.
تحت عنوان "إلى العاملين في الطباعة ووسائل
الإعلام الجماهيرية" نشرت وكالة أنباء Jahon نقلاً عن www.press-service.uz،
يوم 27/6/2013 نص الكلمة التي وجهها رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف إلى
العاملين في الطباعة ووسائل الإعلام الجماهيرية بمناسبة عيدهم المهني، وهذه ترجمة
كاملة لها:
أصدقائي الأعزاء !
لمن دواعي ارتياحي العظيم والصادق أن أهنئ من كل قلبي،
العاملين في وسائل الإعلام الجماهيرية، وفي مجالات دور النشر والمطابع، بعيدهم
المهني، وأن أعبر للجميع عن إحترامي وأطيب تمنياتي.
ها قد مضى 20 عاماً على إعلان 27 يونيه يوماً للعاملين
في الطباعة ووسائل الإعلام الجماهيرية. وفي بلادنا يحتفل بهذا العيد الهام بشكل
واسع ليس العاملين في هذا المجال فقط، بل وكل المثقفين، وملايين الناس الذين
يستخدمون نتائج عملكم المبدع.
ومن دون شك هذه الفترة التاريخية القصيرة بمقاييس وسائل
الإعلام الجماهيرية الأوزبكستانية كانت مرآة للإصلاحات الإجتماعية والسياسية
العميقة الجارية في البلاد، والتجديدات الديمقراطية، التي لبت مطالب الوقت، وكانت قوة
كبيرة ساعدت على تغيير طريقة التفكير وسعة آفاق الناس عندنا، وبكلمة واحدة، كانت المرافق
الدائم لنا الذي من دونه لا يمكن تصور الحياة المعاصرة.
واليوم ومن خلال تحليل طريق التنمية المستقل الذي
قطعناه، لبناء الحياة الجديدة، نقتنع مرة أخرى بأن شعبنا يعرف جيداً ويقيم عالياً
إسهامكم الكبير في منجزات البلاد والنجاحات الكبيرة التي حققتموها في كل المجالات،
من أجل تحقيق التبدلات الضخمة التي اعترف المجتمع الدولي بنتائجها.
ومما يسعدنا أن شخصية وتأثير وسائل الإعلام الجماهيرية حصلت
على ثقة واحترام كبير في مجتمعنا كـ"سلطة رابعة" وهي في نمو دائم. وفي
أساس ذلك وقبل كل شيء عمل الصحفيين اليومي المثابر والدؤوب، ورغم ذلك يبقى
المحررون المتواضعون، والناشرون، وآلاف آلاف العاملين في مجالات الطباعة وقطاعات
المعلوماتية والاتصال خارج الأنظار.
ومن دون شك الدور القيم للطباعة ووسائل الإعلام
الجماهيرية هو تغطية أنباء الإصلاحات الجارية بسرعة وإيجابية، وتوصيل جوهر وأهمية
القوانين والبرامج المتخذة، والموجهة نحو حل مهام اليوم وعلى الآفاق الطويلة للسكان،
من أجل أن تأخذ أوزبكستان مستويات عالية ومكانة لائقة إلى جانب دول العالم
المتطورة، وفي المجال الأكثر أهمية، تعبئة قوى وإمكانيات الشعب ورفع مقدراته
المعنوية على الطريق نحو تحقيق هذه الأهداف الطيبة. وفي تنفيذ هذه المهام كانت المسؤولية
عليكم أصدقائي الأعزاء، وأخذتم على عاتقكم بشجاعة وبشرف وحملتم هذا الحمل الثقيل
على أكتافكم.
وأعتقد أنه لا حاجة للحديث كثيراً عن أهمية وتأثير
المطبوعات، والتلفزيون، وغيرها من مجالات وسائل الإعلام، التي أخذت الدور الحاسم في
عصر العولمة في حياة كل دول وشعوب العالم.
والدول التي لم تراعي ذلك في تطورها، أن المجتمع في
الوقت الحاضر ومؤسساته الاجتماعية، وحياة كل إنسان، لا تنفصم ومرتبطة بشكل مباشر
بمجالات المعلوماتية والاتصال، وحتمية ارتباطها بالتقدم العالمي، قد فقدت غناها
الفكري.
وتجب الإشارة خاصة إلى أنه من خلال أخذ هذه الحقيقة بعين
الاعتبار، الحقيقة التي اثبتها الواقع العملي في بلادنا من أجل تعزيز القاعدة
المادية والتكنولوجية لوسائل الإعلام الجماهيرية، ومن أجل أن تتناسب نشاطاتها
المتطلبات الحديثة، وزيادة دور وموقع العاملين في هذا المجال في المجتمع، وتحفيز
عملهم غير السهل وتحقيق الإصلاحات الواسعة، وتجديد التقنيات والتكنولوجا في قنوات
التلفزيون والإذاعة المركزية وفي المناطق، وفي صحف الولايات والمناطق، في أكثر من
150 داراً للنشر و1630 منشأة للطباعة. إلى جانب وسائل الإعلام الجماهيرية، ودور
النشر، ومنشآت الطباعة، ومؤسسات توزيع المطبوعات، قدمت تسهيلات وتخفيضات ضريبية
إضافية. وكل هذه الإجراءآت تعطي اليوم نتائج ملموسة.
ومن أجل توفير مستوى عال لحاجات السكان في أوزبكستان للحصول
على المعلومات وزيادة نوعية البرامج التلفزيونية تجري أعمالاً دائمة للإنتقال إلى
التلفزيون الرقمي. وتجب الإشارة إلى أنه روعي في العام الحالي توسيع شمول البث
الرقمي من 42 إلى 45%.
وإلى جانب ذلك نظمت في شركة التلفزيون والإذاعة القومية
الأوزبكستانية في الآونة الأخيرة قنوات تلفزيونية جديدة هي: "مادانيات
ومعرفات" (الثقافة والمعرفة)، و"دونيو بويلاب" (حول العالم)،
و"بولاجون" (الطفل)، وهذا من دون شك أصبح خطوة هامة في هذا الاتجاه.
وإثبات ساطع لنمو مقدرات وسائل الإعلام الجماهيرية
الأوزبكستانية الدائم زاد عددهم من عام 1991 بمعدل 3.5 مرة ووصل اليوم إلى 1326
وسيلة، وأحدثت وتعمل بفاعلية شبكة من وسائل الإعلام الجماهيرية غير الحكومية كعامل
هام لتشكل المجتمع المدني، إلى جانب النظم الإعلامية التقليدية، وأصبحت صفحات
الانترنيت تلعب دوراً أكثر أهمية في حياتنا، وإذاعة الإنترنيت، وتلفزيون
الإنترنيت.
وبث برامج شركة التلفزيون والإذاعة القومية
الأوزبكستانية عبر الشبكة العالمية بنظام الوقت الواقعي أصبح يبث للعديد من دول
العالم، والقسم الأكبر من وسائل الإعلام الجماهيرية الوطنية أصبحت تملك صفحاتها
الإلكترونية. وطبيعي أن يخدم هذا تعزيز موقع بلادنا على ساحة الميديا العالمية.
وفي يوم العيد هذا أعتقد أنه لا يمكن الإشارة لهذه
النتائج الإيجابية فقط، ولكن وبشكل موضوعي علينا البحث من كل الجوانب وتبادل
الآراء حول المهام الهامة التي تقف أمام مجالات الطباعة ووسائل الإعلام
الجماهيرية، وفي المسائل التي تحتاج للحلول.
وفي هذا أعتقد أنه من المهم لفت إنتباهكم على أنه من أجل
تطوير حياتنا الروحية، وتنفيذ السياسة الجارية في هذا الإتجاه وفقاً للمتغيرات
السريعة في الوقت الراهن، علينا كبؤبؤ العين أن نحافظ على القيم القومية، التي
تعطي شكل تفكيرنا الأصيل، والإعتماد على القيم الإنسانية العامة ومنجزات الحضارة
العالمية. ومثل هذه التوجهات يجب أن تصبح المبادئ الأساسية لنشاطات الطباعة ووسائل
الإعلام الجماهيرية.
ومن دون شك يسعدنا جميعاً أنه في بلادنا اليوم يتشكل جيل
جديد من الصحفيين، يلبي هذه المطالب، ومتحرر من مؤثرات ونمطية النظام القديم، وملم
وبعمق بتكنولوجيا المعلوماتية والاتصال الحديثة، واللغات الأجنبية.
ونحن جميعاً نفهم أنه في الوقت الراهن تتمتع بأهمية
كبيرة ما احتلته وسائل الإعلام الجماهيرية الأوزبكستانية من مكانة لائقة على ساحة
الإعلامية العالمية. ولهذ أريد الإشارة إلى أنه من أجل تحقيق المهام الهامة جداً
لدولتنا ومجتمعنا، وأنا شخصياً مستعد لاتخاذ كل الإجراءآت الضرورية من أجل دعم
وتشجيع وحل مختلف المشاكل التي تبرز أمامكم، وأمام الصحفيين.
وكما هو معروف أن مجتمعنا يقيم نشاطات الصحفيين الموجه
قبل كل شيء نحو مصير الوطن والشعب، والمواقف الوطنية، والمسؤولية الاجتماعية، وأنا
على ثقة أن هذا هو التقييم الصحيح والايجابي.
ومن وجهة النظر هذه في هذا الوقت غير الهادئ والمضطرب،
مواطنينا على حق أن ينتظروا منكم أعزائي الصحفيين، مبادرات كبيرة أكثر ونشاط
للحفاظ وتعزيز حياتنا السلمية والهادئة والحرة والمثمرة. وبالدرجة الأولى علينا أن
لا ننسى أن تربية الجيل الصاعد على التفكير الشخصي المستقل، والواعي بعمق، ونحن
أحفاد أي عظماء في التاريخ وأي تراث، وقادرين على تقييم وتقدير ذلك، وعليهم
الاستمرار فيما بداؤه لنا من أعمال عظيمة، ومهم جداً، ويمكن القول، أن الأهمية
الحاسمة هي لقوة وتأثير وسائل الإعلام الجماهيرية، وكلمة الصحفي.
أصدقائي الأعزاء !
اليوم يحتفل بشكل واسع بيوم العاملين في الطباعة ووسائل
الإعلام الجماهيرية، وأريد مرة أخرى أن أهنئ وبصدق بهذا العيد الرائع، الصحفيين
القدماء المحترمين وكل ممثلي هذه المجالات الذين لم يبخلوا بعملهم الدؤوب من أجل
الوصول إلى الأهداف العظيمة التي وضعها أمامهم شعبنا.
أتمنى لكم جميعاً الصحة والسعادة والنجاح والتوفيق في
إبداعات جديدة !
إسلام كريموف،
رئيس جمهورية أوزبكستان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق