الأحد، 16 يونيو 2013

جهود طيبة مشتركة مبنية على الصداقة القوية


تحت عنوان "جهود طيبة مشتركة مبنية على الصداقة القوية" نشرت الخدمة الصحفية للرئيس الأوزبكستاني، وكالة أنباء Jahon نقلاً عن www.press-service.uz، ووكالة أنباء UzA، يوم 15/6/2013 تقريراً كتبه: أنور باباييف، وعالم توره قولوف، وسرفار عماروف، عن نتائج الزيارة الرسمية للرئيس القازاقستاني لأوزبكستان. وهذه ترجمة كاملة له:
كما أعلن سابقاً، بدعوة من رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، وصل إلى أوزبكستان يوم 13/6/2013 رئيس جمهورية قازاقستان نورسلطان نازارباييف، بزيارة رسمية. وجرت الأحداث الرئيسية للزيارة يوم 14/6/2013 في مقر الرئيس في كوك ساراي. حيث جرت مراسم اللقاء الرسمي للضيف الكبير. واصطف حرس الشرف على شرف رئيس جمهورية قازاقستان. وصعد قائدي البلدين على المنصة. وعزف النشيدين الوطنيين لأوزبكستان وقازاقستان. واستعرض الرئيسان حرس الشرف.


وأثناء المحادثات التي اقتصرت على قائدي الدولتين بحثت المسائل الرئيسية لتطور العلاقات الأوزبكستانية القازاقستانية، والأوضاع الراهنة في المنطقة وعلى الساحة الدولية. وأشير خلالها إلى تطابق وتشابه المواقف والمداخل الأوزبكستانية القازاقستانية عملياً في كل المسائل المستعرضة للعلاقات الثنائية وذات الطبيعة متعددة الأطراف. وأشار الجانبان إلى أن الحوار بين الدول على أعلى المستويات والمساعي المشتركة لتوسيع وتعميق التعاون الشامل مستقبلاً يتم من خلال مراعاة المصالح القومية والوقائع المعاصرة الجديدة. وبفضل الإرادة السياسية القوية، والتفاهم المتبادل العميق، وقاعدة الاتفاقيات الحقوقية الهامة والخبرات العملية المتراكمة في العمل المشترك وفرت اليوم كل الظروف اللازمة وكل الإمكانيات لتعاون المنافع المتبادلة متعدد الجوانب على المدى الطويل. وينظر إلى أوزبكستان وقازاقستان كجارين مضمونين اختبرتهما الظروف. ولأستانا مثل وجهة النظر هذه بالنسبة لأوزبكستان. ويوحد شعبي أوزبكستان وقازاقستان صلات قرون عديدة، وتاريخ مشترك، ومصير، وقيم معنوية وثقافية، ولغة وطرق تفكير قريبة. وأشير إلى التراث التاريخي الواحد للشعبين، اللذان لا يمكن تقسيمهما لا في الحاضر ولا في المستقبل، والشعبين كانا دائماً قريبين ويحتاجون دائماً لبعضهما البعض. ويتمتع تطور العلاقات بين أوزبكستان وقازاقستان بأهمية كبيرة ليس من خلال آفاقها الطويلة فقط، بل ومن خلال الاستقرار والإزدهار في كل آسيا المركزية. كما بحثت مسائل الأمن الإقليمي، حيث أشار إسلام كريموف، ونورسلطان نازارباييف، إلى اهتمام أوزبكستان وقازاقستان بالتسوية العاجلة للأوضاع في أفغانستان، وقيما إيجابياً إسهام البلدين في إحياء الإقتصاد الأفغانستاني. وتبادل الجانبان الآراء حول مسائل مستقبل تفعيل الصلات وتنسيق الجهود المشتركة في إطار المنظمات الإقليمية والدولية. والتطور المستمر للتعاون في إطار الأجهزة متعددة الأطراف التي توفر تعزيز الإستقرار وتهيئ الظروف اللازمة من أجل اتجاهات جديدة موجهة نحو التطور على المستويين الإقليمي والعالمي. وفي هذا الإتجاه أوزبكستان وقازاقستان مستعدتان لتقديم الدعم المتبادل لبعضهما البعض مستقبلاً في إطار الأجهزة متعددة الأطراف، مثل: منظمة الأمم المتحدة، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة شنغهاي للتعاون. وأثناء اللقاء تم التوصل إلى اتفاق حول استمرارا الحوار الأوزبكستاني القازاقستاني على أعلى المستويات من أجل تبادل الآراء في المسائل الهامة للعمل المشترك في الإطار الثنائي ومتعدد الأطراف، والبحث المشترك عن الحلول المقبولة للقضايا الناشئة انطلاقاً من مصالح الشعبين. وأشار الرئيسان إلى أهمية تعميق التعاون الثنائي في الكفاح ضد الإرهاب، وتهريب المخدرات، والتطرف الديني، والإنفصالية، ومنظمات الجريمة العابرة للقوميات. وأكد الجانبان على موقف موحد من مسائل النظام العادل لاستخدام المياه في وسط آسيا، مبني على حل كل قضايا المياه والطاقة دون مخالفة نظم الحقوق الدولية المعروفة ومن خلال مصالح كل دول المنطقة. وأن أي منشآت لتوليد الطاقة الكهرومائية يخطط لبنائها في أعالي الأنهار، يجب عرضها حتماً على خبراء دوليين مستقلين برعاية منظمة الأمم المتحدة والاتفاق عليها مع الدول الواقعة أسفل مجرى نهري أموداريا وسرداريا.
واستأنف الرئيسان المحادثات بمشاركة أعضاء الوفود الرسمية للبلدين. وخلال المحادثات الموسعة بمشاركة أعضاء الوفود ركز الإهتمام على مسائل التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري، والعمل المشترك في المجالات الثقافية والانسانية. وقازاقستان هي ضمن الشركاء التجاريين الهامين لأوزبكستان، وتتميز التجارة بالحركة والنمو الثابت. ومن نتائج عام 2012 زاد التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 9.6% وبلغ 2 مليارين و752 مليون دولار أمريكي. وخلال الفترة الممتدة من يناير وحتى أبريل من عام 2013 زاد التبادل التجاري بنسبة 4.7% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وبلغ 920.4 مليون دولار. وتعتبر الإتجاهات التي تتمتع بالأفضلية في التعاون، مجالات: نقل وترانزيت الحمولات، وأن أحد أهم المسائل هي تقييم الفارق بين التعرفات وغير التعرفات أثناء ترانزيت ونقل الحمولات. ومن نتائج عام 2012 بلغ ترانزيت حمولات أوزبكستان على أراضي قازاقستان 1474.6 ألف طن، وترانزيت حمولات قازاقستان على أراضي أوزبكستان بلغ 3142.9 ألف طن. وفي الوقت الراهن تمارس نشاطاتها على أراضي جمهورية أوزبكستان 177 منشأة بمشاركة رؤوس أموال قازاقية، ومن ضمنها 149 منشأة مشتركة و28 منشأة برأس مال أجنبي 100%. وقيد المتابعة وضعت في وزارة العلاقات الاقتصادية الخارجية والاستثمار والتجارة الأوزبكستانية 125 منشأة أحدثت بمشاركة مقيمين من جمهورية أوزبكستان على الأراضي القازاقستانية. وقيد في سجلات الوزارة مكاتب للعديد من الشركات القازاقستانية.
وفي ظروف استمرار الأزمة المالية والاقتصاية العالمية يلبي مصالح البلدين الحفاظ على حركة وزيادة حجم التبادل التجاري المشترك مستقبلاً. ولهذا أشير خلال المحادثات إلى أنه كان من الممكن توفير الظروف لتوسيع قائمة التجارة الثنائية من خلال توازن نظم وحجم الأعمال للبحث عن مجموعات بضائع للمنتجين الوطنيين في البلدين، تتمتع بطلب متبادل. وكمثال على ذلك: هناك احتياطات كبيرة للتصدير من أوزبكستان إلى قازاقستان تتضمن: السيارات الخفيفة، وسيارات الشحن، وحافلات الركاب، والمعدات الزراعية، والمنتجات النسيجية الجاهزة، ومنتجات التكنولوجيا الكهربائية، والصناعات الخفيفة، ومواد البناء، والزجاج، والبوليإتيلين عالي الضغط، وغيرها من البضائع، التي تتمتع بالطلب في أسواق قازاقستان. وبدورها أوزبكستان تستطيع استيراد من قازاقستان المنتجات، التي لا تنتجها المنشآت الأوزبكستانية، والضرورية لحاجات اقتصادها الخاص، وتشمل: المعادن، وأدوات الصهر، والأخشاب، والمواد الحراجية. وأظهر الجانبان اهتماماً بمستقبل تطوير عمل اللجان الحكومية المشتركة للتعاون الثنائي. وهو ما يسمح بإعداد وتنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة من خلال مبادئ التعاون طويل المدى، وتوسيع التعاون أكثر في مجال النقل والمواصلات والترانزيت، وتفعيل العمل المشترك في نقل الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب نقل الغاز تركمانستان – أوزبكستان – قازاقستان – الصين.
وناقش الرئيسان مسائل توسيع التعاون في المجالات الثقافية والانسانية، المبنية على أسس التقارب المعنوي وتقاليد صلات القرون العديدة. وهناك صلات مشتركة ومباشرة بين المؤسسات العلمية ومؤسسات التعليم العالي في البلدين في مجالات: تبادل المعلمين والطلاب، ومواد التعليم وطرق التدريس. وفي عام 2006 وقعت مذكرة تفاهم حول التعاون بين أكاديمية المأمون الخوارزمية ومعهد ر. سليمانوف للإستشراق بوزارة التعليم والعلوم في جمهورية قازاقستان. وهناك صلات نشيطة بين الجانبين في مجال الثقافة والفنون. ويشارك المهرة من أوزبكستان دائماً في تنظيم معرض وسوق آسيا المركزية  للحرفيين بألماآتا. وفي صالات المعارض التشكيلية ومتاحف آستانا، وألماآتا وغيرها من المدن حيث تجري معارض لمنتجات أشهر الفنانين التشكيليين الأوزبكستانيين. وتنظم رحلات للفرق الموسيقية والمسرحية الأوزبكستانية إلى قازاقستان. والسينمائيون الأوزبك يعرضون أفلامهم الطويلة في عروض مسابقات المهرجانات السينمائية المنظمة في قازاقستان. والفنانون القازاقستانيون يشاركون دائماً في المهرجان الموسيقي الدولي "شرق تارونالاري"، الذي ينظم في سمرقند،  وفي غيرها من النشاطات الثقافية الضخمة التي تنظم في أوزبكستان. وهناك أكثر من 100 فرقة فلكلورية قومية وموسيقية حديثة قازاقية في أوزبكستان. ومن بينها الفرقة الموسيقية "دومبرا" في تشرتشك، وفرقة "دورين" في منطقة بستانليك بولاية طشقند. وأسست فرقة فلكلورية غنائية بولاية طشقند، وفرقة للغناء والرقص في ولاية خوارزم. وأشير أثناء المحادثات إلى أهمية مستقبل تطوير التعاون في المجالات الثقافية والانسانية. واتفق الجانبان على تفعيل والاستمرار بتبادل رحلات الفرق الموسيقية والمسارح الدرامية، والجماعات الفنية والإبداعية المنفذة للأعمال، وتبادل الخبرات والمتخصصين في مجالات الرياضة والتربية الرياضية، وتطوير الأشكال القومية من الرياضة، وتوفير إمكانية مشاركة الرياضيين في المباريات الدولية، التي تنظمها الدولتين، وتبادل المدرسين وطلاب مؤسسات التعليم في مجال الثقافة والعلوم والفنون.
وفي نهاية المحادثات وقع إسلام كريموف، ونورسلطان نازارباييف، على معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية قازاقستان. وتم التوقيع على وثائق للتعاون بين وزارات الشؤون الداخلية، وبين الخدمات الجمركية. وعلى برنامج تعاون في المجال الثقافي للأعوام من 2013 وحتى 2015 بين وزارة الشؤون الثقافية والرياضة بجمهورية أوزبكستان ووزارة الثقافة والإعلام بجمهورية قازاقستان. وتتضمن معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين جمهورية أوزبكستان وجمهورية قازاقستان المبادئ الأساسية والإتجاهات التي تتمتع بالأفضلية للتعاون الثنائي في المجالات: السياسية، والتجارية والاقتصادية، والبيئية، والثقافية والانسانية، والعسكرية والتكنولوجية، والنقل، والمواصلات، والمياه والطاقة، وغيرها من المجالات. وتم التأكيد على الموقف الموحد المتفاهم عليه حول تطوير نظم عادلة لاستخدام المياه في آسيا المركزية.
وخلال اللقاء مع مندوبي وسائل الإعلام الجماهيرية أشار الرئيسان إلى أن الزيارة الحالية أكدت مرة أخرى التقارب التاريخي عبر القرون الكثيرة، والتقارب الثقافي والمعنوي بين الشعبين اللأوزبكي والقازاقي، والمستوى العالي للثقة والإحترام المتبادل بين البلدين ورفع العلاقات بين الدولتين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وكان الحدث الساطع لزيارة نورسلطان نازارباييف لأوزبكستان افتتاح المبنى الجديد لسفارة جمهورية قازاقستان لدى أوزبكستان والنصب التذكاري للشاعر القازاقي العظيم والمفكر آباي كونانباييف. وأشار قائدي البلدين خلال مراسم الإفتتاح إلى أنه قبل عدة سنوات تم التوصل إلى اتفاقية بناء مبنى جديد لسفارة قازاقستان في المركز التاريخي بطشقند، على الشارع الذي يحمل اسم مؤسس الأدب القازاقي. وتنفيذ فكرة الرئيسين أعطت شكلاً جديداً لهذا المكان وجمالاً أكثر للعاصمة طشقند. وأغنت طشقند بلؤلؤة معمارية فريدة جديدة. وأصبح نصب آباي كونانباييف التذكاري رمزاً ساطعاً آخر للقيم المشتركة للشعبين الأوزبكي والقازاقي. ولا يوجد أي بيت في أوزبكستان لم يدخله التراث العظيم لهذا المفكر الذي في وقته كتب: أن الواجب المقدس للإنسان العثور والحفاظ على صديق حقيقي. ويلاحظ خلال تطور حركة العلاقات الأوزبكستانية القازاقستانية، أن بعض وصايا آباي، نفذت في أوزبكستان وقازاقستان، ومنها الواجب الهام في الحصول على صديق حقيقي. والشعوب التي تعيش بالأفكار والمساعي الطيبة والكريمة، يساعدها الحي الباقي، من أجل تحقيق أحلامها وتطلعاتها. وهذا يثبت أنه على تلك الآثار الطيبة تم افتتاح المبنى الجديد لسفارة قازاقستان ونصب آباي التذكاري في طشقند، والذي أصبح رمزاً لصداقة القرون الطويلة للشعوب الأوزبكستانية والقازاقستانية، وهطل المطر الذي ربطته شعوبنا دائماً بالخير والنجاح.
وزار إسلام كريموف، ونورسلطان نازارباييف، "معرفت مركزي" الذي بني في طشقند بمبادرة من القائد الأوزبكستاني. ومجمع "معرفت مركزي" الحديث يضم قصر للمؤتمرات، ومكتبة علي شير نوائي القومية، ويلبي المقاييس العالمية لتنظيم المؤتمرات الدولية الضخمة، والنشاطات الثقافية والتنويرية، وتقديم خدمات المعلوماتية للمكتبات. وأعطى سطح الأراضي المحيطة بهذا المبنى الضخم جمالاً خاصاً. وقيم الرئيس القازاقستاني الحلول الهندسية لهذه المشيدة الحديثة، التي تراعي بين الأسلوب الحديث والألوان القومية. وعند هذا انتهى البرنامج الرفيع للزيارة الرسمية لرئيس جمهورية قازاقستان. ولكن هذا يعني أنها نهاية لواحدة من الأحداث التاريخية الرئيسية في تفاعلات علاقات الصداقة والمنافع المتبادلة طويلة الأمد. والحوار بين الدولتين الأوزبكستانية والقازاقستانية كان وسيبقى نشيطاً ودائماً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق