تحت عنوان "على
طريق مستقبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية" كتب أنور باباييف، نشرت وكالة
أنباء UzA، يوم 26/11/2014 التقرير التالي
عن زيارة الرئيس الأوزبكستاني لقازاقستان وجاء فيه:
وفق ما أعلن سابقاً رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف بدعوة من
الرئيس نور سلطان نازارباييف زار خلال يومي 24 و25/11/2014 جمهورية
قازاقستان بزيارة رسمية.
وأثناء المحادثات بحث
قادة البلدين في أجواء من الصداقة التقليدية والتفاهم المتبادل والإنفتاح المسائل
الرئيسية لتطوير العلاقات بين البلدين، وآفاق مستقبل توسيع وتعميق التعاون الثنائي
في المجالات: التجارية، والاقتصادية، والثقافية، والإنسانية، وغيرها من المجالات،
والمسائل الإقليمية والدولية الهامة ذات الإهتمام المشترك أيضاً.
وأشار إسلام كريموف ونور سلطان نازارباييف إلى أن تطور العمل
المشترك مستمر بالتقدم في جميع المجالات بروح معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين
جمهورية أوزبكستان وجمهورية قازاقستان، الموقعة في يونيه عام 2013 بطشقند، والتي
تلبي المصالح الجذرية للبلدين، وتاريخهم وثقافتهم المشتركة، وعرى الصداقة وحسن
الجوار التي اختبرها الزمن والتي توفر الظروف لتعزيز السلام والإستقرار في
المنطقة، ونموها المستقر وازدهارها.
وأشار الرئيس
الأوزبكستاني إلى أن الجانبان ينظران إلى الزيارة الحالية كإستمرار منطقي للحوار
على أرفع المستويات، وإمكانية جيدة لتحليل كامل العلاقات الأوزبكستانية
القازاقستانية من كل الجوانب.
ومن المعروف أنها في
الوقت الراهن تتميز بنمو عالمي غير مستقر، تحت تأثير الأزمة المالية والاقتصادية
العالمية الحادة. ولهذا جرى التعبير عن الإهتمام المتبادل بتفعيل التعاون التجاري
والاقتصادي والاستثماري. وأشار قائدي البلدين إلى توفر مقدرات هامة لتعزيز العمل
المشترك وعبرا عن مساعيهما نحو مستقبل تطوير التعاون الأوزبكستاني القازاقستاني في
إطار المنظمات الدولية والإقليمية، والمؤسسات والمنابر الهامة.
وتبادل قادة الدولتين
الآراء حول القضية الأفغانستانية. وأشير إلى أن تحقيق السلام في هذا البلد يتمتع
بأهمية حاسمة لتعزيز الأمن والإستقرار في المنطقة وخارجها.
وآخذين بعين الإعتبار
المسؤولية المشتركة لأوزبكستان وقازاقستان عن توفير سلام قوي وإستقرار التنمية
الاقتصادية في آسيا المركزية، اتفق إسلام كريموف ونور سلطان نازارباييف
على تفعيل التعاون الثنائي لمحاربة الإرهاب والتطرف وتجارة المخدرات والأسلحة غير
الشرعية، وغيرها من تهديدات الأمن الإقليمي والدولي.
وأثناء المحادثات
انصب اهتمام قادة البلدين خاصة على مستقبل تعزيز العلاقات الاقتصادية.
وقازاقستان تقليدياً
هي ضمن الشركاء التجاريين الهامين لأوزبكستان، وتتميز الصلات التجارية الثنائية
بالنمو الثابت. وبغض النظر عن الظواهر المعقدة وغير المفهومة في التفاعلات
الاقتصادية العالمية، استطاع البلدان الحفاظ على وزيادة مؤشرات التبادل التجاري.
ومن نتائج عام 2013 زاد التبادل البضاعي بنسبة 14% وبلغ أكثر من 3,2 مليار دولار
أمريكي، وخلال الأشهر الـ 9 الماضية من العام الجاري زاد بمقدار الربع وزاد عن 3
مليارات دولار.
ومع ذلك الجانبان
يملكان إمكانيات كبيرة لتوصيل التعاون إلى حدود جديدة. ولهذا السبب أسند لحكومتي
البلدين تعزيز إجراءآت مستقبل زيادة حجم التبادل البضاعي، وتوسيع قوائمه، وتوفير
الظروف الملائمة لنقل الحمولات، وتطوير التعاون بين أطراف رجال الأعمال. وأسند
قادة الدولتين تفعيل نشاطات إلى اللجنة المشتركة للتعاون بين الحكومتين من أجل
تنفيذ مضامين استراتيجية التعاون الاقتصادي بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية
قازاقستان للأعوام 2007 – 2016 في مواعيدها وبنوعية جيدة.
ومن الإتجاهات
الرئيسية للعلاقات الثنائية توسيع شراكة المنافع المتبادلة في مجال النقل
والمواصلات، ومن بينها استخدام مقدرات الترانزيت الضخمة للبلدين. وأشار إسلام كريموف إلى أنه ضمن هذا الخط من المهم تبادل التسهيلات في
التعرفات على الترانزيت وإيصال الحمولات، ومن ضمنها بالسكك الحديدية وبدوره هذا يسمح
بزيادة المقدرات التنافسية مع ممرات النقل مقارنة بالخطوط الموازية وتوفير تشغيلها
بشكل أفضل.
وتم النظر أيضاً في
نشاطات الصندوق الدولي لإنقاذ بحر الأورال، والذي يعتبر منبراً فريداً وشاملاً
للعمل المشترك بين دول المنطقة لتنفيذ المشاريع والبرامج العلمية والتطبيقية،
الموجهة نحو سلامة البيئة وحل القضايا الإجتماعية والاقتصادية في المناطق التي
تعاني من الآثار السلبية لكارثة بحر الأورال.
وأن أوزبكستان
وقازاقستان تدعمان وتستمران بدعم الجهود الإقليمية والدولية الموجهة نحو فاعلية
تنفيذ المرحلة الثالثة من برامج العمل لتقديم المساعدة لدول حوض بحر الأورال. وفي
هذا المجال قيمت جمهورية قازاقستان عالياً نتائج المؤتمر الدولي "تطور
التعاون في منطقة بحر الأورال للتخفيف من آثار الكارثة البيئية" الذي جرى في
إطار رئاسة جمهورية أوزبكستان لصندوق الدولي لإنقاذ بحر الأورال في أكتوبر عام
2014 بمدينة أورغينيتش.
وكانت مسائل توسيع
التعاون في المجالات الثقافية والإنسانية، المبنية على أسس التقارب الروحي وتقاليد
القرون الطويلة للصلات بين الشعبين في مركز الإهتمام أيضاً.
وأثناء الزيارة تم
التوقيع على جملة من الوثائق الموجهة نحو مستقبل تعزيز وتفعيل العلاقات الثنائية.
وفي أستنة رئيس
جمهورية أوزبكستان بصحبة رئيس قازاقستان زار المؤسسة الإنسانية التنويرية الحكومية
"مركز نازارباييف" العلمية التحليلية متعددة الوظائف التي افتتحت
منذ مدة قريبة. وهي عبارة عن صندوق للمتاحف حيث تحفظ حقائق تعكس تاريخ وثقافة
والحياة المعاصرة للشعب القازاقستاني، ونشاطات رئيس البلاد.
وأشار القائد
الأوزبكستاني إلى المنجزات العالية التي حققتها قازاقستان خلال سنوات الإستقلال،
وأعطى تقييماً عالياً للأعمال المحققة في مجال التعليم والتربية وتربية الشباب
بروح الوطنية واحترام القيم القومية والإنسانية.
والرمز العميق أن
لقاء القمة في أستنة جرى على أعتاب العيد العظيم للشعب القازاقستاني، يوم استقلال
البلاد. والأوزبك والقازاق كانوا وسيبقوا جيران مضمونين وإخوة اختبرتهم الحياة
والأوقات، ولهذا كل لقاء بين قائدي أوزبكستان وقازاقستان يعتبر مطلباً يحييه
الشعبين من قلوبهم، الشعبين الذين يعيان تماماً أن هذا أتى في عالم سريع التغيير
وفي ظروف غير سهلة في الكثير، وترتبط بالآفاق طويلة الأمد للعلاقات الثنائية
متعددة الجوانب، وكذلك بالإستقرار والتنمية الثابتة لكل المنطقة الواسعة.
وبقناعة تامة يمكن
التأكيد على أن الزيارة الحالية لرئيس جمهورية أوزبكستان إلى قازاقستان ونتائجها
تفتح آفاق واسعة جديدة في العلاقات بين البلدين، وستوفر الظروف لتوظيف مقدرات
التعاون الضخمة التي تلبي مصالح الشعبين الأوزبكستاني والقازاقستاني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق