تحت عنوان "مفارقات تؤكد إصرار المتآمرين"
نشرت جريدة الوطن العمانية يوم 7/10/2013 في
زاويتها "رأي الوطن" تعليقاً أعتقد أنه يهم المتابعين للدور الأمريكي
فيما يجري على الساحتين العربية والإسلامية اليوم وجاء فيه:
يبدو أن الأميركي رغم تفاقم وضعه الداخلي بسبب رفض
الكونجرس الموافقة على موازنة العام 2014م وتوقف عشرات الوكالات الحكومية، وسط وضع
اقتصادي متراجع يتهدد الآلاف من فقدان وظائفهم، مُصِرٌّ على مواصلة مغامراته في
الخارج بدعم قوى الإرهاب وتحديداً في سوريا، على الرغم من مبادرات الثقة والخطوات
العملية والتنازلات المؤلمة التي قدمتها سوريا وحلفاؤها من أجل تجنيب الشعب السوري
ويلات عدوانه والموت المجاني الذي ترسله العصابات الإرهابية التي يدعمها الأميركي،
وكذلك تجنيب المنطقة ويلات دمار هائل واستنزاف في الموارد ومصادر الطاقة لن يتحمل
دفع فاتورتها شعوب المنطقة وحدها، بل سيكون الأميركي واقتصاده أول الدافعين
لفاتورة مكلفة وباهظة الثمن.
وللأسف وعلى الرغم من كل هذه المخاطر الاقتصادية
والأمنية والسياسية، يستمر الأميركي في المماطلة والتسويف في عقد مؤتمر جنيف
الثاني، ويصر على أنه (الأميركي) كل المشكلة في الأزمة التي تطحن الشعب السوري
الذي ثبت لكل ذي بصيرة أن الأميركي أكبر المتاجرين والسماسرة بدماء الشعب السوري،
ويقود معسكر مؤامرة تدمير سوريا، كما قاد من قبل حلف مؤامرة تدمير العراق وليبيا
لصالح حليفه الاستراتيجي كيان الاحتلال الصهيوني، ويتبدى ذلك من خلال الوقائع على
الأرض والمواقف المتناقضة والمماحكات التي لا تدل إلا على عداء مرير وحقد دفين على
الشعب السوري؛ بدليل أنه رغم الوضع الاقتصادي المترهل نتيجة ارتفاع حجم الدين
للولايات المتحدة، تجاهر إدارة الرئيس أوباما بعدائها للشعب السوري بإصرارها على
إمداد العصابات الإرهابية بالمساعدات المالية وما تسميها "المواد العسكرية
غير القاتلة" من أموال المواطن الأميركي دافع الضرائب الأول.
وفي الوقت الذي تنازلت فيه سوريا عن أهم أوراق قوتها وهي
الترسانة الكيماوية في خطوة أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الموافقة على تفكيكها
"لم تكن تنازلاً لمطلب أمريكي، إنما كانت مبادرة استباقية في جانب منها
لتجنيب سوريا الحرب، والمنطقة معها"، وفي الوقت الذي بدأ مفتشو الأمم المتحدة
تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، يشكك الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي في سوريا
في إمكانية عقد مؤتمر جنيف الثاني في منتصف نوفمبر المقبل كما هو مقرر، وهذا
بالتأكيد راجع إلى محاولات الابتزاز التي يمارسها الأميركي، وهو ما يعني أيضاً أن
الاتفاق على تفكيك الترسانة الكيماوية السورية لن يغير جوهرياً مجرى الصراع، وهو
يؤكد في الوقت عينه ما قاله أعلاه الرئيس بشار الأسد حول مبادرة التنازل عن السلاح
الكيماوي. إلا أن هذا التشكيك في انعقاد المؤتمر يشي بأن الأميركي انتقل إلى الضفة
الأخرى وهي التعويل على تنظيم القاعدة مما يسمى "جبهة النصرة" وأخواتها
التي يدعمها في تغيير الموازين على الأرض تعطيه ورقة يمكن أن يفاوض بها، ولذلك غير
مستبعد أن يطول أمد الإرهاب والموت المجاني المدعوم أميركياً والممول إقليمياً ضد
الشعب السوري. وما يندى له الجبين ويحز في النفس أن يتم هذا الإرهاب والقتل
المجاني في سياقات مخالفة للدين والشرائع السماوية، حيث تتم هذه الممارسات ضد
الشعب السوري والعراقي وغيرهما باسم "الجهاد" وتوظيف هذه الفريضة
الإسلامية في إهلاك الحياة وإبادة البشر الأبرياء، وهو عمل لا هدف من ورائه سوى
تشويه الإسلام وأتباعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق