الأحد، 19 أبريل 2015

سوريا ستبقى عصية على قوى التآمر


تحت عنوان "رأي الوطن: سوريا ستبقى عصية على قوى التآمر" نشرت جريدة الوطن العمانية يوم 19/4/2015 تعليقاً جاء فيه:


احتفل السوريون بعيد الجلاء قبل أيام، أخذوا منه معناه، إنها الطبيعة السورية التي هي سحر شعب عاش دائما من أجل وطنيته وعروبته، تقلب الأيام وعرف معناها، وهاهو اليوم يعيش أقسى التآمر عليه، دول بأكملها جاءت لقهره، لتغيير عالمه، لكنه لم يسلم ولن يسلم.
من الأمور التي دخلت في هذا الحيز ذلك الاتهام بوجود أسلحة كيماوية لدى سوريا، تعامل السوريون مع هذا الحدث بالكثير من الصدق والمسؤولية، وهم دائما على هذا المنوال، فقدموا للأممية ما تحويه مخازنهم من سلاح يحمل هذا النوع. وهكذا تعامل العالم بأن قام بتدمير ما قدمته سوريا، تم الخلاص منه فكانت سوريا على صدقها، وعلى موقفها الانساني بل على خدمة الانسان ولمصلحته بالدرجة الأولى.
حدث كل ذلك، فيما كانت الاتهامات موجهة الى سوريا كونها قامت باستعمال هذا النوع من السلاح المحرم. وبالرغم من الاثباتات التي قدمتها روسيا من ان من استعمله هم الارهابيون الذي قدموا في احدى المرات نموذجا عن تصورهم لهذا السلاح وكيفية قتله للأرواح سواء كانت بشرية أو حيوانية عبر وضع أرنبين في اناء ثم تسليط الغاز القاتل عليهما. ورغم ظهور هذا النموذج على الملأ إلا أن الأميركي كاد ان يفعلها بالهجوم على سوريا لولا أن اظهرت قوى الممانعة حزمها في مقاتلة أي اعتداء عليها.
طويت صفحة كادت أن تكون كارثية على البشرية، وكان ان طوي معها ايضا خلاص دولي من السلاح الكيماوي المتوفر لدى السوريين. لكن اللعبة الخبيثة للقوى الارهابية، أو بالأحرى لمحركها وممولها، أبت إلا أن تعيد الكرة باتهام سوريا باستعمال غاز الكلور هذه المرة، وكانت بذلك تحاول ان تجيش الموقف الدولي من جديد عبر هذه الأكذوبة الكبيرة، مع أن قوى الارهاب هي من حصل على هذا الغاز، وقامت دولة او اكثر من الدول الممولة لها بمدها به تحت غطاء من السرية المطلقة من أجل العودة لاتهام سوريا بأنها من استعمله.
لكن الكذبة لم تنطل على أحد، وأظهرت التحقيقات أن السوريين قدموا جل ماعندهم من هذا السلاح الى المجتمع الدولي، بل هم تخلصوا منه لأنهم ليسوا بحاجة إليه من الناحية الانسانية، بل لايمكنهم بأي حال من الأحوال توجيهه باتجاه شعبهم حتى لو كان ضد كل أشكال الارهاب.
مرة أخرى تظهر سوريا التزامها بما قدمته، وبأنها لم تعد تملك من هذا السلاح، بل أنها قدمت كل ما تمكله الى المجتمع الدولي الذي قام بتدميره، بل وكتب تقارير في هذا الشأن تؤكد أن السوريين قدموا كل ماعندهم وأنهم أنهوا كل علاقتهم بالسلاح الكيماوي وغيره من أنواع السلاح الجرثومي.
من الواضح أن القوى المتآمرة على سوريا تسعى دائما الى الضغط على المجتمع الأممي من أجل تجييشه من جديد للهجوم على سوريا التي مازالت تذوق الأمرين من المؤامرة الدولية عليها، فأكثر من ثمانين دولة بين صغيرة وكبيرة، عظمى وغير عظمى، تهاجم وتقتل وتفتك وتدمر وتستبيح الأرض السورية. وتوظف إمكانياتها المادية من أجل تسخير وسائل الإعلام والشبكات العنكبوتية في تزييف الحقائق، لكننا على ثقة أنه مثلما فشلت المؤامرة الأولى، ستفشل أيضا كل المؤامرات اللاحقة، وستبقى سوريا ممانعة عصية على قوى التآمر والإرهاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق