الاثنين، 13 أبريل 2015

راي الوطن: تخوض سوريا حروبها بكل أخلاقية وضمير


تحت عنوان "راي الوطن: تخوض سوريا حروبها بكل أخلاقية وضمير" نشرت جريدة الوطن العمانية يوم 13/4/2015 مقالة إفتتاحية ذكرت فيها:


أكثر تأثيرا في شتى الحروب هي الحرب الإعلامية بمضامينها الكاذبة خصوصا، مما يترك تأثيرا كبيرا على مجراها. ولقد دأبت القوة الداعمة للحرب على سوريا، أن تلعب هذا الدور بالكذب الدائم على المجتمع الدولي باتهام سوريا بما لم ترتكبه من تجاوزات لاأخلاقية في ردها على الإرهاب.
فاليوم مثلا هنالك اتهام للطيران السوري بقصفه حلب، وقبل أيام بقصف المدينة أيضا، في الوقت الذي ثبت أن قوى الإرهاب هي من قام بالعملية. وليست هذه الحادثة وماقبلها اتهام جديد ضد الدولة السورية، بل هنالك على مر سنوات الأزمة التي دخلت في عامها الخامس، ما صار معروفا أنه عندما يراد سوءا دوليا بسوريا يتفتق العقل الإرهابي عن صنع حادثة يقوم بتنفيذها لكنه يحملها للجيش العربي السوري.
لعلنا لا ننسى على سبيل المثال الأسلحة البيولوجية التي قيل إن سوريا استعملتها ضد مدنيين وثبت أن قوى الإرهاب من قام بها، وأثبت الروس ذلك بالأرقام والتفاصيل، وعندما طولبت سوريا بهذا النوع من السلاح وضعته فورا برسم المجتمع الدولي الذي قام بتدميره على مراحل، مما يثبت أن الدولة السورية أمينة أخلاقيا في خوض معاركها العسكرية، وهي بالتالي لا يمكنها ارتكاب موبقات ثبت من خلال الصور المتكررة أن جبهة النصرة وجبهات أخرى مماثلة تمكنت من الحصول على الغاز القاتل وقامت بتمثيل مشاهد قتله على الأرانب وأمام المجتمع الدولي.
لعل الاتهامات الجديدة لسوريا تخبيء وراءها ماتخبيء، وكالعادة يقوم الإرهابيون بتنفيذ العمليات الخارجة عن كل قيمة إنسانية، ومن خلال دعم البعض لهم، بل من خلال الفوضى الدولية التي مازالت تستبيح الأرض السورية، يتم توظيف الاتهام ضد الدولة السورية. وإذا كان الملفت غياب تام لممثل الأمم المتحدة في سوريا ستيفان دي ميستورا عن واجهة الأحداث والذي من شأن متابعته لهكذا حدث أن يقدم الحقيقة الساطعة لكل العالم وخاصة للقوى المؤثرة.
إن سوريا التي قدمت خلال السنوات الأربع جل خبراتها العسكرية، قدمت بالمقابل مفهوما أخلاقيا في كل استعمالاتها العسكرية والميدانية، بل خاضت دائما ما يسمى بالحرب النظيفة، وهاهي بعد أن قدمت للمجتمع الدولي جل ماعندها من أسلحة بيولوجية، فهي تقدم بالتالي نقلة نظيفة أخرى في مفهوم معاركها ضد الإرهاب.
لاشك أن الإعلام أبرز صور الحرب وأكثرها تأثيرا وخصوصا في هذه الأوقات التي تسجل أعلى مكاسب للجيش العربي السوري. ومن المؤسف أن المجتمع الدولي لم ينتبه حتى الآن إلى ما يقوم الإرهاب بتنفيذه في مخيم اليرموك من بشاعة في القتل ومن تطوير لآلته الفتاكة فيه، فيما من تبقى في هذا المخيم إما مات جوعا وإما مرضا دون أي حراك من هذا المجتمع ومن مفاهيمه الإنسانية، ويعلم المجتمع الدولي وكل الناعقين بالحرص على الإنسان أن الجيش العربي السوري بإمكانه أن يحسم معركة اليرموك ربما في ساعات وليس أياما لولا الحرص على حياة ساكنيه الفلسطينيين والسوريين على حد سواء.
ولا شك أيضا أنه فات الوقت الذي سوف يصدق فيه العالم فئة من الإرهاب وهي تلصق أعمالها بالدولة السورية وتحاول بخبث وباعتماد على داعمين، أن تعيد العجلة إلى الوراء وأن تنأى ببربريتها عن المساءلة الدولية لها، لكن من يسائل ومن يسأل، بل لقد كمت أفواه كثيرين رغم الكلام الذي لم ينضب عن مقاتلة الإرهاب وتحميله مسؤولية ما يحدث في هذا العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق