في
زاوية رأي الوطن تناولت صحيفة الوطن العمانية في عددها الصادر يوم
17/3/2013 موضوع "الأزمة السورية .. والضحك على الذقون" وأشارت فيه إلى
أنه:
يبدو
أن الأزمة السورية لم تُبِح بكامل أسرار المتدخلين في الشأن الداخلي السوري والمشجعين للإرهاب
والعنف من أجل سفك دماء الشعب السوري وتدمير سوريا عن بكرة أبيها، فهناك
الكثير مما تحمله جعبة هؤلاء المتدخلين أو بالأحرى رعاة الإرهاب والدمار والقتل،
وتجار الحروب وسماسرتها الذين تطغى على تصريحاتهم حالة النفاق الواضحة من خلال
إطلاق تصريحات تتحدث عن أهمية الوصول إلى حلول سياسية والجلوس على طاولة الحوار من
أجل بناء دولة سورية ديمقراطية، ويذرفون دموع التماسيح على "حبهم"
و"صداقتهم" للشعب السوري، وأنهم لولا مصلحته والوقوف إلى جانبه
وصولًا إلى تحقيق مطالبه المشروعة، لما تدخلوا في الشأن الداخلي السوري، وذلك لستر
ما تخفيه قلوبهم المريضة المملوءة بالحقد والكراهية على سوريا دولةً وشعبًا وحكومةً
من مخططات ومؤامرات استطاعت سوريا بفضل الله وصمود جيشها العربي الباسل والتفاف
شعبها حوله أن تكشفها، وتقطع هذه الخيوط واحدًا تلو الآخر.
ولما
كان صاحب
المؤامرات والمخططات والمشاريع ضد سوريا لم يحقق هدفًا واحدًا منها بعد، فإنه لم
ولن ينفك عن نسج خيوط جديدة حتى يتمكن من إحداث اختراقات جوهرية تحقق له على الأقل
بعضا ـ إن لم يكن كل ـ أهدافه.
ومن
جديد هذه الخيوط التي اعتدنا مشاهدتها وسماعها ويجري نسجها والتي لن تكون إلا
أوهن البيوت، عزم الولايات المتحدة استخدام طائرات بدون طيار بزعم ضرب تجمعات
المتطرفين والإرهابيين في سوريا، وأن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) تجمع
معلومات عن هؤلاء الإرهابيين. إنها بحق مسرحية من مسرحيات "الكاوبوي"
الأميركي التي يؤلف فصولها ويفبركها للضحك على الذقون لاستمالة الحمقى والبلهاء والإمعات
وإيهامهم بهذه المسرحية الجديدة، وإذا كانت هذه المسرحية الهزلية للكاوبوي الأميركي
ستنطلي على الحمقى والإمعات، فإن هناك من لايزال عقله في رأسه ويملك زمام تفكيره،
فكيف يقوم من صنع الإرهابيين وشجعهم وسلحهم ومولهم ودربهم، بل وأطلق سراح المجرمين
وأصحاب السوابق من السجون، من أجل تدمير سوريا وإراقة دماء الشعب السوري وتهجيره
وتشريده من منازله ومدنه وقراه وأريافه، أن يقوم باستهدافهم وقصف تجمعاتهم؟ كيف يعقل
أن يتم ذلك في الوقت الذي تجيش فيه دول معروفة بالاسم ويشار إليها بالبنان
جيوشًا من الإرهابيين والمرتزقة؟ إنها كذبة كبرى وجديدة تذكرنا بسابقاتها عن أسلحة الدمار
الشامل العراقية، وعن استهداف تنظيم القاعدة (الصنيعة الأميركية من ألفها إلى
يائها)، في أفغانستان.
نعم،
إنها كذبة
تخرج من رحم الكذابين والمرجفين في الأرض من أجل مساندة
الإرهابيين وإكمال حلقات الإرهاب وإحكامها لتدمير سوريا عن بكرة
أبيها، وتدمير جيشها العربي الصامد، وضرب مؤسساتها الأمنية والعسكرية والمدنية
لأجل تحويلها إلى دولة فاشلة، وإحداث تغيير كامل في بنية المجتمع السوري، بأن يؤتى
بشعب مدجن ومهجن في المنافي وأجهزة الاستخبارات الغربية.
نعم
إنها كذبة جديدة تنطلي على السذج والحمقى والإمعات والبلهاء والعملاء بامتياز.
وتحت
عنوان "موسكو تكشف مخططا أميركيا لاغتيال الأسد" نقلت الصحيفة من دمشق خبراً جاء فيه: أفادت
مصادر خاصة لـ(الوطن) أن
المخابرات الأميركية والإسرائيلية تقوم بتدريبات سرية لعناصر كوماندوز بدولة مجاورة على
السيطرة على القصر الرئاسي السوري واغتيال الرئيس بشار الأسد، وفقا لمعلومات وصلت
إلى الروس، ما دفع الأجهزة الدبلوماسية والاستخبارية
الروسية
للتحرك بشكل مباشر وإبلاغ الأميركيين كلاما واضحا وصريحا بعدم التفكير في تجاوز الخطوط الحمراء.
وعلم أن موسكو أرسلت مبعوثا إلى واشنطن يحمل رسالة شفهية عالية النبرة ملخصها أن
استهداف الأسد يشكل محظورا خطيرا ، وهو خط أحمر كما قال لافروف الذي أبلغ بدوره
الخليجيين بضرورة الكف عن القيام بأدوار غير ذات
جدوى.
في هذا السياق يبدو أن التفاهم الأميركي ـ الروسي مؤجل إلى ما
بعد يونيو، الموعد الأقرب للقاء
الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي "فلاديمير بوتين" في أوروبا وحينها يتبلور الحل
الدولي.
وحتى ذلك الحين، تمارس بعض الدول الإقليمية الأخرى لعبتها المفضلة
بالتدخل المباشر ماليا وعسكريا وسياسيا، مقابل استمرار حالة الانقسام والتشرذم في صفوف
المعارضة السورية، العاجزة على اتخاذ أي قرار أو القيام بدور فاعل ،، آخرها تأجيل
اجتماع أسطنبول لاختيار مرشح لرئاسة ما يسمى حكومة
المنفى.
*****
وأترك
هذا الراي والخبر الذي تلاه لأصحاب العقول النيرة من محبي الوطن السوري والمخلصين
له للتأمل واستخراج العبر. بروفيسور محمد البخاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق