السبت، 2 سبتمبر 2017

كلمة الرئيس الأوزبكستاني بمناسبة الذكرى الـ 26 لاستقلال جمهورية أوزبكستان


طشقند 2/9/2017 ترجمها وأعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "كلمة رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرزيوييف خلال الإحتفال المكرس للإحتفال بالذكرى الـ 26 لاستقلال جمهورية أوزبكستان" نشرت وكالة أنباء "Jahon" ووكالة أنباء "UzA" يوم 31/9/2017 نص الكلمة وهذه ترجمتها بالكامل:


المواطنون الأعزاء!
الضيوف المحترمون!
سيداتي وسادتي!
إسمحوا لي بهذا اليوم الرائع أن أهنئكم بصدق ومن كل قلبي ومن خلالكم كل شعبنا بأعظم عيد عزيز علينا، يوم الإستقلال، وأن أعبر لكم عن أفضل تمنياتي.
منذ 26 عاماً مضت أعلن أول رئيس لبلادنا، شخصية الدولة والسياسي البارز إسلام عبد الغنييفيتش كريموف عن إستقلال دولة جمهورية أوزبكستان.
وفي هذا اليوم ظهرت على خارطة العالم دولة مستقلة ذات سيادة، هي جمهورية أوزبكستان.
وتاريخ وطننا الذي يعود لآلاف السنين بدأ مرحلة جديدة، مرحلة الحرية والإستقلال والإنبعاث القومي والتطور.
واليوم نحلل ماقطعناه من طريق مجيد صعب معاً خلال سنوات الإستقلال، الذي اختاره شعبنا، ويمكننا بفخر القول أننا أصبحنا نملك مصيرنا، وخلال فترة تاريخية قصيرة حققنا نجاحات ضخمة وامتلاكنا مكانة لائقة في المجتمع الدولي، وفي توفير حقوق وحريات الإنسان، وبعث الدولة القومية والقيم الروحية، وديننا المقدس، والعادات والتقاليد.
ونحن في هذه الأيام ومن كل قلبنا نتذكر مرة أخرى الخدمات التاريخية الكبيرة لمؤسس دولتنا المستقلة إسلام عبد الغنييفيتش كريموف التي قدمها لتحقيق المستويات العالية.
واليوم في عاصمتنا الرائعة، مدينة طشقند، وعلى الساحة أمام مقر الرئيس في آق ساراي قمنا بتدشين نصب إسلام عبد الغنييفيتش التذكاري. ويوم 2 سبتمير/أيلول ستجري مراسم تدشين النصب التذكاري لأول رئيس أيضاً في سمرقند، حيث ولد وترعرع.
كما ونقترب من إنهاء العمل في إقامة نصب تذكاري بقارشي، وتشييد مجمع تذكاري في سمرقند وإقامة المراسم الإحتفالية لتدشينها بتاريخ 30/1/2018 في يوم الذكرى الـ80 لميلاد إسلام عبد الغنييفيتش.
ونحن جميعاً مقتنعون من أن الذكرى الخالدة لأول رئيس، ونحن جميعاً مقتنعون من أن الذكرى الخالدة لأول رئيس لأوزبكستان ستبقى حية دائماً في قلوب شعبنا.
المواطنون المحترمون!
من دون شك نحن جميعاً نعي جيداً أنه تقف أمامنا اليوم مهام أكثر أهمية لتوفير السلام والهدوء في البلاد، والحياة الكريمة لشعبنا.
والأوقات الراهنة سريعة التغيير، عندما تتعقد على الساحة الدولية المنافسات، التي تحتاج منا جميعاً التفكير بطريقة جديدة، والعمل أكثر تلاحماً.
وإنطلاقاً من هذه المهام ومن أجل أن نرفع مستوى تطوير بلادنا إلى مستوى جديد وأكثر أصدرنا استراتيجية العمل في خمس مستويات تتمتع بالأفضلية لتطور جمهورية أوزبكستان للأعوام الممتدة من 2017 وحتى عام 2021.
وهذه الإستراتيجية حددت كإتجاه أساسي تطوير الدولة وبناء المجتمع، وتأمين سيادة القانون وإصلاح نظم المحاكمات والحقوق، ومستقبل تطوير المجالات الاقتصادية والإجتماعية، وتوفير الأمن، والتفاهم بين القوميات والتسامح بين الأديان، والإستمرار بالسياسة المدروسة بعمق، والمبنية على مبادئ الحوار العملي والتعاون المتبادل.
ومبدأ استراتيجية العمل "ليس الشعب الذي يخدم أجهزة الدولة، بل أجهزة الدولة يجب أن تخدم الشعب" حدد كأهم الإتجاهات التي تتمتع بالأفضلية في سياسة الدولية.
وأولاً، اليوم يزور الحكام على مختلف المستويات، والمسؤولين في الوزارات والإدارات، وأجهزة النيابة العامة، وأجهزة المحاكم والحقوق، وأجهزة الشؤون الداخلية، والنواب وأعضاء مجلس الشيوخ، المناطق ليقدموا تقارير إلى الشعب عن نشاطاتهم.
وأثناء قيامهم بجولاتهم يدرسون في كل محلة القضايا الحياتية للناس ويقومون وفقاً للنصوص القانونية بتقديم المساعدة العملية لحلها.
وثانياً: نحن نعير إهتماماً كبيراً لترشيد وتقدم اقتصادنا، وإنتاج منتجات قادرة على المنافسة، ورفع مستوى القدرات التصديرية للبلاد والتوصل على هذا الأساس إلى مكانة لائقة وقوية في الأسواق العالمية.
وتجدر الإشارة إلى أنه مع هذا الهدف وخلال فترة قصيرة مضت وفي إطار برنامج التطوير الاجتماعي والاقتصادي بدأ تنفيذ الكثير من المشاريع، وتشيد المصانع الحديثة بتكنولوجيا رفيعة، وتوفر فرص العمل الجديدة.
والتحولات الهيكلية الجارية في مجال الزراعة هي أيضاً مرتبطة مباشرة بتطورنا اليوم وغداً.
وكما هو معروف لكم نحن امتنعنا عن المداخل التقليدية في توظيف المنتجات الزراعية، ونوجه الإستثمارات نحو إنتاج منتجات موجه نحو التصدير، وهو مايخدم نمو دخل فلاحينا ومزارعينا.
ومن أجل توفير الإستدامة في تطور البلاد وإنطلاقاً من مبدأ "إذا الشعب غني، فهذا يعني أن الدولة ستكون غنية وقوية" أحدثت اليوم إمكانات جديدة وتسهيلات لتطوير العمل الحر والتحسين الجذري لأوساط الأعمال.
والأهم كلنا سعداء لأن الآلاف من مواطنينا وقبل كل شيء الشباب يحصلون من هذه المجالات على مصدر للدخل والتوفيق من خلال الأعمال الخاصة، وقاعدة قوية لرفع مستوى رفاهية الشعب.
وثالثاً: تجري أعمالاً كبيرة لتحسين أوضاع الإجراءآت المترتبة في المجالات الإجتماعية، وخاصةلتلك التي تثير لدى الناس شكاوي غير كبيرة، الصحة، والتعليم، وتوفير الغاز الطبيعي للسكان، والطاقة الكهربائية، ومياه الشرب، وفي مجالات الخدمات العامة، وبناء الطرق، ونشاطات أجهزة الشؤون الداخلية.
ومن أجل حل القضايا الحادة والهامة ولتوفير حياة كريمة للسكان إصدرنا برنامجاً خاصاً للسنوات الممتدة من عام 2017 وحتى عام 20121.
ووفقاً له سيبنى في المدن 1136 مبنى متعدد الطوابق، وفي الأرياف أكثر من 100 ألف بيت وفق المشاريع المجددة.
ومما يسعد أنه في هذه الأيام يحتفل أكثر من 5 آلاف أسرة ريفية بالسكن الجديد في مثل هذه البيوت، التي شيدت خلال العام الجاري.
وعندما يدور الحديث عن نتائج إستمرار هذه الأعمال، أود الإشارة إلى أن العيش مع مخاوف الناس مستقبلاً سيكون معياراً رئيسياً بالنسبة لنا ومهمة هامة جداً.
لأن الناس تريد أن ترى نتائج إيجابية للتحولات ليس في المستقبل البعيد، بل اليوم، والتمتع بهذه الفوائد الآن.
وتنفيذ مطالب الشعب هذه يجب أن تكون واجب كل مسؤول.
 ورابعاً: في مركز إهتمامنا هناك مهمة رفع مستوى نشاطات البرلمان إلى مستوى جديد، ومؤسسات المجتمع المدني الهامة كذلك، مثل: الأحزاب السياسية، والمنظمات الإجتماعية.
وجزئياً، من الضروري الإشارة إلى أن تنفيذ قرارات ومراسيم رئيس الجمهورية المتخذة خلال الآونة الأخيرة حول تطوير نشاطات صناديق "محلة" و"نوراني"، ولجنة النساء، ومنظمة الشباب، بدأ يعطي نتائجه الأولى.
ومن أجل توفير حقوق ومصالح الجيل الشاب من كل الجوانب أحدث إتحاد شباب أوزبكستان. وفيما يتعلق بهذا أود التوقف عند الأعمال الجارية لرفع مستواه ودوره وشخصيته في حياة مجتمعنا، فقد قدمت للمنظمة تسهيلات وإمكانيات جديدة.
وخاصة تربية جيل سليم ومتلائم التطور، وشباب هادف ونشيط، يأخذ على عاتقه المسؤولية عن مصير ومستقبل الوطن، ويوجه نحو هذا كل معارفه ومقدراته، وهذه مسألة رئيسية بالنسبة لنا.
ونحن على ثقة من أن إتحاد شباب أوزبكستان في نشاطاته سيبرر حتماً ثقتنا، وبالدور الأول الجيل الصاعد.
وآخذين بعين الإعتبار مطالب الوقت ومطالب مجتمعنا يجري تنفيذ إصلاحات جذرية في مجالات العلوم والتعليم. ويتغير جذرياً نظام التعليم المدرسي، ويعاد نظام التعليم للسنوات الـ 11 في مدارس التعليم المتوسط العام. وفي جملة من المناطق في البلاد تنظم مؤسسات تعليم عالي جديدة، ومراكز علمية وإبداعية. وتم زيادة حصة القبول للتعليم في مؤسسات التعليم العالي. وأعيد نظام التعليم المسائي وبالمراسلة في نظم التعليم العالي.
وتحل كذلك أهم المسائل المقلقة بالنسبة لنا، والمبنية على إصلاحات نظام التعليم قبل المدرسي.
وخلال السنوات الـ 3 والـ 4 القادمة وضعنا أمامنا مهمة أن يشمل بالكامل كل الأطفال في سن روضة الأطفال في بلادنا، والتربية في هذه المؤسسات التعليمية حتماً سنحققها. وفي الوقت الراهن تعد لذلك برامج حكومة خاصة.
وخامساً: في بلادنا على أساس مداخل جديدة تجري أعمال موجهة نحو تعزيز السلام والإستقرار، والتفاهم المدني بين القوميات في المجتمع، والتصدي لتهديدات التطرف والإرهاب.
ونعطي أهمية كبيرة لعودة أولئك الذين ضلوا عن الطريق الصحيحة إلى الحياة السليمة، الذين وقعوا بسبب الجهل وعدم توفر الخبرة الحياتية تحت تأثير الأفكار والاتجاهات الهدامة.
وعلينا أن لا ننسى واحدة من الحقائق الحياتية: إذا نحن لم نظهر سعة الصدر مع هؤلاء الناس، ونعتبرهم "سيئين"، وإن لم نمد لهم يد المساعدة، سيبقون منبوذين في المجتمع.
ولمنع حدوث ذلك، ومن أجل أن تتعزز الأجواء السليمة في مجتمعنا، علينا تطوير الحياة الروحية، والقيام بأعمال نشيطة لتربية الشباب، وحمايتهم من مختلف التأثيرات السلبية.
وأعتقد أن الإجراءآت العملية التي اتخذناها معلومة لكم جيداً، والموجهة نحو رفع مستوى فاعلية أعمال التنوير الروحية، ومستقبل تطوير نشاطات الأجهزة في مجالات: الثقافة والفنون، والإتحادات الإبداعية ووسائل الإعلام الجماهيرية، وتشجيع عمل العاملين فيها.
ومع ذلك نحن نعطي أنفسنا تقريراً عن الأعمال الضخمة التي قمنا بها في كل هذه الإتجاهات، بأنها بداية فقط لمرحلة جديدة من الإصلاحات.
ومن أجل تحقيق نتائج واقعية علينا جميعاً العمل بإخلاص، وأن لا نبخل لا بالقوة ولا بالمعرفة، وأن نظهر المبادرة.
وسعة وعمق المهام التي وضعناها أمامنا اليوم، تحتاج منا خلال السنتين القادمتين تعبئة كل إمكانياتنا ومقدراتنا. وهذا ماينتظره منا شعبنا.
وسيبقى في مركز إهتمامنا دائماً تقوية السلام والهدوء في المجتمع، وأجواء الإحترام والتفاهم المتبادل، والإستمرار في تعزيز قواتنا المسلحة.
أصدقائي الأعزاء!
اليوم عندما نستخدم طرقاً ومداخل جديدة لترشيد بلادنا من كل الجوانب، وتعميق التحولات الهيكلية والإصلاحات الديمقراطية، ومستقبل تعزيز إستقلال وطننا، نحن نفهم جيداً، أن نجاحات تحولاتنا مرتبطة أيضاً بعوامل خارجية.
ولهذا يبقى الإتجاه الهام في السياسة الخارجية الأوزبكستانية تطوير علاقات الصداقة وتعاون المنافع المتبادلة مع الدول الأجنبية البعيدة والقريبة، وقبل كل شيء مع دول آسيا المركزية.
ومنتهزاً المناسبة اسمحوا لي بالتعبير باسم كل شعبنا عن الشكر للمشاركين في احتفال اليوم من سفراء الدول الأجنبية، ومندوبي المنظمات الدولية في أوزبكستان، والضيوف الأجانب، وأن أوجه تحية صادقة وتهنئة لشعوب كل دول العالم.
المواطنون الأعزاء!
اليوم شعبنا إلى جانب عيد الإستقلال يحتفل بسعادة كبيرة أيضاً بعيد الأضحى المبارك.
ولتصادف هذين العيدين المنيرين فكرة رمزية خاصة.
وأنتهز الفرصة مرة أخرى لأهنئكم بصدق أعزائي بالأعياد الحالية الرائعة.
ومن على هذه المنصة العالية أنحني أمام شعبنا الشجاع والنبيل، مشيد ومبدع كل نجاحاتنا، ومستقبلنا العظيم.
وأود أن أعبر عن أعمق وأصدق تمنياتي:
ليبقى في كل أسرة وفي كل بيت في بلادنا الرائعة السلام والرفاه!
وليزدهر دائماً وطننا أوزبكستان!
وليبقى إستقلالنا إلى الأبد!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق