مما قرأته صباح اليوم 26/6/2013 في رأي
صحيفة الوطن العمانية تحت عنوان "المتنكرون لتضحيات سوريا وشعبها !" أضعها
تحت تصرف الراغبين بقراءتها.
لا تزال ماثلة في الأذهان
تلك التضحيات التي قدمتها الأمة العربية تجاه قضاياها القومية وخاصة القضية
الفلسطينية، التي كانت تعد بحق القضية المركزية للأمة، تضحيات زانت سجلات التاريخ
العربي المشرف وزادته وضاءة ونوراً، فحين يتذكر المواطن العربي الغيور على أمته وقضاياها
تلك النضالات والتضحيات وخاصة المصرية والسورية ينتابه الفخر والاعتزاز
والشعور بالعزة والكرامة، ويؤمن بأن حرارة الدم العربي لم تبرد أو تتجمد خوفاً
ورعباً من عدو متربص ومحتل غاصب، أو تملقاً أو تزلفاً أو تسولاً من قوي طامع، هكذا
كانت مواقف جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية التي تجعل قبلة لها
بعد مكة المكرمة سوى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والمدينة المقدسة
الحاضنة للمسجد الأقصى وكامل التراب الفلسطيني، حيث من أجل هذا الحق المقدس،
واستجابة لنداء الواجب القومي والإسلامي والإنساني، قدمت هاتان الدولتان العربيتان
أرواح أبنائهما وشبابهما وجنودهما ونسائهما وأطفالهما فداء لفلسطين، وقدمتا دماءهم
على مذبح حرية هذا القطر العربي الغالي على قلب كل عربي، يعلا أقصاه الشريف، وقدس
أقداسه، وشعبه المرابط في وجه أعتى وآخر احتلال غرزته خنجراً مسموماً القوى
الامبريالية الاستعمارية في خاصرة الوطن العربي لاستنزافه وليتلذذ بدمائه مصاصو
الدماء والقتلة.
وبعد الخديعة التاريخية
التي خدع بها الشعب المصري والمتمثلة في اتفاقية كامب ديفيد لإيقاف تضحياته، واصلت
سوريا شعباً وقيادة الدور النضالي وتقديم التضحيات التي لم تعرف الكلل أو الملل،
وجعلت من تلك الدماء الغزيرة الزكية والأرواح العديدة الطاهرة وقوداً من أجل نصرة
فلسطين وشعبها، وظلت سوريا تقاوم كل وسائل الترهيب والإغراء من قبل القوى
الامبريالية الاستعمارية الغربية الداعمة لحليفها الاستراتيجي كيان الاحتلال
الصهيوني، بل إن التضحيات التي قدمتها سوريا لم تقدمها دولة عربية في تاريخ القضية
الفلسطينية وعلى حساب قضايا تتعلق بأمنها القومي وبتنميتها ورفاه شعبها، فاحتضنت
سوريا اللاجئين الفلسطينيين وساوت بينهم وبين المواطنين السوريين في الحقوق
والواجبات، بل يكاد وأكثر من حقوق المواطنين السوريين، واحتضنت المقاومة
الفلسطينية الوطنية والإسلامية، وقدمت لها كافة أشكال الدعم، ووقفت ندّاً أمام
أنظمة عضوض سعت بكل ما أوتيت من قوة وجبروت لإنزال سورية عن قمة الشرف والعزة
والكرامة والنخوة والإنسانية، واجبارها على التخلي عن الفلسطينيين ومقاومتهم.
ولذلك ما تواجهه سوريا اليوم من مؤامرة دولية وإرهاب كوني يستهدف اجتثاثها
وتجريفها وخلعها من الجغرافيا العربية وإزالتها من خريطة المنطقة، بسبب صمودها
وإصرارها على ماوصلة النضال والتضحيات لأجل القضية الفلسطينية ولأجل نصرة الشعب
الفلسطيني، وكان بإمكانها أن تأخذ أراضيها المحتلة وهي الجولان عبر مفاوضات وتوقع
معاهدة سلام كما فعل غيرها إلا أنها رفضت ذلك، واعتبرت مصيرها من مصير الشعب
الفلسطيني وقضيته العادلة، ولن تستعيد الجولان فبل استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه.
إلا أن ما يمثل صدمة وجرحاً
غائراً في ضمير الأمة وفي ضمير الإنسانية، ووصمة عار في جبين الأمة، وضربة للنخوة
العربية أن يظهر من بين طهرانينا وبالذات من بين ظهراني الشعب الفلسطيني من يتنكر
لهذه التضحيات والنضالات السورية، فيوجه إليها سهام الغدر والإرهاب والتدمير أو
يكون عوناً في ذلك، وبعد ذلك كذباً وزوراً "جهاداً"، بدلاً من رد الجميل
لها، في مغالطة صريحة وواضحة للحقيقة والحق وانتصار الباطل، بينما يجب
"الجهاد" و"النفير" من أجله هو المسجد الأقصى وأرض فلسطين
وشعبها المسلم ووفق الشريعة الإسلامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق