الأربعاء، 18 أبريل 2012

آثار بناء محطة روغون الكهرومائية

الإستخدام العقلاني والمعقول لثروات المياه والطاقة تعتبر واحدة من أكثر المسائل أهمية في تطور إقليم وسط آسيا. ولكن سعي بعض الدول لتنفيذ مشاريع بناء مواقع ضخمة للطاقة على الأنهار العابرة لأراضي الإقليم، التي تعتبر الشريايين المائية الأساسية في الإقليم وترتبط بها حياة ومصير أكثر من 50 نسمة، هي واحدة من الحقائق التي تهدد أمن المصادر البيئة والحيوية، وتعيق تطور دول الإقليم وتزيد من حدة الكارثة البيئية لبحر الأورال.
وقلق أوزبكستان تثيره مشاريع بناء محطات كهرومائية ضخمة جديدة على مجاري مياه الأنهار العابرة لأراضي الإقليم وهذا واقعي تماماً. لأن تنفيذ مثل هذه المشاريع سيؤدي حتماً إلى تصاعد حدة نقص الموارد المائة، وحدة الأوضاع البيئية في حوض بحر الأورال. والأكثر من ذلك، أن الموقع الذي ستبنى عليه المنشآت الكهرومائية الضخمة يقع في منطقة غير مستقرة ومعرضة للزلازل، وسبق وتعرضت أكثر من مرة لزلازل بلغت 9 درجات. وفي حال حدوث هزة أرضية قوية كالتي حدثت أكثر من مرة في المنطقة يمكن أن تؤدي لكارثة لايحمد عقباها، وينتج عنها تهديد حياة مئات الآلاف من البشر. وموقف أوزبكستان هذا حصل على مساندة واسعة من أوساط الخبراء، وضمنها كانت الندوة الدولية "دروس كارثة بحر الأورال" التي عقدت في الولايات المتحدة الأمريكية. ونظمتها ممثلية جمهورية أوزبكستان لدى الأمم المتحدة بالإشتراك مع معهد دراسات البيئة التابع لكوليج رامابو بولاية نيو جيرسي، حيث أعلن الخبراء الأوزبكستانيين والأمريكيين آرائهم عن التأثير السيء على الوسط البيئي لمشروع بناء المحطات الكهرومائية الضخمة على مجاري الأنهار العابرة لأراضي وسط آسيا. جاء هذا في الخبر الذي نشرته وكالة أنباء JAHON، يوم 10/1/2012.
وأشار الخبر إلى أن بروفيسور كوليج رامابو بولاية نيو جيرسي، م. ويلسن، الذي تمكن بنفسه من الإقتناع بسعة الكارثة البيئية في بحر الأورال. وعبر عن قلقه بسبب بناء مثل هذه المنشآت الكهرومائية الضخمة كمحطة روغون الكهرومائية في طاجكستان، ومحطة كامباراتين الكهرومائية في قرغيزستان. وقال أن "تنفيذ مثل هذين المشروعين سيؤدي إلى إقلال المياه في مجاري الأنهار المشار إليها وسيؤدي إلى تعميق المشاكل البيئية لبحر الأورال".
وإعتبر العالم أنه من الضروري الأخذ بعين الإعتبار أن المحطات الكهرومائية الضخمة تعتبر تهديداً كبيراً للوسط البيئي في حال إنهيارها. وستؤدي إلى خسائر بيئية وإقتصادية ضخمة.
وأضاف م. ويلسن، "لهذا أتمنى أن لا تبنى مثل هذه المحطات الكهرومائية، وأتمنى أن يعاد لنهري أموداريا وسرداريا المستوى الكافي من المياه لإحياء بحر الأورال".
وأشار بروفيسور معهد دراسات البيئة التابع لكوليج رامابو بولاية نيو جيرسي، والعامل في الوقت الراهن في إطار برنامج "دروس كارثة بحر الأورال" إلى أن الهدف من المشروع هو دراسة الخبرة التي يمكن الخروج بها من هذ الكارثة، وتحليل تطور الأوضاع المستقبلية، وإعداد إجراءآت ممكنة للتخفيف من آثار الأخطار المتنوعة في هذا المجال.
واضاف العالم أن كارثة بحر الأورال تعتبر واحدة من أهم الكوارث البيئية والإجتماعية والإقتصادية في تاريخ البشرية. ونتجت عن الإختفاء الكامل لأحد تجمعات المياه الضخمة في العالم عملياً أضراراً بالغة بالسكان المحليين، الذين كانت تعتمد حياتهم بالكامل على صيد الأسماك وتصنيعها.
والأكثر من ذلك أدى جفاف بحر الأورال إلى إنتشار الغبار الرملية والملحية في المنطقة، من الأمكنة التي جفت عنها المياه في التجمع المائي، ونتج عنها زيادة كبيرة في إنتشار الأمراض الشديدة بين سكان المنطقة. وجرت تغييرات جذرية في حوض بحر الأورال شملت الأحياء والنباتات. وأصبحت الأحوال الجوية أكثر حرارة وجافة. وتفاقمت أزمة الحصول على المياه العذبة للشرب.
وإعتبر الخبير أن هذا يحتاج لإجراءآت عملية ومناسبة تشمل التصرف العقلاني في إدارة الثروات المائية وخاصة مياه الأنهار العابرة لأراضي الإقليم، على المستويين الإقليمي والعالمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق