في
زاوية رأي الوطن نشرت صحيفة الوطن العمانية تحت عنوان "ما يجري في سوريا
مؤامرة كاملة الأركان!" يوم 20/3/2013
تعليقاً أضعه بمتناول المخلصين من أبناء الوطن الغالي، وجاء فيه:
إن
من يتابع مواقف جامعة الدول العربية إزاء القضايا
العربية، لا بد له وأن يصاب بالدهشة والحيرة، ويقف مفكرًا تفكيرًا عميقًا وسط محيط
متلاطم الأمواج من الأسئلة والاستفهامات عن الأسباب الحقيقية التي تقف خلف هذه
المواقف، وهل هي تبعية مطلقة عمياء من أجل كسب رضا السيد الأميركي والسيد البريطاني
والسيد الفرنسي وبالأخص السيد الصهيوني؟؟ أم هي مواقف تنم عن جهل وجهالة ؟ فإذا ما
واصل المتابع التفكير مليًّا يتضح له أن نتائج هذه المواقف الكارثية على استقرار
المنطقة وأمنها، وتذلل الطرق أمام تنفيذ المخطط الصهيو ـ أميركي الرامي إلى تفتيت
البلدان العربية بلدا بعد الآخر بصورة مباشرة، حيث تأتي سوريا مثالًا صارخًا على
المواقف ذات النتائج الكارثية لجامعة العرب العتيدة، ولا بد أن جامعة الدول العربية
اليوم وهي تحتفل بنجاحها في الضغط على المعارضة السورية المسلحة على تشكيل
حكومة بعد مرحلة تجميعها في قالب ما يسمى بـ"الائتلاف الوطني" تشعر
بنشوة عارمة بعد هذا "النصر المؤزر" الذي سيقود سوريا إلى كانتونات
طائفية متناحرة فيما بينها.
لقد
ملأت جامعة الدول العربية منذ بداية الأزمة السورية وإلى اليوم الساحات
السياسية الدولية والإقليمية والإعلامية ضجيجًا وزعيقًا بأنها حريصة على وحدة سوريا وعلى
وحدة نسيجها الاجتماعي، بل وأتقنت أدوارًا تمثيلية بامتياز في ذرف دموع التماسيح
على كل قطرة دم تسيل من الشعب السوري، وقدمت ذاتها على أنها "رامبو" محرر
الشعوب العربية من الظلم والفساد والقائد إلى الإصلاح والتغيير والديمقراطية، فماذا يعني قيام
حكومة معارضة في ظل وجود وجود حكومة شرعية تتمتع بشعبية كبيرة وراسخة برسوخ الأرض
ورسوخ شعبها الرافض لكل أشكال التدخل الخارجي في الشأن الداخلي السوري، تقوم
بأدوارها الشرعية من حماية الشعب السوري والذود عن حياض الوطن السوري، ولديها كل
مقومات البقاء والاستمرار بدءًا من الجيش العربي السوري الباسل والشعب السوري، وتماسك
مؤسساتها رغم محاولات المتاجرة والسمسرة لتخلي كوادرها عن وطنيتهم، ورغم
العقوبات الاقتصادية والمالية والحصار السياسي والإعلامي ؟ ألا يعني أن مشروع
تدمير سوريا وتقسيمها إلى كانتونات كان ولا يزال الهدف من وراء كل القرارات والمواقف
التي اتخذتها هذه الجامعة، فبالأمس اعترفوا بما يسمى الجيش السوري الحر
بديلًا عن الجيش العربي السوري واعتمدوا علم سوريا القديم بدل علم الوحدة العربية،
ولم يقف هذا المشروع عند هذا الحد أو عند حدود لملمة معارضي الخارج وتجميعهم
والقيام بحملة تجنيد واسعة النطاق من مختلف بقاع العالم وفتح معسكرات التدريب والزج بهم
إلى الأراضي السورية بعد تأمين أحدث أنواع الأسلحة لهم، بل إن هذه الجامعة العتيدة،
جندت ولا تزال وسائل الإعلام المتاحة لأعضائها لشن عمليات التشويه والتحريض
والتأليب وإلصاق التهم والفبركات بحق الحكومة السورية من أجل تبرير التدخل العسكري
الأجنبي المباشر كالترويج عن نية الحكومة السورية استخدام الأسلحة الكيماوية
المزعومة ضد العصابات الإرهابية، وكنا آنذاك نبهنا هنا في هذه الزاوية أن الهدف هو
التغطية على قيام أصحاب مشروع تدمير سوريا بتزويد عملائهم على الأرض بأسلحة كيماوية
لاستخدامها، وبالتالي لم يكن مفاجئًا ما حدث أمس بقيام المعارضة السورية المسلحة
بإطلاق صاروخ مزود بمواد كيماوية أودى بحياة 25 سوريًّا بين مدنيين وعسكريين
وإصابة 110 آخرين بجروح. وما يلفت الانتباه هنا أن جميع الداعمين لهذه العصابات
حاولوا الاستماتة في الدفاع عن هذه الجريمة، بل إن وسائل إعلامية داعمة لم تتطرق إلى
الجريمة على عكس التحذير الأميركي للحكومة السورية من استخدام أسلحة كيماوية وملء
مساحات وتغطيات واسعة وذلك في معرض تسترها على هذه الجريمة.
إن
تبني جامعة الدول العربية لقيام مؤسسة سورية موازية للمؤسسات الشرعية القائمة كالحكومة
والجيش وغيرها من المؤسسات وتسليم مقعد الجمهورية العربية السورية لهذه الحكومة
الصنيعة يدمغ ويفضح مزاعم الحرص على سلامة سوريا ووحدة مكوناتها وترابها، ويؤكد ما
قلناه دائمًا إن ما يجري في سوريا هو مؤامرة واضحة الأركان والأهداف.
ونشرت
الصحيفة خبراً تحت عنوان "141 بين قتيل وجريح ودمشق
تنتقد
التقاعس الدولي، تصريحات ملتبسة لمعارضي الخارج وروسيا متأكدة من ضلوعهم وأميركا لا تجد
دليلا سوريا: معارضو الخارج يشكلون (مؤقتة) ويلجأون
للإرهاب بـ (الكيماوي)" جاء فيه:
دمشق
ـ عواصم
ـ (الوطن) ـ وكالات: أقدمت الجماعات المسلحة في سوريا المدعومة من
معارضي الخارج المنضوين تحت ما يسمى (الائتلاف)
على جريمة جديدة، مستخدمين سلاحا كيماويًّا في هجوم إرهابي على منطقة خان العسل بريف
حلب، وذلك بعد ساعات من تشكيلهم ما يسمى (الحكومة
المؤقتة) برئاسة غسان هيتو المقيم في ولاية تكساس الأميركية منذ فترة طويلة،
حيث أسفر الهجوم عن سقوط 141 بين قتيل وجريح، فيما انتقدت دمشق التقاعس الدولي،
في الوقت الذي صدرت فيه تصريحات ملتبسة من معارضي الخارج، في حين قالت روسيا
إنها متأكدة من ضلوع المسلحين المدعومين منهم في الجريمة وفي المقابل قالت أميركا
إنها لا تجد دليلا. وقالت آخر حصيلة رسمية سورية حتى إعداد الخبر إن
31
شخصا هم 10 عسكريين و21 مدنيا قتلوا وأصيب أكثر من 110
بجروح، في سقوط "صاروخ يحمل مواد كيميائية" في منطقة خان العسل
في ريف حلب الغربي. وكان عدد من المسلحين أجروا
ضمن تسجيل مصور تجارب تحت مسمى "الريح الصرصر" أطلقوا خلالها مواد
كيماوية
وغازات سامة على الفئران مهددين بشن هجمات كيماوية.
ووجهت
وزارة الخارجية السورية رسالتين متطابقتين لرئيس مجلس
الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة قالت فيهما: "إنه في تصعيد خطير
للجرائم التي ترتكبها المجموعات المسلحة في شمال سوريا، أقدمت هذه المجموعات صباح أمس على
إطلاق صاروخ من منطقة كفر داعل باتجاه منطقة خان العسل في محافظة حلب اللتين
يفصل بينهما مسافة 5 كم، حيث سقط الصاروخ في منطقة يقطنها مدنيون وعلى مسافة نحو 300م
من مكان وجود عناصر الجيش السوري".
وذكرت
الوزارة برسائل سابقة عبرت فيها عن تخوفها الجاد من قيام بعض الدول بتقديم أسلحة كيميائية للمجموعات
المسلحة والادعاء بأن الحكومة السورية هي التي قامت باستخدامها.
وأضافت
الوزارة: "إن سوريا حذرت من خطورة التقاعس عن التصدي لإمكانية وصول أنواع محظورة من
الأسلحة إلى أيدي تنظيم "جبهة النصرة" والمجموعات المرتبطة بالقاعدة وخاصة بعد سيطرة هذه المجموعات على معمل
تابع للقطاع الخاص شرق مدينة حلب يحتوي على أطنان من
مادة الكلور السامة وظهور تقارير إعلامية عن تهديد عناصر من تنظيم القاعدة
باستخدام أسلحة كيميائية يصنعونها في مخبر قرب مدينة غازي عنتاب التركية ضد أبناء الشعب
العربي السوري للادعاء بأن الحكومة السورية هي التي قامت باستخدام هذه
الأسلحة". وفقا للرسالة.
من
جهته حمل وزير الإعلام عمران الزعبي الدول التي
سلحت "المعارضة" مسؤولية الجريمة المروعة التي وقعت في خان العسل بحلب.
وفي
حين اكتفى معارضو الخارج بتصريح ملتبس من أدلى به معاذ الخطيب
رئيس الإئتلاف عبر فيه عن رفضه استخدام السلاح الكيميائي من أي طرف كان قالت
وزارة الخارجية الروسية في بيان إنه "طبقا لمعلومات حصلنا عليها من دمشق استخدمت
المعارضة السورية أسلحة كيميائية في وقت مبكر من صباح الـ 19 من مارس في محافظة
حلب"، مضيفة أنها تشعر "بقلق بالغ" بهذا الشأن.
وقالت
الوزارة إنها "تشعر بقلق بالغ من وقوع أسلحة دمار شامل في
أيدي المسلحين (المعارضين) ما يزيد من تعقيد الوضع في سوريا".
لكن
البيت الأبيض الأميركي قال إنه لا يملك أي دليل على أن المعارضين السوريين استخدموا أسلحة
كيميائية.
وقال
المتحدث باسم الرئاسة جاي كارني
"ليس لدينا أي دليل يدعم الاتهامات الموجهة إلى المعارضة (السورية) باستخدام أسلحة
كيميائية".
جاء
هجوم تل العسل بعد ساعات من اختيار معارضي الخارج غسان هيتو
رئيسا لما يسمى الحكومة المؤقتة حيث قال بعد انتخابه انه لا نية لأي حوار مع نظام
الرئيس بشار الاسد.
في
غضون ذلك قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي إن فهم
الولايات المتحدة للمعارضة في سوريا الآن أقل وضوحا مما كان عليه العام الماضي.
وقال ديمبسي في كلمة ألقاها في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ـ وهو
معهد أبحاث في واشنطن ـ "قبل نحو ستة أشهر كان لدينا فهم مبهم جدا للمعارضة
والآن أقول إنه أكثر إبهاما". وأضاف قوله أنه سينصح أيضا بتوخي بالغ الحذر
عند مناقشة أي خيارات عسكرية في سوريا قائلا إن الصراع يثير "أعقد مجموعة
من القضايا التي يمكن أن يتصورها أحد". وأضاف قوله "لا أعتقد في هذه
المرحلة
أنني يمكنني تصور خيار عسكري يخلق نتيجة يمكن تفهمها. وحتى
يحدث ذلك فإن نصيحتي ستكون توخي الحذر". وكان ديمبسي
ووزير الدفاع السابق ليون بانيتا ورؤساء وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية
أيدوا فكرة تسليح المعارضة السورية خلال مناقشات داخل حكومة الرئيس باراك
أوباما العام الماضي.
******
ولابد
أن هذا يدعو الجميع للتفكير بما الذي تهدف إليه قوى التحالف العدواني ضد سورية
وشعبها الأبي ضحية هذا العدوان الغادر والمستمر ؟ فنحن نعرف أن إنتقال السلطة يتم
بالطرق الديمقراطية ويأتي عن طريق صناديق الإقتراع في إستفتاء شعبي وليس عن طريق
القتل والتدمير. حماك الله ياسورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق