الثلاثاء، 21 أبريل 2015

كلمة إسلام كريموف في حفل مراسم تسلم رئيس جمهورية أوزبكستان لمهامه خلال الجلسة المشتركة لمجلسي عالي مجلس


تحت عنوان "كلمة إسلام كريموف في حفل مراسم تسلم رئيس جمهورية أوزبكستان لمهامه خلال الجلسة المشتركة لمجلسي عالي مجلس" نشرت وكالة أنباء UzA، يوم 10/4/2015 النص الكامل للكلمة وهذه ترجمة لها:


المواطنون الأعزاء، نواب عالي مجلس المحترمون !
الضيوف الأعزاء!
لمن دواعي سروري الكبير أن أتوجه إليكم، نواب المجلس التشريعي وأعضاء مجلس الشيوخ بعالي مجلس، ومن خلالكم لكل أبناء شعبنا، لأعبر عن امتناني الصادق لجميع المواطنين الذين أبدوا لي ثقة عالية وانتخبوني رئيساً لجمهورية أوزبكستان.
وأغتنم هذه الفرصة لأعبر لكم، أعزائي، عن احترامي العميق وتقديري، وأتمنى لكم جميعاً الصحة والسعادة والنجاح.
وأعتبر الثقة التي أوليتموني إياها قبل كل شيء مسؤولية ضخمة وشرف كبير لي، ومرة ​​أخرى أود أن أؤكد على أني سوف أضع كل ما لدي من قوة، وأن أكرس حياتي من أجل أن أكون عند مثل هذه الثقة العالية، التي لا تقارن بأي شيء مشابه وهي ثقة الشعب.


أصدقائي الأعزاء!
علينا التخلي بالكامل عن القديم، وعن النظام الشمولي الذي عفى عليه الزمن وأن نصبح سادة مصيرنا، وقد وضعنا أمامنا أهدافاً هامة مثل بناء الدولة الديمقراطية الجديدة والمجتمع المدني، الحر، الذي لا يتأخر عن أحد بأي شيء، وبحياة مزدهرة. وقد حققنا اليوم نتيجة للتغييرات والإصلاحات الواسعة التي ننفذها على هذا الطريق، نجاحات كبيرة ومستويات عالية، وهو ما لا يستطيع أحد أن ينكره.
والعامل الهام لكل إنجازاتنا، من دون شك، كان اختيارنا لعوامل طريق التطور على مراحل في أوزبكستان، والمبني على المبادئ الخمسة المعروفة والمعترف بها في جميع أنحاء العالم باسم "النموذج الأوزبكي" للإصلاحات، والحياة نفسها اليوم أثبتت مدى صحة هذا الطريق.
ويشهد على مزايا وفعالية نموذجنا للتنمية أنها أخذت من كل الجوانب باعتبارها المقدرات والسمات الطبيعية والتاريخية والقومية والديمغرافية والبيئية لأوزبكستان، وأنها بالكامل بررت نفسها عملياً.
وعلى سبيل المثال، إذا تحدثنا عن الزراعة، نحن أعطينا الأولوية لتطوير حركة المزارعين، المبنية على تأجير الأراضي لمستخدميها، والذين يدعمون بنشاط هذه العملية، وبفضل حركة المزارعين، يمكن القول بثقة، أنهم تركوا أثاراً مشرقة في تاريخنا الحديث. واليوم، مزارعنا لا تنتج فقط 90-92 % من الإنتاج الزراعي في البلاد، ولكنها أكثر وأكثر أصبحت حركة اجتماعية وسياسية، أخذت على عاتقها مسؤولية التنمية ومستقبل القرى عندنا.
أو إذا أخذنا الأعمال الصغيرة والمشاريع الخاصة، فهي الآن تنتج في هذا المجال 56 % من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ويعمل فيها 75-77 % من مجموع السكان المشتغلين.
ومن دون شك، إنجازاتنا، تعكسها بسطوع المؤشرات والأرقام، وستكون دفعة قوية على طريق تعميق الإصلاحات التي ننفذها، وأساساً متيناً ليوم الغد ولمستقبل تنمية البلاد.
واليوم، نحن لدينا كل الأسس لنعلن، أنه من خلال تنفيذ هذه الإصلاحات، وفرنا نمواً مستقراً للاقتصاد الأوزبكستاني. وخلال السنوات الـ 10 الماضية، وتجاوز معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي 8 %. ومن خلال هذا ووفقا لحساباتنا، هذه المعدلات ستبقى في العام الحالي 2015، على نفس المستوى، وأعتقد أن كل شيء واضحاً تماماً.
وفي هذا المجال، لا يمكننا إلا أن نقول أن أساس كل نجاحاتنا الكبيرة، وقبل كل شيء كانت التغييرات الجذرية في الوعي والتفكير، ونمو الثقافة السياسية والقانونية لدى الناس لدينا، ونكران الذات والشجاعة لدى شعبنا، الذي شاهد الكثير خلال قرنه. والأهم هو الإعتماد على شبابنا وهم الأمل لدينا، ويدخلون الحياة بثقة كقوة حاسمة، ويملكون المعارف والمهن الحديثة، ولديهم القدرة الذاتية للتفكير بشكل مستقل، وقادرون على أخذ المسؤولية عن مستقبل البلاد.
ومع ذلك، أود أن لا ننسى جميعا حقيقة مهمة واحدة.
أننا إذا كنا راضون عن مستويات النجاحات المحققة، فالإستسلام للرضا والنشوة، يمكن أن نفسح مجالاً أكبر، وعلينا أن نقول، أننا بذلك نرتكب خطأ لا يغتفر.
نحن نعلم جيداً أن العالم يتطور، ولا يقف في مكانه، وخاصة أذا أخذنا بعين الإعتبار أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين، قرن العمل الفكري، والإنترنت والعولمة، والتغيير السريع يذكرنا بهذا باستمرار.
فالأزمة المالية والاقتصادية المستمرة على نطاق عالمي، تأخذ طبيعة تنافسية أكثر حدة مع المواجهات، وتصاعد التهديدات والتحديات، مثل التطرف والإرهاب والإنفصالية، وكلها تتطلب منا جميعا، وقبل كل شيء، التماسك أكثر، وتعبئة قوانا وإمكانياتنا الكبيرة.
ومن دون شك، في إطار الأعمال الضخمة التي نحققها اليوم وفي المهام الأكثر إلحاحا وهي تسريع وزيادة فاعلية الإصلاحات الديمقراطية، وحياتنا التي تتغير بشكل جذري.
وعندما نتحدث عن هذا، يتمتع بأهمية خاصة لنا إزالة كل ما تبقى من الصور النمطية للنظام الشمولي السابق، وحل مختلف القضايا والإستمرار في تنفيذ القوانين التي أصدرناها لمستقل تعميق الإصلاحات الجارية.
وبالدور الأول علينا رفع الإصلاحات بمجال توفير حرية الكلمة والإعلام، وحقوق وحريات الإنسان، ومستقبل تطوير النظام القانوني والحقوقي، وتطوير مؤسسات المجتمع المدني إلى مستوى جديد وأكثر إرتفاعاً، وعلينا الإشارة إلى أنه في هذه الإتجاهات علينا فعل الكثير.
وليس سراً على أحد أنه إذا لم نوفر القدرات التنافسية لاقتصدنا، وهذا يعني ترشيد وتقدم المجالات والقطاعات الإنتاجية، وتجديدها تقنياً وتكنولوجياً، فالأسواق العالمية، وغداً الأسواق الداخلية لن تقبل المنتجات التي ننتجها.
وعلينا أن نعي جميعاً هذه الحقيقة.
ولهذا، إذا إهتممنا بيوم الغد، وبمستقبلنا، فعلينا وبانفتاح الإعتراف بأنه دون مستقبل تعميق الإصلاحات الواسعة الجارية في اقتصادنا، وقبل كل شيء التحولات الهيكلية، لا يمكن حل مسائل رفعها إلى مستوى جديد تماماً، ولا يمكن الحديث عن الوصول إلى أهدافنا الهامة، والدخول في عداد الدول عالية التطور والديمقراطية.
والمهمة الرئيسية لنا يجب أن تكون إزالة كل الحواجز والحدود على طريق تطوير الملكية الخاصة والعمل الحر، الذي هو كما هو وارد في الدستور، مجال هام لاقتصاد بلادنا متعدد القطاعات.
وتجب الإشارة إلى أنه خلال السنوات الماضية أجرينا وأعمال كبيرة مستمرة لإحداث قاعدة حقوقية قوية وضمانات موثوقة، موجهة نحو حماية الملكية الخاصة والملاك الشخصيين، ومن ضمنها تقديم التسهيلات والتشجيعات لملاك المشاريع الصغيرة ورجال الأعمال.
ولكن بغض النظر عن أفضليات الملكية الخاصة المعروفة لنا جميعاً مقارنة مع ملكية الدولة، فإننا نجري في هذا المجال أعمالاً ولكن مع الأسف لم تحل بالكامل مسألة توفير الحرية المطلوبة للملكية الخاصة، ولم تعطي حتى الآن النتائج المطلوبة.
ولهذا بالذات علينا تخفيض حتى الأسس الإستراتيجية والإقتصادية حجوم حصة ومستوى تواجد الدولة في الاقتصاد.
ولم تزل مهمة أخرى تقف أمامنا، فمن الضروري الإمتناع عن كل الأشكال التي لم تزل قائمة من النظم القيادية والإدارية، وتوزيع المهام والصلاحيات بين أجهزة الدولة، والأعمال والقطاع الخاص بدقة، والإنتقال إلى نظام البورصة لعقد الصفقات التجارية، باستثناء تجارة المفرق.
وإلى جانب ذلك يجب علينا أيضاً إجراء التعديلات اللازمة على نشاطات إتحاداتنا التعاونية أو المساهمة آخذين بعين الإعتبار خبرة أبرز المزارع والشركات الأجنبية.
وخبرتنا العملية أثبتت أنها في أوزبكستان أكثر فاعلية، وإحتمالاً وأثبت نفسها بين البدائل، وهي عندما يصبح أصحاب الأسهم جنباً إلى جنب من المستثمرين الوطنيين والأجانب. وتفوق هذا الشكل هو في أن المساهمين والمؤسسين الأجانب، يقومون إلى جانب تزويد المنشأة المشتركة بمعدات تكنولوجية رفيعة، بإدخال الطرق الحديثة لتنظيم وإدارة الإنتاج أيضاً.
ولهذا مرة أخرى أود أن أقول، أننا منفتحين من أجل مستقبل تطوير التعاون مع الدول الأجنبية والشركات، ومستعدين لإحداث من أجل ذلك الظروف والإمكانيات الجديدة بسعة أكثر.
الإستمرار بتعميق الإصلاحات الجذرية، والجارية في الوقت الراهن، والمخصصة لعام 2015 والمرحلة اللاحقة، للحفاظ على ثبات حركة النمو الاقتصادي، من دون شك، سيكون تحسين نوعي لقطاعات الإدارة الحكومية وزيادة كبيرة في المقدرات التنافسية لاقتصادنا، لتحصل أوزبكستان على مكانتها اللائقة على الحلبة الدولية.
أصدقائي، المواطنين الأعزاء!
أعتبر من الضروري التوقف عند مسألة هامة أخرى والتي هي من دون شك تقلق الكثير منا.
نحن نعيش بقلق، وفي وقت متوتر أكثر، عندما تتصاعد مختلف التهديدات والتحديات، التي يمكن أن تؤدي إلى آثار لا يمكن التنبؤ بها.
وآخذاً هذا بعين الإعتبار، ومن أجل الحفاظ على السلام والهدوء السائد اليوم في بلادنا، ونجاح وإزدهار شعبنا، وسلامة حدودنا علينا أن نعتبر مهمتنا الأولى هي مستقبل تعزيز علاقات الصداقة وتعاون المنافع المتبادلة مع الدول الأجنبية القريبة والبعيدة.
وأعتبر من واجبي أن أعلن مرة أخرى، أن أوزبكستان لن تنضم أبداً إلى أية أحلاف عسكرية سياسية، ولن تسمح بتمركز على أراضيها قواعد عسكرية أجنبية، ولن تسمح بتواجد عسكريينا خارج حدود البلاد.
ونحن نعتبر أن مثل هذا الموقف، ومثل هذه السياسة، في الأوضاع الصعبة المترتبة اليوم حولنا هي الأصح لنا، والوحيدة الصحيحة. وقد سبق وقلت: أن لشعبنا قبل كل شيء السلام والهدوء وعلينا الكفاح من أجل ذلك.
وأغتنم هذه الفرصة المتاحة لي، اسمحوا لي باسمي، وباسم شعبنا كله أن أعبر عن أعمق الشكر لمندوبي الدول الأجنبية والمنظمات الدولية المتواجدون اليوم في هذه الصالة، وكل الضيوف الأجانب على الدعم والإسهام المقدم والذي يعزز علاقات الصداقة وتعاون المنافع المتبادلة معنا.
وأعبر عن شكري الصادق لقادة الدول، والشخصيات السياسية والإجتماعية، التي أرسلت التهاني لي بمناسبة إنتخابي رئيساً لجمهورية أوزبكستان.
ومرة أخرى ومرة أخرى أنحني أمام شعبي الذي قدم لي هذه الثقة العالية.
بإخلاص وتفاني، وبحب الابن سأخدم شعبنا الطيب والنبيل، وهذا وبصدق شرف كبير وسعادة كبرى لي.
أتمنى لكم جميعاً أعزائي السلام والتوفيق والنجاحات الجديدة والحظ السعيد!
*****
ترجمها إلى اللغة العربية أ.د. محمد البخاري. طشقند 21/4/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق