلادنا مؤخراً حول العمل في مجال حماية الوسط المحيط للأعوام 2013-2017. ولتنفيذ هذه البرامج الموجهة نحو مستقبل توفير الأوضاع الملائمة للوسط المحيط، والاستخدام العقلاني للثروات الطبيعية، وتطبيق الأسس البيئية للتطور الثابت في القطاعات الإقتصادية، ستخصص الحكومة الأوزبكستانية نحو 2 مليار دولار. ومن أهم الكوارث البيئية في التاريخ العالمي الحديث هو موت بحر الأورال. وكل عام تزداد وضوحاً مشكلة جفاف بحر الأورال، وقبل كل شيء تأثيرها على الوسط الطبيعي والبيئي والإجتماعي والأوضاع الإنسانية المحيطة، والمخزون الجيني، وصحة السكان، وكلها تأخذ طابعاً قاتلاً لا يمكن تفاديه. ونحن نقدر الإهتمام الجدي الذي توليه منظمة الأمم المتحدة وشخصياً الأمين العام بان غي مون لمشكلة بحر الأورال. وهذا الدعم الكبير يبعث فينا الثقة بأن دول المنطقة لن تبقى وحيدة في مواجهة هذه الكارثة التي تواجهها الكرة الأرضية. وأريد أن أوجه اهتمام المجتمع بأن الحديث يدور اليوم بالدرجة الأولى حول منع الدمار الشامل وحماية والحفاظ على النظام الطبيعي والبيئي في حوض بحر الأورال، وتوفير الظروف الدنيا لحياة الناس، والحفاظ على الحياة النباتية والحيوانية المتبقية. وهذه المسائل الرئيسية هي في صلب اهتمام جدول الأعمال الذي قدمه رئيس جمهورية أوزبكستان رئيس الصندوق الدولي لانقاذ الأورال كوثيقة رسمية للهيئة العامة لمنظمة الأمم المتحدة. وأنتهز الفرصة لأعبر عن اعترافنا بإسهام المتبرعين الدوليين في تنفيذ إجراءآت برامج القضاء على آثار جفاف بحر الأورال ومواجهة كارثة النظام البيئي في حوض بحر الأورال، والتي تعاني منها أهداف تطور الألف سنة بالكامل، من أجل الوصول للإستقرار البيئي، ومحاربة الأمراض، وتحسين حماية الأمومة والطفولة.
ثالثاً: المشكلة الهامة هي توفير الاستخدام الأمثل للثروات المائية في ظروف تدهور الأوضاع البيئية وندرة مياه الشرب في منطقتنا وعلى الساحة العالمية. وكما هو معروف أموداريا وسرداريا هما النهرين الرئيسيين العابرين لأراضي آسيا المركزية ويعتبران تاريخياً ثروة مشتركة وكمصدر لحياة لشعوب المنطقة. وتوفر المياه لحوض بحر الأورال من مجاري هذه الأنهار. ولهذا لا يمكن أن لا نقلق من أخطار خطط طاجكستان وقرغيزستان لبناء سدود محطات توليد طاقة كهرومائية ضحمة بالمقاييس العالمية، وخاصة محطة روغين لتوليد الطاقة الكهرومائية بسد يبلغ ارتفاعه 350 متراً في أعالي نهر أموداريا، وسد محطة كامبراتين-1 لتوليد الطاقة الكهرومائية بارتفاع 275 متراً في أعالي نهر سرداريا. وتنفيذ هذه الخطط وفق رأي الكثير من المتخصصين، سيؤدي إلى تخريب المجرى الطبيعي لمياه الأنهار، وهو يدعوا أيضاً للتخوف من أخطار الآثار البيئية والإجتماعية والإقتصادية الناتجة عنها. والتي ستقضي تماماً على التوازن المائي والبيئي الضعيف في آسيا المركزية. والأكثر من ذلك خطط لبناء هذه المنشآت في مناطق إنهيارات أرضية غير مستقرة ومعرضة لزلازل بقوة 9-10 درجات على مقياس ريختر، وهو ما يخلق أخطاراً لكوارث هي من صنع الإنسان. ومن هنا نحن نتمسك بموقف مبدئي ثابت بعدم السماح بتشييد منشآت كهرومائية على مجاري المياه الدولية دون الحصول على موافقة مبدئية من قبل دول الدول المعنية. وضرورة حتمية مشاركة إيجابية لخبراء دوليين كما توضح القواعد الدولية والقانونية العملية، في مشروعي روغين، وكامبرات-1 برعاية منظمة الأمم المتحدة من أجل تقدير إمكانية تأثير المنشآت الكهرومائية الجديدة على النظام المائي الطبيعي، وعلى الوسط المحيط، وعلى عالم النباتات والحيوانات. وموقف أوزبكستان يعتمد قواعد الحقوق الدولية، وخاصة قرار منظمة الأمم المتحدة حول "حماية واستخدام مجاري المياه والبحيرات الدولية" لعام 1992 وحول "حق استخدام مجاري المجاري المائية الدولية لغير إبحار السفن" لعام 1997.
وعام 2015 يقترب وهو الفترة النهائية لتنفيذ أهداف تطور الألف سنة لمنظمة الأمم المتحدة، التي حددت في عام 2000. وهنا تجب الإشارة إلى أن المنجزات التي حققتها جمهورية أوزبكستان خلال سنوات الإستقلال في المجالات الإقتصادية، وفي مجالات السياسة الإجتماعية، وفي حل مسائل محدد لرفع مستوى رفاهية السكان، والتعليم النوعي، والخدمات الطبية والاستقرار البيئي والتي سمحت بتجاوز ما طبق في بلادنا مقارنة بدول آسيا المركزية. وأقدم بعض الأرقام والحقائق التي تعكس المقدرات الحالية وحركة التطور في بلادنا. الناتج المحلي في أوزبكستان زاد مقارنة بعام 2000 بمعدل 3,1 مرات، وزادت حصة الفرد من السكان بمعدل 2,6 مرة. وزاد معدل الرواتب والأجور بمعدل 22 مرة، وزاد وسطي راتب التقاعد بمعدل 12,7 مرة، وزاد الدخل الحقيقي للفرد من السكان بمعدل 8,4 مرات. وزاد استقرار النمو الإقتصادي في أوزبكستان خلال السنوات الست الأخيرة بنسبة 8%. ولنا الحق أن نفخر بهذه المؤشرات. وزادت النفقات الحكومية على مجالات الحماية الإجتماعية في أوزبكستان بأكثر من 5 مرات. ووجه نحو 60% من كل النفقات الحكومية نحو تمويل مجالات التنمية الإجتماعية، ومن ضمنها أكثر من 34% للتعليم، وأكثر من 15% لحماية الصحة. وزاد متوسط حياة الناس في الجمهورية وسطياً من 66 عاماً إلى 73.5 عاماً. وانخفض مستوى وفاة الأمهات لأكثر من 3,2 مرة، ووفيات الأطفال بمعدل 3,4 مرات. وكل هذا يشهد على الطريق الكبيرة التي سرناها على طريق نمو وتطور وواقع زيادة نوعية مستوى حياة الشعب.
وأنا على ثقة من أن إستمرار أوزبكستان في المشاركة بجهود منظمة الأمم المتحدة في مجال التنمية الثابتة ستوفر مستقبلاً زيادة مستوى حياة الناس، والوصول إلى الأهداف العالية وهي توفير الأمن والإستقرار في كل المنطقة.
وشكراً لإصغائكم.

السبت، 21 سبتمبر 2013

الأهداف الحقيقية من الحرب ضد سورية

نشرت الصفحة الإلكترونية مركز آسيا يوم 18/9/2013 نقلاً عن صندوق الدراسات الاستراتيجية مقالة كتبها فالنتين كاستاسونوف تحت عنوان "الأهداف الحقيقية من الحرب ضد سورية"، وأعتقد أنها تستحق المطالعة والتأمل لمعرفة أبعاد ما يدور في منطقة الشرق الأوسط وحشود الأساطيل الأمريكية والغربية في البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر، والخليج العربي، وبحر العرب، والمحيط الهندي، ولافساح المجال أمام المهتمين بقضية مايدور في الشرق الأوسط وخاصة في سورية للإطلاع على مضمون المقالة أنشر ترجمة كاملة لها من اللغة الروسية إلى اللغة العربية.
الأهداف الحقيقية للحرب ضد سورية
كل متخصص يفهم مناورات واشنطن حول سورية وفق تقديراته الخاصة، ويفهم أهداف هذه المناورات . والعديد من الخبراء الذين يكتبون على الأزمة السورية، يفهمون أهداف الحرب الدائرة ضد سورية. على سبيل المثال على الشكل التالي:
1 ) توفير مصادر الطاقة للولايات المتحدة؛
2) خلق حالة من الفوضى المسيطر عليها للسيطرة على منطقة الشرقين الأدنى والأوسط؛
3) حماية مصالح إسرائيل أقرب حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة؛
4 ) استخدام سورية كـ"زناد" لتأجيج نيران حرب إقليمية، يمكن أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة؛
5 ) زيادة التقييمات التي تتوقع سقوط الرئيس الأمريكي؛
6 ) إنشاء عنصر تحكم أكثر فعالية لواشنطن على الصين والدول الأوروبية، التي تعتمد على إمدادات نواقل الطاقة من منطقة الشرق الأوسط؛
7) احتلال سورية والانتقال لاحقا لتدمير الخصم الأكثر أهمية للولايات المتحدة وهو إيران؛
8) تأمين طلبات المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، وزيادة ثراء "بارونات السلاح"​​؛
9) تحفيز الإنفاق العسكري الآخذ بالركود في الاقتصاد الأمريكي؛
10) تحويل أنظار الأميركيين عن البطالة والفقر والفشل في السياسة الأمريكية الخارجية، وتبرير تصرفات وكالات الاستخبارات الساعية للسيطرة على سكان الولايات المتحدة، وغيرها من الدول.
ووفق آراء الخبراء المساعي المتفاوتة تبين الهدف الحقيقي من إثارة واشنطن للتوترات حول سورية، وحتى أنه لا يمكن الوثوق بتصريحات باراك أوباما أو حتى أخذها بمحمل الجد. وهنا ننطلق من حقيقة أن الرئيس لا يفهم الخطط الشاملة بشأن سورية. والأكثر من ذلك أنه لا يوجد مثل هذا الفهم حتى في وزارة الدفاع ولدى جنرالات الجيش الامريكي ... وفي جلسة الاستماع الأخيرة التي جرت في كونغرس الولايات المتحدة الأمريكية، رد رئيس هيئة الأركان المشتركة، جنرال الأربع نجوم مارتن ديمبسي، على سؤال وجهه السيناتور بوب كروكر عن الأهداف التي يسعى لتحقيقها من الحملة على سورية، وأجاب مارتن مباشرة وبصدق : "لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال ولا عن ما نسعى لتحقيقه".
تحقيق "الأمن والسلام" من خلال الحرب
من وجهة نظري، للـ"المشروع السوري"، أهداف في التسلسل الهرمي للسلطة بواشنطن، وهي ثلاثة أهداف رئيسية ومترابطة:
1) تمهيد الطريق للعدوان على الحدود الروسية؛
ب) تهيئة الظروف لإشعال حرب عالمية ثالثة؛
ج ) الحفاظ على البترودولار في نظام النقد الأجنبي.
وقيل الكثير عن أن سورية هي فقرة وسيطة في خطط واشنطن العدوانية. وبعدها تصبح إيران هدفاً للعدوان. وبعد إيران يبدأ العدوان على الحدود الروسية الجنوبية.
والهدف الاستراتيجي الثاني الآن. كما سبق وذكرت هو ليس إثارة حرب عالمية ثالثة، بل تهيئة الظروف لإطلاق عنانها. والفارق البسيط هو أن الحرب العالمية الثالثة لا تحتاجها الولايات المتحدة في الظروف الحالية. وقد تحتاجها في المستقبل القريب. لماذا؟ لأنه مهما كانت الحرب العالمية الثالثة غير متوقعة فهي تبدو متوقعة، والجواب على هذا السؤال يكمن في أفكاري، ويأتي كاستجابة عقلانية بحتة غير موجودة هنا، بل موجودة في حقيقة أن لأصحاب نظام الاحتياطي الفيدرالي ( FRS)، التي تملي أمريكا إرادتها من خلاله، وعي ديني ملتهب: ويعتبرون أنفسهم المبشرين بـ(المسيح المنتظر)، وينتظرون مجيئه إلى العالم، ليجلس على عرش المعبد في القدس، ولاستعادة المعبد لابد من حرب إقليمية في الشرق الأوسط، يحتاجها أصحاب بنك الاحتياطي الفيدرالي على وجه التحديد لأنه من وجهة نظرهم، سيتم بتيجتها إعادة إنشاء الهيكل الثالث في القدس. وهي حرب إقليمية في واحدة من أكثر المناطق اضطرابا على كوكب الأرض، ويمكن أن تتصاعد بسهولة الى حرب عالمية، تنشر الفوضى في العالم. الفوضى التي ستكون على مرأى كل الأمم في العالم، لتأخذ هذه الأمم على عاتقها مهمة إعادة "الأمن والسلام". وعند ذلك سيأتي "اليوم الأخير"، ومعظم الناس بسعادة ينتظرون مجيء المسيح المنتظر (النظرة المسيحية - المسيح الدجال) ليعلن نفسه كضامن لـ"الأمن والسلام".
الحرب وسيلة لـ"لإلغاء" الديون
ومع ذلك، هناك تفسير بسيط لما تحتاجه واشنطن من الحرب العالمية الثالثة. وهو فرضية "مالية"، تتكيف مع الوعي الإلحادي للدوائر الحاكمة في الغرب. والهدف من هذه الحرب هي "إعادة جدولة" الديون الفلكية التي تراكمت على الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، والبنوك في وول ستريت ومدينة لندن، وتدين بها لهم البشرية جمعاء. وقد تجاوزت الديون السيادية للولايات المتحدة نسبة الـ 100٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وزادت الديون الخارجية للولايات المتحدة أيضا عن نسبة 100٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
وتعاني الدول الأوروبية ومنذ عدة سنوات من أزمة ديون حادة، والمخرج منها غير مرئي. والديون السيادية لمنطقة اليورو تقترب نحو خط الـ 100٪ من الناتج المحلي الإجمالي. والوضع الأكثر صعوبة هو وضع الديون الخارجية. ففي المملكة المتحدة، على سبيل المثال، اقتربت الديون الخارجية إلى مستوى 500٪ من الناتج المحلي الإجمالي. وهذا الدين يجعل من أوروبا حليفا عن غير قصد لواشنطن في مغامراتها العسكرية. فالحرب، وكما هو واضح لدى المقرضين، تفرض على الساسة المصرفيين "شطب" هذه الديون . وإلا فإن النهاية ستكون ليس للبنوك فقط، بل وللكثير من بلدان "المليار الذهبي" أيضا.
وآليات "شطب" الديون مختلفة. ونتيجة للحرب بشكل عام يمكن أن يختفي بعض المدينين من خريطة العالم. والصيغة الساخرة للمرابين معروفة ، "لايوجد مدين، لاتوجد ديون". ويفسر الآخرون أن مستحقاتهم من أمريكا ستلغى من أجل تغطية تكاليف "الدفاع عن الديمقراطية" وتغطية نفقات واشنطن على النطاق العالمي.
ليتحول الطرف الثالث من أصحاب الديون إلى مدينين وبدورهم يدفعون تعويضات عن الأضرار كأعداء أو كمتواطئين مع أعداء "الديمقراطية في العالم". وبشكل عام، لدى العم سام طريقة للخروج من الحرب، بإعادة جدولة الديون (أو بالأحرى، "تصفيرها")، لتصبح الولايات المتحدة الأمريكية خالية من الديون. وفي هذا الحساب يريد أقرب الحلفاء من واشنطن ، ومن ضمنهم المملكة المتحدة، أن تدخل مرة أخرى في "نهر التاريخ"، باسم "المنتصر" في الحرب العالمية المقبلة، والإستمتاع بكل فوائد الحرب العالمية، ولكن سيناريو الحرب العالمية سيوضع موضع التنفيذ في حال بقاء هرم الديون في أمريكا وهذا ممكن. لأنه تدور في هذه الأثناء حروب مصرفية معقدة في الولايات المتحدة، وتكافح من أجل الحفاظ على الهرم وتنميته.
واشنطن بحاجة للبترودولار، وليس النفط
والآن لتحقيق الهدف الاستراتيجي الثالث وهو الحفاظ على نظام الادخار بالبترودولار. وكما تعلمون، قبل أربعين عاماً جرى استبدال نظام الدولار الذهبي بنظام البترودولار. وأعلنت الولايات المتحدة عن إلغاء تبديل الدولار بالذهب عام 1971. وبعد عامين، خلقت النظام الجديد "البترودولار" لدعم الطلب العالمي على الدولار الأمريكي غير المضمون بالكامل. وفي عام 1973 توصلت الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية، إلى اتفاق ينص على أن يقاس كل برميل من النفط يتم شراؤه من المملكة العربية السعودية بالدولار الأمريكي. وبموجب الاتفاق الجديد، أي بلد يرغب شراء النفط من المملكة العربية السعودية، عليه أولاً تبديل عملته الوطنية إلى الدولار الأمريكي. لأن المملكة العربية السعودية مستعدة لتنفيذ صفقات النفط حصرا بالدولار الأمريكي، ومقابل ذلك عرضت أمريكا عليها السلاح وحماية مواقع إنتاج النفط من تعديات الدول المجاورة ومن ضمنها إسرائيل. وحتى عام 1975 وافقت كل دول أوبك على تقييم مواردها النفطية حصرا بالدولار الأمريكي وتلقي أموال النفط بالدولار. مقابل وعود بتسلم أسلحة وتلقي حماية عسكرية.
والفوائد التي تجنيها واشنطن من نظام البترودولار الذي أسسته قبل أربعين عاما ثنائية وهي:
أولاً، تلقى بنوك الاحتياطي الفيدرالي دخل من كل دولار ( الأموال الإئتمانية، تخلق ديون). لتحصل البنوك في هذه الحالة على أرباح هائلة، وتسقط بعض الفتات على الولايات المتحدة "بشكل عام".
ثانياً، مرور كل المدفوعات عبر بنوك الولايات المتحدة بالدولار، وبالتالي يصبح لدى واشنطن آلية فعالة للسيطرة على الدائرين في فلكها، من خلال نظام البترودولار العالمي.
ويقال أحيانا أن الولايات المتحدة تقاتل في الشرق الأوسط من أجل تأمين إمدادات النفط الدائمة لاقتصادها. وهذا غير صحيح، ففيما يتعلق بأحداث عام 2013 الجارية في كل أنحاء سوريه، وعلى الرغم من أنها كانت مجرد حجة استخدمت أثناء الغزو الأمريكي للعراق، فإن الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي آلان غرينسبين كتب في مذكراته التي نشرت عام 2007 ما يلي: "إنني أشعر بحزن، لأن الاعتراف بما يعرفه الجميع (!) أمر غير ملائم سياسيا: فحرب العراق بالمقام الأول كانت حرباً من أجل النفط". وفي نفس العام اعترف وزير الدفاع الاميركي، وبعده اعترف السناتور تشاك هيغل: بأن "الناس يقولون أننا لا نحارب من أجل النفط، ولكن بالطبع نحن نحارب من أجله".
وخلال السنوات القليلة الماضية، حلت أمريكا مشاكل الطاقة بشكل فعال عن طريق ما يسمى بـ"ثورة الصخر الزيتي". وقل اعتمادها على المصادر الخارجية في كل عام. حتى أن أمريكا لا تسعى لإنشاء أنظمة تسيطر عليها أكثر في العالم العربي، من أجل ضمان استمرار إمدادات النفط والغاز المهمة للولايات المتحدة. وتشكل واردات النفط من منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط اليوم من إجمالي استهلاك النفط في الولايات المتحدة نسبة 10٪ فقط،، وهذا المؤشر قد ينخفض خلال السنوات المقبلة ​​إلى الصفر. وتكافح واشنطن من أجل أن يتم تداول موارد النفط بالدولار الأمريكي. وهذا يصب في مصلحة نظام الاحتياطي الفيدرالي مباشرة. وعلى سبيل المثال ، تقيم الصين الآن علاقات وثيقة ومتزايد مع إيران بغض النظر عن العقوبات المفروضة على إيران. وما أثار غضب واشنطن (وفي الواقع المسؤولين في FRS) أن التجارة بين البلدين تتم ليس بالدولار الأمريكي، بل عن طريق المقايضة، أو المقاصة، أو على أساس النقد الوطني. ولا يرغب أحد ممارسة تجارة الطاقة بالدولار طوعا. ولكن يمكن أن يقوموا بذلك الآن تحت ضغوط القوة فقط وخاصة الضغوط على المنتجين والمصدرين.
تصاعد الصراع من أجل البترودولار
وتمثل العراق، وليبيا، وسورية، وإيران فقرات لصراع واشنطن من أجل الحفاظ على البترودولار. ولنتذكر بعض الحقائق نصف المنسية. في أوائل عام 2011، تحدث الرئيس السوري بشار الأسد عن بداية تعاون مع روسيا والصين، تتم من خلاله كل مدفوعات توريد النفط بالروبل واليوان. ومن مارس/آذار 2011 بدأت الاضطرابات المناهضة للحكومة السورية للإطاحة بالنظام القائم، وفي 15 نوفمبر/تشرين ثاني من ذلك العام دخل الحظر على تصدير واستيراد النفط السوري حيز التنفيذ، ومن 1/6/2012 دخل حيز التنفيذ الحظر المفروض على صادرات النفط الإيرانية، لأن طهران في عام 2008 بدأت ببيع نفطها باليورو والريال، من خلال البورصة المحلية.
وأخذت أوضاع أصحاب بنك الاحتياطي الفيدرالي تتحمل ضغوطاً أكثر. وفي أوائل عام 2013، إنخفضت حصة الدولار في المعاملات الدولية إلى ما تحت الشريط السيكيولوجي الهام إلى مادون الـ 50٪. وكانت إشارة خطيرة جداً لأصحاب بنك الاحتياطي الفيدرالي. ويمكن أن تكون واشنطن وغيرها من الدول في القوائم "السوداء"، وقوائم الـ"إعدام". وهي الدول التي تتداول، أو تستخدم:
أ) المقايضة؛
ب) المقاصة؛
ج ) الذهب؛
د) العملات الوطنية.
وعلى سبيل المثال، تشتري الهند والصين النفط الايراني بالذهب. وواشنطن لا تستطيع إجبار الهند والصين على التخلي عن هذا الأسلوب في التداول، ولكنها تتمنى أن تنجح في التعامل مع إيران. وأسفت واشنطن جداً لأن موسكو وهي أكثر ثقة تستخدم الروبل في التعامل التجاري مع الدول القريبة منها. والعقود الصينية والروسية تبرم بشكل متزايد بالروبل واليوان. وانتقلت بكين إلى الحسابات باليوان حتى مع دول أوروبا الغربية. أليس هذا سبباً لتنظر واشنطن إلى روسيا والصين كخصمين رئيسيين ؟ ولذلك يحاول العم سام الإقتراب من حدود روسيا عبر سورية وإيران، ليس لأسباب جيوسياسية فقط، بل مالية بحتة أيضا. وكل من يحاول تقويض ميزان البترودولار يجب أن يعاقب !
ومواصلة واشنطن لكفاحها من أجل الحفاظ على نظام البترودولار فقط سيصيبها باليأس، وعند ذلك ستنتقل إلى تنفيذ "الخطة ب " وهي "الحرب العالمية الثالثة". وصاعق تفجير هذه الحرب موجود في الشرقين الأدنى والأوسط، وبدقة أكثر موجود في سورية وإيران.

الأحد، 15 سبتمبر 2013

في نهاية قمة منظمة شنغهاي للتعاون صدر إعلان بيشكيك

تحت عنوان "في نهاية قمة منظمة شنغهاي للتعاون صدر إعلان بيشكيك" نشرت الصحيفة الإلكترونية "UzReport" يوم 13/9/2013 خبراً جاء فيه:
في بيشكيك عقد مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون (من الآن فصاعدا - منظمة شانغهاي للتعاون أو منظمة) إجتماعاً يوم 13/9/2013. وحضر الاجتماع رئيس جمهورية قازاقستان نور سلطان نزار باييف، ورئيس جمهورية الصين الشعبية سي تسزينبين، ورئيس الجمهورية القرغيزية أ.ش.أتامباييف، ورئيس الفدرالية الروسية فلاديمير بوتين، ورئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان، ورئيس جمهورية أوزبكستان إ.ع.كريموف.


وعقد الاجتماع برئاسة رئيس الجمهورية القرغيزية أ.ش.أتامباييف.
وحضر الاجتماع ديمتري ميزنتسيف الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون، ومدير اللجنة التنفيذية للجهاز الإقليمي لمكافحة الإرهاب (راتس) بمنظمة شنغهاي للتعاون تشان سينفين.
وبالإضافة إلى ذلك، حضر الإجتماع وتحدث رؤساء وفود الدول المراقبة بمنظمة شنغهاي للتعاون: رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية حامد كرزاي، ووزير الشؤون الخارجية بجمهورية الهند س, خورشيد، ورئيس جمهورية إيران الإسلامية خ. روحاني، والرئيس المنغولي تس.إلبيغدورج، ومستشار رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية لشؤون الأمن القومي والشؤون الخارجية س. عزيز.
وحضره أيضا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان جان كوبيس، ورئيس اللجنة التنفيذية، الأمين التنفيذي لرابطة الدول المستقلة س.ن. ليبيديف، ونائب الأمين العام للرابطة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية أ.ف. ديانسكي، والأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ن.ن. بورديوجا.
وجاء في الموقع الرسمي لقمة منظمة شنغهاي للتعاون لعام 2013، أنه جرى خلال الإجتماع تبادل معمق لوجهات النظر حول القضايا الدولية والاقليمية الرئيسية، وآفاق تطور منظمة شنغهاى للتعاون،
وأشير إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون هي المنصة المثالية للحوار البناء والبحث المشترك عن السبل الفعالة لمعالجة القضايا العالمية والاقليمية.
وصدر إعلان بيشكيك، خلال اجتماع مجلس رؤساء الدول الأعضاء، ويعكس الأساليب الأساسية المتبعة لمواصلة تطوير التعاون العملي ويعبر عن المساعي المشتركة والجهود الكبيرة لتوسيع وتعميق التعاون متعدد الأطراف.
وخلال الفترة الماضية عقد اجتماع لمجلس رؤساء الحكومات (رؤساء الوزراء) للدول الاعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون (بشكيك، 5/12//2012)، واجتماع الوزراء المسؤولين عن الأنشطة الاقتصادية الخارجية والتجارة (بشكيك، 13/11/2012) ووزراء الزراعة (أستانا، 30/11/2012)، ولقاء لرؤساء المحاكم العليا (موسكو 20-22/2/2013)، وإجتماع منتدى منظمة شنغهاي للتعاون (بكين، 17-18/4/2013)، ولقاء أمناء مجالس الأمن (بيشكيك، 29/4/2013)، وإجتماع قادة السلطات المختصة والأجهزة المخولة بمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات (بيشكيك، 30/4/2013)، وإجتماع وزراء الثقافة (بيشكيك، 23-25/5/2013)، وإجتماع مجلس وزراء الشؤون الخارجية (شولبون آتا، 12-13/7/2013)، وإجتماع وزراء الدفاع (بيشكيك، 26/6/2013)، ووزراء العدل (بكين، 5-6/9/2013)، ورؤساء الوزارات والوكالات المعنية بحالات منع وتصفية آثار الحالات الطارئة (سانت بطرسبورغ، 10/9/2013)، ورؤساء الوزارات وإدارات العلوم والتكنولوجيا (أستانا، 11/9/2013).
وعبر قادة الدول عن أن العلاقات الدولية تمر بعمليات سريعة، ولها تأثير خطير على قضايا الأمن والاستقرار، والواقع السياسي والاقتصادي الحديث. وفي طليعتها مهام التضامن الفعال لمواجهة تهديدات وتحديات التنمية الاجتماعية والاقتصادية على ساحة منظمة منظمة شنغهاي للتعاون.
وتعمل الدول الأعضاء بنشاط وبشكل هادف لمكافحة الإرهاب الدولي والانفصالية والتطرف والجريمة المنظمة العابرة للقوميات والاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية وغيرها، والأسلحة والذخائر والمتفجرات، وتهديدات الأمن المعلوماتي، والهجرة غير الشرعية، وتدعم تطوير القاعدة القانونية في إطار التعاون بهذه المجالات.
والدول الأعضاء إنطلاقاً من حقيقة أن تهريب المخدرات لغير الإستعمال الطبي يشكل تهديدا خطيرا للاستقرار والأمن والصحة والرعاية الاجتماعية لسكان ودول المنطقة. ويعتبرون أنه من الضروري إتخاذ إجراءات فعالة لبناء نظام مشترك للنضال ضد الاتجار بالمخدرات ووضع حواجز موثوق بها أمام التجارة غير المشروعة للمخدرات والمؤثرات العقلية وآثارها، والتصدي لانتشار الإدمان على المخدرات. ويقفون إلى جانب التعاون مع الدول الأخرى والمنظمات الإقليمية والدولية والوكالات المهتمة بهذه المسألة.
وفي هذا الصدد، عبرت الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون عن استعدادها لتنشيط التنفيذ العملي لأحكام اتفاقية شنغهاي لمكافحة الإرهاب والانفصال والتطرف، وإعلان منظمة شنغهاى للتعاون ضد الإرهاب، وبرنامج تعاون الدول الاعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون في مجال مكافحة الارهاب والانفصالية والتطرف للأعوام 2013-2015، وإتفاقية حكومات الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون حول التعاون في مجال توفير الأمن المعلوماتي الدولي، واتفاقية الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون حول التعاون في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية وغيرها، واستراتيجية مكافحة المخدرات في الدول الاعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون للأعوام 2011-2016. و برنامج العمل لتنفيذها.
وأكد رؤساء الدول على إلتزامهم بالتعاون لتحقيق المزيد من ترشيد الاقتصادات القومية، والشراكة الإستثمارية الوثيقة والتعاون في مجالات النقل والاتصالات، والتقنيات المبتكرة، ومجمع التصنيع الزراعي، والإستمرار بدراسة مسائل إنشاء صندوق التنمية (حساب خاص) بمنظمة شنغهاى، للتعاون وبنك التنمية بمنظمة شنغهاى للتعاون، والانتهاء منها بأسرع وقت.
وأشار قادة الدول إلى أهمية مواصلة التعاون المشترك في مجالات تنمية العلوم والتكنولوجيا، والمجالات الثقافية والإنسانية، وفي مجالات السياحة، وتشجيع زيادة تعزيز علاقات حسن الجوار والصداقة والتعاون مستقبلاً، والتقارب الروحي، وتعزيز الحوار بين الثقافات لما فيه مصلحة الشعوب التي تعيش على ساحة منظمة شنغهاي للتعاون.
وأشاد قادة الدول بالأعمال المنجزة لتنسيق وإعداد خطة العمل للسنوات 2013-2017 لتنفيذ أحكام معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون على المدى الطويل.
وأشير إلى أهمية توقيع اتفاقية بين حكومات الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون حول التعاون العلمي والتقني.
وأشار قادة الدول إلى عمل الخبراء في مجال إعداد وصياغة نظام (قواعد) وضع الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون، والنص الجديد للمذكرة النمطية حول التزامات الدولة المتقدمة بطلب للحصول على صفة دولة عضو بمنظمة شنغهاي للتعاون، وكلف المجلس المنسقين القوميين للدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون بمواصلة التنسيق بمجال هذه الوثيقة وإنجازها في أقرب وقت ممكن.
كما تم سماع والتصديق على تقارير الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون عن نشاطات المنظمة، وعمل مجلس الجهاز الإقليمي لمكافحة الإرهاب بمنظمة شنغهاى للتعاون.
وأشاد قادة الدول برئاسة الجمهورية القرغيزية لمنظمة شنغهاي للتعاون، وعبرو عن امتنانهم للجانب القرغيزي على كرم الضيافة أثناء قمة المنظمة بمدينة بشكيك.
ووفقا لخارطة منظمة شنغهاى للتعاون رئاسة المنظمة للفترة القادمة تنتقل لجمهورية طاجيكستان. وسيعقد الاجتماع الدوري لمجلس رؤساء الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون عام 2014 بمدينة دوشنبه.

السبت، 14 سبتمبر 2013

الأزمة السورية .. الدمى تتساقط

تحت عنوان "الأزمة السورية .. الدمى تتساقط" نشرت صحيفة الوطن العمانية في زاوية رأي الوطن اليوم 14/9/2013 تعليقاً جاء فيه: في الوقت الذي تنشط فيه الدبلوماسية الروسية لفرملة جبروت القوة المنفلت من عقاله، وكبح جماح منطق القوة الفارغ من أي عقل وحكمة، لا يزال نعيق البوم يغطي سماوات الأطراف الأصيلة والوكيلة والعميلة في المؤامرة على سوريا، متّبعاً النسق التحريضي ذاته في محاولة تبدو يائسة لجر كبير هذه الأطراف نحو مَهْلكة جديدة بعد مَهْلكتي أفغانستان والعراق، حيث كل طرف يبحث عن مصلحته الذاتية، ويبحث عن ما يمكن به أن يحقق أحلامه التي لم يصدق نفسه بعد أنها قد انقشعت وتبخرت، فمنهم من يحلم أن تحمله صواريخ الكروز والتوماهوك إلى كرسي السلطة في سوريا بذات السرعة المنطلقة بها، ويقاتل من أجل ذلك معتمداً على أساليبه القذرة في التحريض والتأليب عبر الدعايات الكاذبة والوسائل المفضوحة، وكما لم يتورع في السابق عن ارتكاب المجازر واستخدام السلاح الكيماوي ضد الأبرياء في خان العسل والغوطة الشرقية وحي جوبر، لن يتورع عن ارتكاب المزيد من هذه الجرائم المروعة بحق المدنيين السوريين، كمحاولات يائسة لاختلاق الذرائع لجلب التدخل العسكري الأمريكي، ولذلك فهو يحاول الاستماتة في تقمص دور الجلبي أثناء الإعداد لتدمير العراق، والتوظيف غير الأخلاقي بالعزف على وتر السلاح الكيماوي بترويج الشائعات والأكاذيب عن أن الحكومة السورية نقلت أسلحتها الكيماوية إلى العراق ولبنان، وأن انضمام سوريا إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية هو "تضليل". ومن بين هذه الأطراف أيضاً من يسعى إلى تجريف الدولة السورية من كل شيء من إسلامها المعتدل وثرواتها وتراثها وعقولها وكفاءاتها، ومباعث فخرها وعزتها وقوتها وكرامتها، مُتْقِناً في ذلك دور العميل رسمياً وختماً للقوى الإمبريالية الاستعمارية ولقوة الشر المغتصبة لأرض فلسطين التاريخية.
وعلى الرغم من سيادة المصلحة الذاتية لجميع الأطراف الأصيلة والوكيلة والعميلة، فإن هدفاً واحداً يجمعها وهو تدمير سوريا وإعادة هيكلتها وتقسيمها وفق المفهوم الصهيوني أو وفق المشروع الصهيو - أميريكي الذي يمنع وجود دولة اسمها سوريا، وإنما وجود كيانات طائفية صغيرة تتناثر عل أرض سورية التاريخية – طبعاً حسب الرؤية الامبريالية الاستعمارية الصهيو-أميريكية – لا وظيفة لها سوى الاحتراب والاقتتال الطائفي.
وفي هذا الظرف الاستثنائي الدقيق الذي تمر به سوريا خصوصاً والمنطقة عموماً، تبرز روسيا الاتحادية ومعها الصين ودول البريكس وبقية الدول المحبة للسلام والاستقرار والرخاء والتنمية، قوة تمثل مبعث الخير والأمل في بلورة إمكانات وجهود خارقة لكبح جماح قوة الشر المضادة والساعية إلى تدمير النظام العالمي وتحويله إلى كتل لهب تحرق الحياة فيه. ولا تزال قوة الخير هذه تؤدي دوراً فاعلاً وطيباً في تبريد الجبهة السورية بإعطاء الضمانات وممارسة الضغوط اللازمة على سوريا لتقديم تنازلات مؤلمة عن حقوقها ومصادر قوتها التي تكفل لها البقاء، ولكن على الرغم من ذلك تبذل سوريا دوراً كبيراً من أجل إنجاح هذه الجهود الخيرة، وعلى وقع هذه الجهود والأدوار الفاعلة المشتركة أخذت الدمى المصنعة غربياً تتساقط هنا وهناك.
بالمحصلة، الأزمة السورية أعطت الصورة الكاملة للعالم، مفرزة قواه الخيرة والشريرة، ومعطية في الوقت ذاته إشارات قوية عن ولادة قطبية متعددة، ترسي دعائم الأمن والاستقرار والسلام في ربوع المعمورة.

قمة بشكيك لمنظمة شانغهاي للتعاون

تحت عنوان "قمة بشكيك لمنظمة شانغهاي للتعاون" نشرت وكالة أنباء UZA، يوم 13/9/2013 خبراً كتبه أنور باباييف وجاء فيه: كما أعلن سابقاً، شارك رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف بالجلسة الدورية لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون التي عقدت في بيشكيك يومي 12و13/9/2013.

 الرؤساء الطاجيكي والروسي والقرغيزي والصيني والقازاقي والأوزبكي
وجرت الأنشطة الرئيسية للقمة يوم 13/9/2013. وبدأت باجتماع ضيق عقده مجلس رؤساء الدول الأعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون. بمشاركة رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، ورئيس جمهورية قازاقستان نور سلطان نزار باييف، ورئيس جمهورية الصين الشعبية سي تسينبين، ورئيس جمهورية قرغيزستان ألماظ بك أتامباييف، ورئيس الفيدرالية الروسية فلاديمير بوتين، ورئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمانوف. وجرى تبادل للآراء حول القضايا الدولية والاقليمية الهامة، وآفاق مستقبل تطور منظمة شانغهاى للتعاون. وأشير خلال الجلسة إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون هو المنصة المثالية للحوار والبحث المشترك عن الطرق الفعالة لمعالجة القضايا الإقليمية والعالمية.
وواصل رؤساء الدول المشاركة لقاءهم خلال الجلسة الموسعة، بعد انضمام ممثلي الدول المراقبة والمنظمات الدولية إليهم. وأشير إلى أن العلاقات الدولية تمر بعمليات سريعة، ولها تأثير خطير على قضايا الأمن والاستقرار، وعلى واقع السياسة الاقتصادية الحديثة. وتأتي في الطليعة مشاكل التضامن الفعال لمواجهة التهديدات وتوفير التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة على ساحة منظمة شنغهاي للتعاون. ودول منظمة شانغهاى للتعاون تواجه بنشاط هادف الإرهاب الدولي والانفصالية، والتطرف، والجريمة المنظمة العابرة للقوميات، والتجارة غير المشروعة للمخدرات والمؤثرات النفسية، وتهديدات الأمن المعلوماتي، وتدعم مستقبل تحسين الإطار التنظيمي للتعاون في هذه المجالات.
ووجه الرئيس إسلام كريموف في كلمته انتباه المشاركين إلى الأحداث التي تجري في سوريا و أفغانستان. وأنه لا يمكن منع انتشار سفك الدماء من خارج سوريا. وأشار أيضا إلى أن المشكلة الأفغانية لا يمكن حلها بالطرق العسكرية، وأن الطريق الصحيح لحلها هو بالطرق السياسية فقط، عن طريق المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة وإجماع القوى المعارضة. وأن أوزبكستان سوف تبني علاقتها مع هذا البلد على أسس ثنائية فقط.
وأشار الرئيس إلى أهمية تطوير وتنفيذ مشاريع مشتركة كبيرة، وخصوصا في قطاعات النقل والاتصالات، وإحداث صندوق للتنمية، وبنك للتنمية بمنظمة شانغهاى للتعاون. وأشار إلى مدى تعقد الوضع البيئي في منطقة بحر الأورال، ودعا إسلام كريموف إلى وضع آليات للتعاون بين منظمة شنغهاي للتعاون، والصندوق الدولي لإنقاذ بحر الأورال، واستخدام إمكانيات وقدرات منظمة شنغهاي للتعاون من أجل حل المشاكل البيئية.
وأكد المشاركون في القمة التزامهم بالتعاون المستقبلي لترشيد الاقتصادات القومية، وتعزيز الشراكة الاستثمارية والتعاون في مجال النقل والاتصالات، والتكنولوجيا والابتكار، والزراعة. وشدد على أهمية مواصلة التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا، والمجالات الثقافية والإنسانية والتنمية، وفي مجال السياحة، الذي سيزيد من تعزيز علاقات حسن الجوار والتعاون، والتقارب الروحي، وتوسيع الحوار بين الثقافات لمصلحة الناس الذين يعيشون على ساحة منظمة شنغهاي للتعاون.
وفي ختام جلسة مجلس رؤساء الدول صدر بيان بيشكيك، وهو ما يعكس أسس النهج المشترك لمواصلة تطوير التعاون العملي، وأعرب البيان عن الرغبة المشتركة لبذل أقصى الجهود لتوسيع وتعميق التعاون متعدد الأطراف.
ووقع رؤساء الدول على خطة العمل للسنوات 2013-2017 لتنفيذ أحكام معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون على المدى الطويل. وخلال القمة، تم التوقيع على اتفاق بين حكومات الدول الأعضاء فى المنظمة حول التعاون العلمي والتقني .
وفي إطار مشاركة رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف بجلسة مجلس رؤساء الدول الاعضاء بمنظمة شنغهاي للتعاون جرى لقاء بين الرئيس الأوزبكستاني ورئيس جمهورية قرغيزستان أ.أتامباييف. وتبادل الزعيمان وجهات النظر حول الجهود التي بذلها الجانب القرغيزي من أجل الإعداد لعقد مؤتمر قمة منظمة شانغهاي للتعاون على أعلى المستويات التنظيمية. وأشار الرئيس إسلام كريموف إلى أهمية الوثائق التي وقعت على مستوى رؤساء الدول وجملة الوثائق الهادفة نحو مواصلة تعزيز تعاون المنافع المتبادلة في اطار منظمة شنغهاي للتعاون وتحسين نشاطات المنظمة. وانصب اهتمام خاص خلال المحادثات على قضايا التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بين أوزبكستان وقرغيزستان. وناقش الجانبان تدابير ومقترحات محددة تهدف إلى توسيع التبادل التجاري، وتطوير الصلات الثنائية في مجالات النقل والاتصالات. وتم التوصل لاتفاقيات حول تحسين العمل المشترك في المناطق الحدودية، وغيرها من المسائل المتعلقة بتطوير علاقات حسن الجوار بين البلدين.

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

أوزبكستان والصين على آفاق شراكة استراتيجية جديدة

تحت عنوان "أوزبكستان والصين على آفاق شراكة استراتيجية جديدة" نشرت وكالة أنباء UzA، 9/9/2013 خبراً كتبه أنور باباييف، أنور صمادوف، وجاء فيه: كما سبق وأعلن، بدعوة من رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، وصل بزيارة رسمية إلى أوزبكستان يوم 8/9/2013 رئيس جمهورية الصين الشعبية سي تسزينبين. والأحداث الرئيسية للزيارة جرت بمقر الرئيس بقصر كوك ساراي يوم 9/9/2013 حيث جرت في مراسم استقبال رئيس جمهورية الصين الشعبية، وعلى شرف الضيف الكبير اصطف حرس الشرف وصعد إسلام كريموف، سي تسزينبين، منصة الشرف وعزفت الموسيقى النشيدين الوطنيين لأوزبكستان والصين، واستعرض زعيمي البلدين حرس الشرف.


وخلال اللقاء المصغر الذي جرى بين إسلام كريموف، سي تسزينبين، تبادل الجانبان وجهات النظر حول جملة واسعة من القضايا المتعلقة بالزيادة وتطوير التعاون بين أوزبكستان والصين، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأشار إسلام كريموف إلى أن الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها رئيس جمهورية الصين الشعبية سي تسزينبين، لأوزبكستان ينظر إليها كحدث تاريخي في العلاقات الثنائية، وتظهر تعزيز أسس التعاون بين أوزبكستان والصين. وأعطى سي تسزينبين، تقييماً عالياً للعلاقات بين البلدين، وأشار إلى أهمية مثل هذه اللقاءات، التي تخدم المصالح الأساسية للشعبين الصيني والاوزبكستاني والتنمية الشاملة.
وتمتد صلات الصداقة بين الشعوب الأوزبكستانية والصينية بجذورها إلى قرون سحيقة. والصلات الثقافية والتجارية القديمة ما بين ما وراء النهر والدولة الممتدة تحت قبة السماء كانت لها أهمية كبيرة في إنتشار الشاي، والقطن، والحرير، والورق وغيرها من المنتجات الصينية في مختلف أنحاء العالم. والعلاقات الثنائية تتطور حاليا في جميع الاتجاهات من خلال معاهدة علاقات الشراكة والصداقة والتعاون، والإعلان المشترك عن إقامة الشراكة الإستراتيجية. ويشمل التعاون مجموعة كاملة من علاقات المنافع المتبادلة، التي تعتمد على الاتصالات الشخصية بين رؤساء الدول، وتتسم بالثقة والاحترام المتبادل. وتجري من خلال تبادل الزيارات وعقد الاجتماعات على أعلى المستويات بانتظام. وعلى وجه الخصوص، الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس جمهورية أوزبكستان إلى الصين في يونيو/حزيران عام 2012 رفعت العلاقات الثنائية الى مستوى جديد. وكان من أهم نتائجها التوقيع على الإعلان المشترك حول إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية. وكان من نتائج الزيارة التوقيع على 45 اتفاقية تجارية واقتصادية واستثمارية وعقود مالية بلغت 5.3 مليار دولار أمريكي.
ويقدم البلدان الدعم السياسي المتبادل لبعضها البعض على الساحة الدولية في مجال تعزيز المصالح الحيوية بين البلدين وتوسيع التعاون في إطار الأمم المتحدة، ومنظمة شانغهاى للتعاون وغيرها من الأجهزة الدولية. كما يتشارك الطرفين أيضا بنشاط في مجال تعزيز الأمن الإقليمي. وأشير إلى أن نهج الطرفين في حل العديد من القضايا الإقليمية والدولية متشابه أو قريب. وتعتبر أوزبكستان والصين أن حل المشكلة الأفغانية غير ممكن بالطرق العسكرية، والطريق الصحيح لحلها هو القرار السياسي، عن طريق المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة وإجماع القوى المتصارعة عليه.
وعبر إسلام كريموف عن تثمين أوزبكستان العالي لتعاون البلدان النامية بشكل حيوي مع الصين، التعاون المبني على الثقة والاحترام والاهتمام المتبادل. وأن أوزبكستان تدعم تطوير العلاقات مع الصين في كافة المجالات وتهتم خاصة بمستقبل توسيع التعاون في مجالات: الطاقة، والنقل، وتجارة التجزئة، والاتصالات، وغيرها من المجالات.
وأشار سي تسزينبين، إلى أن الصين تعتبر أوزبكستان جارة قريبة، وصديق اجتاز اختبارات الزمن وشريك استراتيجي. وخلال الـ 21 سنة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اتسمت العلاقات بحركة تنمية مستقرة. وحققت نتائج هامة من خلال التعاون في مختلف المجالات، وقد نفذت جملة من المشروعات الاستثمارية المشتركة الكبرى بنجاح. وأبدى الضيف الكبير استعداد بلاده لمواصلة العمل والاستمرار بالتعاون المثمر مع أوزبكستان من أجل تحقيق الاتفاقيات الاستراتيجية التي تم التوصل إليها خلال لقاءآت القمة.
وتتعمق وتنمو الاتصالات البرلمانية بين اليلدين. وفي عام 2011، وقعت مذكرة تعاون بين مجلس الشيوخ في المجلس الأعلى بجمهورية أوزبكستان واللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى.
وحققت زيادة في تبادل الزيارات على مستوى الوفود الحكومية. وفي إطار التعاون بين وزارتي الخارجية في البلدين جرت خلال السنوات الممتدة من عام 2004 وحتى عام 2013 عشر جولات من المشاورات السياسية. وفي أكتوبر/تشرين أول 2011، تأسست في بكين لجنة حكومية أوزبكستانية صينية مشتركة للتعاون، وفي إطارها أنشآت ست لجان فرعية، للتجارة والتعاون الاقتصادي والاستثمار، والتعاون في مجالات الأمن، والطاقة، والنقل، والعلوم، والتعاون الثقافي والإنساني، والتعاون التقني.
وساعدت الاتصالات النشيطة على تعزيز الدعم المتبادل فى القضايا الهامة، ومن ضمنها منظمة الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاى للتعاون. وكررت بكين موقفها بشأن عدم جواز تنفيذ مشاريع للطاقة المائية في آسيا الوسطى، يمكن أن تخل بالتوازن البيئي، وبكين تدعم مبادئ الاستخدام الرشيد للمجاري المائية العابرة للحدود للأنهار في المنطقة. ودعمت أوزبكستان الصين دائما في قضايا سلامة أراضيها ومحاربة "قوى الشر" الثلاثة، الارهاب والتطرف والانفصالية.
وواصل قائدي أوزبكستان والصين المحادثات الموسعة بمشاركة الوفود الرسمية للجانبين. حيث تركز الإهتمام على الأهداف التي تتمتع بالأولوية للشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، بالإضافة لقضايا مستقبل مواصلة تعاون بناء متعدد الأوجه بين البلدين في المجالات التجارية والاستثمارية، والمجالات المالية والإنسانية الاقتصادية. وتعطي أوزبكستان أولوية عالية لزيادة تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الصين وتوسيع التعاون بين البلدين في جميع المجالات استنادا إلى مبادئ المنافع المتبادلة، وأخذ المصالح والمساواة بعين الاعتبار.
وحصل النمو الإيجابي المطرد في التجارة المتبادلة على تقييم إيجابي. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، زاد حجم التبادل التجارى بمعدل أربعة أضعاف تقريباً، وارتفع من 904 ملايين دولار في عام 2007، إلى 3.4 مليار دولار في عام 2012. وخلال الأشهر الستة الأولى من عام 2013 بلغ هذا الرقم 2.3 مليار دولار، وهذا يعني أنه مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بلغ زيادة قدرها 59%. والشراكة الاستثمارية تتم من خلال  برنامج التعاون بين حكومتي أوزبكستان والصين في القطاعات التي لا تعتمد على الخامات، بل تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة في الصين والتي وقعت في عام 2010. ويوسع الجانبين التعاون بنشاط اليوم، من أجل تنفيذ مشاريع مختلفة، وفي المقام الأول في مجال التكنولوجيا الرفيعة. وتعمل في أوزبكستان 455 منشأة مع بمشاركة رؤوس أموال صينية، من ضمنها 70 منشأة بمشاركة استثمارات صينية 100%. وهناك 71 مكتباً لتمثيل شركات من جمهورية الصين الشعبية. ومنذ عام 2002 ، وبمشاركة الاستثمارات والقروض الصينية تم تنفيذ 83 مشروعاً استثمارياً بكلفة 6,75 مليار دولار أمريكي، منها 52 مشروعا باستثمارات مباشرة بكلفة إجمالية بلغت 5,75 مليار دولار، و31 مشروعاً بقروض ميسرة بلغت 992,4 مليون دولار.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال الزيارة التي قام بها رئيس جمهورية أوزبكستان إلى الصين في يونيه/حزيران 2012 وقعت مجموعة من الوثائق، بلغت كلفتها الإجمالية أكثر من 5.3 مليار دولار، لتنفيذ أكثر من 30 مشروعاً استثمارياً. وفي إطار زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية الحالية لأوزبكستان تم التوقيع على 31 وثيقة لتنفيذ مشاريع تبلغ كلفتها الاجمالية 15 مليار دولار.
وتدعم أوزبكستان المبادرة التي أطلقتها القيادة الصينية عام 2011 لإنشاء وبناء منطقة صناعية أوزبكستانية صينية مشتركة للتكنولوجيات الرفيعة بمشاركة شركات صينية. وفي مارس/آذار من العام الجاري تم إنشاء المنطقة آنفة الذكر في المنطقة الصناعية الخاصة "جيزاخ" مع فرع لها في منطقة سيرداريا. ومن يونيو/حزيران بدأ بالفعل على أراضي هذه المنطقة الصناعية الخاصة إنتاج الهواتف النقالة، ومواد البناء، وغيرها من المنتجات. وبالإضافة إلى ذلك، تم خلال هذا اللقاء التوصل إلى 14 اتفاقية لإقامة صناعات مشتركة بتكنولوجيا رفيعة في المنطقة الصناعية المشتركة باستثمارات صينية مباشرة.
وعدد من الشركات الصينية تشارك بنشاط في مشاريع التنقيب وتطوير حقول النفط والغاز في أوزبكستان. وتشارك شركة البترول الوطنية الصينية (CNPC) ليس في البحث وتطوير مواقع إنتاج المواد الهيدروكربونية الواعدة فقط، بل وفي تنفيذ مشروع المعالجة العميقة للغاز الطبيعي في المجمع الكيميائي للغاز في مبارك أيضا. ويعلق الجانبان أهمية كبيرة على الأهمية الإستراتيجية لمشروع بناء وتشغيل خط أنابيب الغاز أوزبكستان الصين، لإقامة ممر مستقر لإمدادات الغاز الطبيعي إلى الصين طويل الأمد. وفي إطار الزيارة جرى التوقيع على بروتوكول ملحق باتفاقية المبادئ لبناء وتشغيل الجزء الرابع من خط أنابيب نقل الغاز من أوزبكستان إلى الصين بقدرة مخططة 30 مليار متر مكعب سنوياً.
والمسألة الاستراتيجية الحيوية في التعاون الاقتصادي الثنائي هي في إنشاء أقصر طريق للسكك الحديدية بين البلدين، يسمح بالوصول الأمثل لجمهورية الصين الشعبية إلى دول آسيا المركزية ومنها إلى جنوب آسيا. وتدعم أوزبكستان تنفيذ مشاريع بناء خط السكك الحديدية بين جمهورية الصين الشعبية وقيرغيزستان وأوزبكستان. وتعتبره استمرارا منطقيا لمشروع بناء خط سكة حديد أنغرين - باب، الذي يوفر إمكانية فتح ممر مباشر من الصين إلى جنوب آسيا. وبدأ بناء هذا الطريق مع الشركاء الصينيين في يونيو/حزيران من العام الجاري، عندما تم توقيع عقد بين شركة "أوزبكستان للسكك الحديدية" والشركة الصينية «China Railway Tunnel Group» لبناء نفق على خط السكك الحديدية أنغرين - باب بكلفة إجمالية تبلغ 455 مليون دولار.
وهناك تعاون نشيط في القطاع المالي، وخاصة مع بنك الصين للتنمية وإكسيم بنك. ويبلغ إجمالي محفظة قروض المؤسسات المالية الصينية أكثر من 4.5 مليار دولار أمريكي. وجهت نحو تنفيذ مشاريع في مجالات: الصحة، والتعليم، والطاقة، والنقل، والاتصالات السلكية واللاسلكية.
وفي إطار الإتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة إسلام كريموف إلى بكين عامي 2011 و 2012، يجري النظر في مسألة تنفيذ المشاريع الصينية السبعة بقروض ميسرة من حكومة جمهورية الصين الشعبية بمبلغ إجمالي يصل إلى 400,6 مليون دولار في الصناعات الكيمياوية والطاقة والزراعة والمياه وتطوير البنية التحتية للنقل. وخلال هذه الزيارة جرى التوقيع أيضا على اتفاقية بين صندوق الإنشاء والتعمير في أوزبكستان وبنك التنمية الحكومي الصيني لتمويل مشترك لمشاريع استثمارية تتمتع بالأولوية بكلفة 11.6 مليار دولار امريكى.
وتتطور بين البلدين بنشاط العلاقات في المجالات الثقافية والعلمية والتكنولوجية. وفي عام 2003 أقيم بمدينة تشانتشون بمقاطعة تسزيلين الصينية في إطار اللقاء العالمي الـ6 لفناني التماثيل ودشن النصب التذكاري لممثل الثقافة الأوزبكية وفنان  المنمنمات العظيم كما الدين بهزاد.
ودور هام تقوم به جمعية الصداقة "أوزبكستان والصين" وجمعية الصداقة "الصين ودول آسيا الوسطى". وفي شنغهاي افتتح يوم 15/5/2013 أول مركز للأبحاث في جمهورية الصين الشعبية، وهو المركز الأوزبكستاني لدراسات التبادل التعليمي في معهد الدبلوماسية العلنية بمنظمة شنغهاي للتعاون التابع لجامعة شنغهاي.
وتوفر برامج التعاون بين وزارة الشؤون الثقافية والرياضية الأوزبكستانية ووزارة الثقافة الصينية للأعوام 2011-2013 تطوير التعاون في المجالات الثقافية. وعلى سبيل المثال جرى في عام 2011 بمدينتي بكين وسيان أسبوع ثقافة أوزبكستان، وفي عام 2012 أسبوع الثقافة الصينية في طشقند وسمرقند. وفي العام الجاري نظم في العديد من المدن الكبرى الصينية المعرض الفني "أعمال مشاهير الفنانين الأوزبكستانيين". وخلال عامي 2012 و2013، جرى في جمهورية الصين الشعبية أكثر من 20 نشاط ثقافي وتاريخي وفني أوزبكستاني. وجرت سلسلة من الزيارات المتبادلة بين وفود ممثلي الثقافة والفنون، ومن ضمنها المشاركة في المهرجان الموسيقي الدولي "شرق تارونالاري" ومهرجان الثقافة التقليدية "Asrlar sadosi" وأسبوع الفن «Art Week Style.uz» .
في مجال التعليم، وزيادة تبادل الطلاب والمتدربين عن طريق الدولة وعن طريق الإدارات، وفي إطار دراسة اللغة الصينية واللغة الأوزبكية. يدرس في معهد كونفوشيوس بطشقند سنوياً أكثر من 350 طالب وطالبة. وأدرج في الجامعة المركزية للقوميات في الصين من شهر يونيو/حزيران 2010 قسم للغة الأوزبكية في كلية اللغة الروسية ولغات آسيا الوسطى. ومن العام الدراسي 2012/2013 بدأ تدريس اللغة الأوزبكية في جامعة بكين للغات الأجنبية. وفي العام الدراسي 2012/2013 أيضاً، قدمت حكومة جمهورية الصين الشعبية بموجب الإتفاق الثنائي في إطار منظمة شنغهاي للتعاون 120 منحة للطلاب والمتدربين الأوزبكستانيين. ويدرس في جامعة لانتشجو من خلال معهد كونفوشيوس حوالي 70 طالب من أوزبكستان. والتوقيع خلال هذه الزيارة على اتفاقية تعاون لإنشاء معهد كونفوشيوس بمدينة سمرقند سيخدم مواصلة تعزيز التعاون في مجال التعليم.
ويعير الجانبان اهتماماً خاصاً للتعاون في مجال السياحة. ومنذ عام 2010، بدأت عملية تقديم جمهورية أوزبكستان كبلد سياحي تسافر إليه المجموعات السياحية من المواطنين الصينيين. وقدمت المقدرات السياحية لأوزبكستان في أكبر الأسواق السياحية "China Outbound Travel & Tourism Market-2013" (أبريل/نيسان، بكين) ، بالإضافة للسوق السياحية المهنية الدولية "WTF – 2013" (مايو/أيار، شنغهاي) .
وفي ختام المحادثات التي جرت بمقر الرئيس في قصر كوك ساراي وقع إسلام كريموف وسي تسزينبين على معاهدة الصداقة والتعاون، وعلى البيان المشترك حول مستقبل تطوير وتعميق العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية. وتم التوقيع على اتفاقية بين الحكومتين حول التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، وعدد من الوثائق من أجل مستقبل تطوير العلاقات في المجالات الاقتصادية والمالية وحقول النفط والغاز، وفي مجال تطوير التعليم.
وخلال اللقاء مع مندوبي وسائل الإعلام الجماهيرية، أشار قائدي البلدين إلى أن المحادثات والمناقشات التي جرت اليوم بين الطرفين كانت في أجواء من التفاهم المتبادل والثقة المتبادلة والبناءة. وأظهرت نتائجها تطابق وتقارب وجهات النظر في أكثر القضايا التي نوقشت. وأشار الزعيمان إلى أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها ستخدم مستقبل تطور التعاون الأوزبكستاني الصيني وزيادة رفاه الشعبين. كما أشير إلى أن هذه الزيارة كانت مرحلة هامة في العلاقات الأوزبكستانية الصينية. وقيم الجانبان عالياً التطور الحيوي للتعاون السياسي والاقتصادي والإنساني. وأظهرت المحادثات مرة أخرى تشابه وجهات النظر بين البلدين في جملة من المجالات الهامة للتنمية الحديثة، مثل الحاجة للتعاون في مكافحة "قوى الشر" الثلاثة، وفي تطوير العلاقات الثنائية وفي حل العديد من المشاكل الدولية. وتم التعبير عن الاستعداد لمواصلة الاتصالات على أعلى المستويات، لزيادة تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والطاقة والتمويل والاستثمار والتكنولوجيا، وزيادة التبادل التجاري وتوسيع العلاقات الثقافية والتعليمية.
وفي النصف الثاني من اليوم، زار إسلام كريموف وسي تسزينبين ساحة الاستقلال حيث وضع الضيف الكبير اكليلاً من الزهور عند نصب الاستقلال والإنسانية، الذي يعتبر رمزا للحرية والمستقبل المشرق والتطلعات النبيلة. وأشاد الزعيم الصيني بأعمال التشييد والبناء الواسعة الجارية بقيادة الرئيس إسلام كريموف في ساحة الاستقلال .
وخلال الزيارة التي قام بها لمجلس الشيوخ في المجلس الأعلى اطلع الرئيس الصيني عن كثب على أنشطة المجلس الأعلى للبرلمان. وخلال اللقاء أطلع رئيس مجلس الشيوخ إلغيزار صابيروف الضيف الكبير على خصائص عمل مجلس الشيوخ بالتفصيل. وفي نفس اليوم، زار سي تسزينبين أحد أهم مناطق الجذب السياحي في طشقند، متحف تاريخ التيموريين الحكومي، واطلع على معروضاته الفريدة التي تتحدث عن صاحبكيران وأحفاده. هذا ولم تزل زيارة الدولة لرئيس جمهورية الصين الشعبية لجمهورية أوزبكستان مستمرة.

الأحد، 1 سبتمبر 2013

كلمة الرئيس في مراسم الإحتفال بالذكرى الـ 22 لاستقلال أوزبكستان


كلمة الرئيس إسلام كريموف خلال مراسم الإحتفال بالذكرى الـ 22 لاستقلال جمهورية أوزبكستان


وكالة أنباء UzA، 2013/08/31
أبناء وطني الأعزاء !
ضيوفنا الأعزاء !
اليوم، بلدنا كله، وكل شعبنا يحتفل بحماسة بالذكرى الـ 22 لاستقلال جمهورية أوزبكستان، وقد تغير معنى الحياة لدينا تغيرا جذريا، وأصبح لدينا وعي وتفكير، واستقلال، سعى إليه أسلافنا لقرون عدة.
وإنه لمن دواعي سروري العظيمة وبصدق وإخلاص أن أهنئكم، مواطني الأعزاء، ومن خلالكم جميع أهل أوزبكستان بهذه المناسبة الميمونة، والتي هي حقا أعظم وأغلى مناسبة لنا جميعا.
والاستقلال، بجوهره ومعناه نحن انتظرناه في المقام الأول باعتباره حق. وتحقيق الاستقلال، كان فرصة لتحقيق واجبنا العظيم والمقدس: في السيطرة على مصائرنا بأنفسنا، ومصير بلادنا، ومواردها الطبيعية والاقتصادية و الفكرية، وتوظيف كل هذه الإمكانيات الضخمة لصالح شعبنا، ونعمل على إحياء قيمنا القديمة والدين عن وعي عميق لما للتاريخ العظيم والثقافة والمعنويات لدينا من قيمة.
والاستقلال، بما يعني أبدا، من امكانية أن يتمكن المرء وأن يعتمد على نفسه، وفقا لمصالحنا الوطنية و أهدافنا طويلة الأمد لضمان النمو الاقتصادي الدائم، وتحسين رفاهية السكان باستمرار، وتعزيز سلطة وهيبة البلاد على الساحة الدولية.
ومع ذلك، فإن الاستقلال، هو بناء أساس متين لمستقبلنا، وتشكيل تنمية ناضجة ومتناغمة، وبتفكير ذاتي، والدخول بجرأة إلى حياة أي شخص و بأي حال من الأحوال ليس أقل شأناً من الجيل الجديد القادر على مواصلة العمل العظيم الذي اخترناه لأنفسنا.
واليوم، وفي هذا اليوم الميمون، ونحن، بطبيعة الحال، نقدر ما أحرزناه من تقدم على مدى الـ 22 عاماً الماضية وعلى طول الطريق إلى أهدافنا العظيمة. والمقصود هنا العمل على نطاق واسع لبناء دولة ديمقراطية وتنظيم الاقتصاد على أسس جديدة، وتنمية المستويات المعيشة للشعب، وزيادة تحسين وتحول المدن والقرى، والبلاد بأكملها. قولوا لي أيها الأصدقاء هل كان دون الإستقلال من الممكن تحقيق النتائج المهمة جدا وباعتراف المجتمع الدولي ؟
الجواب على ذلك واحد: لا، بالتأكيد لا.
الاستقلال والمشاركة تشغل المكانة اللائقة والمستقلة، هي أساس قوي لتحقيق هذه الأهداف العالية.
وفي هذا الصدد، أعتقد أنه سيكون من المناسب أن نسأل أنفسنا أين كنا بالأمس، وأين أصبحنا اليوم ؟
وربما، العديد من مواطنينا لم ينسوا أنه في الآونة الأخيرة فقط، ومنذ أقل من عقدين من الزمن، كانت أوزبكستان في أعماق المشاكل الإجتماعية والإقتصادية المعقدة للغاية، وكانت المنطقة متخلفة من جانب واحد، من خلال الإتجاه نحو إنتاج الخامات للتنمية الاقتصادية، والإحتكار الكامل لإنتاج القطن، ونذكر كيف كان مستوى معيشة الشعب منخفض اجتماعيا، وهذا كله في الواقع أدى ببلدنا إلى حافة الهاوية.
وخلال فترة قصيرة من تاريخ بلادنا، والغالبية العظمى من المراقبين الدوليين في المنطقة كانوا يروا أنه لا يوجد لدينا القدرة على إعالة أنفسنا، وتحولنا الى دولة حديثة مستقلة وذات سيادة، وتم التطوير بخطى ثابتة، وبالاعتماد على مواردنا الخاصة وقدراتنا، والقدرة على حماية الحدود والسلام والحياة الهادئة للشعب، وهذا يعطينا الشعور بالفخر.
وكدليل على أي نجاحات كبيرة، وأي أهداف عالية حققناها خلال السنوات الأخيرة، نورد بعض الحقائق و الأرقام التي تعكس وبوضوح القوة الحالية ووتيرة التنمية في بلادنا.
وحاليا، الناتج المحلي الإجمالي لأوزبكستان، مقارنة بعام 2000 زاد بمعدل 3.1 مرات، ووصل نصيب الفرد من 2.6 مرة إلى ضعف حجم الصادرات بمعدل 4.4 مرات، والأجور بالأسعار القابلة للمقارنة زاد بمعدل 22 مرة، وزاد متوسط ​​المعاش بمعدل 12.7 مرة، وارتفع الدخل الحقيقي للفرد الواحد بمعدل 8.4 مرات، وكان نمو الاقتصاد في السنوات الست الماضية وباستمرار أعلى بنسبة 8%. ولن نكون مخطئين إن قلنا أن هذه الأرقام هي الآن نادرة في العالم.
وحققنا خلال الفترة الماضية، الاكتفاء الذاتي، والاعتماد على الذات في الطاقة والحبوب وإنتاج السلع الاستهلاكية الضرورية، والأهم، تعزيز الصحة، وعلى وجه الخصوص، انخفاض معدل وفيات الأمهات بمعدل 3.2 مرات، ومعدل وفيات الأطفال الرضع بمعدل 3.4 مرات، وبلغت زيادة متوسط ​​العمر المتوقع للأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ 66 سنة إلى 73.5 سنة، وكل هذا يبين لنا على أي مسار كبير للنمو والتنمية نمضي، لتحسين نوعية الحياة لشعبنا.
واليوم، ومع مرور الوقت، نرى مرة أخرى كيف أن الصحيح يلبي مصالح شعبنا تماما، وأن الذي اخترناه كان جيداً ومدروساً وهو استراتيجية للإصلاحات الديمقراطية، المعترف بها عالميا باعتبارها "النموذج الأوزبكي" للتنمية.
وعندما نتحدث عن العامل الرئيسي في الإنجازات التي حققناها، فمن المأمون القول أننا اليوم نتصور العالم ، بوعي و تفكير، ونتخذه كموقف في الحياة، والعمل، رغم أن العالم الخارجي يختلف جذريا عن ذلك الذي كان بالأمس، في عقد التسعينات.
اليوم، ونحن شعب يعمل ويعيش، بتفكير حر، ويعي كرامته، وبمستوى متزايد من الوعي السياسي والقانوني والثقافي، مع رؤية واضحة للمستقبل.
لقد وضعنا هدفاً رائعاً، لبناء دولة ديمقراطية باقتصاد السوق، والمجتمع المدني، للانضمام الى صفوف الدول المتقدمة في العالم، ولا توجد قوة قادرة على تحويلنا عن هذا المسار.
أبناء وطني الأعزاء !
في الأوقات العصيبة و المضطربة الحالية، في أجزاء مختلفة من العالم، وبما في ذلك تلك التي تكثف فيها المواجهات من حولنا، وعندما يتفاقم النزاع المسلح، لا يمكن للمرء أن يبقى غير مبال وغير متأثر، والحياة في حد ذاتها تتطلب منا أن نكون أكثر يقظة واستجابة، وعلى استعداد لرفض أية محاولة لتهديد أمننا.
وتعزيز الثروة التي لا تقدر بثمن، من أجواء الصداقة والانسجام العرقي والمدني، واللطف والرحمة السائدة في مجتمعنا، والمزيد من التعاون على أساس الاحترام المتبادل مع الدول المجاورة والبعيدة، وكله نعتبره من أهم أولويات التنمية لدينا.
من وجهة النظر هذه نود أن تطبق مبدأ "نريد السلام والهدوء"، وحفظ لحمة شعبنا، وهي بالنسبة لنا جميعا المهمة الأكثر إلحاحا.
أصدقائي الأعزاء!
أغتنم هذه الفرصة لأعبر عن خالص وأطيب التمنيات للحاضرين في احتفال اليوم ونتبادل فرحتنا مع سفراء الدول الأجنبية وممثلي المنظمات الدولية في بلادنا، وجميع الضيوف الكرام .
وفي هذه اللحظات التي لا تنسى أعتبر من واجبي أن أعرب عن احترامي العميق و أنحني أمام شعبنا الذي يعمل بجد وسخاء، وشهد الكثير في حياته، وتلطف في أحكامه، واليوم تنسجم صفحة مشرقة مع تاريخه الطويل، ويظهر التفاني الحقيقي لضمان الرفاه الحالي وحياة الغد في أوزبكستان .
وتحول امتلاء هذه المنطقة الجميلة بأبنائنا وبناتنا، أولادي، إلى دعم وأمل، وأريد أن أقول، أننا على الطريق نحو تحقيق الهدف النبيل المتمثل في دولة ذات مستقبل عظيم وأنا أعتمد في المقام الأول عليكم، جيل الشباب الصحيح الذي يتطور بوئام وبجرأة ومغامرة، ويطمح للوصول إلى قمم العلم والمعرفة، ليكون قادراً على التغلب على أي صعوبات ليصبح قوة حاسمة في مجتمعنا .
وأينما كان، سواء كان ذلك انتصارا أو منتدى حيث ألتقي بكم، وبأعضاء جيل الشباب، أبحث في عينيكم، لأجد حرقة حماسية لكم، وبالكامل أجد القوة والطاقة، وقلبي مليء بالفرح والفخر. وأنا أحبكم حقا جميعا، و أنا على استعداد لتكريس نفسي لأجلكم، ومن أجل سعادتكم في المستقبل.
أن تكونوا دائما في القمة، أولادي الأعزاء!
أبناء وطني الأعزاء، أيها الأصدقاء !
في هذا المساء المشرق والمبتهج، أعانقكم رمزياً جميعا، ومرة أخرى أهنئكم بإخلاص بعيدكم الرائع، عيد الاستقلال الأصيل في أوزبكستان.
وأتمنى لكم الصحة والسعادة والحظ الجيد والرخاء و الرفاه لعائلاتكم.
وليحفظكم عز وجل من جميع العلل والمصائب ويحفظ شعبنا وبلدنا !
ولتكون هناك دائما سماء نظيفة على بلدنا !
وليكن إستقلالنا أبدي !