الأربعاء، 11 فبراير 2015

ردود سورية مفحمة


تحت عنوان "ردود سورية مفحمة" نشرت صحيفة الوطن العمانية في زاوية رأي الوطن بعددها الصادر يوم 11/2/2015 تعليقاً جاء فيه:

يبدو أن سيناريوهات المؤامرة التي رسمها معسكر التآمر والعدوان على سوريا لا تزال تثير الكثير من الحيرة لدى المغيبين والمعزولين وتدفعهم في الوقت ذاته إلى المزيد من اللهاث نحو معرفة تفاصيل ما حيك من حبائل في هذه المؤامرة، وما يضاعف حالة الإدهاش والحيرة هذه، هو الصمود الأسطوري لسوريا والأداء القتالي الفعال للجيش العربي السوري في ضرب التنظيمات الإرهابية وأوكارها والتي تعد الحبل السري للمؤامرة الإرهابية التي ولدت في رحم كيان الاحتلال الإسرائيلي الطرف الأصيل وصاحب المصلحة الأول.
وكلما تساقطت سيناريوهات المؤامرة وألحقت بمعسكرها انتكاسة جديدة، وأصيب بارتجاجات وصدمات وهزائم وانكسارات، كان وقع الحيرة أكبر لدى من انطلت عليهم المؤامرة ووقعوا ضحية التزييف وغسيل المخ، ما أفقدهم القدرة على حل ألغاز المؤامرة وفك شفرتها. ولذلك كانت المقابلات التلفزيونية والصحفية مع الرئيس السوري بشار الأسد تعطي الإجابات الشافية للأسئلة المتولدة حول المؤامرة، وتعطي رموز فك شفرتها، ومساعدة هؤلاء المغيبين والمعزولين على حل ألغازها، كما تعطي تفسيرات إضافية في جانب وتوضيحات وتوكيدات في جوانب أخرى، قادت إلى تسليط الأضواء على مفاصل ما أخفي من أحداث.
فلا يزال هناك الكثير من المغيبين والمعزولين غير مدركين، بل غير قادرين على الغوص في تفاصيل الاستراتيجية الأميركية لمحاربة “داعش” وتشكيل تحالف دولي لأجلها، وأن ثمة فرقًا بين الحرب “العسكرية” والحرب “الإعلامية”، حيث يسود اعتقاد لدى هؤلاء المغيبين والمعزولين أن التحالف الدولي استطاع توجيه ضربات قاصمة لداعش وتحجيمه وإضعافه، وأنه ماضٍ حتى القضاء عليه، دون أدنى انتباه لحالة الانتقاء للأعضاء التي صاحبت تشكيل هذا التحالف واستبعاد الدول المكتوية بنيران إرهاب داعش خاصة سوريا، وتوسع رقعة المساحة التي يسيطر عليها داعش تحت مظلة ضربات التحالف الأميركي، وتكفل دول في التحالف إما ببيع ما يسرقه “داعش” من النفط العراقي والسوري في السوق السوداء، وإما بإغداق الأموال، وإسقاط أطنان الأسلحة والمواد الغذائية والدوائية لعناصر “داعش”، ما يؤكد كل ذلك أن وظيفة التحالف الأميركي هي شن حرب إعلامية لابتزاز دول المنطقة وإعادة قواعد الاستعمار القديم ـ الجديد وأساطيله، ولذلك كانت واضحة وشافية إجابة الرئيس السوري في مقابلته مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” ردًّا على سؤال عما إذا كانت هذه الضربات الجوية للتحالف تعود بالفائدة على حكومته بأن “هناك بعض الفائدة لو كان أكثر جدية وفعالية وكفاءة، بينما هو ليس كذلك”. معللًا استبعاد بلاده الانضمام إلى التحالف بالقول “لا نرغب في ذلك لسبب بسيط هو أننا لا نستطيع أن نكون في تحالف مع بلد يدعم الإرهاب”. مؤكدًا أن “معظم (دول التحالف) تدعم الإرهاب”.
وإذا كان سيل الاتهامات والتحريض والتشويه يعكس الحالة العدوانية لمطلقيها في معسكر التآمر والعدوان وإعلامهم الموالي والمزايدة بالشعارات والأكاذيب المفضوحة أمام الملأ، يأتي في سياق عملية تزييف الحقائق وتغييب الوعي واستغباء عوام الناس واستغفالهم عن حقيقة ما يجري وإلصاق الجرائم الإرهابية بالحكومة السورية وبالجيش العربي السوري، وتبييض ساحة التنظيمات الإرهابية المدعومة من معسكر التآمر والعدوان، فإن الصمود الأسطوري لسوريا والاستبسال اللافت للجيش العربي السوري والالتفاف الشعبي حول الدولة والجيش والقيادة، واعتبار الرئيس الأسد رجل المرحلة وربان السفينة السورية للعبور بها إلى بر الأمان أكد عليه ذلك الازدحام غير المسبوق لصناديق الانتخابات للتصويت لصالح الرئيس بشار، والدوس على كل الآلام والمآسي التي ألحقها معسكر التآمر والعدوان وتنظيماته الإرهابية بالشعب السوري، كل ذلك يعطي ردًّا مفحمًا لكل باحث عن الحقيقة في سراب الكذب والتشويه والتحريض والاتهام الباطل. ولعل رد الرئيس السوري لسائله في المقابلة الذي ساق اتهامات باطلة على لسان منظمات معروفة بتمييزها في تقييم الأحداث، كان كافيًا لإخراس المحرِّضين والمشوِّهين والمفبرِكين والكاذبين، وشافية لكل باحث عن الحقيقة، حيث قال “ما دمت تتمتع بالدعم الشعبي فإن هذا يعني أنك تدافع عن الشعب .. إذا قاتلتهم .. فإنهم سيتحولون ضدك .. هذا ما يقوله المنطق والحس السليم”. وتأتي هذه الردود السياسية المفحمة والشافية للرئيس السوري متزامنة مع الردود الميدانية التي يرسلها الجيش العربي السوري لأعداء سوريا، حيث نجح في تحقيق تقدم لافت وكبير في ريفي درعا والقنيطرة مسيطرًا على المزيد من المساحات والتلال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق