تحت عنوان "رأي الوطن .. كذبة تتكرر
.. والهدف ذاته" نشرت جريدة الوطن العمانية يوم 4/5/2015 تعليقاً جاء
فيه:
وسط الحرب المتواترة في سوريا، تطل دائما حرب
إعلامية ناعمة تسعى الى تكذيب الحقائق لغايات لم تعد غائبة عن أحد. ففي أعقاب كل
مذبحة وجريمة قتل يرتكبها الإرهابيون ضد المواطنين السوريين كما حدث أمس الأول وما
قبله حين قام هؤلاء الارهابيون بإطلاق قذائف حقدهم وإرهابهم على الأحياء السكنية
في حلب مما تسبب في مقتل أطفال ونساء وشيوخ، في نفس الوقت الذي كانت طائرات حلف
أميركا تدك أحياء سكنية في ريف حلب مما تسبب في مقتل العديد من الأطفال والنساء
والشيوخ أيضا، وكلما نجح الجيش العربي السوري في مهماته القتالية، أطلق الارهاب
قذائف كذبه باتهام الدولة السورية باستعمال الغازات السامة، وتحديدا غاز الكلور
فيما تقوم الدول الراعية لهذا الإرهاب والداعمة له عبر منابرها السياسية
والإعلامية بتسويق الاتهام وتكبيره وجعله أساس المشكلة.
ولكم صدق العالم تلك الأكذوبة التي اخترعها
إرهابيون قاموا هم بتصنيع الغازات وتجريبها بعدد من الأرانب أمام عين الكاميرا
وهذا العالم بكافة أجناسه. وعلى الرغم من الإمكانيات التي يمتلكها الروس في كشف
هكذا وقائع، وإصرار وزير الخارجية آنذاك لافروف على اتهام الارهابيين باستعمالها،
إلا أن الولايات المتحدة جهزت المسرح ومعها قوى الشر الاوروبي من اجل مهاجمة
سوريا، ولولا الانذارات القوية لقوى المقاومة والممانعة بتفجير حرب كبرى على مستوى
المنطقة والعالم اذا ما هوجمت سوريا لما كان ارتدع الأميركي وحلفاؤه عن غيهم.
في كل الأحوال، فإن اتهام الدولة السورية بهذا
الخصوص بات الشغل الشاغل للارهاب وللقوى الداعمة له، فهنالك سوء نوايا دائمة تجاه
سوريا بأن يتمكن مجلس الأمن من اتخاذ قرارات بحقها تصل الى مستوى الهجوم العسكري
عليها بغية تحطيم قواها المسلحة وتلك الاقتصادية والتنموية وغيرها، الأمر الذي
يعيد سوريا الى الوراء عشرات السنين، وهي التي يعترف لها بأنها اكثر الدول النامية
تقدما وتحررا من عبء الدين العام، وأنها على الرغم من الحرب الطاحنة التي تخاض
ضدها مازالت تقدم لشعبها ما دأبت عليه منذ عشرات السنين من تعليم مجاني حتى التخرج
من الجامعة ومن ضمانات شيخوخة ومن استشفاء وطبابة مجانيين وغيره مما يجعل المواطن
السوري سعيدا بحياته العامة.
لقد أظهرت القيادة السورية حسن نوايا بأن قدمت
للمجتمع الدولي ما تملكه من هذا السلاح وقامت بتسليمه بشكل منظم وبدون تراجع أو
مواربة بعدما كانت قدمت لوائح بما تملك منه، وأمام الشاشات قام خبراء متخصصون
بتدمير ما تم تسليمه لهم، حتى آخر ما يمكن ان تكون سوريا قد صنعته، واعترفت
الولايات المتحدة بالأمر كما اعترف العالم، وتم إخراج سوريا من اللعبة الدولية
التي كانت تتقصد ايذاءها لهذا السبب، لكن وراء الأسباب ماهو أهم من ذلك بكثير.
في كل الاحوال، لم تتوقف الدول الداعمة
للارهاب عن العودة الى إخراج الكذبة مجددا من ثلاجاتها، وإعادة اتهام الجيش السوري
باستعماله غازات سامة، وتم اختراع هذا الكلام في الوقت الذي ثبت ان المواد الأولية
لهذه الغازات تم إدخالها من دولة مجاورة لسوريا وعبر ارهابيين متخصصين قاموا
بإعادة التصنيع واستعماله بالفعل لغايات اعادة توريط سوريا، وتبني الدول الداعمة
المؤثرة الفكرة ذاتها، فلعل العالم ينخدع مرة أخرى، وينجح الحشد وتقوم القوى
المتآمرة على سوريا بشن حربها التدميرية تحت مظلة هذا الحشد، ورغم أن الارهابيين
وداعميهم لم ينجحوا حتى الآن في تمرير كذبتهم الجديدة، إلا إنهم لن يتوقفوا على
إطلاق قذائف كذبهم بنفس الاندفاع التي يطلقون به قذائف الارهاب والقتل ضد أبناء
الشعب السوري، ولكن يبقى الرهان على السوريين الشرفاء أن لا يسمحوا لهؤلاء
المأجورين وحماتهم وداعميهم استغلال حالة الاحتراب الراهنة لتمرير مخطط تدمير
بلدهم وتفتيته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق