تطور العلاقات الثنائية الأردنية
الأوزبكستانية
كتبها أ.د. محمد البخاري:
دكتوراه علوم في العلوم السياسية DC اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم
الدولية وتطور العولمة. ودكتوراه فلسفة في الأدب PhD
اختصاص: صحافة. بروفيسور قسم العلاقات العامة، كلية الصحافة، جامعة ميرزة أولوغ
بيك القومية الأوزبكية.
اعترفت المملكة الأردنية
الهاشمية باستقلال جمهورية أوزبكستان بتاريخ 28/12/1991، وفي 15/2/1993 جرى في
طشقند التوقيع على بروتوكول لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، أثناء
الزيارة الرسمية التي قام بها وفد أردني رفيع المستوى برئاسة سمو الأمير رعد بن
زيد. وفي تموز 1994 افتتحت في طشقند سفارة المملكة الأردنية الهاشمية، وفي تشرين
أول من نفس العام تسلم فخامة الرئيس إسلام كريموف أوراق اعتماد وليد سعد البطاينة
كأول سفير مفوض فوق العادة للملكة الأردنية الهاشمية في أوزبكستان. بينما اعتمدت
جمهورية أوزبكستان في أيلول 1996 شمس الدين بابا خانوف سفيرها في مصر كسفير غير
مقيم في الأردن، بعد تسليمه لأوراق اعتماده لجلالة الملك حسين بن طلال. وفي
19/6/2000 تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني أوراق اعتماد صالح إنعاموف سفير
أوزبكستان في مصر كسفير غير مقيم لبلاده في الأردن. وفي عام 1996 وقعت اتفاقية بين
البلدين حول المساهمة في إعادة بناء المساجد وأضرحة الصحابة في أوزبكستان. وفي آب
1996 أقامت مجموعة شركات أردنية معرضاً لمنتجاتها في طشقند. وفي تشرين ثاني 1996
قام وزير الخارجية الأوزبكستاني بزيارة للأردن تم خلالها التوقيع على اتفاقيتين
للتعاون الاقتصادي والتجاري والنقل الجوي بين البلدين.
وفي عام 1998 تم بالتعاون
بين سفارة المملكة الأردنية الهاشمية في طشقند والمجلس الأوزبكستاني لجمعيات
الصداقة والعلاقات الثقافية مع الدول الأجنبية، تأسيس جمعية الصداقة الأوزبكستانية
الأردنية برئاسة خديقول جماييف نائب رئيس المؤسسة الوطنية للبترول والغاز في
أوزبكستان، وبدأت الجمعية نشاطاتها الفعلية من كانون ثاني 1999. وأثناء اللقاء
الذي عقد بمبادرة من المؤسسة الوطنية للبترول والغاز في أوزبكستان مع أعضاء
السفارة الأردنية في طشقند تم الاتفاق على برنامج شامل لتطوير العلاقات الثقافية
الأوزبكستانية الأردنية، ومن ضمنها الاحتفال بيوم استقلال المملكة الأردنية
الهاشمية، الذي جرى في قاعة الاحتفالات بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية
في 25/5/1999 وشارك فيه السفير الأردني وليد مجيد سعد البطاينة وأعضاء السفارات
الأردنية، والمصرية، والجزائرية، والفلسطينية، والسعودية، في طشقند، وأعضاء جمعية
الصداقة الأوزبكستانية الأردنية وطلاب الجامعة. وقام فنانون تشكيليون أوزبكستانيون
بتنظيم معرض للفنون التشكيلية بالمناسبة، بحضور ومشاركة الصحافة المقروءة
والمسموعة والمرئية.
وفي أيلول 2000 قام سمو
الأمير الحسن بن طلال بزيارة لأوزبكستان شارك خلالها في المؤتمر الدولي
"أديان العالم على طريق ثقافة السلام"، والتقى خلال الزيارة مع الوزير
الأول، ونائب الوزير الأول، وتبادل معهما الآراء حول إمكانيات تطوير العلاقات
الثنائية بين أوزبكستان والأردن، والعلاقات في المجالات العلمية والثقافية
والتعليمية. كما زار الجامعة الإسلامية في طشقند.
وخلال سنوات طويلة درس
الكثير من الطلاب الأردنيون في الجامعات الأوزبكستانية. وهناك علاقات تعاون بين
مؤسسات التعليم العالي في البلدين، ومن بينها التعاون القائم بين جامعة العلاقات
الاقتصادية الدولية والدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الأوزبكستانية،
وأكاديمية بناء الدولة والمجتمع التابعة لديوان رئيس الجمهورية، والمعهد
الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الأردنية.
وفي عام 2007 حصل صقر ربى
محمد أحمد من الأردن على جائزة "أفضل أداء" في المهرجان الموسيقي الدولي
السادس "شرق تارونالاري" بسمرقند.[1]
وفي عام 2009 تلقى فريق
فتيات نادي "سيفيتش" لكرة القدم من مدينة قارشي التهنئة لفوزه بالمركز
الأول في البطولة الدولية لميني كرة القدم للنساء التي جرت بمدينة عمان، وتسلمن
شيكاً بمبلغ 5 آلاف دولار أمريكي تكريماً لفوزهن في البطولة التي شارك فيها الفريق
للمرة الثانية.[2]
وضمن احتفالات المملكة
الأردنية الهاشمية بالعيد الوطني الـ 63 يوم الاستقلال (25/5/1946) أقامت سفارة
المملكة الأردنية الهاشمية في طشقند احتفالاً يوم 25/5/2009 بهذه المناسبة شارك
فيه مسؤولين من الحكومة الأوزبكية ودبلوماسيين عرب وأجانب معتمدون في طشقند
وشخصيات سياسية وأكاديمية وثقافية واجتماعية، وأدلى القائم بالأعمال المؤقت
بالنيابة في سفارة المملكة السيد محمد نور بلقار بهذه المناسبة بتصريح للصحفيين
تناول فيها آفاق تطور العلاقات الثنائية وانطباعاته عن أوزبكستان وعن عمله
الدبلوماسي. وقال أن المملكة الأردنية الهاشمية كانت من أوائل الدول التي بادرت
للاعتراف باستقلال أوزبكستان وقامت بذلك يوم 28/12/1991. وانطلاقاً من الاهتمام
التي توليه القيادة الأردنية لهذه المسألة أرسل جلالة الملك حسين بن طلال وفداً
أردنياً رفيعاً برئاسة سمو الأمير رعد بن زيد، وضم الوفد عدد من الوزراء والشخصيات
الرفيعة وغيرهم من الشخصيات المسؤولة. وأثناء زيارتهم لأوزبكستان التقوا بفخامة
رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف. وكان من نتائجها التوصل لاتفاقية لإقامة
العلاقات الدبلوماسية وفي 15/2/1993 تم التوقيع على بروتوكول خاص بين أوزبكستان
والأردن بهذا الشأن. وجرى الافتتاح الرسمي للسفارة الأردنية في طشقند يوم
21/7/1994 إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من تطور العلاقات الأوزبكية الأردنية. وجرى
التوصل لتفاهم متبادل بين قادة البلدين تضمن العمل المشترك وتبادل الدعم في
المنظمات الدولية البارزة. وظهر كل ذلك على مستوى التعاون القنصلي ومن خلال دعم
ترشيح أوزبكستان في منظمة الأمم المتحدة.
وأضاف أن مستوى العلاقات
التجارية والاقتصادية التي تلعب دوراً هاماً في تطوير التعاون المثمر للجانبين حتى
الآن غير مستثمرة بشكل كامل. وتتجه مساعينا لزيادة العمل المثمر المتبادل في هذا
المجال، على أمل الوصول إلى المستويات المطلوبة لأنه هناك مقدرات كافية للتطور
تساعد على تسريعه وتفعيله. والجانبان يعملان على إعداد اتفاقيات ثنائية يعار من خلالها
اهتمام كبير لمستقبل تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية. وأعتقد أنه بعد التوقيع
عليها خلال جلسة اللجنة الحكومية الأوزبكية الأردنية المشتركة التي ستنعقد في
الربع الأخير من هذا العام سيتطور التعاون بين البلدين بشكل أسرع. ونتمنى أيضاً أن
تقوم أوساط رجال الأعمال من البلدين بتقديم إسهاماتها لتفعيل العلاقات التجارية
والاقتصادية. وأشار إلى أن الأردن مهتم وبصدق بالتعاون مع رجال أعمال من أوزبكستان
في مختلف المجالات. وأن إعداد اتفاقية لإعلان الأخوة والشراكة بين مدينتي طشقند
وعمان يقارب على الانتهاء.
وأضاف أنا ولدت ونشأت في
عمان ومنذ طفولتي سمعت عن سوق البخارية في مركز المدينة مقابل مسجد الحسين، ووقتها
لم أكن أعرف أسباب حمل السوق لهذه التسمية. وبعدها فهمت أن هذا السوق أنشأه سكان
قدموا من بخارى منذ القدم. وفي البداية كان السوق مبني من الطين وبعدها تم بناءه
من الأحجار مع المحافظة على شكله الأساسي. وبضائعه وطرق البيع فيه بقيت على حالها.
وتنتقل التقاليد التجارية لهؤلاء التجار البخاريين، الذين يحظون باحترام كبير، من
الآباء إلى الأبناء. ونحن بفخر نشير إلى أنهم من مواطنينا. وتعرفت على عدد من
التجار اللذين لم ينسوا لغتهم الأم. ويحتفظون بعناية بتقاليدهم القومية ويشاركون
في جميع المناسبات والأعياد في بلادنا كجميع المواطنين فيها. ومن دون أدنى شك أن
هذه السوق التاريخية كغيرها من المواقع السياحية في عمان ستجذب على الدوام السياح
وجميع المواطنين. وهكذا يحتفظ التاريخ بآثار تعاوننا الذي يمتد عميقاً لقرون عدة
ووضع أجدادنا أسسه المستمرة حتى الآن. وأنتهز الفرصة لأحيي العاملين في هذا السوق
وسكانه وهو ما يثبت أن لشعبينا جذوراً تاريخية مشتركة وأساس جيد لمستقبل تحسين
العلاقات والتعاون.
وعن التعاون الاقتصادي
والتجاري أعتبر أنه مجال أساسي للتعاون وتبادل الزيارات السياحية والعملية وغيرها
بين مواطني البلدين وكلها تسهم في تحسين المواصلات وتبادل المعلومات عن تقاليد
وثقافة جميع الشعوب. ومن دون شك يسهم في تعزيز عرى الصداقة بينهم على مستوى
الدبلوماسية الشعبية، ويسهم في تفعيل العلاقات الثنائية. ولبلدينا مقدرات كبيرة
وثروات غنية وتراث تاريخي. وأنهم يسعون لاستخدام كل الإمكانات المتوفرة في
المقدرات الثنائية بشكل أكثر فعالية لمصلحة التعاون المثمر المشترك. وفي مجال
السياحة هناك سمرقند، وبخارى، وخيوة، وطشقند، وغيرها من المدن الأوزبكية العريقة
التي هي بمثابة متاحف مفتوحة تحت قبة السماء. وفيها الكثير من الآثار وتجرى وبشكل
دائم أعمال صيانتها وترميمها وتحسينها. وترميم ضريح قثم بن العباس في مجموعة شاه
زيندا بسمرقند وغيرها من الأماكن المقدسة يمكن أن يسهم في تفعيل العلاقات الثنائية
والتبادل في مجال السياحة الدينية والثقافية.
وفي الأردن تتطور ثلاث
أشكال من السياحة هي: التاريخية، والدينية، والعلاجية، وكلها تحتاج للتحسين
وللمشاريع. وعلى سبيل المثال في العاصمة الأردنية هناك العديد من المواقع السياحية
منها: المسرح الروماني، والقلعة، وغيرها من الآثار. وإلى الشمال من عمان بمدينة
جرش ينظم المهرجان الدولي السنوي للثقافة والموسيقى بمشاركة العديد من الفرق
الإبداعية الأجنبية والوطنية. وإلى الجنوب من عمان بمدينة مأدبا هناك أثر ديني
يعتبر من أقدم الكنائس المسيحية في العالم. وبالقرب منها الجبل الذي توجه منه موسى
في رحلته إلى القدس. وعلى ما أعتقد أنكم سمعتم عن المدينة التاريخية المشهورة
البتراء التي فازت بمسابقة عام 2008 واعتبرت الأعجوبة الثانية بين العجائب السبع
للعالم القديم. وفي بلادنا العديد من الأماكن المرتبطة بشخصيات تاريخية ومع الوقت
تحولت إلى أماكن مقدسة لأبناء مختلف الأديان ومنها ضريح أصحاب الرسول محمد (ص).
وعلى الجهة الشرقية لنهر الأردن هناك مكان مقدس تعمد فيه المسيح عيسى. وزار هذا
الموقع بابا روما بينيديكت أثناء زيارته الأخيرة منذ مدة للأردن. والشكل الثالث
للسياحة هي السياحة العلاجية لأن المستشفيات الأردنية تشغل مكانة بارزة في العالم
لما تملك من معدات حديثة وكوادر طبية عالية المستوى ووسائل اتصالات مع أشهر
المراكز الطبية في العالم والتي يمكن الحصول على مساعدتها عند الضرورة وأثناء
إجراء العمليات الجراحية على القلب والعيون وغيرها. بالإضافة لوجود مركز طبي
لمعالجة أمراض السرطان. وننوي أثناء جلسة اللجنة الحكومية الأوزبكية الأردنية
المشتركة إنهاء إجراءات التوقيع على اتفاقية في مجال السياحة لتشجيع العلاقات
المتبادلة في هذا المجال وتبادل الخبرات والمشاورات.
وعن تبادل الخبرات بين
البلدين الصديقين قال: هناك الكثير من التشابه بين بلدينا وكل واحدة منهما تتوفر
لديها خبرات يمكن أن يستفيد منها الجانبين ومن ضمنها مجالات إعداد طرق وأساليب
لتشجيع وتفعيل العلاقات. وأوزبكستان تملك خبرة قرون عديدة في زراعة المحاصيل
الزراعية ومن بينها الثمار والخضار والحبوب والقطن وفي استخدام المصادر المائية.
وخلال سنوات الاستقلال تطورت في أوزبكستان الكثير من المنشآت الصناعية ومن بينها
صناعة السيارات. وفي هذا المجال يمكن العثور على الكثير من إمكانيات التعاون بين
رجال الأعمال في البلدين. والأردن بدوره كبلد منفتح اقتصادياً يملك خبرات كبيرة في
هذه المجالات وغيرها، وخاصة في مجالات التطوير، عن طريق استخدام إمكانيات المناطق
الاقتصادية الحرة لتفعيل كل المجالات. وفي بلادنا أنشأت العديد من المدن الصناعية،
في العقبة، والمفرق، وغيرها من المناطق الاقتصادية الحرة، وبشكل دائم تجرى مؤتمرات
اقتصادية، والأهم بينها كان لقاء دافوس. وكمثال على ذلك اللقاء الخامس الذي أنهى
أعماله منذ مدة قريبة في الأردن. وبلادنا قدمت نفسها بنجاح على الساحة الدولية من
خلال ما أعد من تكنولوجيا متقدمة وتصاميم، ومكانة خاصة فيها شغلتها المشاريع التي
أعدها ونقذها المتخصصون في مركز جلالة الملك عبد الله. وإلى جانب ذلك نشغل موقع
الصدارة في العالم في تصميم وتصنيع الأدوية. وجرى في أوزبكستان ترخيص نحو 20 نوعاً
من الأدوية المصنوعة في الأردن، من التي يتم تصديرها إلى الولايات المتحدة
الأمريكية وغيرها من الدول الأجنبية. وهكذا نرى أنه هناك أرضية واسعة واتجاهات
عديدة للتعاون المثمر المشترك.
وعن المنطقة الاقتصادية
الحرة التي أقيمت بضواحي مدينة نوائي في أوزبكستان، قال: أنا على ثقة من أنه عندما
يحصل رجال الأعمال الأردنيون على معلومات كاملة عن إمكانيات القيام بنشاطات
اقتصادية في هذه المنطقة الاقتصادية الحرة سيسهمون في المشاريع. وأقترح من أجل ذلك
زيارة الأردن لتبادل الآراء والخبرات، لأن الأردن تملك خبرات كبيرة في هذا المجال.
ومثال على ذلك المنطقة الاقتصادية الحرة في العقبة التي أصبحت مشهورة بسبب استخدام
المنجزات الدولية لتطويرها. وبعد هذا النجاح تتجه النية لإنشاء مناطق اقتصادية حرة
في غيرها من الأماكن. وقد نفذت خطط لتنفيذ هذه الخبرات في غيرها من المناطق في
البلاد. ونحن نسعى إلى تقديم الأردن كمنطقة ملائمة لتنظيم أسواق دولية ومما يشجع
عليها توفر السلام والاستقرار في البلاد.
وعن انطباعاته في أوزبكستان
قال: بصدق أني ومن لحظة وصولي إلى مطار طشقند في نهاية عام 2004، لم أحس ولا مرة
بأن هذا الشعب وهذه الأرض هما غرباء عني. فالشعب الأوزبكي متعدد القوميات ورائع
ومضياف وترك عندي ذكريات لا تنسى وشعور بأني لست غريباً في بلادكم، وهذه العلاقة
طبيعية وتشمل المواطنين من أي دولة كانت وكل هذا من تقاليد بلادكم. حتى أنها أصبحت
من المميزات التي تبديها كل المستويات ومن ضمنها المستويات الرفيعة لقادة البلاد
وفي أوساط الموظفين على مختلف المستويات. وسمحت لي الظروف على سبيل المثال أن
ألتقي بفخامة الرئيس إسلام كريموف وحضرت العديد من الاحتفالات التي جرت تحت رعايته
واقتنعت كم هو قريب من الشعب. وهذا لا أنساه أبداً وخاصة احتفالات عيد النيروز
ويوم الاستقلال وأي احتفال شارك فيه. وإلى جانب هذا تتميز أوزبكستان بأن العيش
فيها ممكن بسهولة في ظروف يتوفر فيها الاستقرار والسلام. وهذه الشروط مهمة جداً
لأنه من دونها لا يمكن تحقيق النجاحات والتقدم في أي دولة. ومشاركتي في العديد من
النشاطات تركت عندي انطباع جيد كما هي الحال عند جميع الدبلوماسيين الأجانب. وكنت
دائماً منبهراً لأن واقع أوزبكستان اليوم وحياتها الواقعية أفضل بكثير مما يتحدثون
عنه. وهذا يدعو للثقة بأن المستقبل سيكون أفضل مما هو عليه الآن لماذا لأن
الاقتصاد وغيره من التحولات ذات التوجهات الاجتماعية تنفذ بفضل التخطيط الصحيح
برعاية القيادة الحكيمة التي يقف على رأسها قائد الدولة وحكومته.[3]
وفي تشرين أول الماضي جرى
احتفال في العاصمة الأردنية عمان لتقديم كتاب فخامة رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام
كريموف " طرق وأساليب تجاوز الأزمة المالية والاقتصادية العالمية في ظروف
أوزبكستان " الذي صدر باللغة العربية. وشارك في الحفل وزير شؤون القطاع الحكومي
الأردني، ومندوبين عن وزارة الخارجية الأردنية والسلك الدبلوماسي المعتمد، وعلماء،
ورجال أعمال، والأوساط الاجتماعية في البلاد، وصحفيون. وأشار القنصل الفخري
لجمهورية أوزبكستان في عمان، المدير العام للشركة الدولية "أبو غزالي
غروب" أثناء تقديمه للكتاب إلى أن "نجاحات أوزبكستان تم التوصل إليها
بفضل الإصلاحات المستمرة الجارية والتي توضح انفتاح البلاد على التعاون الاقتصادي
والسياسي الخاص المبني على المصالح المشتركة، والمتساوي. وأن الاستثمارات الموظفة
في الاقتصاد الأوزبكستاني ومن ضمنها استثمارات دول العالم الإسلامي، تشهد على ثقة
الشركاء وتقييمهم العالي لإمكانيات وآفاق هذا البلد الفتي". وأشار المدير
التنفيذي للمنظمة العربية للتطور العالمي إلى أنه تأثر بالنتائج الاقتصادية
المبشرة التي تم التوصل إليها بجهود الشعب الأوزبكستاني، ومفاتيحها وردت في كتاب
فخامة الرئيس إسلام كريموف. وفقط الشعب، بقيادة قائده، يملك آفاقاً اقتصادية واسعة
وقادر على الوصول إلى نتائج عالية من التطور الاجتماعي والاقتصادي، التي اطلعنا
عليها اليوم". وقال أحد زعماء الجالية الأوزبكية في الأردن: نحن موجودين
بعيداً عن الوطن وسعداء بصدق بنجاحاته، ونفخر بتقدم بلاد أجدادنا، التي حلمنا
باستقلالها وصلينا من اجلها. الإصلاحات الاقتصادية الجارية بقيادة فخامة الرئيس
إسلام كريموف، أظهرت فاعليتها في ظروف الأزمة المالية العالمية، وهو ما يعزز
آمالنا بازدهار أوزبكستان. واطلع المشاركون أثناء الاحتفال على حاضر أوزبكستان
والإمكانيات الاستثمارية والسياحية والاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات
البرلمانية القادمة.[4]
وعلى المستوى الرسمي نشرت
وزارة الخارجية الأوزبكستانية على صفحتها الإلكترونية أن أوزبكستان من السنوات
الأولى للاستقلال أعلنت عن تعاونها مع دول الشرقين الأدنى والأوسط كأحد الاتجاهات
الرئيسية لسياستها الخارجية. وعلاقات أوزبكستان مع دول المنطقة تتطور على المستوى
الثنائي. وفي إطار تطوير وتعزيز الحوار السياسي والصلات التجارية والاقتصادية
الأوزبكستانية مع دول الشرقين الأدنى والأوسط خلال السنوات الأخيرة جرى تنشيط
التعاون وتبادل الزيارات على المستويين الثنائي والإقليمي. وفي الوقت الحاضر أقامت
أوزبكستان علاقات دبلوماسية مع 40 دولة، وفي طشقند تمارس نشاطاتها 13 ممثلية
دبلوماسية لدول الشرقين الأدنى والأوسط. وتقوم وزارة الشؤون الخارجية بعمل دائم
للقيام بنشاطات تهدف توسيع الحوار السياسي، ومستقبل تطوير الصلات التجارية
والاقتصادية والثقافية والإنسانية مع دول الشرقين الأدنى والأوسط. وبإسهام سفارات
جمهورية أوزبكستان في دول الشرقين الأدنى والأوسط تجري أعمال نشيطة على المستوى
الثنائي مع دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ودولة
الكويت، ومملكة البحرين، وسلطنة عمان، ودولة قطر، والأردن، وإسرائيل، وإيران،
والهند، وباكستان. وعلاقات جمهورية أوزبكستان مع هذه الدول موجهة نحو تفعيل
التعاون الاقتصادي. وصادق مجلس وزراء جمهورية أوزبكستان على "خطة نشاطات
مستقبل تطوير التعاون بين أوزبكستان والدول العربية على المدى القريب". ويجري
الحوار السياسي بين الدول على مختلف المستويات، ومن ضمنها أعلى المستويات. وجرت
زيارات رسمية لفخامة رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف للملكة العربية السعودية
(من 11 وحتى 14/4/1992)، ودولة الإمارات العربية المتحدة (من 17 وحتى 18/3/2008)،
ودولة الكويت (من 19 وحتى 20/1/2004)، وسلطنة عمان (من 4 وحتى 5/10/2009)، ومصر
(من 15 وحتى 17/12/1992، ومن 17 وحتى 19/4/2007)، وإسرائيل (من 14 وحتى
16/9/1998)، وإيران (في تشرين ثاني 1992، وأيار 1996، و11/6/2000، ومن 17 وحتى
18/6/2003)، وباكستان (في آب 1992، وأيار 2006)، والهند ( في آب 1991، وكانون ثاني
1994، وأيار 2000، وأيار 2005). وخلال سنوات استقلال جمهورية أوزبكستان جرت زيارات
وفود على أعلى المستويات لجمهورية أوزبكستان من إيران (نيسان 2002)، والهند (نيسان
2006)، وباكستان (أيار 2005)، وأفغانستان (آذار 2002)، ودولة الكويت (تموز 2008)،
ودولة الإمارات العربية المتحدة (تشرين أول 2007). وزار جمهورية أوزبكستان بزيارة
رسمية وزراء المالية والاقتصاد من المملكة العربية السعودية (حزيران 2009)، ودولة
الإمارات العربية المتحدة (حزيران 2009)، ومملكة البحرين (حزيران 2009)، وسلطنة
عمان (نيسان 2009). وتنشط أوزبكستان في تطوير علاقاتها مع الدول العربية ودول
العالم الإسلامي في إطار المنظمات الدولية والإقليمية كمنظمة المؤتمر الإسلامي
والأجهزة التابعة لها، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الاقتصادي. وتجري
أعمال دائمة لجذب الدول الإسلامية للمشاركة في تحقيق الإجراءات الواردة في قرارات
رئيس جمهورية أوزبكستان، ومن بينها البرنامج الحكومي "عام تطوير وتحسين
الحياة في القرى"، وبرامج النشاطات الموجهة للاستعداد وإجراء الاحتفالات
بمناسبة مرور 2200 عام على إنشاء مدينة طشقند، والمهرجان الموسيقي "شرق
تارونالاري"، ويجري إيصال المبادرات الاقتصادية الخارجية في أوزبكستان،
للأوساط السياسية، ورجال الأعمال، والأوساط العلمية والاجتماعية في دول الشرقين
الأدنى والأوسط. وتجري بشكل دائم مشاورات مع الإدارات السياسية في إيران، والهند،
وباكستان، ومصر، والكويت. وتوجه جهود كبيرة لتفعيل علاقات التعاون التجارية
والاقتصادية والاستثمارية مع دول الشرقين الأدنى والأوسط. وحتى اليوم أنشأت لجان
حكومية مشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي مع 8 دول من دول هذه المنطقة. وبلغ حجم
التبادل التجاري مع دول الشرقين الأدنى والأوسط وإفريقيا 1150.9 مليون دولار
أمريكي في عام 2007، و1390.7 مليون دولار أمريكي في عام 2008، وبلغ النمو الايجابي
239.8 مليون دولار أمريكي.[5]
وعلى صعيد الدبلوماسية
الشعبية عقد مؤسسو جمعية الصداقة الأوزبكستانية الأردنية في طشقند جلسة لهم يوم
21/1/2010 برئاسة رئيس المجلس الأوزبكستاني لجمعيات الصداقة والعلاقات الثقافية مع
الدول الأجنبية، البروفيسور سيد أحرار غلاموف، نائب رئيس أكاديمية العلوم بجمهورية
أوزبكستان، بحضور السيد نور الدين هاشيموف المستشار بديوان رئيس جمهورية
أوزبكستان، والبروفيسور زاهد الله منواروف، عضو المجلس التشريعي بجمهورية أوزبكستان،
والبروفيسور عبد الله إسماعيلوف، رئيس الجامعة الأوزبكية الحكومية للغات العالمية،
والبروفيسور عبد الرحيم منانوف، رئيس معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية،
والسيد مير طاجييف رئيس صندوق معنويات. وأشار المتحدثون في الجلسة إلى التاريخ
المشترك الذي يجمع بين الشعبين الصديقين ومع أحفاد الرسول العربي محمد (ص) من
الأسرة الهاشمية منذ القدم وأبلغ تأكيد على ذلك وجود ضريح قثم بن العباس في
سمرقند، وأن الكثيرين من الأردنيين المعاصرين حصلوا على تعليمهم العالي المتخصص في
الطب والهندسة والقانون والصحافة وغيرها من التخصصات في مؤسسات التعليم العالي
الأوزبكستانية، وأن اثنين من الأساتذة الأوزبك أعضاء في أكاديمية اللغة العربية
الأردنية. وأن الجمعية كجزء من نشاطات الدبلوماسية الشعبية تسهم في تعزيز العلاقات
والتفاهم بين البلدين والشعبين الصديقين، من خلال توفيرها لسبل الحوار وتبادل
المعلومات المفيدة للجانبين وهو ما تنوي الجمعية الاستمرار فيه في المستقبل.
وفي ختام الجلسة انتخب
الحضور البروفيسور عبد الله إسماعيلوف، رئيس الجامعة الأوزبكية الحكومية للغات
العالمية رئيساً لجمعية الصداقة الأوزبكستانية الأردنية؛ والبروفيسور زاهد الله
منواروف، عضو المجلس التشريعي بجمهورية أوزبكستان نائباً لرئيس الجمعية؛ والسيد
سرور رحيم جانوف مديراً تنفيذياً للجمعية.
طشقند في 25/1/2010
[1]
غالب حسانوف: اختتام المهرجان الموسيقي الدولي السادس "شرق تارونالاري".
// طشقند: الصحف المحلية، 31/8/2007.
[5]
التعاون بين جمهورية أوزبكستان ودول الشرقين الأدنى والأوسط إفريقيا. // طشقند:
موقع وزارة الخارجية الأوزبكستانية http://mfa.uz/rus/mej_sotr/uzbekistan_i_strani_mira/، 2010. (باللغة الروسية)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق