الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

مهرجان شرق تارونالاري يقرب بين الشعوب والثقافات


طشقند 29/8/2017 ترجمه وأعده للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان ""شرق تارونالاري" يقرب بين الشعوب والثقافات" نشرت وكالة أنباء "UzA" ووكالة أنباء "Jahon" يوم 28/8/2017 تقريراً صحفياً كتبه: بيكزود هيداياتوف، وغالب حسانوف، وسرفار عماروف، (الصور) يولقين شمس الدينوف، جاء فيه:
جرت في سمرقند يوم 28 أغسطس/آب مراسم الإحتفال بإفتتاح المهرجان الموسيقي الدولي الـ 11 "شرق تارونالاري".
وفي هذه الأيام كانت سمرقند مكاناً إلتقت فيه مختلف الثقافات والشعوب، وسادت أجواء عيد مزدوج. فالإستعدادات الوثيقة جارية للإحتفال بالذكرى السنوية الـ 26 لإستقلال وطننا والمهرجان الموسيقي الدولي "شرق تارونالاري" وكلها أعطت المدينة مسحة جمالية خاصة. عيون سعيدة، وترفع مستوى الأحاسيس الحدائق والساحات الخلابة، والشوارع المحسنة، والأنوار البهيجة. والمدينة الممتلئة بالضيوف من كل أنحاء العالم، و يتحدثون بسعادةفي شوارعها عن أن سمرقند تقف على أعتاب عيد كبير.
... ومسجد بيبي خانم كالعادة دائماً مليئ بالضيوف من الدول الأجنبية، الهند، وأستراليا، والإكوادور، وألمانيا، وغيرها من الدول. وكلهم ينظرون بأشكال مختلفة، ويتحدثون بمختلف اللغات، وتجمعهم مشاعر سعادة مشتركة، وإنبهار هادئ وصادق. وقالت فنانة من فرقة “Zulya and the children of the underground” كولينا فيليب جون (أستراليا)، أنها جاءت إلى هنا قبل الفجر.
- السكان المحليون قالوا أن الصباح في سمرقند يبدأ من مسجد بيبي خانم، لأن أول أشعة الشمس تتساقط على قبته. ولهذا جئت إلى هنا هكذا مبكراً. ومثل هذه اللوحة الرائعة لايمكن رؤيتها في مكان آخر. ويمكن أن يكون الأمير تيمور العظيم وقف هنا حيث نقف نحن ونظر إلى قبة هذا الصرح الضخم، الذي شيد تكريماً لحبيبته ؟! أنا سمعت الكثير عن المدينة الساحرة. وبمجيئي إلى هنا اقتنعت بأن سمرقند هي أسطورة حية. وأوزبكستان أثارت لدي إنطباعات كبيرة. وأفخر بأني أشارك بمهرجان "شرق تارونالاري" العيد الذي انتظره طويلاً فناني كل العالم.
فالفن وسيلة للتعبير عن التطلعات، والسعادة والمخاوف، والقلق الداخلي للإنسان. وفي هذا الموسيقى قوية جداً ولغة مفهومة للجميع. والموسيقى تعرف وتقرب بين الشعوب والثقافات، وتقيم عرى صلات روحية قوية بينهم.
وكل من يزور سمرقند اليوم يمكنه الإحساس بأجواء العيد والصداقة السائدة هنا. والمهرجان الموسيقي العالمي "شرق تارونالاري"، أسس بمبادرة أول رئيس لبلادنا إسلام كريموف منذ 20 عاماً مضت، ويجري الآن للمرة الحادية عشرة.
وينظم المهرجان مرة كل عامين، وهو وسيلة مضمونة لتلبية حاجة شعوب العالم للحوار الثقافي.
28 أغسطس/آب، الساعة 19.10. سمرقند، ساحة ريجستان.


وتبدو مدرسة شيردار، وتيلاقاري، وميرزة ألوغ بيك تحت اشعة الشمس المشرقة أكثر روعة وعظمة. وهذه الآثار التاريخية تشكل معاً مجموعة نادرة، تعطي المهرجان روعة خاصة وروح عالية. والساحة مليئة بالمشاهدين الذين اجتمعوا للمراسم الإحتفالية بافتتاح المهرجان الموسيقي العالمي "شرق تارونالاري". ومن بينهم المشاركين وضيوف المهرجان، ومحبي الفنون، والعلماء والنقاد الموسيقيين، والصحفيين الوطنيين والأجانب، والسياح.
وبالتصفيق استقبل المشاركون بالمهرجان والضيوف رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرزيوييف.
وفي الساحة صدحت أصوات الكارناي والسورناي.
وأعطيت الكلمة لرئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرزيوييف.
وحيا قائد دولتنا المشاركين وضيوف المهرجان الموسيقي الدولي "شرق تارونالاري"، وأشار إلى الروح الإنسانية العميقة للمهرجان، وأهمية دور هذا المهرجان في تعزيز الصداقة بين الشعوب، وتطوير الحوار الثقافي، والحفاظ على تقاليد الموسيقى الكلاسيكية، وتمنى النجاح لأعمال المهرجان.
...وبدأ برنامج الحفل المسرحي الكبير المعد كريماً لافتتاح المهرجان الموسيقي الدولي. وصدحت فوق الساحة ألحاناً ساحرة، ودخلت إلى أعماق القلب والعقل، وأثارت الذكريات المضيئة، وتولدت أشكالاً سحرية، جلبت وراءها مسافات رائعة. وفي هذا قوة الموسيقى.
لماذا تتواحد في المهرجان شعوب العالم، ويجري في سمرقند بالذات ؟ والجواب المقنع على هذا السؤال نجده في التاريخ نفسه.
التجارة بين شعوب الشرق والغرب جرت منذ القدم عبر سمرقند، وهنا تقاطعت وجرى إغناء مختلف الثقافات. وأعتبرت هذه المدينة جسراً بين قسمي العالم، ومركزاً لطريق الحرير العظيم. وقاد التجار السمرقنديون القوافل إلى الصين، وإيران، ومصر، والهند، وبيزنطة. لتصبح مشهورة عبارة: "في الغرب روما، وفي الشرق سمرقند"، لأن لهاتين المدينتين دوراً كبيراً في مصير الإنسانية واشتهرت كـ"مدن أبدية".
وخلال سنوات حكم الأمير تيمور العظيم فتحت صفحات جديدة في تاريخ سمرقند. وفي عصر الأمير تيمور والتيموريين كانت سمرقند ليس عاصمة للدولة وحسب، بل ومدينة رائعة ومركز اقتصادي وسياسي وثقافي ضخم لكل الشرق.
وشيدت داخل جدران المدينة قصور كوك ساراي، وبوستان ساراي، وعملت ورشات الحرفيين، والأسواق، وكرفان ساراي، والمستشفيات، وغيرها من المنشآت الثقافية والإجتماعية. وذاع صيت حدائق بوغي بيخيشت، وبوغي ديلكوشو، وبوغي شومول، وبوغي بالاند، وغيرها في كل العالم. ومسجد بيبي خانم، وضريح الأمير تيمور، ومجموعة شاه زندة، ومدرسة ميرزة ألوغ بيك، والكثير غيرها من الآثار المعمارية التي تجذب حتى اليوم الرحالة من كل أنحاء العالم.
وكانت سمرقند أحد أضخم المراكز العلمية في ذلك الوقت، وبقيت فيها آثار أجدادنا العظام أمثال: ميرزة ألوغ بيك، وحجي أحرار والي، وقاضي زادة رومي، وعلي قوشتشي، وشرف الدين علي يازدي، ودولت شاه سمرقندي، وعلي شير نوائي، وعبد الرحمن جامعي، وغيرهم. ووطأت هذه المدينة أقدام الكثير من أبرز الشخصيات الحكومية، والقادة العسكريين، والناس المبدعين...

...والأغاني الأوزبكية الكلاسيكية والرقصات الحارة تهدي كل المشاهدين متعة حقيقية.
والفنون الموسيقية على أرضنا المقدسة كانت متطورة منذ القدم. والمؤرخ الشهير شرف الدين علي يازدي كتب في كتابه "ظافارنومه" عن الأمسيات الموسيقية بقصر الأمير تيمور: "مطربين بأعذب الأصوات غنوا مختلف الغزليات والمؤلفات. والترك، والويغور، والمنغول، والصينيين، والعرب، والفرس، كل منهم غنى على طريقته الخاصة".
واليوم من الصعب إيجاد في بلادنا قرية أو محلة، لايكون فيها مطربها، وموسيقيها. وفي كل أسرة أوزبكية تقريباً هناك آلة موسيقية، دوتار، دومبرا، دويرا، وهو ما يتحدث عن حب شعبنا اللامحدود للفنون.
وخلال سنوات الإستقلال جرت أعمالاً ضخمة وملموسة للدراسة العميقة ومستقبل تطوير الفنون الموسيقية القومية. وشاش مقام، وكاتا أشولا، واسكيا، كروائع للثقافة العالمية أدخلت في قائمة التراث غير المادي العالمي لليونسكو. وشيدت الكونسرفاتوريا الحكومية الأوزبكستانية، وعشرات المسارح وقصور الثقافة، والكوليجات والليتسيهات، وعشرات المدارس الموسيقية والفنية. وتساعد الكثير من المسابقات والمهرجانات على اكتشاف المواهب الشابة، وتلهمهم للوصول إلى حدود جديدة.
ويعتبر المهرجان الموسيقي الدولي "شرق تارونالاري" مثالاً ساطعاً على الإهتمام الخاص التي توليه بلادنا للموسيقى والفنون.
- وقال أحد العمال القدماء تولقين أحمد جانوف من سمرقند: نحن في كل مرة ننتظر بفارغ الصبر مهرجان "شرق تارونالاري"، وهذا المهرجان أصبح رمزاً لعيد الفنون العالمي، وحسن ضيافة وحب العمل لدى شعبنا. و"شرق تارونالاري" بواسطة الفنون يدعو كل الشعوب للحياة بصداقة وتلاحم.  ولهذا يعرف هذا المهرجان ويحبونه وينتظرونه في كل قارات العالم.

وشخصية هذا المهرجان تنمو، وتتوسع جغرافية المشاركين فيه. ومن عام لعام يزداد اهتمام الدول، والمنظمات الدولية، والشخصيات الفنية المشهورة به ويشاركون فيه. وإذا شارك في المهرجان الأول الذي جرى في عام 1997 مندوبين من 31 دولة، فحضر للمنتدى الحالي فنانون من 60 دولة تقريباً. ويجري المهرجان تحت رعاية اليونسكو، وهذا يشهد على شخصيته العالية.
هناك الكثير غيره من المهرجانات الموسيقية المشهورة والمعترف بها في العالم. ولكن "شرق تارونالاري" يشغل مكانة خاصة وسطها لأنه يضم كل الأشكال الفنية، الموسيقى، والأغاني، والرقصات. وفرادة هذا المهرجان يشير إليها بشكل واسع المشاركون فيه من مندوبي كل قارات العالم.
...والمشاركة أصبحت حارة أكثر. والأغاني الكلاسيكية، والموسيقى الفلكلورية، والرقصات القومية، تقلق القلوب. والمشاهدون يغنون مع الفنانين.
- وقال عضو الفرقة الموسيقية “Chotаmadre” إدغار إدواردو (الإكوادور): "شرق تارونالاري" بفضل أهميته يعزز السلام والصداقة، ومستقبل توسيع الصلات الثقافية بين الشعوب، ويدخل في عداد أفضل المهرجانات الهامة في العالم، وهذا المهرجان الحادي عشر جمع في مكان واحد موسيقيين وعازفين من كل أنحاء العالم، وهيأ ظروفاً متساوية لعرض إبداعاتهم. والمستوى العالي لتنظيم المهرجان يستحق كل المديح. والطبيعة التقليدية لهذا المهرجان الدولي أيضاً تشهد على الإهتمام الخاص الذي توليه أوزبكستان لتطوير الثقافة.
والسياح الذين حضروا إلى سمرقند العريقة ينظرون بوقار إلى ريغستان. ويقفون لساعات أمام هذه المجموعة الرائعة والعظيمة، ويسمعون بانبهار الموسيقى السحرية الصادحة حوله...

"شرق تارونالاري" يساعد على الحفاظ وتطوير منجزات شعوب العالم في مجال الموسيقى، وبواسطة الفنون يعزز الصداقة والصلات الثقافية بين الشعوب، ويوحد الناس حول الأفكار الطيبة، ويساعد على دعم المواهب الشابة ومستقبل تعزيز الصلات الإبداعية الدولية.
والمشاركون في المهرجان الموسيقي الدولي إلى جانب العروض على المسرح الرئيسي في ساحة ريغستان يقدمون برامج حفلاتهم أيضاً في مناطق: أكدارينسك، وسمرقند، وباسدارغوم، وجامباي. وتجري لقاءآت في الحدائق والساحات، والمسارح، وغوزارات المحلة، والمدارس الموسيقية والفنية للأطفال.
المشاركون وضيوف عيد الموسيقى سيزورون الآثار التاريخية الفريدة في سمرقند، والأسواق المليئة بالمنتجات المنتجة في بلادنا، ويطلعون على النجاحات الضخمة المحققة بالعمل البطولي لشعبنا خلال سنوات الإستقلال، وأعمال التشييد الواسعة الجارية.
وتصدح في كل العالم، موسيقى الشرق!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق