في زاوية آراء وتحت عنوان "رأي الوطن .. سوريا وسباق الحسم"
نشرت صحيفة الوطن العمانية يوم 13/2/2015 مقالة جاء فيها:
لطالما كانت السياسة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا
بالميدان، وأن أي تطور بالأخير سلبًا أو إيجابًا يظهر صداه ورجعه مباشرة في
السياسة، فإن الظهور الجديد لستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي إلى سوريا
في دمشق ولقاءه الرئيس السوري بشار الأسد، لن يكون مثيرًا للدهشة خاصة وأن
عودة المبعوث الأممي إلى دمشق تأتي في ظل التطور الميداني اللافت والمائلة كفته
لصالح الجيش العربي السوري، حيث أعلنت الحكومة السورية أنها باشرت عملية عسكرية
بالجنوب لتطهير الأراضي السورية في ريف درعا والقنيطرة بالجولان السوري المحتل من
الإرهاب، واستعادة هذه المناطق التي بالفعل استطاعت قوات الجيش العربي السوري
تطهير العديد من القرى في ريف درعا والقنيطرة وتلحق ضربات نوعية بالتنظيمات
الإرهابية المسلحة، بالتزامن مع مكاسب ميدانية لافتة في شمال سوريا في مدينتي
الحسكة وحلب وريف دمشق. كما تأتي هذه الزيارة وسط أنباء مؤكدة عن نجاح قوات الجيش
العربي السوري في إحكام الطوق على التنظيمات الإرهابية في مدينة حلب ومحاصرتها
وخنقها على غرار ما حصل في مدينة حمص.
إذًا، ليس مصادفة وصول دي ميستورا في
هذا التوقيت الذي يشهد تحولًا نوعيًّا في العمليات العسكرية والميدانية للجيش
العربي السوري، وتغيرًا لافتًا في الوعي الشعبي الذي كان بعضه يمثل حاضنة للإرهاب
متسببًا بصورة مباشرة في إلحاق الأذى بالشعب السوري والمآسي والكوارث، وإنما هذا
الوصول له دلالاته، فهو تكرار للوصول السابق أثناء نجاح الجيش العربي السوري في
فتح صفحة جديدة في سجل انتصاراته في مدينة حلب، حيث هب المبعوث الأممي مسرعًا
لتقديم مبادرته التي أسماها “تجميد القتال” بحلب في سباق مع الزمن لفك الحصار
وإيجاد مخرج آمن للتنظيمات الإرهابية في المدينة لكونها كانت أقوى الرهانات لمعسكر
التآمر والعدوان في تعديل الموازين على الأرض وترجيح كفة الإرهاب، وبالتالي القدرة
على مساومة الحكومة السورية وابتزازها.
من الواضح أن مؤدى عودة دي ميستورا
وإعادة حديثه عن تجميد القتال له ارتباطه بالتحول النوعي في الجنوب السوري في درعا
والجولان المحتل وفي الشمال، من حيث إن النجاح في بعثرة المشروع في الجنوب وضرب جيوش
التكفير والإرهاب والارتزاق، سيكون رجعه في ضرب آخر بؤر الإرهاب في حلب والغوطة
وإدلب ودير الزور، وبالتالي انهيار مخطط تدمير سوريا وتحويلها إلى دولة فاشلة كما
حدث في ليبيا والعراق. بمعنى آخر، أن المطلوب الآن هو إيقاف أو على الأقل تعطيل
الجيش العربي السوري عن مواصلة دك بؤر الإرهاب وملاحقة فلوله لحين اكتمال تدريب
المجموعات الإرهابية في معسكرات التدريب المسماة كذبًا “المعارضة المعتدلة”
وإلحاقها إلى ما يسمى “داعش والنصرة” وغيرهما من أخوات تنظيم القاعدة، إلا أننا
على ثقة تامة بأن كافة محاولات الالتفاف على الدولة السورية ومصادرة الانتصارات
والمكاسب الميدانية التي يحققها الجيش العربي السوري سوف تبوء بالفشل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق