إنشاء مدرسة علم الحديث في أوزبكستان
طشقند 25/12/2018 أعده للنشر أ.د. محمد
البخاري
تحت عنوان "مؤسسة التنوير الجديدة"
نشرت وكالة أنباء أوزبكستان، يوم 25/12/2018 مقالة كتبها: كامل جان
رحيموف، كبير الباحثين في معهد أبو ريحان البيروني للدراسات الشرقية لدى
أكاديمية علوم جمهورية أوزبكستان، دكتور فلسفة في علوم التاريخ ((PhD.
أصدر مجلس وزراء جمهورية أوزبكستان قرارا
في 1 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي بشأن "إجراءات إنشاء مدرسة علم الحديث
ودعمها" وذلك في إطار تنفيذ مرسوم رئيس جمهورية أوزبكستان بشأن "إجراءات
التحسين الجذري لنشاطات المجال الديني والتنويري" الصادر في 16 أبريل الماضي.
ويعتبر إنشاء مدرسة علم الحديث استمرارا
منطقيا للأعمال الضخمة الجارية في بلادنا من أجل دراسة وترويج القيم المعنوية
الروحية للشعب الأوزبكي وتراث أجدادنا العظماء والمساهمة في إدراك المجتمع الدولي
لإنسانية الإسلام وذلك على أساس إستراتيجية العمل لتنمية جمهورية أوزبكستان في 5
محاور خلال الأعوام 2017 – 2021.
وشهد عام 2017 وحده وبمبادرة من فخامة الرئيس
شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان افتتاح مركز الإمام البخاري الدولي للأبحاث
العلمية ومركز الإمام الترمذي الدولي للأبحاث العلمية ومركز الحضارة الإسلامية
وأكاديمية أوزبكستان الإسلامية. وبدأت الاستعدادات للاحتفال بمرور 915 عاما على
ميلاد عبد الخالق غجدواني و700 عام على ميلاد بهاء الدين نقشبند. كما تم افتتاح
مدرسة علم الكلام في 8 نوفمبر/تشرين ثاني في محافظة سمرقند ومدرسة علم العقيدة في
10 نوفمبر/تشرين ثاني في محافظة قشقادريا ومدرسة علم التصوف لدى مدرسة مير عرب
العليا في 10 نوفمبر/ تشرين ثاني بمدينة بخارى ومدرسة علم الفقه في 13 نوفمبر/تشرين
ثاني في محافظة فرغانه.
وأما خلال العام الحالي وبموجب مرسوم رئيس
دولتنا بشأن "إجراءات التحسين الجذري لنشاطات المجال الديني والتنويري"
وإلى جانب مدرسة علم الحديث تم إنشاء أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية من
خلال دمج أكاديمية أوزبكستان الإسلامية وجامعة طشقند الإسلامية لدى مجلس وزراء
جمهورية أوزبكستان فضلا عن تأسيس الصندوق الاجتماعي الخيري "Vaqf" ("وقف")
لدى إدارة مسلمي أوزبكستان.
ومن جانب آخر تم في 12 ديسمبر/كانون أول
الحالي اتخاذ قرار خاص بعنوان "التنوير والتسامح الديني" في الجلسة
العامة للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة والذي أعد من قبل أوزبكستان وذلك
يعتبر اعترافا دوليا بجهود البلاد في هذا المجال.
والجدير بالذكر أن الرئيس الأوزبكي بادر
باتخاذ هذا القرار في كلمته التي ألقاها في الدورة الثانية والسبعين للجمعية
العامة لمنظمة الأمم المتحدة في سبتمبر 2017 بمدينة نيويورك.
ومن المعروف أن الحديث دخل آسيا الوسطى مع
العلوم الإسلامية الأخرى في أواخر القرن السابع الميلادي – أوائل القرن الثامن
الميلادي وظهر المحدثون من سكان المنطقة اعتبارا من النصف الثاني للقرن الثامن
الميلادي ومن بينهم: أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك الوازح الحنزلي التركي
المروزي مؤلف جامع الأحاديث بعنوان "كتاب الزهد والرقائق"، وأبو معاذ
خالد بن سليمان البلخي وأبو مقاتل حفص بن سلم الفزاري السمرقندي.
ثم شهد العالم ظهور أشهر المحدثين المنحدرين
من آسيا الوسطى من بينهم: أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي الدارمي،
وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وأبو عبد
الرحمن أحمد بن شعيب النسائي.
وفي القرن التاسع الميلادي اشتهرت في العالم
الإسلامي 6 جوامع للأحاديث وهي "الجامع الصحيح" للإمام البخاري،
و"الجامع الصحيح" لمسلم، و"السنن" لأبي داود،
و"السنن" للإمام الترمذي، و"السنن الكبرى" للإمام النسائي،
و"السنن" لابن الماجة، حيث يمثل 3 محدثين كبار منطقة آسيا الوسطى وهم كل
من الإمام البخاري والإمام الترمذي والإمام النسائي من بينهم يعتبر الإمام البخاري
"إمام المحدثين" أو "سلطان علم الحديث".
وبعد استقلال وطننا بدأت أعمال واسعة النطاق
لدراسة تراث أجدادنا في علم الحديث وترجمة معاني جوامع الأحاديث إلى اللغة
الأوزبكية حيث أجرى كبار العلماء كل من شمس الدين باباخانوف، والشيخ عبد العزيز
منصور، وعبيد الله أواتوف، وجزجاني، ومؤمنوف، ومحمدوف، وعثمانوف، والباحثين الشباب
كل من إيشانجانوف، ورحيم جانوف، ومراتوف، وعليموفا، وعبد الله ئيف، وعاقلوف،
وزيادوف، ونجم الدينوف، وراضية ماتيبائيفا، أبحاثهم العلمية في مجال الحديث.
ومن جانبهم قام كل من عبد الغني عبد الله ئيف،
وخواجة مظفر نبيخان أوغلو، وميرزا كينجابك، بترجمة بعض مؤلفات الإمام البخاري
والإمام الترمذي إلى اللغة الأوزبكية.
ونأمل أن يخدم إنشاء مدرسة علم الحديث في
أوزبكستان ليس فقط دراسة جميع أبعاد علم الحديث في بلادنا وخاصة التراث العلمي
الضخم لأجدادنا الأجلاء في علم الحديث وحسب، بل وفي نقل الأفكار الإنسانية
للأحاديث لأفراد الشعب بشكل عام وللجيل الصاعد بشكل خاص.
ونتمنى رؤية ثمرات هذه الأعمال النبيلة في المستقبل
القريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق