بعد قراءتي لما نشرته جريدة الوطن العمانية اليوم
18/10/2013 في زاويتها "رأي الوطن" تحت عنوان "سورية تثبت صدق
أقوالها وواقعية أفعالها" أضعه في متناول كل المهتمين بما يجري على
الساحة السورية للإطلاع عليه:
"في بداية اشتعال نيران المؤامرة على سوريا اشتغلت
ماكينة الإعلام بمختلفها المقروء والمسموع والمنظور التابع للمعسكر الذي حاك فصول
المؤامرة بليل على إيهام العالم بأن ما يجري في سوريا هو "ثورة" شعب ضد
الظلم وللمطالبة بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية، في دور متقن لستر الأهداف
والأجندات التي انطوت عليها المؤامرة.
وإزاء هذا التطور المحكم بقيت سوريا وشعبها وجيشها
وإعلامها حبيساً ومحاصراً، محاولة تبيان الحقيقة لمن أوهموا وانخدعوا بتلك الدعاية
الكاذبة، وإفهامهم بأن هناك فرقاً بين المطالب المشروعة الواجب احترامها والمتحققة
بالطرق السلمية، وبين المطالب المراد تحقيقها للإرهاب والعسكرة، فالأولى لا يمكن
لأحد أن يمنعها أو يجادل فيها، وأما الثانية فهي مرفوضة عقلاً وشرعاً ونصاً، ولا
يمكن أن يقبلها سَوِيَُ الفطرة، وكل من ولاؤه وانتماؤه لوطنه مهما بلغ حجم خلافه
أو تقاصرت مطالبه عن التحقق.
ورغم الهجمة الإعلامية الشرسة وعمليات التضييق على
الإعلام الوطني السوري تماسك شعبها وجيشها وحكمة قيادتها وباليقين الثابت والقناعة
الراسخة بصوابية الموقف استطاعت سوريا أن تصمد وتجترح المعجزات، سواء على الأرض
بفضل الله أولاً وبفضل جيشها العربي الباسل، والحكمة والحنكة السياسية
والدبلوماسية فن إدارة مراحل الصمود لإظهار وجه الحقيقة المغيب عن العالم،
وبالتالي تثبت صدق أقوالها وواقعية أفعالها.
واليوم بدأ وجه الحقيقة وبقوة صدقه وثباته يتغلب على
الدسائس والمكايد، ويجهض الأكاذيب والفبركات، مسلطاً الضوء على حبائل المؤامرة
وخيوطها، ما جعل سهام المؤامرة ترتد في نحور معدِّيها، بتساقطوا ويتساقط معهم
مشروعهم مثلما تتساقط أحجار الدومينو.
ولم يكن هذا السقوط سقوطاً عادياً، فقد سقطت معه كل
الأخلاقيات والأدبيات والمبادئ والقيم التي تحكم قواعد التعامل والاحترام، مصحوباً
بحالة كبيرة من رعب هستيري من الارتدادات التي بدأت تتالى تباعاً، ما ينم عن أخطاء
استراتيجية ومراهنات بنيت على أوهام وأحلام لتحقيق أهداف اختلطت بين الاستعمارية
المضمون، والطائفية الدافع في تلغيم الأرض السورية بالإرهاب وملئها بأدواته، حيث
كانت المراهنات المبنية على الأوهام والأحلام على أن سوريا ستسقط بأيدي معسكر
المؤامرة وأدواته في ظرف شهرين إن لم يكن أسابيع، متوهمين أن سوريا بلغت من الضعف
مبلغاً لم تعد تجاهه قادرة على استيعاب عمليات إرهابية من قبل العصابات التكفيرية
والإرهابية المجلوبة من أصقاع العالم، ولذلك ليس مثيراً للدهشة أن ينتاب هؤلاء
المراهنين ذوي الدوافع الاستعمارية والطائفية رعب عارم من ارتدادات الإرهاب الذي
صنعوه وسلحوه ومولوه وطوروه وراهنوا عليه، فمنهم من أخذ يقيم الأسوار والجدران
ومنهم من بدأ بعمليات قصف على تنظيم القاعدة وإرهابه، وسط أنباء عن اقتحام ما يسمى
"جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي لسجن حلب وإطلاق السجناء
من ذوي السوابق والجرائم لتجندهم في صفوفها.
إن هذا هو حال من يقبل أن يعمل بوظيفة خادم لمشاريع
استعمارية تدميرية وضد جيرانه وأصدقائه وأشقائه، متنكراً لكل تلك الجوامع التاريخية
والإنسانية، وعلى حساب مصلحته ومصلحة شعبه ووطنه، فلا يجد نفسه إلا خارج الحسابات
معزولاً منتظراً اللحظة الحاسمة التي برمى بها في مزبلة التاريخ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق