الاثنين، 14 ديسمبر 2015

تقرير صحفي عن زيارة الرئيس الأوزبكستاني لتركمانستان


تحت عنوان "التعاون باسم السلام والأمن والتنمية" كتب أنور صامادوف، ونشرت وكالة أنباء UzA، يوم 13/12/2015 تقريراً صحفياً جاء فيه:


تصوير سرفار أوماروف
كما أعلن مسبقاً، رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف، بدعوة من رئيس تركمانستان غوربانغولي بيرديمحميدوف، زار هذه الدولة يومي 11 و12/12/2015 للمشاركة في اللقاء المكرس للذكرى الـ20 لحياد تركمانستان.
والحدث الرئيسي للزيارة جرى يوم 12/12/2015.
حيث زار الرئيس الأوزبكستاني مع قادة الدول الأجنبية ساحة تركمانستان المحايدة. ووضع الزهور عند رمز الحياد في هذه الدولة، نصب الحياد.
بتاريخ 12/12/1995 صدر قرار عن الأمانة العامة لمنظمة الأمم المتحدة يعترف بصفة الحياد الدائم لتركمانستان.
وبمناسبة الذكرى السنوية الـ20 لهذه المناسبة جرى في عشق آباد مؤتمر دولي "سياسة الحياد: تعاون دولي باسم السلام، والأمن، والتنمية". وتحدث خلال المؤتمر رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف.
- وقال إسلام كريموف: قبل كل شيء أود أن أهنئ بصدق رئيس تركمانستان غوربانغولي بيرديمحميدوف، وكل الشعب التركمانستاني بالعيد القومي الذكرى السنوية الـ20 ليوم إعلان حياد تركمانستان.
والإعتراف الدولي بصفة حياد تركمانستان أصبح حدثاً يمثل نقاط التحول في التاريخ المعاصر، والذي حدد في الكثير، المرحلة الأساسية لبناء الدولة وأفضليات السياسة الخارجية في البلاد.
وقرار الأمانة العامة لمنظمة الأمم المتحدة "حياد تركمانستان الدائم"، الذي صدر بتاريخ 12/12/1995، يمثل وثيقة فريدة تعتبر متميزة في تاريخ مجتمع الأمم. وتركمانستان هي الدولة الوحيدة التي أدخلت رسمياً قرار منظمة الأمم المتحدة هذا في قانون البلاد الأساسي، وعززت دستورياً صفتها المحايدة.
وأشار الرئيس الأوزبكستاني إلى أني أود الإشارة إلى أن أساس هذه الصفة القانونية الدولية هي صفة تاريخية، وجغرافية، وثقافية عرقية، لتركمانستان، وقبل كل شيء في طريقة تفكير الشعب التركمانستاني، الذي منذ القدم يحمل مثل هذه القيم المعنوية والتقاليد، مثل: حب السلام، والإنفتاح، وحب العمل، والصبر، والتسامح، وحسن الجوار.
و يعرف الشعب التركمانستاني في هذه الصفات العالية، ويقيِّم هذا عالياً الشعب الأوزبكستاني، وهو أقرب جيران تركمانستان. وعلاقاتنا خلال قرون عديدة إختبرها الوقت، عندما تجاوزنا معاً التجارب القاسية والصعوبات، وإقتسمنا السعادة معاً.
وأشار إسلام كريموف خاصة إلى أن التاريخ المشترك يوحدنا، التاريخ، واللغة، والدين والتقاليد المشتركة، وكذلك أهدافنا المشتركة.
والمؤتمر الحالي يوفر إمكانية التفكير بالطريق الذي قطعته تركمانستان خلال هذه السنوات، وويساعد على استخلاص النتائج، وتقييم المرحلة الراهنة من حدود تنمية البلاد.
وقال قائد الدولة الأوزبكستانية، أعتقد، أنه ليست هناك أية ضرورة لإثبات أي دور تلعبه صفة الحياد ليس على المصالح طويلة المدى للشعب التركمانستاني فقط، بل وفي تعزيز السلام والإستقرار في الإقليم بالكامل.
وقرار إعلان تركمانستان دولة محايدة صدر في مرحلة كانت فيها كل جمهوريات الإتحاد السوفييتي السابق عملياً تقوم ببحث نشيط عن نموذها القومي الخاص لبناء مستقبل بلادها بعد إنهيار إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية.
ويجب القول، أن كل الجمهوريات الإتحادية السابقة اختارت طريقها الخاص للتنمية المستقلة آخذة بعين الإعتبار الخصائص الخاصة بها.
وبالنسبة لتركمانستان المستقلة الفتية كان الحياد أساساً وشكلاً لتنفيذ جملة من الأهداف طويلة المدى، حيث وجدت تناغم للجمع بين السياستين الداخلية والخارجية للبلاد.
وقال الرئيس الأوزبكستاني: المرحلة الراهنة من تطور تركمانستان كدولة تتمتع بصفة الحياد الإيجابي الدائم مرتبطة مباشرة بغوربانغولي بيرديمحميدوف. ومن بداية نشاطاته في منصب رئيس تركمانيا المحايدة أضاف مضامين جديدة.
وفي عام 2007 أعلن من على منصة منظمة الأمم المتحدة عن إنفتاح تركمانستان على المجتمع الدولي، واستعداد البلاد للتعاون الواسع بين الدول، وقائد البلاد بالكامل بدد تصور العالم عن الحياد كخطوة نحو العزلة، والإقلال من الصلات الدولية وعلاقات الشراكة. وأنها كانت نقطة تشير إلى إستراتيجية جديدة للسياسة الخارجية التركمانستانية.
 وخلال الفترة الماضية قدمت تركمانستان جملة من الأفكار العملية والمقترحات حول المسائل الهامة لدعم السلام والأمن العالمي، والتعاون في مجال النقل والمواصلات، وقطاع الطاقة، والبيئة وحماية الوسط المحيط، وإنقاذ بحر الأورال. ومنها كانت مبادرة تأسيس في عشق آباد مركز دولي لمنظمة الأمم المتحدة للدبلوماسية الوقائية في آسيا المركزية.
وأشار الرئيس الأوزبكستاني إلى أن اهتمام خاص ودعم تستحقه أيضاً مقترحات غوربانغولي بيرديمحميدوف حول إعداد إتفاقية للتعاون في مجال النقل في بحر قزوين، وإقرار منظمة الأمم المتحدة لبرنامج دولي خاص لتطوير النقل، والدعوة إلى لقاء دولي في تركمانستان على أعلى المستويات، حول التنفيذ العملي لقرار الهيئة العامة لمنظمة الأمم المتحدة حول ممرات النقل.
وتركمانستان التي تملك مقدرات نقل وترانزيت ضخمة في الوقت الراهن وبالتعاون مع الدول المجاورة تشكل شبكة واسعة للبنية التحتية متعددة الوسائط، تتضمن النقل: بالسكك الحديدية، وبالسيارات، وبالبحر، والجو. وشريانات النقل في بلداننا مدعوة لتكون فقرة متكاملة لنظام واحد، يوفر لجميع دول المنطقة مخرج فعال نحو موانئ إيران، ودول الخليج الفارسي، وشواطئ البحر الأسود، ونحو أسواق جنوب شرق آسيا، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا أيضاً.
ولقاءنا اليوم يجري في ظروف المتغيرات السريعة وغير المتشابهة في الأوضاع الدولية، مع تصاعد التوتر الجيوسياسي والمواجهات، واستمرار الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، وعدم الإستقرار في الأسواق العالمية.
ومما يستدعي يزيد القلق تصاعد واتساع الإرهاب الدولي، والإنفصالية، والتطرف. حيث يواجه العالم تفاعلات التحول النشيطة والعميقة، التي تبدل كل بنية الأمن الدولي.
وأشار قائد الدولة إلى أني أعتقد أنه لا توجد ضرورة لإعادة الحقيقة المعروفة، بأنه لا يوجد فراغ في الطبيعة. وهناك حيث يظهر فراغ تملأه قبل كل شيء مختلف النظم الإرهابية المدمرة والعدوانية، التي لا تعرف أية موانع أو حدود.
والأوضاع الدولية اليوم في الجارة أفغانستان يمكن وصفها بأنها عبارة عن تباطئ في المواجهة بين القوى المتصارعة، وأساساً بين القوات الحكومية و"طاليبان". ومما يدهور الأوضاع هو السحب القسري لقوات أيساف، وبالتالي تخفيض التمويل الخارجي لدعم أفغانستان.
والنتيجة الطبيعية التي نراها هي ما تشكل نتيجة لسحب القوات الأجنبية من فراغ في هذه البلد، والذي ستملأه تلك القوى المعادية والجماعات الإرهابية، التي تطرد من منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إسلام كريموف إلى أني مقتنع من أنه مهما تشكلت الأوضاع في أفغانستان، لا يوجد حل آخر للقضية الأفغانية، غير المحادثات السياسية السلمية بين الأطراف المتصارعة الأساسية تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة. والمهم تجديد عملية المحادثات بين الحكومة وحركة "طاليبان". وخلالها لا يجب إلزام الأطراف بحقيقة بدء عملية المحادثات دون أية شروط مسبقة. وأية أوضاع لا يجب أن تكون حاجزاً أو مادة للمحادثات. ومن الضروري كذلك إمتلاك رغبة سياسية ثابتة واستعداد للتنازلات المتبادلة والحلول الوسطية.
وحلول الوسط، ومرة أخرى حلول الوسط، والتنازلات المتبادلة من الأطراف المتصارعة، وهذا ما يمكن من إخراج القضية الأفغانستانية من الطريق المسدودة.
وأشار إسلام كريموف إلى أن موقف أوزبكستان من التسوية الأفغانستانية واضح ومنفتح. ونحن كجار لأفغانستان، نبني وسنبني معها الإستقرار وعلاقات الصداقة على أسس ثنائية، إنطلاقاً من المصالح القومية للجانبين، ومبادئ سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
ولهذا أوزبكستان كدولة لا تتبع لأحلاف، وتوجهت نحو تنفيذ خطوة واعية بالكامل ومدروسة من كل الجوانب، وقامت بإختيار مبدئي لنفسها، وهو إتباع سياسة محبة للسلام وعدم الإنضمام لأي اتحاد عسكري وسياسي، أو تحالف، وعدم السماح بتمركز اية قواعد أو مواقع عسكرية أجنبية على أراضيها، وعدم المشاركة بعمليات السلام في الخارج.
وقال رئيس أوزبكستان: لنا مع تركمانستان مداخل متقاربة ومتشابهة لتقييم وفهم المتغيرات في أوضاع القوى العالمية والإقليمية غير المتشابهة والصعبة، ومستعدين لبحث هذه القضايا المعاصرة الرئيسية وغيرها بانفتاح.
وأوزبكستان بشكل دائم تدعم استراتيجية السياسة الخارجية المتوازنة بالكامل، وحياد تركمانستان الإيجابي، والمبادرات الموجهة نحو تعزيز الأمن الدولي والإقليمي، والتكامل الاقتصادي والتنمية القوية لدول منطقتنا الواسعة.
وفي الختام قال إسلام كريموف: أنا مقتنع بأن مبادئ حياد تركمانستان، والتي التي أعلنت عن إنفتاح دولة تركمانستان مع كل أشكال التعاون الدولي المثمر، ستخدم مستقبلاً أيضاً تعزيز إستقلال وسيادة البلاد، وأولوية مصالحها القومية على الحلبة الدولية.
وفي إطار الزيارة جرى لقاء بين رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف والرئيس التركمانستاني غوربانغولي بيرديمحميدوف.
والعلاقات بين أوزبكستان وتركمانستان تتطور باستمرار في جميع المجالات. والصداقة والثقة والإحترام بين قادة البلدين تتمتع قبل كل شيء بأهمية خاصة.
وخلال اللقاء أعطي تقييماً عالياً للعلاقات الأوزبكية التركمانية. وجرى تبادل للاراء حول آفاق مستقبل تطور التعاون الثنائي، ومسائل تعزيز الأمن الإقليمي والدولي.
وأشار القائد الأوزبكستاني إلى أن الأوضاع تتفاقم في مختلف أقاليم العالم، وتتصاعد تهديدات الإرهاب، والتطرف، وتهريب المخدرات.  والإرهاب اليوم متنوع ومتعدد الجوانب، ومن الضروري محاربة أسبابه العميقة ومصادره.
وعبر غوربانغولي بيرديمحميدوف عن إمتنانه للرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف لمشاركته في الإحتفالات التي جرت والمؤتمر الدولي، وأشار خاصة إلى إستمرار نمو التعاون المثمر بين البلدين في جميع المجالات.
وعند هذا إنتهت زيارة رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف لتركمانستان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق