الاثنين، 1 فبراير 2016

الفنان التشكيلي محمد غنوم: سنبقى نقدم الحضارة والفن على الرغم من الحرب والإرهاب


تحت عنوان "الفنان التشكيلي محمد غنوم: سنبقى نقدم الحضارة والفن على الرغم من الحرب والإرهاب" نشرت وكالة "سانا" من دمشق يوم 27/2016 خبراً كتبته: شذى حمود، وجاء فيه:

بدعوة من جمعية أصدقاء الفن، والثقافة العربية في مدينة هايدلبرج بألمانيا افتتح مؤخرا الفنان التشكيلي الدكتور محمد غنوم معرضه الاخير الذي حمل عنوان “عزف منفرد على الخط العربي” في غاليري “أرابيسك” حيث غصت القاعة بالمهتمين بالثقافة والفن الشرقيين والعربيين إضافة إلى نقاد ومتخصصين بالفن والخط العربيين وكوكبة من وسائل الاعلام الألمانية المقروءة والمرئية.

وحول هذا المعرض تحدث التشكيلي غنوم في جلسة حوارية اليوم في صالة “الرواق” للفنون التشكيلية عن معرضه الثامن في ألمانيا والذي انجزه في ثلاثة اشهر حيث قال عند افتتاح هذا المعرض.. إننا في سورية قدمنا الحضارة للعالم أجمع ولا نزال نقدم حضارة وفناً وثقافة على الرغم من الحرب والارهاب اللذين يستهدفان ثقافتنا وحضارتنا.. وسنبقى نقدم الحضارة والفن مبينا انه اقام في ألمانيا 7 معارض منذ عام 1996 حتى 2015 لكن المعرض الاخير قدمه وهو يعيش الحزن بسبب الحرب الارهابية على سورية والهجوم العالمي على ثقافتنا وحضارتنا.


وبين غنوم الذي يعد واحدا من أهم الفنانين الحروفيين في الفن العربي المعاصر ان معرضه الاخير الذي قدمه امام الجمهور الالماني الذي جاء ليرى الجمال والابداع ضم ستا وعشرين لوحة بقياسات مختلفة بالوان الاكريليك على القماش جسد من خلالها دمشق وتدمر وإيبلا واوغاريت ومعلولا والوطن والغربة والحب وآيات قرآنية وأشعارا تمجد الجمال والحب والحياة رافقه عزف مؤثر على الكمان للفنان السوري علي مورلي اضافة الى قيامه بورشتي عمل في الخط العربي في إطار سعيه لتعميم ثقافة الحرف العربي وجمالياته موضحا ان هناك ثلاث صحف مهمة بألمانيا ومنها جريدة “الديفلت” كتبت مقالات طويلة عن معرضه الذي سيتجول في عدد من المدن.


واعتبر غنوم الذي قدم نحو ستة وستين معرضاً في سورية وعدد كبير من دول العالم ان هذه التجربة مهمة ضد هذا التيار الجارف الذي يحاول تدمير هويتنا وثقافتنا وحضارتنا وفننا مبينا اننا منذ الاف السنين نقدم الثقافة والحضارة لافتا الى ان الفنان التشكيلي يحمل لغة لا تحتاج الى ترجمة فاللغة البصرية يتذوقها الناس بطرق مختلفة.


وعن بداية تجربته الفنية قال غنوم.. علاقتي مع الفن التشكيلي بدأت منذ الطفولة كعاشق للرسم ولهذه اللغة البصرية الجميلة حيث احببته بمختلف اتجاهاته ومدارسه واساليبه وتقنياته اضافة الى حبي الخاص لرسم الحرف العربي منذ اليوم الاول في الصف الاول الابتدائي فبدأت ازخرف هذا الخط وأزينه واتحدث معه فكانت بداية عفوية فطرية تلقائية ولم اكن ادرك ان هذه الرسوم البسيطة ستكون منهجا لي فيما بعد لافتا الى انه في المراحل الدراسية الاخرى بدأ يشعر بقواعد الحرف العربي وأسسه ومقاييسه وأوزانه التي يجب التعرف عليها.

وبدأ غنوم يتتلمذ على يد عدد من الخطاطين السوريين منهم زهير منيني ومحمود الهواري ونجاة العلبي أما من درسه هذا الفن فهو شيخ الخطاطين الراحل حلمي حباب حيث وجد ان هذا النوع من الفن يحتاج الى دراية ودراسة وتمرين ومن ثم انتسب الى كلية الفنون الجميلة ليس عاشقا لها وانما رافض اي اختصاص آخر لانه لا يجد نفسه إلا في هذه الثقافة البصرية التي يعشقها منذ اليوم الاول من حياته الدراسية الا انه اختص بمجال العمارة الداخلية لانه وجد نفسه على انه يعرف في عدة مجالات بينما هذا المجال يجهله فأحب التعرف عليه.

وتحدث غنوم الحاصل على عدة جوائز عربية وعالمية عن نماذج من هذه الخطوط التي كان يستخدمها في لوحاته دامجا بين جمالية الخط وروعة اللون شارحا للجمهور أسباب استخدام هذا الخط دون آخر وجمالياته.

وختم بالقول.. ان نقابة الفنانين التشكيليين قدمت وما زالت تقدم رغم العقبات والصعوبات التي تواجهها جراء الحرب الارهابية الكثير للحركة التشكيلية في سورية متمنيا لها المزيد من التطور والنجاح.


الفنان التشكيلي أنور الرحبي امين سر اتحاد الفنانين التشكيليين قال.. ان الفنان التشكيلي غنوم هو صاحب صوت مشتعل بالضوء وعدة ألوان تندرج على مساحات أعماله فكثيراً ما كان يزاوج اللازوردي والأبيض والأحمر والبنفسجي ويغسل اللوحة بملامح العاطفة والحب والحياة.


يذكر أن الدكتور محمد غنوم من مواليد دمشق عام 1949 متخرج في كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق قسم التصميم الداخلي ويحمل دكتوراه فلسفة في علوم الفن طشقند عام 1992.. عضو المكتب التنفيذي لنقابة الفنون الجميلة حتى عام 2000.. الموجه الأول للتربية الفنية في سورية، ويشغل رئيس جمعية أصدقاء الفن في دمشق منذ العام 1996.. مدرس محاضر في كلية الهندسة المعمارية جامعة دمشق وحاصل على جوائز عديدة أهمها الجائزة الأولى في مهرجان الخط العربي طهران والجائزة الاولى للخط والموسيقا في فرنسا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق