تحت عنوان "رمز
الإستقلال الاقتصادي الأوزبكستاني" نشرت وكالة أنباء UzA، يوم 30/6/2014 كتبها أنور
صامادوف، وجاء فيهأ:
20 عاماً مضت منذ
إدخال العملة القومية في جمهورية أوزبكستان حيز التداول. واستقلال أوزبكستان
والعملة القومية هما إنجاز ضخم للشعب الأوزبكستاني.
والـ 1/7/1994 هو يوم
تاريخي في صفحات تاريخ جمهورية أوزبكستان. فوفقاً لقرار الرئيس إسلام كريموف
الصادر بتاريخ 16/6/1994 وهو اليوم الذي أدخلت فيه العملة القومية الصوم حيز
التداول على أراضي أوزبكستان كوسيلة وحيدة للمدفوعات.
وكما قال قائد
الدولة، إدخال العملة القومية حيز التداول هو بمثابة ثورة. وبالفعل أثبتت الخبرة
الدولية أن الكثير من الدول وصلت إلى هذا بعد عبور طريق طويلة وصعبة. وفي الكثير
من الحالات كانت سببا لأزمات إقتصادية، ولارتفاع الأسعار والعجز في المنتجات.
وأثناء إدخال الصوم
قيد التداول ولمنع مثل هذه الحالات اتخذت في البلاد كل الإجراءآت الضرورية. وتم
تنفيذ هذه العملية على مراحل وفقاً لمبادئ التنمية القومية.
وفي البداية أدخل حيز
التداول الصوم كوبون، وبمساعدته تم قطع الطريق على العملة القديمة التي فقدت
قيمتها المحضرة من الخارج. وتم منع نقل منتجات بأسعار مخفضة من البلاد إلى غيرها
من الجمهوريات. والأهم من ذلك أنه درست من خلال الصوم كوبون استراتيجية إدخال
العملة القومية حيز التداول، وآليات الحسابات المتبادلة. وأعدت واختبرت إجراءآت
مكافحة التضخم. ودرست الأسعار والقدرة الشرائية للصوم وعلاقته بالعملات العالمية.
ومن أجل توفير
الإستقرار العملة القومية، ورفع قدرتها في التداول اتبعت سياسة حازمة للعملات
والقروض. وجرى الحفاظ على التضخم بمستوى منخفض. وزيد حجم رأس المال العام في البنوك
التجارية. وعلى مراحل زاد الناتج المحلي في البلاد، وزادت المقدرات التصديرية،
التي كان لها أهمية خاصة في هذا الإتجاه.
ونتيجة للإصلاحات الموجهة
نحو ترشيد الاقتصاد والتحولات الهيكلية والتطوير الواسع للقطاعات الصناعية. زاد حجم
إنتاج المنتجات البديلة للمستورد والمعدة للتصدير والقادرة على المنافسة. وتم تطوير
الزراعة، والمشاريع الصغيرة، والعمل الحر، ومجالات الخدمات القادرة على توفير فرص
عمل جديدة وزيادة دخل السكان.
وعند الحديث عن
الإنجازات المحققة خلال سنوات الإستقلال، وقبل كل شيء تنمية الاقتصاد على مراحل،
ومستويات المؤشرات الماكرو اقتصادية، والمستوى المنخفض للتضخم، وزيادة رفاهية
الشعب نستطيع بفخر الإشارة إلى استقرار العملة القومية.
وتوسيع القاعدة المادية
للبنوك الوطنية، وتحسين نوعية الخدمات التي يقدمونها. وتجاوزت قدرة المدفوعات في
النظام المصرفي نسبة الـ 65%، وهذا أكثر بمعدل 2,2 عن تقييم "عالي"
المتعارف عليه في العالم عملياً.
وحصل هذا على اعتراف
المؤسسات المالية الدولية. وحتى اليوم كل البنوك التجارية في البلاد حصلت تقريباً على
تقييم بمستوى "مستقر"، من أبرز وكالات التقييم الدولية.
ونماذج من عملاتنا
القومية محفوظة بمقر صندوق النقد الدولي في واشنطن. والصوم الأوزبكستاني متميز بين
عملات العالم. والعملة القومية تثير لدينا أحاسيس الفخر, ونحن نفخر بأننا مواطنين
في أوزبكستان.
وأحد أصدقائي حدثني
عن حادثة جرت معه في ألمانيا. خلال دورات رفع الكفاءة المهنية حيث اجتمع مندوبين من
نحو 50 دولة. نظمت أثناء الدراسة نشاطات تقديم بلدانهم، وأثناءها كل منا تحدث عن
وطنه. ومنهم من عرض صوراً، وآخرون ملابس قومية.
وقال صديقي "عندما
جاء دوري، أخذت من جيبي الصوم الأوزبكستاني، وفجأة أحاط بي الأجانب اللذين لم
يتوقعوا مثل هذا التصرف، وأخذوا ينظرون باهتمام إلى عملتنا القومية. وعلى الزخارف،
والرسوم عليها وفرت لهم إمكانية إغناء تصورهم عن أوزبكستان".
العملة القومية
الأوزبكستانية هي رمز ليس للمقدرات الاقتصادية لأوزبكستان وحسب، بل وللمقدرات
الروحية، والتربوية، والثقافية، للشعب الأوزبكستاني. وعلى الأوراق المالية هناك انعكاس
للتاريخ والمستقبل العظيم للبلاد. وعلى الصوم الأوزبكستاني صورت الآثار التاريخية،
ساحة ريغستان، ومدرسة ألوغ بيك، وتيلاقاري، وشيردار، وضريح الأمير تيمور،
في سمرقند القديمة، والمتحف الحكومي للتيموريين، ومسرح علي شير نوائي
الحكومي الأوزبكستاني الأكاديمي الكبير، وقصر الفنون "إستقلال"، والنصب
التذكاري الضخم لصاحبكيران، ومبنى عالي مجلس في طشقند. وكلها لها أهمية
هامة في تشكيل وعي الشعب، وخاصة الجيل الصاعد، والإحساس بالفخر القومي، وتربيته
على روح الإخلاص لفكرة الإستقلال القومي.
وكما تشير المصادر
التاريخية، أول معلومات عن الصوم تعود للقرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين، ولا
يوجد مثل هذا التاريخ العريق لأي من العملات العالمية. وخلال مرحلة ازدهار طريق
الحرير العظيم، وخاصة في عهد الأمير تيمور كان للصوم أهمية عالمية.
وخلال السنوات
الطويلة التي خرج خلالها الصوم من التداول وتم نسيانه عملياً، ومن جديد تم إحياءها
هذه الكلمة المقدسة بفضل الإستقلال. وهي اليوم أساس الاستقلال الاقتصادي
لأوزبكستان، ورمز للفخر القومي.
ذات مرة ركبنا القطار،
وبدأ الجميع التعارف على بعضهم البعض وبمناقشات الحية. وقرر شابين تبادل أرقام
الهاتف وعناوين أماكن العمل، ولم يجدوا ورقاً للكتابة فأخرجوا من جيوبهم أوراقاً
نقدية، وبدأوا بالكتابة عليها، عندها قام شيخ بلحية بيضاء بتنبيههم "لا تكتبوا
على الأراق النقدية، هذه من علامات نكران الجميل. في الأيام الماضية كنا بحاجة لها،
وسميت عملة أجنبية عملة لنا. والآن لدينا الصوم، وهذه أموال الشعب، واليوم الورقة
النقدية عندك، وغداً ستكون عند الغير. ويجب تقدير ورعاية المال".
وفي الحقيقة قيمة كل
شيء تنبع من الناس، ومن ثقافتهم الداخلية. والحفاظ على نوعية العملة القومية
والتعامل معها، هو واجب يفرضه ضمير كل مواطن. لأن الصوم مثل علم الدولة وشعارها، وهو
أحد رموز الإستقلال.
واعتباراً من
1/7/2013 أدخلت حيز التداول ورقة نقدية فئة الـ 5000 صوم.
والعملة القومية تجسد
الإستقلال، وهوية شعبنا، وستستمر هذه العملة بأداء دورها الهام كأداة لتعزيز
القدرات الاقتصادية للوطن، وتعزيز أحاسيس الوطنية في قلوب المواطنين، وتعزيز شخصية
البلاد على الساحة الدولية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق