تحت عنوان "قطاع
النفط والغاز الأوزبكستاني هو مفتاح النجاح والتحديث" نشر موقع الخدمة
الصحفية لوزارة الشؤون الأجنبية في جمهورية أوزبكستان، نقلاً عن صحيفة "نارودنوية
صلوفا" يوم 12/8/2016 مقالة جاء فيها:
من الأمثلة الساطعة
على فاعلية السياسة الاقتصادية، التي حددتها قيادة أوزبكستان المستقلة، تعتبر ليس إستقرار نمو الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير
الظروف المتعلقة بالأزمة الاقتصادية العالمية وحسب، بل وفي التحولات التي جرت خلال
ربع قرن في جميع القطاعات ومن ضمنها قطاع النفط والغاز.
وعملياً من الأيام
الأولى بعد الحصول على السيادة وبدء الإصلاحات الاقتصادية بدأت مرحلة جديدة في
تطور هذا القطاع الهام للاقتصاد الوطني. وبين المهام الإستراتيجية، التي وضعت أمام
مجمع النفط والغاز، إلى جانب زيادة الإحتياطيات وإستخراج الأوغلوفودورود عن طريق
إكتشاف وإستثمار مواقع إنتاجية جديدة، كان مقرراً تعميق تكرير النفط والغاز بهدف
الحصول على منتجات بديلة للمستورد وموجهة نحو التصدير مع قيمة إضافية عالية.
وحل هذه المهمة يتمتع
بأهمية إستراتيجية كبيرة.
والحقيقة أنه من
خمسينات القرن الماضي، عندما بدأ التنقيب وإستخراج الغاز الطبيعي في أوزبكستان ،
نظر إليه بالدور الأول كخام قيم للطاقة ولإنتاج الطاقة الكهربائية، والتدفئة
والإحتياجات المنزلية. ولو أنه مع ظهور تكنولوجيا ومعدات جديدة ظهر أنه على أساس
الغاز الطبيعي يمكن الحصول على منتجات متنوعة، على مثال: الوقود لوسائط النقل،
ومختلف أشكال المذيبات، والأصباغ الصناعية، والبلاستيك، والأسمدة، والكثير غيرها،
وعندنا من حيث الجوهر لم يكن مثل هذا الإنتاج، والخام القيم في نظام أنابيب نقل
الغاز وجه إلى خارج الجمهورية. وبالتالي كان كل الدخل من تكرير أو تصدير الغاز الطبيعي
من أوزبكستان يوجه إلى "الوعاء المشترك" للإتحاد السابق، ومنه حصلت
جمهوريتنا على أقل بكثير مما كان ممكناً.
وفي الحقيقة من عام
1972 أدخل حيز البناء في ولاية قشقاداريا القسم الأول من مصنع مبارك لتكرير الغاز.
وهنا ركبت وحدة لإزالة الكبريت،
قدرتها التكريرية بلغت خمسة مليار متر مكعب من الغاز. ولم تلبي لا قدراته ولا عمق تكريره الطلب
المتصاعد.
والمرحلة النوعية
الجديدة في تطوير المنشأة ارتبطت بحصول أوزبكستان على الإستقلال. وخلال المرحلة
الماضية ومن خلال جذب الإستثمارات الأجنبية والموارد الخاصة لشركة الهولدينغ
القومية "أوزبيكنيفتيغاز" شيدت في المصنع على مراحل 19 محطة
لإزالة مركبات الكبريت، وخمس مصانع لإنتاج الكبريت، وثلاثة لتحقيق استقرار تكثيف
الغاز، وكذلك سبعة خيوط للفصل بدرجات حرارة منخفضة، وأدخلت حيز الإستثمار محطات
للحصول على خليط البروبان والبوتان. ومن خلال ترشيد وتوسيع قدرات المصنع وصلت حتى
33,5 مليار متر مكعب.
وحتى نهاية العام
الجاري سينتهي في مصنع مبارك لتكرير الغاز مشروع جديد لإنتاج الكبريت المحبب قدرته
العادية 80 ألف طن في العام. وفي هذا، سيتم إيصال نوعية المنتجات إلى مستوى
المعايير البيئية الدولية، وستكون أسهل أكثر للنقل والتخزين وبعدها للتكرير،
والمهم رفع قدرتها على المنافسة، ومن ضمنها في الأسواق الخارجية.
وفي السنوات القادمة
سينتهي مشروعاً ضخماً في المصنع موجه نحو تعويض القدرات المفقودة. والآن يجري
بالكامل إعداد وثائق مشروع بناء محطة جديدة للحصول على الكبريت من الغازات
الحمضية، التي تأتي من أنظمة معالجة المياه الرمادية الموجودة بالفعل. وقدرتها
الإنتاجية في تكرير الغاز الحمضي تبلغ 57 ألف متر مكعب في الساعة، وفي تكرير الكبريت
280 ألف طن في السنة.
وعلى هذا الشكل
ترشيد، وإدخال تكنولوجيا ومعدات جديدة، يسمح للمنشأة كما يقال، أن تكون دائماً
"متناغمة" وتشارك بنشاط في تطوير القطاع.
وعلى الرغم من أن
مصنع مبارك لتكرير الغاز وبحق يمكن إعتباره المنشأة الأولى لتكرير الغاز في
أوزبكستان، الذي بدأ فعلاً بتعميق تكرير خامات الأوغلوفودورود المرتبطة بإدخال مجمع
شورتان لكيماويات الغاز حيز الإستثمار.
- وقال مدير الشركة
محدودة المسؤولية "مجمع شورتان لكيماويات الغاز" أوديل
تيميروف: منشاتنا أدخلت حيز الإستثمار في عام 2001، وننتج سنوياً 125 الف طن
بولي إثيلين، و137 مليار متر مكعب من الغاز التجاري، و4 آلاف طن من الكبريت.
وهنا بالذات تم
الحصول على أول بولي إثيلين أوزبكي. وقبل ذلك البولي إثيلين، الضروري لإنتاج مختلف
أنواع المنتجات في الكثير من القطاعات، كان يستورد، وجزئياً من روسيا، والصين،
وجمهورية كوريا. وعلى هذا صرفت عملات أجنبية، وارتبط المنتجين في الكثير بالموردين
من الخارج، وأثر طبعاً على قيمة المنتجات النهائية، لأن المواد الخام مستوردة.
واستيعاب إنتاج البولي إثيلين في الجمهورية جلب فوائد ضخمة ليس فقط في خط بدائل
المستورد وتخفيض كلفة المنتجات المنتجة منه. وإلى جانب هذا أحدثت قاعدة لمواد
الخام للمنتجين الوطنيين، على سبيل المثال: المنشأة المشتركة "أنديجان
بولي إثيلين"، و"جيزاخ ل ر س بلاست"، والشركة المساهمة
"جيزاخ بلاستماسسا"، وغيرهم. وبعد إدخال مجمع كيماويات الغاز حيز
العمل حرفيا تم إحياء مصنع "كارشيتيرموبلاست"،
حيث أنتج بعد تجهيزه بمعدات البثق
الحديثة، الأنابيب لنظم توزيع الغاز والمياه، المستخدمة في الزراعة، والخدمات
المعيشية، وغيرها من القطاعات. ومنتجات مجمع شورتان لكيماويات الغاز، التي
تستخدمها بشكل واسع الكيانات التجارية المنتجة لمختلف أنواع المنتجات من البولي إثيلين،
كما ساعدت على تطوير المشاريع الصغيرة.
ومن النتائج الهامة
لإحداث المجمع كانت مقدراته التصديرية الكبيرة.
- وقال رئيس الخدمات
التجارية في المجمع ديمتري فالتير: من عام 2002 وحتى عام 2016 سوقت الشركة
محدودة المسؤولية "مجمع شورتان لكيماويات الغاز" للتصدير أكثر من
630 ألف طن من البولي إثيلين، وتم توريده إلى أكثر من 15 دولة من دول العالم.
والمشترين الرئيسيين هم: دول رابطة الدول المستقلة، وخاصة روسيا، وقازاقستان،
وأوكرانيا. ولكن بالفعل تم الدخول إلى أسواق جديدة للتصريف، كدول أوروبا، ومن بينها:
بولونيا، وإيطاليا، وكذلك تركيا، والصين. وإلى جانب البولي إثيلين تتمتع بالطلب في
الأسواق الخارجية منتجاتنا الأخرى. وعلى سبيل المثال خلال الفترة المشار إليها تم
توريد أكثر من 3 آلاف طن من الكبريت المحبب إلى الصين، وباكستان.
ورغم أن مجمع
كيماويات الغاز في شورتان بني منذ مدة قريبة تقريباً، يعملوا فيه على مشاريع
ترشيده، وتجديد تقنيات وتكنولوجيا الإنتاج، وتوسيعه.
- وشرح نائب رئيس
خدمة تطوير مجمع شورتان لكيماويات الغاز تواكال أوزاقوف: أنه وكما هو متبع،
مرحلة توسيع وترشيد المنشأة يبدا بعد 10 أو 15 عاماً من إستثمارها، وتوجه نحو
زيادة حجم وتنويع منتجاتها، وتخفيض كلفة إنتاجها، وتوسيع وترشيد المنشأة بالكامل
هو ضمان للنجاح، ويراعي جملة من الظروف في البداية، ومن بينها: استقرار الطلب على
المنتجات في الأسواق الخارجية والداخلية، وتوفر قاعدة بحجم كاف من المواد الخام،
والكوادر المؤهلة، والبنية التحتية المناسية.
ومجمع شورتان
لكيماويات الغاز حتى اليوم يملك بالكامل هذه العوامل الأساسية. وهناك إستقرار على
طلب منتجاته، من البولي ايثيلين الخطي في الأسواق الخارجية والداخلية. وهناك عدة
بدائب مختلفة لتزويد المجمع بحجوم إضافية من المواد الخام، وهو ما يسمح بزيادة
الإنتاج بشكل كبير. وتؤدي كوادر المنشأة بنجاح كل العمليات التكنولوجية الإنتاجية
الصعبة، وأدوات التشغيل الآلي الحديثة. وكلها تسمح برفع المستوى المهني العام
للعاملين، وبشكل دائم العمل المشترك مع مؤسسات التعليم العالي والمتوسط المتخصص في
البلاد من أجل تأمين إحتياجاتها من المتخصصين المؤهلين. وخلال السنوات الأخيرة
حصلت على تطورها القدرات الإنتاجية والبنية التحتية في المنطقة بالكامل، ومجمع
شورتان لكيماويات الغاز من ضمنها. وتوفر هذه العوامل وغيرها جنبا إلى جنب مع عوامل
أخرى، كضرورة تعميق تكرير خامات الأوغلوفودرود الذي يعتبر شرطاً مسبقاً للإسراع في
تنفيذ مشاريع توسيع القدرات الإنتاجية لمجمع شورتان لكيماويات الغاز كأحد التوجهات
التي تتمتع بالأفضلية في تطوير قطاع كيماويات الغاز.
وفي الوقت الراهن يجري
العمل في تنفيذ مشروع توسيع القدرات الإنتاجية لمجمع شورتان لكيماويات الغاز التي وصلت
إلى مرحلة نشيطة. ونفذت الأعمال البحثية العلمية ذات الصلة،
وجرت المسوحات اللازمة لتحديد مدى
توافر القاعدة المادية الخام لكل الدورة الإنتاجية الكاملة للمشروع. وإنطلاقاً من الكميات
المتوفرة من المواد الخام جرى تحديد حجوم
زيادة إنتاج المنتجات. وعلى أساس إعادة بناء المعدات القائمة وبناء وحدات المعالجة
الجديدة، يخطط لرفع مستوى قدرات مجمع شورتان لكيماويات الغاز لإنتاج البولي ايثلين
حتى 200 ألف طن في السنة. والقيام ببحوث شاملة عن الأسوق الأجنبية القريبة والبعيدة سمح
بتحديد أنواع وماركات منتجات البوليمر، الذي سيتم إنتاجه.
وتجب الإشارة إلى أن
البدائل الموضوعة لإعداد واعتماد أكثر البدائل الاقتصادية فعالية، يراعي توسيع
القدارت الإنتاجية عن طريق رفع مستوى جذب العناصر القيمة دون تغيير كبير في حجم
تكرير الغاز. وحل المهام في أقصر وقت، ورفع مستوى جذب وإستخدام العناصر القيمة من
الغاز الطبيعي، وبالتالي ضمان تسريع عملية الانتقال من تسويق المواد الخام إلى المنتج
النهائي مع قيمة إضافية عالية، وتقديم إسهام لائق في تطوير كيماويات الغاز كقطاع للتكنولوجيا
العالية، والإنتاج المبتكر يسهم في تطوير اقتصاد البلاد، وهو الذي أحدث خلال سنوات
الإستقلال.
واليوم استطاعت
بلادنا ليس ببساطة الوصول إلى المركز الثامن في العالم من حيث حجم إستخراج الغاز
الطبيعي، بل وعلى أساس الترشيد الموجه نحو تعميق تكريره، وبنشاط تستوعب المواقف في أسواق مواد البوليمر. وخطوة
هامة أخرى في هذا الاتجاه أصبحت إدخال حيز الإستثمار مجمع شورتان لكيماويات الغاز منذ
مدة قريبة، حيث سيكرر سنوياً 4,5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وإنتاج 387 ألف
طن من البولي ايثيلين عالي الكثافة، و83 ألف طن من البولي بروبلين، الذي يحظى بطلب
كبير في الأسواق الداخلية والخارجية.
وآفاق تطور تكرير
الغاز مرتبط بتوسيع إنتاج الغاز الطبيعي المسال، والمكثف، والمواد الخام، والاستخدام
المكثف لجميع موارد الغاز الطبيعي من أجل التركيب الكيميائي مع الحصول على منتجات ذات
سيولة عالية.
ووفقاً لقرار الرئيس
الصادر بتاريخ 4/3/2015 المتضمن برنامج إجراءآت توفير التحولات الهيكلية، وترشيد
وتنويع الإنتاج للأعوام 2015 وحتى 2019 أدخلت مشاريع ضخمة، موجهة نحو إعادة تدوير
خامات الأغلوفودورود أكثر عمقاً. وهكذا روعي تنظيم إنتاج الهيدروكربونات العطرية، البنزين،
والتولوين، والزيلين، من الانحلال الحراري لنواتج التقطير، وإنتاجها مخطط في مجمع أوستيورت
لكيماويات الغاز. وخطط تنفيذ مشروع لإنتاج الأوليفينات من الغاز الطبيعي مع الحصول
على البوليمرات، مثل: البولي ايثيلين، والبولي بروبيلين، والبولي ستايرين، والكوشوك،
والسبانديكس، وغيرها.
وهذه المشاريع وغيرها
لإنشاء صناعات بتكنولوجيا عالية، إلى جانب ترشيد العاملة منها لتصبح أساساً لحل
المهام الجدية، التي وضعتها قيادة الجمهورية أمام مجمع النفط والغاز الوطني، وحتى
عام 2030 ستزيد حجوم إنتاج منتجات كيماويات النفط بمعدل 3,2 مرات.
وواقعياً، المهام هي أكثر
من أنها جدية وصعبة. ولكن إذا حكمنا من خلال الطريقة التي تطورت بها هذه الصناعة على
مدى سنوات الاستقلال، يكون تنفيذها واقعياً بالكامل.
وقال بيتر
غولينياك نائب رئيس الشركة المساهمة «ExaloDrilling» (بولونيا):
"جمهورية
أوزبكستان هي ضمن أضخم المصدرين للأغلوفودورود ومنتجاته. وخلال السنوات الأخيرة
أحدثت في البلاد بنية تحتية حديثة لقطاعات النفط والغاز، وبالإضافة لذلك سعة بناء مجمعات
تكرير الغاز هي مؤثرة جداً على نطاق واسع في أوزبكستان، مثل: شورتان، وأستيورت،
وكانديم. ومثل هذه السوق الكبير والمتنامية مثيرة جداً للاهتمام، ولهذا نحن اليوم نقيم
إتصال مثمر مع شركة الهولدينغ القومية "أوزبيكنيفتيغاز" ونخطط
لنصبح مشاركين فعالين في سوق خدمة النفط الأوزبكستاني في وقت قريب".
وقال خوان غيو آن
الوزير الأول بجمهورية كوريا:
"بقيادة الرئيس إسلام
كريموف أصبحت أوزبكستان دولة رائدة في آسيا المركزية. وتنمو شخصية أوزبكستان باستمرار
على الساحة الدولية. وجمهورية كوريا تعطي أفضلية لأهمية تطوير تعاون المنافع
المتبادلة في المجالات التجارية والاقتصادية والإستثمارية، والإدخال الناجح لمجمع
أوستيورت لكيماويات الغاز حيز الإستثمار سيخدم مستقبل تطوير شراكة المنافع
المتبادلة في مجال النفط والغاز وقطاعات الكيماويات. ومجمع أوستيورت لكيماويات الغاز
يعتبر مثالاً ساطعاً للصداقة وتعاون المنافع المتبادلة بين بلدينا".
وقال واغيت
أليكبيروف رئيس الشركة المساهمة
الحكومية "لوكول" (روسيا):
"الأجواء
الإستثمارية الملائمة المحدثة في أوزبكستان، والإستقرار، والإصلاحات الاقتصادية التي
تجريها القيادة في البلاد تسمح بالنظر بتفاؤل لمستقبل العلاقات الروسية والأوزبكية
في مجال الطاقة. وطبعاً الجميع يفهمون أن صناعة النفط والغاز اليوم في العالم لا تعيش
أفضل أوقاتها بسبب الإنهيار الحاد لأسعار النفط وبالتالي الغاز، وهذا، وبعبارات ملطفة،
لا تشجع على الإستثمار في القطاع. ولكن تلك الظروف الفريدة، التي أحدثت في
أوزبكستان، تسمح للمستثمرين باتخاذ قرار تطوير مشاريع النفط والغاز وحتى في مثل
هذه المرحلة الصعبة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق