السبت، 26 مارس 2016

الإعلام الجديد.. مدخل للإرهاب ونشر الفتن والشائعات 1,2 مليار أسرى وسائل التواصل


تحت عنوان "الإعلام الجديد.. مدخل للإرهاب ونشر الفتن والشائعات 1,2  مليار أسرى وسائل التواصل" نشرت جريدة "الإتحاد" يوم 10/3/2015 تحقيقاً كتبته: ثناء عبد العظيم، وجاء فيه:


مع التطور التكنولوجي والتقنيات الجديدة ظهر الإعلام الجديد مع الأقمار الاصطناعية، وتقنيات البث المباشر والإنترنت والحاسبات الآلية، مما جعل الأمور سهلة في التأثير على المتلقي بما يبث على شاشات الفضائيات، وعبر أجهزة المحمول «الهواتف» والآيباد وغيرها من وسائل الاتصالات. طفرة كبيرة جعلت من «لإعلام الجديد» نافذة سريعة لتداول الأخبار والمعلومات.. جمعت العالم في قرية كونية صغيرة يتلاقى أفرادها عبر شبكات التواصل الاجتماعي « فيسبوك وتويتر والانستجرام» ليتبادلوا الأخبار والمعلومات والفيديوهات المصورة. لقد طويت صفحة زمن بأكمله.. وبدأنا صفحة جديدة مع إعلام جديد، أصبح جزءا من حياتنا اليومية، وذكرت شبكة فيسبوك العالمية أن هناك أكثر من 1.2 مليار نسمة يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي كوسيلة للتواصل في نقل الأحداث والنشر والإعلام والتسويق.
كما أن دراسة أخرى صادرة عن برنامج الحوكمة والابتكار في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، ذكرت أن قاعدة مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في 22 دولة عربية هي الأكثر شعبية في العالم الافتراضي حتى تجاوزت 81.3 مليون مستخدم يتواصلون وينشرون الأخبار بالمحتوى المكتوب أو بالصورة أو الفيديوهات يتبادلون كل ما يدور في حياتهم الشخصية بسهولة، بالإضافة إلى إنشاء المدونات وإجراء المحادثات الفورية التي تتيح التواصل مع الأصدقاء والزملاء وتقوي الروابط بين أعضائها في عالم افتراضي. إعلام جديد.. استغلته أيضا «المنظمات الإرهابية» لتطل علينا بوجهها الأسود وبأفعالها الإجرامية لتستهدف شباب العالم ببث سمومها المتطرفة وإغراءاتها الهدامة، وما الإرهابي «محمد أموازي» سفاح داعش، وقاطع الرقاب الملقب بالمجاهد «جون» الذي ظهر بفيديوهات الذبح وهو يرتدى ثيابه السوداء شاهراً خنجره مرتدياً ساعته ذات الماركة العالمية، مهدداً متوعداً ضحاياه وهم إلى جانبه، ما هو إلا شاب عادي كان يحلم بحياة آمنة يحقق من خلالها طموحه وآماله، لكن الأفكار الإرهابية المتطرفة استحوذت على كيانه، فانضم إلى تلك المنظمات وأصبح قاتلاً تبحث عنه يد العدالة في كل مكان.
«الاتحاد» التقت مع متخصصين في مجال الإعلام لمعرفة أهمية الإعلام الجديد بالنسبة للشباب، وكيف أصبح مدخلاً للإرهاب إلى بيوتنا وعقول شبابنا؟ وماذا على الحكومات أن تفعل لتتصدى لتلك التيارات المتطرفة والأفكار الظلامية لحماية شبابنا؟ مجتمع افتراضي
قالت ريتا معلوف «إعلامية»: «إن شبكات التواصل الاجتماعي تعتبر مجتمعا افتراضيا ومكانا خصبا لنشر الشائعات وإثارة الفتن، وبالتالي أصبح مصدر قلق وخوف على شبابنا، بعد أن دخلت جهات إرهابية تديره باحتراف في ظل انعدام المصدر الإعلامي الموثوق به»، مضيفة: «إن المتلقي قد يصدق ما يقرأ من أخبار أويشاهد من فيديوهات، وعلى الجهات الحكومية مواكبة التطورات وعلى الإعلاميين والسياسيين مع تعقيد المشهد الإعلامي واختلاط الحابل بالنابل متابعة هذه الصفحات والتفاعل معها لأن الرأي العام لم يعد متعلقاً بجلسات خاصة وأحاديث متبادلة من مسؤولين كونه مجتمعا افتراضيا بات يشكل ركيزة أساسية لحياة حقيقية.
إعلام جديد
وتقول سهير القيسي «إعلامية»: إن الإعلام الجديد أصبح أداة من أدوات المنظمات الإرهابية في نشر الفتن والأفكار المتطرفة لسهولة تداوله، وهذا يعني أنه بات يستخدم ضمن أخطر الحروب على الإطلاق باستخدام التقنيات التكنولوجية المتطورة، مما يجعلنا نصدق ما يدور، وعلينا مواجهته بالأساليب الإعلامية المماثلة، فلم تعد الحرب على الإرهاب تقليدية كما كان في السابق، ولكن أصبح الإعلام جزءا كبيراً منها». مضيفة: إن «توعية الشباب من الأفكار السلبية تأتي من خلال بث معلومات صحيحة والاعتماد على قنوات الاتصال يثق المتلقي في أخبارها، فكثير من القنوات التلفزيونية الناجحة تلجأ إلى ابتكارات حديثة في الإعلام وفتح حسابات على فيسبوك وتويتر لجذب المتابعين فليس كل الناس لديها القدرة على الجلوس أمام التلفاز لفترات طويلة».
رسائل مجهولة
بينما أكدت راغدة درغام «مديرة مكتب صحيفة الحياة في نيويورك» أن غالبية الرسائل التي تأتي على شبكات التواصل الاجتماعي من جهات مجهولة الهوية وغالبا ما تكون من أطراف لديها أجندات خفية يريدون تحقيقها في الشرق الأوسط وبث رسائل هي في الغالب فيديوهات دموية لمقاتلين يرتدون الملابس السوداء المفخخة حاملين أسلحتهم المتطورة يأخذون النساء سبايا ويتقاسمونها، وهذه رسائل تستهدف من ورائها منظمات إرهابية جمهوراً وفئات من الشباب بعينها لإقناعهم بأن الإرهابي قائد ناجح فيما يقوم به فينجذب الشباب إليهم».
انتشار سريع شبكات التواصل الاجتماعي لها أهمية بالغة
بحسب الدكتورة آمال حجازي «خبيرة تنمية بشرية» لافتة إلى أن الإعلام الجديد أعاد تشكيل خارطة العمل الاتصالي في المجتمعات المعاصرة بما يحمله من خصائص عالمية في سرعة الانتشار والتفاعل وتعدد الوسائط وقلة التكاليف».
مضيفة: «إن شبكات التواصل الاجتماعي انعكست بصورة كبيرة على حرية النشر والتعبير، وعلى الفكر الديموقراطي وحقوق الإنسان وغيرها، وتعمل على تغيير المفاهيم السياسية والاجتماعية والثقافية»، لافتة «إلى أن الدور الذي لعبته شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب جعل الحكومات والمؤسسات بمختلف أنواعها وألوانها تهتم بها، حتى أصبح من السهل خلق ثقافة التواصل بين المسؤولين والجمهور وجعلها ضرورة وطنية تمكن الجمهور من معرفة المعلومات بشفافية وصدق، ويرفع مستوى الثقة بين الجمهور والحكومة ويجعلها بمثابة حوائط واقية للتعامل مع الانتشار السريع للأخبار المغلوطة والشائعات التي يتم تداولها، والتي من شأنها أن تصبح عاملاً مساعداً على مؤسسة الجهل والتطرف بكل أشكاله.
وحتى يكون الإعلام الجديد في خدمة دولة المؤسسات والمواطنة، قالت الدكتورة آمال حجازي: «إن شبكات التواصل الاجتماعي تحمل الكثير من الخصائص ما يجعلها في خدمة دولة المؤسسات والمواطنة والقانون من أجل تحقيق التنمية والمساهمة في خلق ثقافة التربية وحقوق الإنسان وبناء السلم الاجتماعي وإحداث تغييرات جوهرية في النظام الاجتماعي والثقافي والبنية الاقتصادية وتقديم تصورات حديثة للعمل السياسي». مشيراً إلى أن «توظيف الحكومة لشبكات التواصل الاجتماعي في كافة مؤسسات الدولة بشكل مخطط ومدروس يهدف إلى تسهيل تقديم الخدمات للمواطنين والتفاعل معهم ومعرفة شكواهم وملاحظاتهم حتى لا تترك مجالا للشائعات.
التأثير على السلوك وحول تأثير الإعلام الجديد على سلوك الشباب
قال الدكتور سعيد حامد «أستاذ الإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا فرع الفجيرة»: إن ما يبث في الإعلام ليس بالضرورة إيجابياً فقد يدس السم في العسل، فهناك المسلسلات التي تظهر على أنها قصة رومانسية واجتماعية، وهي في الحقيقة ترسل إشارات للشباب والفتيات كجمهور مستهدف لتغيير سلوكه وهدم قيمه التربوية والأخلاقية.
مضيفاً: «إن الإعلام الجديد يغزو عقول الشباب بأفكار جديدة موجهة ومعدة خصيصاً إلى الشباب تؤثر على سلوكهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم الشرقية الأصيلة في الملبس والمأكل وتسريحة الشعر من خلال وضع خطة طويلة المدى لاختراق المنظومة القيمية للمجتمع قد تصل إلى عشرات السنين ليجنى بعدها ثمار الفكر الموجه». متابعاً: «إن احترام الوالدين كقيمة أخلاقية بدأ الإعلام الجديد اختراقها فبدلاً من أن يقبل الابن يد والديه عليه أن يعبر بأي طريقة أخرى، وبذلك كسروا احترام الصغير للكبير وحنو الكبير على الصغير وعدم التراحم والتلاحم حتى من خلال جمع شمل الأسرة على مائدة واحدة، كما أن الشعارات التي ينادي بها الشباب من حرية التعبير والديمقراطية، غرست من خلال برامج موجهة يتبادل فيها الشباب الأفكار بينهم عبر فيسبوك وتويتر وكل مواقع التواصل الاجتماعي».
غياب القدرة
وقال: «إن غياب القدوة على الساحة الإعلامية وحملات التشكيك في القرآن والسنة من بعض الإعلاميين والخوض في أمور ليس من اختصاصهم هم مدعومون بأجندات مدروسة لإحداث عدم التوازن بعقلية الشباب المراهق فتتسلل الأفكار المتطرفة إلى عقولهم ويصبحوا فريسة سهلة للمنظمات الإرهابية».
مضيفاً: «إن ما يبثه الإرهابيون من مقاطع فيديوهات تبهر المتلقي في الإخراج والتصوير بتقنيات عالية، كما في حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وذبح الضحايا المصريين ونحرهم وقطع رقابهم وكأنها أفلام سينمائية، إضافة إلى ملابسهم السوداء والإكسسوارات والأسلحة عوامل لإقناع الشباب بأنهم مصدر قوة، معتمدين على أن اللقطة المصورة الواحدة في الإعلام تغني عن ألف كلمة، ويدركون أنها خير وسيلة للتأثير على الشباب».
وأكد الدكتور حامد «أن الجماعات الإرهابية تعتمد على دراسات نفسية وسيكيولوجية للشباب ودراسة حالاتهم الاجتماعية، ومخاطبة من يريد تحقيق أحلامه وطموحاته، فيتخيل أن ما يقوم به الإرهابي من قتل ودمار هي أعمال إنسانية، وجهاد، وتميز، وكثير من جرائم الشباب ارتكبت لتحقيق الشهرة والقيادة بين زملائه».
مشيراً إلى أن التفكك الأسري وغياب القدوة والواعظ الديني أدَّت إلى اتجاه بعض الشباب للتعامل مع الإرهابيين في الفكر والثقافة. منظمات إرهابية وعن الأسباب التي جعلت المنظمات الإرهابية تلجأ لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتستفيد منها كواجهة إعلامية.
قال الدكتور خالد الخاجة «عميد كلية الإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا»: إن سرعة تداول الأخبار وسهولة التخلص من حسابات فيسبوك وتويتر وصعوبة وصول الجهات الأمنية إلى المصدر، أسباب جعلت المنظمات الإرهابية تتخذها واجهة إعلامية لتوصيل رسائلهم.
الشباب يرفض العنف والإرهاب
أكد الدكتور علي الحرجان أن على المسؤولين في وسائل الإعلام أن يعرضوا بدائل مناسبة لعقل الشباب الوجداني وذهنيته بعد أن أصبح القتل بالمئات والآلاف في الوطن العربي، لافتاً إلى أن غالبية الشباب في العالم يرفض أعمال العنف وأن النسبة المغرر بها استغل حاجتهم المادية وحالة الفقر والبؤس والقهر الذي يعيشونه في بلدانهم، وهو ما يدفعهم لأن ينضموا للجماعات التكفيرية والفكر المتشدد المصحوب بالعنف وسفك الدماء، حتى أن بعض الشباب الأوروبي الذي يعيش نفس الظروف القاسية والبؤس وعدم العدالة هو ما يدفعهم إلى الانضمام مع تلك المنظمات الإرهابية المضللة فيتركوا بلدانهم وينضموا لهذه الأفكار المتطرفة.
تبني العقول والمواهب الشابة
أكد الدكتور خالد الخاجة، عميد كلية الإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، أن «عدم تبني العقول والمواهب العلمية في مجتمعاتنا العربية جعل الطريق مفتوحاً أمام تلك الجماعات لنشر أفكارها المسمومة»، مشيراً إلى أن «فكر الفرد أصبح خاوياً، فهو يبحث عن أشياء مسلية تبعده عن الحياة التي يعيشها وبخاصة في المجتمعات التي يعاني فيها الفرد من البطالة أو يشعر بالظلم والعنصرية أو يعاني من عدم تبني أفكاره الجادة فتستغل المنظمات الإرهابية معاناتهم وإقناعهم في أن الحل موجود في الانضمام إليهم، ولا نستثني المجتمعات العربية والغربية المرفهة، فالفرد فيها يبحث عن أشياء تافهة ليست علمية أو ثقافية».
ويقول الخاجة: «على الدولة القيام بحملات توعية للشباب بشكل دائم ومستمر على شبكات التواصل الاجتماعي، ومتابعة المنظمات والأفراد التي تحرض على العنف وترويج الشائعات ومعاقبتها لتكون عبرة لغيرها وعلى الحكومة ألا تتأخر في إظهار الحقيقة للشعب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا تدفع المتابعين إلى اللجوء لأخبار مغلوطه».
وسائل الاتصال الحديثة تسيطر على عقول الشباب والمراهقين!! حول التأثير النفسي على مشاهدة الفيديوهات الدموية التي تبثها مواقع إرهابية
يقول الدكتور علي الحرجان «استشاري أمراض نفسية»: إن وسائل الاتصال الحديثة من فيسبوك وتويتر والانستجرام المستخدمة من خلال المحمول، أصبحت المسيطرة على تنشئة وتوجيه عقول الشباب والمراهقين، وتكمن خطورتها في استغلال بعض الجهات لنشر ثقافة العنف والقتل والأفكار المتطرفة واستخداماتها كواجهات إعلامية تعمل على غسل عقول الشباب بفتاوى دينية مضللة، وبث مقاطع فيديوهات القتل وقطع الرقاب والتفجير لتحدث تهيئة نفسية وفكرية، والوصول إلى حالة القبول بثقافة العنف والقتل والتدمير، وهذا ما كُنَّا نشاهده سابقاً في أفلام العنف وألعاب الجيم»، مشيراً إلى أن «تكرار مشاهد العنف يجعل مشاعر الفرد تتبلد ويعتاد عليها، بعد أن تحدث له صدمة نفسية وتهز مشاعره في أول مشاهدة له، ثم بعدها يتساءل كم عدد الذين ماتوا في التفجير أو القتل وهل قطعت أجسادهم أشلاء، كل ذلك من خلال مقارنة بين الواقع وما شاهده على اليوتيوب والتلفزيونات، وممارسة ألعاب الجيم سابقاً».
وأكد الدكتور على الحرجان «أن صفحات الفيسبوك وتويتر استغلها الإرهاب ليكون بوابته الخلفية التي يتوارى خلفها لبث سمومه وأفكاره المدمرة واستباحة القتل وعرضها بمقاطع فيديو تحدث تهيئة نفسية وذهنية لما تقوم به أميركا وأعوانها ودواعشها من جرائم ضد شعوب المنطقة العربية».
شبكات التواصل أصبحت مصدر قلق وخوف في ظل انعدام المصدر الإعلامي الموثوق به ريتا معلوف.
الإعلام الجديد أصبح أداة من أدوات الإرهاب في نشر الأفكار المتطرفة سهير القيسى.
أعاد تشكيل خريطة العمل الاتصالي نتيجة سرعة الانتشار وتعدد الوسائط آمال حجازي.
*****
وفي هذا المجال لي رأي أيضاً، وآمل مطالعة دراساتي:
الظروف المعاصرة لقضايا الأمن الإعلامي في العالم العربي. نشرت بتاريخ 10/1/2011 على الرابط:
الأمن الإعلامي وهموم المجتمع المعلوماتي في عصر العولمة. نشرت بتاريخ 5/9/2009 على الرابطين:
العولمة والأمن الإعلامي الوطني. نشرت بتاريخ 7/8/2009 على الرابط:

أ.د. محمد البخاري:  دكتوراه في العلوم السياسية (DC)، تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. ودكتوراه فلسفة في الأدب (PhD)، تخصص صحافة. بروفيسور متقاعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق