الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

ثقافة التسامح والعلاقات بين القوميات في أوزبكستان

ثقافة التسامح والعلاقات بين القوميات في أوزبكستان


استقبلت بلادنا الذكرى الـ22 لاستقلالها بمنجزات كبيرة، ومن دون أدنى شك اعتمد أساس تلك النجاحات على السلام، والإستقرار والتفاهم بين أبناء مختلف القوميات من مواطني البلاد. وخلال سنوات الإستقلال حصلت ثقافة التسامح على تطورها المستقبلي، وهي أكثر إلتصاقاً بشعبنا. وضمانة لازدهار المستقبل المضيء لأوزبكستان.
وأكثر من مرة أشار قائد دولتنا إلى أن تعدد قوميات سكان أوزبكستان مرتبط بشكل وثيق مع زيادة الوعي القومي والإنبعاث الروحي للشعب الأوزبكي، وأنها تشكل دفعة قوية لتجديد المجتمع، والديمقراطية، وتهيئ الظروف المناسبة لتكامل الجمهورية مع المجتمع الدولي.
وخلال سنوات الإستقلال تم في بلادنا توفير المساواة وجرى تعميق التفاهم على أساس الإحترام المتبادل بين أبناء مختلف القوميات والشعوب، التي تعيش في بلادنا، وكل هذه المسائل جرى تجديدها كأفضلية لتوفير حقوق وحريات الإنسان. وفي الكثير وفر هذا التسامح، الذي هو من صفات شعبنا، ويملك جذوراً عميقة في تاريخه.
ويمثل أبناء مختلف القوميات والشعوب في بلادنا بشكل واسعاً في أجهزة السلطات المركزية والمحلية. ومن بينهم أعضاء بمجلس الشيوخ، وأعضاء بالمجلس التشريعي في المجلس الأعلى (البرلمان) بجمهورية أوزبكستان، وفي المجالس المحلية، ومنهم من يشغل مناصب مدراء للمنشآت والمنظمات الضخمة. ويترأس لجان أحيائنا متعددة القوميات اليوم ممثلي عشرات القوميات من: روس، وتتار، وقازاق، وكوريون، وويغور، وأرمن، وطاجيك... وتقيم الدولة عمل مواطنينا عالياً بشكل مستقل عن الإنتماء القومي. وخلال سنوات الإستقلال حصل مئات المواطنين من مختلف القوميات على جوائز رفيعة من الدولة.

ويظهر المجتمع المدني في الجمهورية بسطوع وييجري تنفيذ قانون المنظمات غير التجارية وغير الحكومية. واستناداً لهذا القانون تقوم نشاطات المراكز الثقافية القومية، التي وصل عددها في الجمهورية إلى أكثر من 140 مركزاً. وتعتبر كلها اتحادات إجتماعية، وتوم ليس بتطوير ثقافتها القومية الأصيلة بنجاح وحسب، بل وتقوم بأعمال تربوية بين الشباب من خلال روح إحترام القيم الثقافية لكل القوميات والشعوب. الذين هم قبل كل شيء معبرين عن مصالح الأقليات القومية في أجهزة الإدارة الذاتية للمواطنين ويقومون بحل مختلف المسائل الحياتية اليومية. وتعمل في بعض المراكز الثقافية القومية بنجاح مدارس يوم الأحد. والتي تتوفر فيها للسكان الشباب والكبار  إمكانية التعرف على التاريخ القومي، والثقافة القومية، وتقاليد شعوبهم، ودراسة اللغة القومية. و تتعاون الكثير من المراكز مع مدارس التعليم العام، التي تقوم بالتعليم بلغات أبناء مختلف القوميات،التي تسكن في بلادنا. وتعمل الآن في أوزبكستان مدارس يجري التعليم فيها إلى جانب اللغة الأوزبكية، باللغات: الروسية، والقره قلباقية، والقازاقية، والطاجيكية، والتركمانية، والقرغيزية. ويجري في العديد من مؤسسات التعليم العالي إعداد الكوادر التعليمية لهذه المدارس، وتعمل في كل جامعات البلاد كليات وأقسام للغة والأدب الروسي.

ويتمز عمل الإذاعة والتلفزيون في البلاد بأنها تبث برامجها بمختلف اللغات. وفي تلفزيون وإذاعة الجمهورية هناك برامج متخصصة مثل: "ياغون أولادا" (في أسرة واحدة)، و"أوزبكستان – بيت للجميع"، تعرض حياة أوزبكستان متعددة القوميات. وتصدر الصحف والمجلات بمختلف اللغات.
وفي يناير/كانون ثاني عام 2012 احتفل المركز الثقافي الأممي في الجمهورية ببلوغه الـ 20 عاماً. والمركز الثقافي الأممي تأسس بمبادرة من قائد الدولة ليسهم في تطوير العلاقات بين القوميات، وتلبية الحاجات القومية والروحية لأبناء مختلف القوميات والشعوب التي تعيش في البلاد،ويقدم عملياً المساعدة المنهجية للمراكز الثقافية من أجل الحفاظ وتطوير العادات والتقاليد القائمة لكل قومية، ويقوم بأعمال متعددة لتشجيع ومكافأة المبادرات الموجهة نحو تأكيد مبادئ التسامح، وتطوير ثقافة العلاقات بين القوميات، ويسهم في حل كل هذه المسائل مع مختلف المنظمات الحكومية والإجتماعية. ومن الاتجاهات الرئيسية لنشاطات المركز توفير المشاركة النشيطة لمواطنينا من مختلف القوميات في الحياة الإجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، في البلاد، ومن ضمنها الإستعداد والمشاركة في الأحداث الهامة، والأعياد الشعبية العامة، وغيرها من المناسبات الهامة.
ويتعاون المركز الثقافي الأممي في الجمهورية بشكل وثيق مع الكثير من المنظمات الحكومية والإجتماعية. ومن بينها مجلس جمعيات الصداقة والعلاقات الثقافية والتربوية الأوزبكستانية مع الدول الأجنبية، ولجنة النساء، ولجنة الشؤون الدينية، ومعهد دراسة المجتمع المدني، والحركة الإجتماعية للشباب في الجمهورية "كامولوت"، واتحاد "تصويري أوينا"، وصناديق "محللة" و"نوراني" وغيرها. ويشهد على هذا إجراء مؤتمرات مشتركة، وندوات، وطاولات مستديرة، ومعارض، وحفلات فنية خلال السنوات الأخيرة.
وأصدر المركز الثقافي الأممي أكثر من عشرين كتاباً باللغتين الأوزبكية والروسية، استعرضت مسائل تطور الثقافات القومية، ونظرية وتطبيق الوحدة الوطنية، والتسامح، وتلاؤم العلاقات بين القوميات والأديان. ومن بينها: "أوزبكستان بيتنا جميعاً" (عام 2001)، و"التفاهم بين القوميات والتسامح الديني – عامل التقدم" (2003)، و"أوزبكستان – بلد التسامح" (2007)، و"دستور أوزبكستان – ضمانة لمستقبلنا العظيم" (2009)، و"تطور العلاقات بين القوميات في أوزبكستان المستقلة" (2012)، وغيرها. وبين مؤلفي المقالات التي جمعت في تلك الكتب كان أشهر العلماء والممارسين في المجالات التربوية الأممية. وتناولت العديد من مجالات التسامح التاريخي والمعاصر، وتناولت الخبرة التاريخية لأوزبكستان في تشكيل التفاهم القوي بين القوميات والتسامح بين الأديان.
وتطوير ثقافاتهم يتم بشكل متكامل وقوي مع الثقافة الأوزبكية والثقافات العالمية، كما أشار رئيس البلاد، حصلت القوميات والشعوب في أوزبكستان، على طريقة تفكير واحدة، وفلسفة عامة للسلوك. من خلال أسس الأخلاق الموحدة، والتي كانت خلال كل سنوات الإستقلال مصدراً للتفاهم بين القوميات.
واليوم وبثقة تامة يمكن القول أن تطور الثقافات الأصيلة والقيم الروحية للقوميات والشعوب، إلى جانب التسامح والعلاقات الثقافية بين القوميات، أصبح من عناصر السلام والإستقرار في أوزبكستان المستقلة.
نقلاً عن مجلة أوزبكستان، العدد: 1-2/2012. ص 43-45.
كتبها: نصر الدين محمدييف: مدير المركز الثقافي الأممي بجمهورية أوزبكستان

ترجمها إلى اللغة العربية: أ.د. محمد البخاري

هناك تعليق واحد:

  1. التسامح من اعلى القيم ادام الله الازدهار لاوزبكستان الشقيقة

    ردحذف