الأربعاء، 1 أغسطس 2018

رأي الوطن سوريا الميدان يعبد طريق الحل السياسي والعين على إدلب

طشقند 1/8/2018 أعدها للنشر أ.د. محمد البخاري
تحت عنوان "رأي الوطن: سوريا .. الميدان يعبد طريق الحل السياسي" نشرت جريدة الوطن العمانية يوم 1/8/2018 مقالة جاء فيها:



على وقع ما يفرضه الميدان السوري من إنجازات عسكرية للجيش العربي السوري في معركته الوطنية لتطهير التراب السوري الملوث برجس الإرهاب التكفيري، تمضي الجهود السياسية المتوازية مع عمليات الميدان لتعبيد الطرق الموصلة إلى الحل السياسي، وتمهيد الأرضية المناسبة والسليمة والصلبة في الوقت ذاته.
فجولات الحوار في أستانة وسوتشي جاءت توازيًا مع الجهد العسكري اللافت للجيش العربي السوري الذي يواصل عملية التطهير للمناطق الملوثة ببؤر الإرهاب في جنوب سوريا، وهي جولات تعد مرآة عاكسة لهذا الجهد العسكري الذي أعطى قوة الدفع اللازمة والمطلوبة لتحريك المياه الراكدة للحل السياسي، والذي تمكن من أن يضع حدًّا للمراوغات وأساليب العرقلة والإرباك والتشويش والتحريض.
وتعد الجولة العاشرة من محادثات أستانة حول سوريا التي انطلقت أمس الأول بمدينة سوتشي الروسية بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية والوفود الأخرى من بينها وفد من الأمم المتحدة ووفد “المعارضة” من الأهمية بمكان، ذلك أنها تؤسس لخطوة إضافية متقدمة هذه المرة بناء على التطورات الميدانية البارزة بوصول الجيش العربي السوري إلى الجولان السوري المحتل، وتطهير هذه المنطقة ودرعا ‏‏ورفع العلم السوري في القرى والمدن التابعة لهما، مع ما يترافق مع ذلك من بدء عودة المهجرين السوريين من لبنان، واختيار ما يسمى بـ”قوات سوريا الديمقراطية” لغة الحوار مع الحكومة السورية واستعدادها لتسليم المناطق السورية الخاضعة لسيطرتها كالرقة للجيش العربي السوري، ما يعبِّر عن التحول الكبير الذي رسمه الميدان السوري لصالح الدولة السورية والشعب السوري، مع تأكيد القيادة السورية وعلى لسان الرئيس بشار الأسد أن الحكومة السورية ماضية نحو استعادة كل شبر من أرض سوريا خارج سيطرة الحكومة وتلوث برجس الإرهاب، وهو ما أعطى أيضًا صورة واضحة للمكون الكردي المتمثل في ما يسمى بـ”قوات سوريا الديمقراطية” لقراءة الواقع وتغليب صوت العقل والحكمة، وعدم الرهان على قوى لها مصالحها ومشروعاتها الاستعمارية والتخريبية والتدميرية، وأكدت عداءها للدولة السورية وجميع مكوناتها دون استثناء.
وتكتسب الجولة العاشرة لمحادثات أستانة أهميتها، بالإضافة إلى ما ذكرناه آنفًا، وحسب ما أكده المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا الكسندر لافرنتييف أنها تسير وفق ما هو مخطط لها، ومناقشة عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم، موضحًا في هذا الصدد أنه من مصلحة الدول الأوروبية تقديم المساعدة لعودة المهجرين السوريين إلى بلدهم، وأنه لا يجوز منع هؤلاء المهجرين من العودة، الأمر الذي تمت مناقشته خلال جولة المحادثات الحالية.‏‏
وكما هو واضح ومعروف، يحاول عدد من الدول استغلال وضع المهجرين السوريين ورقة ابتزاز ولأهداف سياسية واقتصادية وديمغرافية وغير ذلك، ولو كان الأمر غير ذلك لما ظلت متمسكة بهذه الورقة ورافضة التعاون مع الحكومة السورية وحلفاء سوريا، فضلًا عن أن مبررات استضافة هؤلاء المهجرين قد سقطت باستعادة الجيش العربي السوي لأغلب المدن والمناطق خصوصًا الرئيسية، إلى جانب أن وتيرة الإعمار وإعادة الخدمات تسير بصورة جيدة، ناهيك عن المعاناة التي يكابدها هؤلاء المهجرون في مناطق الشتات واللجوء، وبالتالي ومن منطلق مسؤوليتها الوطنية والقانونية تعمل الحكومة السورية على استعادة مواطنيها المهجرين لتقديم ما يلزم لهم من خدمات إيواء، والعمل على مساعدتهم لصون كرامتهم وتجنيبهم الابتذال والإهانة والمعاناة التي يلاقونها في مناطق الشتات واللجوء. كما تكتسب محادثات أستانة أهمية أيضًا من جهة أنها تمهد لتطهير ما تبقى من الأراضي السورية من رجس الإرهاب، وتحديدًا محافظة إدلب وهذا ربما ما سيظهر في نتائج المحادثات.
وتحت عنوان "باختصار: العين على إدلب" نشرت الجريدة في نفس العدد مقالة كتبها: زهير ماجد، وجاء فيها:
رن هاتف المعلق السياسي، سمع متحدثه طويلا لكن البسمة لم تفارقه .. اغلق الهاتف وقال لنا: وصل الجيش العربي السوري إلى آخر شبر في جنوب سوريا.
هو أجمل الكلام في ليل بيروتي كل منا يتابع أخبارا يعرف أنها سوف تحصل، كما يعرف نتائجها. منذ وقت طويل صارت كل خطط الجيش العربي السوي مظفرة وناجحة .. لا يمكن له أن يضع خطة إلا ونفذها بنجاح .. ولكثرة عدد المعارك التي خاضها، كان المشككون يرمون بتمنياتهم أن يخسرها، لكنه فوت عليهم فرصة الاستمتاع بأفكارهم الدنيئة. لم ينتصر هذا الجيش فقط، بل نصرنا جميعا، أودع فينا المزيد من الأمل بأنه صار الجيش العربي الذي لا يقهر.
الجنوب السوري كله كان عصيا على الدولة، وكانت ألاعيب الأميركي والإسرائيلي تبرز يوميا لتشكل عوائق أمام المهمة الجليلة للجيش البطل، هكذا بدت .. العقل المسطح للمسلحين صدق اللعبة الماهرة التي مارسها أسياده الأميركان والإسرائيليون، استسلم إلى فكرة أنهم سيتدخلون وسيمنعون وسيكونون بالمرصاد .. فات الجميع وحتى بعض المعلقين في الصحف العربية الصفراء، أن ثمة إرادة سورية لا يمكن منعها، وثمة قرار سوري لا يمكن الوقوف بوجهه، وثمة جزء من وطن عزيز لا بد من عودته إلى حضن الوطن، ثم أن هنالك التسويات ساعة اللزوم، فالأميركي يبيع ويشتري وكذلك الإسرائيلي، لكن الأهم في هذا كله كما قلنا قرار سوريا.
خلال أيام أسدل الستار على ما كان، ليطلع صبح جديد على أمة وليس على سوريا وحدها، وتقديره أنه هدية متواضعة لوطن عربي ولشعوب مستضعفة .. مدرسة سوريا أذهلت العالم بلا شك .. كيف تمكن جيش خسر في بداية المؤامرة على وطنه أكثر من خمسين ألفا من قواته بين هارب ومتمرد لكنه أكمل بما بقي لديه، ثم راكم معاركه بين خاسرة ورابحة، إلى أن تم تعديل الكفة برمتها لصالح المزيد من الانتصارات، ووصل في النهاية لتحقيق أهدافه، وما زالت عينه على الهدف الأكبر والأغلى وهو إدلب.
هي قصة جيش تكتمل فصول انتصاراته غدا .. من الذي سوف يكتبها بحذافيرها، ومن سيتلو تفاصيلها السرية والعلنية، من سيقولها كما حصلت، وفي كل بيت اليوم صورة شهيد من الجيش أو من القوات التابعة، أو من الناس البسطاء .. هذه الانتصارات دفع ثمنها دما وسهرا وعرقا وتصميما، ولا بد أن يكتبها من قاموا بها، ليكن نصها من صنع مقاتليها سطرا سطرا من كل مقاتل. نحن بحاجة لتاريخ عربي صادق، وليس غير المعجزة السورية ما هو أصدق منها.
إدلب إذن ولو طال الوقت، آخر هدايا الجيش المظفر وضع لها الخطط الكافية، وهي على مراجل، فإما أن يسلم المسلحون، السوريون إلى دولتهم، وغير السوريين إلى بلادهم، وإما سيتحول هؤلاء جثثا مرمية على الطرقات.
الجيش العربي السوري قادم قادم، لا بد من إقفال ملف التآمر على سوريا بتنظيفها تماما من كل مسلح ما زال يتلقى من بعض العرب دعمه وتمويله وكأن هؤلاء لم يصدقوا بعد أن معركتهم الخاسرة انتهت إلى غير رجعة، وأن لعبتهم الخسيسة دمرتها زنود الجيش العربي السوري .. المعلومات ما زالت تقول، إن الدعم بكل أشكاله للمسلحين الإرهابيين ما زال قائما ولم يتوقف، فماذا عساه فاعلون حين يرى هؤلاء الداعمون من سلحوهم ودعموهم وقد صاروا في العالم الآخر ومنهم من فاز بهروبه؟
إدلب ترفع يديها مرحبة بجيشها، تناديه وتعرف أنه قادم وأنها حبه مثل كل جزء من سوريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق