تحت عنوان "تهنئة للشعب الأوزبكستاني بالسنة الجديدة" نشرت
وكالة أنباء "UzA"
يوم 1/1/2016 النص الكامل لكلمة رئيس جمهورية أوزبكستان بهذه المناسبة، وهذه ترجمة
كاملة لها:
المواطنون الأعزاء !
لمن دواعي إرتياحي العظيمة، وفي هذه الدقائق المثيرة، أن أعبر لكم جميعاً عن
إحترامي الصادق، وأن أهنئكم من كل قلبي بقدوم العام الجديد، وأن أتمنى لكم الصحة
القوية، والتوفيق والكفاية لأسركم، وأن تتحقق كل آمانيكم.
وذهنياً ونحن نودع ونقيم الأحداث وما شهدناه في العام الماضي عندنا، أعتقد، أنه
هناك كل الأسس لأكون راضياً عن تنائج العام الماضي.
ولا يمكن أن لا تسعدنا الكيفية التي تتجدد وتنموا فيها مقدرات بلادنا،
ومكانتها في المجتمع الدولي، والتحولات الجارية، وكيف أصبحت المدن والقرى أجمل، ويرتفع
من عام لعام مستوى نوعية حياتنا، وإيماننا وقناعتنا بيوم الغد.
وأورد بعض الأمثلة فقط:
بين العديد من دول العالم، وبغض النظر عن تعميق الأزمة المالية والاقتصادية
العالمية، تصاعدت حركة نمو اقتصادنا في العام الماضي 2015 مثلها مثل السنوات العشر
الأخيرة بنسبة 8%، وزاد الدخل الواقعي للسكان بنسبة 9,6%، وزاد حجم الرواتب
والأجور، والرواتب التقاعدية، والمنح الطلابية والإعانات بنسبة 21,9%.
وهذا يشهد قبل كل شيء على صحة الطريق الذي اخترناه للتنمية، والذي حصل على
إعتراف دولي كالـ"النموذج الأوزبكي"، والمبني على الإصلاح الجذري ونشر
الديمقراطية في مجتمعنا، والتحولات الهيكلية، وتنويع وترشيد الاقتصاد، وتحقيق
أهدافنا العالية، والخروج إلى مستوى الدول الديمقراطية المتطورة في العالم.
وفي هذه الأمسية الرائعة، قبل حلول العام الجديد، لمن دواعي سروري الضخمة أن
أقدم كلمة شكر لكل الكادحين في المجالات: الصناعية، والبناء، والنقل، والإتصالات، وممثلي
قطاع الأعمال والمشاريع التجارية على عملهم بنكران ذات وبشكل لائق، وأن أهنئهم
بالعام الجديد.
وأن أقدم إحترامي الصادق، والإمتنان للجميع
مع التهاني برأس السنة الجديدة، ولكل من عمل في القطاع الزراعي، والكادحين في
القرى، على عملهم البطولي الذي أثمر في العالم المنتهي عن جمع محاصيل بلغت أكثر من
7 ملايين و500 ألف طن من الحبوب، و3 ملايين و350 ألف طن من القطن، ونحو 14 مليون
و500 ألف طن من الخضار والجبس، و4 ملايين و300 ألف طن من منتجات زراعة البستنة، وكان
بدوره إسهام كبير لتحقيق الوفرة وإستقرار الأسعار في أسواقنا.
وأقدم أحاسيس الشكر الخاصة، والشكر والتهنئة بالعام الجديد للعلماء، وكل
المعلمين، والمربين، والأطباء، والممرضات، وكل ممثلي العمل الإنساني على عملهم
الطيب الذي لا يقدر بثمن من أجل رفع معنويات، وتوفير الصحة الجسدية، والغنى الفكري
للناس لدينا.
وأقدم تمنياتي الصادقة وتهنئتي بالعام الجديد للعسكريين في جيشنا المجيد،
وقوات حرس الحدود، والشؤون الداخلية، وخدمات الأمن، والحالات الطارئة، وأجهزة حفظ
الأمن، الذي يحرصون على الدفاع عن أمن حدودنا، والعمل السلمي لشعبنا.
الأصدقاء الأعزاء !
لا توجد ضرورة للتحدث اليوم عن كيفية والشكل المتقدم الذي يغير الوقت ونحن
معكم نتغير، وتتغير قناعاتنا، وعلاقتنا بالعالم المحيط بنا والعمل الخاص، ويتصاعد
الوعي السياسي والمواطني. ونحن معكم ومنذ زمن بعيد لم نعد أولئك الناس الذين كانوا
في تسعينات لقرن الماضي، ومنذ السنوات الأولى لإستقلالنا. والأهم أننا حصلنا كل
يوم على خبرات، وفهمنا أن كل ما حققناه خلال السنوات الماضية، هو من إنجازاتنا
ونجاحاتنا، هو قبل كل شيء عملنا، وعمل المواطنين بغض النظر عن القومية، وعن الدين،
وعن القناعات.
ولتقديم نتائج ما قمنا به من دون أي تضخيم يجب القول أن إنجازنا الكبير في
العام الماضي كان السلام والإستقرار، والتفاهم بين القوميات وبين المواطنين الذي تعززه
خطوة خطوة، أجواء الإحترام المتبادل والطيبة، السائدة في بيتنا المشترك.
وأنتهز هذه الإمكانية لأكرر مرة أخرى. أن ثقتنا معكم بيوم الغد، وما نعقد عليه
من آمال، هم الأولاد العزيزين علينا جميعاً، وشبابنا. وبقدر ما نوليهم الإهتمام،
ومرة أخرى الإهتمام بالوسائل من أجل إعداء الجيل الصاعد، الذي يلبي أحدث المطالب،
ويفكر بشكل مستقل، والغني فكرياً، وهم الشباب المخلصون لوطنهم، ومن دون أي شك، نحن
نقترب من الأهداف التي وضعناها أمامنا.
أصدقائي الأعزاء !
نحن، وفي كل الدقائق القلقة هذه وبجهد كبير نتظر قدوم العام الجديد. نود، أن
يأتي لنا بالصحة، والكفاية والسعادة لبيتنا، والسلام والهدوء للبلاد.
وأنا مقتنع بأنه عندنا كل الأسس لنتوقع أن يكون العام الجديد 2016 مثمراً
أكثر، من العام الماضي 2015. ومن أجل ذلك أحدثت خلال المرحلة الماضية في البلاد قاعدة
قوية ومستقرة، وأساس للسنوات القادمة، وتكونت خبرات كبيرة لحل وتجاوز القضايا
الممكنة والصعوبات في العام القادم.
وعندما نتحدث عن المشاكل والصعوبات الجدية، التي من الضروري تجاوزها، لابد من الحديث
بالدور الأول عن العوامل الخارجية، مثل: تجاوز الأزمة المالية والاقتصادية
العالمية، والتي حافظت على عدم الإستقرار غير المتوقع في الأسواق العالمية، مع تصاعد
تهديدات الإرهاب والتطرف، والمواجهات والصراعات في مختلف المناطق، وكل هذه القضايا
الحادة اليوم من التغيرات الصعبة تقع على أكتاف الكثير من الدول في العالم، ومن
ضمنها بلادنا.
وبغض النظر عن هذه القضايا، فإن توقعاتنا وحساباتنا تقع في أسس خططنا، وتراعي
في العام المنتظر نمو الاقتصاد بنسبة 7,8%، ونمو الدخل الواقعي للفرد من السكان بنسبة
9,5%، وستنمو الأجور والرواتب، والرواتب التقاعدية، والمنح الطلابية والإعانات من كافة
المصادر بنسبة 15%.
ويجب القول أنه روعي في مصاريف المجال الإجتماعي، الذي يتضمن الأنفاق على
العلوم، والتعليم، وحماية الصحة، والثقافة، والرياضة، والضمان الإجتماعي، في عام
2016 حجم كبير، مقارنة بعام 2015 وبلغ نسبة 59,1% من النفقات الإجمالية.
وسيتم في العام القادم، ومن خلال كل المصادر التمويلية توظيف في الاقتصاد ما يعادل
17 مليار و310 مليون دولار من التوظيفات الرأسمالية، نسبة 23,5% منها إستثمارات
أجنبية، وهو ما يشهد بالدور الأول على نمو ثقة رؤوس الأموال الأجنبية بنمو
اقتصادنا.
وفي العام الجديد روعي الإنتهاء من بناء وإدخال حيز الإستثمار 164 موقع إنتاجي
ضخم بكلفة إجمالية تبلغ 5 مليارات و500 مليون دولار.
ومن ضمنها تجب الإشارة إلى مشاريع هامة جداً، مثل: بناء توربينين يعملان على
الغاز بقوة 450 ميغاوات لكل منهما في محطة تاليمرجان الحرارية لتوليد الطاقة
الكهربائية، وفي محطة أنغرين الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية وحدة للطاقة بقوة
150 ميغاوات، وفي مصنع ألماليك لاستخراج وتصنيع المعادن فرن للصهر قوته الإنتاجية
70 ألف طن من النحاس.
وفي عام 2016 وبمساعدة الشركاء الصينيين سينتهي بناء نفق للسكك الحديدية في
ممر "كامتشيك"، وسينفذ حلمنا القديم معكم، وهو المواصلات بالسكك
الحديدية الخالية من المتاعب للجزء الرئيسي من بلادنا مع وادي فرغانة. وإلى هذا
يجب إضافة أنه في عام 2016 سيمتد خط السكك الحديدية السريع طشقند – سمرقند إلى
مدينة بخارى.
وروعي في الشركة المساهمة "جنرال موتورز – أوزبكستان" إستيعاب خط إنتاج
السيارات الخفيفة موديل "Т-250"، وإنتاج 80 ألف طن من خام الكبريت المحبب في
السنة بمصنع تكرير الغاز في مبارك.
وبالإضافة لذلك روعي تنظيم إنتاج التراكتورات الحديثة، والهواتف المحمولة
المعدلة الجديدة، والكمبيوترات اللوحية، والكمبيوترات المحمولة، والتلفزيونات، والثلاجات،
ومكيفات الهواء، وغيرها من أجهزة الإستعمال اليومي الكهربائية، وأنواعاً واسعة أيضاً
من العقاقير الطبية الوطنية.
وفي العام القادم سيضاف إلى حظيرة طائرات شركة الخطوط الجوية القومية
"أوزبكستون هوا يوللاري" طائرتي "بوينغ – 787" من الجيل
الجديد، وهو مايشكل خطوة هامة على طريق تطوير الطيران المدني في بلادنا.
ويمكن تقديم الكثير من هذه الأمثلة.
وأوساطنا الإجتماعية وبكثير من الحماس تدعم إعلان عام 2016 في البلاد عاماً
لصحة الأم والطفل. وهذا شاهد منظور عن صواب الفكرة نفسها "إذا كانت الأم
والطفل سليمين فالأسرة ستكون سعيدة، وبالأسرة السعيدة، يزدهر المجتمع"، وأنها
تتفق مع تطلعات ومصالح شعبنا.
مواطني الأعزاء !
رمزياً أعانقكم جميعاً، ومرة أخرى ومن كل قلبي أهنئكم بالعام الجديد 2016.
وليأتي العام الجديد بالطيبة والكفاية، والسعادة والفرح لكل أسرة !
وليخيم السلام والهدوء على بيوتنا، وعلى أرضنا المباركة، ولتخيم السماء الصافية
على وطننا !
الصحة، والنجاح والتوفيق لنا جميعاً في العام الجديد !
سنة جديدة سعيدة، أصدقائي الأعزاء، مع سعادة جديدة !
إسلام كريموف،
رئيس جمهورية أوزبكستان
ترجمها إلى اللغة العربية أ.د. محمد البخاري، طشقند، 9/1/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق