طشقند 10/6/2018 أعده
للنشر أ.د. محمد البخاري:
تحت عنوان "رأي
الوطن : سوريا معركة السيادة مستمرة" نشرت جريدة الوطن العمانية يوم
10/6/2018 تعليقاً جاء فيه:
على الرغم من استمرار
معشر المتآمرين على سوريا في حوك مخططاتهم التدميرية والتخريبية الخبيثة ومشاريعهم
الاستعمارية، فإن الجهود العسكرية للدولة السورية على صعيد استكمال تطهير ترابها
من رجس الإرهاب، ودنس المشاريع الاستعمارية والتقسيمية والتخريبية، تؤكد مضيها في
هذا الخيار حتى النهاية وحتى آخر قطرة دم؛ لأنها في نظر كل مواطن وكل جندي وسياسي
سوري شريف هي معركة كرامة وعزة وشرف وعرض، خصوصًا وأن حقائق هذا المخطط الإرهابي
التآمري التدميري الخبيث الذي يستهدف سوريا انكشفت جميع أوراقه وبانت كل خيوطه على
صفحة الواقع الميداني والسياسي، بل إن معشر المتآمرين كل يوم يقدمون دليلًا
إضافيًّا على ما بيتوه وما زالوا يبيتونه من أهداف خطيرة تدميرية ضد الدولة
السورية والإطاحة بها، ومؤكدين بذلك فائض نفاقهم وأكاذيبهم وكذب شعاراتهم التي
روجوها منذ بداية تفجير مخططهم الإرهابي. فها هي مفاصل كل تدخلاتهم في الشأن
الداخلي السوري شاهدة عليهم، سواء بجلب الإرهابيين والتكفيريين والمرتزقة وتسليحهم
وتدريبهم على القتل والتدمير والتهجير، أو بتحريض فئات من السوريين (مدنيين
وعسكريين) للتمرد على وطنهم السوري، وذلك من خلال محاولة غسل أدمغتهم بما يتنافى
مع المبادئ والقيم الإنسانية والإسلامية، ويتناقض مع قيم الانتماء والولاء لوطنهم.
وفي انتظار وضوح
الصورة بشأن ما يدور من اتفاقات وتفاهمات بين معشر المتآمرين في الشمال السوري،
واكتمال أجزاء صورة المشهد النهائي لهذه الاتفاقات، يواصل الجيش العربي السوري
معركة الكرامة والعزة والشرف، ومعركته الوطنية باستكمال تطهير المناطق المدنسة
برجس الإرهاب التكفيري في مناطق الجنوب السوري، حيث تؤكد مصادر سورية أن الجيش
العربي السوري بدأ بالتمهيد على مناطق تنظيم “داعش” الإرهابي في بادية
السويداء، كخطوة استباقية لمعركة مرتقبة في الأيام المقبلة، فيما استهدف الطيران
الحربي مواقع التنظيم في منطقتي تل صعد والطمثونة شمال شرق السويداء. ويأتي هذا
التحرك في ظل حديث عن لقاء ثلاثي بين واشنطن وموسكو وعمَّان لبحث الحفاظ على منطقة
الجنوب ضمن “مناطق خفض التوتر”، إلا أن هذا يبدو غير وارد في ظل أنباء عن حشود
عسكرية ضخمة للجيش العربي السوري، وأن أضخم رتل عسكري توجه إلى درعا ويتألف من
عشرات الدبابات والآليات والراجمات وإلى المنطقة الجنوبية من سوريا، وأن الرتل من
حيث الضخامة يشبه الحملة العسكرية التي سبقت معركة الغوطة الشرقية، وحسب المصادر
العسكرية السورية أن المعركة القادمة ستشمل محافظة درعا مدينة وريفًا، بالإضافة
لما تبقى من ريف السويداء الشمالي المتصل مع ريف درعا، حيث ينتشر تنظيم “جبهة
النصرة” الإرهابي والفصائل الإرهابية المرتبطة به.
الدولة السورية تدرك الرهانات
لمعشر أعدائها المتآمرين عليها، وأنهم لم يفتروا لحظة عن دعمهم الإرهاب، ومحاولات
عرقلة جهود الجيش العربي السوري، وعزمهم على تقسيم سوريا، لكنها مع كل ذلك، مستمرة
في تكسير شوكة التآمر، وضرب بؤر الإرهاب، ونجاحها في ذلك بات أمرًا لافتًا،
وبالتالي مهما حاول المتآمرون أن يضعوا مزيدًا من العراقيل والمشاريع الاستعمارية
والتخريبية لن يكون مصيرها إلا الفشل والخيبة والحسرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق