الخميس، 21 سبتمبر 2017

تحدث الرئيس الأوزبكستاني أمام الدورة الـ 72 للأمانة العامة بمنظمة الأمم المتحدة


طشقند 21/9/2017 ترجمها وأعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "رئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف يتحدث أمام الدورة الـ 72 للأمانة العامة بمنظمة الأمم المتحدة" نشرت وكالة أنباء "UzA" ووكالة أنباء "Jahon" يوم 20/9/2017 الخبر التالي:


تحدث رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرزيوييف يوم 19/9/2017 أمام الدورة الـ72 للأمامنة العامة بمنظمة الأمم المتحدة.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة قائد دولتنا.
السيد الرئيس المحترم!
أصحاب السعادة !
السيدات والسادة!
إسمحو لي أن أعبر عن شكري الصادق على الإمكانية التي أتيحت لي للتحدث من على هذا المنبر الرفيع لمنظمة الأمم المتحدة.
منذ عدة اسابيع مضت احتفل شعبنا بشكل واسع بالذكرى الـ 26 لإستقلال دولته.
واليوم تتطور أوزبكستان بشكل دائم. وتحافظ بعناية على حكمة الأجيال السابقة، ونحن ماضون بوعي نحو الإصلاحات الحاسمة، وملتزمين بتشكيل مظهر جديد للبلاد.
وينمو النشاط السياسي، وتجري إصلاحات عميقة في جميع المجالات. والهدف منها بناء الدولة الديمقراطية والمجتمع العادل، حيث يتمتع بالأفضلية تحقيق المبدأ البسيط والواضح "مصالح الإنسان قبل كل شيء".
وكان من نتائج المناقشات الشعبية اقرار إسترتيجية الخمس سنوات لتنمية أوزبكستان.
ونحن نظرنا أثناء إعدادها إلى أنفسنا من جانب، ليس من أجل أن نقيم إيجابياً فقط مقدراتنا وإمكانياتنا فقط، بل وأن نصب إهتمامنا البالغ على سوء تقديرنا وأخطائنا.
والإستراتيجية هي برنامج للعمل والتجديد الواقعي. وهي الآن موضع التنفيذ في الحياة.
وأعلن عام 2017 في بلادنا عاماً للحوار مع الشعب ومصالح الإنسان.
وهدفنا هو تعزيز الآليات التي تنقل السلطة للشعب في البلاد ليس إسمياً بل واقعاً.
ونحن مقتنعون وبعمق: بأنه ليس على الشعب خدمة أجهزة الدولة، بل على أجهزة الدولة خدمة الشعب.
وفي كل الأماكن أحدثت المكاتب الشعبية والإلكترونية لمراجعة الرئيس. وعن طريقها استطاع أكثر من مليون مواطن حل قضاياهم الحيوية.
وبالتعاون مع منظمة العمل الدولية اتخذت إجراءآت حقيقة لاجتثاث عمل الأطفال والعمل الإلزامي.
ومن نتائج زيارة المفوض السامي لمنظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السيد الحسين كان اعداد برنامج إجراءآت لتعزيز ضمانات حماية حقوق الإنسان.
وألغي تراث الماضي الذي عفى عنه الزمن بالكامل مثل: تأشيرات الخروج، التي تحد من حرية الحركة.
وجرى تفعيل الحوار المفتوح مع المنظمات غير الحكومية القومية والدولية في مسائل حماية حقوق الإنسان.
وإنطلاقاً من المبادئ الإنسانية أعيد النظر بالكثير من الحوادث الفردية في أوضاع الأشخاص رهن الإعتقال.
ويجري إعادة التأهيل إجتماعياً للمواطنين المتعثرين، الذين وقعوا تحت تأثير أيديولوجية التطرف، وتحدث لهم الظروف للعودة إلى الحياة الطبيعية.
والآن نشاطات كل أجهزة حفظ الأمن لحماية حقوق وحريات الإنسان هي تحت الرقابة الدائمة للبرلمان والمواطنين.
وينمو دور الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني، ويؤمن الإستقلال الحقيقي للأجهزة القضائية.
وبشكل كبير زاد دور وسائل الإعلام الجماهيرية.
والمؤشر الهام للتحولات هو ليبرالية النظم الاقتصادية، وإحداث الأجواء الملائمة للإستثمار.
ونحن ننطلق من حقيقة بسيطة: بقدر ما يكون الناس أغنياء، تكون الدولة أقوى.
ومن بداية هذا الشهر انتقلت أوزبكستان بالكامل إلى التحويل الحر للعملة القومية. وفي هذا المجال أتخذت كل الإجراءآت اللازمة للتخفيف من التأثيرات السيئة على السكان.
ولأول مرة أحدثت مؤسسة مفوض حماية حقوق رجال الأعمال. وخفضت بشكل ملموس الضرائب على الأعمال التجارية، ووسعت مجالات الحصول على القروض الائتمانية.
وأحدثت مناطق اقتصادية حرة جديدة، حيث تقدم للمستثمرين تسهيلات واسعة.
وبنجاح يتطور التعاون مع المؤسسات المالية العالمية، كما واستأنفنا الشراكة مع البنك الأوروبي للإنشاء والتنمية.
وأود الإشارة إلى أن مضمون الإستراتيجية يتوافق بالكامل مع أهداف التمنية المستدامة لمنظمة الأمم المتحدة.
المشاركون في الجلسة المحترمون!
نحن مقتنعون بأنه على منظمة الأمم المتحدة أن تلعب مستقبلاً الدور المركزي في العلاقات الدولية.
وأوزبكستان تؤيد إصلاحها على مراحل. ونعتبر أنه وفقاً لواقع العالم المعاصر يجب توسيع مجلس الأمن.
ونؤيد الخطوات الجديدة التي اتخذتها القيادة الجديدة لمنظمة الأمم المتحدة لتطوير نظم الإدارة.
وأريد التأكيد على أن أوزبكستان مستمرة على الشراكة الوثيقة مع أجهزة منظمة الأمم المتحدة.
وننوي وبحزم ضمان التنفيذ العملي لـ"خارطة الطريق"، التي أعدت نتيجة للزيارة التي جرت منذ مدة قريبة للأمين العام السيد أنتونيو غوتيريش لأوزبكستان.
السيدات والسادة!
حددت الأفضلية الرئيسية في السياسة الخارجية لأوزبكستان اليوم لمنطقة آسيا المركزية. وهذا خيار واعي.
وأوزبكستان الواقعة في قلب آسيا المركزية مهتمة مباشرة بأن تكون المنطقة، منطقة استقرار وتنمية مستدامة وحسن جوار.
وآسيا المركزية السلمية والمزدهرة اقتصادياً هي هدفنا الأهم والمهمة الرئيسية.
وأوزبكستان عازمة وبحزم على الحوار، والعمل المتبادل العملي وتعزيز حسن الجوار.
ونحن مستعدون للحلول التوفيقية المعقولة مع دول آسيا المركزية في كل المسائل دون أستثناء.
وبفضل الجهود المشتركة خلال الأشهر الأخيرة ارتفع في المنطقة وبشكل ملحوظ مستوى الثقة السياسية. وتمكنا من الوصول لقرارت تحل الكثير من المسائل الهامة جداً.
وفي بداية سبتمبر/أيلول وقعت اتفاقية حول الحدود الدولية بين أوزبكستان وقرغيزستان والتي أصبحت وبحق حدثاً رمزياً.
والإختراق في هذه المسألة الحساسة جداً، تم التوصل إليه لأول مرة منذ 26 عاماً، وأصبح ممكناً بفضل إظهار الجانبين الإرادة السياسية، والإستعداد للتوصل إلى لحلول مقبولة للجانبين.
وبكلمة واحدة، خلال فترة قصيرة تم في المنطقة إحداث أجواء سياسية جديدة تماماً.
وأعتبر أن تعزيز هذا الاتجاه يهيء الظروف لإجراء لقاءآت تشاورية لقادة دول آسيا المركزية.
وننوي بحث القضايا الأساسية في المنطقة خلال المؤتمر الدولي على أعلى المستويات "آسيا المركزية: الماضي ومستقبل مشترك، التعاون من أجل التنمية المستدامة والإزدهار"، الذي سيجري في نوفمبر/تشرين ثاني بسمرقند تحت رعاة منظمة الأمم المتحدة.
وبنتائجه ننوي تقديم مقترح حول اتخاذ قرار خاص للأمانة العامة لدعم جهود دول آسيا المركزية في توفير الأمن وتعزيز التعاون الإقليمي.
ونحن نعول على دعم هذا الإقتراح من جانب قيادة منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
السيد الرئيس المحترم!
عند الحديث عن قضايا توفير الأمن والإستقرار في آسيا المركزية، لايمكن تجاهل مسألة هامة جداً مثل: الإستخدام المشترك للمصادر المائية المشتركة في المنطقة.
ونحن بالكامل نشاطر موقف الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، التي تشير إلى أن "قضايا المياه، والسلام والأمن مرتبطة ببعضها إرتباطاً وثيقاً".
وأنا مقتنع بأنه لا توجد حلول بديلة لقضايا المياه، تراعي على قدم المساواة مصالح بلدان وشعوب المنطقة.
وأوزبكستان تدعم مشروع القرار حول استخدام المصادر المائية في أحواض نهري أموداريا وسرداريا، الذي أعده المركز الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للدبلوماسية الوقائية.
وأود مجدداً لفت إتباهكم نحو واحدة من القضايا البيئية المعاصرة الحادة، كارثة الأورال.
في يدي خارطة مأساة الأورال. وأعتقد أنه هنا لاحاجة للتعليق.
ولتجاوز آثار جفاف البحر نحتاج اليوم لتضافر الجهود الدولية النشيطة.
ونحن نؤيد تنفيذ البرنامج الخاص لمنظمة الأمم المتحدة الصادر هذا العام حول تقديم المساعدة الفعالة للسكان، المتأثرين من أزمة الأورال وبالحجم الكامل.
السيدات والسادة!
الشروط الهامة لتوفير الأمن ليس في المنطقة وحسب، بل وفي العالم، هو في استقرار الأوضاع بأفغانستان.
ونحن مقتنعون بأن الطريق الوحيد للسلام في أفغانستان هو في الحوار المباشر، دون شروط مسبقة بين الحكومة المركزية والقوى السياسية الأساسية في الداخل.
والمحادثات يجب أن تجري من خلال الدور الرئيسي للأفغان أنفسهم، وعلى أراضي أفغانستان وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة. والشعب الأفغاني الحكيم يملك حق تحديد مصيره بنفسه.
ونحن ندعم دعوة إدارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد دونالد ترامب للدول المجاورة لأفغانستان للإسهام بالعملية السلمية للتسوية بين الأفغان.
وأوزبكستان تقدم وستستمر بتقديم إسهام عملي في الإنعاش الاقتصادي لأفغانستان، وتطوير بنيتها التحتية للمواصلات والطاقة، وإعداد الكوادر القومية.
وأنا مقتنع من ان أفغانستان يجب أن تكون في مركز جدول الأعمال العالمي. وجهود المجتمع الدولي وبالدور الأول يجب أن يكون موجهاً نحو حل القضايا الأفغانستانية الإجتماعية والاقتصادية الحادة.
ولا ينبغي إضعاف جهدنا المشترك لتشجيع السلام في هذا البلد الذي عانى الكثير.
المشاركون في الجلسة المحترمون!
تصاعد التهديدات الإرهابية في العالم، وخاصة خلال السنوات الأخيرة، يشهد على أن إستخدام طرق القوة أساساً في محاربتها لم تبرر نفسها.
وكثيراً ما تنخفض الجهود لمحاربة نتائج التحديات، وليس أسبابها الأولى. وأعتقد أنه في أساس الإرهاب الدولي والتطرف هو إلى جانب عوامل أخرى هي الجهل والتعصب.
ولهذا المهمة الهامة هي في الكفاح من أجل عقول الناس، وبالدور الأول الشباب.
فأكثرية الجرائم المتعلقة بالنشاطات المتطرفة والعنف، يقوم بها شباب تحت سن الـ 30 سنة.
والشباب في عالم اليوم هو الجيل الأكبر عدداً في كل تاريخ الإنسانية، ويبلغ 2 مليار شخص.
ويوم الغد، ورفاه الكوكب، يتعلق لأي أشخاص سيكبروا اولادنا.
ومهمتنا الرئيسية هي في توفير الظروف من اجل أن يحقق الشباب ذاتهم، وخلق العراقيل على طريق أنتشار "فيروس" أيديولوجية العنف.
وأعتقد أنه من أجل هذا يجب تطوير التعاون متعدد الأطراف في مجال الدعم الإجتماعي للجيل الشاب، وحماية حقوقه ومصالحه.
وفي هذا الصدد أوزبكستان تقترح إعداد اتفاقية دولية لمنظمة الأمم المتحدة حول حقوق الشباب، وهو صك قانوني دولي موحد، موجه نحو تشكيل وتطبيق سياسة شبابية في ظروف العولمة والتطور العاصف لتكنولوجيا المعلوماتية والإتصال.
وبرأينا على الدول الموقعة أن تأخذ على عاتقها إلتزامات ثابتة لرفع هذا المجال إلى مستوى الأفضليات الرئيسية الحياتية الهامة في سياستها الإجتماعية.
ونحن نعتبر أن المهمة الهامة هي في تقديم الجوهر الإنساني الحقيقي للإسلام للمجتمع الدولي الواسع.
ونحن نعتبر ديننا المقدس محور قديم للقيم. ونحن ندين وبقوة ولا يمكن أن نتسامح مع من يضع إيماننا العظيم في صف واحد مع العنف وسفك الدماء.
فالإسلام يدعونا للطيبة والسلام، والحفاظ على البدايات الإنسانية الحقيقية.
وأود الإشارة خاصة إلى الإسهام القيم لكوكبة كاملة من ممثلي النهضة في آسيا المركزية في تطوير الحضارة الإسلامية والعالمية.
ومن بينهم: الإمام البخاري المعترف به في كل العالم كمؤلف للكتاب الثاني في الإسلام من حيث الأهمية بعد القرآن كتاب "صحيح البخاري".
ومن أجل الحفاظ ودراسة تراثه الغني ونشر دراساته عن الإسلام المستنير اتخذنا قراراً بتنظيم مركز الإمام البخاري للدراسات العالمية في سمرقند.
وتنفيذ هذه المهمة سيساعد نشاطات مركز الحضارة الإسلامية المحدث في طشقند أيضاً.
وأود أن أتوجه للمشاركين في دورة اليوم باقتراح اتخاذ قرار خاص للأمانة العامة عن "التنوير والتسامح الديني".
والهدف الأساسي منه المساعدة على توفير الوصول العام للتعليم، ومحو الأمية والجهل.
والمطلوب منه الإسهام في التأكيد على التسامح والإحترام المتبادل، وضمان الحريات الدينية، وحماية حقوق المؤمنين، ومنع التمييز.
السيدات والسادة!
مع الإحتفاظ بوضع عدم الإنحياز، أوزبكستان منفتحة نحو الحوار. ونحن مهتمون في توسيع التعاون مع كل الشركاء باسم السلام، والتقدم والإزدهار.
ونحن نرى في هذا الشرط الحاسم لتطبيق أهم مهام الإصلاحات الجارية في البلاد بنجاح، والتي يعتبر هدفها الرئيسي الإنسان وحاجاته ومصالحه.
شكراً لإهتمامكم!

(الصورة) سرفار أوماروف، UzA

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق