الأمن المعلوماتي في الظروف المعاصرة
كتبه: أ.د. محمد البخاري:
عربي سوري مقيم في أوزبكستان. دكتوراه علوم في العلوم السياسية DC،
اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور
العولمة، دكتوراه فلسفة في الأدب PhD، بروفيسور قسم العلاقات العامة والإعلان، كلية الصحافة بجامعة
ميرزة أولوغ بيك القومية الأوزبكية. في طشقند عام 2009.
مخطط البحث: تغيرات فرضتها ثورة
الاتصال والمعلوماتية؛ المواجهات المعلوماتية أسهمت بانهيار الاتحاد السوفييتي
السابق؛ مواقع الأمن المعلوماتي والنفسي والسلوكي في سياسة الأمن القومي؛ أهداف
الأمن المعلوماتي النفسي والسلوكي في سياسة الأمن القومي؛ المواجهات المعلوماتية
كانت ولم تزل مادة للصراع في مختلف مراحل التطور التاريخية؛ المواجهات المعلوماتية
في المجالات العسكرية؛ مفهوم المواجهات المعلوماتية؛ تأثير وسائل الاتصال والإعلام
الجماهيرية الإلكترونية على الرأي العام؛ الأسلحة المعلوماتية؛ يجب على القيادات
الإعلامية العربية أن تنهض بعبء المواجهة المعلوماتية؛ مراجع استخدمت في البحث.
تغيرات فرضتها ثورة الاتصال
والمعلوماتية:
جرت في عالمنا المعاصر تغيرات جذرية وطرقت أبواب القرن الحادي والعشرين حاملة معها
ثورة حقيقية في مجال الاتصال والمعلوماتية. ودخلت معها الحاسبات الالكترونية
وتكنولوجيا المعلوماتية المتطورة مجالات: التعليم، والتجارة، والاقتصاد، والصناعة
والإنتاج، والأبحاث العلمية والعسكرية. وعلى ضوء منجزات الثورة العلمية والتقنية
تطورت متطلبات الأمن القومي بعد أن كان اهتمام الدول منصب حتى وقت قريب على مجالات
توفير الأمن من جوانبه العسكرية فقط، وأصبحت المعلوماتية وسيلة وأداة رئيسية
تستخدمها السلطات الإدارية والعسكرية والأفراد في المجتمع الجديد الذي اصطلح على
تسميته بـ "المجتمع المعلوماتي".
ولا أحد ينكر التغييرات الاجتماعية
الجذرية التي جرت في العالم مع نهاية القرن العشرين، ولا ينفي أحد الحاجة لدراسة
وتحليل إيجابيات وسلبيات الوسط المعلوماتي الجديد السائد في المجتمع الدولي. بعد
أن برزت بشدة مشاكل لم تكن معروفة من قبل وعرفت باسم "الأمن المعلوماتي"
وتجاوزتها عن عمد معظم الدول المتقدمة المحتكرة لتكنولوجيا المعلوماتية في العالم
المعاصر، معتبرة أن حلها ممكن من خلال فرض السرية التامة على تكنولوجيا وتقنيات
المعلوماتية الحديثة وفرض مختلف القيود على انتقالها للغير.
ومع مطلع القرن الحادي
والعشرين بدأت بعض الدول المتقدمة تعترف بأهمية هذه المشكلة، ومن بين تلك الدول
كانت الفيدرالية الروسية التي أحدثت مع نهاية القرن العشرين لجنة حكومية خاصة
اشتركت فيها مختلف الأجهزة والإدارات الحكومية المختصة للإشراف على إجراءات الأمن
المعلوماتي ومتابعتها. وأعدت مشروعاً تضمن طرقاً ووسائل لحماية المصالح الحيوية
للفرد، والمجتمع، والدولة، داخل عالم الفضاء المعلوماتي الحديث.
وفرضت الأوضاع الجغرافية
والسياسية على الفيدرالية الروسية ودول رابطة الدول المستقلة وأوروبا الشرقية بعد
انهيار الاتحاد السوفييتي السابق ضرورة وضع مداخل جديدة تماماً لمواجه الأخطار
التي تواجه الأمن القومي لتلك الدول وفي مقدمتها الأبعاد الجغرافية والسياسية
والمعلوماتية التي نتجت عن انتهاء "الحرب الباردة" بين المعسكرين الشرقي
الذي كان يقوده الاتحاد السوفييتي السابق والغربي الذي تقوده الولايات المتحدة
الأمريكية. في ظروف إستراتيجية صعبة تعتبر المعلوماتية من أهمها وكادت أن تكون
متساوية بين الأطراف المالكة لبنية تحتية متطورة للمعلوماتية.
وحتى أن بعض الباحثين العرب
أخذوا يشيرون للجدال الدائر حول ما يحققه الهجوم الفضائي الذي تقوم به معظم دول
العالم المتقدم وتتوجه به للناطقين بالعربية، وكأن العالم بأسره بات يريد التحدث
مع العالم العربي الغائب عن مخاطبة العالم باللغات التي يفهمها، ورأى البعض في ذلك
غزواً ثقافياً وسياسيا واقتصاديا، ورآه البعض الآخر انفتاحا غربيا وعالميا يرفد
المجتمعات العربية بثقافات جديدة تفتح أمامها خيارات واسعة لم تكن لتحلم بها قبلا.[1]
هذا إن لم نتحدث عن عمليات الاستطلاع الدائمة التي تقوم بها الدول المتقدمة
لاستطلاع مقدرات العرب الاقتصادية والعلمية والعسكرية عن طريق الاستشعار عن بعد.
وجاء هذا إثر انشغال العالم
المعاصر ولسنوات طويلة بالحديث عن إيجابيات سرعة التواصل والخدمات اللامسبوقة التي
قدمتها تكنولوجيا المعلوماتية والاستشعار عن بعد، ومن المفيد هنا أن نتوقف قليلاً
عندها ونعيد النظر في بعض الآثار الجانبية النفسية والأخلاقية والسياسية والقانونية
التي خلقتها الثورة المعلوماتية على القضايا المطروحة والمسائل الشائكة في أنحاء
عديدة من العالم. ولنرى ما إذا كان استخدام وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية
وتقنيات المعلوماتية تسهم في إحلال العدالة أم تزيد المسألة تعقيداً وتشابكاً. ولا
شك أنّ التواصل الذي حققه عالم اليوم لم يسبق له مثيل، وأنه في الكثير من النواحي
خدم الحوار وتبادل الآراء والأفكار والتفاعلات الثقافية والحضارية الجارية بين
مناطق وثقافات متباعدة جغرافياً وتاريخياً، وظهر أن هذه التقنيات يساء استخدامها
بعد أن غدت تهددّ بأن تكون مصدراً لواقع بديل لا يساعد على فهم ما يجري على كوكب
الأرض، بل أخذت تخلق تصوراتٍ بديلة عن الواقع المعاش، وبرز معها خطر التعامل مع
تصورات ومفاهيم تتجاهل الواقع وتعقيداته وآلامه ومآسيه الإنسانية الصارخة، ولو
افترضنا حسن النية فيما يجري، فإننا نرى أن على وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية
أن تكون انتقائية بكل الأحوال، لأنه لا يمكن أن تنقل لنا وسائل الاتصال والإعلام
الجماهيرية العالمية الأوجه المتداخلة لأي قضية في حين تصبح معه تلك الانتقائية
موجهة لأغراضٍ سياسية أو عدائية محددة، وهو ما تكمن فيه الخطورة الحقيقية.
ومن خلال تتبع واقع تبعية
الإعلام العربي لما تنشره وكالات الأنباء ووسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية
الغربية، وغياب المرجعية الإعلامية العربية التي يمكنها نقل رؤية العرب وهواجسهم
للإعلام الدولي، فإن ما نتلقاه من إعلام عمّا يجري في المنطقة العربية يتناقض
تماماً مع المشهد المعاش، ويتناقض مع الحقائق الصارخة التي تتحرك باتجاه، في الوقت
الذي يتحرك فيه الإعلام العربي باتجاه معاكس تماماً. ويبدو معها أن المهم اليوم هو
إخراج الخبر والصورة والحديث بنبرة واثقة، وتصميمه بعد دراسة متأنية من قبل
المتخصصين في علوم الاتصال والإعلام العرب، وإخراجه بصياغة لغوية ونفسية محددة
تخدم الأهداف المحددة مسبقاً، ليصبح العمل الإعلامي العربي مستقلاً إلى حدّ ما عن
مجريات الأحداث ويسايرها بموضوعية علمية.
لأن الصورة التي روج ويروّج
لها الإعلام الغربي بدأت تأخذ سبقاً صحفياً وأهمية تضاف لمجريات الواقع، وما أن
تشير وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية الغربية، إلى حقيقة معينة في حدث سياسي
رسمي مهم، حتى يأتيك الجواب من وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية العربية، بأننا
نتعامل مع المفهوم السائد الذي هو أهمّ من الواقع، ويفرض علينا أن نبني تحركاتنا
وفق هذا المفهوم وليس وفق الأحداث الفعلية التي لا يعرفها سوى قلة مختارة في منطقة
محددة. وهو ما يسمح لنا بالقول أن أحداث المنطقة العربية كما تظهر في الإعلام
الغربي، وإلى حد ما في الإعلام العربي، تختلف بشكل جوهري عن حقيقة ما يجري في
الواقع الفعلي، ولا تلامس الهدف المتوسط المدى والبعيد المدى وراء مجريات الأحداث،
الأمر الذي يضفي على معظم العرب شعوراً بالإحباط والقلق والبحث عن طريقة للفت نظر
الرأي العام العالمي لجوهر المسائل التي يواجهها العالم العربي فعلاً.[2]
المواجهات المعلوماتية
أسهمت بانهيار الاتحاد السوفييتي السابق: ومن التجارب الفعلية التي عايشها
العالم المعاصر "الحرب الباردة" التي أثبتت نتائجها استخدام الولايات
المتحدة الأمريكية لوسائل المعلوماتية المتقدمة بشكل واسع لتحقيق تفوقاً كبيراً
حتى على المجالات العسكرية. وانهزم فيها الاتحاد السوفييتي السابق لعدم قدرته على
المواجهات المعلوماتية التي فرضت عليه. وغدت تقديرات القيادة العسكرية والسياسية
الأمريكية بعدها مبنية على مفهوم ودور المعلوماتية والاستشعار عن بعد في الصراعات
الحديثة، مما دعاها لزيادة إنفاقها على تطوير وترشيد تكنولوجيا المعلوماتية
والاستشعار عن بعد المتطورة، التي كانت تبلغ في عام 1980 نحو 8 مليار دولار
أمريكي، لتصبح أكثر من 25 مليار دولار أمريكي في عام 1994.[3]
ومن تحليل موضوعي للأسباب
السياسية التي أدت لهزيمة الاتحاد السوفييتي السابق في "الحرب الباردة"،
نرى أنه كانت هناك أسباباً موضوعية أخرى تضمنت أسباباً اقتصادية وسياسية
وأيديولوجية ومعلوماتية عجزت القيادة السياسية والعسكرية السوفييتية عن تقديرها
مما جعلها عاجزة عن المواجهة التي فرضت عليها في مجالات تكنولوجيا المعلوماتية
وغيرها من الأسباب. بينما كانت الولايات المتحدة الأمريكية ومن مطلع ثمانينات
القرن العشرين تبدي اهتماماً خاصاً لدور التأثير المعلوماتي والنفسي على الأمن القومي.
وما أن تم انتخاب رونالد
ريغن لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية حتى جرى تقديم إستراتيجية جديدة للأمن
القومي، تضمنت أربعة عوامل رئيسية: دبلوماسية، واقتصادية، وعسكرية، ومعلوماتية.
وجرى التركيز في الإستراتيجية الجديدة على العامل المعلوماتي، وهو ما أوضحته وثائق
الأمن القومي. وفي مطلع عام 1983 وقع الرئيس رونالد ريغن على خطة لـ"قيادة
الأجهزة الدبلوماسية الحكومية لعملية تحقيق سياسة الأمن القومي" وتضمنت
تحديداً أكثر وضوحاً لمفهوم النشاطات الدبلوماسية، وأكدت على أن "نشاطات
حكومة الولايات المتحدة الأمريكية موجهة لتوفير الدعم لسياسة الأمن القومي ضد
الاتحاد السوفييتي".[4]
وهذا يعني أن تقوم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بتنظيم وتنفيذ نشاطات
معلوماتية وثقافية واسعة.
وتضمنت الخطة التي أقرتها
الإدارة الحكومية في الولايات المتحدة الأمريكية إعداد آليات لتخطيط وتنسيق نشاطات
اجتماعية، ومعلوماتية، وسياسية، وآليات البث الإذاعي المسموع والمرئي. وتبعتها في
عام 1987 أولى المحاولات التي قام بها جورج سوروس لدخول الساحة المعلوماتية للإتحاد
السوفييتي السابق بقصد تنفيذ البرامج الواردة في خطة الرئيس رونالد ريغن للكفاح ضد
"إمبراطورية الشر" أي الاتحاد السوفييتي، وتنفيذ المكونات المعلوماتية
لسياسة الأمن القومي الأمريكية. ومن المعروف أن جورج سوروس حصل على شهرة عالمية
لأول مرة عام 1992، إثر عملياته المالية التي أدت لانهيار الجنيه الإسترليني، وحقق
بنتيجتها أرباحاً بلغت نحو 2 مليار دولار أمريكي، وظفها لإنشاء صندوق سوروس للعمل
في الدول الاشتراكية السابقة في شرق أوروبا، وعمل الصندوق منذ تسعينات القرن
الماضي في 30 دولة، ولم توقف نشاطاته تحت طائلة القانون عملياً سوى بيلاروسيا التي
شملت نشاطات الصندوق فيها تمويل النشاطات المعارضة لرئيس الجمهورية، وسرعان ما شمل
وقف نشاطات صندوق سوروس الفيدرالية الروسية، وجمهورية أوزبكستان بعد الأحداث
الدامية التي جرت في أنديجان عام 2005، وغيرها من الدول على الساحة السوفييتية
السابقة.
وتشير بعض الدراسات إلى
تبدلات عميقة جرت في نظرية وتطبيق التأثير المعلوماتي مع وصول رونالد ريغن إلى
السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية. وبدأ معها عصر الصراع العالمي للسيطرة على
وعي الشعوب عن طريق استخدام أحدث منجزات تكنولوجيا المعلوماتية والاستشعار عن بعد،
وتنسيق نشاطات كل الأجهزة الحكومية والتجمعات العابرة للقارات. وبدأت الأجهزة
الحكومية في عهد الرئيس رونالد ريغن باستخدام تكنولوجيا المعلوماتية والاستشعار عن
بعد كمراكز تنسيق موجهة للتأثير المعلوماتي والنفسي بشكل متصاعد. ولعب مجلس الأمن
القومي الدور المركزي في عملية تنسيق نشاطات أجهزة المعلوماتية والنفسية في
الولايات المتحدة الأمريكية. وكان مجلس الأمن القومي في خطة "الدعاية النفسية
للأمن القومي" كفقرة مركزية متخصصة في نظام العمليات النفسية إلى جانب
الإدارات الحكومية، والمنظمات الأمريكية العاملة على الساحة الدولية، وإدارة الأمن
القومي المركزية، ووكالة الاستعلامات الأمريكية "يوسيدا".
ومع تلك النشاطات ظهرت آلية
عالمية جديدة لتنسيق التأثير المعلوماتي والنفسي على المجتمع الدولي، وضمت آلية
التنسيق العالمية تلك: رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ومجلس الأمن القومي،
والوزارات، والإدارات، والمنظمات في الولايات المتحدة الأمريكية. ومن دون شك أن
النشاطات المعلوماتية والنفسية المنسقة للأجهزة الحكومية، والمنظمات الاجتماعية،
والتجارية أتت بثمارها، ودخلت الولايات المتحدة الأمريكية معها الساحة المعلوماتية
العالمية في القرن الـ20، ومع تطور شبكات الإنترنيت العالمية سعت الولايات المتحدة
الأمريكية للهيمنة على الساحة المعلوماتية العالمية في القرن الـ21. وأظهرت
الأبحاث والدراسات العلمية والتجارب العملية أفضليات وظواهر تداخل مسائل الأمن
القومي، ونتج عنها ظهور وتطور أشكال جديدة أطلق عليها تسمية "الأمن
النفسي".
وكانت ردة الفعل الأولى ما
جرى في الفيدرالية الروسية مع نهاية القرن الماضي حيث بدأ نظام خاص بالعمل لتوفير
ضروريات حماية مواقع الأمن الشخصي والاجتماعي والحكومي، وجاء إحداثه من خلال
القاعدة القانونية لـ"الأمن" والمؤلفة من مجموعة من القواعد القانونية
المرتبطة بالأمن القومي الروسي ولكنها بمجموعها لم تتطرق لمفهوم "الأمن
النفسي".
وتسارعت المتغيرات الجوهرية
وأصبحت تحتاج لوضع حلول لمشاكل المعلوماتية والأمن النفسي وتوفير الأمن القومي،
وتوفير الحماية النفسية للسكان المدنيين والعسكريين من التأثيرات السلبية
المعلوماتية والنفسية. وتستخدم في الوقت الحاضر الكثير من أحدث الوسائل للتأثير
على سلوك وتصرفات الناس، والإدارة الحكومية المدنية والعسكرية. ورافقها ظهور
المعلومات على البرامج الأمريكية "م ك – أولترا"، وأرتيشوك، والبرامج المشابهة
المعدة في فرنسا، وألمانيا، واليابان، وغيرها من الدول المتقدمة في هذا المجال.
وزادت إمكانيات التأثير على نفسية وسلوك الإنسان بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة.
وكانت النجاحات الكبيرة التي تحققت في الدول المتقدمة بمجال التأثير النفسي،
والسيكولوجي، والطاقة البيولوجية، وغيرها من الظواهر النفسية والجسدية من الأسباب
الرئيسية لهذه الظاهرة.
و بدأت مجموعات بشرية كبيرة
في أكثرية دول العالم المتقدم تبحث عن أشكال وطرق جديدة للتأثير على نفسية وسلوك
الإنسان. وفي طليعة تلك الدول كانت الولايات المتحدة الأمريكية، التي تملك أوسع شبكة
من المعاهد، والمراكز، والمختبرات، والجمعيات العلمية لإجراء الدراسات النظرية
والتطبيقية وإيجاد الحلول للمسائل ذات الطبيعة العسكرية والتطبيقية والمدنية.
وأبدت الإدارة العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية اهتماماً كبيراً بمثل هذه
الدراسات. وأصبح ممكناً معها وعن طريق تكنولوجيا المعلوماتية التأثير على نفسية
والسلوك البشري عن طريق الأقمار الصناعية. وهو ما دعى العالم إلى ضرورة تحديد خطر
انتشار نظم "تيليديسيك" عن طريق الأقمار الصناعية، وهي الأنظمة التي سعى
الملياردير الأمريكي ب. غيتس تحقيقها بواسطة الصواريخ الروسية (СС-18) (РС-20)، المشروع الذي بلغت تكاليفه 5 مليارات دولار أمريكي.[5]
ويمكن استخدامه لأغراض عسكرية، وللقيام بمواجهات على الساحة المعلوماتية، من خلال
عدد كبير من الأقمار الصناعية (أكثر من 300) توفر إمكانية تغطية أي نقطة على كوكب
الأرض، ووفر المشروع إمكانية تحقيق الغرض من خلال قمرين اصطناعيين كحد أدنى فقط.
وإذا آخذنا بعين الاعتبار
أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك الآن في الفضاء الكوني 240 قمراً صناعياً، والفيدرالية
الروسية 160 قمراً صناعياً، فستكون الولايات المتحدة الأمريكية مع بداية القرن الـ
21 المسيطرة تماماً على الفضاء المعلوماتي الكوني. وأن معظم دول العالم أدخلت قيد
الخدمة فعلاً نظماً خاصة بها لاستخدام المعلوماتية كمؤثر نفسي وسلوكي وكجزء من نظم
الأمن القومي، وتتضمن إجراءات لحماية المواقع الاجتماعية والشخصية، والحكومية من
أخطار التأثير المعلوماتي. ومن بينها الفيدرالية الروسية التي اعتبرت أن مهمة
توفير الأمن في مجالات المعلوماتية النفسية والسلوكية هي جزء من نظام الأمن
القومي، وسمحت بتنظيم وتنسيق نشاطات الوزارات، والإدارات، والمؤسسات، والمنظمات،
والتشكيلات العسكرية، وأجهزة الإدارة الحكومية والعسكرية، والهيئات الاجتماعية،
والأحزاب السياسية، والمواطنين بشكل عام، من أجل توفير الأمن المعلوماتي والنفسي
والسلوكي للأوساط الاجتماعية، وتوفير الأمن النفسي والسلوكي للسكان المدنيين
والعسكريين على حد سواء.
مواقع الأمن المعلوماتي
والنفسي والسلوكي في سياسة الأمن القومي
وتشمل مواقع الأمن المعلوماتي والنفسي والسلوكي في الأمن القومي:
وتشمل مواقع الأمن المعلوماتي والنفسي والسلوكي في الأمن القومي:
1. الوسط المعلوماتي
والنفسي والسلوكي للمجتمع، والذي يعتبر جزءاً من الوسط المعلوماتي للمجتمع الدولي
الناتج عن استخدام المعلوماتية، ووسائط المعلوماتية، والبنية التحتية للمعلوماتية
من أجل الإسهام والتأثير على نفسية وسلوك بشر غير مرئيين؛
2. الموارد المعلوماتية
للقيم المعنوية، والثقافية، والتاريخية، والقومية، والعادات والتقاليد، وغيرها؛
3. نظم تشكيل الوعي
الاجتماعي، وخلق التصورات العامة، والآراء السياسية، وغيرها؛
4. نظم تشكيل الرأي العام؛
5. نظم اتخاذ القرارات
السياسية؛
6. نظم تشكيل الوضع النفسي
والسلوكي للإنسان.[6]
أهداف الأمن المعلوماتي
النفسي والسلوكي في سياسة الأمن القومي
وتشمل أهداف الأمن المعلوماتي والنفسي والسلوكي في سياسة الأمن القومي:
وتشمل أهداف الأمن المعلوماتي والنفسي والسلوكي في سياسة الأمن القومي:
- حماية نفسية وسلوك
السكان، والجماعات الاجتماعية المدنية، والعسكريين، من التأثير السلبي
للمعلوماتية، والتأثير النفسي والسلوكي على المجتمع؛
- ومواجهة محاولات التأثير
على عملية تقبل السكان المدنيين والعسكريين للمعلومات المرسلة من قبل القوى
السياسية المعادية للدولة، بهدف إضعاف قدراتها الدفاعية؛
- وحماية المصالح القومية،
وأهدافها وقيمها في الفضاء المعلوماتي العالمي، والإقليمي، والقومي؛
- والمتابعة الدائمة
للعلاقة الاجتماعية بأهم مشاكل الأمن القومي، وتوقعات ومواقف الرأي العام،
والأوضاع النفسية للمدنيين، والعسكريين؛
- ومواجهة الغزو المعلوماتي
الذي تقوم به الدول المتقدمة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية في المجالات
النفسية والمعنوية والأخلاقية.
ولم يغفل الباحثين في
دراساتهم أن بعض الدول الغربية تصطنع صوراً سيئة عن دول العالم الأخرى، ومنها ما
تنشره وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية الدولية من شائعات تسيء لبعض الدول
والبنوك والشركات العاملة فيها. ورافقتها زيادة ملحوظة في إنتاج هوليود لأفلام
سينمائية تقدم صور مشوهة عن بعض الشعوب وتصورها كمنابع للإرهاب، والاغتصاب وتستهدف
الدول الأقل تقدماً، وشعوب العالم الثالث وخاصة الشعوب الإسلامية. ولم تقف عند هذا
الحد بل استهدفت حتى واحدة من الدول العظمى العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي عن
طريق نشر شائعات عن "المافيا الروسية"، بقصد الإساءة للبنوك والشركات
الروسية العاملة خارج روسيا، واستهدفت وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية الدولية
في واحدة منها العقد الذي أبرمته شركة "غازبروم" الروسية عام 1997 مع
شركة إيرانية بقيمة 2 مليار دولار أمريكي لتجهيز مواقع إنتاج الغاز في جنوب بارس
بالتعاون مع شركات فرنسية وماليزية. وهو ما أثار حفيظة كونغرس الولايات المتحدة
الأمريكية، الذي اعتبر الصفقة دعماً للإرهاب الدولي. ورافقتها زيارة مفاجئة قام
بها سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الفيدرالية الروسية ج. كولينز بتاريخ
15/10/1997 لرئيس إدارة الشركة الروسية المساهمة "غازبروم" ر. فياخيريف،
وتصريحه بأن نشاطات "غازبروم" في إيران يمكن أن تؤدي لفرض مقاطعة أمريكية
على الشركة الروسية المذكورة. هذا إن لم نتعرض للدور الروسي في تطوير أبحاث
استخدام إيران للطاقة النووية.
كما مارست الولايات المتحدة
الأمريكية ضغوطاً سياسية كبيرة على قيادة الفيدرالية الروسية بعد إصدارها قانون
"حرية الضمير والهيئات الدينية" في عام 1997 والذي أدى إصداره للحد من
نشاطات الجماعات الدينية المتعصبة والمبشرين الأجانب على الأراضي الروسية. وسبق
إصدار القانون المذكور زيارة قامت بها وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية
آنذاك م. أولبرايت لموسكو. والتقت خلالها مع المطران الروسي أليكسي الثاني، وطلبت منه
عدم التعرض لنشاطات الجماعات الدينية الغربية على الأراضي الروسية. واعتبرت عدم
التعرض لنشاطات الجماعات الدينية الغربية على الأراضي الروسية إثبات لتمسك
الفيدرالية الروسية بالمبادئ الديمقراطية وممارسة الحرية. ولكن الذي حصل كان ردة
فعل سلبية من قبل المطران الروسي الذي أدلى بتصريح قال فيه: "تعمل في روسيا
اليوم أعداداً كبيرة من الكنائس الأجنبية، ويعمل مبشرون لجماعات دينية، ونشاطات
الكثير منهم لها طابع شمولي ومعادي. وأنهم يستخدمون في نشاطاتهم أساليب تدعوا
للتعصب أو الإيحاء بالتعصب. ويمارسون وسائل وأساليب للتأثير النفسي والسلوكي. وهو
ما يمثل نوعاً من الضغوط على السلوك الشخصي والفردي".[7]
المواجهات المعلوماتية كانت
ولم تزل مادة للصراع في مختلف مراحل التطور التاريخية
ولا أحد ينكر أن المعلوماتية كانت ولم تزل تستخدم في مختلف مراحل التطور التاريخي كمادة للصراع الفكري والأيديولوجي. وأدت المواجهات الفكرية عملياً إلى نشوب كل الصراعات والحروب عبر التاريخ. وكانت تستخدمها الأطراف المتصارعة ولفترة طويلة كمادة للتجسس ومواجهة النشاطات التجسسية. ومع قيام الساحة المعلوماتية العالمية الواحدة لوحظت تغيرات كمية ونوعية في المواجهات الفكرية والمعلوماتية. وأدت الثورة العلمية والتقنية الحديثة إلى انقلاب حقيقي في مجال توفير المعلومات للنشاطات الإنسانية المختلفة. وظهرت معها معلوماتية جماهيرية: مطبوعة، ومسموعة، ومرئية، وغيرها، وجهت لعدد غير محددة من الأشخاص. ورافقها ظهور واستخدام وسائط سريعة لنشرها. مما فرض الحاجة لضرورة التمييز بين المعنى الواسع والمعنى الضيق لمصطلح "المعلوماتية" في المجالات الحربية الهجومية والدفاعية وفي مجال المواجهات المعلوماتية المستمرة. وبالمعنى الواسع نرى أن المواجهات المعلوماتية هي شكل من أشكال الصراع عن طريق استخدام طرق وأساليب خاصة سياسية، واقتصادية، ودبلوماسية، وعسكرية وغيرها، وطرق ووسائل من أجل التأثير على الوسط المعلوماتي للجهات المتصارعة وحماية الذات، من أجل الوصول للأهداف الموضوعة.
ولا أحد ينكر أن المعلوماتية كانت ولم تزل تستخدم في مختلف مراحل التطور التاريخي كمادة للصراع الفكري والأيديولوجي. وأدت المواجهات الفكرية عملياً إلى نشوب كل الصراعات والحروب عبر التاريخ. وكانت تستخدمها الأطراف المتصارعة ولفترة طويلة كمادة للتجسس ومواجهة النشاطات التجسسية. ومع قيام الساحة المعلوماتية العالمية الواحدة لوحظت تغيرات كمية ونوعية في المواجهات الفكرية والمعلوماتية. وأدت الثورة العلمية والتقنية الحديثة إلى انقلاب حقيقي في مجال توفير المعلومات للنشاطات الإنسانية المختلفة. وظهرت معها معلوماتية جماهيرية: مطبوعة، ومسموعة، ومرئية، وغيرها، وجهت لعدد غير محددة من الأشخاص. ورافقها ظهور واستخدام وسائط سريعة لنشرها. مما فرض الحاجة لضرورة التمييز بين المعنى الواسع والمعنى الضيق لمصطلح "المعلوماتية" في المجالات الحربية الهجومية والدفاعية وفي مجال المواجهات المعلوماتية المستمرة. وبالمعنى الواسع نرى أن المواجهات المعلوماتية هي شكل من أشكال الصراع عن طريق استخدام طرق وأساليب خاصة سياسية، واقتصادية، ودبلوماسية، وعسكرية وغيرها، وطرق ووسائل من أجل التأثير على الوسط المعلوماتي للجهات المتصارعة وحماية الذات، من أجل الوصول للأهداف الموضوعة.
والمواجهات المعلوماتية في
المجالات العسكرية ما هي إلا مجموعة من الإجراءات المعلوماتية بالاستشعار عن بعد
عن طريق الأقمار الصناعية ووسائط متقدمة أخرى لتوفير التأثير المعلوماتي وحماية
المعلومات المتداولة، من أجل تحقيق فكرة أو خطة للاستيلاء أو تحقيق التفوق
المعلوماتي على الخصم أثناء الاستعداد أو أثناء القيام بعمليات حربية، ورصد وتوجيه
القوات والأسلحة الهجومية عن بعد لأهدافها، أو الدخول للمجالات المعلوماتية
العالمية، والإقليمية، أو العابرة للقارات، أو القومية بهدف الحصول والتأثير على
المعلومات المتداولة ضمنها أو تخريبها.
وهنا يجب التمييز بين شكلين
من المواجهات المعلوماتية في المجالات العسكرية وهي: المعلوماتية التكنولوجية،
والمعلوماتية النفسية والسلوكية. لأنه في حال القيام بعمليات المواجهة المعلوماتية
التكنولوجية يكون موقع التأثير نظم المعلوماتية التكنولوجية وحمايتها كنظم
للاتصالات والاستشعار عن بعد، ونظم الرصد والاتصالات المرئية، ووسائط الاتصال
المسموعة وغيرها. بينما يكون الموقع الرئيسي للتأثير وتوفير الحماية في مجال
المواجهات المعلوماتية النفسية، سلوك أفراد القوات المسلحة، والأجهزة الخاصة،
والسكان لدى الأطراف المتواجهة؛ ونظم تشكيل الوعي والرأي العام، وتشكل الآراء التي
تؤدي لاتخاذ القرار.[8]
المواجهات المعلوماتية في
المجالات العسكرية:
وتتألف المواجهات المعلوماتية في المجالات العسكرية من ثلاثة أقسام هي:
الأول: مجموعة الإجراءات
المتبعة للحصول على معلومات عن الخصم في ظروف المواجهات المعلوماتية؛ وجمع
المعلومات عن تحركات الجيوش وأماكن تمركزها؛ والتعامل مع المعلومات وتبادلها مع
أجهزة ونقاط الإدارة بهدف تنظيم وتنفيذ العمليات الحربية. وفي هذه الحالة يجب أن
تكون المعلومات حقيقية، ودقيقة وكاملة، وأن يتم اختيارها في موعدها دون تأخير. وأن
يتم إقرار المهام الموضوعة بشكل منطقي يوفر المعلومات اللازمة لإدارة القوات
واستخدام الأسلحة.
الثاني: التأثير
المعلوماتي. ويتضمن إجراءات الحصول والتعامل وتبادل المعلومات وعزلها، ونشر
معلومات مضللة.
الثالث: إجراءات حماية
المعلومات، وتتضمن أعمال عزل المعلومات الضرورية الخاصة بالتعامل مع قضايا الإدارة
العسكرية واستخدام الأسلحة، وعزل المعلومات المضللة، المنشورة والمنفذة عبر نظام
الإدارة المستخدم.
ولكن عند إعداد نظريات
المواجهات المعلوماتية، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن المواجهات المعلوماتية تجري
على مستويات إستراتيجية، وعملياتية، وتكتيكية. وتجري أساساً على المستوى
الاستراتيجي، وتشارك فيها الأجهزة العليا للسلطة الحكومية، وأجهزة الاستطلاع
والاستعلامات الخاصة، والقطعات العسكرية على المستويين العملياتي والتكتيكي.
مفهوم المواجهات
المعلوماتية:
ومفهوم "المواجهات المعلوماتية" يختلف لأن المواجهات المعلوماتية ما هي
إلا مجموعة من الإجراءات المشتركة تستخدم فيها القوى المتوفرة، ووسائل المواجهات
المعلوماتية، والقوات المسلحة والأسلحة في الصراع. وتختلف الصراعات المعلوماتية عن
الصراعات المسلحة، لأنها تجري في أوقات السلم وفي أوقات العمليات الحربية على حد
سواء ودون توقف.
ويزداد دور ومكانة
المواجهات المعلوماتية في نظم الأمن القومي لأي دولة بشكل دائم. وتملك دول العالم
المتقدمة في الوقت الحاضر مقدرات معلوماتية قوية، ومن بينها اللاعبين الرئيسيين
وهم: الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وفرنسا، وألمانيا وغيرها من الدول
العظمى، التي تمكنها منجزاتها من الوصول إلى الأهداف الاقتصادية والسياسية
والعسكرية، في ظل غياب القواعد القانونية الدولية التي تقيد القيام بالمواجهات
المعلوماتية.
ومن الضروري اليوم إقامة
نظم لتوفير المعلومات النفسية والسلوكية كجزء رئيسي من سياسة الأمن القومي وحماية
المواقع الاجتماعية من التأثيرات السلبية أثناء المواجهات المعلوماتية العالمية.
وبشكل يوفر الحماية النفسية والسلوكية للسكان المدنيين والعسكريين من التأثير
السلبي للمؤثرات المعلوماتية والنفسية والسلوكية. وإسناد المهمة الرئيسة لتلك
النظم من أجل توفير الأمن النفسي والسلوكي للأفراد، والمجتمع، وأجهزة السلطة
الحكومية. لأن التأثير المعلوماتي النفسي والسلوكي هو تأثير موجه عن طريق نشر
معلومات خاصة، تؤثر بشكل مباشر على عمل وتطور الوسط المعلوماتي والنفسي والسلوكي
للمجتمع، وتؤثر على نفسية وتصرفات السكان مدنيين، وعسكريين بشكل إيجابي أو سلبي.
وممارسة مختلف أشكال التأثير المعلوماتي والنفسي والسلوكي هو بالأساس تأثير دعائي
ونفسي.
تأثير وسائل الاتصال
والإعلام الجماهيرية الإلكترونية على الرأي العام: ومع ظهور وسائل الاتصال والإعلام
الجماهيرية الإلكترونية وتطورها السريع، زاد بشدة دور الرأي العام الاجتماعي،
وأصبح يؤثر بشكل أكثر على التفاعلات الاجتماعية والسياسية، وخاصة على الوسط
المعلوماتي والنفسي والسلوكي في المجتمع، والوضع النفسي والسلوكي للعسكريين أثناء
الحرب والصراعات المسلحة. ولهذا يعتبر نظام تشكيل الرأي العام واحداً من المواقع
الأساسية لتوفير المعلوماتية النفسية والسلوكية. وتنبع ضرورته عند دراسة خصائص
تشكل وأداء الرأي العام أثناء الصراعات المسلحة، وهو ما يفرض ضرورة اختيار طرق
عملية لتوفير الأمن النفسي للعسكريين والمدنيين.
وأساليب تزويد القوات
المسلحة بتقنيات المعلوماتية أحدثت وضعاً نوعياً جديداً لتطوير العمل العسكري. ومن
الأمثلة الواقعية على ذلك الصراعات المسلحة والحروب التي جرت خلال القرن العشرين،
ومنها: الحروب الإسرائيلية العربية، والصراع الذي دار على الأرض الأفغانية بعد
الاجتياح السوفييتي لأراضيها عام 1979، والحروب التي شنها حلف الناتو بقيادة
الولايات المتحدة الأمريكية في أنحاء مختلفة من العالم. ومن تحليل لخصائص تلك الحروب
تظهر دلائل عن أن سير العمليات الحربية على أي مستوى في العالم الحديث أظهر في
الكثير أهمية استخدام تقنيات وفنون المواجهات المعلوماتية. ومن دراسة للصراعات
المسلحة التي جرت في النصف الثاني من القرن العشرين يظهر أنه جرى تركيز الجهود على
استخدام القوة العسكرية في آن معاً مع وسائل التأثير المعلوماتي والنفسي في
المراحل الأولى لكل صراع، وبدأت تلك الجهود قبل شهر أو شهرين أو حتى قبل بضع سنوات
من بداية العمليات العسكرية، وظهرت معها وسائل وأساليب جديدة للتأثير المعلوماتي
والنفسي أطلق عليها اسم (الأسلحة المعلوماتية). ومن الأمثلة على ذلك الحالة
العراقية منذ انتهاء حرب تحرير الكويت وحتى اجتياح التحالف الغربي للأراضي
العراقية. وشملت تركيب أجهزة للرقابة عن بعد في العديد من المؤسسات العراقية.
وحتى أن المؤسسات الرسمية
في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا علقت آمالاً كبيرة على إغلاق ملفات
مبررات الحرب على العراق، ولكنها كانت تفاجأ بضربات جديدة تعيد فتح الملفات من
الصفحة الأولى في خضم صناعة الرأي العام في البلدين وفي العالم وتناولت التهيئة
للحرب، وتسويق مسوغات عمدت تلك المؤسسة من خلالها على ممارسة الكذب الصريح، وتشويه
الحقائق عن طريق تضخيم صغائرها، وإغفال كبائرها، وفي بعض الأحيان خلق الجديد منها.
وكشفت الأكاذيب والتشويهات وأُضافت إليها فضيحة التجسس حتى على الأمين العام للأمم
المتحدة، وعلى أعضاء مجلس الأمن. ولكن على ما يبدو أن الرأي العام في الغرب راغب
بتمرير عمليات التسويف تلك بسهولة، وقبل بإغلاق ملف الحرب بالسرعة التي يأملها
السياسيون.
وفي خضم معمعة العمليات
الحربية احتلت وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية موقع الصدارة، وكان ينظر إليها
باعتبارها رديفاً استراتيجياً يجب التعامل معه بجدية. واعتبرت نشاطاتها مركزية
لدعم المجهود الحربي، وجزءاً لا يتجزأ منه. ولكن الأداء الإعلامي الذي أعقب قيام
الحرب وانتهاء العمليات العسكرية، أثبت أنه يقيم نوعاً من التوازن في عمليات
التشكيك بالحرب وتبرير الاعتبارات والذرائع التي شنت الحرب بسببها.
ورغم ذلك بقيت الانطباعات
العامة في معظم بقاع العالم تحوم حول الاتهامات التي وجهت للإعلام الغربي، وخاصة
للإعلام الأميركي والبريطاني والمرئي منه على وجه التحديد، تتهمه بالانحياز لمنطق
الحرب، ورغم ذلك لم تجري مسائلة القائمين على الحرب، لأن الإعلام الأميركي
والبريطاني على ما يبدوا قد آثر الانضواء تحت مصلحة الحكومات على المهنية
والموضوعية في مجالات الاتصال والإعلام الجماهيري، حتى أن بعض المؤسسات الإعلامية
الكبيرة في الولايات المتحدة وبريطانيا تمادت بنفي التهمة عن نفسها، وراحت تهاجم
مناوئيها بقولها أنها لم تكن منحازة لأي طرف قبل وخلال وبعد الحرب، بل كانت منحازة
للحقيقية، ولكن الواقع أثبت أن الحقيقة هي الضحية الأولى للحروب. وكانت الإذاعات
المرئية الغربية تواظب على نقل أخبار انتصارات التحالف الغربي في العراق. ولا
غرابة في ذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية رصدت لحملات تحسين صورتها في العالم
وخاصة في العالم الإسلامي مبالغ تزيد عن المليار دولار سنوياً، وشريكتها بريطانيا
رصدت نصف مليار دولار لهذا الغرض. والغرض من هذه المبالغ هو تكريس واقع السيطرة
الإعلامية الغربية على العالم.[9]
إلى جانب الأسلحة المعلوماتية المتقدمة التي تملكها واستخدمت في تلك الحروب وخير
مثال عليها الصور التي نقلتها الإذاعات المرئية للصواريخ الموجهة إلى أهدافها عن
طريق الأقمار الصناعية.
الأسلحة المعلوماتية: والأسلحة المعلوماتية هي
أدوات ووسائل مخصصة لرصد وإلحاق الضرر والخسائر الجسيمة بالخصم أثناء الصراعات
المعلوماتية عن طريق الاستشعار عن بعد. ومواقع تأثير الأسلحة المعلوماتية يمكن أن
تكون: نظم المعلوماتية وتقنياتها؛ ونظم التحليل المعلوماتية التقنية والبشرية؛
ونظم تكنولوجيا المعلوماتية؛ والموارد المعلوماتية؛ ونظم تشكيل الوعي والرأي
العام، الذي يعتمد على وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية والدعائية؛ والحالة
النفسية وسلوك الإنسان. وفي هذه الحالات يتم استخدام الأسلحة المعلوماتية بشكل
مباشر أو غير مباشر لاستهداف نفسية وسلوك الإنسان والجماعات الاجتماعية، أي
التأثير المعلوماتي والنفسي والسلوكي.
وتشير بعض الآراء إلى أن
نظم الأمن المعلوماتي والتأثير النفسي والسلوكي قليلة الفاعلية عملياً. الأمر الذي
يدعوا الدول الأضعف للقيام بإجراءات عاجلة وأعمال بحث علمية مشتركة وتنظيم مؤتمرات
علمية تطبيقية وتنفيذ خطط محددة من أجل الحصول على تكنولوجيا رفيعة فعالة لتوفير
الأمن المعلوماتي في ظروف يواجه فيها العالم صراعات معلوماتية ونفسية عالمية تخطت
الحواجز وأصبحت لا تعترف بالحدود الجغرافية والسياسية القائمة اليوم.
يجب على القيادات الإعلامية
العربية أن تنهض بعبء المواجهة المعلوماتية
ولسوء حظ العرب أنهم وجدوا أنفسهم بعد الحادي عشر من سبتمبر في بؤرة الهدف، وكان على الإعلام العربي أن ينهض بعبء المواجهات في حرب الصور التي باتت ساحة صراع لا تقل أهمية عن ساحات المعارك العسكرية. ووجد الإعلام العربي نفسه مطالباً بخوض معركة فكرية على عدة جبهات، أهمها الجبهة الداخلية التي يتوجه إليها الإعلام المضاد لتدمير المنظومة الفكرية والثقافية، وهي في الوطن العربي وفي العالم الإسلامي مزيج من المنظومتين القومية والدينية رغم ما بينهما من فوارق واختلافات، لأنهما منفردتين أو متصلتين وتشكلان الوجدان الجمعي للأمة. ولئن بدا الإسلام مرشحاً للعب دور العدو الأكبر في مسرحية صراع الحضارات والثقافات، إلا أن العروبة واللغة العربية باتت العدو الثاني وبدأت تتعرض لاستهداف مركز، كونها الحامل التاريخي للإسلام مثلما يشكل لها الإسلام وعاءها الثقافي والحضاري.
ولسوء حظ العرب أنهم وجدوا أنفسهم بعد الحادي عشر من سبتمبر في بؤرة الهدف، وكان على الإعلام العربي أن ينهض بعبء المواجهات في حرب الصور التي باتت ساحة صراع لا تقل أهمية عن ساحات المعارك العسكرية. ووجد الإعلام العربي نفسه مطالباً بخوض معركة فكرية على عدة جبهات، أهمها الجبهة الداخلية التي يتوجه إليها الإعلام المضاد لتدمير المنظومة الفكرية والثقافية، وهي في الوطن العربي وفي العالم الإسلامي مزيج من المنظومتين القومية والدينية رغم ما بينهما من فوارق واختلافات، لأنهما منفردتين أو متصلتين وتشكلان الوجدان الجمعي للأمة. ولئن بدا الإسلام مرشحاً للعب دور العدو الأكبر في مسرحية صراع الحضارات والثقافات، إلا أن العروبة واللغة العربية باتت العدو الثاني وبدأت تتعرض لاستهداف مركز، كونها الحامل التاريخي للإسلام مثلما يشكل لها الإسلام وعاءها الثقافي والحضاري.
ووجد الإعلام العربي نفسه
مطالباً بخوض معركة ثقافية وفكرية، ومن مراجعة سريعة لطبيعة علاقة الإعلام العربي
بالثقافة تجعلنا نقر بأنها علاقة شكلية وباهتة جداً. فلم تكن الموضوعات الثقافية
والفكرية تحظى باهتمام يذكر في وسائل الاتصال والإعلام العربية حتى نهايات العقود
الأخيرة من القرن العشرين، حين فرض على الثقافة العربية عامة أن تناقش قضايا
النظام الدولي الجديد والعولمة وتأثيرات ثورة الاتصال والمعلوماتية ونظريات
هنتينغتون، وفوكوياما. وقد بدت المناقشات توافقية في مرحلة لم يكن قد اعتاد
الإعلام فيها على سماع الرأي الآخر.أما البرامج السياسية فكانت برامج دعاية
ومتابعات إخبارية تقتصر على عرض رؤية السلطات بطريقة وظيفية باردة.
وحين ابتليت الأمة العربية
بتهمة المسؤولية عن الإرهاب بدوافع فكرية أصولية، اضطر الإعلام العربي إلى فتح ملف
الفكر والثقافة مباشِراً دراسة أصول الظاهرة العقدية التي صارت شغلاً شاغلاً
للعالم كله. وقد اتجهت أنظار البشرية إلى العالمين العربي والإسلامي بوصفهما (كما
روج الإعلام الصهيوني) المُصدّرين الرئيسين لفكر العنف والإرهاب. وجاءت معالجة
الإعلام العربي لهذه المأساة التاريخية قاصرة ثقافياً وفكرياً لأسباب عديدة من
أهمها الافتقار إلى الكوادر الإعلامية المؤهلة لخوض هذا الغمار الصعب. ذلك أن
الغالبية العظمى من العاملين في الإعلام ليسوا رجال فكر وثقافة بقدر ما هم صحفيون
مهنيون يمتلكون ثقافة عامة غير متخصصة في الشؤون الفكرية والفلسفية. وقد برز بينهم
مهتمون بقضايا الثقافة والفكر، ولكن الاهتمام وحده ليس كافياً ما لم ينغمس المهتم
في أعماق الثقافة والفكر والفلسفة.
وبات الإنسان العربي تحت
تأثير التعجب من الكيفية التي تهاجم فيها أمته وعروبته وعقيدته عبر وسائل إعلام
عربية بذريعة الحوار الحر؟ بالإضافة إلى ظهور العديد من وسائل الاتصال والإعلام
الناطقة بالعربية، والمعادية في طبيعتها وتوجهها للعروبة والإسلام معاً. وعلى
الرغم من الحاجة الماسة إلى حوار حر وصريح داخل الثقافة العربية، فإن الإعلام
العربي مطالب بالا ينسى مهمته الكبرى في الحوار العالمي. لأنه حتى الآن لم يفلح في
إقامة مراصد ومنابر إعلامية في الغرب والشرق لتقوم بهذه المهمة باللغات التي
يفهمها الشرق والغرب، وتتصدى لحملات التشويه التي تتعرض لها الأمة العربية، والأمة
الإسلامية. ومن يتابع الساحة الإعلامية العالمية لا يجد أي مبرر لهذا الغياب. بعد
أن تمكن خصوم الأمة من اختراق أخطر وسيلة اتصال إعلامية حديثة وهي شبكات الإنترنت،
التي باتت واسعة الحضور في حياة الشباب بشكل خاص بالإضافة إلى النخب المتعلمة،
التي فوجئت بحجم الحملة المعادية للفكر والمعتقدات العربية والإسلامية، ودهشت لحجم
التشويه الحاصل للخطاب الديني والقومي معاً، إلى درجة تدعو إلى الريبة والشك في
التوغل الصهيوني المكثف الذي يوجه الصراعات إلى حروب كلامية وفكرية بين المذاهب
والطوائف الدينية والأعراق، في لغة حاقدة حانقة لا تعرف لها سبباً مباشراً، وفي
انصراف منهجي عن القضايا الرئيسة والمشكلات الحيوية التي تواجه الأمة، وكلها تتطلب
الدراسة والتمحيص والتحليل واتخاذ القرار قبل فوات الأوان.[10]
تمت مراجعتها في طشقند
بتاريخ 21/3/2010
مراجع استخدمت في البحث:
باللغة العربية:
1.
أنور القاسم: ماذا قدمت الفضائيات الأجنبية الموجهة للعالم العربي وهل لها جمهور
فعلا؟. // لندن: صحيفة القدس العربي، 22/12/2009.
2.
بثينة شعبان: اللغة الإعلامية والقرار الإعلامي. // لندن: صحيفة الشرق الأوسط،
20/4/2009.
3.
د. بثينة شعبان: مـا لا يُقال فـي الإعـلام. // لندن: صحيفة الشرق الأوسط،
7/6/2004.
4.
براكريتي غوبتا: الهند.. مؤشرات إيجابية فيما يتعلق بقطاع الإعلام، الشركات
العالمية تتسابق للحصول على حصة من الـ «كعكة» الآسيوية الجديدة. // نيودلهي:
صحيفة الشرق الأوسط، 15/10/2006.
5.
جمال خاشقجي: ما بعد ثورة المعلومات: حقائق تحتاج إلى "عصف ذهني"! //
أبو ظبي: صحيفة الاتحاد 21/7/2004.
6.
جيمس مارتن: استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية لتطوير الأنشطة التجارية مخاوف من
أن تكلف رسالة سلبية عبر إحدى المدونات الشركة خسائر كبيرة. // واشنطن: صحيفة
الشرق الأوسط 24/12/2009.
7.
حســـين قبيســـي: "تقنيات الصحافة المسموعة والمرئية" محاولة لإرساء
قواعد علمية للإعلام العربي. // لندن: صحيفة القدس العربي، 27/1/2010.
8.
خالد الخروب: الإعلام والحرب في العراق: قراءات غربية.// أبو ظبي: صحيفة الاتحاد
3/3/2004.
9.
ديفيد باربوزا: الصين تضخ مليارات الدولارات لبناء إمبراطوريتها الإعلامية الخاصة
ستسمح للشركات الأجنبية والخاصة بالاستثمار في الموسيقى والأفلام والتلفزيون
والمسرح. // شنغهاي: صحيفة الشرق الأوسط 8/10/2009.
10.
د. رياض نعسان أغا: الثقافة والفكر في
الإعلام العربي. // أبو ظبي: صحيفة الاتحاد، 10/7/2004.
11.
محمد أبو زيد: عندما تتحول أجهزة الإعلام إلى مدفعية ثقيلة. جلال أمين يناقش
الاعتداء الأميركي المعنوي على الحضارة الإسلامية. // لندن: الشرق الأوسط:
21/11/2004.
12.
محمد علي صالح: 2009 نهاية عقد: عقد ثورة الإنترنت.. وأول ديمقراطية شعبية للإعلام
أبرز معالمه «آي فون» و«آي بود» و«يوتيوب» و«بلاكبيري» و«تويتر» و«فيس بوك»
و«بلوغ». // واشنطن: صحيفة الشرق الأوسط، 26/12/2009.
13.
أ. د. محمد البخاري: تقارب وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية. // دمشق: مجلة
"المعرفة"، العدد 554/كانون أول/ديسمبر 2009.
14.
أ. د. محمد البخاري: وصفة مواجهة التحدي الإعلامي جاهزة.. ولكن من يأخذ بها؟//!
الرياض: مجلة الدعوة، العدد 2203 1 شعبان 1430 هـ.
15.
أ. د. محمد البخاري: الإعلام وتحديات العولمة في الدول الأقل حظاً. الرياض: مواد
المؤتمر الدولي الأول لتقنيات الاتصال والتغير الاجتماعي، جامعة الملك سعود
15-17/3/2009.
16.
أ. د. محمد البخاري: مبادئ الصحافة الدولية. سيمينار 31/03/2009 http://www.seminar.ps/library/cat:89
17.
أ. د. محمد البخاري و د. صابر فلحوط: الأمن الإعلامي العربي وهموم المجتمع
المعلوماتي في عصر العولمة. دمشق: 2008.
18.
أ. د. محمد البخاري: قضايا الأمن الوطني في إطار العولمة والتبادل الإعلامي
الدولي. 28/8/2007. http://www.albukhari.com/muhammad/
19.
أ. د. محمد البخاري: رؤية مستقبلية للصحافة العربية والدولية. 22/1/2008. http://www.albukhari.com/muhammad/
20.
أ. د. محمد البخاري: المجتمع المعلوماتي وتحديات العولمة في الدول الأقل حظاً.
28/8/2007. http://www.albukhari.com/muhammad/
21.
أ. د. محمد البخاري: مبادئ الصحافة الدولية والتبادل الإعلامي الدولي. 28/8/2007. http://www.albukhari.com/muhammad/
22.
أ. د. محمد البخاري: الإعلام والتبادل الإعلامي الدولي. 28/8/2007. http://www.albukhari.com/muhammad/
23.
أ. د. محمد البخاري: رؤية مستقبلية للصحافة العربية والدولية. القاهرة: جمعية
العلاقات العامة العربية APRS، الأحد 27-07-2008. http://www.aprs-info.org/
24.
أ. د. محمد البخاري: دور وكالات الأنباء العالمية في تحديد أطر السياسات الخارجية.
// دمشق: مجلة "المعرفة"، العدد 535/ربيع الأول 1429، نيسان/أبريل 2008.
25.
أ. د. محمد البخاري: المعلوماتية وأمن الموارد الإعلامية بين التخصص والاختصاص.
28/8/2007. http://www.albukhari.com/muhammad/
26.
أ. د. محمد البخاري: العولمة وقضايا التبادل الإعلامي الدولي. // دمشق: مجلة
"المعرفة"، العدد 521/2007.
27.
أ. د. محمد البخاري: العلاقات الدولية في ظروف الثورة المعلوماتية. // دمشق: مجلة
"المعرفة"، العدد 519/ 2006.
28.
أ. د. محمد البخاري: الإعلام التقليدي في ظروف العولمة والمجتمع المعلوماتي. جدة:
مجلة المنهل، العدد 592/2004.
29.
أ. د. محمد البخاري ود. دانيار أبيدوف: الخدمات الإعلامية في ظروف العولمة
والمجتمع المعلوماتي. دمشق: مجلة "المعرفة"، العدد 491/2004.
30.
أ. د. محمد البخاري: المعلوماتية والعلاقات الدولية في عصر العولمة. // الرياض:
مجلة "الفيصل"، العدد 320/2003.
31.
أ. د. محمد البخاري: العولمة وطريق الدول النامية إلى المجتمع المعلوماتي (6). //
أبو ظبي: صحيفة الاتحاد، 13/10/2001؛ (5) 9/10/2001؛ (4) 7/10/2001؛ (3)
2/10/2001؛ (2) 1/10/2001؛ (1) 27/9/2001.
32.
أ. د. محمد البخاري: الحرب الإعلامية والأمن الإعلامي الوطني. // أبو ظبي: صحيفة
الاتحاد، 23/1/2001.
33.
أ. د. محمد البخاري: الأمن الإعلامي الوطني في ظل العولمة. // أبو ظبي: صحيفة
الاتحاد، 22/1/2001.
34.
أ. د. محمد البخاري: العولمة والأمن الإعلامي الدولي. // دمشق: مجلة "معلومات
دولية" العدد 65/ صيف 2000.
باللغات الأجنبية:
35.
Гавриков
В. Разрушенные храмы - как наши разрушенные души//Профиль. -1997.
36.
Малютин
А. - Звездные игры Гейтса: русская версия//Коммерсант. -1997.
37.
Мухаммад
аль-Бухари. Рекламаведение и международные связи с общественностью. НУУ, 2009г.
38.
Мухаммад
аль-Бухари. Международный обмен информацией и международных отношений. – Т.:
ТашГИВ, 2006.
39.
Мухаммад
аль-Бухари. «Международный обмен информацией и международные отношения»:
учебное пособие. Ташкент, ТашГИВ, 2006г.
40.
Мухаммад
аль-Бухари. «Политичесие процессы в СМИ»: учебное пособие. Ташкент, ТашГИВ,
2006г.
41.
Мухаммад
аль-Бухари. «Принципы международной журналистики в рамках международных
отношений»: учебное пособие. Ташкент, ТашГИВ, 2006г.
42.
Мухаммад
аль-Бухари. «Проблемы международного обмена информацией в условиях современных
международных отношений»: учебное пособие. Ташкент, БОСМА, 2004г.
43.
Мухаммад
аль-Бухари. «Международные конфликты и международная журналистика». //
Материалы конференции «Борьба с международным терроризмом, экстремизмом и
сепаратизмом в современном мире. Т.: ТашГИВ, 2002.
44.
Мухаммад
аль-Бухари. «Функции международного обмена информацией». // Т.: «Маяк Востока»,
2001г. - № 1-2.
45.
Мухаммад
аль-Бухари. «Международный обмен информацией как дипломатическая функция». //
Ташкент: «Востоковедение», № 2, 2001.
46.
Скворцов
А., Клотков А., Турко М. Использование геополитических факторов в интересах
решения задач национально-государственной безопасности//Военная мысль. - 1995.
47.
Панарин
И. Информационно-психологическое обеспечение безопасности России. - Автореферат
диссертации на соискание ученой степени доктора политических наук. - М., 1997.
48.
Психологические
операции и противодействие им. -М., 1993.
الهوامش:
[1]
أنور القاسم: ماذا قدمت الفضائيات الأجنبية الموجهة للعالم العربي وهل لها جمهور
فعلا؟. // لندن: صحيفة القدس العربي، 22/12/2009؛ أ. د. محمد البخاري: رؤية
مستقبلية للصحافة العربية والدولية. 22/1/2008. http://www.albukhari.com/muhammad/
[2]
د. بثينة شعبان: مـا لا يُقال فـي الإعـلام. الشرق الأوسط، 7/6/2004؛ وأ. د. محمد
البخاري: المعلوماتية والعلاقات الدولية في عصر العولمة. // الرياض: مجلة
"الفيصل"، العدد 320/2003.
[3]
Скворцов
А., Клотков А., Турко М. Использование геополитических факторов в интересах
решения задач национально-государственной безопасности//Военная мысль. - 1995.
- ? 2. - С. 15-23.
[6]
Мухаммад
аль-Бухари. «Проблемы международного обмена информацией в условиях современных
международных отношений»: учебное пособие. Ташкент, БОСМА, 2004г.; Панарин И.
Информационно-психологическое обеспечение безопасности России. - Автореферат
диссертации на соискание ученой степени доктора политических наук. - М., 1997.
- С. 13.
[8]
أ. د. محمد البخاري: العولمة والأمن الإعلامي الدولي. // دمشق: مجلة "معلومات
دولية" العدد 65/ صيف 2000.
[10]
أ. د. محمد البخاري: الإعلام وتحديات العولمة في الدول الأقل حظاً. الرياض: مواد
المؤتمر الدولي الأول لتقنيات الاتصال والتغير الاجتماعي، جامعة الملك سعود
15-17/3/2009.؛ أ. د. محمد البخاري: وصفة مواجهة التحدي الإعلامي جاهزة.. ولكن من
يأخذ بها؟//! الرياض: مجلة الدعوة، العدد 2203 1 شعبان 1430 هـ.؛ د. رياض نعسان أغا: الثقافة والفكر في الإعلام العربي. أبو
ظبي: صحيفة الاتحاد، 10/7/2004.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق