الجمعة، 14 ديسمبر 2018

التشكيلي نذير اسماعيل.. أعماله شهادته على الزمن الذي عاش فيه

طشقند 14/12/2018 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري
تحت عنوان "التشكيلي نذير اسماعيل.. أعماله شهادته على الزمن الذي عاش فيه" نشرت الوكالة العربية السورية للأنباء، يوم 13/12/2018 مقالة كتبتها: شذى حمود، وجاء فيها:


دمشق-سانا
يعتبر الفنان التشكيلي الراحل نذير اسماعيل أحد رواد الفن التشكيلي السوري ومن أهم التشكيليين العرب الذين اعتمدوا البورتريه كموضوع يقوم عليه مشروع لوحتهم الفنية مقدماً عبر رحلة طويلة مع الوجوه والألوان عدة تجارب في التقنيات والخامات.


اسماعيل الذي اختارته وزارة الثقافة كأحد الفنانين الستة المكرمين في النسخة الأولى من احتفالية أيام الفن التشكيلي السوري تضمنت مسيرته 60 معرضاً شخصياً في دول مختلفة من العالم لكنه ظل يعتبر نفسه دائماً في طور التجريب فكانت أعماله تمثل حافزاً لعمل شيء مختلف في كل يوم أما الفنان برأيه فهو شاهد على الزمن الذي عاش فيه.


ويرسم التشكيلي اسماعيل الحائز على العديد من الجوائز العربية والعالمية الناس الذين يشبهونه وعبر لوحاته ينقل أحلامهم وآلامهم ويصور حياتهم التي هي حياته أيضا حيث كان يقول: “الفنان الجدي الذي يقدم فناً حقيقياً لا ينساق في عمله مع السوق فهو إما أن يكون فناناً أولاً وأخيراً أو يكون شخصاً جاهزاً ليبيع نفسه وفنه كما تشاء السوق بعيداً عن قناعاته.
ورغم تركيز ابن مدينة دمشق على البورتريه إلا أن تجربته غنية جداً بقيم فنية متنوعة وأحاسيس إنسانية مختلفة ومتناقضة ما أعطاه تميزه وحضوره المختلف وكان متفائلاً بمستقبل الفن التشكيلي السوري وسورية عموماً إيماناً منه بالإنسان السوري وقدرته على مواجهة الصعاب والإبداع في أسوأ الظروف.
والفنان الذي عرض له عمل في مزاد كريستي للفن عام 2009 كان فناناً مجداً وخلاقاً في العمل وباحثاً دائماً في التقنية مستخدماً طرقاً غير تقليدية في التلوين بعد أن أوجد بدائل من خلال تصنيع المواد والأدوات اللازمة لإنجاز اللوحة ما جعل إضافاته التقنية تدخل في عملية الابداع لديه.
وللراحل إسهام خاص في صناعة الفكرة البصرية باللوحة وكان يعمل على تجميع الأفكار ويؤكد على بعض الخطوط ففي أعماله الكثير من الغرافيك إضافة إلى الملونات والأحبار التي يقوم بصناعتها حيث يخزن كثيراً من العناصر أو الملامح الموجودة في الحياة ويجيد وضعها في العمل لذلك نرى في اللوحة الواحدة أكثر من عشرة أشخاص لكن كل شخص له حالة تعبير أو استقراء لما يراه.
اسماعيل الذي رحل في الـ 12 من تشرين الأول عام 2012 (2016) عن عمر ناهز السادسة والستين ترك لنا أعمالاً ستبقى راسخة في ذاكرة الأجيال لكونه يمتلك كما هائلاً من اللوحات التي أغنى بها الحركة التشكيلية السورية والعربية ببصمته الخاصة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق