تحت عنوان "رأي الوطن ..
هل تراهنون على هذا يا داعمي الإرهاب في سوريا!" نشرت جريدة الوطن العمانية تعليقاً أعجبني، جاء
فيه:
سنظل ننظر إلى مواقف العديد من البلدان على
أنها ترى بعين واحدة، وأن مواقفها ليست عادلة وقد لا تكون كذلك تجاه الموقف من
الإرهاب والحرب ضده. فبرغم وضوح الإرهاب وتشكيلاته، يظل هذا العديد مصرا على
خياراته. فهو لا يرى أن ”النصرة” على سبيل المثال المتواجد فوق الأراضي السورية
إرهابا، بينما التنظيم ذاته موجود في عدة بلدان هو الإرهاب بعينه كما يراه.
تلك الازدواجية ما زالت السبب في أن يتمكن ”هذا
التنظيم ـ المعروف بانتمائه إلى تنظيم القاعدة الإرهابي ـ والذي يتقاطع مع داعش
صاحب الجذور ذاتها ـ من ممارسة خياراته على الأرض السورية وأن يتنامى وأن يجد له
حرية الحركة وأن ينضوي تحت لوائه العديد من التشكيلات الإرهابية المسلحة تحت
مسميات مختلفة، والذي يطلق عليه الداعمون والحاضنون المعارضة السورية المعتدلة.
هذا التنظيم الارهابي لم يكن له أن يحقق ماوصل إليه في سوريا، لولا ذلك الدعم الذي
يتظلل بموقف هذا البعض الظالم، فيما الملفت أن (القاعدة) التي هي جذر “النصرة” و”داعش”
يتم وصفه بالارهاب ويحارب، في مختلف البلدان من المغرب في أقصى الغرب العربي الى
أبوظبي في المشرق العربي مرورا بمصر حيث يقف العالم إلى جانب الدول العربية في
محاربته، إلا في سوريا فإن هذين التنظيمين مرحب بهما في العلن كحال الموقف من
النصرة وفي السر كحال ”داعش”.
فلماذا عندما يصل الموقف الى سوريا يتغير موقف
البعض بل الأكثرية الساحقة، فهل لسوريا وضعية خاصة كي يتم تسمية الارهاب فيها
ثوارا مثلا أو أية تسمية أخرى، بل يلقى المساعدة والتمويل والدعم، فيما نرى
التحريض ضده خارج سوريا وإطلاق الصيحات واعتباره خطرا على السلام العالمي.
ليس مفهوما موقف هذا البعض والمتكرر دائما.
والمتحيز الى جانب هذا الإرهاب على الأراضي السورية، وكأنما هنالك دعوة له بأن
يفعل مايشاء وأن يحقق مبتغاه، بل ان اوروبا التي تدعي الحرية والعدالة، نراها توجه
سهامها مرة أخرى ضد الدولة السورية حيث قامت بتمديد العقوبات ضدها سنة أخرى، الأمر
الذي يسيء لدورها العالمي والانساني، ويضع بلدانها في مصاف الدول الداعمة لهذا
الإرهاب لأن المفروض بالذين يزعمون أنهم ضد الارهاب أن يضعوا أيديهم بيد من يحارب
هذا الإرهاب وليس فعل العكس.
إن سوريا العربية وهي تعرف تماما مواقف هذا
البعض، يسيئها ان يظل هذا البعض تحت رحمة الدولة العظمى وتابعا لها، لكن سوريا
الوطنية، لن يوقفها ذلك عن مقاتلة هذا الارهاب من أجل إسقاطه، وفي الوقت نفسه من
توجيه الصفعة إلى الداعمين له حتى لو كانوا من داعميه المباشرين كما هو حال بعض
الدول الإقليمية.
ثم ان سوريا التي اختارت الدفاع عن نفسها ضد
التخاذل العالمي في الوقوف الى جانبها ضد هذا الإرهاب، فإنها لن تتوانى ان تظل على
موقفها الصارم من محاربته كاشفة ايضا من خلال ذلك مواقف ذلك البعض، ومسؤولياته في
إراقة الدم السوري وفي انزال المزيد من الخراب في منشآته ومؤسساته وفي حياة شعبه،
وأن جيشها المظفر الذي يلعب هذا الدور، لن يتراجع اطلاقا عن انزال الضربات به،
فلكي تصل الرسالة الى هذا البعض لابد من هذا الخيار.
إن حرب البعض ضد الإرهاب في بلاده لن يكتب لها
النجاح ما لم ترتبط برؤية استراتيجية واحدة لهذه الحرب تقوم على مفهوم أن الارهاب
واحد لا يتجزأ وبالتالي فإن الحرب ضده أيضا لا تتجزأ، وأن الارهاب واحد في أي
مكان، ومقاتلته في كل مكان هي الحقيقة التي لاخيار آخر بعدها، وبدون مثل هذه
السياسة، وبدون التخلي عن الثأرات الشخصية والحسابات الضيقة والقصيرة النظر،
سيفاجئ الارهاب هؤلاء في مضاجعهم وليس على مقربة من حدودهم فقط. ينبغي الإقرار
بهذه الحقيقة وعدم الوقوع في وهم النجاة من هذا الإرهاب فمن يدعم إرهابا كمن يربي
ثعبانا ساما، وإذا كانت الثعابين السامة تصادق مربيها كذلك إذن حال الإرهاب، فهل
تراهنون على ذلك ياداعمي الإرهاب في سوريا؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق