طشقند 23/8/2018 أعده للنشر أ.د. محمد البخاري
تحت عنوان "رأي الوطن: عودة المبررات الواهية"
نشرت جريدة الوطن العمانية يوم 23/8/2018 تعليقاً جاء فيه:
مع مواصلة الجيش العربي السوري نجاحاته الميدانية وتقدمه
على عدة محاور في جبهات القتال وتحريره لما نسبته حوالي 96% من الأراضي السورية من
أيدي الإرهابيين ونجاح مشروع المصالحات بين ابناء الشعب السوري وتسوية اوضاع
المئات من المسلحين وعودتهم لحضن الدولة السورية وعودة الحياة الطبيعية بشكل
تدريجي في المناطق المطهرة من الإرهابيين، ومع تراجع الدعم والتمويل للجماعات
المسلحة والجهود التي تقودها موسكو بالتنسيق مع الحكومة السورية لتكريس الحل السياسي
للأزمة، ومع كل تقدم لتوفير الظروف الطبيعية لحياة كريمة للشعب السوري الشقيق ومع
الاستعدادات التي يقوم بها الجيش العربي السوري لتحرير محافظة إدلب من الإرهابيين،
في ظل هذا كله يعود صانعو الأزمة السورية وداعمو الإرهاب لتدوير اسطوانتهم
المشروخة ذات الصوت النشاز لتثير من جديد ملف (استخدام السلاح الكيميائي) ليكون
ذريعة لشن عدوان جديد من شأنه كما يأمل هؤلاء الداعمون أن يعيق كل هذه الجهود
ويفشل هذه النجاحات ويبقي سوريا في دائرة الأزمة.
إن التهديدات الأميركية ضد سوريا الصادرة على لسان
مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون وقوله (لا تفاهمات بين الولايات
المتحدة الأميركية وروسيا بخصوص خطط الرئيس السوري بشار الأسد لاستعادة
محافظة إدلب، وتلويحه مرة أخرى بأن واشنطن (سترد بقوة على استخدام السلاح
الكيميائي بإدلب) هذه التهديدات تأتي في وقت توشك فيه عودة معاقل المسلحين في سوريا
بمحافظة إدلب العودة لحضن الدولة السورية مما يعني تهاوي المؤامرة على سوريا على
رأس أصحابها وبالتالي سقوط المشروع الأميركي ـ في سوريا على أقل تقدير ـ إن لم نقل
في المنطقة، وهذا الأمر بالطبع يقلق الإدارة الأميركية وبعض الدول الأوروبية وخاصة
فرنسا وبريطانيا ـ وبالطبع يفزع اسرائيل ـ التي تعمل على إدامة الأزمة السورية
واستمرار نزيف الدم السوري، لذلك تستعد هذه الدول من الآن لتكرار سيناريو
الاعتداءات المتكررة والسافرة على السيادة السورية ومحاولة نسف كل الجهود الرامية
إلى إحلال السلام في الأراضي السورية وعودة الحياة إلى طبيعتها.
لقد أصبحت اتهامات استخدام الجيش العربي السوري للسلاح
الكيماوي مكررة ومفضوحة وممقوته من قبل المجتمع الدولي والقوى المطالبة بالتسوية
السياسية للأزمة السورية، ومع ذلك تصر الولايات المتحدة الأميركية وحليفتيها
بريطانيا وفرنسا وأدواتها في المنطقة على تكرار هذه الاتهامات لتبرير عدوانها على
سوريا في تحد واضح وصريح للقانون الدولي والشرعية الدولية. إن دول العالم تعي
تماما ان ما تسوقه الولايات المتحدة وحليفتاها وأدواتها من اتهامات للحكومة
السورية باطلة وليس لها أي مصداقية كما أثبتت الوقائع السابقة.
ان عودة كامل الأراضي السورية إلى حضن الدولة امر واقعي
واصبح مجرد وقت، ومعظم جبهات القتال صمتت وانتصر فيها الجيش العربي السوري وارادة
الشعب السوري الذي تعرض لمؤامرة كبيرة تسببت له بتدمير وطنه ومقومات عيشه الكريم
لكنها لم تدمر عزيمته واصراره على الحياة واعادة بناء سوريا القوية المتماسكة، ان
موقف القوى التي تتآمر على سوريا اصبح اليوم اضعف مقارنة ببداية الأزمة السورية،
وما تبقى من أدواتها المحلية واهنة ومنهارة، وان اي تصريحات وذرائع من شأنها
التمهيد لشن ضربات عسكرية على سوريا لن تضعف عزيمة الجيش العربي السوري وحلفائه
ولن تثنيهم عن المضي قدما لتحرير كامل الأراضي السورية ولن تكون الا اداة لمضاعفة
العزم وكسر شوكة الأعداء وقبر المؤامرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق