رأي
الوطن سوريا شواهد إثبات عديدة
طشقند 4/4/2019 أعده للنشر أ.د. محمد
البخاري
تحت عنوان "رأي الوطن: سوريا.. شواهد
إثبات عديدة" نشرت جريدة الوطن العمانية يوم 4/4/2019 تعليقاً
ولأهميته أضعه في متناولكم، وجاء فيه:
لم تتوقف الأزمة في سوريا عن تقديم شواهد
الإثبات كل يوم عن حقيقة ما خطط ورتب لهذه الدولة العربية العصية على أعدائها، حيث
يمثل هذا الاستعصاء الذي أدت إليه حالة الثبات والصمود والإرادة، واليقين بحقيقة
المخطط الإرهابي الكوني، وبالقدرة على الانتصار عليه الواجهة العاكسة للأساليب
والأدوار التآمرية لمحور التآمر والعدوان، فلو لم يتحقق هذا الاستعصاء لما استطاع
جميع المتابعين للشأن السوري اكتشاف الحقائق من وراء المخطط الإرهابي، ولما تمكنوا
من معرفة أهدافه وأبعاده الخطيرة التي لا تقتصر على سوريا وحدها، وإنما تتعدى إلى
المنطقة بأكملها.
إن ما أُعد من مخططات تدميرية وتخريبية وإسقاط
دول بعينها في المنطقة، وإسقاط حكوماتها وتغيير جيوشها وعقيدتها القتالية، والسعي
إلى تحويلها إلى شرطة حراسة للمنشآت عبر العنوان العريض والخادع “الربيع العربي”،
كل ذلك قد انكشف وبانت حقيقته وعلى ألسنة الكثير ممن قادوا هذا المخطط الإرهابي المسمى
زورًا بـ”الربيع العربي”، وعملوا على تلغيم المشهد بالشعارات الإنسانية والحقوقية
لغسل عقول عوام الناس وأدمغتهم، والذين لم يتورعوا عن التبجح والتصريح بأدوارهم
التخادمية التي لعبوها من أجل الامبريالية الاستعمارية ومن أجل خدمة كيان الاحتلال
الإسرائيلي، وتمكينه في المنطقة ليكون شرطيًّا عليها.
على أن شواهد الإثبات والمثيرة للأسى والأسف
في الوقت ذاته مما يحدث اليوم في سوريا من محاولة أطراف في محور التآمر والإرهاب
والعدوان لتثبيت ركائز الإرهاب التكفيري في سوريا عامة، وفي المناطق التي لم يصلها
بعد الجيش العربي السوري كما هو حال محافظة إدلب وغيرها، واتباع سياسات اللف
والدوران والمراوغة، والتملص مما أعلن التزامه به، بالإضافة إلى انتهاك حقوق
الإنسان السوري في مخيمات اللجوء، وفي مقدمتها مخيم الركبان الذي اتخذته قوى
التآمر والإرهاب مكانًا لحبس أبناء الشعب السوري رهائن فيه، ورفضها إطلاق سراحهم
وإرجاعهم إلى وطنهم سوريا، حيث مدنهم وقراهم التي هجروا منها عنوة من قبل
التنظيمات الإرهابية التكفيرية.
إن رعاية الإرهاب في إدلب وغيرها من المدن
والقرى السورية، واتخاذ أبناء الشعب رهائن في مخيمات اللجوء أمران كفيلان بإعطاء
شواهد إثبات بأن الشعب السوري لم يكن إلا وسيلة لقوى التآمر والإرهاب لتحقيق
أهدافها الاستعمارية وتدمير الدولة السورية؛ لأن هذه القوى المتآمرة تعلم يقينًا
أن بقاء الدولة السورية واستمرارها عبر سواعد أبناء شعبها، وهو ما يتعارض مع مخطط
تدميرها وإسقاطها؛ لذلك لا بد من تدمير الإنسان السوري أولًا، وانتهاك حقوقه،
والزج به في مخيمات اللجوء/المعتقلات، وإبادته وتهجيره.
من المؤكد ـ وكما نعتقد ـ أن الشعب السوري قد
فهم حقيقة المخطط الذي يستهدفه ويستهدف وطنه سوريا، كما فهم موقعه ودوره المراد في
المخطط؛ لذلك من الواجب على كل سوري أن يتحرك لإفشال المخطط والالتفاف حول الجيش
العربي السوري، وعلى كل مغرر به أن يعيد النظر فيما أقدم عليه، ويعود إلى رشده،
فالتعامل مع العدو والعمل معه خيانة وأي خيانة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق