السبت، 7 مارس 2015

سوريا وعصر الجبهات المفتوحة


تحت عنوان "رأي الوطن: سوريا .. وعصر الجبهات المفتوحة" نشرت صحيفة الوطن العمانية يوم 8/3/2015 تعليقاً يستحق القراءة بعمق وجاء فيه:


لو كان للمؤامرة على سوريا فم لتحدث الكثير عن حقائق دامغة. ففي الوقت الذي تشتد فيه القوة العسكرية السورية ويبدأ الجيش العربي السوري بانتصارات ساحقة في أكثر من موقع، يبرز إلى الوجود من جديد ما يراد له أن يعطل الصعود السوري بوضعه أمام المحافل الدولية. فالكلام عن مجازر يرتكبها الجيش العربي السوري ضد المدنيين وعن استعمال مادة الكلور ليس جديدا، في حين يعرف العالم كله وخصوصا الولايات المتحدة أن ما لدى سوريا من سلاح كيماوي تم سحبه كله ولم يعد لديها أدنى علاقة به. أما القائلون بوجوده لدى سوريا وباستعماله، فمن الضروري معرفة الجهة التي تسرب مثل هذه الأقوال، ولا يخفى على أحد أنها دولة إقليمية منغمسة في المؤامرة على سوريا والتي مازالت تراهن على امكانية أن يتمكن مجلس الأمن الدولي من استعمال الفصل السابع ضد سوريا.
إنها علامات ساقطة تلك التي يحاولون الصاقها بسوريا التي تخلصت من الكيماوي تماما، في حين لم يتخلص المسلحون الإرهابيون منه، بل هنالك ما يمكن قوله أن بإمكانهم في أية لحظة الحصول عليه، والكثير من الدول التي تدور في الفلك الاسرائيلي وبعضهم عرب يمكنهم تحقيق هذا المبدأ لهم، وأما مزاعم المجازر ضد المدنيين فقد ثبت باستمرار أن تلك المجازر هي من صنع الإرهابيين بجرم حقيقي يجري الصاقه بطريقة هوليوودية بالجيش العربي السوري.
لقد قطعت سوريا شوطا كبيرا بالاعتماد على قدرات عالية المستوى في الجبهات العسكرية التي فتحتها مسترشدة بتجربتها المهمة في المجال العسكري، وهي التي خلصت الى اعتماد جيشها على آخر الخبرات العسكرية في مجال الهجوم الذي نرى نموذجه الناجح في جنوب دمشق حيث تدار معارك يعترف العدو الإسرائيلي بأهميتها وبخوفه منها، ويرى فيها صورة متقدمة عن جيش محترف هو الآن من الجيوش المهمة في الشرق الأوسط. فهل تقبل بالتالي أن ترى ماهو معد لها في المستقبل دون أن تعمل بلا هوادة مع بعض العرب وغير العرب على الصاق التهم بهذا الجيش او محاولة زعزعة قوته وصولا الى تحقيق غايات دفينة في ضربه وتحطيمه. وبالتالي فهي ستزداد التصاقا بالقوى الارهابية التي ستلجأ إليها من أجل الحماية بعدما يكون الجيش العربي السوري قد أذاقها الويل تماما.
لوكان للمؤامرة على سوريا فم لقال الكثير، عن أربع سنوات لجيش عربي يدافع عن وجود وطنه وعن أمل أمته فيه، فيما الارتزاق العربي لايتوقف عن تسديد كل ماهو مختلق ضده، بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي، وبالالتفات التام الى الولايات المتحدة التي تريد تنصيب مسلحين جدد بالتعاون مع تركيا لإضافة حمولة إضافية على السوريين الذين يعرفون جيدا أن خيارهم البقاء في الميدان رغم ثقل الحمل عليهم.
ستظل المؤامرة تتنفس هذا الحقد الإسرائيلي الأميركي وبعض العربي دون ان تتوقف مساحة نشاطه. وكلما انتصرت سوريا في معاركها، كالوا لها الاتهامات سواء بالسلاح الكيماوي الذي تخلصت منه تماما أو ربما يخترعون غدا فكرة جديدة مواتية لهم. لكن سوريا التي عرفت خبرتها نوع هذا العالم ونفاقه، تعمل بلا هوادة بما يناسبها وبما يحقق لها أهدافها النهائية. فمشروعية وجودها مستمدة من قوة جيشها ومن الميدان الذي يتحرك فيه، وهاهو على اتساع وربما أكثر، قالته سوريا إنه عصر الجبهات المفتوحة التي ستصلى نارها الإرهابيين ومن وراءهم من عرب وصهاينة وأميركيين وغربيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق